الفراغ والعدم

[Galaxie2]

سؤال موجه إلى كل من يسكن هذا الكوكب.
حسب كثير من الأديان، الٱلهة أو الإله، خلقت الكون هذا من العدم، من الفراغ!
هل هذ ممكن؟
الفراغ حسب القاموس العربي بمعناه الفيزيائ هو حيِّز خال من المادَّة بصورها الثلاث أو حيِّز أزيل ما به من هواء أوجد الفراغ بامتصاص الهواء.
العدم ودائما حسب القاموس العربي: ضدُّ الوُجُودِ
ولنفترض، لو أننا امتصصنا الهواء في حيز ما إلى ٱخر ذرة، ماذا تبقى في هذا الحيز؟ فراغ أم لا؟
موضوع في طريق التحضير والترجمة ....

[مُنْشقّ]

الزميل غالاكسي، آسف إن كنت قطعت عليك موضوعك، و ربمّا سأنقل ردّي حينما تضع موضوعك إلى آخر الصفحة من أجل الحفاظ على تنساقه. أوّلا الفراغ لغويّا ليس الفراغ فلسفيا و لا الفراغ فيزيائيّا، و حينما نناقش مصطلحا كالفراغ بدون أن نحدّد ماذا نقصد بالضبط، يكون النقاش لا معنى له بتاتا، فكلّ طرف يتحدّث عن شيء معيّن، بالنسبة للفراغ الكموميّVacuum Quantum، فكما تعرف هو ليس عدمًا، بل مليئ بتموّجات الطاقة التي تسمح بظهور جسيمات تقترض الطاقة لزمن قليل جدّا ثمّ تختفي من بعد ذلك، أمّا العدم الفلسفيّ، فهو انعدام كلِّ شيء من شئننا أن ننسب إليه صفة الوجود، لذلك حينما يقال إنّ الله خلق الكون من العدم، يقع المؤمن أمام مشكلة أساسيّة، من أيّ مادّة خلق الكون، فلا وجود لشيء باستثنائه هو و العدم، و هنا تأتي نظريّة الفيوض الإلهيّة لتحلّ المشكل، الأشياء تفيض عن الأشياء التي تفيض عن أشياء أخرى إلى أن نصل إلى الذات الإلهيّة التي فاضت عنها كلّ الأشياء، و هكذا.

متشوّق لقراءة ما ستكتب!

[ArtherDent]

هو اعقد من ذلك لان المفروض ان الاله كان وحده موجود في الاول وهو من خلق العدم الذي خلق منه كل شيء فمن ماذا خلق العدم؟ من عدم للعدم؟

[مُنْشقّ]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة artherdent

هو اعقد من ذلك لان المفروض ان الاله كان وحده موجود في الاول وهو من خلق العدم الذي خلق منه كل شيء فمن ماذا خلق العدم؟ من عدم للعدم؟

العدم ليس شيئا حتّى يخلق أو يُستفسرَ عن خالقه، هو مجرّد لفظ [ انفجار صوتيّ ] لا مقابل له في العالم المادّيّ، لذلك، فالسؤال الصحيح هو: من أين أتت الموجودات التي نراها أمامنا إذا كان الله في بداية الأمر وحدهُ موجودا؟ و من أيّة مادّة خُلقت هذه الموجودات؟ الجواب حسب نظريّة الفيوض الإلهيّة التي أتى بها أفلوطين في الإيثولوجيا هو أنّ الموجود الثاني قد فاض عن الموجود الأوّل، و فاض الموجود الثالث عن الثاني، و الرابع عن الثالث، و هكذا تعدّد الموجودات، و كلّما كان الموجود الفائض بعيدا عن مصدر الفيوض [ و هو الله ] كلّما كان ناقصا، و بالعكس، أي كلّما كان قريبا من مصدر الفيوض كلّما كان كاملا و هكذا. هذه النظريّة السنخيّة أتت بشكل رئيسيّ لتحلّ إشكاليّة فلسلفيّة و هي: كيف يصدر المتعدّد عن الواحد من كلّ الجهات؟ بمعنى آخر: الله واحد أحد من جميع الجهات و النواحي، و الكون كما نعرفه متعدّد و متغيّر و متبدّل فيه الناقص و الكامل و الأقلّ نقصا و هكذا، فكيف صدر المتعدّد ( الكون ) عن الواحد ( الله )؟ علما أنّ الواحد لا يصدر عنه إلا الواحد، هذه النظريّة تحلّ هذا الإشكال ببساطة، و هي نظريّة أسّس لها أفلوطين في التاسوعات لتنضج مع الفارابيّ و ابن سينا أكثر

تحيّاتي،

[امير الملحدين]

العدم يعني عدم الوجود
ادن كيف يمكن تفسير وجود المكان من عدم علما انه ليس لدينا مساحة او محيط لتكون المكان ؟

[Galaxie2]

