خطبة الامام علي زين العابدين في مجلس يزيد

هذه خطبة من أروع الخطب في البلاغة والفصاحة
ألقاها الامام السجاد أمام الملأ في مجلس يزيد عندما أقتيد اليه مع السبايا من آل البيت
الخطبة ان دلت على شيء فانما تدل على سيادة عقلية التفاخر بالأنساب عند العرب سواء قبل الجاهلية أو بعدها
فكلها "أنا ابن ..."
والمثل يقول : "كن ابن من شئت ...."
هدف الخطبة كان هو اقناع الحاضرين بمشروعية قضية آل البيت وبظلم يزيد وأصحابه
أما طريقة الاقناع فهي الباثوس باليونانية أو اللعب على العاطفة , أو لنقل استغلال النفوذ و الحسب والنسب , وأي حسب وأي نسب ؟ انه النسب النبوي
من ذا الذي لا يغلب عليه التعاطف من المسلمين أمام رجل يفصل بينه وبين النبي جد واحد ؟ وهل كان من المفاجئ أن ينهار الحاضرون كلهم بالبكاء في منتصف خطبته ؟
المقطع الأخير من الخطبة (عندما سيسأل هل محمد جدي أم جدك) يبين عن عقلية متخلفة لكنها ناجعة مع المسلمين سابقا ولاحقا
فالبنسبة للمسلم سلالة النبي سلالة نقية لا يمكن أن يأتي منها فساق وضالون .
كيف لرجل تربى في بيت النبي أن يكون مخطئا ؟
لهذا فانه يكفي لمسلم سني أن يقرأ تراجيديا الحسين كي ينقلب كارها للأمويين والسنة ويلتحق بالشيعة أو يصير على الأقل متعاطفا معهم .
في الخطبة أيضا تفاخر بأمور هي مدعاة للذل والخزي كالتفاخر بأنك حفيد من ضرب خراطيم الناس حتى قالوا لا اله الا الله . وفيها تفاخر بما لا عين رأيت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر كالتفاخر بأنه حفيد من أسري به من مكة الى القدس وأعرج به الى السماوات على البراق , وفيها تفاخر بأمور سخيفة لا قيمة لها كأن يكون جدك خير من احتفى و خير من انتعل وغيرهما من الأمور الشكلية .
الامام زين العابدين رجل محترم ذو أخلاق عالية و حكمة , و شخص تقدره الفرق الاسلامية كلها , لكنه اختار أن يستدل بأجداده ليبدي قيمته بدل أن يستدل بنفسه و بما يعرف عنه , فكان موفقا بين الحاضرين , لكنه لم يكن موفقا عندنا .
أترككم مع الخطبة :
ورد في کتاب فتوح ابن اعثم 5 / 247، ومقتل الخوارزمي 2 / 69:
(يا يزيد ائذن لي حتي أصعد هذه الأعواد، فأتکلم بکلمات فيهن لله رضا، ولهؤلاء الجالسين أجر وثواب)، فأبي يزيد، فقال الناس: ‌يا‌ أمير المؤمنين ائذن له ليصعد، فعلنا نسمع منه شيئاً، فقال لهم: إن صعد المنبر هذا، لم ينزل إلا بفضيحتي، وفضيحة ‌آل‌ أبي سفيان، فقالوا: وما قدر ‌ما‌ يحسن هذا؟ فقال: إنه ‌من‌ أهل بيت قد زقوا العلم زقا.
ولم يزالوا ‌به‌ حتي أذن له بالصعود، فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وقال: (أيها الناس، أعطينا ستاً، وفضلنا بسبع: أعطينا العلم، والحلم، والسماحة والفصاحة، والشجاعة، والمحبة في قلوب المؤمنين، وفضلنا بأن منا النبي المختار محمد (صلى الله عليه وآله)، ومنا الصدّيق، ومنا الطيار، ومنا أسد الله وأسد الرسول، ومنا سيدة نساء العالمين فاطمة البتول، ومنا سبطا هذه الأمّة، وسيدا شباب أهل الجنة، فمن عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي: أنا ابن مکة ومنى، أنا ابن زمزم والصفا، أنا ابن ‌من‌ حمل الزکاة بأطراف الردا، أنا ابن خير ‌من‌ ائتزر وارتدى، أنا ابن خير ‌من‌ انتعل واحتفى، أنا ابن خير ‌من‌ طاف وسعى، أنا ابن خير ‌من‌ ‌حج‌ ولبّى، أنا ابن ‌من‌ حمل علي البراق في الهوا، أنا ابن ‌من‌ أسري ‌به‌ ‌من‌ المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى فسبحان ‌من‌ أسرى، أنا ابن ‌من‌ بلغ ‌به‌ جبرائيل إلي سدرة المنتهى، أنا ابن ‌من‌ دنا فتدلى، فکان قاب قوسين أو أدنى، أنا ابن ‌من‌ صلّى بملائکة السما، أنا ابن ‌من‌ أوحي إليه الجليل ‌ما‌ أوحى، أنا ابن محمد المصطفى، أنا ابن ‌من‌ ضرب خراطيم الخلق حتى قالوا ‌لا‌ اله إلا الله، أنا ابن ‌من‌ بايع البيعتين، وصلّي القبلتين، وقاتل ببدر وحنين، ولم يکفر بالله طرفة عين، يعسوب المسلمين، وقاتل الناکثين والقاسطين والمارقين، سمح سخي، بهلول زکي، ليث الحجاز، وکبش العراق، مکّي مدني، أبطحي تهامي، خيفي عقبي، بدري أحدي، شجري مهاجري، أبو السبطين، الحسن والحسين، علي ‌بن‌ أبي طالب، أنا ابن فاطمة الزهراء، أنا ابن سيدة النساء، أنا ابن بضعة الرسول...).
قال: ولم يزل يقول: أنا أنا، حتي ضج الناس بالبکاء والنحيب، وخشي يزيد أن تکون فتنة، فأمر المؤذّن يؤذّن، فقطع عليه الکلام وسکت، فلمّا قال المؤذّن: الله أکبر.
قال علي ‌بن‌ الحسين: (کبرت کبيراً ‌لا‌ يقاس، ولا يدرک بالحواس، ولا شيء أکبر ‌من‌ الله)، فلمّا قال: أشهد أن ‌لا‌ اله إلا الله، قال علي: (شهد بها شعري وبشري، ولحمي ودمي، ومخي وعظمي)، فلمّا قال: أشهد أن محمداً رسول الله، التفت علي ‌من‌ أعلا المنبر إلي يزيد، وقال: (يا يزيد محمد هذا جدّي أم جدّک؟ فإن زعمت أنه جدّک فقد کذبت، وان قلت أنه جدّي، فلم قتلت عترته؟).

