![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
عضو بلاتيني
![]() |
هل هناك إسلام أصليّ وإسلامات أخرى مغشوشة أم إنّ الإسلام ما هو إلا تأويلات متتالية لنفس المتن؟ هل يوجد معنى في المطلق أم إنّ كلّ شيء تاريخيّ وإنّ الممارسة وحدها هي التي تحدّد المعنى؟ على أيّ أساس يرتكز من يدّعي أنّ حكم الطالبان والوهابية التي تجثم على أرض الحجاز، والثيوقراطية الشيعية التي تخنق بلاد الفرس وممارسات جبهة الإنقاذ الجزائرية وغيرها لا تمتّ إلى الدّين الإسلاميّ بصلة؟ فهل كلّهم تحريفيون؟ ومن يحدّد ماذا؟
لقد استُخدم القرآن من طرف الذين أرادوا “تديين السياسة” وكذلك من لدن الذين أرادوا “تسييس الدين”. كان القرآن ولا يزال، في نفس الوقت، مصدرا ومُلهما لملكية تقليدية نصف منفتحة كالمغرب مثلا وأخرى مطلقة وظلامية كالعربية السعودية! فضلا عن أنه استخدم من أجل تبرير شرعية أنظمة في تناقض مطلق مع الملكية، على الأقلّ على مستوى الخطاب، كنظام عبد الناصر وهواري بومدين في كل من مصر والجزائر. لكن ما يستدعي الضحك والإشفاق معا هو التنحنح والسعال الذي يصيب المصلّين والذين يؤمونهم أثناء صلاة التراويح في مساجد السعودية والمغرب وبلاد الملوك الأخرى حينما يَصلون إلى سورة النمل ،الآية 34، التي تقول في الملوك ما قاله مالك في الخمر: “قالت إنّ الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزّة أهلها أذلّة وكذلك يفعلون”. أكثر من ذلك إنّ الملكية اليوم أينما كانت في السويد أو في البحرين دستورية أو مطلقة، هي إهانة للكرامة البشرية بل هي شكل من أشكال التمييز العنصريّ. لقد تمّ فعل الشيء ونقيضه تحت يافطة الإسلام. باسم الإسلام بنيت اشتراكيات وباسمه أسقطت أيضا. باسمه انتهجت الرأسمالية وباسمه تمّ مناهضتها! ألم يؤكّد أحد شيوخ الأزهر الكبار إسلامية ختان البنات وعارضه أحد كبار الأزهر أيضا؟! لقد كان عمر يمنع عن أهله مال المسلمين إرضاء لوجه لله، وأنا أغدق مال المسلمين على أهلي إرضاء لوجه الله، هكذا كان يقول ثالث الخلفاء الراشدين! “لا أحد من رجال السياسة يؤمن بما تقوله التوراة، يقول الكاتب الساخر برنارد شو، ولكن هم على أتمّ الإقتناع دائما بأنها تقول ما يريدون هم قوله”. يمكن لأيّ كان أن يعثر على مبتغاه في النصوص التراثية لذلك فمن العبث أن تعتمد قوانين لتنظيم حياة الناس. في الجزائر يناضل البعض من أجل إلغاء قانون الأسرة باسم الشريعة الإسلامية ويناضل البعض الآخر لتأبيده باسم نفس الشريعة التي وضع على أساسها أيضا! ألم يصعد الإسلاميون إلى الجبال في الجزائر بناء على فتوى تبيح الجهاد وعادوا تائبين بناء على فتوى أخرى؟ وعاد بعضهم إلى ممارسة الإرهاب ثانية بناء على فتوى ثالثة؟! في عام 1961 صرّح عميد جامعة الأزهر أنّ الإشتراكية المثلى والأنفع والأعمق هي التي نصّ عليها الإسلام. وها هم أحفاده يقولون اليوم نفس الشيء عن اقتصاد السّوق. وبذا يتحوّل الإسلام إلى اشتراكية مع عبد الناصر ويصير رأسمالية مع السادات و عولمة مع مبارك و اليوم مع السيسي ومن يدري قد يغدو في السنوات القادمة إيكولوجيا أو بديلا للعولمة ... في نظر الأغلبية التي لم تع بعد أنّ مستقبل العالم العربيّ سيكون علمانيا أو لا يكون. لم يدرك “حَملة حقائب” الإسلاميين أنّه لا فائدة من الزحف على البطون، فالأصولية لا تحترم إلاّ من كان له هيكل عظميّ. أما آن الأوان لتغيير تلك الأسطوانة المشروخة القائلة بأنّ هؤلاء الملالي والطالبان والوهابيين وغيرهم من عباد الله غير الصالحين... لا يطبّقون الإسلام الحقيقيّ لأنّهم لا يحسنون تأويل القرآن أو لا يفهمونه أصلا! أصبحت باردة لا تضحك أحدا تلك النكتة القائلة بعدم فهم الأصوليين لدين الله. إنّ الإطلاع البسيط على الفكر الإسلاميّ يؤكّد بما لا يدع مجالا للشك أنهم فهموا المسألة جيدا. يكمن الفرق بينهم وبين باقي المتأسلمين في صدقهم، فهم ليسوا في انسجام مع أفكارهم فحسب بل هم الأقرب إلى روح الإسلام. إذا لم تتدارك هذه الكيانات تلك المغالطة الكبرى التي تحاول عبثا الفصل بين إسلام أصليّ ترفعه النظم السياسية من أجل بقائها في الحكم وآخر هجين تلوّح به المعارضة للإنقضاض على السلطة، ستصبح هذه الكيانات فضولا إتنوغرافيا، مجتمعات غرائبية. هل تفلح أمّة تُناقش في جامعة من جامعاتها في بداية الألفية الثالثة رسالة أكاديمية تحت عنوان “الصواعق في تحريم الملاعق”؟ http://www.alawan.org/article2412.html |
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| إسلام, إسلامات |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| ما رأيك في إسلام البحيري؟ | سامي عوض الذيب | العقيدة الاسلامية ☪ | 2 | 11-19-2018 06:07 PM |
| إسلام جدتي .. | mystic | ساحـة الاعضاء الـعامة ☄ | 18 | 03-05-2018 11:57 PM |
| إسلام ام إسلامات | خلوووود | مقالات من مُختلف الُغات ☈ | 0 | 05-12-2017 02:22 PM |
| أصنام العقل العربي | ابن دجلة الخير | حول الإيمان والفكر الحُر ☮ | 0 | 03-14-2016 09:13 AM |
| مداخلات رضا أصلان | أنكيدو | ساحـة الاعضاء الـعامة ☄ | 0 | 11-23-2015 10:43 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond