لا جديد في الحياة ...

الموت هو الشيء الوحيد الذي يجعل الحياة أمرا مطاقا . لو كانت الحياة , هذه الحياة , ممتدة الى ما لا نهاية , أبدية , لصار الانتحار أمرا ضروريا . ذلك أن الحياة روتينية , مملة , لا جديد فيها , وان عشنا ألف سنة أخرى , لن نتقدم قيد أنملة . ولست أقصد بالتقدم ذاك الذي يتحقق تكنولوجيا أو علميا , فهذا تقدم ما فتئ يحصل منذ القدم . فعن أي تقدم أتحدث يا ترى ؟ من الصعب أن أحدده , لكنه يصطبغ بصبغة المضمون, في حين أن باقي أشكال التقدم لا تعدو أن تكون شكلية . لكي ندرك حقيقة التقدم الذي نحن بصدد الحديث عنه , سنفترض أن الانسان, بعد آلاف السنين من يومنا هذا , استطاع غزو كواكب بعيدة , واكتشف مجرات جديدة , و ابتكر وسائل جديدة سهلت حياته كثيرا , لكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو : ماذا بعد ؟ ألسنا نراوح مكاننا ؟ ألسنا ندور في حلقة مفرغة ؟ فيم سيفيد كل ذلك ؟ ألسنا نلهي أنفسنا بالدفع نحو الأمام تفاديا لرؤية حقيقة مرة ؟
لا جديد في الحياة. لكن , أي نوع من الجديد ذاك الذي كنا نأمل حدوثه ؟ أن يطرأ على قوانين العالم السرمدية (كقانون الجاذبية مثلا ) تغير ؟ أن يزداد عدد ساعات اليوم ؟ أن تشرق الشمس من ناحية الغرب ؟ أن يستيقظ الواحد منا ذات يوم ليجد نفسه في جسد آخر انساني أو حيواني ؟ حتى ولو حصل كل هذا , فلن يتأخر بنا الوقت كي نعلن من جديد أنه لا جديد في الحياة . لنكف عن تسمية الأشياء بغير مسمياتها, لأن الحياة التي نتحدث عنها منذ البداية ليست في الأخير سوى الوجود. فلطالما أنت موجود , لن يصيبك الا الملل . لأن الوجود في حد ذاته يدل على حالة من الركود , حالة من الجمود : الموجود راكد في الوجود , وهذا الوجود , لا يطرأ عليه تغير , ولا يمكن تصور العكس الا اذا قمنا بخرق القاعدة المنطقية التي تقول باستحالة خروج الشيء من العدم ودخوله الى الوجود , أي باستحالة أن يوجد شيء بعد أن لم يكن موجودا . الوجود راكد .
الاله يبيع الوهم لأتباعه , فيغريهم بعوالم جميلة عجيبة لم ترها عين قط يظفرون بها بعد الموت . يكفيهم أن ينتبهوا الى أنهم سيوجدون هناك تماما كما هم موجودون هنا ليدركوا أن روتينية الوجود لن تفارقهم حيثما ذهبوا .
الى م نسعى اذن , نحن الباحثون عن الجديد ؟ لقد تبين أن الباحث عن الجديد لن يجد ضالته في الوجود , لكن أين يمكن أن يجدها خارج نطاق الوجود ؟ المشكلة أنه ليس هنالك الا الوجود.
بهذا يصير الوجود سجنا لا مفر منه. لكن لنكف عن تسمية الأسماء بغير مسمياتها , لأن ذلك الوجود الذي نتحدث عنه منذ برهة ليس سوى ذلك الوعي , وعيي و وعيك , وعي يدرك أنه ناقص , وعي يريد تخطي أسوار الوجود دون جدوى . نفس الصور تعاد أمامه , نفس الأصوات , ولا جديد يستقبله .
عندما تصير الحياة مملة , يصبح من الطبيعي أن يحس المرء بأنه يضيع وقته هنا. ان لديه مشاريع غامضة , يرى أن الحياة ليست المكان الصحيح حيث يمكن له تحقيقها , يرى أن مكانه ليس هنا وانما هناك . وأقبح شيء بالنسبة له هو أن يكون ذلك الهناك بدوره هنا , أي أن لا يكون سوى هذا الهنا ولا وجود للهناك , ببساطة لأن هذا الهنا لم يعط يطاق في عينيه . انه يدرك في أعماقه حقيقة أن الهناك غير موجود , وأنه حتى لو وجد , فبمجرد ما يوجد فيه سيصبح بدوره هنا بعد أن كان هناك , لكنه يرفض قبول تلك الحقيقة ويدخل في صراع أبدي مع ذلك الهنا : يريد أن يتواجد في مكان ما حيث لا يمكنه أن يقول : "هنا" . هل يوجد مثل هذا المكان يا ترى؟

[ناصر الهزاني]

المطلوب؟

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناصر الهزاني

المطلوب؟

ان كنت تسأل أخي عن المطلوب القيام به أمام وضعية العجز والاستحالة هذه
فهنالك طريقان لا ثالث لهما :
اما أن يختار المرء التضحية بما عنده (بحياته) أي الانتحار لعله يأتي بجديد
أو يختار التروي و الصبر أملا في اكتشاف شيء لم يكتشفه بعد قد يندم عليه ان هو لعب بطاقته الأخيرة

[ناصر الهزاني]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساحر القرن الأخير

ان كنت تسأل أخي عن المطلوب القيام به أمام وضعية العجز والاستحالة هذه
فهنالك طريقان لا ثالث لهما :
اما أن يختار المرء التضحية بما عنده (بحياته) أي الانتحار لعله يأتي بجديد
أو يختار التروي و الصبر أملا في اكتشاف شيء لم يكتشفه بعد قد يندم عليه ان هو لعب بطاقته الأخيرة

اذهب وتعالج عند طبيب..

تحياتي للجميع,,


فعلاً لا جديد في الحياة


عموماً يجب أن يغير المرء الروتين حياته يبحث عن زملاء يخالطهم ويشاركهم ليقضى على فراغه

او يقرأ ويطور نفسه وذاته وشخصيته أنا أشجع على هذا الحث سيتغير أسلوبه

أنصح كذلك بتباع أي مواضيع للدكتور طارق السويدان من الناحية تطوير الذات و الشخصية سوف يتغير تفكيره وأسلوبه وبغض عن المغالطات التي يقع فيها ولكن هناك معلومات مفيده جداً

أو يتعلم من أي شخص يرتاح نفسيته له وليس عيب أن اتابع برامج من شخص ليس شرط ان يكون هذا ملحد او مسلم او مسيحي لا لن اريد اتابع هذا الشخص لانه شيعي وذاك لن يتابع لانه سني وغيره من التطرقات ... العيب حينما أعيب في كل شخص ونضع مبرر حتى لا نقرأ ولا نتعلم ولا نستفيد من مواضيعهم

ولديك محفزات أخرى هذا لبرامج لتطوير الذات او يقوم بقضاء فراغه لإنشطه و درايه علميه و عمليه مناسبه لتطوير مجاله وهذا يقضي على فراغه نعم هذه الأشياء تكون ثقيله على النفوس ولكن ستغير تفكير ومنطق القديم ويتطور بعد ذلك الى الافضل

ولديه أيضاً وقت للغوص لعالم خياله وعاطفيته وهذا يساعد على الراحه النفسيه فمثلاً مشاهدة برامج ما يحبه ومتابعة افلام تغير روتينه او ممارسات اعمال و اشغال ممتعه ثقافيه او رياضيه او اشتراك في الانديه المهم لا يظل وحيد و كأيب فهذا الشيئان يجعل المرء يكره حياته ويراها بالإفق الضيق

واما الذي يعاني من الضيق النفسي بسبب منغصات الحياة والمادية ولم يجد كل ماذكر من سعاده او راحه عليه أن لا يتوقف عن البحث اي شيء يغير روتين حياته ليلجأ الى جديده و سعادته او راحته

