شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 01-27-2017, 03:18 PM Dopamine غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
Dopamine
عضو جديد
 

Dopamine is on a distinguished road
افتراضي تفسير إدوارد غوسنز للحروف المقطعة في القرآن

السلام عليكم جميعا،

كثيراً جداً ما اقرأ تفسيرات للحروف المقطعة في القرآن، و لكن دائماً ما تكون في غالبها عشوائية اعتباطية ليست إلا تحزيرات. إلا أنني منذ فترة وقعت على ورقة بحثية قديمة عن بحث أقدم لأحد المستشرقين يدعى إدوارد غوسنز Eduard Goossens، يضع فيها تفسيراً محتملاً للحروف، و يظهر لي أن له قوة تفسيرية عالية للحقائق التي تحيط بالحروف المقطعة، و لكن لسبب ما ليس منتشر هذا التفسير سواء بين المسلمين أو حتى الملاحدة و اللاديين العرب.

نظرية غوسنز باختصار أن هذه الحروف ليست إلا مختصرات لأسماء قديمة للسور، و تم الابقاء عليها عند جمع القرآن و تدوينه و نسخه، و مع مرور الزمن، بدأ يظنها الناس جزء من القرآن بينما هي كانت علامات توضع على الصحف التي يتم جمع القرآن فيها كعناوين، و كانت توضع كحروف حتى لا يختلط مع القرآن ما ليس من القرآن. و بهذا المنظور، يمكن فهم لماذا لم يرد لنا أي أسئلة من الصحابة للرسول عن معاني هذه الحروف المقطعة الغير مفهومة، و ذلك لأنها ببساطة ليست من أصل القرآن و إنما أضافها مدونوا القرآن.

يقوم غوسنز بناء على ذلك بطرح عدد من التفسيرات المحتملة لتلك الحروف. و يقوم بذلك من خلال نفس آلية عنونة السور الحالية، و هي أن تكون كلمة بارزة في السورة أو في بدايتها
لتوافق الحرف في بدايتها. رغم أن بعض التفسيرات الخاصة لبعض الحروف قد تكون اعتباطية نوعا ما و ليست أكثر من تحزير، إلا أن النظرية في المجمل يظهر لي شخصياً على الأقل أكثر النظريات صلابة، خصوصاً و أن بعض السور تظهر لي الآن أن التفسير بديهي و واضح.
يمكنكم الاطلاع على نص الورقة البحثية هنا لمن يجيد الانجليزية:

http://imgur.com/a/HW1gD

و أما تفاسير الحروف بحسب غوسنز فهي كالتالي:

ن - سورة القلم

هذه ربما الأوضح، و هي اشارة للحوت المذكور في أواخر السورة "و لا تكن كصاحب الحوت"، فالحوت يسمى النون، و ذكر ذلك القرآن في مكان آخر "و ذا النون إذ ذهب مغاضباً".

ق - سورة ق

هذه واضحة أيضا، ق هي أول كلمة في السورة وهي القرآن. و يدعم ذلك أنها أيضا تسمى سورة "المجيد" حاليا في المغرب مثلاً، و التي تعتبر وصف لهذا القرآن.


يس - سورة يس

غوسنز يفسرها بأنها سورة إلياسين، أي النبي إلياس. و لكن السورة ليس فيها ذكر لإلياس، و إنما هو مذكور في السورة التي تليها و هي سورة الصافات. يرى غوسنز أن السورتين يظهر أنهما كانتا سورة واحدة أو في صحيفة واحدة تحت اسم الياسين، و يستشهد بأن القافية هي نفسها بين السورتين، باستثناء مقدمة الصافات و التي يراها اضافة لاحقة للسورة و سيتم التطرق لذلك في حروف أخرى. بالاضافة لذلك، يذكر أن سورة يس يتم استخدامها في الجنازات، و يرى أن محتوى الصافات أكثر مناسبة للجنازات من محتوى سورة يس. شخصياً مختلط الرأي هذا لدي، فآيات الصافنات تظهر أنها في المجمل أقصر بشكل ملحوظ من آيات يس، و لكن القافية فعلا متوافقة، و الاسم يطابق "الياسين". لذا يظهر أن السور متفرقة عند نزولها، و لكن المدون هو من قد يكون جمعها في صحيفة واحدة تحت عنوان واحد.


ص - سورة ص

غوسنز يفسرها بأنها الصافات، و يبرر ذلك بحسب تفسيره السابق أن أوائل سورة الصافات كانت في بداية ص حيث أنه مكان أكثر مناسبة من مكانها الحالي. شخصياً لست مقتنع بهذا التأويل و لا أرى داعي لتقليب تراتيب السور لهذا التفسير، خصوصاً وأنه توجد كلمات قد تكون أكثر مناسبة في السورة مثل "الصيحة" أو "الصافنات".


الر – مجموعة شبه متتالية من السور: يونس، هود، يوسف، إبراهيم، الحجر.

هذه تبدو بديهية وربما بعضكم قام بتحزير الكلمة، ألا و هي "الرسل". كل هذه السور هي عن الرسل، سواء في العنوان أو المحتوى، و يظهر أن هذه المجموعة من السور كانت مدونة في صحيفة واحدة تحت عنوان "الرسل" (قد يكون ذلك باعتبارهم سورة واحدة من قبل المدون أو مجموعة سور في صحيفة واحدة تسمى صحيفة الرسل أو قرآن الرسل).


المر – سورة الرعد

قد تكون "المرسَل"، إشارة إلى الرسول في آخر السورة "و يقول الذين كفروا لست مرسلاً". و رأي شخصي أنها قد تكون "المرسِل" إشارة لله الذي يرسل الصواعق في الآية 13.


الم – مجموعة سور: البقرة و آل عمران متتالية من جهة، و العنكبوت و الروم و لقمان و السجدة متتالية من جهة أخرى.

يقترح غوسنز أن الم تعني "المثل"، و ذلك لكثرة ضرب الأمثال في هذه السور. قد يكون هذا وجه، و لكني شخصياً لا أراه بصلابة تفسير "الر" على سبيل المثال، خصوصاً و أن لقمان و السجدة ليس فيها كلمة "مثل". قد تكون هناك أوجه، و يحتمل عزل البقرة و آل عمران في تفسير مختلف، كأن يتم عنونتهما بـ "المدينة" إشارة إلى أن هذا هو قرآن المدينة و تم تدوينه في صحيفة منفصلة لدى أحد الصحابة.


المص – سورة الأعراف

يقترح غوسنز "المصور" إشارة إلى آية "و لقد خلقناكم ثم صورناكم"، و تبدو مناسبة اذا لم يكن هناك بديل أكثر مناسبة.


كهيعص – سورة مريم

أظن الكثير أتى هنا مباشرة لكثرة الكلام حول هذه الكلمة الطويلة العجيبة!
من يعرف السورة جيداً سيستطيع تخمين حرفي الياء والعين مباشرة بحسب المنهجية المتبعة إلى الآن، و أنها تشير إلى يحيى و عيسى، و هذا فعلاً ما يقترحه غوسنز.

يتبقى الكاف و الهاء و الصاد.

بشكل عام، يرى غوسنز بحسب المحتوى و تراكيب الكلام و القوافي أن السورة مركبة، و لم تكن بالضرورة سورة واحدة، و يفصل في ذلك في بحثة. ولكن الشاهد أن الصاد يرى أنها ضاد، و تعني "الضلالة" إشارة إلى آية "قل من كان في الضلالة".

يتبقى حرفي الكاف و الهاء، وغير واضح مباشرة كيف يمكن تفسيرها. و يقترح هنا أنها تعني سورة "الكهف"، و أن السورتين كانتا سورة واحدة في بعض الصحف و ذلك لتشابه طريقة السرد بينهما، بل و ربما فترة النزول. شخصياً مقتنع بحرفي الياء و العين، أما البقية و إن كانت تفسيرات جيدة، إلا أنه قد يكون هناك تفسير أفضل.


طه – سورة طه

التفسير المقترح لحرف ط هو "طوى"، و الهاء "هارون". و تبدو مناسبة للسورة.



طسم – سورة الشعراء

ط تعني الطود. س تعني الشعراء. م تعني موسى.

طس – سورة النمل

ط تعني الطير. س تعني سليمان.

طسم – سورة القصص

ط تعني الطور. س تعني الشاطئ. م تعني موسى.

(الثلاث سور السابقة متتالية و متشابهة في الحروف الأولى، فقد تكون مجموعة مسبقاً تحت صحيفة واحدة بعنوان واحد أو اكثر.)


حم – مجموعة سور متتالية وهي غافر، فصلت، الشورى (بإضافة عسق)، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف.

التفسير المقترح أن حم تعني الحميم، والتي تشير إلى الحميم أو النار أو الجهنم التي يكثر ذكرها في مجموعة السور هذه.

أما عسق في سورة الشورى، فيرى أنها تشير إلى "لعل الساعة قريب" في نفس السورة.



وبهذا نكون شملنا كل الأحرف المقطعة في القرآن.

كما ذكرت في بداية الموضوع، يوجد بعض التخمين في معرفة معاني بعض الأحرف بعينها، و لكن أظن أن الباحث أصاب الحقيقة في النظرية في المجمل و هي أن الحروف هي فعلاً أسماء للسور، بينما نختلف في انزال معنى كل حرف بحسب الكلمات المذكورة في السورة. بل ويعضد هذا في التراث الإسلامي لعبدالرحمن بن زيد بن أسلم قوله "إنما هي أسماء السور" كما جاء في تفسير ابن كثير.

رغبت في طرحه هنا نشرا للفكرة، و لأستمع منكم أراء حول التفسير بشكل عام، و تفسير بعض الحروف بشكل خاص.

و لكم خالص التحايا!



  رد مع اقتباس
قديم 01-27-2017, 04:58 PM تهارقا غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
تهارقا
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية تهارقا
 

تهارقا is on a distinguished road
افتراضي

اؤلاً احييك علي موضوعك الأكاديمي. المتميز الذي أصبحنا نفتقده الا من قلة ( فما يسود المنتدي هو المواضيع الانشائية ) لكن ....

هذا يشبه تفسير بعدي ، اعني محاولة ربط هذه الحروف بمعني هي محاولة في الغالب كما ذكرت في مقالك تحزيرية (تخمين )

في اول الامر وجدة الفكرة قوية لكن تلاشت هذه القوة بعد ان ذكرت بقية الأدلة التي ام اجدها قوية ( اعني انها من النظريات التي تجدها قوية في مكان ما وضعيفة في مكان اخر )

لكن اشكرك حقاً علي اطلاعنا علي هذه النظرية
في رأي الشخصي هذه الحروف المقطعة
انها مجرد افتتاحية للسور حتي تتفق مع اللحن فيها

بمعني قد تبدأ السورة بي (القلم وما يسطرون ما انت بنعمة ربك بمجنون )

لكن اللحن ضعيف هنا فإذا وضعت حرف في بداية السورة لتصبح اجمل لحناً مثل خرف النُّون (ن والقلم وما يسطرون )
الذي يسيطر علي اللحن العام للسورة

هي وضعت للحن فقط لا اكثر. ( ديكور )



:: توقيعي ::: وأسبق رفاقك للقيود فإنني ... أمنت أن لا حر غير مقيدي

لا أكره المؤمنين ..... فقط لا أومن بما يؤمنون
  رد مع اقتباس
قديم 01-27-2017, 07:06 PM Dopamine غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [3]
Dopamine
عضو جديد
 

Dopamine is on a distinguished road
افتراضي

أهلا بك تهارقا، و شكرا على اطرائك.

أوافقك فعلاً، الحروف الأولى كانت أوضح في الدلالة مثل ن و الر، البقية ارتفع فيها معيار التحزير.

و نعم هو تفسير بعدي، و لكن كل النظريات التاريخية هي تفاسير بعديه، و آليتها هو ايجاد نظرية تفسر أكبر عدد ممكن من الحقائق التي تحيط بأمر ما. و هذا بالظبط سبب اعجابي بهذه النظرية، و أنها توفر اجابات عن أهم الحقائق التي تحيط بهذه الحروف، و منها:

- الحروف تأتي في رؤوس السور و ليس في أي مكان آخر.
- الحروف تأتي أحيانا مكررة في سور متتابعة.
- الحروف في عدد محدود من السور و ليست كل السور.
- الحروف لم يسأل عن معناها أي من الصحابة.

فلو اعتبرناها حروف عشوائية للحن و هو محتمل، لكان في هذه النظرية ضعف في تفسير عدم سؤال الصحابة عن معانيها.

أظن أن مسألة تدوين و نسخ القرآن كانت فترة فوضوية إلى حد ما أدت إلى دخول بعض كتابات المدونين في القرآن. فعلى سبيل المثال، تجد كثير من هذه الحروف يليها نص "تلك آيات الكتاب المبين" أو ما شابه ذلك، و بدأ الشك يدب في نفسي أن هذه العبارة شبيهه لدى المدونين بالبسملة، وهو أن ما يتم تدوينه في هذه الصحيفة هي آيات الكتاب المبين، و كأن هذا يعود إلى أسلوب كاتب أو مدون واحد.



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
للحروف, إدوارد, المقطعة, القرآن, تفسير, غوسنز


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تفسير ابن خلدون لاخطاء القرآن سامي عوض الذيب العقيدة الاسلامية ☪ 0 08-02-2017 09:56 AM
تفسير القرآن بالقرآن دليل انه من الله الرب الرحمن haithem العقيدة الاسلامية ☪ 33 07-27-2017 03:45 PM
تفسير القرآن على المزاج Colombo العقيدة الاسلامية ☪ 39 12-24-2016 04:11 AM
تفسير القرأن لأبي نكاح الرومنسي الالحادلوجيا ساحة النقد الساخر ☺ 0 05-20-2016 09:57 PM
واحد مسلم يعطيني تفسير غير تفسير الجلالين عقلاني ساحة الاعضاء الجدد Ω 10 08-16-2014 10:56 PM