بارك الله فيك

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المستنير

بارك الله فيك

هذه مقالة أهديها لك شخصيا عزيزي المستنير

شكرا عزيزى


تبكينى ابيات بالمناسبة و هو بكاء على حال رسالة محمد ص :


و لحــى تندد بالحسين و صحبه
..............................جعلت يزيد لها اماما هـــــــاديا
لبست عمائمها وصـــارت حـوله
..............................خدما تنــال فنانه وحـــــــواشيا
كل يحدثه حديث تملــــــــق وعـ
..............................ـلى نبـي الصـــــدق يكذب راويا
فتصاعدت قيم الفجـور على الهـ
..............................ــدى وإذا أمير المؤمنين معاويا

[نوران]

أعتقد أنه تفاخر بهذهِ الأشياء كيّ يُقنع العامّة بحقهِ المسلوبّ فلو لم يقل(( أنا ابن محمد المصطفى،)) لما أستمع أليهِ أحد....

لا يُعجبني قولهِ (( أنا ابن ‌من‌ ضرب خراطيم الخلق حتى قالوا ‌لا‌ اله إلا الله)) فقدّ صوّر عليّ بن أبي طالبّ على أنه آلة قتل أجبرت العامة على دخول الدين بالقوّة ....
خُطبة السيـدة زينب مماثله لهُ في التفاخر بالنـسب .. وكأن الإسلام لم يدعوا الى نـبذ ذلك؟

عموما الخطبة رائعة لا أملّ من قراءتها لولا المضمون الجاهليّ الذي اراه لا يلـيق بشخص كـ زين العابدين.

تحياتي.

[الالحادلوجيا]

هذا التفاخر بقي حتي بعد هته الخطب حتي أن إبن خلدون في كتابه العبر نقل مراسلات بين أحد الخلفاء العباسيين و أحد الأشخاص من سلالة علي و كلها فخر بالأنساب و لا علاقة أبدا لهذا بمشاكل الناس فهذا مشكلته فقدان الملك و الأخر مشكلته كيف يحافظ علي الملك و الناس يتم استغلالهم !!!

[ابوخالد]

رغم خرافة الدين
الا ان عليا والحسين ظلما سياسيا من معاويه ويزيد والاسرة الامويه
وليس لدي شك في ان معاويه لم يكن مسلما وانما مخادعا وربما ملحدا او عابد اوثان
مكذبا لمحمد

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المستنير

شكرا عزيزى


تبكينى ابيات بالمناسبة و هو بكاء على حال رسالة محمد ص :


و لحــى تندد بالحسين و صحبه
..............................جعلت يزيد لها اماما هـــــــاديا
لبست عمائمها وصـــارت حـوله
..............................خدما تنــال فنانه وحـــــــواشيا
كل يحدثه حديث تملــــــــق وعـ
..............................ـلى نبـي الصـــــدق يكذب راويا
فتصاعدت قيم الفجـور على الهـ
..............................ــدى وإذا أمير المؤمنين معاويا

ارادة الله اقتضت ذلك
"قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء " ألم تقلها زينب ؟

عزيزتى نوران
الامر ليس تفاخر بنسب و ان كان النسب النبوى مفخرة
بل ليبين لاهل الشام الحقائق المغيبة
فقد كانوا لا يعرفون من هو جد الحسين اصلا !

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المستنير

عزيزتى نوران
الامر ليس تفاخر بنسب و ان كان النسب النبوى مفخرة
بل ليبين لاهل الشام الحقائق المغيبة
فقد كانوا لا يعرفون من هو جد الحسين اصلا !

كيف لا يعرف مسلم جد الحسين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