![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
باحث ومشرف عام
![]() |
الإلحاد_ وجهة نظر مؤيدِّة
Atheism An Affirmative View كتبها Emmett F. Fields عام 1980 ترجمة: لؤي عشري ما هو الإلحاد الذي لا يزال باقيًا إلى اليوم وسيظل؟ إن كل دين_منذ الأزمنة الأقدم_قد كره وأدان كل من لم يستطع الاعتقاد بأي ما كان ما اعتقدت به تلك الأديان القديمة. طوال كل العصور قد كان يوجد "الخارجون عن القانون العقلانيون" الذين قد شكوا وتساءلوا عما "لا يسمح بالشك فيه"، وشكوا حتى في وجود الآلهة نفسه. وهؤلاء الأفراد المفكرون قد كُرِهوا وطوردوا واضطُهِدوا وقُتِلوا من قِبَل المؤمنين المتدينين. ورغم أن الملحدين والشاكّين كثيرون اليوم بيننا، إلا أن هذه الأديان القديمة والآلهة الخرافية التي اختلقتها قد توقفت منذ زمن طويل عن إثارة الاضطرابات في أفكار البشر [في العالم الغربي والعالم المتقدم كأوربا وأمركا الشمالية وكندا اليابان وأستراليا]. لو اعتُبِر الإلحاد دينًا أو عقيدة، فإنه لا جدال أقدم عقيدة حية في العالم. يمكننا أن نصرِّح على نحوٍ ملائم: الإلحاد هو حقًّا "ذلك المعتقد للزمن القديم" الذي ظل المبشِّرون ينادون به وعنه. الإلحاد موضوع صعب فقط بسبب تشويه السمعة وتحريف الحقائق وإساءة تمثيله في المواعظ والمنشورات الدينية. حتى المعلومات المتاحة في أكثر كتبنا المرجعية حتى المعلومات المتاحة في أكثر كتبنا المرجعية موثوقية واحترامًا هي الرأي المشوه والمتحيز المقدم من جانب الدين [بالتأكيد تغير الوضع بشكل ثوري خلال 25 عامًا هي عمر المقالة فقد كثرت كتب الملحدين والملحدون والموسوعات المحايدة المنشورة ورقيًّا وإنترنتيًّا، لكن كلامه سيظل لفترة طويلة منطبقًا على العالم العربي والشرقي الإسلامي وأفريقيا]. تمامًا مثلما أن في الدول الشيوعية تكون المقالات عن الرأسمالية والديمقراطية والسياسة...إلخ مكتوبة دومًا من قِبَل شيوعيين ومن وجهة نظر شيوعية، فكذلك في المجتمعات التي تهيمن عليها المسيحية_كالولايات المتحدة الأمركية_كل المقالات عن الإلحاد والعقلانية والفكر الحر..إلخ التي توجد في الموسوعات والكتب المرجعية الأخرى مكتوبة من قِبَل لاهوتيين مسيحيين ومن وجهة نظر مسيحية. إن المقال عن الإلحاد عن الإلحاد في الإصدارة الحالية [في زمن كتابة هذا المقال_م] من الموسوعة البريطانية Encyclopedia Britannica كتبها كاهن روماني كاثوليكي يسوعي هو الأب Cornello Fabro أستاذ الفلسفة النظرية في جامعة University of Perugia في إيطاليا. أما في الموسوعة الأمِرِكِية Encyclopedia Americana فقد كتب المقال عن الإلحاد Roger L. Shinn أستاذ في المعهد اللاهوتي المتحد Union Theological Seminary. يبدو أن الدين_كالشيوعية_يمكنه البقاء فقط عندما يتحكم في المعلومات عن المعتقدات المتعارضة معه. نظام كتابة أكثر كتب المعلومات والمراجع الرئيسية موثوقية من وجهة نظر الأيديولجيا المهيمنة في كل مجتمع له التأثير الخطر في استقطاب وعزل شعوب العالم أكثر ضمن معتقداتها الضيقة، وخلق عدم الاحترام والثقة في كل الآخرين. إن أمِرِكا لم تؤسَّس ليكون لها أي أيديولوجيا مهيمنة، لقد أُريدَ للولايات المتحدة الأمركية أن تكون "سوقًا حرة للأفكار"، حيث يمكن لكل رأي أن يُسمَع ويُدرَس. اليوم ينبغي أن نأخذ في الاعتبار الأفكار والآراء المتعدة وكيفية تقديمها في الصحف الكبرى والمراجع. وإنه لمن الأهمية القصوى أن تُقَدَّم هذه الأفكار والآراء بأمانة، من قِبَل الناس الذين يقبلونها ويعتقدون بها ويقتنعون بأنها أفضل الإجابات على المسائل موضع النقاش. حينئذٍ، وحينئذٍ فقط سيكون للشعب أي فرصة حقيقية لاتخاذ قرار عقلاني بصدد العقائد التي يتحققون منها. للشعب الأمركي الحق في أن يعرف أن في الإلحاد يوجد بديل أخلاقي ومعقول وعلمي للدين. لا يمكن أن يوجد شك في أن شعب هذه الأمة ليس غير أنه من بين الأكثر انخداعًا وغسيل أدمغة في العالم، على الأقل، على الأقل جدًّا، في مجال الدين. كملحد فإن لدي احترامًا خاصًّا للحق، الحق الحقيقي، ذي الحقائق والبراهين الداعمة له. وإنه لمُغيِظٌ لي عندما أذهب إلى مكتبة عامة وأقرأ الأكاذيب وتحريف الحقائق التي تقدَّم إلى العقول الشابة التواقة النشيطة الباحثة التي تستعمل مكتباتنا في بحثهم عن الحقيقة والفهم. من ثم فإن الخطوة الأولى لفهم الإلحاد هي تجاهل كل الأكاذيب والدعاية التي ينشرها الدين ضده. الإلحاد هو أكثر من مجرد معرفة أن الإله أو الآلهة لا توجد، وأن الدين هو إما خطأ أو خداع. إن الإلحاد هو موقف، إطار ومنهج فكري ينظر إلى العالم بإيجابية وبلا خوف، محاولًا دومًا فهم كل الأشياء كجزء من الطبيعة. يمكن أن يُقال أن الإلحاد له تعليم التساؤل وعقيدة الشك والبحث. إنه العقل البشري في محيطه البيئي الطبيعي، لا شيء مقدس للغاية عن أن يُفحَص، ولا معظَّم للغاية عن أن يُتساءَل فيه. إن جاز التعبير فإن "الكتاب المقدس الإلحادي" [لو كان هناك شيء كهذا] ليس فيه سوى كلمة واحدة: "فكِّر". إن الإلحاد هو التحرير الكامل للعقل البشري من أغلال ومخاوف الخرافات. لا يوجد مطلقًا شيء سلبي بصدد الإلحاد، فالحقيقة لا يمكن أن تكون سلبية [التأثير]. الإلحاد يطالب البرهان، أو على الأقل الدليل المعقول، وينبذ ببساطة كل ما لا يتفق مع المتطلبات الأساسية للتفكير السليم والحس المشترك. طوال التاريخ حدث التقدم في المجتمعات من خلال الشك ورفض الأفكار والعادات والمعتقدات القديمة. إن شجرة المعرفة البشرية تموت فروعها بقدر ما تنمو فروع أخرى، مع نمو جديد خارج من الأجزاء الميتة والمحتضرة، حيث تحل مكانها بمعتقدات وأفكار أفضل وأصح. إن اللاهوتي [ورجل الدين] هو بومة تقبع على فرع قديم ميت في شجرة المعرفة البشرية، وينعب نفس النعيبات والنعيقات التي قد نُعِبَت لمئات وآلاف السنوات، لكنه لا يقدم نعيبًا مفيدًا للتقدم أبدًا. بالحديث عن الأخلاق، فإن للإلحاد أفضلية كبيرة على الأديان. إن الفشل العظيم للأخلاق الدينية يأتي من وهمها بوجود أخلاق أو مرجعية أخلاقية [ذاتية من إله أو نص] فوق الصواب والخطأ [بتعريفهما الموضوعي وفق الحس المشترك الإنساني والغريزة]. لقد عرفت العقليات الدينية دومًا أنه خطأٌ أن تقتل وتعذِّب وتضطهِد وتكرَه وتفرض معتقداتك على الآخرين. لقد عرفت العقليات الدينية دومًا أن هذه الأشياء خطأ، لكن العقليات الدينية عانت من وهم "المرجعية الأخلاقية العليا"، وبسبب ذلك الوهم يفيض التاريخ ببحار من دماء الأبرياء. فباسم "إلههم" و"المرجع الأخلاقي الاستعلائي" شن المسيحيون حروبًا أسموها مقدسة للإبادة ونهبوا وعذبوا وقتلوا من لم يمكنهم الاتفاق معهم في دينهم، أو الذين لم يسمعوا به حتى قط. باسم هذه "المرجعية الأخلاقية العليا" كره وطارد واضطهد المسيحيون وأحرقوا "الهراطقة" و"الكفار" و"الملحدين". [لا يختلف حال تاريخ الإسلام وفتوحاته وحكمه_ المترجم] وفي العصر الحالي، كما كان الحال دومًا، عندما يفعل الشخص المتدين هو نفسه يعرف أنه خطأ وغير أخلاقي، فإن توهمه بـ"مرجع أخلاقي أعلى" أو "أعظم" يسمح له بممارسة طقس ما أو اعتراف أو صلاة [أو دعاء أو استغفار أو وضوء]، وسريعًا على نحو إعجازي "تُزال كل ذنوبه:، ويصير محررًا مرة أخرى من كل آلام الضمير والندم. مثل هذه الأوهام الحمقاء لا تريح العقل الملحد. يعلم الملحد أنه لا يوجد مرجعية أخلاقية فوق الصواب والخطأ، وأن لا مهرب من آلام الضمير والندم. القتل هو القتل، والسرقة والكراهية والاضطهاد هي كلها جرائم ضد الإنسانية. بالحديث عن الأخلاق، فإن من الأفضل أن تكون مقتولًا عن أن تكون القاتل، وأن تكون مسروقًا عن أن تكون السارق، وأن تكون مكروهًا ومضطَهَدًا عن أن تكون ضمن الذين يكرهون ويضطَهِدون. إذن، فبالحديث من منطلق أخلاقي، فإن التاريخ يعلمنا أنه من الأفضل أن تكون ملحدًا عن أن تكون مسيحيًّا [أو متدينًا أو مسلمًا]. يدعي الدين أن انعدام الأخلاق يأتي دومًا من افتقاد التدين، لكن الحقائق تثبت العكس تمامًا. فالمسيحية لم تكن قط أقوى مما هي عليه اليوم [في أمِرِكا]، فالمسيحيون لديهم كنائس في كل تجمع سكني، إنهم يحتكرون أوقات الراديو والتلفزيون بالدعاية الدينية، ويفرضون تدينهم على حكومتنا وقوانينا ومدارسنا. لقد قاموا بهذه الأفعال بالتعارض مع دستور الولايات المتحدة، وبالتعارض مع أكثر الحقوق أساسيةً قداسةً للأمِرِكِيين الآخرين. كمثل سفينة غارقة يندفع ويملأ الماء كل حجرة منها حيث لم يكن يفترض أن يوجد، كذلك يهاجم الدين أمتنا، يندفع إلى حيث لم يكن يفترض أن يوجد، إلى حيث ليس له دخل، مسكتًا كل معارضة، وكل الآراء المعارضة، مسمِّمًا منابع معرفتنا، ومهددًا أُسَس أمتنا ذاتها. المسيحية بهذه القوة اليوم، ورغم ذلك لم نحقق أي مقدار أخلاقي معتبَر في هذا البلد. لا يوجد مكان آخر مبرهن فيه على فشل الأخلاق الدينية المسيحية أكثر مما في أمِرِكا. ففي نفس الوقت الذي نمت فيه المسيحية لتصير أقوى وأغنى مما كانت من قبل قط، خلال الثلاثين عامًا الأخيرة أو نحو ذلك، أمسى استعمال المخدرات الضارة فضيحة قومية، ارتفع معدل الجريمة أعلى وأسرع بكثير، ارتفع معدل الطلاق حتى ناطح السحاب، وخلال ذلك الوقت تورطت أمتنا في حروب ونزاعات عالمية أكثر من أي فترة زمنية مماثلة في تاريخها. وخلال ذلك الزمن، صار بأمتنا أيضًا الخمسة آلاف طائفة الغريبة أو نحو ذلك الخاصة بها، نتيجة جانبية للتلقين المسيحي. في هذا العصر تمامًا لدينا أعلى معدل عدوان مرتبط بإدمان المخدرات، أعلى معدل جريمة، وأعلى معدل طلاق، وأعلى معدل تدين كان لدينا على الإطلاق في تاريخ هذه الأمة. ما الذي يقوله [ممثلو] المسيحية عن هذه الحقائق وكيف يبررونها؟ إنهم يخبروننا أننا نحتاج إلى المزيد من التدين وأنهم عازمون على فرضه علينا. تشعر المسيحية اليوم بأنها قوية لغاية إلى درجة أن تتدخل في السياسة والحكم لتحاول فرض أخلاقيتها الفاشلة على كل أمِرِكيّ من خلال دكتاتورية مسيحية وعصر ظلام جديد. ما إن يصل المرء للإلحاد، ويهرب العقل تمامًا من المخاوف الدينية والمعتقدات التي فُرِضَت علينا منذ الطفولة المبكرة، وما إن يمكننا النظر إلى الدين بموضوعية وبلا تحيز، يصبح واضحًا تمامًا أن الدين له كل السمات المميزة لضرب من الجنون. فبدرجة أو أخرى يجب على العقل المتدين أن يقبل ويعتقد بعالم آخر، عالم فائق للطبيعة أو غير طبيعي، عالم ممتلئ بكل أنواع الكائنات الخيالية التي تدعى الإله أو الآلهة والملائكة والشياطين والمردة والقديسين...إلخ. هذه الكائنات المتخيَّلة يُتكَّلم إليها، ويطلب منها المعروف، والإرشاد، والعلامات، أو المعجزات، ثم تُلام أو تُشكَر على الأحداث الطبيعية التي تحدث بعد ذلك. باستثناء ذريعة الدين، فإن اعتقادات وأفعال كهذه كانت في حالة أخرى ستتسبب في الحكم على الفرد بأنه مجنون ويُسلَّم إلى مصح عقليّ للعلاج. إن دراسة التاريخ ستعلِّل أكثر نظرية أن الدين هو شكل من الجنون. لا عقول عاقلة وسليمة كان سيمكنها أن تشن الحروب الدينية الدموية والحملات الصليبية حيث قُتِل المغلوبين رجالًا ونساء وأطفالًا وحتى رضعًا، كل وضعت رقابهم تحت السيف لأنهم ببساطة "غير مؤمنين" "كفار" أو "زنادقة". زنزانات وغرف التعذيب الخاصة بمحاكم التفتيش [ومثلها ديوان الزنادقة العباسي وممارسات المسلمين كحال السعودية اليوم_المترجم] لم يكن من الممكن أن تديرها عقول عاقلة وسليمة. وكان ينبغي أن يكون العقل المختل، العقل المتدين، هو الذي يربط امرأة إلى وتد، ويكوم خشبًا وحزمًا حولها ويحرقها حية لأجل التهمة الخرافية المستحيلة من أنها "ساحرة". لا شخص عاقل يمكن أن يقرأ الرعب والاغتصاب والقتل والإبادة في كتاب همجي ويدعو ذلك الكتاب "كلام الله" [أو كلمة الرب، ونفس الأمر ينطبق على القرآن بتعاليمه والسيرة النبوية والأحاديث]، وخرافة يسوع، عن إله يجب أن يصير إنسانًا ويُقتَل قبل أن يمكنه أن يغفر للبشرية هي الأكثر جنونًا من بين الكل [نفخر في التراث الإسلامي بهراء كثير كالإسراء والمعراج وأحاديث كسوف الشمس قد تساوي نفس درجة الجنون_المترجم]. في العصر الحالي يختار [ممثلو] المسيحية تجاهل أو إخفاء وإنكار تاريخها الدموي الخاص بها ويدعون أنها الأساس ذاته لأخلاقنا، وحتى لحضارتنا. يدعي الدين كذلك أنه أملنا ومرشدنا الوحيد للمستقبل. بالنظر إلى تاريخ المسيحية [والإسلام_م] فإن هذه الادعاآت_في حد ذاتها_ جنون محض. لكن المسيحية ليست الشكل الوحيد من الجنون المنظم في العالم في العصر الحالي. إن الملحد_ كونَه فردًا يقف خارج كل الأنظمة الدينية_مدرك تمامًا أن هناك أديانًا ومعتقداتٍ أخرى جنونية وخطيرة على نحوٍ مساوٍ. المسيحية ببساطة أكثر خطورة على الولايات المتحدة، وعلى حكومتنا، وعلى حريتنا ومستقبلنا، لأنها تتواجد هنا، وهي قوية، وهي ثرية [المؤسسات ورجال الدين]، وهي عديمة الضمير تمامًا. بالإضافة إلى وهمها بوجود مرجعية أخلاقية أعلى من الصواب والخطأ، ينبغي أن أضيف وأشدِّد أن لديها كذلك وهم بـ"ولاء أعلى" لشيء فوق الحقيقة، والعدالة، وفوق أمركا والوطنية. لا يتطلب الأمر أن يكون الشخص ملحدًا ليكون مدركًا أن الأصولية المسيحية في العصر الحالي هي أعظم تهديد لأمتنا وحريتها. الشيوعية إلى حد كبير هي أحد أسوأ الأشياء التي قد حدثت للعالم في آخر مئتي سنة، لكنها أيضًا أفضل شيء قد حدث للمسيحية منذ زمن الأوبئة والطواعين. خلال أزمنة الأوبئة نالت الكنائس ثروات عظيمة من الناس الذين وهبوا أملاكهم وأراضيهم للكنيسة على أمل أن ينقذ الله حيواتهم وحيوات أحبابهم. وكذلك اليوم يزداد الدين ثراءً وقوة من وباء عصرنا الحديث: الشيوعية. يستعمل المسيحيون [والمسلمون] الشيوعية باستمرار كهراوة لضرب كل معارضة لدينهم ونفوذهم ومخططاتهم. أي شخص يختلف معهم_سواء ملحد أو لا_يدان كـ"شيوعي". يلمح [ممثلو] الدين إلى أن هناك علاقة متلازمة بين الدكتاتورية السياسية الاقتصادية المسماة "الشيوعية، والتحرر من الدين المسمى الإلحاد. يختار [ممثلو] الدين تجاهل حقيقة أن الإلحاد [العقلانية] أقدم من الشيوعية والمسيحية كليهما. حتى التخويف والكره الذي يعظ به [ممثلو] الدين ضد الشيوعية لا يُوجَّه إلى الأيديولوجيا الاقتصادية السياسية التي هي سبب مشكلتنا، بل إلى الجانب الإلحادي الذي ليس هو المشكلة. فلندرس بعناية للغاية طبيعة العلاقة بين الإلحاد والشيوعية في روسيا. ليس هناك شك أن الإلحاد هو سبب نجاح الشيوعية. الإلحاد هو القوة التي أنهضت الأمة الروسية من منزلة إحدى أكثر الأمم رجعية وبدائية وتدينًا في أورُبا في العام 1917 إلى مرحلة أن تكون إحدى أكثر الأمم تقدمًا وعلمًا وتكنولوجيا في العالم في العصر الحالي [ولا زالت كذلك حتى يوم الترجمة عام 2016 رغم سقوط النظام الشيوعي منذ زمن طويل_المترجم]. سواء أحببنا ذلك أم لا، فيجب أن نعترف أن روسيا الشيوعية قوة هائلة معاصرة، وعدو محتمل خطر [نلاحظ في الكاتب تبني السياسة الأمركية في الرغبة في الانفراد بالقوة في العالم عسكريًّا واقتصاديًّا، ورغم مساوئ النظام السوﭬييتي المنتهي فلا شك أنه ساعد كثيرًا من الدول الأفريقية والعربية على الاستقلال عن دول الاحتلال وقدم مساعدات تنمية لها كالسد العالي في مصر_المترجم]. الشيوعية هي تهديد خارجي لأمتنا وعالمنا المعاصر نفسه، محل اهتمام كبير لكل الأمركيين، الملحدين والمسيحيين على السواء. ينبغي الاعتراف أن الإلحاد [التفكير العلمي العقلاني] هو المحرك والقوة الدافعة للشيوعية [الاتحاد السوﭬييتي] التي مكَّنتها من التقدم إلى العالم المعاصر الحديث في مثل هذا الوقت القصير. الإلحاد هو المحرك والقوة الدافعة، لكنه ليس عجلة القيادة [السلطة ونظام الحكم]. إن الأيديولوجيا المهيمنة والحاكمة في روسيا [في عصر الكاتب] هي الدكتاتورية الاقتصادية السياسية المعروفة بالشيوعية. حتى المسيحيون_لو أمكنهم تعلم أن يكرهوا أقل ويفكروا أكثر_ سيكون عليهم أن يعترفوا بذلك. الإلحاد كان ويكون وسيظل قوة التقدم في العالم الشيوعي، إنه المحرك القويّ الذي يزود أيديولوجيا شريرة بالقوة. اليوم نحن في سباق يائس على بقائنا ذاته. لا تستطيع أمركا والعالم الحر الفوز بالسباق إن استمررنا في السماح للخرافات البدائية القرون وسطية بإعاقة تقدمنا. فبسبب تلك الخرافات فقدنا ريادتنا، وبسببها قد نخسر السباق. ما هو الفرق بين مجتمعنا المهيمن عليه بالمسيحية، والمجتمع الإلحادي الموجّه شيوعيًّا في روسيا؟ ما الذي سيصنع مثل هذا الفارق العظيم في التقدم المستقبلي لكلا هذين المجتمعين؟ وفقًا لتقرير خاص في مجلة 'Science 80' بخصوص التهديد الشيوعي، نقرأ: "لا يتمثل هذا التحدي فقط في القوة العسكرية المتنامية بل وفي محاولة للتفوق على الولايات المتحدة والأمم الغربية الأخرى من خلال برنامج تعليمي للإعداد والتعبئة مصمم لإعداد كل الشباب السوفييتيين للمشاركة على نحو كامل في مجتمع تكنولوجي متقدم." يمضي المقال ليقول: "لقد وضع السوفييتيون موارد هائلة بناء على افتراضهم أن تقدمًا حاسمًا يمكن نيله برفع مستوى الثقافة العلمية والحسابية الخاصة بمواطنيهم. وما الذي نفعله في الولايات المتحدة لمواكبة الجهود الشيوعية ليطوروا أنظمتهم التعليمية العلمية والحسابية، الأنظمة المهمة للغاية لأي مجتمع تكنولوجي معاصر ولأي جيش حديث؟ في الوقت الحالي لدينا ضغط كبير من [ممثلي] المسيحية لإدخال أسطورة "الخلق" البدائية خاصتهم مختبئة في زي "الخلقية العلمية" لتُعلَّم في مدارسنا العامة الحكومية على قدم المساواة مع نظرية التطور العضوي المعاصرة المقبولة علميًّا والمبرهن عليها جيدًا. هذه نفس المعركة التي خيضت في المحكمة خلال محاكمة المدرس سكوبز Scopes المعروفة بـ"محاكمة القرد" في العام 1925، المحاكمة التي جعلت هذا البلد أضحوكة ومصدر الضحك للعالم الحديث المعاصر. إنها نفس الحرب التي اندلع بين المسيحية والعالم الحديث منذ العام 1859 عندما نُشِر كتاب "عن أصل الأنواع" لتشارلز دارْوِن لأول مرة. لأكثر من مئة وعشرين سنة حاولت المسيحية منعنا من عمل أي تقدم في هذا الفرع الأساسي من العلم [البيولوجي التطورية]. الحقيقة هي أن المسيحية _بالتأكيد_قد حاربت دومًا كل حقيقة علمية ومعرفة حديثة لا تتوافق مع كتابها المقدس البدائي، الذي كتبه ونسخه بدو نصف متحضرين جهلة منذ مئات السنوات قبل الميلاد [البعض يحدد اليوم القرن السابع ق م زمن يوشيّا لبدء معظم كتابة التاناخ أو التوراة العبرية_م]. كيف نأمل في البقاء كأمة، ونحافظ على حريتنا ونظل قوة في العالم المعاصر ما لم نطرح جانبًا خرافات الأزمنة البدائية، ونتخذ نهج المجتمع العلمي التكنولوجي_"الإلحادي" إن أردتَ القول_ الذي يتطلبه المنطق والحس السليم؟ لقد حان الوقت، وحان منذ وقت طويل مضى، لملحدي أمركا أن يخرجوا من مكتباتهم ويدافعوا عن عالمنا الحديث وأمتنا ضد الدين والشيوعية. [ملاحظة من المترجم: رغم عدم تغير الوضع الديني في أمركا إلا قليلًا، فعلى الأقل يعتقد نسبة متوسطة منهم بالتطور عكس مجتمعاتنا الإسلامية الجاهلة التي لا تفقه شيئًا عنه حتى، لكن المجتمعات العلمية في مجالات كالبيولوجي والفيزياء عملية جدًّا وأغلبها علماء ملحدون، والبرامج والكتب العلمية والعقلانية تملأ آفاق النشر باللغة الإنجليزية، ولم ينجح المسيحيون في فرض خرافة "التصميم الذكي" والعقيدة الخَلقِية كبديل لنظرية التطور الحديثة المعروفة بالتركيبية أو المركبة التي وضعها علماء أحدث من دارون بناء على آخر معطيات العلوم الحديثة خاصة الجينات والوراثة_م] نعيش اليوم في عالم مقسوم وممزق بالحروب، منذرًا بحرب ليست كأي حرب سابقة بحيث أن الحكيم لا يمكنه سوى الارتعاد عند التفكير فيها [لا يزال الحال كذلك اليوم لكن مع عناصر القوى الأخرى المتصارعة اليوم على السلطة العالمية كأمركا وروسيا، والدول المحتفظة بالشيوعية كالصين وكوريا الشمالية، والمتأسلمة والقومية الشوفينية كإيران وباكستان، والهند وتركيا، وإسرائيل، والجماعات الإرهابية الإسلامية الخارجة من مصر وسوريا والسعودية وأفغانستان...إلخ وغيرهم_م]. هذا عالمٌ يخشى فيه كل طرف دومًا أن الجانب الآخر قد يضرب أولًا، وهكذا ينال بعض الأفضلية الحاسمة. إنه يُخشَى كذلك أن تضرب نفسك أولًا، لكي لا تخفق في تدمير العدو تمامًا، وتتركه قادرًا على الانتقام من التدمير. يدرك الناس المفكرون في كل العالم أن الوضع أخطر من العدو. وأن كل جانب يمسك بذيل نمر [قنابل نووية وخلافه كفيلة بتدمير كل الكوكب وجعله غير صالح للحياة وإفناء كل البشر والكائنات الحية]، وكل جانب خائف من تركه أو حتى تخفيف قبضتهم، خشية أن يتعرض للدمار الكامل. يعمل الناس الأذكياء في كل العالم على تخفيف التوترات وتخفيض التسلح، ويبحثون عن أرضية مشتركة يمكن أن يجد عليها كل الأطراف نقطة للبدء في تأسيس علاقة عمل مشترك. علاقة ستقود إلى تخفيض تصاعدي لتهديد المحرقة النووية، والتأسيس النهائي لتواجد مشترك سلميّ ومستمر [لا يزال النزاع بين أمركا وإنجلاند وإسرائيل كقوة استعمارية وباطشة مع عالم إسلامي وشيوعي متخلف بعضه مسلح جيدًا مظلوم من قوى الاستعمار والاستغلال لكنه متسم بالشمولية والإرهاب والجهل وظلم نفسه أكثر من الأعداء_م] يعمل الناس الأذكياء في كل أنحاء العالم على هذه الأشياء، لكن الأصوليين المسيحيين [والمسلمين واليهود والهندوس_م] ليسوا كذلك. يصيح المسيحيون: "لا تعايش مشترك مع الشيوعية الكافرة" و"الشيوعية الملحدة يجب أن تُدَمَّر". [هذا مماثل لنداآت العرب والمسلمين اليوم بالموت لأمركا وبريطانيا والغرب وإسرائيل بدل محاولة الاستفادة والتعلم منهم والتعاون، أو نداآت بعض عنصريي أمركا والدنمارك بعودة "مضاجعي الجمال" من المهاجرين والمواطنين من أصول شرقية من حيث جاؤوا_م]. هذا بالفعل هو البرهان النهائي على أن الدين هو شكل من الجنون. يجب أن نحاكم المسيحية [والإسلام واليهودية_م] بما فعتله خلال تاريخها، وهي لم تكن قط قوة للسلام. ينبغي أن نحاكم ما تفعله المسيحية [والإسلام_م] اليوم في نشر الكراهية بالوعظ ضد هذا الجزء من العالم الذي قد فاقنا في النضج والنماء ونبذ المسيحية [اليوم كثير من الدول غير الشيوعية الغربية كذلك بها نسب كبيرة من الملحدين تصل إلى أغلبيات في بعضها]. وينبغي أن نعتبر أي فرصة ستكون لنا في النجاة والبقاء إن استمر جزؤنا من العالم متأخرًا بالدين. الإلحاد حقق للأمة الروسية تقدمًا عظيمًا في العلم والتكنولوجيا، وجعل الشيوعية قوة هائلة في العالم. لكن الإلحاد يمكنه أن يحقق لنا أشياءً عظمية لنا أيضًا، لو سمحنا لمجتمعنا أن يضع جانبًا _من خلال التعليم_المعتقدات الحمقاء القديمة التي تعيق تقدمنا ودفاعنا وبقاءنا نفسه [نفس الكلام يحتاج الشرقيون في العالم الإسلامي بالاستماع إليه بشدة في نزاعهم مع أمركا والغرب إن أرادوا التقدم اقتصاديًّا وعلميًّا وعسكريًّا_م]. من أين نبدأ رحلتنا الطويلة للعودة إلى الواقعية، إلى رشادة العقل؟ لو كان الأمر لي فسأبدأ بـ "موسوعة عالمية للمعلومات" مكتوبة موادها من قِبل من يعتقدون بالأفكار ومن وجهة نظرهم. [تتوافر اليوم موسوعات علمانية محايدة كثيرة كالموسوعة البريطانية ومجلة سينتفك أمركان وويكيبديا الإنجليزية، وتتراواح الويكيبديا العربية بين الحياد والعلمانية والكتابة الدينية الأصولية في نزاع مستمر_م]. تخيل مواطنًا أمركيًّا يذهب إلى مكتبة ويتعلم ما هو الإلحاد، بدلًا مما ليس هو [لعل أمنيته تحقق ما هو أكثر منها في العصر الحالي بصدور عشرات ومئات الكتب والبرامج الإلحادية والعلمية والفلسفية، حتى أن بعضها ترجمه العرب والفرس والباكستانيون إلى لغاتهم!] تخيل روسيًّا يذهب إلى مكتبته العامة ويتعلم ما هي الرأسمالية بدلًا من مما ليست به [بسقوط النظام الشمولي صارت روسيا دولة رأسمالية متقدمة حرة_م]. تخيل الناس في كل أنحاء العالم يذهبون إلى مكتباتهم ويقرؤون نفس التواريخ، التواريخ الحقيقية، تواريخ لن تحتاج إلى تغييرها عند حدوث تغير في القوى السياسية أو الدينية الحاكمة. [ملاحظة من المترجم: هنا لعل الكاتب كتب ما نختلف معه فيه، فالتاريخ ينبغي عرضه من عدة وجهات نظر والسماح بعرضها ونشرها كلها وترك الاختيار للقراء نظرًا لاختلاف وجهات نظر الرواة والمؤرخين، وكذلك الحال في الفلسفة والعقائد والمسائل الأخلاقية وكافة القضايا، وهو ما سيعود إلى جادته بعد سطر]. دع الشيوعيين يكتبون ما يعتقدون به، ودع الرأسماليين يكتبون ما يعتقدون به. [يمكن أن نضيف للعالم العربي: دع الملحدين يكتبون ما يعتقدون به وينشرونه علناً إلى جانب ما يكتبه وينشره المسلمون والمسيحيون_م]. دعهم جميعًا يكتبون تاريخًا للعالم، وإن لم يستطيعوا التوافق على حقائق التاريخ، فليكتب كلا الفريقين وجهتي نظرهم عن التاريخ ولينشروهما إلى جوار بعضهما، ودع القارئ يكون الحَكَم. إن الغرض من كتاب تاريخ أو موسوعة هو التعليم، وليس الدعاية [البروباجاندا] [ما إن تفتح النت العربي حتى تجد معظم مواده الهراء والجهل والخرافات الشمولية حتى محركات جوجل العربية تعطيك قاذورات من نوعية: لماذا النساء ناقصات عقل ودين! إلخ. هذا يحتاج كفاحًا فكريًّا مع الشعوب لتنويرها ودحر الجهل والتدين_م] فرغم كل شيء آخر، لقد كانت الموسوعة الفرنسية، التي كتبها دنيس ديدور وآخرون، هي المفيدة للغاية في إخراج أوربا من عصور الظلام المسيحية خلال عصر النهضة. إنه يوجد كل سبب للاعتقاد أن مصدرًا عالميًّا للمعلومات الأساسية سيكون خطوة عظيمة باتجاه إنهاء الكثير من الارتياب والالتباس الذي هو أساس متاعبنا في العالم اليوم [تحقق الحلم لكن مشاكل البشر لا تزال كثيرة لانتشار الجهل وعدم التعلم والقراءة وتوحش أصحاب المال في الشرق، والطمع والرغبة في التدخل والتسلط في الغرب_م]. لا توجد ناحية من العالم يكون فيها كل الناس أشرارًا، ولا ناحية من العالم يكون فيها كلهم طيبين. عندما تمضي الأمم إلى الحرب، فإن الناس تخرج لتقتل أناسًا آخرين، أناسًا كانوا_ في ظروف مختلفة_قد يكونون أصدقاءهم الموثوق بهم والمكرّمين. لم تمنع المسيحية [والإسلام_م] حربًا قط، بل قد كانت سببًا للكثير من الحروب بسبب تحيزها المسبق ضد كل الأديان، وخاصة ضد الإلحاد [العقلانية]. منذ زمن مضى أعددت "رسالة ملحدٍ إلى أمِرِكا". لقد قرأتُها في حوارات ولقاآت أخرى، إنها تقول: "إن فرط الدعاية الدينية في هذا البلد سيدفعنا إلى الاعتقاد أن الغرض الرئيسيّ من هذه الأمة هو حماية ونشر الدين المسيحي. لكن هذا غير صحيح. إن أمتنا ليست_ولا ينبغي أن تكون_البارجة الحربية للدين المسيحيّ. إن كفاحنا في العالم هو دفاعًا عن الحرية. لحماية حريتنا، و_لو أمكن_مساعدة الآخرين على نيل حريتهم والحفاظ عليها. هذه الأمة لا تحارب "الإلحاد الكافر" أو "الشيوعية الملحدة"، ولا أية مجموعة أو أمة تنطبق عليها مصطلحات الكراهية المسيحية. إننا_كأمة_معارضون للشيوعية لأن الشيوعية_كالمسيحية [والإسلام واليهودية والهندوسية وغيرها_م]_قوة أيديولوجية هادمة لحقوق البشر والحرية. في الحقيقة فإنه ليس من شأننا ما إذا تؤمن أو لا تؤمن أمة أو فرد بإله. اهتمامنا الوحيد أنه يجب أن يكون لكل فرد حرية التقرير واختيار فقط ما يستطيع وسوف يؤمن به. وأن يكون له حرية التعبير والنشر والممارسة لهذه المعتقدات في أمان تامّ. باختصار: اهتمامنا الوحيد في هذا العالم هو بالضبط الأفكار المثالية التي تأسست هذه الأمة العظيمة خاصتنا عليها." انتهى وبعد كل هذا إذن، لننظر مجددًا إلى سؤالنا الأول الأصلي: ما هو الإلحاد الذي لا يزال باقيًا إلى اليوم وسيظل؟ الإلحاد هو عالم الواقع، إنه العقل السديد والعقلانية، إنه الحرية، الإلحاد هو الاهتمام بالإنسانيّ، والأمانة الفكرية إلى درجة لا يستطيع العقل المتدين البدء في فهمها. وهو أكثر من ذلك أيضًا. الإلحاد ليس دينًا قديمًا، وليس دينًا جديدًا، في الحقيقة إنه ليس ولم يكن قط دينًا على الإطلاق. إن تعريف الإلحاد عظيم في بساطته: الإلحاد هو حجر الأساس لسلامة العقل في عالم من الجنون. ملاحظة: يشير ناشرو المقال في نهايته إلى تغير العالم كثيرًا منذ تولي السيد ميخائيل ما جورباتشوف لروسيا في أواخر الثمانينيات ونقله إياها إلى الرأسمالية والديمقراطية، مما خفّف التوترات، وألاحظ أنها لم تزُل لأنه صراع على السيطرة على العالم ومقدّراته في الأساس. |
|
|
|
رقم الموضوع : [2] |
|
عضو جديد
![]() |
الالحاد بكل بساطة هو بداية رحلة البحث عن الحقيقة
|
|
|
|
رقم الموضوع : [3] | |
|
عضو عامل
![]() |
صديقي العظيم لؤي، يا فخر الملحدين المصريّين. شكرا جزيلا لأنّك أطللت علينا؛ و لكن نغّص عليّ هذا الموضوع الجميل أنّني قرأت مثل هذا الردّ:
اقتباس:
الإلحاد لا علاقة له بالمعرفة، بالذكاء، بالأخلاق، بالطيبوبة؛ إنّه مجرّد موقف سلبيّ من فكرة معيّنة. |
|
|
|
||
|
|
|
رقم الموضوع : [4] |
|
باحث ومشرف عام
![]() |
عادة الملحدون أو العقلانيون الأصيلون في اعتقادهم بمعنى وجود معارف ومفاهيم معينة لديهم أؤكد عليها تتعلق بعلوم التطور البيولوجي ونظريات وعلوم نشوء الكون وغيرها، وقيم ومنطلقات أخلاقية كاحترام أتباع العقائد الأخرى المؤمنة والعلمانية وعدم تقييم الناس على أساس معتقدهم بل خبرتهم وإتقانهم وأخلاقهم وقيمتهم الإنستانية، هؤلاء عادة يكونون ذوي ذكاء حاد، في تحليل أحد معارفي (غاوي حكمة) بمنتدى اللادينيين حلل القاسم المشترك بني وبينه كملحدين وصلا لذلك بالقراءة والبحث رغم ظروف حجب العلم والمعلومات والأفكار الحرة، وجد مثلا أنه متفائل وأنا أٌقرب إلى التشاؤم وعكر المزاج بطبعي تقريبا أرتاح للكآبة وأجد فيها حكمة أو سعادة فلسفية ما، حسنا دون استغراق في الذاتية وجد أن المشترك هو وجود مستوى متوسط إلى مرتفع من الإدارك والتفكير أو الذكاء، ربما أضيف مع صلابة في مواجهة الضغوط من المجتمع...ربما إذن أختلف مع صديقي العزيز جدا
لكن.....هناك فرق بين هؤلاء وظاهرة جديدة طرأت فبتأثير الإعلام والفيس بوك هناك ناس هم إخوة لنا ولهم بعض العقل لكنهم قليلو الثقفة والتأسس الفكري والأخلاقي السليم لديهم رواسب ينية وازدواجية قيم كثيرة قد لا يشفون منها، بالنسبة لهم احيانا يكون الامر مرتبطا بترك الدين لأسباب نفسية أكثر منه لقناعات منطقية أو فلسفية أو علمية أو بناء على راسات في علوم كالأديان أو الأنثروبولجي أو علم النفس أو الاجتماع أو من باب الثورة الأدبية للأدباء، وهي معظم الأسباب الجوهرية القوية لاتخاذ الموقف الفكري لفرضية الإلحاد الفكرية. الإلحاد قد يكون بداية نهضة وتحرر فكر ورحلة البحث عن حقائق علمية محجوبة عن ناسنا في الشرق مع انها متاحة ومعروفة جدا في الغرب والعالم المتقدم، كأننا نصنع المكنسة والفأس من جديد! أتفق معك أن عقلية المرء في العموم_لو وضعنا جانبا التأثيرات السلبية لبعض التعاليم الدينية عموما_وأخلاقه سواء جيدة أو سيئة لا علاقة لها بالمعتقد، معظم أفضل وأنبل أصدقائي هم مسلمون ذوو نزعة أنسنة ولو أنها كانت بتأثير من صدمي لهم ببعض الأحيان. |
|
|
|
رقم الموضوع : [5] |
|
عضو ذهبي
![]() |
زميل لؤي
![]() برأيي المتواضع وكمُلحِدْ لا يمكنني الاتفاق على وجود " عقيدة إلحادية " أو حتى اعتقاد خاص لديّ كملحد .. وهنا أُعبّر عن نفسي لا عن عموم الملحدين! أقتنع بنتائج الدراسات العلمية ولا أومن بها .. الإيمان، وفق أبسط تعريفاته، يقوم على التصديق الثابت بأمر ثابت وهذا لا علاقة له بالعلوم! يمكن أن يعتقد المُلحد بأمور وطنية قومية ماركسية روحية ويبقى ملحداً؟ طبعاً ... يوجد ملحدون يعتقدون ويؤمنون بأفكار فلسفية وسياسية وووالخ. وهذا لا علاقة له بإلحادهم! أو بعضهم يربطه به! شخصياً لا أرى أيّ شيء يستحق الإعتقاد والإيمان .. تُقنعني أو لا .. ويبقى كل شخص حرّ بآرائه وحرّ بتقديم ما يدعم أو لا .. شخصياً لا أُبشّر بالإلحاد ولهذا لا يهمني كثيراً " عقدنة " الموضوع .. يوجد ملحدون مبشّرون وهم أحرار بالطبع! وشكراً |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [6] |
|
باحث ومشرف عام
![]() |
الإلحاد ليس دينًا، لكن قد يصنّف كمعتقد، معتقد غير جامد قائم على الأفكار العلمية وعلى نفي معتقدات خرافية معينة، في الوضع الحالي قانونيًا أرى أنه مهم جدا اعتباره معتقدا لأن نصوص الأمم المتحدة وبعض الول العربية الافضل حالا كمصر تنص على حرية (المعتقدات) وليس فقط (الأديان) وهذه مسألة حيوية قد تصبح مصيرية تتعلق بحريات الأفرا وحقوقهم الملموسة وليس إطارات نظرية نموذجية.
لكن بصورة عامة وبرأيي المتواضع ينبغي أن يختلف مجتمع ملحد حر بتقاليده وقيمه وسلوكياته وتقدمه عن العادات التقليدية البدائية لشعوب متدينة، إن لم يكن كذلك فهو ليس ملحدا بالصورة النموذجية والنموذج هنا فيتنام والصين مثلا ربما أحد الإخوة يؤلف أغاني مصرية راب منها (صرخة ملحد)، في أحدها يهدي اغنيته لملحد مات ضحية المجتمع والاضطهاد الأسري بتعبير إهداء لروح فلان لا أدري لست مقتنعا كثيرا أن ملحدا مكتمل الأفكار سيهدي لروح أو يتخيل روحا محلقة في السماءاو حوله! الملحد العقلاني لا يعتقد بشيء لا دليل عليه او غير مبرهن عليه، ربما ألوهي نعم.
التعديل الأخير تم بواسطة لؤي عشري ; 08-14-2018 الساعة 11:41 PM.
|
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| مؤيدِّة, نظر, الإلحاد, وجهة |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| كيف تفسر العكسية من وجهة نظر الحادية | mike reiss | حول الإيمان والفكر الحُر ☮ | 6 | 04-03-2019 11:21 PM |
| حوار سريع يبين وجهة نظر الملحد مقابل المؤمن | Mazen | في التطور و الحياة ☼ | 88 | 05-30-2018 08:57 PM |
| وجهة نظر....قد تكون واقعية | حكمت | حول الإيمان والفكر الحُر ☮ | 15 | 11-01-2016 11:20 PM |
| وجهة نظر......الارهاب أنواعه أسبابهُ طرقُ معالجتهِ | ابن دجلة الخير | ساحـة الاعضاء الـعامة ☄ | 0 | 07-18-2016 12:08 PM |
| العرب وجهة نظر يابانية - نوبواكي نوتوهارا | العقل البلاستيكي | ساحة الكتب | 3 | 01-22-2016 11:06 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond