شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > مقهى الإلحاد > ساحـة الاعضاء الـعامة ☄

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 05-31-2016, 04:50 PM الوليد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
الوليد
عضو برونزي
الصورة الرمزية الوليد
 

الوليد is an unknown quantity at this point
افتراضي حول المجتمع المدني و المجتمعات العربية

في ظل تغيرات سياسية و اجتماعية و ثقافية وازنة في المجتمعات العربية , ازدادت أهمية المجتمع المدني في هذه البلدان . وقد برز اهتمام هذه الدول بهذا الموضوع لدرجة استحداثهم في الجامعة العربية عام 2002 لمنصب "مفوض الأمين العام للمجتمع المدني" ثم تم تطوير "شفويا" المنصب لاحقا ليصبح "مبعوث الأمين العام للمجتمع المدني"
بدأ مفهوم المجتمع المدني يأخد شكله في المجتمعات العربية في فترة متأخرة, إذا ما قورن بما هو عليه في المجتمعات الغربية ، حيث لم يبرز هذا المفهوم في المجتمعات العربية إلا في نهاية القرن العشرين !.
ويعزو بعض المفكرين المسلمين ك د.عبد الحميد أبو سليمان هذا التأخر , إلى غياب المنهجية الفكرية الواضحة في هذه البلدان بل وفي جامعتها العربية حتى !

مفهوم المجتمع المدني :

حسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة : يعد المجتمع المدني هو أحد القطاعات الأساسية للمجتمع بعد القطاع الحكومي و قطاع الأعمال
ويتكون المجتمع المدني من منظمات إجتماعية و أخرى غير حكومية كنقابة المحامين و العمال و النوادي الطلابية و المعاهد و الجامعات وكذا الجمعيات الخيرية.
وتقر الأمم المتحدة بالأهمية البالغة لهذا القطاع في المجتمع لما له من إسهامات كبيرة في تحسين حقوق الإنسان في العالم ، لذلك فتعاونها مع هذا القطاع يعد من ضمن أولويات مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان .

المجتمع المدني سيف ذو حدين :

تنظر المجتمعات العربية بعين الريبة من بعض هذه المنظمات خصوصا تلك التي تطمح إلى تكوين نوع من الوحدة بين شعوب العالم ومجتمعاته, خصوصا فيما يتعلق بقضايا الحريات العامة وحقوق الإنسان بمفهومها الغربي و غيرها من أهداف ومقاصد ذات طابع غير قومي تتبناها هذه المنظمات .
فمن جهة ,أتباع التيارات الإسلامية المتشددة يرون فيه مصطلحا دخيلا مشبوها فيه .أما أتباع السلطة و فئة من الاسلاميين و اليساريين القوميين , فإنهم يرون فيه حصان طراودا الذي يهدد بتسرب المشروعات الاستعمارية من خلال تبني مشاريع اجتماعية و سياسية لاتناسب المجتمعات العربية الاسلامية .
ومن جهة أخرى وخصوصا في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر , تراءى لأمريكا و حلفاؤها أن تضغط على الدول العربية من أجل الحد من كل أشكال الأعمال الخيرية الاسلامية ,ظنا منهم أن ذلك يسهم في توسع قاعدة التشدد الاسلامي في المجتمع ، كما سبق لأمريكا أن ضغطت على حكومة باكستان من أجل أن تعمل على الحد من تقاطر المساعدات التي يرسلها المجتمع المدني الباكستاني إلى منكوبي أفغانستان في محنتها مع الارهاب, بعد أن كانت أمريكا هي نفسها التي تحفز الحكومات العربية كمصر و السعودية و باكستان من أجل تحفيز مجتمعاتها المدنية كي ترسل الأموال و المجاهدين و العتاد الحربي لمقاتلة الشيوعيين في أفغانستان !

يتضح لنا إذن أن المجتمع المدني هو سيف دو حدين . ولكي يستفاد منه في المجتمعات الاسلامية, وجب أولا إمتلاك برنامج متكامل حتى تتجنب هذه المجتمعات الوقوع في صدامات مع المكون الاسلامي أو غيره , الشيء الذي سينتج عنه حتما , ما نتج في أفغانستان ثم سوريا و العراق وربما اليمن وليبيا لاقدر الله ..

أما بالنسبة للمكاسب التي يمكن لمؤسسات المجتمع المدني أن تجلبها للمجتمعات الاسلامية فهي :

تجديد الشعور بالانتماء و الهوية الحضارية وما تحويه من قيم و مبادئ تحض على العمل الخيري و التطوعي . و إضعاف عوامل التفرقة القائمة على أسس مذهبية أو عرقية أو قبلية , كالتي ابتليت به أفغانستان و باكستان و العراق و سوريا و ليبيا .
ثم تقوية أسس وحدة المجتمع . وتتمثل أساسا في الروابط الاسرية مرورا بالجماعات الحرفية و المهنية ثم الثقافية و النقابية .

خاتمة :

وختام القول يبقى الأمل كل الأمل معقودا على منظمات المجتمع المدني. شريطة أن تكون لها استراتيجيات واضحة تتناسب و طبيعة المجتمعات العربية الاسلامية ، لتكون رقما حقيقيا في معادلة الوجود الدولي .
فهي فرس الرهان كما يقال, بعد الكم الهائل من النكسات السياسية و الاقتصادية المتتالية على رؤوس هذه المجتمعات .

فإن لم تكن كل هذه النكسات بسبب القطاعات الحكومية و الاقتصادية التي ماهي باسلامية و لا بحداثية, فمن يكون السبب ياترى ؟


هوامش :

http://www.un.org/ar/sections/resour...ety/index.html

http://www.lasportal.org/ar/civilsoc...s/default.aspx

http://www.ohchr.org/AR/AboutUs/Pages/CivilSociety.aspx

http://www.aljazeera.net/specialfile...0-885fcbdead7a

http://araa.sa/index.php?view=articl...on=com_content


موضوعي القادم سيكون حول إنحراف الشباب : ما الأسباب وما سبل الوقاية

تحياتي



:: توقيعي ::: بيان الوليد : http://www.il7ad.org/vb/showthread.php?t=7638
الأجدر ألا يعلم الأعراب حدود الله لأنهم بفقرهم المادي و المعنوي قد يحرفون حدود الله عن سياقها و مغزاها ..
الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
الهدهد, المجتمع, المجتمعات, الغربية, حول


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المجتمعات الراكدة ! شاهين حول الإيمان والفكر الحُر ☮ 2 01-08-2018 03:59 PM
حول الإصلاحيات و السجون العربية الوليد ساحـة الاعضاء الـعامة ☄ 0 05-30-2016 01:25 PM
الانترنت في المنطقة العربية: 5 دول حرة "جزئيًا" و 6 أخرى غير حرة ابن دجلة الخير الساحة التقنية ✉ 0 03-04-2016 10:32 PM
الثوراث العربية وعصر النهضة العربية -التخلص من ديانة الارهاب_ نبي الالحاد العقيدة الاسلامية ☪ 2 08-02-2014 03:18 PM