ابن العثيمن ... في باريس !!

هنالك مسرحية يعرفها القارئ العربي جيدا , وتدرس في المدارس , عنوانها : "امرؤ القيس في باريس"
و عندما يسمع القارئ بهدا العنوان , ينفر تلقائيا , تلفه الدهشة والاستغراب . دلك أن صورة امرؤ القيس (ممثل العصر الجاهلي ) وصورة باريس (ممثلة العصور الحديثة ) صورتان غير متوافقتين ولا هارمونية بينهما باللغة الموسيقية , بينهما ما بين المشرق والمغرب .
ابن العثيمن و الألباني
هدا الثنائي الدي عاش فعليا في القرن العشرين ما كان ينبغي له العيش في القرن العشرين
وان قبل أحدنا بهما في القرن العشرين فعليه أن يقبل بامرؤ القيس في باريس
ان هدين الوجهين , يجب أن ينظر اليهما كمستحثات حية ترجع الى العصور الأولى
دلك أن نمط عيشهما و أقوالهما لا تمت بصلة لروح القرن العشرين
مكانهما المناسب هو في فترة ما من فترات عصور الجاهلية بعد الاسلام
ان روح التقوقع على الدات و مقاطعة الآخر و النظرة اليه نظرة العدو ليس لها مكان في العصر المعاصر المتميز بالانفتاح و حوار الثقافات والتسامح والتآخي
لقد كان ابن العثيمن والألباني خطأين مطبعيين للتاريخ والزمن , الدي عوض أن يكتبهما في الحقبة المناسبة لهما (قبل أزيد من 1000 سنة) , كتب اسميهما في الحقبة المعاصرة .
اننا نسمع كثيرا تلك المقولة : "من الناس من سبق زمانه " , وهي غالبا ما تطلق على أولئك الدين يأتون بأفكار عظيمة لا يعطيها المحيط حق قدرها , ولا يتبين الا بعد حين أنها كانت أفكار عظيمة بحق
لكن تواجد ابن العثيمن والألباني في الحقبة المعاصرة يؤكد عكس المقولة السابقة أيضا : "من الناس من تأخر عن زمانه "
ترى , ما الدي يجعل هدا الثنائي غريبا عن عصره ؟ ما الدي دفعنا الى القول بأنهما شخصيتان خارجتان عن التاريخ موجودتان في هامشه كملحقات ؟ انها بالضبط تلك الفتاوى التي اشتهر بها كل منهما , فتاوى القرن العشرين , بل و الواحد والعشرين . تلك الفتاوى التي تدفعنا الى طرح التساؤل التالي : أين كان يعيش هؤلاء ؟ انني أشك أنهما كانا يعيشان في كوكب الأرض الدي عرف تقدما و ازدهارا فكريا قطع مع حقب ظلامية سابقة . على أي كوكب كانا يعيشان و تحت أية شمس ؟
ابن العثيمن والألباني شخصيات عاشت في القرن العشرين , لكن نظرها كان موجها 1000 سنة الى الوراء .
والغريب في الأمر أن هاتين الشخصيتين أفرزتا نمادج طبق الأصل عنهما , وهده النمادج تعيش معنا اليوم , في القرن 21 , وستفرز نمادج طبق الأصل أيضا للقرن 22م . وفي القرن 22م , سنجد ابن العثيمن والألباني من جديد . سيكون دلك بمثابة تواجد امرؤ القيس على سطح القمر.

فلنتناول نمادج فتاوى ابن العثيمن , لكي لا يبقى كلامنا بلا أدلة , و كتب هده الفتاوى منتشرة بكثرة في العالم العربي في أكبر المكتبات , و ها أنا أنقل لكم بعض فتاويه من كتاب:
"500 جواب في العقائد لجمع من العلماء : الامام ابن باز , العلامة العثيمن , العلامة الفوزان,اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء" . والنصوص أسفله تم تناولها حرفيا لابن العثيمن .


321-التعليق على كلمة (حرية الفكر) وهي الدعوة الى حرية الاعتقاد
تعليقنا على دلك : أن الدي يجيز أن يكون الانسان حر الاعتقاد ,يعتقد ما شاء من الأديان فانه كافر,لأن كل من اعتقد أن أحدا يسوغ له أن يتدين بغير دين محمد (ص) , فانه كافر بالله عو وجل يستتاب, فان تاب والا وجب قتله .
والأديان ليست أفكارا,ولكنها وحي من الله عز وجل ينزله على رسله,ليسير عباده عليه,وهده الكلمة -أعني كلمة فكر-التي يقصد بها الدين :يجب أن تحدف من قواميس الكتب الاسلامية ... وخلاصة الجواب : أن من اعتقد أنه يجوز لأحد أن يتدين بما يشاء وأنه حر فيما يتدين به فانه كافر بالله عز وجل , لأن الله تعالى يقول : "ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه", فلا يجوز لأحد أن يعتقد أن دينا سوى الاسلام جائز .
(ابن العثيمن : مجموع الفتاوى والرسائل 459)


271:حكم السفر لبلاد الكفار للسياحة :
السفر الى بلاد الكفار لا يجوز الا بثلاثة شروط :
الشرط الأول : أن يكون عند الانسان علم يدفع به الشبهات
الشرط الثاني : أن يكون عنده دين يمنعه من الشهوات
الشرط الثالث : أن يكون محتاجا الى دلك
... وأما السفر للسياحة في بلاد الكفار,فهدا ليس بحاجة,وبامكانه أن يدهب الى بلاد اسلامية يحافظ أهلها على شعائر الاسلام .
(ابن العثيمن:مجموع الفتاوى والرسائل388)


276 : حكم مخالطة الكفار ومعاملتهم بالرفق واللين طمعا في اسلامهم :
لا شك أن المسلم يجب عليه أن يبغض أعداء الله , ويتبرأ منهم , لأن هده هي طريقة أتباع الرسل وأتباعهم , قال الله تعالى :"قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والدين معه اد قالوا انا براء منكم و مما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده" وقوله تعالى :"لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو اخوانهم أو عشيرتهم " . ولهدا لا يحل لمسلم أن يقع في قلبه محبة ومودة لأعداء الله ... أما كون المسلم يعاملهم بالرفق واللين طمعا في اسلامهم وايمانهم , فهدا لا بأس به ...
(ابن العثيمن : مجموع الفتاوى والرسائل 389)


278:وصف الكافر بأنه أخ
لا يحل للمسلم أن يصف الكافر - أيا كان نوع كفره , سواء أكان نصرانيا أم يهوديا أم مجوسيا أم ملحدا,لا يجوز له أن يصفه بالأخ أبدا,فاحدر يا أخي مثل هدا التعبير , فانه لا أخوة بين المسلمبن وبين الكفار أبدا , الأخوة هي الأخوة الايمانية كما قال الله عو وجل :"انما المؤمنون اخوة ".

173-حكم اقتناء الانجيل لمعرفة كلام الله لرسوله عيسى عليه السلام :
لا يجوز اقتناء شيء من الكتب السابقة على القرآن من انجيل أوتوراة أو غيرهما لسببين :
السبب الأول :أن كل ما كان نافعا فيها فقد بينه الله في القرآن الكريم
السبب الثاني : أن في القرآن ما يغني عن كل هده الكتب .
...أما طالب العلم الدي لديه علم يتمكن به من معرفة الحق من الباطل فلا مانع من معرفته لها لرد ما فيها من باطل واقامة الحجة على معتنقيها .
(ابن العثيمن : مجموع الفتاوى والرسائل 5)

هده بعض الفتاوى النورانية للشيخ ابن العثيمن في القرن 20 م
و التي تصدم التفكير المعاصر
ينبغي أن توضع على مثل هده الكتب عبارة : " ممنوع المشاهدة لمن هم بعد القرون الوسطى"

تقبلوا مروري