شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في الإلحاد > ساحة الترجمة ✍

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 05-31-2016, 01:43 PM freethinking غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
freethinking
عضو ذهبي
 

freethinking is on a distinguished road
افتراضي الله وعلم الكونيات - الجزء الاول من مناظرة كريغ وكارول

الله وعلم الكونيات
مناظرة بين الفيلسوف المسيحي ويليام كريغ والفيزيائي شين كارول حول وجود الاله
الخطبة الافتتاحية لوليام كريغ
الفين بلانتيغا (فيلسوف تحليلي امريكي .. المترجم) ميز في كتابه, اين يقع التناقض, ثلاث طرق للعلاقة بين النظريات العلمية والايمان بالله: التناقض الواضح والتناقض الاصلي, والاتفاق. واعتبر انه لايوجد تناقض واضح بين علم الكونيات الحديث والايمان بالله. وعليه فعلم الكونيات الحديث يبدو انه مساحة اتفاق بين العلم والايمان بالله.
ولكني في هذه الليلة اريد ان ادافع عن ادعاء اقوى, وهو ان ادلة علم الكونيات الحديث تجعل من وجود الاله محتملا بشكل معتبر اكثر من احتمال وجوده بدون تلك الادلة.
هذذه ليست محاولة لعمل ادعاء ساذج بان علم الكونيات الحديث يثيت وجود الله. ليس هنالك منطق اله الفجوات هنا. بدلا من ذلك انا اقول ان علم الكونيات الحديث يوفر ادلة معتبرة تؤيد المقدمات المنطقية في الحجج الفلسفية لاستنتاجات ذات اعتبار لاهوتي.
مثلا, المقدمة الرئيسية في حجة الكلام الكونية ان الكون بدأ بالوجود.
وهذه العبارة محايدة من الناحية الدينية وتوجد في المناهج الحديثة الخاصة بالفلك وفيزياء الكون. وهي قابلة للتأكيد او الدحض العلمي على اساس الادلة.
واعيد , لا استخدم ادلة علم الكونيات الحديث لاثبات افتراض وجود الله ولكن لتعزيز المقدمات المحايدة لاهوتيا في الحجج الفلسفية لاستنتاج ان لها اعتبارا لاهوتيا.
في نقاشنا اليوم ساركز على حجتين هما: حجة الكلام الكونية من اصل الكون و الحجة اللاهوتية من الكون المضبوط.
حجة الكلام الكونية
1_ اذا كان الكون بدا بالوجود فلا بد من وجود سبب متعال جاء بالكون للوجود.
2_ الكون بدأ بالوجود.
3_ وعليه فان هنالك سبب متعال اوجد الكون.
ما اعنيه بالكون هو الواقع الذي يدرسه علم الكونيات, والذي نقول انه كل الواقع الفيزيائي المجاور لنا والذي يحمل حاليا اسم الزمكان ومحتوياته.
انا آخذ المقدمة الاولى على انها صحيحة. ورغم ان المقدمة الثانية مثيرة للجدل بحق وتعززها الحجج الفلسفية وبالنسبة لي هذا يعد مسوغا اوليا لها, الا ان نقاشنا الليلة لن يكون عن تلك الحجج الفلسفية بل عن ما ظهر خلال القرن العشرين من تاكيد علمي تجريبي على المقدمة الثانية من ادلة نشاة الكون في الفيزياء الفلكية. دليلان مستقلان عن بعضهما ولكن مرتبطان مع بعضهما بشدة يؤيدان المقدمة الثانية وهما: الدليل من توسع الكون والدليل من القانون الثاني للثرموداينامك.
بالقول ان دليل نشأة الكون يؤيد المقدمة الثانية, فانا لا اقول ان المقدمة الثانية صحيحة. الكثير من الناس يساوون بشكل خاطيء بين المعرفة واليقين. فعندما نقول اننا لانعلم ان كان الكون بدأ بالوجود, فان المقصود هو اننا لسنا متاكدين من ان الكون بدأ بالوجود . ولكن بالطبع, اليقين هو ليس المعيار المعتبر هنا. السؤال هو فيما اذا كانت المقدمة الثانية اكثر معقولية في ضوء الادلة عن كونها متناقضة كما يذكرنا البروفيسور كارول.
ليس من واجب العلم ان يثبت الاشياء بل العلم يحكم على جدوى النماذج (النظريات) المتنافسة من خلال بساطتها و وضوحها وشموليتها وموافقتها للبيانات. النظريات غير الناجحة لايمكن دحضها انها فقط تذوي مع استحصال نظريات اخرى للقبول.
العلم لايمكنه ان يجبرك على القبول ببداية الكون, فيمكنك اختراع توضيحات اخرى لتفسير الدليل ولكن تلك التوضيحات لن تبلي بلاءا حسنا في اظهار الفضائل العلمية المذكورة انفا( البساطة والوضوح والشمولية والاتفاق مع البيانات .... المترجم)
حتى بالنسبة للعديد من الذين عبرو عن شكوكهم حول المقدمة الثانية فانهما اعترفو انها اكثر معقولية على ان تكون صحيحة منها على ان لاتكون. على سبيل المثال, في حواري السابق مع لورنس كراوس فانه تطوع بالقول " انا اراهن ان الكون له بداية, ولكني لست متأكدا من ذلك .... بناءا على الفيزياء التي اعرفها, ان هذا محتمل" وهذا الكلام يعترف بما ناضل من اجله الفيزيائي الفلكي الكسندر فايلنكن طول الوقت : ان الادلة تجعل من المحتمل اكثر ان الكون بدا بالوجود.
الدليل من التوسع الكوني
ضع بالاعتبار اولا, الدليل من التوسع الكوني. نموذج نشاة الانفجار الكوني القياسي ل ( فريدمان- لي ماتير روبرتسون- والكر) يتضمن ان الكون ليس لانهائيا في الماضي (غير ازلي) ولكن له بداية مطلقة عند وقت محدد في الماضي. بالرغم من ان الاكتشافات الحديثة في الفيزياء الكونية انتجت عدة نسخ معدلة من هذا النموذج, لكن لم تستدعي هذه الاكتشافات الشك في تنبؤه الاساسي لمحدودية زمن الكون في الماضي وبدايته. بالنهاية, وكما وضح جيمس سنكلير, ان تاريخ فكرة نشأة الكون في القرن العشرين ترى وكأنها موكب من النظريات التي فشلت في تجنب البداية المطلقة للكون والتي تنبأ بها النموذج القياسي. في غضون ذلك فان سلسلة من نظريات المتفردة احكمت وبشدة وبشكل متصاعد الحلقة حول نماذج نشأة الكون الممكن الدفاع عنها بتوضيح انه تحت المزيد والمزيد من الشروط المعممة, فان البداية امر لامفر منه. عام 2003 ارفند بورد والان غوث و الكسندر فايلنكن كانو قادرين على ان يبينو ان اي كون والذي هو , في المتوسط,في حالة من الاتساع خلال تاريخه لايمكنه ان يكون ازليا ويجب ان تكون له بداية. عام 2012 فالنكن وضح ان نماذج نشأة الكون التي لا تقع تحت هذا الشرط وبضمنها نموذج البروفيسور كارول, تفشل في تجنب بداية الكون. فايلنكن استنتج" لا احد من هذه السيناريوهات يمكنه ان يكون ازليا" " كل الادلة التي نملكها تقول ان لهذا الكون بداية"
نظرية بورد-غوث-فايلنكن تثبت ان الزمكان الكلاسيكي وتحت شرط عام ووحيد لايمكنه التمدد في الماضي الى مالانهاية ولكن يجب ان يصل الى حد في وقت ما في الماضي المحدود. والان سواء كان هنالك شيء ما خلف ذلك الحد الزمني او لا. فاذا لم يكن هنالك شيء خلف ذلك الحد الزمني فعندها يكون ذلك الحد هو بداية الكون. اما اذا كان هنالك شيء خلف هذا الحد الزمني فانه سيكون في منطقة غيركلاسيكية غير تلك التي تصفها نظرية النسبية الكمية . وفي هذه الحالة فان فالينكن يقول انها بداية الكون.
فكر في ذلك , انه اذا كان هنالك منطقة غير كلاسيكية فحينها فهي ليست ازلية بالمعنى الكلاسيكي. ولكن لا تستطيع التواجد لازمنيا بشكل حرفي, بشكل قريب من الطريقة التي يعتبر فيها الفلاسفة الاشياء المجردة لازمنية او اللاهوتيون باعتبار الله لازمنيا. لان هذه المنطقة في حالة فيض ثابت, والذي , وباعتبار عدم القدرة على ادراك المتماثلات, كاف للزمن وعليه فحتى لو كان الزمن بالتعريف الفيزيائي الكلاسيكي غير موجود في تلك الفترة فان نوعا ما من الزمن موجود.
ولكن اذا كان عصر الجاذبية النسبية مؤقتا, فلا يمكن حينها ان يمتد الى مالانهاية في الزمن, لان الحالة الكمية غير مستقرة وعليه فانها اما ستنتج كونا من الازلية او لا. كما يحاجج بذلك الفيزيائيان انثوني اغواير وجون كيهاياس.
من الصعب ابتكار نظام- خصوصا نظام كمي- لايفعل اي شيء للابد ومن ثم يتطور. فالحالة الكمية الثابتة او الدورية والتي تستمر للابد لايمكنها ان تتطور. في حين ان اي عدم استقرارية لن تصمد لمدة غير محدودة من الزمن.
وعليه, فان عصر الجاذبية النسبية نفسه يجب ان يكون له بداية لغرض تفسير انتقاله قبل 13 مليار عام الى حالة الزمكان الكلاسيكية. وعليه فسواء عند الحد الزمني او اثناء حكم الجاذبية الكمية فانه من المحتمل ان الكون بدأ بالوجود.
الدليل من القانون الثاني للثرموداينامك
والان لنضع بالاعتبار الدليل من الثرموداينامك. فطبقا للقانون الثاني من الثرموداينامك الانتروبي في نظام مغلق لا ينقص ابدا, وباخذ الكون على انه نظام مغلق بناء على الافتراضات الطبيعية, وهذا ما يتضمنه القانون الثاني, فانه وبعد مدة من الزمن فان الكون سيصل لحالة الموت الحراري, سواء كان حارا او باردا في النهاية. وباخذ الكون على انه سيتوسع للابد, فربما انه لن يصل لحالة التوازن, ولكنه سيزيد برودة وظلمة وميوعة وفي النهاية ميتا. ولكن حينها يبرز سؤال واضح: لماذا ان كان الكون موجودا منذ الازل لماذا لم يصبح باردا ومائعا وعديم الحياة في وقتنا الحاضر؟ الفيزيائي البريطاني بي سي دافيس يعطي الجواب الواضح: لايمكن للكون ان يكون موجودا منذ الازل. نحن نعلم انه لابد من ان هنالك بداية مطلقة للكون في وقت محدود في الماضي. طاقة الكون, كما يقول دافيس, وضعت فيه عند بداية الخلق كشرط ابتدائي.
بمقارنة حل البروفيسوركارول بالمشكلة فانه يواجه عقبات جدية. فهو يتصور ان الشروط الكلية للكون هي حالة من التوازن الحراري ( نوع من فضاء دي سيتر) (نموذج للكون مسطح مكانيا ويهمل المادة العادية فيه بحيث ان الثابت الكوني هو المهيمن على ديناميكيات الكون ... المترجم) , ولكن التقلبات العشوائية هي التي ولدت الاكوان الرضع, والتي ولدت زمكانات كاملة مستقلة.
اسمحو لي بطرح مشكلتين حول هذا النموذج. الاولى, ليس فقط ان كل الميكانيكات المنتجة لمثل هذه الاكوان الرضع مسلمة تخمينية ولكن مثل هذا السيناريو ينتهك ما يدعى بوحدوية النظرية الكمية ( تقييد على التطور المسموح به لاي نظام كمي بحيث يضمن ان مجموع الاحتماليات لكل النتائج الممكنة لاي حدث تساوي 1 ... المترجم), ويحدث هذا الانتهاك بالسماح بضياع معلومات غير قابلة للاستعادة من الكون الام الى الاكوان الرضع. ستيفن هوكنك, اعتذر لكل معجبي الخيال العلمي في كل مكان, واعترف" ان الكون الرضيع لا يتفرع كما ظننت, بل ان المعلومات تبقى محفوظة بصرامة في كوننا"
المشكلة الثانية, حل البروفيسور كارول لايوفر اجابات مقنعة لمشكلة دماغ بولتزمان (مفارقة بولتزمان الراصد الناشيء من تقلبات عالية الاحتمال للحدوث يحتمل بشكل عالي ان يكون دماغ بولتزمان الحقيقي والناشيء من تقلبات عشوائية نادرة الحدوث وهذا ينقض تحيز الاختيار الذي هو بالاصل ناشيء من التقلبات عالية الاحتمال ... المترجم) . بما ان الكون الام هو فضاء دي ستير والذي تحدث فيه التقلبات الحرارية وبما ان الكون الرضيع ينمو في نفس فضاء دي ستير. فانه لا يوجد تفسير في النموذج حول لماذا يوجد كون ذو انتروبي واطيء حولنا بدلا من مجرد ظهور هذا العالم, مجرد وهم لادمغة منفصلة والتي وجدت من التقلبات من الفراغ الكمي. هذه المشكلتان وغيرهما تجعل نموذج البروفيسور كارول اقل معقولية من النموذج القياسي القائل بان الكون بدأ بالوجود بمستوى انتروبي ابتدائي واطيء.
الشكوكية تامل ان علم الكونيات الكمي ربما يخدم لتجنب مثل هذا التضمين للقانون الثاني للثرموداينامك. لكن الان نظرية جديدة للمتفردة قد صيغت من قبل ارون وول تبدو انها تغلق الباب امام هكذا احتمالية. بين وول ان , وباخذ صحة عمومية القانون الثاني للثرموداينامك في علم الكونيات الكمي, ان الكون يجب ان يكون بدأ بالوجود, الا اذا , وكما هو في نموذج كارول, الا اذا افترضنا انعكاس سهم الزمن في نقطة ما في الماضي, والذي, كما لاحظ بشكل صحيح, تتضمن بداية ثرمودايناميكية في الزمن والتي وكما يبدو انها ستطرح نفس النوع من الاسئلة الفلسفية التي تطرحها اي نوع من البدايات. وول قال ان نتائجه تتطلب فقط مفاهيم اساسية معينة, بحيث انه من المعقول التصديق بان تلك النتائج ستبقى في نظرية شاملة للجذب الكمي.
خلاصة
وعليه, فنحن لدينا ادلة جيدة من كلا من توسع الكون ومن القانون الثاني للثرموداينامك على ان الكون ليس ازليا ولكن له بداية. لذا فان المقدمة الثانية تنال تأكيدا مميزا من علم الكونيات الحديث. ولهذا فلدينا حجة قوية لسبب متعال سبب وجود الكون.
الحجة اللاهوتية
لنذهب الان الى الحجة اللاهوتية من التوليف (الضبط) الدقيق للكون. ذهل العلماء من ان وجود الذكاء والحياة يعتمد على توازن معقد وحساس لمجموعة من الثوابت والكميات الاساسية, مثل ثابت الجاذبية وكمية الانتروبي في بداية الكون, والمضبوطان لدرجة لايمكن حرفيا ادراكها.
الان هنالك ثلاث احتماليات توضح وجود هذا التوليف الدقيق المذهل وهي : الضرورة الفيزياءية, والصدفة والتصميم. السؤال هو : أي من هذه الاحتمالات اكثر معقولية؟ سنجادل بناءا على الادلة بالشكل التالي:
1_ التوليف الدقيق للكون نتيجة اما الضرورة الفيزيائية او الصدفة او التصميم
2_ التوليف الدقيق ليس نتيجة الضرورة الفيزيائية او الصدفة
3_ وعليه فهو نتيجة التصميم . (البرهان بالخلف ... المترجم)
الضرورة الفيزياءية؟
فلنضع بالاعتبار البديل الاول الضرورة الفيزيائية.
هذا البديل يبدو غير معقول بشكل استثنائي لان الثوابت والكميات مستقلة عن قوانين الطبيعة. لان قوانين الطبيعة يمكن ان تتوافق ومدى واسع من التغيرات في تلك الثوابت والكميات. مثلا, اكثر النظريات ترشيحا لان تكون نظرية كل شيء حتى اليوم مثل نظرية الاوتار الفائقة او نظرية m, تسمح بحوالي 10500 كون تحكمه نفس قوانين الفيزياء التي تحكم كوننا. لذا لايوجد شيء يدعونا لنجعل الثوابت والكميات ضرورة فيزيائية.
الصدفة؟
وماذا عن البديل الثاني, ان التوليف الدقيق نتيجة للصدفة؟ المشكلة مع هذا البديل ان كل الاحتمالات ضد قيام كون يسمح بالحياة عظيمة بشكل لايمكن تصوره ولايمكن عقليا مواجهتها. وعليه فان انصار الصدفة مضطرون لتبني فرضية انه يوجد نوع ما من العوالم المركبة او الاكوان المتعددة والمرتبة عشوائيا وكوننا ليس الا جزءا منها. وهنا تأتي حركتهم الرئيسية: بما ان الراصدين يوجدون في عالم مولف بدقة فبالطبع سيلاحظون كونا مضبوطا بدقة.
وعليه فان تفسير التوليف الدقيق يعتمد على (1) وجود نوع خاص من العوالم المركبة و(2) تأثير الانتقاء الذاتي للملاحظ. هذا التفسير وبعيدا تماما عن الاعتراضات على الفقرة (1), يواجه اعتراضات هائلة على الفقرة (2), اسميا, مفارقة دماغ بولتزمان, فلغرض ان يكون ملاحظا فان الكون كله يحتاج الى ان يكون مضبوطا لوجودنا. بالنهاية, فانه من المحتمل بشكل هائل ان التقلبات العشوائية للمادة-طاقة ستسفر عن كون مهيمن عليه بدماغ بولتزمان اكثر من كون يهيمن عليه ملاحظون عاديون مثلنا. وبكلمات اخرى, فان تأثير الانتقاء الذاتي للملاحظ سيكون باطلا في التفسير. كما اشار روبن كولينز, ما نحتاج لتفسيره ليس فقط وجود الحياة الذكية ولكن ايضا تفسير الوكلاء الاذكياء المتجسدين المتفاعلين من امثالنا. اللجوء الى تأثير الانتقاء الذاتي للملاحظ لا ينجز شيئا لانه ليس هنالك من سبب اي كان هذا السبب لنعتقد ان معظم العوالم المشاهدة او معظم العوالم المحتمل مشاهدتها هي عوالم من النوع الذي يمكن ان يوجد فيه ملاحظ. بالنهاية العكس يبدو صحيحا: معظم العوالم ستكون عوالم ادمغة بولتزمان.
وبما اننا لسنا ادمغة بولتزمان, فان هذه الحقيقة تدحض فرضيات العالم الطبيعي المركب او الاكوان المتعددة؟
التصميم؟
يبدو انه ليس من المعقول ان يكون التوليف الدقيق نتيجة الضرورة الفيزيائية او الصدفة. وعليه, يجب علينا ان نفضل الفرضية القائلة بالتصميم الا اذا كان من الممكن اظهار فرضية التصميم على انها لا معقولة كما هو الامر لمنافسيها.
خلاصة واستنتاج
بالملخص, يبدو لي ان ادلة علم الكونيات الحديث يوفر دعما مميزا للمقدمات الرئيسية في اثنين من الحجج الفلسفية لاستنتاج اعتبار لاهوتي لها.
وعليه, فان وجود خالق او مصمم للكون يبدو اكثر احتمالية في ضوء علم الكونيات الحديث مما هو عليه بدونه.
الخطبة الافتتاحية للبروفيسور شين كارول
(ساتخطى عبارات الترحيب والمجاملات ... المترجم )
اريد ان ابدأ باعتراف وهو ان هدفي ليس الانتصار في هذه المناظرة. لان النقاش الجاري هنا لايعكس طبيعة النقاش الجاري في مجتمع علم الكونيات المهني. فاذا ذهبت لاي مؤتمر خاص بعلم الكونيات تجد الكثير من الكلام عن اصل وطبيعة الكون, ولا كلام عن ما اذا كان هنالك اله جاء بالكون الى الوجود. لانها فكرة لا يمكن اخذها على محمل الجد. هدفي هنا هو توضيح لماذا نفكر هكذا. يمكنك في النهاية ان تتتفق او لاتتفق معي, ولكن عليك ان تكون قادرا على ان تفهم لماذا نحن علماء الكونيات لدينا وجهة النظر هذه. وسننزل للصراع مابين صورتين اساسيتين للعالم – مايسميه الفلاسفة بالوجوديات : الطبيعية والدينية. الطبيعية تقول ان كل ما يوجد في عالم واحد, العالم الطبيعي, يخضع لقوانين الطبيعة, والتي يمكن للعلم ان يساعد في الكشف عنها. اما الدينية فتقول انه بالاضافة للعالم الطبيعي هنالك شيء آخر. على الاقل , اله. وربما توجد اشياء اخرى ايضا. اريد ان احاجج بان الطبيعية منتصرة بشكل كبير عندما يكون المجال هو مجال التفسيرات الكونية. وذلك بثلاث نقاط. الاولى ان الطبيعية ناجحة-لانها تتعامل مع البيانات التي نراها. الثانية , لان الادلة ضد الدينية. والثالثة, الدينية غير معرفة بشكل جيد. وساشدد على النقطة الثالثة لانك اذا سألت مؤمنا عن التعريف فانه سيعطيك تعريفا يبدو صارما عما يعنيه بكلمة اله. الكائن الكامل, اساس كل الوجود, الخ. هنالك الالاف من امثال هذه التعاريف, وهذا الامر بحد ذاته مشكلة, ولكن المشكلة الحقيقية ليت في التعريف. ولكن عندما تربط فكرة الله بالعالم الذي نشاهده. هنا يظهرالمؤمنون مقدارا هائلا من المرونة وساهاجم بشدة ااستعمال هذه المرونة في علم الكونيات.
لذا اعتقد انني استطيع الاجابة على تلك النقاط باتباع طريقة الدكتور كريغ بادءا بحجة الكلام الكونية, وبعكسه ساقوم اولا بتحدي مقدمته الاولى: اذا كان الكون بدا بالوجود فان هنالك سببا متعاليا اوجده. المشكلة مع هذه المقدمة انها خاطئة. اذ لا يوجد تفسير او تبرير لهذه المقدمة في الشرح الذي قدمه الدكتور كريغ. ولكن هنالك مشكلة اكبر حتى انها ليست خاطئة. المشكلة الحقيقية ان هذه ليست المفردات اللغوية الصحيحية التي يجب استعمالها عند مناقشة الفيزياء الاساسية وعلم الكونيات. هذا النوع من التحليل الارسطوي للسببية كان شيئا متطورا قبل 2500 سنة ولكننا اليوم نعلم افضل من ارسطو. ميتافيزيقيتنا يجب ان تتبع فيزيائنا. هذا ما تعنيه كلمة ميتافيزياء. وفي الفيزياء الحديثة, عندما تفتح كتاب منهجيا لنظرية الكم او النسبية العامة, فانك لن تجد كلمات من مثل" سبب متعال". ما ستجده هو معادلات تفاضلية. وهذا يعكس حقيقة ان الطريقة المعلومة لكيف تعمل الفيزياءهي بالنماذج, والقوانين غير القابلة للكسر, قوانين الطبيعة. بمعرفة ما يكون عليه العالم في وقت محدد سنقدر ان ان نقول لك عما سيحدث فيه بعد ذلك. لاحاجة لاضافة ميتافيزياء زائدة, من مثل السبب المتعال. هذه طريقة خاطئة للتفكير حول كيف يعمل الواقع الاساسي. السؤال الذي يجب ان تطرحه هو : ماهو النموذج الافضل للكون والذي يمكن للعلم ان يقدمه؟ وما اعنيه بالنموذج هو نظام مصاغ رياضيا يتضمن مطابقة ما نشاهده. لذا ان اردت ان تعرف اذا كان شيء ما ممكن في الفيزياء او علم الكونيات فانك تسأل السؤال التالي: هل يمكنني بناء نموذج؟ هل يمكنني بناء نموذج حيث للكون بداية ولكن ليس له سبب؟ الجواب هو نعم. لقد تم هذا الامر. قبل ثلاثين عاما وبشكل مشهور جدا قام كل من ستيفن هوكنج و جيم هارتل بتقديم نموذجهما الكوني الكمي اللاحدودي. المغزى من هذا النموذج ليس ان يكون النموذج الصحيح, فانا اعتقد اننا باي حال لسنا قريبين من النموذج الصحيح بعد. انما المغزى انه نموذج مستقل قائم بذاته. وهو التاريخ الكامل للكون الذي لايعتمد على اي شيء من خارجه. لذلك فان المطالبة بما هو اكثر من نموذج متسق وكامل هي بقايا اثرية من عصر النظرة ماقبل العلمية للعالم. ادعائي هو انك اذا كنت تملك نموذجا كونيا يطابق البيانات فانك ستذهب للبيت معلنا انتصارك. ربما ستسأل: هل يمكن للكون ان يكون ازليا؟( بما ان الدكتور كريغ قد تحدث عن هذا الامر) بدون ان تكون له بداية على الاطلاق. مرة اخرى الاجابة هي : نعم, فقط قم ببناء نموذج. وهذا نوذجي المفضل. انه نموذج لا اعتقد انه صحيح, واعيد, انه نموذج انا ساهمت بخلقه. ولكنه في اطار البحث عن نماذج لا القول انه اي نموذج هو الفكرة الصحيحة. نحن نأمل انه يوما ما سنصل لمثل هذا النموذج ولكننا لاندعي اننا وصلنا له . فسواء كان الكون ازليا ام لا فان النقاش لا يذهب الى المباديء المجردة. بل يذهب الى كيفية بناء النماذج ورؤية اي منها يمن اعتماده كافضل تفسير لما نراه من عمل الكون.
لذا انا احب ان اتكلم عن نموذج بورد-غوث-فايلنكن بما ان الدكتور كريغ شدد عليه . الترجمة التقريبية لهذا النموذج ان بعض الاكوان, وليس كلها, فان وصف الزمكان لها ينهار في نقطة ما في الماضي. وهنا قال الدكتور كريغ ان هذا النموذج يتضمن ان للكون بداية,وهذا خاطيء. لان هذا ليس مايقوله النموذج. فالذي يقوله هو ان قدرتنا على وصف الكون كلاسيكيا, كما يقال, بدون تضمين تأثيرات الميكانيك الكمي, تفشل. وهذا ينشأ ربما من ان للكون بداية او انه ازلي, وكذلك لان افتراضات النموذج تم انتهاكها او لان الميكانيك الكمي اصبح يشكل عنصرا مهما فيها. اذا كنت تريد ان تتكلم باسم نظرية, لان هذا ماتفعله بدلا من بناء نماذج, فانا اقترح عليك نموذج الازلية الكمية. اذا كان لديك كون يخضع للقوانين التقليدية لميكانيك الكم, وله طاقة لاصفرية, والقوانين الفردية للفيزياء لاتتغير مع الوقت, حينها يصبح الكون ازليا بالضرورة. متغير الوقت في معادلة شرودنغر, يقول لك ان كيف يتطور الكون, من ناقص مالانهاية الى مالانهاية. طبعا ربما لا يكون هذا الجواب الذي يعرف العالم الحقيقي لانك تستطيع دائما انتهاك افتراضات النموذج ولكن يجب اخذ ميكانيك الكم على محمل الجد لانه يبدو مشابها كثيرا لنقطة البداية في تحليلنا لتاريخ الكون. ولكن مرة اخرى, ساكرر القول مايهم هنا هو النموذج لا الافكار المجردة.
الدكتور كريغ جاء بحجة من القانون الثاني للثرموداينامك , وانا الفت كتابا كامى عن هذا القانون ويمكنك شراؤه من موقع امازون بواسطة الاي الفون الخاص بك, وعن علاقة هذا القانون بعلم الكونيات. نحن لانعلم بالتاكيد لماذا كان الكون المبكر في مستوى انتروبي واطيء ثم استمر بالزيادة. هذا تحدي جيد لعلم الكونيات. لنتصور ان الفيزيائيين لم يتمكنو من الاجابة عن هذا السؤال بدون استدعاء الاله في حركة كلاسيكية من اله الفجوات. انا اعلم ان الدكتور كريغ يقول انه لا يفعل هذا ولكنه فعله.نحن لا نعلم لم كان الكون في مستوى انتروبي واطيء ولكن هذا ليس بحجة. هنالك اكثر من احتمالية. ربما هنالك مبدا زكما يقول هوكنج, يضع الكون المبكر في مستوى انتروبي واطيء. او ربما لا يوجد مستوى انتروبي عالي. في نموذجي لكون ازلي السبب الذي يجعل الكون متغيرا دائما هو انه قادر على التغيير. ليس هنالك نقطة توازن ليصلها. الدكتور كريغ جاء بالاقتباس التالي- هو جاء باشياء عديدة اعتقد انها تلوث الصورة الكونية فهنا هو يقول ان نموذجي لايعمل بشكل جيد لانه ينتهك مبدا الوحدوية- حفظ المعلومات- وهذا الامر خاطيء بشكل مباشر. ففي نموذجي الوحدوية هي النقطة الاساسية. هنالك دالة موجة كمية تصف تطور الكون من قطعة واحدة الى عدة قطع وهذا التطور وحدوي بشكل تام. واقتبس من هوكنج مقتطعا عبارته عن الاكوان الرضع والتي كانت في سياق الحديث عن الثقوب السوداء. وليس لهذا علاقة بعلم الكونيات. هذا الاقتباس اخذ بالكامل خارج السياق.بالنهاية, فانه جعل من ادمغة بولتزمان قضية كبيرة. وسأتكلم عن ذلك بعدقليل, الاهم انه تكلم عن حقيقة ان الكون اذا كان ازليا ولديك القانون الثاني للثرموداينامك فعليه يجب ان يكون هنالك في الماضي لحظة كان فيها الامتروبي في مستواه الاوطأ, وسمى هذه اللحظة بالبداية الثرموديناميكية. هذا حسن باستثناء انها مراوغة كلامية في كلمة بدء. البداية الثرمودايناميكية هي ليست البداية- انها حدثت في مكان ما في الوسط. انها لحظة في تاريخ الكون والتي فيها الانتروبي يكون اعلى في اتجاه واحد من الزمن وكذلك في الاتجاه الآخر.
فلامجال هنا في مثل هذا المفهوم لاله جاء بالكون للوجود في اي لحظة.
اذا كنت تعتقد ان بداية الكون جزء مهم من دليل وجود اله, فان كونا ازليا مع انتروبي واطيء في المنتصف لن يفيدك في هذه القضية. مايجب عليك فعله هو محاولة بناء نموذج, زكما اسلفت فان السؤال هو: هل هنالك نموذج لكون ازلي؟ حسنا, لقد قضيت نصف ساعة على الانترنت وخرجت بسبعة عشر نموذجا معقولا لكون ازلي. انا لا ادعي ان ايا من تلك النماذج هو الصحيح. نحن حتى الآن لم نقترب من الجواب الصحيح ولكن يمكنك ان تقدم اعتراضات على كل نموذج منها. فهنالك نموذج بورد-غوث-فايلنكن فيه افتراضات اذا امكنك انتهاكها فانه يمكنك انتهاك النموذج. بينما في الدينية, ساحاجج, بانها ليست نموذجا كونيا جديا. لأن علم الكونيات موضوع ناضج. نحن نهتم بامور اكثر من مجرد خلق الكون. فنحن نهتم بتفاصيل محددة. مثلا ما مقدار الاظطراب في الكثافة في الكون؟ وهكذا. الدينية لاتحاول حتى فعل ذلك لانها اصلا غير معرفة بشكل جيد.
لنذهب للحجة الثانية. الحجة اللاهوتية حول التوليف الدقيق. انا سعيد جدا للاعتراف فورا بان هذه الحجة هي افضل حجة لدى المؤمنين عندما يدور الكلام عن علم الكونيات. وذلك لانها تجري وفق القواعد. لديك ظاهرة, ولديك متغيرات في فيزياء الجسيمات والكونيات, ومن ثم لديك نموذجان مختلفان : نموذج ديني ونموذج طبيعي. وتريد المقرنة لتعرف اي النموذجين افضل موائمة مع البيانات. انا اصفق للمقاربة العامة ولكن مع ذلك تبقى هذه حجة فظيعة. فهي ليست مقنعة بالكامل ساعطيك خمس اسباب لماذا الدينية لاتقدم حلولا لمشكلة التوليف الدقيق.
اولا, انا لست مقتنعا على الاطلاق بمشكلة التوليف الدقيق ومرة اخرى الدكتور كريغ لم يقدم دليلا لها. انه صحيح بالتأكيد انك اذا غيرت متغيرات الطبيعة فان الظروف المحيطة بنا التي نشاهدها ستتغير كثيرا. انا اؤكد ذلك. وعليه فانا لا اضمن ان الحياة لا يمكن ان توجد. ساكون متأكدا اذا ما قال لي احدهم الشروط التي تحتها توجد الحياة. وما هو تعريف الحياة مثلا؟ فاذا كانت مجرد معالجة للمعلومات او التفكير او شيء من هذا القبيل, فان هنالك عددا هائلا من الاحتمالات. يبدو هذا شبيها بالخيال العلمي ولكنك انت من يغير الثوابت الكونية. فالنتائج المتمخضة عن هكذا تغيير ستكون شبيهة برواية من الخيال العلمي. بشكل محزن نحن لانستطيع معرفة فيما اذا كانت الحياة ستوجد اذا ما تغيرت ظروف كوننا لاننا لانستطيع رؤية كون غير كوننا الذي نراه.
ثانيا, الاله ليس بحاجة ليولف بشكل دقيق اي شيء. نحن نتكلم عن متغيرات الفيزياء والكون: كتلة الالكترون و شدة الجاذبية. ونحن نقول ان لم تملك القيم التي تملكها الان فان الحياة نفسها لن توجد. ان هذا يقلل كثيرا من قدر الاله, وهذا كلام مفاجيء من قبل المؤمنين لانهم يقولون ان الحياة ليست فيزيائية خالصة, فهي ليست مجرد تجمع من الذرات كما يقول به الطبيعيون. انا اعتقد انه لايهم ماتفعله الذرات فالاله يمكنه مع ذلك خلق الحياة. الاله لايهمه كم هي كتلة الالكترون. فهو يستطيع ان يفعل مايشاء. المجال الوحيد الذي يمكنك فيه ان تقول بصدق ان لهذه المتغيرات الفيزيائية دور في ايجاد الحياة هو المجال الطبيعي.
النقطة الثالثة ان التوليف الدقيق الذي تظن انه موجود ربما سيتلاشى عندما تدرك الكون بشكل افضل. ربما يكون التوليف الدقيق ظاهريا فقط. هنالك مثل مشهور يحب المؤمنون ان يضربوه بل وحتى علماء الكونيات الذين لم يفكرو به جيدا, وهو ان نسبة توسع الكون المبكر مضبوطة الى 1 من 1060.هذا هو التقدير الساذج, الذي يمكن ان تقوم به بورقة وقلم رصاص. ولكن يمكنك ان تفعل ما هو افضل من ذلك. يمكنك ان تذهب الى معادلات النسبية العامة وهنالك اشتقاق صارم للاحتمالية. فاذا سألت نفس السؤال مستخدما المعادلات الصحيحة ستجد ان الاحتمالية هي 1.كل القياسات للكون المبكر من علم الكونيات تعطي نفس النسبة الصحيحة للتوسع ليعيش الكون لفترة طويلة ويسمح بوجود الحياة. انا لا اقول ان كل المتغيرات تلائم هذا المثال ولكن حتى نعلم الجواب لانستطيع الادعاء انها مولفة بدقة بالتاكيد.
رابعا, هنالك تفسيرطبيعي سهل وواضح. الناس مهتمون بالاكوان المتعددة بشكل مفرط. انا اقول ان الاكوان المتعددة بسيطة بشكل مذهل. وهي ليست نظرية بل انها تنبؤ لنظريات فيزيائية هي نفسها نظريات راقية وصغيرة و قائمة بذاتها يمكنها خلق اكوان بعد اكوان. لايوجد سبب ولايحق لنا ن نتوقع ان كامل الكون يشابه الظروف التي نملكها الآن. ولكن الاهم اذا اخذت الاكوان المتعددة كنقطة بداية فانك تستطيع صنع تنبؤات. اننا نعيش في جزء من عالم مركب ويجب ان نكون قادرين على التنبؤ باحتمالات اخذ الظروف المحيطة بنا اشكالا اخرى. لهذا في علم الكونيات اوراق بحثية تعالج موضوع الاكوان المتعددة مثل المخططات التي تحلول التنبؤ بكثافة المادة المظلمة باعطاء ظروف اخرى في الاكوان المتعددةز ولاترى مثل هذه المخططات في الاوراق اللاهوتية تلك الاوراق التي تحاول منح الاله الفضل في تفسير التوليف الدقيق وذلك لان الدينية غير معرفة بشكل جيد.
الدكتور كريغ تكلم كثيرا عن مفارقة دماغ بولتزمان. المفارقة التي تحل ببساطة في الاكوان المتعددة بكوننا مجرد تقلبات عشوائية بدلا من تطورنا بع انفجار عظيم حار. وهذا فهم خاطيء لكيفية عمل الاكوان المتعددة. الاكوان المتعددة لا تقول ان كل شيء يمكن ان يحدث سيحدث فعلا باحتمالية متساوية. انها تقول ان هنالك تاريخا محددا للاكوان المتعددة ويمكنك ان تصنع فيه تنبؤات. نماذج مختلفة من الاكوان المتعددة سيكون لها نسب مختلفة من الملاحظين العاديين الى الملاحظين العشوائيين. وهذا امر جيد. هذا يساعدنا للتمييز مابين النماذج القابلة للتطبيق وبين النماذج غير القابلة للتطبيق, وهنالك العديد من النماذج القابلة للتطبيق حيث لا يهيمن دماغ بولتزمان او التقلبات العشوائية.
علاوة على ذلك, انا اعمل على ورقة بحثية تقول ان دماغ بولتزمان (التقلبات العشوائية) تحدث بشكل اقل بكثير جدا مما كنا نعتقد. الامر يتعلق بفهم افضل للتقلبات الكمية. هنالك كاريكاتور يسخر من الدينيين يقول ان الدينية عذر للتوقف عن التفكير. انت تقول" هنالك مشكلة لاحاجة لان احلها لان الله سيحلها" وهذا خاطيء بشكل واضح لان الكثير من الدينيين يفكرون بحذر وبصرامة في العديد من المشاكل. ولكن بعض الاحيان هنالك شيء من الصحة في هذا الكاريكاتور. فعندما تواجهك مشكلة دماغ بولتزمان تقول " انني استطيع الخروج منها بالقول ان الله خلق كونا وحيدا" وهذا سيمنعك من التفكير عميقا في الفيزياء واكتشاف اشياء مثيرة.
خامسا, الدينية تفشل كتفسير. حتى لو اعتقدت ان الكون مولف بدقة وان الطبيعية لا تستطيع حل هذه المشكلة, فان الدينية ايضا لن تحلها. فاذا ظننت انها تفعل ذلك, واذا لعبت بنزاهة فمالذي ستقوله هو" هاهو الكون الذي اتوقع وجوده تحت الدينية وساقارنه بالبيانات وارى ان كان يوائمها" منوع الكون الذي نتوقعه؟ لقد قلت مرارا ومرارا ان الكون المتوقع يطابق تنبؤات الطبيعية لا الدينية, لذا كمية التوليف , اذا كنت تظن ان المتغيرات الفيزيائية في كوننا قد ضبطت لتسمح بوجود الحياة, فانك ستتوقع كمية كافية من التوليف وليس الكثير الكثير منه. في الطبيعية الميكانيكية الفيزيائية يمكن الافراط في التوليف بمقادير هائلة زائدة عن الحاجة لايجاد الحياة. فمثلا مقدار الانتروبي في الكون المبكر اوطا بكثير جدا جدا جدا من المقدار اللازم لوجود الحياة. تحت الدينية فانك تتوقع ان الجسيمات ومتغيرات فيزياء الجسيمات ستكون كافية للسماح بوجود الحياة وتملك هيكلا مصمما لغرض ما بينما تحت الطبيعية تتوقع ان تكون هذه الاشياء نوعا ما عشوائية وفوضوية واحزر؟ انها كذلك , نوعا ما عشوائية وفوضوية. تحت الدينية تتوقع ان تلعب الحياة دورا هاما في الكون. تحت الطبيعية تتوقع ان للحياة دور هامشي في الكون. لاحاجة للقول كم هي الحياة هامشية بالقياس الى الكون كله. في صور التلسكوب هبل هنالك مئات من مئات المليارت من المجرات في كوننا الملاحظ. التفسير الديني للتوليف الكوني الدقيق سيطلب منك ان تنظر لهذه الصورة ويقول لك" انا اعلم لم تبدو الصورة هكذا , لانني كنت ساكون هنا او او اننا كنا سنكون هنا" ولكن لايوجد شيء في خبرتنا بالكون تبرر هذا النوع من القصص التي نطري بها انفسنا. في الواقع ساجادل بان فشل الدينية في تفسير التوليف الدقيق نموذجي. لانه يساعد على فهم الطرق الاخرى التي فشلت فيها الدينية ان تكون نظرية افضل من الطبيعية. مايجب عليك فعله مرار ومرار هو ان تقارن التوقعات والتنبؤات الناشئة من الدينية بتلك التوقعات والنبؤات الناشئة من الطبيعية وستجد ان الطبيعية تفوز مرارا ومرارا. ساركز في هذا فليس المهم الحجج المفردة بل التأتير التراكمي.
