![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
الباحِثّين
![]() ![]() ![]() |
هل الإسلام دين قابل للإصلاح أصلا؟
لا أعرف، لأننا نحن البشر نتنبأ بالمستقبل بالاعتماد على القياس بسيناريوهات شبيهة ماضية، وأنا أرى أن هذا مفقود في حالة الإسلام لأنه اختلط بالسياسة أيام تكوّنه الأول بطريقة لم تحصل لدى أي دين عالمي آخر وبالتالي فأنا أراه حالة فريدة من نوعها تجعل الاعتماد على تجارب الأديان الأخرى مقارنة ناقصة غير مكتملة لنحكم على مستقبل الإسلام وما يصلح له وما لا يصلح. لكن هذا لا يعني أن الأمل معدوم. لطالما ثارت في المتدى وغيره نقاشات ثرية عن إمكانية إصلاح الإسلام والطريقة الأمثل لذلك. بكل واقعية وشفافية، أنا أرى أننا نحن لا نستطيع أن نصلح الإسلام بطريقة مباشرة ببساطة لأنه لا توجد طريقة لبقة مقبولة لتقول فيها لشخص صرف عقودا من عمره من أجل غاية كبرى إن كل جهوده كانت من أجل هراء خالص، ولا توجد طريقة لبقة لتصرح لمؤمن بأنك ترى أقدس مقدساته محض خرافات لا وجود لها، وأن الأمر برمته لا يعدو أكثر من كونه كذبة كبيرة. لكن هذا لا يعني أننا لا نستطيع أن نساعد إخوتنا المسلمين بطرق غير مباشرة. أولا مجرد انتقادنا لدينهم (لا سيما من تمكنوا من الإفصاح عن هوياتهم وهم آمنون في الغرب كحامد عبد الصمد وآيان وأمثالهما) يضعهم تحت الأمر الواقع الذي نسعى إليه. فنحن لا نسعى إلى تجريد المؤمنين من عقائدهم ولكن أن يحترموا هم عقائد ولاعقائد الآخرين (العدوان من طرفهم وليس العكس) وأن يحترموا قيم حرية النقد والتعبير، ووضعهم تحت الأمر الواقع بواسطة هؤلاء النخبة تمهيد جيد من أجل تجريء الناس على تحويلها إلى ظاهرة عامة ومقبولة مع الوقت حيث يصير الإسلام مثله مثل غيره لا واسطة خاصة به تجعله حصينا من النقد بينما كتاب المسلمين المقدس نفسه لا يشبع من تقبيح عقائد الآخرين وعقولهم والطعن في نواياهم. لكن الملحدين ليسوا هم وحدهم من يريدون إصلاح الدين، بل إن بين المسلمين عقلاء يودون ذلك بصدق، وهؤلاء أفضل حليف للملحد لأن المسلم مهما بلغ تحرره سيظل أكثر قبولا لدى الجماهير المسلمة من الملحد الصرف. هذا الكلام ليس جديدا بل قيل كثيرا، وزميلنا منشق يقول به طول الوقت. لم أكتب هذا الموضوع من أجل إعادة ما نعرفه، بل من أجل أن أركز على شرط ضروري ولا غنى عنه في حليف الملحد الحقيقي في هذه المعركة. المسلمون الذين يتاجرون بقيم الحداثة كثيرون جدا، ولكن معظمهم (قد لا يكونون أقل من تسعين في المئة منهم) هم أعداء لهذا المشروع الإصلاحي. لماذا؟ لأنهم يتاجرون بقيم الحداثة بالكلام فقط، ولكن عندما يوضعون تحت الامتحان ترى أنهم يخونونها بمحاولة تحصين دينهم من النقد بالطرق الرخيصة: مثلا بتشجيع قوانين المعاقبة على ازدراء الأديان! (هل تستطيعون عد المرات التي دخل علينا فيها إلى هذا المنتدى شخص مسلم يتاجر بالتسامح والسلام ثم ما هي إلا بضع ردود حتى بدأ يشتمنا ويتوعدنا بجهنم في الآخرة وحد الردة في الدنيا؟) هذا هو الامتحان الحقيقي الذي يفشل عنده تسعون في المئة من ممن يدعون أنهم من المصلحين وهم في الحقيقة مخربون ومشاغبون على المشروع لا يصنعون أكثر من إعطائنا السم ممزوجا بالعسل من أجل تخديرنا عن رؤوية مآربهم الحقيقية، ألا وهي تبرئة دينهم الحبيب مما يكال إليه من تهم بأي ثمن، حتى ولو كان التقية والنفاق. إن أكبر همهم هو ألا يسمعوا كلمة نقد واحدة تقال لدينهم على الملأ، ولكن أليس هذا تناقضا صارخا مع قيم العلمانية التي يدعون حملها والتي تشجع على التعددية وحرية التعبير! علامة المصلح الحقيقي هي أن يتقبل بصدر رحب صادق أن يسمع النقد يوجه لدينه، وأن يريد لأمثالنا ممن ينتقدون الأفكار ويتورعون عن التحريض على العدوان وينادون بالمساواة للجميع بل وحرية العقيدة للجميع (بشرط أن لا يؤذي المؤمن غيره بذريعة التعاليم الإلهية بالطبع) أن يجهروا بأصواتهم وهم آمنون ويتحمل الألم النفسي الناتج عن ذلك بكل شهامة لأنه يرى قيم العلمانية التي يدعو إليها أهم وأثمن وتستحق تلك التضحية، علامته أن نراه يدعو بصدق إلى ساحة حرة حقيقية لا يؤذى فيها أحد بسبب أفكاره طالما أنه لا يدعو إلى كراهية أو تحريض، وأن يقبل مسرورا بأن يرى دينه العزيز غير مستثنى من هذا القانون العالمي بلا واسطات ولا محسوبيات. ونعم أنت لم تفهمني خطأ: أنا أرى -وبقوة- أن دورنا سيكون أكثر نفعا وتأثيرا إذا ظللنا ننتقد الإسلام! (أكرر: بشرط عدم التحريض والكراهية، هذا شرط أساسي جدا. المسلمون هم أهلنا الذين نشأنا بينهم ولكننا لا ندين لأفكارهم بشيء فالأفكار ليس لها حقوق) وأننا بهذه الممارسة سنفيد المسلم المصلح الحقيقي الذي يدعو إلى ساحة حرة بمساعدته على تطبيق شعاراته على أرض الواقع بينما سيفيدنا هو بأن صوته سيظل أكثر قبولا لدى المسلمين (عنده شوية أمل على الأقل!). الغرب ذكي ويعرف أصدقاءه الحقيقيين، ولذلك وضع أيديه في أيدي أمثال ماجد نواز الذين يدعون إلى قيم العلمانية بأسلوب نزيه وصادق وليس من أجل الغش والخداع. وأنا أدين لكل مسلم يوفي هذا الشرط بإخلاص أن أكون حليفه وأن أذود عنه ما استطعت، فقيم العلمانية التي تساوي بين الناس وتحيد المعتقدات هي ما يجمعنا معا والمسلم الذي يعتنق بصدق وإخلاص قيم العلمانية هو حليفي وصديقي ولا فرق عندي بينه وبين الملحد الذي يعتنق نفس القيم.
التعديل الأخير تم بواسطة binbahis ; 12-13-2016 الساعة 12:38 PM.
|
|
|
|
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| إصلاح, الملحد, الإسلام, الحقيقيون, خلفاء |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| خلفاء ولكن .. لقطات من التاريخ | ديانا أحمد | ساحة الشعر و الأدب المكتوب | 14 | 05-30-2018 05:12 PM |
| المهدي المنتظر الزردشتي وخرافة قدوم المسيح الدجال في الإسلام من الشرق | لؤي عشري | العقيدة الاسلامية ☪ | 1 | 05-11-2018 07:53 PM |
| إصلاح الخطاب الديني اليهودي (مقدمة) | سامي عوض الذيب | العقيدة الاسلامية ☪ | 0 | 10-06-2017 06:19 AM |
| ترتيب خلفاء الله | نور الرحمن | العقيدة الاسلامية ☪ | 22 | 02-09-2016 09:28 PM |
| لماذا يجب إصلاح الإسلام | افاتار | العقيدة الاسلامية ☪ | 91 | 12-10-2015 11:03 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond