![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
الباحِثّين
![]() ![]() ![]() |
مقدمة الرسالة:
قلتم لي: ديننا دين الحرية، فاذهب واختر ما شئت ولن يتدخل بقرارك أحد. قلتموها وقد أرحتم فوهة المسدس على صدغي، فإن اخترت ما يريح عقلي وضميري ضغطتم على الزناد، فكان إعدام اجتماعي وكان اضطهاد وتشبيح وتخوين وعدوان، وكان أذى مالي ونفسي ومن يدري، ربما كان أذى بدني أيضا، وأجمل ما في الموضوع أني حين يصيبني كل هذا الأذى، أني أنا وحدي الملوم على ذلك، وأن كل من مد يده إلي بالأذى معذور مغفور الذنب. فشكرا جزيلا لكل من تفضل علي منكم فبين لي -بكل صدق وشفافية- أن الناس إن اعتدوا علي بسبب ممارسة ما سماه كل من تحدثت إلي منكم "حريتي الشخصية التي يكفلها الإسلام"، أني كنت أنا المدان، وكنت أنا المجرم وأنا الملوم. إذن أنا "حر" من وجهة نظر الإسلام والإسلام "يكفل" هذه الحرية ويصونها، ولكن إن آذاني الناس بسبب ممارسة هذه الحرية فهم المساكين وهم الضحايا، وأنا الجاني وأنا المجرم.. أي منطق معوج هو هذا؟ هل هذا حديث عقلاء أم هو هذيان مجانين؟ ... [مقطع طويل محذوف] ... أنا وأمثالي ["أمثالي" هنا تشير إلى المؤمنين بحرية الفكر والتعبير والحقوق الإنسانية، وليست تعميما على الملحدين، وإن كانت المجتمعات التي أثبتت أكبر نجاح في تطبيق هذه القيم على أرض الواقع هي مجتمعات ملحدة لا مؤمنة] لا يهمنا صرف المسلمين عن دينهم، لا يهمنا ذلك إطلاقا (هذه هي الحقيقة، رغم وساوس عقدة الاضطهاد التي تنخرعقول مجتمعنا كالسرطان)، ولكن يهمنا ألا يصرفوا هم الناس عن قناعاتهم (التي تخالف الإسلام) بالغصب والعدوان. (هل لاحظتم كيف اعتدنا في مجتمعاتنا الجميلة على قلب الطاولة بلامبالاة كاملة؟ لقد اعتدنا دوما التباكي من محاولات الأشرار الأوغاد صرف الناس عن دينهم الإسلام "دين الحق" بينما مجتمعاتنا هي أكثر من يستحل إيذاء الناس في سبيل "صرفهم عن غير طريق الإسلام إلى طريق الإسلام" إن كانوا من أهلينا الأقربين رغم أنهم هم الأحق والأولى بالمعروف من غيرهم، يا للسخرية كيف قلبت الطاولة، كيف يمثل الجاني المعتدي دور الضحية!) يهمنا أن يتخلى المسلمون عن ممارسة الجزء المحذوف من الآية "ولن يرضى عنك المسلمون حتى تتبع ملتهم". اتبعوا ملتكم كما يحلو لكم فهذا حقكم (وأقسم لكم صادقا أني سأكون أول من يدافع عن حرية كل متدين -مسلما كان أو وغير مسلم- في أن يعتنق دينه ويمارسه كما يشاء لو كنت أقدر على ذلك، طالما أنه لا يعتدي على حقوق غيره بالطبع)، ولكن دعوا غيركم يتبع ملته كما يشاء لأيضا. أليست هذه صفقة عادلة ومساواة في الحقوق؟ لكن لا، فمن قال لنا إن العدل والصدق والمساواة هي ما يريده أغلب المسلمين (إلا قلة منهم)؟ سنعبد أصنام الأجداد التي ألفينا آباءنا على عبادتها، ثم سنسب ونتنبأ بعذاب السعير لكل من مات على دين آبائه ولم يغيره ما لم يكن دين الإسلام (في حالة الإسلام بالذات، "معلش" أن ترث دين آبائك وراثة وتقلد محيطك الذي نشأت فيه بلا تفكير). سنقصي ونؤذي و "نعاقب" بالنيابة عن الله العظيم في محكمة تفتيش مقدسة من أراد أن يمارس حقه في رغبته عن الإسلام إلى غيره، ثم سندين من يؤذي المسلمين الجدد الذين يمارسون الحق ذاته. سنقرأ كل يوم آيات من كتابنا المقدس "تزدري" بقية المعتقدات وتصف أصحابها بأشنع وأقبح الأوصاف وسنعلن عن ذلك على المنابر في الجوامع والندوات وعلى النت والتلفاز، ثم سنجرّم وندعو إلى محاسبة من اكتفى بالقول إنه يرى الإسلام من صنع البشر بسبب كذا وكذا، بتهمة "ازدراء الأديان" (وأبشركم أعزائي أن نصوص الإسلام المقدسة ستكون على رأس قائمة الممنوعات إذا طبق قانون "ازدراء الأديان" تطبيقا صادقا صحيحا!). سنعاقب "الكفرة" إن كانوا من أولادنا أو ممن نمون ونقدر عليهم، وسنقطع رحمهم ونحطم نفسياتهم ونعبس في وجوههم وننفيهم إلى أرض أخرى بعيدة، ولكننا سنعانقهم -أي "الكفرة"- ونتودد إليهم ونبشّ في وجوههم إن كانوا غرباء نطمع في إسلامهم، وسنذهب نحدثهم عن سماحة الإسلام وعدالة الإسلام، وسنبذل الغالي والرخيص في سبيل ألا يعرفوا أن أولادنا كانوا فيما مضى ستة أشخاص لا خمسة كما هم اليوم، كيلا يسألوا ولا يعرفوا كيف عاملنا الكفرة حين كانوا من أولادنا ورحمنا. [هذا المقطع الأخير إشارة إلى قصة حقيقية] وفي النهاية يا إخوتي العزاز، سنكتشف الحقيقة التي لا يجرؤ على قولها أحد، أننا لا نستحيي من أن نقول أننا نحن العدل ونحن الكمال والجمال والخلق والسماحة، ولكن لديننا الإسلام "واسطة" تبيح له كافة أنواع التجاوزات، وتبيح له أن يفرض على غيره ما لا يلتزم هو به من المعايير. بالطبع، لأننا نحن وحدنا "الفهمانون" الذين يعبدون الإله الحق، لأننا نحن وحدنا أولاد الله وأحباؤه، وأما بقية البشر فبين "مصر جاحد" أو "مسكين ضال"، فالأول له منا العداوة والبغضاء والقمع والأذى والثاني له الشفقة والوصاية. هل تعرفون بم يسمى هذا السلوك، أن أخبرك أني "أفضل" منك لأن إلهي هو الحقيقي بينما تعبد أنت من يسيء إلى الحقيقي بعبادتك إلها مزيفا؟ إنه يسمى "مزاودة" (وهي ليست شيئا لطيفا أبدا)، فمن أين تعلمتم فن "المزاودات" هذا، أهو من عند أنفسكم أم أنه كان بوحي من نصوص كتابكم المقدس؟ (لي عودة إلى هذا الموضوع في يوم لاحق بإذن الله) آن الأوان ليقول أحد: رجاء كفى مزاودات، فلم يقتلنا ويفتك بنا إلا هذه المزاودات. ليس معنى أن غيرك لا يحمل نفس قناعاتك الغيبية أنه لا يبجل الإله الذي يؤمن هو به كما تبجل إلهك أنت، أو أن رغبته في فعل الخير تقل عن رغبتك. أحترم دفاعكم عن حقكم باختيار قناعاتكم الخاصة والتعبير عنها بحرية تامة، ولا أحترم أن تعتدوا على مخالفيكم (أو تصفقوا للعدوان أو تتخذوا منه موقف الحياد) حينما يمارسون الحق ذاته. أحترم أن تمارسوا حقكم بانتقاد ما يخالف قناعاتكم بالحجة والكلمة، ولا أحترم أن تعتدوا (أو تبيحوا العداون وتوافقوا عليه) على من يمارس الحق ذاته. أحترم أن تختاروا عبادة إرث الأجداد وتقديس أصنامهم، ولا أحترم أن تجبروني على تقديس ما تقدسون. أحترم أن تتمسكوا بحقوقكم كافة وتدافعوا عنها، ولا أحترم أن تحرّموا نفس هذه الحقوق على غيركم. ... [وتستمر الرسالة] --- لهذه الرسالة (وما المقطع الصغير أعلاه إلا جزءا يسيرا منها) خلفية تتجاوز الأفكار الإلحادية المجردة. لكثير منا هنا حظه من التجارب الأليمة مع مجتمعه الذي لا يدري، ولا يدري أنه لا يدري، فيتيه أفراده على الناس تكبرا وكأنهم ملكوا مفاتيح الحقيقة المطلقة وهم أجهل الناس، أو كأنهم صافحوا الله والملائكة وهم لا يدرون أنهم قد يكونون أبعد الناس عنه لو وجد فعلا، بل ربما يكون الإله الحقيقي بالغ الغضب عليهم بسبب الجهالات التي يرتكبونها باسمه ليل نهار وهم لا يعلمون! بالنسبة لي، فقد فقدت واحدا من أقاربي وأعز أصدقائي بعدما نفاه أبوه إلى أرض أخرى لما علم منه لم يعد يعتقد بالإسلام، ثم مررت -بعدها بسنوات- بتجربة شخصية لما كشف شيء كتبته بسبب خطأ ارتكبته، ولم يكن استمرار الحياة ممكنا لو لم أمثل مسرحية العودة إلى الدين الحق التي يضطر إليها كل ملحد يفتضح أمره (هذا وأنا لست منكرا لوجود خالق -والذي يفترض نظريا على الأقل أن يكون سببا في إصدار "حكم مخفف" نسبيا في محكمة التفتيش الإسلامية- من حيث المبدأ بل أعتقد ببشرية الأديان فقط). حاليا الأمور مستتبة هادئة وعلاقاتي الأسرية مستقرة والرسالة مجرد تفريغ أدبي لشيء مضى، ولكني قد أهرب إلى الخارج وأنشرها بالفعل ذات يوم، فليس من الممتع أن تعيش تحت سقف واحد مع عناصر مخابرات هم ببوليس نظام الأسد أشبه، لا تدري متى يكشفون أمرك فيشكونك إلى مجتمعهم وكهنتهم فيحكم عليك بالإعدام الاجتماعي إلى الأبد، كما أن من الصعب عليك أن تنسى ماضيا لا يزال يعيد تجديد نفسه وأنت ترى الإرهاب الداعشي يمارس يوميا بغطائه المدني الذي يعطيه الشرعية، فترى المسلمين "المعتدلين" يخرجون في مسيراتهم في النهار كي "يتبرؤوا" من إجرام داعش، حتى إذا عادوا إلى منازلهم في المساء مارسوا الداعشية على أهلهم وأولادهم إن اعتنقوا من الأفكار ما لا يعجبهم، يمارسونها وهم حريصون كل الحرص على ألا يعرف المجتمع الخارجي عن ذلك شيئا. إن هذه الجرائم الداعشية هي الجريمة التي تواطأ المجتمع المدني المسلم على إخفائها عن الأعين الخارجية، لأنه يعلم أنها لن تكون في صالحه كثيرا وهو يحاول أن يدعو الناس إلى الإسلام. (إن قلت لي إن هذه الممارسات موجودة عند كافة الشعوب فأنا أوافقك تماما وبلا نقاش، ولكنها عند المسلمين فقط -دون شعب الأرض- تمارس بمباركة من أكابر المجتمع وكهنته ونخبته بالإضافة إلى تواطؤ مجتمعي على خنق الآراء المخالفة بما فيها تلك التي تدعو إلى حرية الفكر والتعبير، وهنا تكمن المصيبة) إنه الجانب المظلم من الإسلام، الجانب الذي يستحيي منه المسلمون إن قابلوا من يطمعون في إسلامه من غير المسلمين، ولكنهم لا يستحيون منه قدر شعيرة إن ضمنوا أنهم في الغرفة وحدهم وقد خلا بعضهم إلى بعض. فهل "التقية" خاصة بالمسلمين الشيعة وحدهم، أم أن للمسلمين السنة حظهم من التقية أيضا؟
التعديل الأخير تم بواسطة binbahis ; 09-05-2016 الساعة 01:08 PM.
|
|
|
|
رقم الموضوع : [2] |
|
زائر
|
![]() أولا ادعو لي يا شيخ ![]() ثانيا رسالة جميلة ينبغي أن تذاع على كل القنوات العربية في نفس الوقت بصوت عال أجدك تضع يدك على مكمن الجرح في مجتمعاتنا : الارهاب الداعشي الأسري وقد كان لي حظ منه بطريقة أو بأخرى فقط لأنني أبدي آراءا مثيرة للريبة الاشمئزاز والصد و النفور و القلق وعدم ابداء أي استعداد للتفهم كلها علامات أقرؤها على وجوه أغلب من هم حولي |
|
|
|
رقم الموضوع : [3] | |
|
الباحِثّين
![]() ![]() ![]() |
اقتباس:
ومن منا لم يكن له منها حظ أيها الزميل العزيز؟ هذا يشبه وضعنا أنا وأصدقائي الملحدين في العائلة، فصحيح أننا نتجنب الصدام -حتى هذه اللحظة على الأقل- ولكننا نقابل بمثل ما تقابل أنت به كلما أبدينا آراءنا "المتحررة" في أي مسألة من المسائل، فأمثالنا بين حدي مقص: إما عدوان مقدس (بحجة عدم "استسلامنا" لأصنامهم) طمعا في حوريات أنهد ثديا وأدق خصرا وإما شفقة ووصاية. وهذه الشفقة الممزوجة بالوصاية هي هدية المحبين، فإن لم نكن معاندين للتعاليم الإلهية كبرا وغرورا كان التفسير الوحيد لآرائنا "غير المستسلمة" هو أننا معاقون عقليا! وفي مقطع آخر من هذه الرسالة أذكر هذه المسألة، موضحا أن آينشتاين وأمثاله من عباقرة الزمان هم بنظر المسلمين من أصحاب "الإعاقات العقلية"! مراهنا على أن مجتمعاتنا اغتالت ما لا يحصى من أمثال آينشتاين، المعاقين عقليا بهذا المنطق المتكبر المعاق الذي تعلموه من كتابهم المقدس وسيرة نبيهم العظيم |
|
|
|
|
رقم الموضوع : [4] |
|
الباحِثّين
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
كنت و ما ازال اشجع كتابة التجارب الشخصية للأعضاء. فهي ادبيات تقطر صدقاً و نزاهة و ابداعاً انسانياً لا حدود له. و هي تأريخنا المشرف و رفضنا المخنوق و كبرياؤنا المثقلة بعار النفاق و جبن التقية. لكن ما يبدو عاراً و جبناً اليوم سيكرمه الغد و يرفعه فوق كل ما تبقى من القيم لأننا شهداء الضمير و سجناء الفكر. و صلواتنا اعترافات تحت التعذيب، و شهادتنا ان لا اله الا فلان و ان علان عبده و رسوله شهادة زور انتزعت بالإكراه. سنكرم يوماً ما و سيدين العالم كله جبروت المعبد و قسوة الجلاد.
بسم الانسان لا اله الا الانسان له المجد و الحرية و الكرامة حتى نهاية الايام |
|
|
|
رقم الموضوع : [5] | |
|
الباحِثّين
![]() ![]() ![]() |
اقتباس:
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [6] |
|
باحث ومشرف عام
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
لمست وتر حساس ليت المسلمين يتذوقون معني الحرية فمرة واحدة فقط حينها سيفهمون معناها ومعني ان يترك الناس لختياراتهم دون ان يفرض عليهم اي معتقد
|
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [7] |
|
عضو بلاتيني
![]() |
جميل جدا
![]() |
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| أهلها, إلى, مقطع, المسلمين, رسالة, صغير, طويلة |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| رائيل : رسالة من المصممين ( عربي ) | افكار_tobedeleted0 | علم الأساطير و الأديان ♨ | 8 | 11-15-2017 02:07 PM |
| رسالة الى آباء وأمهات المسلمين | ساحر القرن الأخير | ساحة النقد الساخر ☺ | 3 | 11-01-2017 03:24 AM |
| هل يكون اللاديني كاذبا حين نفي الكفر عن نفسه : رسالة مفتوحة إلى زملائنا المسلمين | binbahis | العقيدة الاسلامية ☪ | 19 | 03-16-2017 12:50 PM |
| رسالة عبد الله بن إسمعيل الهاشمي إلى عبد المسيح بن إسحق الكِنْدي يدعوه بها إلى الإسلا | مُنْشقّ | حول الإيمان والفكر الحُر ☮ | 4 | 07-31-2015 01:59 PM |
| رسالة إلى الله | عصبون | ساحة التجارب الشخصـيـة ♟ | 2 | 08-05-2014 08:11 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond