على هامش تفجيرات بروكسل من جديد

[مُنْشقّ]

نظرا لكثرة المفتين و العلّامات في موضوع تفجيرات بروكسل، بدءًا من أكثر الناس جهلا بأبسط قواعد السياسة و التاريخ و العلاقات الدوليّة وصولا إلى أقلّهم جهلا، قرّرت أن أفتح هذا الموضوع البسيط على هامش التفجيرات الانتحاريّة التي حدثت في بروكسل. البارحة و حينما انتهيت من النقاش، التقيت ببعض معارفي، فاكتشفت بأنّهم جميعا يعرفون المسؤولين عن تفجيرات بروكسل إمّا من قريب أو من بعيد، و قد كنت الاستثناء الوحيد، لأنّهم ببساطة أبناء مدينتنا، و حينما استفسرت عن سيرتهم الذاتيّة، تسابق القاصي و الداني ليخبرني بأنّهم صعاليك و مدمنو مخدّرات كانوا معروفين بلقب '' أبناء بائع سوائل التنظيف ''، و الأكثر عجبا من هذا كلّه، و هو المعطى الذي يأتي تأكيدا على كلامي السابق بخصوص الانتحاريّين، هو أنّ المسؤولين عن هذه التفجيرات الانتحاريّة، و أحدهم اسمه عبد السلام، لا يجيدون العربيّة أصلا، لا أعني أنّهم يتحدّثون لهجة دارجة من لهجاتها، بل هم من غير العرب، قضوا أيّامهم يتصعلكون و يعتدون على أبناء الحارة بالسواطير و السكاكين و يتلقّفون فصوص المخدّرات.

طبعا هذا المثال ليس استثناءًا بل هو القاعدة في جميع التفجيرات الانتحاريّة التي تحدث باسم الإسلام، غير أنّ أصدقاءنا الملحدين لم يدّخروا جهدا في تمثيل دور الساذج المغفّل و المنفعل و الذي يلقي باللائمة على الإسلام الذي لا يعرف عنه أولائك الانتحاريون شروى نقير. أفتح هذا التحدّي البسيط لزملائنا الملحدين، لعلّهم يتعلّمون، و إن كنّا نحن الجاهلين، فلعلّهم يعلّموننا قليلا.

أثبتْ بأنّ الإسلام يدعو إلى التفجيرات الانتحاريّة نصًّا قطعيَّ الثبوت و قطعيَّ الدلالة!



طبعا فالتفجيرات الانتحاريّة لم تكن موجودة في زمن محمّد، لذلك سيفتح باب الاجتهاد لعدم إمكانيّة وجود نصّ بهذا الخصوص، و إذ كان معروفا أنّ الاجتهاد لا تلزمُ عنه قطعيّة الدلالة و لا قطعيّة الثبوت، فإنّني أترك زملاءنا التلاحيد الكرام، ممّن اختاروا أن يحمل همّ الافتاء فيما ليس لهم به علم، أترك لهم همّ أن يثبتوا بأنّ الإسلام يدعو إلى التفجيرات الانتحاريّة. و في ذلك فليتسابق المتسابقون!

ملاحظتان:

1 ـ لا حاجة لإغراق موضوعي بآيات القتال المدنيّة فنحن نعرفها واحدةً واحدةً و نعرف أنّه لا يوجد فيها ما يعضّد رأيكم.

2 ـ الالتزام بالموضوع حصرًا، و كلّ تهويش أو تشويش فمصيره هو التجاهل و عدم الردّ.

[Skeptic]

تحياتي للجميع،
كأحد التلاحيد العرب:

ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس فحرضهم وقال : والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل ، فيقتل صابرا محتسبا ، مقبلا غير مدبر ، إلا أدخله الله الجنة فقال عمير بن الحمام أخو بني سلمة ، وفي يده تمرات يأكلهن : بخ بخ أفما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء ؟! قال : ثم قذف التمرات من يده ، وأخذ سيفه فقاتل القوم حتى قتل ، رحمه الله

اليس هذا يشابة التفجيرات الارهابية؟
تحياتي

[مُنْشقّ]

الزميل إبراهيم، هل تعرف ما معنى نصّ قطعيّ الدلالة؟ و لماذا تمّ تقسيم النصوص إلى ظنّيّة الدلالة و أخرى قطعيّة الدلالة؟

إذا كنت لا تعرف، سأختصر عليك الطريق و أقول لك إنّ نصّك ذلك ظنّيّ لا يفيد القطع بالإشارة إلى التفجيرات الانتحاريّة، بل إنّه قد لا يفيد ذلك قطعا، فيكون قطعيّ الدلالة على عدم جواز التفجيرات الانتحاريّة.

[مُنْشقّ]

و للإشارة فقط، حديثك ذلك يتحدّث عن يوم التقاء الجيش الإسلاميّ و الجيشّ القرشيّ في غزوة بدرٍ، يعني نحن نتحدّث عن حرب قائمة جاريّة، فأين هذا من تفجير الأبرياء في بروكسل؟

خلاصة ما أتيتَ به إلى حدّ الآن: حديثٌ تاريخيّ ظنّيّ الدلالة يتحدّث عن حادثة محصورة في الزمان و المكان. تريد أن تجعل من هذا الحديث الظنّيّ الدلالة المحصور في الزمان و المكان سببا للتفجيرات الانتحاريّة التي قام بها عجمٌ لا يفهمون العربيّة و لم يقرأوا هذا الحديث و لا غيره. هل هذا هو دليلك؟

[العقل الباطن]

سيد منشق لايوجد نص واضح وصريح على ان محمد امر بتفجيرات انتحارية. ببساطة لان المتفجرات لم تكن موجودة في زمانه قد تقول لي ما الذي يجعلني متأكدا انه يأمر بتفجيرات انتحارية نعود لغزوة مؤتة التي اراد محمد ان يتخلص فيها من زيد بعدما سلبه زينب تذكر ثلاثة الاف من المسلمين مقاتل في مواجهة مئتي الف مقاتل هذه اسمها مهمة انتحارية وحدث ما تمناه محمد قتل زيد لانه قاىد الجيش.
نعود لتحديك ونقر بانك هزمتنا ونرفع لك القبعة
لكن هل بامكانك اعطائنا دليل واحد ان منفذي هجمات بروكسل لم يقوموا بالعملية بسبب تحريض القران على قتال الكفار.
سيد منشق تعددت الطرق والهدف واحد القاء الرعب في قلوب الكفار.

[Skeptic]

تحيات للجميع،
التفجيرات الانتحارية، هي شئ حديث، ولكن يشابة قديما القتال حتي الموت مع المخالفين، في قتال غير متكافئ...
بمعني ان تحرض انسان ان يذهب ليقاتل مجموعة من الناس، هذا به فناءة، لو أمتلك هذا الانسان القنابل، لاستخدمها....
في ذلك الحديث، يوضح ذلك الشيئ...
انت تقول انة ليس قطعي...
لكن هناك احاديث كثيرة عن قتل امرأة نائمة مع اطفالها، وغيرة...
انا لا أدري، هل تعتقد فعلا الاسلام مسالم؟
انت تتحدث عن المسيحية، المسيحية تغيرت، حاليا المسيحية ممكن ان تدعوا الله ان يعطيك المال..
دعاء المسيحي: يا رب اكسب اللوتري...
دعاء المسلم: اللهم يتم أطفالهم ورمل نسائهم
هل تري الفرق؟
تحياتي

[مُنْشقّ]

لكن هل بامكانك اعطائنا دليل واحد ان منفذي هجمات بروكسل لم يقوموا بالعملية بسبب تحريض القران على قتال الكفار.

الزميل المحترم، رجاءًا أنا لا أحبّ تكرار الكلمات كثيرا، لقد أوردت الكثير من الأدلّة العقليّة على أنّ تلك التفجيرات لا علاقة لها بالإسلام، و بعد ذلك كلّلت أدلّتي العقليّة بدليل تجريبيّ هو معرفتي الشخصيّة بالسيرة الذاتيّة لمن كانوا مسؤولين على تلك التفجيرات، و أحد هو عبد السلام، و الآخر خالد، لقد ذكرت بأنّهم أبناء مدينتي، معروفون بالعربة و تعاطي الخمور و الحشيش، و قد ذكرت لك بأنّهم لا يفهمون العربيّة و لم يقرأوا القرءَان حتّى، هل من دليل أكبر من هذا الدليل؟

