ظاهرة الطلاق..الأسباب و الحلول

[الوليد]

حسب العديد من التقارير المنشورة على صفحات الجرائد العربية ، فقد ارتفعت نسبة الطلاق في في السنوات الأخيرة مقارنة مع العقود السابقة . وتتنوع أسباب الطلاق منها الاقتصادية و الاجتماعية وخاصة الثقافية.
فهل من سبيل للحد من تفاقم هذه الظاهرة والتي تحلف عواقب وخيمة على الفرد و المجتمع ؟




تؤكد الإحصاءات أن نسبة الطلاق في معضم بلدان العالم مرتفعة بحيث كلما إزداد تقدم البلد إلا و إزدادت نسبة الطلاق فيه ، كما تؤكد الجرائد العربية أن هذه الآفة في تزايد مضطرد في هذه البلدان .
يتسبب الطلاق في تمزق الأسرة ,وينتج عن ذلك نمو الحقد و الكراهية بين الأسرة و العائلات . كما تكتض المحاكم بالقضايا المتعلقة بالطلاق وما يصاحبها من قضايا الكفالة و مصاريف أتعاب المحامين و التغيب عن العمل المهدد بالطرد ,وانشغال القضات عن قضايا أخرى أكثر حساسية ..
كما يترتب عن ذلك في بعض الحالات تشرد الأطفال نتيجة فقر المعيل ، أو نتيجة انشغال الزوجين في تكوين اسرة جديدة لا صلة لها بأخطاء الماضي ..
و تشير الاحصائيات إلى أن نسبة كبيرة من النساء المطلقات تتعاطين الدعارة خصوصا في البلدان العربية التي تحتقر المراة المطلقة.
وبالتالي فأول المتضررين من الطلاق هم الأطفال ; نظرا لإنعكاساته السلبية على نفسيتهم بل وعلى هويتهم ككل ! خصوصا المتشردين منهم.
كما يضاعف تفاقم ظاهرة الطلاق فقدان الشباب الثقة في الزواج وبالتالي الاكتفاء بانشاء علاقات عابرة الشيء الذي ينتج عنه كوارث جديدة كإنتشار الأمراض الجنسية الخطيرة و أطفال الزنا و المتاجرة في البشر , كدور الدعارة و الخلايا الارهابية التي تستغل اطفال الشوارع في التسول أو المتاجرة في المخدرات أو السياحة الجنسية أو حتى جرائم القتل !

ولهذا السبب اهتمت الاديان ,خاصة السماوية , بالسبل الكفيلة للحد من تفاقم ظاهرة الطلاق حتى يتم بذلك الحد من تبعاته الوخيمة ، فالمسيحية مثلا تحرم الطلاق و القانون الكندي يمنع الطلاق إن لم يكن هناك داع حقيقي لذلك أبرزها :
-فراق الزوجين لمدة تتجاوز السنة
-خيانة أحد الازواج لشريكه
-العنف الزوجي المتكرر

نفس الامر بالنسبة لكافة الدول الاسلامية , فالطلاق يعد في الإسلام من أبغض الحلال, وهناك الكثير من الشروط الموضوعة حتى يقبل طلب أحد الأزواج تطليق شريكه,بل وهناك حالات يبقى فيها الشريكين مرتبطين في الاسلام ولو بعد حين, رغما عن رغبتهم في الفراق .


أسباب الطلاق :


تتعدد أسباب الطلاق بتعدد الثقافات و المجتمعات , ومن أبرز أسباب الطلاق في المجتمعات العربية :


-الازمة الاقتصادية أو الفقر : فانعدام فرص الشغل أو حتى الوظائف المؤقتة الناجمة عن العقود الغير محددة الزمن و كذا إفلاس الشركات والمصانع , يعرض العمال للبطالة وبالتالي تفاقم الصراع بين الزوجين , خصوصا حين يكون أحد الزوجين يعاني من إدمان المخدرات أو القمار .

-تغير القيم الثقافية الناتج عن القيم الغربية الوافدة على المجتمعات العربية عبر بوابة القنوات الفضائية و الهجرة و السياحة. لتنحصر القيم الاصيلة أكثر فأكثر في البوادي , والتي هي الأخرى أصبحت مهددة بالانقراض, بعد أن بلغ مستوى التخلف درجة استيراد القمح و باقي المواد الاساسية من الخارج !

-شيوع ثقافة الاستهلاك , بحيث أصبحت معضم المجتمعات العربية تتحول من مجتمعات تقليدية تسود فيها قيم التضامن و التآزر, إلى مجتمع استهلاكي تطغى عليه قيم الراسمالية من فردانية و أنانية من أجل إشباع الرغبات و البحث عن اللذة السريالية التي تقدمها الأطباق الاعلامية و الوصلات الاشهارية . ليصير بذلك كل فرد أسير غرائزه تحت رعاية رب عمله الذي يضمن له "علفه" الذي أدمن عليه بدون أي سبب واضح ولو على حساب أسرته .

فمثلا ; قد ينفق الزوج يوميا قسطا هاما من مداخيله على الخمور و التدخين و القمار في الوقت الذي تعاني فيه الزوجة و الاطفال من نقص حاد في المواد الاساسية !

-كذلك طغيان القيم الرجولية في المجتمعات العربية . اذ لازال الرجل العربي لم يستوعب مستجدات العصر التي تتطلب تكثيف جهود العنصر النسوي و الدكوري على حد سواء من أجل النهوض بالمجتمع ، لأن التطور التقني قد أزال قوامة الرجل الفيزيائية و التي كانت أساسية في جلب القوت في العصور الماضية وليس في هذا العصر !


سبل الحد من الظاهرة :


-يجب العمل على تقوية المنظومة الدينية و الأخلاقية وتنقيحها لما يناسب متطلبات العصر . وهذا من شأنه رد الاعتبار لمؤسسة الزواج.

-ينبغي على الدولة الاهتمام بوضعية الأسر بدعمهم للحصول على مصدر رزق, بتشجيعهم على خلق مقاولات صغرى والأعمال الحرة , و حماية عقود العمال المتزوجين منهم خاصة .

-نشر الثقافة الجنسية على أسس دينية , تجنبا لوقوع المقبلين الجدد على الزواج, في خطأ الإعتماد على الغرائز الجنسية و كذلك الثقافة الاعلامية الغربية في إختيار شريك المستقبل.


خلاصة :


يتضح أن أسباب الطلاق متعددة بين ماهو ثقافي واقتصادي واجتماعي .
وللحد من هذه الآفة لابد من القيام بثورة ثقافية تربوية. لأن الكثير من المتزوجين لايفرقون بين الكماليات و الضروريات المؤدية إلى تفاقم باقي المعضلات المحفزة للطلاق .
وتبقى القناعة و الصبر في سبيل صالح الأبناء أهم عامل يساعد على استمرار الحياة الزوجية .

لكن وللأسف لاقيمة لهما بين زخم الحياة العصرية .


هوامش :

https://www.educaloi.qc.ca/capsules/...-pour-divorcer

http://www.masress.com/shomos/18258

http://www.alriyadh.com/794657


موضوعي القادم سيكون حول الإدمان : ما الأسباب و ما الحلول ؟

تحياتي

[ابوخالد]

اهم اسباب الطلاق هي بداية اختيار الشريك ثم تدخل الاقارب والاصدقاء

الامور الاقتصاديه ليست سبب رئيس
معرفة مستوى المعيشه من قبل الزوجين ووجود الحب الذي تغذيه اسس الاختيار مهم جدا
وكذلك وعي الزوجين بمعنى الشراكه وتحمل المسؤلية من قبل الطرفين مهم لاستمرار الحياة

تستطيع المرأة ان تكون متجددة في كل شي لتلبي احتياجات الزوج
اما الرجل فعليه تحمل اعباء الزوجه وغض البصر ومراعات مشاعر الانثى
حيث ان الانثى غالبا تكون عاطفيه ورقيقة المشاعر بعكس الرجل تماما ...

[الوليد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوخالد

اهم اسباب الطلاق هي بداية اختيار الشريك ثم تدخل الاقارب والاصدقاء

الامور الاقتصاديه ليست سبب رئيس
معرفة مستوى المعيشه من قبل الزوجين ووجود الحب الذي تغذيه اسس الاختيار مهم جدا
وكذلك وعي الزوجين بمعنى الشراكه وتحمل المسؤلية من قبل الطرفين مهم لاستمرار الحياة

تستطيع المرأة ان تكون متجددة في كل شي لتلبي احتياجات الزوج
اما الرجل فعليه تحمل اعباء الزوجه وغض البصر ومراعات مشاعر الانثى
حيث ان الانثى غالبا تكون عاطفيه ورقيقة المشاعر بعكس الرجل تماما ...

وهذا ما قلته في خاتمة مقالي:
وتبقى القناعة و الصبر في سبيل صالح الأبناء أهم عامل يساعد على استمرار الحياة الزوجية .
لكن وللأسف لاقيمة لهما بين زخم الحياة العصرية .



شكرا على مرورك

[ابوخالد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوليد

وهذا ما قلته في خاتمة مقالي:
وتبقى القناعة و الصبر في سبيل صالح الأبناء أهم عامل يساعد على استمرار الحياة الزوجية .
لكن وللأسف لاقيمة لهما بين زخم الحياة العصرية .



شكرا على مرورك

احسنت


سأعطيك من واقع تجربة وانا طلقت عقب 15 عام من الزواج الذي تحملت طيلة
15 عشر عاما اشياء كثيره لم تكن تناسبني من ابنة عم امي ..

ولكن عندما كبر الابناء ايقنت ان الطلاق حل جذري لتفادى الصدامات امام الابناء بعد ان
اصبحو كبار وايقنت اني استطيع لظروفي مجالسة ابنائي يوميا بعد الطلاق

وكانت احد اهم اسباب الطلاق وظيفة الزوجة اللتي لم تكن مناسبة ابدا لي وايضا لأبنائي

وايضا وجود نوع من التكبر وعدم الارتياح مني لوضع زوجتي مع اخوتي الاناث

عموما احيانا يكون الطلاق مريحا للطرفين وايضا للابناء

[الوليد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوخالد

احسنت


سأعطيك من واقع تجربة وانا طلقت عقب 15 عام من الزواج الذي تحملت طيلة
15 عشر عاما اشياء كثيره لم تكن تناسبني من ابنة عم امي ..

ولكن عندما كبر الابناء ايقنت ان الطلاق حل جذري لتفادى الصدامات امام الابناء بعد ان
اصبحو كبار وايقنت اني استطيع لظروفي مجالسة ابنائي يوميا بعد الطلاق

وكانت احد اهم اسباب الطلاق وظيفة الزوجة اللتي لم تكن مناسبة ابدا لي وايضا لأبنائي

وايضا وجود نوع من التكبر وعدم الارتياح مني لوضع زوجتي مع اخوتي الاناث

عموما احيانا يكون الطلاق مريحا للطرفين وايضا للابناء

مادمت مقبلا على الزواج كما جاء في أحد مواضيعك ,أتمنى أن تستفيد من خارطة الطلاق التي أرفقتها في موضوعي .. ويبدو أن الروسيات هن آخر نساء العالم يمكنك الحلم بتكوين أسرة معهن .

حسب الخارطة أقترح عليك بنات ليبيا .. أما إن كنت تحب الشقراوات الفاتنات فإذن لا خيار لك غير الشيليات

أتمنى لك زواج أكثر نجاح هذه المرة ..

موضوع وردت به نقاط قيمة
شخصيا , أرى أنه عندما تبنى العلاقة الزوجية أو العلاقة الجنسية خارج مؤسسة الزواج على الاحترام المتبادل و الادراك العميق لأهمية الطرف الآخر وقيمته فليس للعلاقة الا أن تدوم و تستمر .
مشكلة الزواج أنه يصير أحيانا ورطة لأحد الطرفين بعد أن يدرك أن لا حياة سعيدة له مع الطرف الآخر مع تعقد اجراءات الطلاق , ففي المجتمعات العربية الاسلامية مثلا من يطلب الطلاق غالبا ما يتحمل الصائر .

[ابوخالد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوليد

مادمت مقبلا على الزواج كما جاء في أحد مواضيعك ,أتمنى أن تستفيد من خارطة الطلاق التي أرفقتها في موضوعي .. ويبدو أن الروسيات هن آخر نساء العالم يمكنك الحلم بتكوين أسرة معهن .

حسب الخارطة أقترح عليك بنات ليبيا .. أما إن كنت تحب الشقراوات الفاتنات فإذن لا خيار لك غير الشيليات

أتمنى لك زواج أكثر نجاح هذه المرة ..

شكرا لك
لست متعجل في الزواج مرة اخرى ولكن لا بد وان اجد الفتاة المناسبه لميولي وافكاري

[الوليد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساحر القرن الأخير

موضوع وردت به نقاط قيمة
شخصيا , أرى أنه عندما تبنى العلاقة الزوجية أو العلاقة الجنسية خارج مؤسسة الزواج على الاحترام المتبادل و الادراك العميق لأهمية الطرف الآخر وقيمته فليس للعلاقة الا أن تدوم و تستمر .
مشكلة الزواج أنه يصير أحيانا ورطة لأحد الطرفين بعد أن يدرك أن لا حياة سعيدة له مع الطرف الآخر مع تعقد اجراءات الطلاق , ففي المجتمعات العربية الاسلامية مثلا من يطلب الطلاق غالبا ما يتحمل الصائر .

حسب علمي فالقوانين العربية الخاصة بالطلاق جزء كبير منها يستند على الشريعة الإسلامية
يعني حين يكون الزوج هو من يريد الطلاق فعليه بكفالة أبنائه كون الرجل في الإسلام هو الأكثر أهلية لإعالة أسرته
أما إن كانت الزوجة هي من تريد الخلع .. فعليها أن ترجع الصداق الذي تسلمته من زوجها وفي حال تزوجت برجل آخر يعفى طليقها من كفالة أطفاله

يبقى في نظري الزواج هو خاص بالرجال الذين اكتملت فيهم غريزة الأبوة أي الرغبة في تكوين أسرة والعمل على توفير حاجياتها و النساء الاتي اكتملت فيهن غريزة الأمومة أي الرغبة في الاعتناء بهذه الأسرة و السهر على تكوين الأجيال الصاعدة
حين يصل الزوجين إلى هذا المستوى من النضج "الزواج الذي مرجعه التابث هم الأبناء.." حينها فقط تدوم هذه العلاقة لأنها مبنيا فعلا "وليس نظريا" على الادراك العميق لأهمية الطرف الآخر وقيمته ..

تحياتي

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوليد

يبقى في نظري الزواج هو خاص بالرجال الذين اكتملت فيهم غريزة الأبوة أي الرغبة في تكوين أسرة والعمل على توفير حاجياتها و النساء الاتي اكتملت فيهن غريزة الأمومة أي الرغبة في الاعتناء بهذه الأسرة و السهر على تكوين الأجيال الصاعدة


تحياتي

المملكة الحيوانية تعرف آباء و أمهات واشباعا لغريزة الأبوة وغريزة الأمومة نقف أمامه مذهولين دون أن يكون هنالك من يقرأ "الفاتحة " بين الذكور والاناث , ودون ورقة تختم بختم الشهود والسلطات , فترى الأم ترضع أولادها و تدافع عنهم في شراسة وتعلمهم الصيد الى أن يشتد عودهم , والأب يدافع عن زمرته ضد الطامعين

[الوليد]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساحر القرن الأخير

المملكة الحيوانية تعرف آباء و أمهات واشباعا لغريزة الأبوة وغريزة الأمومة نقف أمامه مذهولين دون أن يكون هنالك من يقرأ "الفاتحة " بين الذكور والاناث , ودون ورقة تختم بختم الشهود والسلطات , فترى الأم ترضع أولادها و تدافع عنهم في شراسة وتعلمهم الصيد الى أن يشتد عودهم , والأب يدافع عن زمرته ضد الطامعين

هذا ما نراه في مملكة الانسان البدائي"البدوي" كذلك ..
كما تبين الخريطة ..فكل الدول المتقدمة تعرف نسبة طلاق قصوى، كما تعرف هذه المجتمعات الكثير من الظواهر الشاذة كظاهرة الأمهات العازبات و الحمل المبكر للمراهقات المنتج لأطفال بأب مجهول بالاضافة إلى ضعف العناية التي يتعرض لها معظم الأطفال في هذه البلدان منذ ولادتهم نتيجة انشغال أولياء أمورهم بجمع الأموال من أجل " شراء السعادة .."وهذا كله كما جاء في مقالي نتيجة شيوع ثقافة الادمان على الماديات الشيء الذي يفسد الفطرة البشرية التي لا تختلف كثيرا عن فطرة باقي الثدييات ..
أعتقد أن الرسالة الرئيسية التي تحملها معظم إن لم تكن كل الأديان هو الحفاض على هذه الفطرة أمام متغيرات الزمن و المجتمع .. كون الانسان قادر على على افسادها لما له من حرية ارادة أكبر بكثير من التي عند الحيوان ..




وَأَوْحَي رَبُّكَ إِلَي النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ

( وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون )