أطوار الأجنة باختصار
الراجح فى الكلام عن الآيات والأحاديث التى تتكلم فى شأن مراحل تخليق الجنين وأطواره ـ وهى النطفة والعلقة والمضغة ثم العظام ثم أن يكسى العظم باللحم ـ هو الذى يدل عليه ظاهر الأحاديث التى تصرح بأن كل طور من تلك الأطوار الثلاثة الأولى يكون على رأس أربعين يوم وليس أن الأطوار الثلاثة جميعا فى أربعين يوم كما يقوله البعض . وبذلك تكون الأربعين يوما الأولى تتحول فيها النطفة الأمشاج ( Zygote ) إلى الطور الذى يليه وهو العلقة ثم تتحول هذه الأخيرة إلى طور المضغة فى أربعين , والجدير بالذكر أن الهيكل يأخذ فى التحول من خلايا جنينية (Mesoderm) إلى غضاريف (cartilage ) على رأس أربعين يوم من بداية الحمل ( الأسبوع السادس ) ويكتمل ذلك فى أربعين يوم وعندها نكون قد وصلنا إلى طور المضغة ثم تأخذ هذه الأخيرة فى التحول إلى عظام ( Ossification ) فى حوالى اليوم الثمانين ( الأسبوع الثانى عشر من بداية الحمل ) وعلى التوازى مع ذلك تأخذ الخلايا الجنينية المقدر لها أن تكون ألياف عضلية فى التمايز إلى هذا النوع من الأنسجة .
ثم يقال للطاعنين فى صدق النبى صلى الله عليه وسلم أن حديث النبى صلى الله عليه وسلم الذى فيه : إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة أرسل الله إليها ملكا فيقول أى ربى أذكر أم أنثى؟ ( وفى رواية أنه يصورها فيخلق جلدها ولحمها وعظمها ) . لا يتعارض مع كون جنس الجنين يتحدد جينيا ( Genotypically ) منذ لحظة الإخصاب ذلك أن جنس الجنين فى الحديث يقصد به مظهره الخارجى ( phenotype ) وهذا لا يتيمز قبل 42 يوما حيث أنه من المعلوم أنه من غير الممكن أن نفرق بين الجنسين ظاهريا ( Morphologically) قبل الأسبوع السابع . أضف إلى ذلك حالات الخنوثة المختلفة ( Intersex ) والتى يكون فيها فى بعض الأحيان المولود جينيا أنثى وظاهريا ذكر والعكس لاسيما ما يسمى متلازمة انعدام الحساسية الكامل للأندروجين CAIS والتى يكون فيها المولود ذكرا وظاهريا أنثى ويظل يعامل باعتباره أنثى لا ذكر .
ومن هنا يتضح أن تحديد جنس الجنين جينيا لا يلزم منه أن يتحدد ظاهريا ( وهذا لا يكون قبل الأسبوع السابع ) تبعا للنمط الجينى إذ قد يكون خلافا له أو مغايرا له ومن هنا يتضح مغزى سؤال الملك .
|