كيف يكون الإسلام سببا لعمليّة عسكريّة لا يعرف صاحبها عن الإسلام أيّ شيء إطلاقا. ربّما لو كان منفّذ العمليّة شخصا ملتزما خرج علينا من بطون الثقافة الإسلاميّة السلفيّة الوهّابيّة، باجتهادات شخصيّة و قناعات مبدئيّة مفادها أنّ الإسلام يدعو إلى تفجير الكفّار، حينها سأكون متعنّتا إذا لم أعترف بأنّ الإسلام مسؤول عن هذه التفجيرات، لكن أن يقوم شخص جاهل بالعربيّة و بالقرءَان، ابن ثقافة شوارعجيّة غير ملتزمة، و صعلوك و عربيد معروف بجهالته و سلوكاته السوقيّة، أن يقوم شخص كهذا بتفجير انتحاريّ، ثمّ نلقي باللائمة على القرءَان؟ طيّب لماذا لا نلقي باللائمة على كتاب الموتى الفرعونيّ؟ إذا كان كلا الكتابين بلغتين مخلتفين و لا يفهمهما مرتكب العمليّة، و إذا كان كلا الكتابين لا يشيران لا من قريب و لا من بعيد إلى التفجيرات الانتحاريّة، فأين الفرق بين إلقاء اللوم على القرءَان و بين إلقاء اللوم على كتاب الموتى الفرعويّ المكتوب بالهيروغليفيّة؟

[مُنْشقّ]

بمعني ان تحرض انسان ان يذهب ليقاتل مجموعة من الناس، هذا به فناءة، لو أمتلك هذا الانسان القنابل، لاستخدمها....

هذا هو الاجتهاد، و حكم الاجتهاد أنّه يأتي في المرتبة الرابعة إن لم تخنّي الذاكرة في مراتب التشريع، بعد النصّ القرءَانيّ و الحديث الصحيح و إجماع الأمّة، أي أنّك تعتمد دليلا من الدرجة الرابعة في إثبات ظاهرة منتشرة تحتاج دليلا من الدرجة الأولى. الدليل الذي تورده لا يتوافق مع حكم الظاهرة المتمثّلة في التفجير الانتحاريّ، نحن أمام ظاهرة منتشرة أشدّ ما يكون الانتشار، و من المفروض لو كان الإسلام هو العامل الذي يقف وراء هذه الظاهرة، من المفروض أن تكون لدينا أدلّة و نصوص كثيرة قطعيّة الدلالة و الثبوت أي أدلّة من الدرجة الأولى تتوافق و حجم الظاهرة المدروسة، لكنّك تأتيني بحديث مغمور بالكاد يسمع به المتخصّصون في الإسلام، من أجل تبرير قيام شخص هو نفسه لم يقرأ هذا الحديث و ليس مؤهّلا لقراءته، تبرير قيامه بعمليّة الانتحاريّة. كلامك غير مقبول، و '' أدلّتك '' ضعيفة لا تتوافق مع قوّة الظاهرة. لذلك يكون التفسير السياسيّ الاقتصاديّ الثقافيّ ( على التوالي ) هو أفضل تفسير لهذه الظاهرة و متوافقا مع قوّتها و شدّة انتشارها.

[العقل الباطن]

الزميل المحترم، رجاءًا أنا لا أحبّ تكرار الكلمات كثيرا، لقد أوردت الكثير من الأدلّة العقليّة على أنّ تلك التفجيرات لا علاقة لها بالإسلام، و بعد ذلك كلّلت أدلّتي العقليّة بدليل تجريبيّ هو معرفتي الشخصيّة بالسيرة الذاتيّة لمن كانوا مسؤولين على تلك التفجيرات، و أحد هو عبد السلام، و الآخر خالد، لقد ذكرت بأنّهم أبناء مدينتي، معروفون بالعربة و تعاطي الخمور و الحشيش، و قد ذكرت لك بأنّهم لا يفهمون العربيّة و لم يقرأوا القرءَان حتّى، هل من دليل أكبر من هذا الدليل؟

ومن الصدفة ان تتبنى داعش تفجيرات بروكسل
شكرا لك.

[yaser]

احب ان ادلى برأى فى الموضوع
انا كمسلم احرص على رضا الله تعالى اضع امام عينى قوله تعالى ( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعباده ربه احدا) . وكذلك هذا الحديث «أَتَى أَعْرَابِيٌّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ " قَالَ: تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ، وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ ". قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا أَزِيدُ عَلَى هَذا شَيْئًا وَلَا أَنْقُصُ مِنْهُ. فَلَمَّا وَلَّى، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا» مُتَّفَقٌ عليه