شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات النقاش العلميّ و المواضيع السياسيّة > ســاحـــة السـيـاســة ▩

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 03-11-2016, 08:20 PM ابن دجلة الخير غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
ابن دجلة الخير
عضو بلاتيني
 

ابن دجلة الخير is on a distinguished road
افتراضي قانون الأواني المستطرقة في السياسة؟

قانون الأواني المستطرقة المعروف يقول: إذا وصلنا بين عدة أوعية وسكبنا في احدها سائلا توزع السائل إلى الأوعية الأخرى المختلفة الأقطار وارتفع سطح السائل “الحر” فيها جميعا إلى المستوى الأفقي نفسه مهما كان شكل الوعاء. أحسب أن هذا القانون الفيزيائي يسري على مجالات الحياة من سياسة واجتماع واقتصاد ونفس بشرية وان بسرعات متفاوتة. فالحرية المطلقة للطاغية تخفض مستوى حرية الشعب السياسية بنفس المستوى، وإذا كانت نسبة فوز الزعيم 99 بالمائة فان الشعب يتمتع بحرية سياسية بمستوى واحد بالمائة (حق نقد إسرائيل الذي قد يُمنع إذا لاحت بادرة سلام). أفضل النسب هي الأكثر توسطا واعتدالا. نسبة فوز ساركوزي على سيغولين روايال مثال جيد على توازن سائل السياسة في مستطرقات فرنسا الديمقراطية.
تعرف النظم المستبدة بهذا القانون، فتمنع الضغط الجوي، الذي هو هنا الديمقراطية، عن “أوعية” الشعب. أو تقوم بتغيير مقطع وعاء الشعب، تضييقا أو تمديدا أو تعويجا، أو تقوم بتجميد وعاء الشعب بتعريض سائله غير الحر أو سائله “العبد”، لبرد الأحكام العرفية وزمهرير قوانين الطوارئ، حتى لا يرتفع إلى مستوى نسبة الحاكم المقدسة، أو بإخضاعه لضغوط صناعية أخرى، مثل ضغط الخوف من الأعداء، أو ضغط الوطنية الصناعي، المقطر على نار حامية في أقبية المخابرات المعتمة. الوطنية الطبيعية هي النابتة في عين الشمس وقلب الشعب وكبد البرلمان المنتخب.
إن تغييب الوصال الفطري الطبيعي والشرعي بين الذكر والأنثى أو تأخيره أو رفع ثمنه يجعل سائل العاطفة يرتفع بنفس المستوى في اتجاهات أخرى (الاتجاه لحب الذات كالدودة التي تكتفي بنفسها جنسيا، أو الولع الجنسي بمتاع الجنس الآخر “الفيشتية”، أو بفيضانه عن وعائه المضيّق الشعري على شكل أمراض جنسية مثل السادية أو المازوشية أو الكبت. العانس المحرومة من نصفها الآخر يتجه مستوى سائلها العاطفي المستطرق إلى حب العائلة أو حب الأخ بالاهتمام بهندامه وطعامه.. أو الاهتمام بالأثاث أو بالنبات. أما في إناء الاقتصاد فإن سلب حقوق العاملين، ، يدفع سوائل الغش والرشوة أو الإهمال أو الهدر الانتقامي للارتفاع في أوعية وشرايين العمال الدموية والضميرية. أما خفض مستوى الحرية في وعاء الأرض بالإفساد فيرفع مستوى السائل باتجاه وعاء السماء. وإهمال ترميم الطرقات تدفعه العجلات من لحمها، وزيادة وزن الأغنياء يقابله “ارتشاق” أجسام المفقرين بالريجيم الإجباري، وارتفاع أمية التأهيل العلمي للمعلمين في المجال التربوي يقابله ارتفاع في وعاء الأمية الثقافية للمتعلمين.
الأب البخيل الذي يكنز المال يقوم بادخارها لقانون المستطرقات فابنه أو حفيده سيعرضها للضغط الجوي عاجلا او آجلا، بعد موت الأب، فجأة، فينبثق السائل على شكل نافورات. والدولة التي تذهب إلى حشد الناس في الجامعات بدون إنشاء “أوعية” مناسبة لاستيعابهم عمليا، تضطر بعد زمن إلى جعل الجامعة حلما، وحالات الإفراط في الشدة تبعتها حالات من التفريط، التاريخ يؤكد هذا القانون (حالة الحسن بن الصباح بدولته المتشددة في آلموت وما تبعها من إسقاط التكاليف الشرعية بعد موته). وفي حالة أخرى، يعزو المؤرخون المسلمون ارتياح الناس لتولية الخليفة الثالث من بين الستة المرشحين على ولاية الخليفة الرابع، إلى لين عثمان مقارنة بخشونة علي المحتملة بعد الشدة التي أخذهم بها الخليفة الثاني. القانون الفيزيائي في الحالة البشرية “يمهل ولكن لا يهمل”.
منع جريان السياسة في مجاريها الشرعية يدفع سائل السياسة إلى ميادين أخرى مثل “وعاء” حقوق الإنسان أو وعاء البيئة – إن وجد في غير سوق السياسة السوداء- الضيق على زمرة سوائل السياسة الدموية، أو إلى أوعية أخرى مثل وعاء الدين أو وعاء الإرهاب. لجم وعاء الدين نفسه، يجعل حماته يثورون ثورة “مضرية” لقضايا غير شرعية مثل رواية أو قصيدة (مثل ما حدث لرواية “وليمة لأعشاب البحر”)، إثباتا لوجود وعاء الدين المستطرق.
لكن الإنسان ليس وعاء، والمشاعر والمعتقدات والعواطف ليست سوائل مادية، فيمكن“للإنسان ذلك المظلوم” بعد تعديل عنوان اليكس كارليل، امتصاص ارتفاع الضغوط على حساب وعاء النفس العجيب. و يمكن للسلطان السياسي أو الأخلاقي أو الديني إن يكبت ضغوط المستويات لكن في عتبات مختارة والى حين، أو في أوعية تتحكم السلطات بمقطعها وضغطها. القانون المذكور سيعمل، إذا تجاوز الضغط العتبة، بطرق أخرى، كتحويل مادة السائل إلى مواد أخرى لونا أو معدنا أو تحويل شكل الوعاء أو تشويهه (كتحويل حب الوطن إلى حب الزعيم) أو توجيهه إلى وعاء الرياضة مثلا. الحب ووحدة الأمة والاستقرار الذي يتغنى به الإعلام يمكن أن يتحول إلى حقد وفرقة وانفجار حينما تضعف السدادة الحاكمة أو يهجم إعصار مثل غونو او إعصار مثل بوش. الإنسان ليس آلة وله قدرة على تصريف المستوى، بالنكتة، بالتدين، بالحلم، لكنه سيدفع ثمنه من رصيد وعاء الأخلاق أو بالكوابيس النهارية قبل الليلية.
في الحالة البشرية للقانون هامش، أو منزلة بين المنزلتين، لنسمه حد الكفاية النفسية والاقتصادية أو الاجتماعية، فمنع شراء أجهزة معينة يدفع الناس إلى تهريبها، وحجب مواقع الإنترنت يشدهم إلى قرصنة المواقع السياسية المحرمة. وحكر البطولة والمجد في وعاء الطاغية يرفع مستوى الاستخذاء في وعاء الرعية. وتحويل الطاغية للماء إلى زفت يجعل “الرعية” كلها منيلة بستين نيلة، وخوفه منهم يرفع مستوى خوفهم منه... ومستويات الأواني المستطرقة سجال. وإذا بالغت الحكومة في أكل العسل فشعبها سينام في العسل أو سيصاب بالضَرَس إن لم تسقط أسنانه.
القانون يعمل في السلم والحرب:المقاومة العراقية غير الصحيحة للاحتلال دفعت العراقيين إلى احتلال الأوعية المجاورة تحت مسمى المهاجرين. المحتل خلق محتلا آخر، وضحية الجلاد تتحول جلادا وان بعد حين (اليهود الإسرائيليون مثلا).
إن اختصار الأوعية السياسية في وعائين متفاوتي البنية والقطر، ورفع مستوى السائل في طرف الطاغية إلى عنان الأبد وكبس مستوى سائل الرعية تحت الصفر، ينذران بالانفجار الذي يحدث أن يكون صامتا أو بطيئا مثل تحطم زجاجة مغلقة في ثلاجة، لا يسمعه احد.
في الغرب الأوربي يتم تجديد الوصل بين آنية المؤسسات الزجاجية الشفافة الكثيرة: القضائية والتشريعية والتنفيذية والصحافية. مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية تعمل مثل الحساسات المنذرة لأي عطل أو تموج أو اضطراب في المستويات، والصحافة تطمئن لحظيا على صحة المستوى بين الأوعية. في حين أن الوصلات بين وعائي الطاغية والشعب في الدولة الطغيانية، قد تصدأ أو تصاب بارتفاع الكولسترول السياسي أو احتشائها بوحول الشعارات والدعاية الكاذبة أو ارتفاع الشحوم الثلاثة الإيديولوجية..وقد تختصر الدولة الطغيانية “المستطرقات” إلى طريق واحد لا ماء فيه ولا زفت، مع الإيهام بوجود أوعية متعددة لكن من.. ورق.
فقط الحب هو الذي يشذ عن القانون المذكور ويمكن أن يرتفع بدرجات حتى فوق الوعاء، وبلا وعاء، في الهواء، وفي شوارع الروح، خارج ضفاف قانون الأواني المستطرقة، وقانون نيوتن في الجاذبية، وقانون برنولي في تدفق السوائل، وقانون تحول الضحية إلى جلاد جديد... المحب نلسون مانديلا فعلها لكن بعد تقديم قربان الاعتذار، الذي يشبه التأريض المفرغ للشحنات في علوم الكهرباء.
http://www.alawan.org/article808.html



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
المستطرقة, الأواني, السياسة؟, قانون


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتاب : السياسة النبوية و دولة اللاعنف .. للنقاش mystic ساحة الكتب 6 06-15-2019 07:13 PM
السياسة والدين...من منهما يستغل الآخر حكمت حول الإيمان والفكر الحُر ☮ 9 01-14-2019 10:05 AM
حيلة السياسة الاسلامية ومغالطة القطيع mike reiss ســاحـــة السـيـاســة ▩ 2 01-05-2019 04:49 PM
الحق احق ان يتبع .. لكنها السياسة ... فكر حرفكر حر العقيدة الاسلامية ☪ 17 11-22-2016 09:58 AM
قانون موحد. ahmednagy حول المادّة و الطبيعة ✾ 22 08-24-2016 02:26 AM