فحياتك لن يصنعها إلا أنت

حتى الطبيب لن يدوم دوائه فعليك بتجديد الدواء و تغير العادات ستتغير له أفق الحياة


دعني أقول لك شيء لكن هي جزء من الحقيقه و غيرت الكثيرين

الكثير من الاشخاص يبدو عليهم ملامح الطموح و الآمال نحو السعي للإفضل فيرى أحلام و أماني و رؤيات تأتيه كالساعة المنبه فيتحقق منها ما يتحقق ولو بشكل غامض ويتذكر تلك الاحلام او الافكار أيضاً الباطنيه التي صدمت واقعه فهنا هو بحاجه الى مراجعة أحلامه و ذاكرته او افلامه لقصة حياته ويستعرض أحداثه ورؤياته ويقوم بتفسيرها ومعالجتها سترى نتائج جديده ومذهله لتحسين الذات وتغير النفسيه فهذا أنقذ الكثير وتحققت تلك الرؤى والاحلام وانقذتهم من غرق الموت والضيق

ألا وهو تفسير أحلامك جرب ولن تخسر شيء كلما ترى أحلام حاول تفسيرها من عندك او من كتب تعتمد عليها وتحبها وتحققت التنبأ لك !

هذا سيغير من ضيق الحياة الى شيء تطمح له نفسك وتسعد بها ذاتك وستبحث بعدها عن اتجاهات افضل ويتغير ذلك الشعور الى الافضل وتدريجياً ,, و لا عيب حينما نغمس الخيال او العواطف مع المنطق فهذا يريح النفس احياناً مثل الرسوم المتحركة


أخيراً لا أريد أن أطول ,, بالنسبه للطبيب النفسي حقيقة أحياناً يكون معامل جيد وليس محفز او لا يدوم ويساعد الآخرين على الخروج من قوقعات وهمية ويواجه الحياة الصعبه بصوره مختلفه عن الصوره الوهميه المترسبه من سنين الضياع ,,

أنا أنصح أن تكون طبيب نفسك وذلك عن طريق اكتساب خبرات و علوم نفسيه واجتماعيه وهو اهم العوامل

إن الاشخاص الاجتماعيون الناجحون معظم أوقاتهم لا يعانون من الضيق ولكن هناك عامل ثقيل دوماً يكسحونه عن طريق المجادفات و المخاطرات حتى تغيرت تلك النفوس واصبح متفائله

هذا الذي ساعد الكثير لكن منهم إنهم الطموحين ام الكسالى واصحاب التبريرات لن يتغير حياتهم وسوف يصابوا كما أشرت إليه في موضوعك الضيق والانتحار

[رمضان مطاوع]

فعلاً الإنسان طبيب نفسه
في رأيي .. شعور الإنسان بأنه ( لا جديد في الحياة ) ناتج عن أنه يعيش حياته بلا هدف وبلا معنى , وأن هذا الإنسان لا يعلم من أين أتى وإلى أين يذهب وبالتالي هو ضائع , طلع لئي نفسه عايش في الدنيا كده وخلاص من العشوائية جاء وإليها ينتهي , لا يشعر بطعم الحياة حياته كلها شقاء في شقاء وعناء وخزي وهوان بسبب تكالبه على حب الشهوات , بسبب إيمانه بأنه جاء إلى الدنيا وفيها ينتهي إلى الأبد , لا سعادة ولا راحة بال ولا يرضى بأي جديد ولا .. ولا ... ولا ..
الحل معرفة : من هو؟ , ومن أين أتى؟ , ومن أتى به؟ , ولماذا أتى؟ , وإلى أين ينتهي؟ .. فإذا عرف كل هذه الأمور ارتاحت نفسه واطمأنت وسعدت طول حياتها

[لواحة]

في الحقيقة أني لا أشعر بكره الحياة هذه إلا عندما يقولون أني هنا من ماء 🌏وعندما أتفكر في الكون
الواسع أجدني هناك في ذراته المتحركة🌌

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناصر الهزاني

اذهب وتعالج عند طبيب..

عذرا أخي لكنها اجابة فقيرة على اشكالات مهمة تناولتها في موضوعي الذي لم تلمسه بحرف واحد من كلامك
ان كنت تراني مريضا فمرضي الوحيد هو أنني لا أكف عن طرح الأسئلة ولا أرضى بغير الأسئلة اجابة عن الأسئلة .

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمضان مطاوع

فعلاً الإنسان طبيب نفسه
في رأيي .. شعور الإنسان بأنه ( لا جديد في الحياة ) ناتج عن أنه يعيش حياته بلا هدف وبلا معنى , وأن هذا الإنسان لا يعلم من أين أتى وإلى أين يذهب وبالتالي هو ضائع , طلع لئي نفسه عايش في الدنيا كده وخلاص من العشوائية جاء وإليها ينتهي , لا يشعر بطعم الحياة حياته كلها شقاء في شقاء وعناء وخزي وهوان بسبب تكالبه على حب الشهوات , بسبب إيمانه بأنه جاء إلى الدنيا وفيها ينتهي إلى الأبد , لا سعادة ولا راحة بال ولا يرضى بأي جديد ولا .. ولا ... ولا ..
الحل معرفة : من هو؟ , ومن أين أتى؟ , ومن أتى به؟ , ولماذا أتى؟ , وإلى أين ينتهي؟ .. فإذا عرف كل هذه الأمور ارتاحت نفسه واطمأنت وسعدت طول حياتها

هل تعلم أخي من أين أتيت والى أين أنت ذاهب ؟ ان أجبتني بنعم (ولا شك في ذلك) فما نسبة تيقنك من اجاباتك ؟ ان أجبتني 100 في المئة وكنت صادقا مع نفسك في ذلك فليس لي الا أن أقول لك أنه لم يعد هنالك داع لوجودك هنا معنا , لأنك تملك الحقيقة وتضيع وقتك معنا نحن الجاهلون بها , فمكانك ليس هنا في الحياة, لأن الهنا هو حيث ينبغي البحث عن الحقيقة ... مكانك هناك ,حيث يجتمع من ظفروا بالحقيقة : في الجنة .

[مُنْشقّ]

الموت هو الشيء الوحيد الذي يجعل الحياة أمرا مطاقا . لو كانت الحياة , هذه الحياة , ممتدة الى ما لا نهاية , أبدية , لصار الانتحار أمرا ضروريا . ذلك أن الحياة روتينية , مملة , لا جديد فيها , وان عشنا ألف سنة أخرى , لن نتقدم قيد أنملة .

هذا هو الاعتقاد نفسه الذي تبنّيته منذ سنين خلت، إنّ الوجود الأصيل هو الوجود الذي نحياه في ظلّ الاعتراف بحتميّة الموت، هكذا كان ليخبرنا مارتن هايدغر. غير أنّني غيّرت رأيي هذا بعد أن اطّلعت على نظريّة المراحل الثلاث عند نيتشه: مرحلة الجمل، ثمّ مرحلة الأسد، فمرحلة الطفل. تجد هذه النظريّة مكتوبة في صيغتها الأدبيّة ( و هي الصيغة الوحيدة إلى حدّ الآن ) في هكذا تكلّم زرادشت. هي فعلا تحلّ مشكل الملل الذي يرافق الحياة اللانهائيّة، مع أنّ الحلّ قد يكون خياليّا جدّا نسبة إلى قدراتنا المعرفيّة الحاليّة، إلّا أنّه حلّ خلّاق و رائع من عقل وقّاد كفريدريك نيتشه. كتبت قصّة قصيرة حول أشخاص يحيون إلى الأبد في غابات سايبيريا استنادا على نظريّة المراحل الثلاث، هؤلاء الأشخاص لازالوا أحياء و سيظلّون أحياء في تلك القصّة، و هم سعداء بالقدر نفسه الذي لم يغيّر مضيّ السنين.

شكرا لك!