سأتفلسف شيئا في هذا الموضوع.
هل هناك شيء يسمى عدم في الديانات الإبراهمية وفي الديانة الإسلامية على الخصوص؟
العدم حسب القاموس، هو شئ ضد الوجود. تفسير مبهم حسب رأيي.
العدم حسب الفلسفة وهنا أكرر ماقاله الزميل كاره النساء: العدم، هو انعدام كلِّ شيء، ومشكلة خلق الإله لسماواته وأرضه من لاشيء، ولا أقول الكون، هناك فرق كبير بين مايعرف حاليا بالكون وبين مفهوم السموات السبع والأرض حسب أساطير الديانات المعروفة في منطقتنا .
حسب الأسطورة الإسلامية، وبطبيعة الحال هي مستمدة من أساطير أخرى قديمة، وسنجدها في القرٱن:
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ
قبل أن يكون هناك أي شيء، كان هناك ربك الأكرم جالس فوق عرشه الذي يسبح فوق الماء حسب الٱية:
وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ
. تأملوا هذا المنظر، ربنا الأكرم وحده فوق عرشه، واضعا فخذا فوق فخذ، أو ساق على ساق،x يتفكر ويتأمل في لاشيء في العدم!
مشكلة من أين أتى هذا الماء؟ وكما تنبه له البعض في بعض المواقع: فإن هذا الماء ليس بالماء الذي نعرفه!!! مهزلة. ماء إلهي ليس الماء الذي نعرفه . أقتبس لكم ماجاء في أحد المواقع :

- أن الماء في قوله تعالى (وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ) لا يمكن أن يكون ماءاَ كماء البحر أو النهر. فهذا محال! لأن هذا النوع/الوجه مما يحتمله لفظ (الماء)، قد خُلق في مرحلة لاحقة من بداية خلق الكون. 2- أن الأقرب للقبول، أن الماء في الآية الكريمة هو حالة مائعة (وهذا هو قالب المعنى الخالص) سابقة على حالة الرتق، والتي تبعتها حالة الفتق وتميزت فيه مادة أرضية عن حالة سماوية. وأنه من المستساغ، أن هذا الماء كان هو الهيئة القبل-مادية والتي سَمَتْ لتحتل حيزاً أكبر مما كانت عليه، فأصبحت أشبه بالدخان من حيث الانتشار وانخفاض الكثافة (السماء الدخانية، بلا أي علاقة تركيبية يذهب إليها الذهن مع الذرات المعهودة لأنها لم تكن قد خُلقت بعد)، وأنها كانت في حالة اتصالية continuum لا تمايز فيها (أي: حالة رتق)، والتي انفتقت بعضها من بعض فكان انفتاقها أشبه بتكثف البخار (الدخان) إلى قطرات مائية. فكانت هذه القطرات هي الجسيمات المادية الأولية التي بتراكبها تكونت الذرات، وما تركه الدخان المتكثف من حيوز كانت تملأها أصبحا خلاءا، وهو السماء الخالية من المادة المعهودة، ولكنه ليس بالضرورة عدماً ... ومما يدعم هذا المعنى، أن أنوية ذرات المادة المعرفة التي تتكون منها مادة الكون المعلوم، لها صفات ميوعة، حتى أن أحد نماذج التفسير النووي يُسمى (liquid drop model). أي أن أحد التصورات القوية التي تُمليها التجارب على أنوية الذرات (أي التفاعلات النووية) أن نواة الذرة تشبه لحد كبير قطرة مائعة liquid drop. .... فإن ذهبت إلى ما يُسمى (النجوم النيوترونية) – إذا صدق تصور علماء الكونيات عنها وأنها كذلك – فتجدها أقرب ما تكون لـ كرة مائعة هائلة (بحر كروي الهيئة) من المادة النووية المتعادلة كهربياً (والتي تسمى النيوترونات).. ومن هنا جاء اسمها (النجوم النيوترونية)، ... ومن المستساغ تصوُّر مادة الكون المشهود بأنها كانت في حالة مائعة شبيهة بهيئة النجوم النيوترونية قبل أن تتمزق وتتفرق وتنتشر في الكون على نحو ما نرى. .... ويُنتبه إلى أن الميوعة أو السيولة (liquidity/fluidity) أمر لا علاقة له بكثافة الماء (المركب من الهيدروجين والأكسجين)، .. فلا يعترض أحد بوجود فرق هائل بين كثافة الماء المشروب وكثافة النجم النيوتروني – الذي نُشَبِّه به الحالة التي نسعى لتصورها، ولا نقول أنه هو هو – فالعبرة بصفة (الميوعة/السيولة/المائية) أنها ما يقع بين الجسوءة rigidity من جهة عدم تحرك نقاط الجاسئ بالنسبة لبعضها ويتماسك بعضها ببعض، والحالة (الغازية/الهوائية) gaseous state التي فيها تنعدم أي روابط بين نقاط الوسط الغازي. أي أن الوسط المائع هو ما يمكن أن تتحرك فيها نقاط المادة دون أن تفقد ترابطاتها التماسكية. ولا اعتبار هنا يمنع صفة الميوعة بسبب من فرط الكثافة كما في أنوية الذرات، أو خفتها كما في الماء الذي نشربه.

(هذا هو أرجح التصورات عندي ..... والله تعالى أعلم).

الماء حسب هؤلاء الدجلة ليس الماء الذي نعرفه، هل أوحي لهؤلاء المشعودين؟ هل الماء الذي ذكر في القرٱن ليس بالماء الذي نعرفه؟
تفسيرات خيالية و خرافية لجاهل لا يعرف صاحبها ولا شيء عن مبادئ الفيزياء