اذا كانت الدينية صائبة فلا يوجد سبب ليكون من الصعب ايجاد الاله. لانه يجب ان يكون واضحا في حين ان في الطبيعية يمكنك ان تتوقع ايمان الناس بالاله ولكن على ارضية من ادلة ضعيفة. تحت الدينية ان الايمان الديني يجب ان يكون عالميا. لانه ليس هنالك من سبب ان يعطي الاله رسائل خاصة لهذه او لتلك من القبائل البدائية قبل الالاف السنوات , لماذا لايعطيها للجميع؟ بينما تحت الطبيعية تتوقع اعتقادات دينية مختلفة لاتتفق فيما بينها تطورت في ظروف محلية خاصة بالموقع الجغرافي للديانة. تحت الدينية انت تتوقع ان التعاليم الدينية (الشرائع) ستبقى ثابتة لوقت طويل. تحت الطبيعية تتوقع التكيف مع الظروف الاجتماعية. تحت الدينية ان التعاليم الاخلاقية للاديان يجب ان تكون سامية,وتقدمية بينما التمييز الجنسي خاطيء والعبودية خاطئة. تحت الطبيعية فانت تتوقع اخلاقيات تعكس الواقع المحلي ربما صائبة احيانا وربما خاطئة احيانا. تحت الدينية تتوقع ان يقدم النص المقدس معلومات مهمة مثل نظرية الجرائيم في الامراض. تقول لنا ان نغسل ايدينا قبل تناول الطعام. تحت الطبيعية تتوقع ان يكون النص المقدس مزيجا من السيء والجيد هنالك بعض الاجزاء الجيدة جدا بعض الاجزاء شاعرية وبعضها ممل وخرافي. تحت الدينية تتوقع تصميما للاشكال البيولوجية. تحت الطبيعية سيجدون هذه التصاميم باللف والدوران في التاريخ الطبيعي للتطور. تحت الدينية العقول يجب ان تكون مستقلة عن الاجسام. تحت الطبيعية شخصيتك تتغير اذا جرحت او تعبت او حتى لم تشرب فنجان قهوتك صباحا. تحت الدينية تتوقع ان تجد حلا لمعضلة الشر وان الاله اراد ان تكون ارادتنا حرة. ولكن لا يجب ان يكون هنالك معاناة عشوائية في الكون. الحياة يجب ان تكون عادلة بشكل اساسي. تحت الدينية فانت تتوقع ان يكون الكون كاملا. تحت الطبيعية فان الكون نوعا ما فوضوي وهذا دليل احصائي تجريبي قوي.
الان انا اعلم بماذا تفكر انت تفكر " بانه يمكنني تفسير كل ذلك", انا اعلم انك تستطيع تفسير كل ذلك وكذلك انا استطيع. فليس من الصعب ان تاتي بتبرير باثر رجعي حول لماذا الاله فعل ذلك بهذه الطريقة. ولماذا هذا الامر ليس صعبا؟ لان الدينية غير معرفة بشكل جيد. وهذا مايسميه علماء الكمبيوتر بحشرة(خطأ برمجي) وليس خاصية.
كانت قال كلمة مشهورة" لن يكون هنالك اسحاق نيوتن لشفرة العشب " (لماذا العشب مثل السيف... المترجم) وبكلمات اخرى, من المؤكد انك تستطيع ان تجد بعض التفسيرات الفيزيائية لحركة الكواكب ولكن لن تجد تفسيرا لشيء رائع التنظيم ومعقد مثل الكائنات الحية, باستثناء ان داروين فعلها ووجد التفسير. وعليه يمكننا ان نعيد صياغة رسالة الدكتور كريغ بالقول انه لن يكون هنالك اسحق نيوتن للكون, ولكن كل ما نعرفه عن تاريخ العلم وحالة الفيزياء الان تقول اننا يجب ان نكون متفائلين اكثر. وشكرا



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
مناظرة, الله, الاول, الجزء, الكونيات, كريغ, وكارول, وعلم


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الله وعلم الغيب Deist العقيدة الاسلامية ☪ 24 09-14-2019 03:02 AM
من سرقات القران الجزء الاول(نهاية اعجاز مواقع النجوم) Archimedes الجدال حول الأعجاز العلمي فى القرآن 9 05-07-2018 11:55 PM
هل أنا محض جسد ؟ (الجزء الاول) ساحر القرن الأخير حول الحِوارات الفلسفية ✎ 52 01-06-2017 07:10 PM
كيف تنشأ الأديان -الجزأ الاول-؟؟؟؟ ابن دجلة الخير علم الأساطير و الأديان ♨ 1 05-07-2016 07:59 AM
تصحيح المفاهيم الوراثية الجزء الاول شهاب في التطور و الحياة ☼ 1 06-25-2014 01:17 PM