شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في الإلحاد > حول المادّة و الطبيعة ✾

 
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 02-06-2016, 06:31 PM سقراط غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
سقراط
عضو جديد
 

سقراط is on a distinguished road
افتراضي الوعي البشري بين المادة البحته و حسابات الفيسبوك....!!

مرحبا بكم جميعا

قد يبدو العناون غريبا نوعا ما ،حسابات فيسبوك ، فمادخل الوعي البشري بمواقع التواصل الاجتماعي الحديثة يا ترى ؟ ولكني هنا احتاج ان اسهب في الموضوع قليلا لأوضح لكم فكرتي الغريبة .

دائما ما يبقى السؤال الأبدي الذي يؤرق الانسان منذ ادراكه للوجود ، كيف وجدت ولماذا انا هنا؟ و ما المغزى من الحياة ؟ لا أريد هنا انا اناقش ادعاءات الاديان فكلنا نعرفها و نعرف ان لا دليل عليها سوى ان هنالك شخص ادعى ذلك، ولكن ماذا عن الاجابة العلمية البحته ؟والى أي حد هي مقنعة ؟!

الوعي = تفكير = دماغ يعمل = أعصاب و نيرونات تتفاعل !!!
فاذا غابت الكهرباء ذهب الوعي و ذهبت انا !!
فقط!!!


يعني أنا و وجودي و حياتي ..... كلها عبارة عن خلايا دماغية تتفاعل فيما بينها و تنتج هذه "الأنا" أي بمعنى أدق ، انا مجرد صدفة لحيوان منوي التقى مع بويضة فأنتج هذا الدماغ الذي يجعلني أعي ما حولي ، أليس كذلك ؟

دائما ما أسمع ريتشارد دوكينز في محاضراته يقول اننا نحن (الموجودون على الارض) ربحنا يا نصيب الحياة ضد جميع الاحتمالات ،ولو تكلمنا بلغة الرياضيات لوجدنا ان عدد النطاف في قذفة واحدة هو 40 مليون نطاف ،ذلك النطاف، البطل المغوار الذي تشجع و قطع البحار وصعد الجبال في رحم أمي..... هو أنا ولو لم أفعلها أنا ، لفعلها أخي و عندها انا لن أرى نور الحياة ، أهي كذلك ؟ بتلك البساطة ؟

الاجابة العلمية : نعم أنت مجرد احتمال من 40 مليون امكانية ، لأن لوفرضا أن تلك البويضة لقحت بأي نطاف اخر لنمى جسد آخر بشفرة dna مختلفة و بالتالي دماغ آخر ووعي غيرك يمتطي هذا الجسد و الذي بالتأكيد ليس هو أنت، انه أخاك أو أختك !!!!

الى هنا قد يبدو اني محظوظ لدرجة الفوز في يا نصيب بين 40 مليون مترشح ، وهو عدد سكان دولة مثل الجزائر ، يعني تصوروا شاحنة بمقطورة 30 طن من الرمل ، فاحتمال وجودي هو احتمال خروج ذرة رمل واحدة بين حمولة الشاحنة ، يعني تصور انك كل صباح تقوم بسحب ذرة رمل واحدة من الشاحنة بعد خلطها ، فلا يكفي-احتماليا- عمرك المتوقع ب 70-80 سنة في النجاح بالحصول على هذه الذرة ، بل قد تحتاج الى 100 ألف سنة من السحب اليومي و ربما لن تستطع الحصول عليها.

ولكنّني ، انا و أنت فعلناها !! فيا لحظنا السعيد (أو التعيس ) ، نعم 1 من 40 مليون هي امكانية نادرة و لكنها تبقى ممكنة في قانون الاحتمالات وحتى هذه النقطة ومنذ سنوات على إلحادي اعتقدت جازما ان وجودي ما هو إلاّ صدفة جدّ جدّ نادرة وعليّ استغلالها لانها لن تعود أبدا ...... ولكن الموضوع لا ينتهي هنا ......حتىّ ابتعدت قليلا الى هذه الصدفة و اندهشت أن صدفة وجودي لا تتوقف على 40 مليون نطفة تدفقت الى رحم أمي في يوم ما ، بل المسألة أعمق بكثير .

فوجودي أيضا مرتبط بوجود شخصين هما أبي ، وأمي ، وبصدفة أخرى أكثر ندرة وهي زواج ابي من أمي و يالها من صدفة أن يسافر ابي بعيدا عن بلده من أجل العمل فيتزوج أمي ، و صدفة أخرى أغرب هي ان يقررا القيام بالجنس في ليلة خاصة... كلها أسباب أدت الى وجودي ، فلو نحسب احتمال وجودي بين الاحتمالات التي ذكرناها لوجدنا عددا ضخما يساوي :

1/40 مليون(أنا) ضرب 1/40مليون(أبي) ضرب 1/40 (أمي) مليون ضرب 1/20 مليون (احتمال زواج ابي من أمي) = حاصل قسمة 1 على ترليون و 280 ألف مليون إمكانية .

هو احتمال نادر لدرجة عدم الحدوث ، و الأغرب من هذا كله أن الامر لا يتوقف عن احتمال وجود أمي و أبي واحتمال زواجهما... بل يتعدى الى احتمال وجود أبويهم و اجداداهم و الى احتمال زواج كل جدّ و جدّة على شجرتي العائلية ........... قمت بعملية حسابية فقط حول أجداد 1000 سنة مضت وجدت أرقاما فلكية تعجز الالة الحاسبة عن استيعابها . و يكون احتمال وجودي بينهم هو اقلّ من امكانية وجود قطعة نقدية سقطت لطفل من باخرة في أحد محيطات الارض .

فماذا لو عدنا الى أجدادي قبل 50 مليون سنة ، أو 500 مليون سنة ؟ ماذا لو أن احد اسلاف الانسان قبل 5 مليون سنة لم تعجبه أنثى قد رآها صدفة من أعلى الشجرة و قرر عدم مضاجعتها ، و اللـّذان هما في الأصل احد أجدادي في الشجرة العائلية ؟!!! ماذا كان سوف يحدث لي ؟

فاحتمال وجودي- احتماليا - غير ممكن ، بل مستحيل، لأنه لو غاب أيّ كائن على شجرة العائلة،ستغيب معه سلسلة طويلة من الأحفاد بما فيهم انا ، و تأتي سلسلة أخرى مختلفة جينيا عن الموجودة .

اذن قد يكون شكل اجسادنا هو صدفة نادرة لأنه و في الاخير، العملية الجنسية ستفرز حتما بويضة ملقحة بشيفرة جينية جديدة و مختلفة و التي تنتج جسما جديدا ، أما الوعي فهو شيء اخر لا يتعلق بهذه الشيفرة ، فمثلا عندما يلد توأمان بجينات DNA متطابقة 100 % نجد ان لكل مولود وعي و احساس مختلف و عندما اتحدث هنا عن الوعي فأقصد الالم و اللذة لكل احد منهما .

فماذا لو ان هذا الوعي ليس الاّ شبكة أثيرية متصلة بأكوان أخرى ربما نحن الاّ تجربة خسيسة لكائنات أكثر تعقيد منّا ، ماذا لو ان وعينا هذا لاينتهي عند موتنا بل سنلد من جديد ولكن بذاكرة جديدة تمنعنا من تذكر حياواتنا السابقة ؟

بالضبط مثل حسابات الفيسبوك (أو الايميلات) ، حساب الفيس بوك هو الشخص نفسه ، صوره و رسائله المخزنة في الحساب هي الذاكرة في الجسم ، أما قاعدة البيانات التي تخزن فيها المعلومات هي الوعي الذي يبقى دائما ثابتا و أزليا ، فعندما يغلق أحدهم حسابه في الفيسبوك ، تبقى قاعدة البيانات نفسها في السيرفر و تكون متاحة ليستعملها اي مشترك جديد ، أي ، مولود جديد في الحياة.

تحياتي



  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
المادة, البحته, البشري, الفيسبوك, الوعى, بين, حسابات


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيف يحدث الوعي؟ محاولة لفهم عقل البشر.... Skeptic في التطور و الحياة ☼ 29 02-07-2021 08:58 PM
العقل البشري بين الجهل والمعرفة والغاية من الوجود! شاهين حول الإيمان والفكر الحُر ☮ 2 01-17-2019 12:21 AM
العقل البشري بين منطق التاريخ ومنطق الجهل ! شاهين حول الإيمان والفكر الحُر ☮ 2 10-01-2017 05:29 AM
قراصنة يخترقون حسابات تواصل اجتماعي لمؤسس فيسبوك ابن دجلة الخير الساحة التقنية ✉ 0 06-06-2016 04:33 PM
المادة بين الفيزياء والفلسفة السيد مطرقة11 الأرشيف 4 08-30-2013 07:02 AM