شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في الإلحاد > حول الحِوارات الفلسفية ✎

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 02-11-2016, 04:34 PM omar1980 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
omar1980
عضو جميل
الصورة الرمزية omar1980
 

omar1980 is on a distinguished road
افتراضي الله بين الوهم والواقع

مشكلة صفات الله
لماذا أرى أن الله منطقيا لا يمكن أن يتصف بالعدل و الرحمة و الحكمة..

العدل و الظلم و الرحمة و القسوة و الحكمة و العبث و الخير و الشر هي مفاهيم بشرية وضعية تماما, نشأت مع نشأة العقل البشري, و تكونت مع تكون المجتمعات الإنسانية , ففي عالم الحيوان مثلا لا يوجد معنى واضح لتلك القيم, بل لو فكرنا لوجدنا أنه إذا ولد شخص في جزيرة منعزلة و ظل فيها بمفرده تماما, فسيعيش و يموت دون أن يدرك معنى العدل, بل و لن تعني له الكلمة أي شيء! لأن العدل مفهوم اجتماعي و كذلك سائر المبادئ القيم.. فالخير ببساطة هو ما يفيدنا افرادا و جماعات, و الشر ببساطة هو ما يضرنا أفرادا و جماعات..

و كون الأخلاق مفاهيم وضعية بشرية فهي نسبية بامتياز, فالخير بالنسبة لي قد يكون شرا بالنسبة لغيري و العكس, و هذا يبدو واضحا بجلاء في الحروب مثلا, حيث يغدو العنف و القسوة مع الأعداء من الأمور المحمودة أخلاقيا!

هنا تظهر المشكلة الكبرى في تطبيق تلك المفاهيم النسبية على الله و تحويلها لصفات ملازمة له, فالله من المفترض أنه "كامل" (و هي بالمناسبة كلمة غامضة مبهمة تكاد تكون بلا معنى, لكنها وضعت في أزمان معينة على سبيل التجريد الفلسفي للإله, بينما الدين لم يقل بها أبدا!!)

المهم هنا أن الله أصبح رحيما كامل الرحمة, عادلا مطلق العدل, حكيما كلي الحكمة..إلخ..
و هذا أدى لعدة تناقضات منطقية حادة:

المشكلة الأولى: أنه لا يوجد في أذهاننا معنى واضح للقيم المطلقة و كيف تتكامل معا, فهل مثلا يتماشى العدل المطلق مع الرحمة المطلقة؟! هذا يبدو مستحيل منطقيا - فمجرد غفران الله لذنب شخص ما (من باب الرحمة) يخل بمبدأ العدل المطلق..
في عالم البشر نتنازل عن هذا قليلا لنحقق مزيدا من ذاك, لكن هذا يصلح لنا فقط, فنحن لم ندعي الكمال في الصفات!

كذلك العلم المطلق يتناقض منطقيا مع القدرة المطلقة,فعلم الله بكل ما سيحدث في المستقبل إلى الأبد يجعله غير قادر على تغيير ذلك المستقبل (و هي مشكلة الدعاء و القدر الشهيرة, و التي لا حل لها عند المؤمنين)..

المشكلة الثانية:عدم موافقة الواقع الذي نراه في الدنيا مع تصورنا للقيم المفترضة لله..
فكيف نوفق مثلا بين افتراس أسود لغزال صغير من جهة, مع إله عادل رحيم مطلق الرحمة من جهة أخرى؟
مع ملاحظة أن القسوة ليست استثنائية, بل إن هذه هي الوسيلة التي اختارها الله للمخلوقات لكي تعيش- أن تفترس بعضها البعض!
بل إذا نظرنا للدنيا نظرة محايدة فسنجد القاعدة أن القوي يفترس الضعيف - فلا أثر لرحمة أو حكمة أو عدل أو معنى..

المشكلة الثالثة:عدم موافقة أحكام الدين نفسه مع تصورنا لنفس القيم الإلهية المفترضة..
فكيف نفهم أن إلها رحيما عادلا يحلل الرق مثلا؟ (بالمناسبة و لا دين من الثلاثة الإبراهيميين انتقد مبدأ الرق و الإستعباد بكلمة واحدة, بل هناك نصوص تحث على طاعة العبيد لأسيادهم, و تلعن العبد المتمرد..)

ثم تأتي مشاكل أخرى كثيرة, تنبع أساس من محاولة المؤمنين لحل المشكلتين الثانية و الثالثة..

ففي محاولة لرأب ذلك الصدع المنطقي بين كمال الله و الواقع من جهة, و بين كماله و أحكام دينه من جهة اخرى, يلجأ المؤمنون لما يرون أنه حل مرضي فيستغلون كون الأخلاق نسبية ليتفادوا الورطة, فيقولون للمعترضين:

بأي حق تريدون أن تأخذوا مفاهيمكم الخاصة عن الأخلاق و تطبقونها على الله؟! هل بلغ بكم الغرور أن تطالبوا بأن يلتزم الله المطلق بتصوراتكم النسبية القاصرة؟!! و هل تحاسبون الله على أفعاله؟

الله مطلق و نحن نسبيون, فكيف يمكن للنسبي أن يحكم على المطلق؟
حسن, هذا يبدو ردا مقنعا.. لولا أنه يوقع القائلين به في تناقض كارثي: هو أنهم عندما نسبوا الأخلاق لله أول مرة جعلوها مطلقة (حتى تناسبه), و الآن عندما يريدون له التحرر منها يجعلونها نسبية..

فالسؤال الواضح للمؤمنين:هل الأخلاق ذاتها متفق عليها شاملة عالمية واضحة يمكن تحديدها (أي مطلقة)؟,
أم هي مختلف فيها قاصرة محدودة مبهمة تخضع لوجهات النظر (أي نسبية)؟

في الحالتين الأمر لن يستقيم:

إن كانت مطلقة فسيمكننا تعريفها بوضوح و نرى معا إن كانت تنطبق على الله (سواء فعله (الواقع) أو أحكامه (الدين)) أم لا!.. و هذا ما هرب منه المؤمنون بدايةً..

ثم إن كانت مطلقة فهي ملزمة لله- إن خالفها فهو إذن غير أخلاقي- فكيف نلزم الله بأي شيء؟!

و إن كانت نسبية فكيف يكون الله مطلقا و صفاته نسبية؟!

إن كانت الصفات نسبية تختلف من شخص لآخر و تخضع لوجهات النظر, فما معنى وصف الله لنفسه بها؟!

إن كانت العدل و الرحمة و الحكمة لا تعني العدل و الرحمة و الحكمة التي نعرفها, فلماذا اختار تلك الكلمات لوصف نفسه و ماذا يعني بها إذن؟ أليست وظيفة الكلمة لغويا أن تؤدي معنى؟! فماذا أدت تلك الكلمات إن كنتم ترفضون وضع تعريف واضح لها؟!

ثم إن كانت المسألة وجهات نظر, فهل الله عادل و رحيم و حكيم فقط من وجهة نظره هو بالأساس؟! و هل نطيعه إذن فقط لأنه الأقوى؟!
هل يليق ذلك به؟ و ماذا يميزه عن أي ديكتاتور طاغية إذن؟

ثم هذه النظرة (كيف تحكمون بمفاهيمكم) لو عممناها فستعني أنه مهما فعل الله فسيظل رحيما عادلا حكيما!!! و هذا يفرغ الصفات تماما من معانيها..

خلاصة الأمر المؤمنون حين يقولون بنسبية الأخلاق إنما هم - من حيث لا يشعرون- ينكرون صفات الله ..

ملحوظة : إن رجعنا للنصوص الدينية فسنجد أن القيم مطلقة بامتياز, فلا يوجد وجهات نظر و لا مرجعيات مختلفة.. بل في القرآن العدل عدل و الرحمة رحمة و الحكمة حكمة..



  رد مع اقتباس
قديم 02-14-2016, 10:55 AM ابوخالد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
ابوخالد
عضو بلاتيني
 

ابوخالد is on a distinguished road
افتراضي

فكيف نفهم أن إلها رحيما عادلا يحلل الرق مثلا؟ (بالمناسبة و لا دين من الثلاثة الإبراهيميين انتقد مبدأ الرق و الإستعباد بكلمة واحدة, بل هناك نصوص تحث على طاعة العبيد لأسيادهم, و تلعن العبد المتمرد..)
ملحوظة : إن رجعنا للنصوص الدينية فسنجد أن القيم مطلقة بامتياز, فلا يوجد وجهات نظر و لا مرجعيات مختلفة.. بل في القرآن العدل عدل و الرحمة رحمة و الحكمة حكمة


الله فكرة الانسان القديم .. لأن الانسان دائم البحث عن سبب وجوده وفي نفس الوقت هو لا يريد
نهاية لهذا الوجود ..
لذلك أوجد فكرة الله (القوة الخفيه) وأن مرده الى عالم يشبه المدينة الفاضله (الجنه)
رغم اعتقادي بأن الجنة فكرة للهروب من النهاية ...
(وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَاماً وَرُفَاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً. قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً. أَوْ خَلْقاً مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً)
فلسفة انسانية .. وتستمر الحياة !!



  رد مع اقتباس
قديم 02-14-2016, 07:43 PM   رقم الموضوع : [3]
محتسب
زائر
 
افتراضي

تحية
والحقيقة كنت اظن الموضوع سخيفا كبعض المواضيع التي تكتب فقط للسخافة .
والموضوع في بدايته يوجد به لا مصداقية ما ، ولكن ذكر نقاط جديرة بالاهتمام الرد .
وأولا يجب علينا معرفة ما هو المحدود ، وما هو المطلق .
وللمخلوق صفات وكذلك للخالق والذي هو خالق كل شيء .
ولا يعقل أن يخلق الله شيئا وهو لا يعرفه ومداه ، فهذا سخف من يدعيه فقط ، ثم الله هو الحق المبين .
ولما كان الله حقا مبينا ، فالله تعالى لا يظلم ولا يخلق عبثا .
لا تستعجلوا انتظروا حت النهاية وحكموا العقل الصحيح .
وتكلمنا عن المطلق والمحدود .
فاولا فمن وهب المحدود : هو الله تعالى ، وهو أنزل ووضع له قواعد وسمات .
وما هو المحدود : هو الذي ليس مطلق أولا ، ثم هو الذي لله علم وقدرته محدودة وهو المخلوق(ونتكلم بالاكثر عن الانسان ) .
هل الانسان يملك معرفة الحق والعدل والسليم ، ويملك القدرة على الحكم ؟ طبعا فكل سليم العقل يملك ذلك ، والعاقل يعرف السليم من غيره ويعلم المقبول والمعروف من غيره ، ويعرف الخير والشر .
فمثلا ففي السليم فيعرف الانسان أن يهوي من فوق جبل فهو مضر وقاتل له (ومثلا مدللا) .
وفي المقبول والمعروف يعرف الانسان أن جزاء الاحسان هو الاحسان ، وتوقير الكبير ورحم الصغير .
ومن ينكر هذه الامثلة فهو يجادل من اجل الجدال وجداله عبثي .
ثم في الخير والشر : فالانسان يعرف وأن سرقة غيره أو أذيته ، أو الظلم أنه شر .
فالله وضع في الانسان هذه الخلال وجعل ضميره المستقيم يستقيم معها ، وكي تتضح الامور ويزول اللبس ويذهب الضلال فبعث الله رسلا يبينوا ويعلموا الناس الخير والمعروف وضوابطه ، ويحذرهم من الشر وأضراره وعواقبه ، ثم يدلهم على الحق والمبدأ الحق .
والآن فلننظر إلى المطلق وما هو ؟
المطلق هو العلمل الكامل والحق الكامل وعليه فيكون كل حكم وعدل وقضاء كاملا ومطلق العلم والحق والثواب والجزاء .
هل يعقل أن الله تعالى يخلق عبادا يعرفون الحكمة والعدل والحق وهو عنهما غائب ومعاذه ؟
والله ومع العقل والقلب اللذان خلقهما واللذان يستشعران الحق والخير والسليم والعادل ، فالله ذاته هو اكمل وفي كل حسن وقيمة خلقها ومجدها .
في الموضوع الاساسي تساؤلات :
1 . هل الحيوان يعلم العدل والرحمة ، وهل الحيوان يحكمه قانون ما ؟
الحيوان ومع بهيميته فله عقل محدود وله سجية مطبوع عليها ، وفيها الرحمة على صغاره ، وفيه الاعتدال فلا يقتل إلا من أجل الطعام مثلا (وهذا سوى من فسد طبعه واستشر من الحيوان ،وفي النزاعات حتى البشر يعتدون على بعض ) .
ولنتسائل : هل لو ترك الله الحيوانات كلها عاشبة ولم يخلق مفترسة ، هل تستقيم الحياة وتكمل ؟ طبعا لا ؟
وفي الحياة البرية ودون تدخل الناس وتعديهم على مناطق الحيون وتضييقها ، ترى المفترس يأكل الحيوان المريض أو المصاب ، أو الضعيف سنا .
ربما في عدلنا المحدود كام هذا قسوة ووحشية ، ولكن في عرف استمرارية الحياة وتكاملها فهو واجب وضرورة ، أليس كذلك ؟
هل ينظر الحيوان للموت كما ننظر إليه ؟ ربما هناك تشابه ولكن الحيوان لديه دماغ صغير ونظرته للحياة قد تختلف ، والحيوان وحتى ولو تكلمنا عن عالمه دينيا ستدعونه سفاهة وتسخرون منه ، وتعدون السخرية والانكار حقيقة .
ولكن الحيوان فطر على معرفة الله تعالى وعلى تسبيح وصلاة معينة ، حسنا فقط نظرة .
ولكن هل الحيوان في الآخرة يحاسب ؟ في الدين طبعا ، ولكنه يبعث ويعيش حياة دون أذية من أحد(لا نعلم مداها) ثم يحاسب ، ثم يجعله الله ترابا ، ويومها يتمنى الكافر لو كان ترابا .
وفي العدل المطلق فينفصنا العلم المطلق ، وعند الله ستستبين الحقائق ، ويظهر الحق الذي ليس فوقه حق ، ويومها تبلى السرائر ، ويومها تسّعر جهنم ويزدادا لهيبها وصليها .
وفي الحيوان نكرر أن الله خلقها غير مجزية جزاءا أبديا ،ولكنها محاسبة ومردود لها مظالمها .
ثم للتساؤل التالي :
هل الاسلام حث على الرق ؟ أو هل أمر الله بظلمه وغبنه ؟ أو هل الله لم يحث على الاعتاق وفك الرقاب ؟
أولا الرق هو حالة مترتبة على عداوة ناس معادين للحق للمسلمين ويحاربونهم ويقاتلونهم وتعديا وظلما منهم ، فيحصل أن يقتل الرجال ويبقى النساء والولدان ، وهذا أساسه ظلم المستكبرين والمستعلين والفاسقين والكافرين من الرجال الكافرين .
فتنتج فئة من الناس رقيقة تحتاج لرعاية وعناية وأهل ، ويجب أن تعامل كالأهل تماما في الحقوق والواجبات والرعاية والنظر والانصاف .
ومن ينكر هذا في الاسلام فهو لأنه رضي التكذيب وليس إلا .
والعبرة هو شرع الله وبلاغ رسوله فقط .
ثم واعتاق الرقاب يعد من الفضائل ، بل هو فرض في حال طلب الشخص المستلاق الحرية والمكاتبة .
ثم وعدل الله الأخروي فهو عدل ينظر للذرة واضغر منها ، وهو لا يجازي على السيئة إلا بالسيئة أو قد عفو الله تعالى .
وفي الاحسان والخلق الحسن فالجزاء والثواب عظيم جدا .
فالله والذي خلق كل شيء فهو أكمل في كل صفة مشيئة وعدل ، والله مطلق العلم والغاية ، فعليه فالله لم ولن يظلم شيئا ، وعنده سيستبين كل ظلم وجور وكذب ، وستقضى في المظالم كلها ، ويوم يقول الملك القهار : لا ظلم اليوم .
والله هوالحق المبين ، وهو خلق كل شيء بالحق ، وحقه وعدله المطلق سيظهر كاملا يوم القيامة وسيتمنى الكافر لو كان ترابا ، وسيتمنى عندها الانسان وأنه ولو أحسن واتبع الصراط والحق المستقيم .



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
الله, الوهم, بين, والواقع


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الخلود بين الوهم والحقيقه Colombo العقيدة الاسلامية ☪ 50 10-01-2017 04:44 AM
التطور بين الحقيقة و الوهم الزهراوى العقيدة الاسلامية ☪ 69 06-24-2017 06:24 AM
العلم في الاسلام بين الكذب والواقع leben العقيدة الاسلامية ☪ 14 04-06-2017 09:36 PM
الفرق بين المتوقع والواقع السياحي للمعالم الشهيرة عالميا ابن دجلة الخير السياحة 10 03-26-2016 05:23 PM
الهوة بين المنطق والواقع. ابن الرثاء العقيدة الاسلامية ☪ 0 07-31-2014 06:54 PM