![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
زائر
|
لا بد أولا أن نتناول أمامنا الشيء الموجود , أو الشيء بكل بساطة , أي شيء. الانسان , الطاولة , الصورة , الحجارة , القط,...كلها أمور تقدم نفسها لنا كأشياء .ان كل هذه الأمور , التي تختلف عن بعضها البعض كثيرا , تجمع بينها صفة أولية , وتلك الصفة هي ما نصطلح عليها اسم الوجود . ينبغي أن ننتبه أولا الى أن هذه الصفة المشتركة تقتسم بين جميع الأشياء بشكل متساو بحيث يمكن أن نقول على نهج ديكارت : الوجود أعدل الأشياء قسمة بين الموجودات .
بطريقة أخرى , لا يمكن القول بوجود تفاضل في الوجود بين الموجودات , ولا يصح القول بأن هذا الشيء أكثر وجودا من الآخر , فإما أن يكون موجودا , وفي هذه الحالة شأنه في ذلك سيكون كشأن باقي الموجودات , واما ألا يكون موجودا . ليس هذا حال صفة الغنى أو الطول أو الوزن , اذ يمكن المفاضلة بين الأشياء فيها انها صفات كمية . النتيجة الأولى في تحليلنا اذن هي أن الموجودات لها نصيب واحد من الوجود . لكن قولنا السابق لا يخلو من مجاز قد يشتت انتباهنا ويبعدنا عن حقائق الأمور . ذلك أنه ينضوي على تشبيه للوجود بخزان مملوء بشيء ما تنهل منه الموجودات أنصبة متساوية , وهذا التشبيه يوهم بوجود نوع من الاستقلالية بين الموجودات والوجود , ويفرض وجودا فعليا (بلغة هيجل) لشيء اسمه الوجود (في حين أنه محض فكرة أو فئة ), والأخطر من ذلك كله أنه يفرض و وجود الموجودات قبل أن "تنهل" من خزان الوجود , وكلها أمور تبعدنا عن جادة الصواب , اذ لا معنى لفئة الوجود بلا موجودات , ولا معنى للموجودات بلا فئة الوجود . ولهذا,فانه لا ينبغي ترك الذهن يسرح بعيدا مدفوعا بذلك المنطوق الذي أعلناه قبل قليل , ولا ينبغي أن نأخد من هذا الأخير الا ما شرحناه مفصلا في البداية . ان الملاحظة الأولى التي كوناها بخصوص الموجودات تجعلنا نخلص الى النتيجة التالية : أن العلاقة الوجودية بين بعضها البعض ( أو وجود أحدها بالنسبة للآخر ) علاقة ند لند , علاقة متعادلة و متكافئة . وان صح التعبير , فان موازين القوى الوجودية بين الأشياء متعادلة . صحيح أن هذا يخدش كبرياءنا نحن البشر , لكن الحقيقة هي أنه , من ناحية الوجود , لا فرق بيني وبين الحجارة الصامتة هناك . والى هنا تنهار كل تلك العبارات الطنانة التي يتبجح بها كثيرون من قبيل : "الارتفاع في السلم الوجودي " , " الرقي أو الترقي الوجودي " ...يا لها من مساواة جميلة تلك التي نتمتع بها تحت مظلة الوجود, حتى الاله نفسه لا يستثنى منها ! المساواة الوجودية . |
|
|
|
رقم الموضوع : [2] |
|
عضو جديد
![]() |
تريد ان تقول ان الموجودات لا اختلاف بينها مادامت تندرج كلها في مقولة واحدة هي مقولة الوجود الا ان الوجود في هذا السياق هو تجريد خالص هو اقرب للعدم بل هو يساوي في نظر هيغل العدم نفسه وهذه الهوية التي ينصهران فيها تكون عن طريق مقولة الصيرورة وهذه بدورها تفضي الى مقولة جديدة وهكذا الى اخر مقولات المنطق وهذا الانتقال هو دائما انتقال '' منطقي '' وليس '' زماني '' نحن اذن امام تصور مثالي يرد الوجود بما فيه من اختلافات الى مجرد تصورات عامة و لا يمكن في نظري فهم حقيقة الوجود الا اذا كان الفرد هو نقطة البدء لان فيه نعثر على الاختلاف الذي لا يقبل ان يحتوى في صورة منطقية او ما شابه ذلك
شكرا |
|
|
|
رقم الموضوع : [3] |
|
عضو برونزي
![]() |
حسب المنطق "الديكارتي" الذي إستندت عليه في بناء دراستك
