![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
زائر
|
![]() ما المقصود بتلك الكلمة ؟ النص ؟ فنقول النص القرآني , أو النص التوراتي , أو النص الأدبي , أو النص المسرحي ,..... اننا نقصد بها كلاما مسموعا أو مكتوبا يوجد هنالك على الورق , بعيدا عنا وعن نزواتنا و أهوائنا,نص محفوظ بين قطعتين من الجلد السميك أو من الثوب المتين , نضعه على رف في مكتبة . انني أتساءل : هل النص موجود حقا ؟ لعل بعض الناس سيرون تساؤلي غريبا , لكنني أجد فيه من المشروعية ما يجيز لي طرحه. النص كمجموعة من الأوراق المخطوطة المحفوظة بين جلدتين الموضوعة على رف من الرفوف موجود , ووجوده لا شك فيه الا اذا شككنا في العالم الخارجي المادي . لذلك فأنا لا أتساءل عن وجود النص كمادة , وانما عن وجوده كمعنى . السؤال اذن هو : هل النص كمعنى موجود ؟ سبق أن قلنا في موضوع سابق (المعاني والكلمات ) أن المعنى لا يوجد الا داخلي أنا , وفي غيابي كذات مفكرة واعية , يغيب المعنى عن الأشياء كلها في هذا العالم . "أنا" هو المانح للمعنى . ولأوضح الرؤية أكثر سأقول بأن النص الحامل للمعنى غير موجود , النص في ذاته مفرغ من أي معنى , فلنأخذ هذا النص مثلا : "السماء جميلة رغم سقوط المطر " , ما هو في الأخير ؟ انه محض أشكال وخطوط لا معنى لها البتة , اذ ما المعنى الذي قد تتضمنه حروف وضعت بتشكيلة معينة ! فلنلخص ما قلناه : اذا كان المقصود بالنص مجموعة من المعاني والأفكار فهكذا نص غير موجود بتاتا , وان كان المقصود به كومة من الورق وضعت عليها بعض الأشكال فهذا موجود في المكتبات . النص الالهي (قرآنا كان أو توراة أو انجيلا ) كمادة صامتة , النص الأخرس ان صح التعبير , موجود , لكن النص الالهي كمعان موضوعية موجودة باستقلالية عنا هو محض أكذوبة لا تزيد في صدقها عن الأكذوبة الكانتية (الشيء في ذاته) . الموجود حقيقة هو فهم النص , وهذا الفهم يقبع داخلي , أو داخلك , وهنا تدخل الذاتية المنفية, فالمعنى أو فهم المعنى عملية يقوم بها الأنا , وكل أنا له مجموعة من الخصائص تميزه عن الانا الآخر , وبذلك فان الأفهام مختلفة متنوعة . ان جميع الجمل الجميلة من قبيل : "النص يوحدنا " , أو "لا اختلاف في حضور النص" , أو "ضرورة ابعاد الرأي اذا حضر النص " لا تعدو أن تكون سوى أوهام مسوقة . ذلك أنك ان أبعدت الرأي , ان أبعدت الرؤية , ان أبعدت الفهم , فهمك أنت , صار النص كومة من الورق عليها خطوط خرساء . لكن , اذا كان النص غير موجود وفهم النص -الذي يختلف من شخص لآخر- هو الموجود , كيف يمكن أن نأمل في وجود فهم مشترك ؟ وكيف يمكن أن نشرعن انتقاد فهم الآخر للنص ؟ كلها اشكالات سنتناولها في جزء لاحق ![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [2] |
|
عضو عامل
![]() |
أوّلا أحيّيك على طرح هذا الموضوع، فهو من المواضيع الحيويّة في الدراسات النقديّة و التأويليّة و الدينيّة حتّى، و لمّا يزل يسيل حبر الكتّاب في كثير من الجامعات.
إنّ ما تشير إليه هو ما يعرف في المجال الأدبيّ بنظريّة موت المؤلِّف أو نظريّة التلقّي Reception Theory و قد تعرف بأسماء أخرى، و قد تبدو نظريّة جذّابة في أوّل الأمر، لكنّ إذا أعملنا فيها أدوات المنطق الصارمة، لاكتشفنا بأنّها مرفوضة بداهةً أشدّ الرفض، لأنّها مخالفة تماما للمنطق. و لنبدأ على سبيل التبسيط بهذا السؤال: ما هي قيمة النصّ؟ بل، أيّةُ قيمة للنصّ في ظلّ غياب معنى مستقلّ قائم محمول في ذات النصّ، و أزيد أيضا، معنى مستقلّ ملزِمٍ وحيد واحدٍ غير متعدّد و لا قابل للتأويل؟ إنّ كلّ نصّ يحمل أكثر من معنى، خصوصا إذا كان النصّ تشيريعّا كالنصوص الدينيّة، لهو في الأصل تناقض صوريّ لا فكاك منه، فإذا كان الفهم منوطا بالقارئ بشكل كلّيّ و تامّ، فلماذا كتابة النصّ من الأصل، و هنا أهمّيّة السؤال الذي طرحته سابقا، أيّة قيمة للنصّ، في ظلّ واقع يربط الفهم بشكل كلّيّ بالقارئ فحسب، و يتعدّد بتعدّد الأفهام كذلك؟ أليس الأنكى حينذاك أن نفهم ما نريد أن نفهم دون اللجوء إلى إلباس هذا الفهم أو ذاك لهذا النصّ أو ذاك؟ من حقّ الجميع أن يفهم ما يشاء و يعتقد ما يشاء، و لكن أليست نسبة فكرةٍ معيّنة إلى نصّ معيّن تعدّيا و ظلما للكاتب و للنصّ بل و للغة البشريّة حتّى؟ |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [3] |
|
زائر
|
قال رجل لابيه الارض تدور بالشمس وهذا ما يحدث الشروق والغروب ، قال الاب : لو كان هذا صحيحا لاتتنا مدينة كذا .
ــ صحيح النص هو ما يحمله المرء في نفسه ، اقرأ نصوصا في المنتدى مثلا وافتقر الى ما ارد به عليها . |
|
|
|
رقم الموضوع : [4] | |
|
عضو عامل
![]() |
اقتباس:
|
|
|
|
||
|
|
|
رقم الموضوع : [5] |
|
زائر
|
عزيزي منشق
أنا منتبه للاشكال الذي طرحته في مداخلتك وأظن أن قيمة النص تكمن في وظيفة الاستثارة التي يضطلع بها (وأظن أن هذا يتفق مع علم الأعصاب ) بمعنى أن الكلمات التي يتضمنها النص تقوم باستثارة المعاني داخلنا لكنها في حد ذاتها فارغة فاذا سمعت كلمة فيل مثلا (وهي محض صوت اصطلحنا عليه أن يشير الى صورة الفيل الحقيقي) فان هذا يدفعك تلقائيا الى تصور الفيل أو معنى الفيل في ذهنك ![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [6] |
|
عضو عامل
![]() |
وأظن أن قيمة النص تكمن في وظيفة الاستثارة التي يضطلع بها (وأظن أن هذا يتفق مع علم الأعصاب )
جميل، أنا نفسي طرحت هذا السؤال بكثير من الجدّيّة، و ناقشته من بعض الزملاء في المقاهي بكثير من الشغف، و لم أقف على جواب يشبه جوابك. حينما سألت أحد الأصدقاء عن قيمة النصّ في غياب معنى قائم مستقلّ، أجابني بسؤال آخر هو كالتالي: و ما هي القيمة التي من المفترض أن يملكها النصّ؟ رادّا على سؤالي الاستنكاريّ بسؤال حقيقيّ مفاده، و ما هي القيمة التي حسبتَها منوطة بالنصّ؟ عطفا على ما ذكرت. أعتقد بأنّ جوابك فيه نفي لنظريّتك السابقة، فمجرّد القول بأنّ للنصّ وظيفة تحفيزيّة، أو استثاريّة، هو اعتراف بأنّ النصّ يحمل في ذاته معنى ما عامّا، و إنْ كان هذا المعنى ضبابيّا و يختلف في تفاصيله من شخص إلى آخر، إلّا أنّ هناك معنًى ما عامّا. و هذا هو مربط الفرس، فالنصّ لا يمكن أن يكون إلّا حاملا معنى في ذاته و إلّا أصبح لجوؤنا إلى النصّ حتّى باعتباره وثيقة قابلة لتعدّد القراءَات أمرًا عديم المعنى و الهدف. ، بل أمرًا نافلا و لا يعدو أن يكون استعراضا للقدرات التأويليّة التي نستطيع الاستغناء عنها بالإقرار المباشر. مجدّدا أعود فأطرح معك السؤال نفسه، أيّة قيمة للنصّ في ظلّ غياب معنى يستقلّ به هذا النصّ؟ لنأخذ مثالا بسيطا، أوّلَ كلمة '' أُنزلت '' على محمّد، أعني هنا [ اقرأْ ]. إنّ التعامل مع هذا النصّ بصيغة مجرّدة بدون أيّ خلفيّة معرفيّة بظروف هذه النصّ قد يجعلنا نحتمل عدّة تأويلات، و نريد عدّة هيرمينوطيقات، فقد تعني كلمة [ اقرأْ! ] مجرّدة القراءة بالمعنى الحرفيّ أي التفلظّ بالحروف المكتوبة، و قد تعني قراءةً تأويليّة لرواية، و قد تعني تأمّلا في لوحة فنّيّة كمن يقول '' قراءة في حذاء فان غوخ ''. هنا تتعدّد المعاني التي يأخذها النصّ [ اقرأْ! ]، لكنّنا لا نتعامل دائما مع نصوص مجرّدة من أي ظرفيّة تاريخيّة و نصّيّة. هنا يدخل علم التداوليات Pragmatics، و هو أحد فروع اللسانيات، بمنجهه الموضوعيّ الصارم من أجل القضاء على أيّة ضبابيّة في تأويل مصطلح اقرأ، ليطرح أدواتٍ تحليليّةً من قبيل السياق الفيزيائيّ Physical Context و السياق النصّيّ Linguistic Context، فالسياق الفيزيائيّ في مثالنا يخبرنا بأنّ محمّدا كان في غار وحيدا يتأمّل ( على فرض صحّة القصّة )، و لم يكن لا في متحف اللوفر و لا في مقهى أدبيّ، و أنّ هذا الرجل محمّدًا كان يسمع صوتًا في رأسه يطالبه بالقراءة، هنا اقتربنا من تحديد معنى كلمة '' اقرأ '' باستعاتنا بالسياق الفيزيائيّ، لكنّه لا زال معنى قابلا للتأويل، لتتدخّل أداة تحليليّة أخرى هي السياق النصّيّ، و كما هو بيّن من لفظ الكلمة، فالنصّ الذي بعد كلمة [ اقرأْ ] هو المقصود هنا، فتأتي آية [ باسم ربّك الذي خلق، خلق الإنسان من علق ]، لنقطع دابر الشكّ باليقين، و نعرف أنّ المقصود هنا هو قراءة الوحي المنزّل على محمّد كما هو متوهَّم إلى آخر القصّة. فعن طريق علم التداوليات، و هو علم استحضار كافّة الشروط النصّيّة و الفيزيائيّة و إن أمكن حتّى النفسيّة المحيطة بالكاتب و النص إبّان عمليّة الكتابة. بهذه الطريقة، نقضي على أيّة محاولة لتأويل النصّ تأويلا تعسّفيّا، و نقضي على أوهام الكثيرين من النّاس الذين يحاولون تجميل القرءَان من باب القول بأنّ القرءَان دعانا إلى القراءة و الاطّلاع في أوّل كلمة أنزلت، لأنّ الظرف و السياق يخبرنا بأنّ المقصود هو محمّد لا أمّة محمدّ، و أن المطلوب هو قراءة الوحي المنزّل لا القراءة عموما. طبعا نحن لا نضمن دائما الإحاطة بالشروط الموضوعيّة و الذاتيّة للكاتب و التي أدّت إلى إنتاج النصّ، و هذا نقاش آخر طبعا، و هنا تدخل نظريّة التلقّي و يفتح باب التأويل. لكن إذا علم الظرف و السياق، فالتأويل يعدّ ظلما للّغة البشريّة، و ظلما للكاتب، و ظلما للنصّ. تحيّاتي! |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [7] | |
|
زائر
|
اقتباس:
لا شك أنه لا ينبغي أن نبخس النص حقه (وهذا ما يظهر كمطلب لاشعوري في سؤالك الاستنكاري الذي تصرخ به البداهة) لكن هنالك صعوبتان تمنعانني من الانخراط معك لحد الآن في القول بوجود معنى يحمله النص باستقلالية عن الأفهام أولاهما أن ذلك سيجعلني أقول كما قال كانت بوجود أشياء في ذاتها الأمر الذي ليس شئيا آخر سوى صياغة حديثة لعالم المثل الأفلاطوني القديم(وهو الأمر الذي صار نكرا بعد كانت وسمي بأنه أكبر كذبة في تاريخ الفلسفة) , أي القول بوجود طاولة لا يدركها عقلنا وطاولة يدركها عقلنا (نراها ونلمسها ونكون بخصوصها أفكارا) ليست بالضرورة مطابقة للطاولة الحقيقية (الطاولة في ذاتها) في حالتنا الطاولة هي المعنى الذي يدور حوله النقاش (هل يوجد المعنى الذي يدور في رأسي حول النص فقط أم معنى في رأسي ومعنى في النص باستقلالية عني قد لا يطابق المعنى الذي في رأسي عن النص ) وثانيهما أنه اذا فرضنا أن النص يحمل في ذاته معنى باستقلال عن كل الأفهام (لا ينبغي أن يرتبط حتى بفهم من ألفه) فان هذا هو ما سميته بالضبط موت المؤلف (لأن نصه صار حاملا لمعنى في ذاته غير مرتبط به هو نفسه ) , مع العلم أن النص انتاج ذاتي فكيف يستقل عن الذات وفهمها ؟ شكرا على الاهتمام ! |
|
|
|
|
رقم الموضوع : [8] |
|
عضو ذهبي
![]() |
موضوع ظريف زميل القرن الحادي والعشرين .. مشكور
![]() ما دور ظهور الكلام بصيغة شفوية لفترة طويلة، خلال حياة البشر، قبل ابتكار اللغة وبالتالي البدء بكتابة النصوص بماهيّة هذه النصوص وفق طرحك؟! ما علاقة اعتبار أنّ أيّ كلمة تُقال أو تُكتَبْ = لفظ + معنى أو دلالة .. بالنص الفاقد للمعنى وفق طرحك؟ تحياتي ![]() |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [9] | |
|
زائر
|
اقتباس:
النص الذي أتناوله في موضوعي هو يشمل المكتوب والمنطوق , والا فأنا لم أفهم اذن سؤالك . الكلمة = لفظ + معنى , هذا ما قلت بعدم دقته في موضوعي , لأن الكلمة = لفظ فقط , والمعنى قابع داخلنا . الم أجبك عن تساؤلك فالمرجو التوضيح أكثر تحياتي |
|
|
|
|
رقم الموضوع : [10] |
|
عضو ذهبي
![]() |
عزيزي الساحر
المكتوب لاحق للمنطوق .. تاريخياً .. تكون اهمية الكتابة بالغة لتوثيق الآراء وعدم ضياعها .. من هذه النقطة بالتحديد لا يمكن نكران وجود النص! الكلمة كلفظ ودلالة .. أمر واقع لا يمكن تخطيه! لكي نسميها كلمة طبعاً! ويتكون النص بالنهاية من كلمات وأحرف! تتميز هذه المواضيع بالمرونة وإمكان التجيير كثيراً تحياتي |
|
|
|
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| هنالك, الجزء, يوجد |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| لماذا هنالك وجود وليس عدم؟ | لا أدري | حول الحِوارات الفلسفية ✎ | 76 | 03-02-2018 12:36 AM |
| لو كان هنالك كتاب من الخالق | Newborn | العقيدة الاسلامية ☪ | 13 | 05-24-2017 10:30 PM |
| هل هنالك من يقف وراء هذا العالم ؟ | ساحر القرن الأخير | حول الحِوارات الفلسفية ✎ | 3 | 10-23-2016 11:35 PM |
| هل هنالك خالق Is there a creator | أنا لُغَـتِي | الأفلام الوثائقية | 1 | 01-22-2016 03:54 AM |
| لا يوجد هنالك شئ اسمه طبيعة بشرية. | المنهج التجريبي العلمي | حول الحِوارات الفلسفية ✎ | 3 | 06-04-2015 04:41 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond