الإلحاد في شعر نزار قباني

[أفلاطون]

أعظم الأدباء الإسلاميين كانوا ملاحدة، رغم أنهم لم يفصحوا عن ذلك بشكل مباشر بسبب تزمت المجتعات الإسلامية، في الزمان القديم كان المعري ملحدا وشعره يشهد على ذلك، وكان المتنبي ملحدا وهو الذي ادعى النبوة، ومن الأشعار القديمة في الإلحاد قول ديك الجن:

أتترك لذة الصهباء عمدا......لما وصفوه من لبن وخمر؟
حياة، ثم موت، ثم بعث،.......حديث خرافة يا أم عمرو

كما كان ابن سينا ملحدا وكذلك ابن رشد، فلا يتبع خرافات صلعم إلا الجهلة وضعاف العقول وصغار القوم،،

وفي الزمن الحديث كان نجيب محفوظ ملحدا وحنا مينا ملحدا وكان محمود درويش ملحدا، لكن حديثي اليوم عن الإلحاد في شعر المرحوم نزار قباني:

يقول نزار في قصيدته "قرطاجة":
شعراء هذا العصر جنس ثالث.. القول فوضى والكلام ضباب
من أين يأتي الشعر يا قرطاجة.. والله مات وعادت الأنصاب
"الأعمال الشعرية الكاملة" - لنزار (3/637).

وقال:
بلادي تقتل الرب الذي أهدى لها الخصبا
بلادي لم يزرها الرب منذ اغتالت الربّا
"يوميات امرأة لا مبالية" - (ص 620).

ويقول "في دفاتر فلسطينية" ص 119: "حين رأيت الله في عمان مذبوحًا على أيدي رجال البادية".

ويقول في مجموعة "لا" في "خطاب شخصي إلى شهر حزيران" ص 124:
أطلق على الماضي الرصاص كن المسدس والجريمة
من بعد موت الله مشنوقًا على باب المدينة
لم تبقَ للصلوات قيمة
لم يبق للإيمان أو للكفر قيمة

ويقول في ديوانه "الرسم بالكلمات" (ص 14):
وكتبت شعرًا لا يشابه سحره...... إلا كلام الله في التوراة
مارست ألف عبادة وعبادة........ فوجدت أفضلها عبادة ذاتي

ويقول في قصيدة "هل تسمعين صهيل أحزاني" (ص 188):
وطن بلا نوافذ هربت شوارعه، مآذنه، كنائسه وفر الله مذعورًا، وفر جميع الأنبياء.

ويقول في "يوميات امرأة لا مبالية" - (ص 597): "أريد البحث عن وطن جديد غير مسكون ورب لا يطاردني وأرض لا تعاديني".
ويقول في نفس المصدر السابق: "لأني أحبك يحدث شيء غير عادي في تقاليد السماء، يصبح الملائكة أحرارًا في ممارسة الحب، ويتزوج الله حبيبته في السماء".

ويقول في "الأعمال الشعرية الكاملة" (2/442): "الله يفتش في خارطة الجنة عن لبنان".
وفي نفس المصدر يقول: "القلب الإنساني قمقم رماه الله على شاطئ هذه الأرض، وأعتقد أن الله نفسه لا يعرف محتوى هذا القمقم، ولا جنسية العفاريت التي ستنطلق منه، والشعر واحد من هذه العفاريت".

وفي مقابلة له بعنوان "أسئلة الشعر مع منير العكش" يقول ص 195: "كل كلمة شعرية تتحول في النهاية إلى طقس من طقوس العبادة والكشف والتجلي، كل شيء يتحول إلى ديانة حتى يصير الجنس دينًا، والغريب أنني أنظر دائمًا إلى شعري الجنسي بعين الكاهن، وأفترش وجه حبيبتي كما يفترش المؤمن سجادة صلاة، أشعر كلما سافرت في جسد حبيبتي أني أشف وأتطهر وأدخل مملكة الخير والحق والوضوء. وماذا يكون الشعر الصوفي سوى محاولة لإعطاء الله مدلولاً جنسيًا؟".

ويقول في نفس المصدر "الأعمال الشعرية الكاملة" (2/402): "حين عرفني الله عليك ذهب إلى بيته، فالله كما قالوا لا يستلم إلا رسائل الحب".

ويقول في "الأعمال الشعرية الكاملة" (1/775): "عمر حزني مثل عمر الله أو عمر البحور".
ويقول في "الأعمال الشعرية الكاملة" (2/562): "فلا تسافري مرة أخرى لأن الله منذ رحلت دخل في نوبة بكاء عصبية وأضرب عن الطعام".
ويقول في "الأعمال الشعرية الكاملة" (2/648):
لا الله يأتينا ولا موزع البريد
من سنة العشرين حتى سنة السبعين

ويقول في "الأعمال الشعرية الكاملة" (2/648): "ولماذا نكتب الشعر وقد نسي الله الكلام العربي".؟
ويقول في "أشعار خارجة على القانون" (ص 65): "يا إلهي.. إن كنت إلهًا حقيقيًا، فدعنا عاشقين"

وفي "خطاب من حبيبتي" لنزار (ص 426) يقول: "أين غرور الله من غروري"!

رحمك الله يا نزار يا محطم الأصنام، يا ناسف الأوثان السماوية، لكن كان البشر يعبدون آلهة مجسمة مجسدة، فلما توصلوا إلى أنها أصنام صامتة لا تنفع ولا تضر، أصبحوا يعبدون صنما خياليا غير مرئي،،
ونزار قباني واحد من الذين دقوا مسامير قاسية جدا في نعش هذا الصنم السماوي الصامت.

[فجر]

و في قصيدة عيناك قال ماذا أعطيكي اجيبيني قلقي الحادي هذياني . اعترف بالالحاد العظيم صل الله عليه

[إبن وراق]

"يوميات امرأة لا مبالية" - (ص 597): "أريد البحث عن وطن جديد غير مسكون ورب لا يطاردني وأرض لا تعاديني"

بديع

[أفلاطون]

شكرا على الاهتمام والتفاعل،،