فإن وجود الله أكثر درجة من وجود باقي الموجودات لأن مقولة ديكارت التي إعتمدت عليها كأساس لمقالك تتكلم عن الموجودات الفانية وليس علة الوجود ككل .. بمعنى أوضح : تقول في مقالك أنه من ناحية الوجود لافرق بينك و بين الحجارة .. لكن هنا أنت تتكلم عن نفسك و عن الحجارة في لحضة معينة من الزمن فأنت ليس هو ذلك الطفل الذي كان لا يزن سوى بضعة جرامات .. نفس الشيء بالنسبة للحجارة ولو أن هذه الأخيرة تحتاج إلى زمن طويل كي نستطيع ملاحظة تغيرها ...ليصبح وجودها جزء بسيط من وجود المنزل الذي تنتمي إليه ...كما هو الشأن بالنسبة لمجموع خلاياك التي صارت جزء من وجودك بعد أن صرت تزن كيلوجرامات بالإظافة إلى الجرامات التي كنت عليها خلاصة القول:من وجهة نظر ديكارت فوجودك كطفل يختلف عن وجودك كشاب يختلف عن وجودك ككهل ..لكن يبقى دائما وجود الله كمفهوم حدسي، هو نفسه ذلك الاله الكامل ككمال مجموع زوايا المثلث كيفما كان حجم هذا المثلث ... يعني الاشكال كل الاشكال حين نتكلم عن الله هو في مدى احاطتك بكل زوايا الرؤية.. احياتي ![]()
التعديل الأخير تم بواسطة الوليد ; 06-10-2016 الساعة 02:29 PM.
|
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [4] |
|
عضو برونزي
![]() |
فقط للتنبيه:
مقولة ديكارت التي جاءت في كتابه مقال في المنهج التي استشهدت بها كانت كالتالي : العقل أعدل الأشياء قسمة بين الناس .. شتان ما بين الناس و الحجارة .. ![]() |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [5] | |
|
زائر
|
اقتباس:
أتفق معك أخي , فالوجود الذي أتناوله هنا هو الوجود كفئة أو ككلية وهو تجريد محض يوصل في نهاية المطاف الى العدم ان هدفي هو ادراك معنى الوجود أو الكينونة , ما معنى أن تكون موجودا ؟ ولذلك فقد كنت ملزما بالانطلاق مما هو مشترك بين الموجودات جميعها أي صفة الوجود المجردة . انني لا أبحث عن خصوصيات الفرد أو النوع (الانسان , الحيوان , الشرير , الخير , الفاضل,المجنون...) فكلها صفات تأتي فيما بعد , انني أحاول مسك ما هو أولي : حالة الوجود المحض(ان كان هذا ممكنا ) . شكرا على مرورك أخي , ولا تبخل علينا بمشاركاتك في هذا القسم فرائحة الدياليكتيك تفوح منك ![]() |
|
|
|
|
رقم الموضوع : [6] | |
|
زائر
|
اقتباس:
أنا لم ألجأ الى منطق ديكارت وانما اقتبست عبارته بعد تحريف مسل يخدم غايتي (التي برهنت عليها قبل الاقتباس) وهذا أسلوب معروف عند الكتاب حيث يتم اقتباس عبارة أحدهم ويدخل عليها تغييرات معينة لتتوافق و سياق موضوعه , فتعطي كتابته رونقا و نوعا من المزاح الخفيف الذي يدخل السرور على القارئ العارف بأصل العبارة . صحيح أنني أتغير أثناء وجودي : طفل ثم شاب ثم كهل , لكن من ناحية الوجود لا تغير , فأنا موجود عندما كنت طفلا وموجود وأنا شاب و سأظل موجودا عندما سأصير كهلا , ووجودي في جميع الحالات سيكون بنفس الطريقة , أي بالطريقة التي توجد عليها الحجارة هناك , والمجنون الذي هو في الوجود , والقلم الذي على الطاولة , والله (ان كان موجودا) . تحياتي ![]() |
|
|
|
|
رقم الموضوع : [7] |
|
عضو برونزي
![]() |
انت محق قد تلمس من كلامي بعض من المادية الدياليكتية ربما لأنني متأثر نوعا ما بالكتاب الاحمر لماوتسي ههه
لكن نهجي هذا الذي اخاطبك به هو فقط احتراما لصلب الموضوع .. أو يمكنك القول أنني أخلع نعلي البسيطين كالذين يرتادهما المتصوفة ، قبل أن أدخل قبة الفلسفة المادية احتراما لمقدسات الفلسفة الالحادية .. أنا كذلك أشم رائحة وحدة الوجود في ردودك ... في انتظار باقي أجزاء مقالك علني استطيع الادلاء بدلوي فيها كذلك .. تحياتي ![]() |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [8] |
|
عضو جديد
![]() |
اهلا اخي
في الحقيقة لست ديالكتيكيا غرضي كان ان اشرح فكرة الوجود كما اوضحتها انت وكما تصورها هيغل نفسه ولفهم الوجود على حقيقته يجب البدء من الفردي العيني وليس الكلي المجرد لانه مهما اردنا ان نوحد الموجودات في كليات خالصة فان الوحدة التي نزعم اننا عثرنا عليها ماهي الا افتراض من عندنا وليست طبيعة جوهرية في الاشياء وجدل الشيء ونقيضه هو جدل عقلي ايضا لكن نعتقد خطا انه جدل يكون في داخل الشيء نفسه فكم الزهرة كما يقول هيغل يختفي اذا ما تفتحت الزهرة ثم تجيء الثمرة لتعلن نفيها للزهرة وكل لحظة في هذا المسار تنفي اللحظات الاخرى وتحتفظ بها في نفس الوقت المشكلة هنا ان هذا النفي الذي نظنه من طبيعة الشيء هو مجرد مقولة نسقطها على العالم في حين ان العالم مبداه الاول هو الاختلاف وليس الجدل ان الفنان مثلا اذا كان فنان كبيرا تكون لديه الموهبة في ادراك الفروق والاختلافات البسيطة التي قد يعجز عنها العالم او حتى بعض الفلاسفة بسبب اللغة المنطقية التي يستعملون تحية لك |
|
|
|
رقم الموضوع : [9] | |
|
زائر
|
اقتباس:
السالب ليس هو الموجب لكن كل منهما يجتمع في وحدة حقيقية هي الذرة البورجوازية نقيض الطبقة العاملة لكن كل منهما يجتمع في وحدة حقيقية هي المجتمع فالجدل موجود داخل المجتمع وداخل الذرة بين المتناقضات ولولاه ما حصل التطور في المجتمع أو في الذرة والعالم نفسه مليئ بالمتناقضات المتصارعة فيما بينها وعن هذا التصارع الأبدي تتولد الحركة نحو الأمام (التطور) ما أريد أن أقوله أخي أن الجدل ليس محض تصور عقلي وانما هو واقع معاش ثم انه أمامك أخي طريقان لا ثالث لهما : اما أن تفسر تطور الأشياء من داخلها , أو تبحث لها عن عامل خارجي يفسر تطورها فترتمي بذلك في أحضان الميتافيزيقا تحياتي |
|
|
|
|
رقم الموضوع : [10] |
|
عضو عامل
![]() |
ساحر القرن الأخير.
كتاباتك مميّزة و تحمل مادّة علميّة و فلسفيّة تستحقّ وقفة. رجائي عندك أن تنتقل من كتابة المقالات القصيرة إلى كتابة مقالات مطوّلة مع الحفاظ على كثافة المادّة العلميّة موزّعة بشكل متجانس على مقالك الطويل. كما أتمنّى منك أن تأخذ مسألة الألوان بشكل أكثر جدّيّة و استبدال الأصفر و البرتقاليّ بألوان تناسب الخلفيّة و الموضوع مثل الأزرق. كانت هذه ملاحظاتي المتواضعة بخصوص شكل موضوعك. تقبّلوا مروري! |
|
|
|
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| أنطولوجية, الجزء, دراسة |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| دراسة أنطولوجية .....(الجزء 2) | ساحر القرن الأخير | حول الحِوارات الفلسفية ✎ | 0 | 07-04-2016 05:26 PM |
| مدخل { غير شامل } نحو دراسة علمية للدين / الجزء الرابع | فينيق | ساحة الترجمة ✍ | 0 | 12-27-2015 10:55 AM |
| مدخل نحو دراسة علميّة للدين / الجزء الأوّل | فينيق | ساحة الترجمة ✍ | 2 | 08-12-2014 12:33 PM |
| مدخل نحو دراسة علمية للدين / الجزء الثالث | فينيق | ساحة الترجمة ✍ | 0 | 06-26-2014 03:59 PM |
| مدخل نحو دراسة علميّة للدين / الجزء الثاني | فينيق | ساحة الترجمة ✍ | 0 | 06-25-2014 01:36 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond