شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 06-05-2015, 05:13 PM Liberal Šahrāzād غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
Liberal Šahrāzād
عضو جديد
 

Liberal Šahrāzād is on a distinguished road
Post سيكلوجية الله في سورة البقرة-قصة بني اسرائيل

سيكلوجية الله في سورة البقرة-قصة بني اسرائيل

اسعدتم مساءاً اعزائي

جميلٌ هو هذا التجمع، اسمحوا لي أولاً ان اعبر عن سعادتي بتصفح كتاباتكم. ديموقراطية تقبل الطرح من أوجه مختلفة نادرة الوجود ضمن الصفحات الناطقة بالعربية. تحية انحناء اوجهها لرقيّ انسانيتكم الفكرية.

موضوعي لليوم هو عبارة مشاركة أفكار. الهدف منه سطر نبذة عن سيكلوجية "الله"، و ذلك عن طريق دراسة عينة من كتاب محمد الناطق باسم الله. اُسلوب طرحي سيكون مبسطاً، سأعرض الاقتباس من كتاب محمد "القران" يتبعه شرح مبسط او اقتباس من تفاسير المسلمين. تبني هذا الأسلوب هو بناء على قول المسلمين ان القرآن عربي فصيح. ذلك يعني انه، لم يكتب بأسلوب الطلاسم. على العلم ان هذا القول يخالف وجهة نظري في هذا الكتاب، والذي على اليقين هو تأليف محمدي من محمد و اتباعه. بدليل اُسلوب الطرح العائم في القرآن.

يدعي المسلمون ان القرآن معجزة الهيه، وينسبون اليه حالة الإعجاز اللغوي، العلمي و التاريخي. بالتأكيد، و كما تم التوضيح مسبقاً في طيات المنتدى، لا يوجد دليل على اي اعجاز لغوي او علمي في القرآن. كل مافيه هى تكهنات مقتبسة من امّم مجاورة لمحمد. كذلك يغرق القرآن في الأساليب اللغوية الركيكة. وعند الحديث عن الإعجاز التاريخي، نلاحظ ان كتاب محمد لم يتكلف بسرد اي تاريخ. عوضاً، اكتفى بالنسخ من الديانات المجاورة لما يروق ويتماشى مع سياسة و مصالح دعوة محمد. متجاهلاً الشعوب الاخرى في مشرق الارض و مغربها.

في هذا الموضوع، اسرد لكم قصة تاريخية اقتبسها القرآن. من خلال هذة القصة سنحاول فهم سايكلوجية هذا "الله" بناء على تصرفاته السابقة. هذة القصة تتحدث عن مغامرات "الله" مع بني اسرائيل. الطرح لن يتعرض لركاكة الأسلوب اللغوي و الخطابي في بعض الآيات، بل سيكتفي بالسرد القصصي للخرافة وتتبع حالة الله السيكولوجية.

قبل سرد الحكاية ينبغي علينا تعريف من هو 'الله' المقصود هنا، فالمصطلح يستخدم من قبل شعوب مختلفة. ولشرح ذلك ينبغي علينا مراجعة تاريخ المنطقة العربية القديمة لمعرفة أصول التسمية. الديانات في الجزيرة العربية قبل دعوة محمد كانت: تعدد الالهه، المسيحية النسطورية، اليهودية، و الزرادشتية. اسم الله كان يستخدم قبل دعوة محمد للإشارة الى الاله الأعظم او الاله الأعلى (راجع: انسايكلوبيديا القرآن) بين متعددي الالهه ، و منهم سكان مكة اللذين يعبدون الأوثان المصفوفة حول الكعبة. اسم 'الله' أيضاً كان ذو شعبية بين باقي الديانات في الجزيرة العربية، حيث ان لفظ "بِسْم الله" كان يستخدم لاستفتاح المخططات الحفرية في مكة و غيرها.

بعد ظهور دعوة محمد على الساحة، نسخ الاسم من الوثنين، او متعددي الالهه، في قريش للإشارة لاسم اله ديانة الاسلام (راجع كتاب: فيليب خوري، تاريخ العرب). هذا الاختيار في التسمية هو سياسي بحت ويدل على حنكة مؤلف الديانة. البشرية تميل الى المألوف (راجع نظرية التنافر المعرفي)، تبني مسمى الاله تسهل استقطاب الجمهور و التابعين. من ذلك نعرف "الله" في موضوعنا بانه، الاسم الذي تبناه محمد لآلهة الاسلام.

دعوة محمد اصطحبها كتاب ديني منسوب لهذا الاله "الله" اسمه القرآن. خصص اله اتباع محمد جزء ليس بقليل من كتابه 'القران' لحكايات الديانتين المسيحية واليهودية. يرجع ذلك لانتشارها بكثرة في منطقة دعوة محمد كما ذكرنا سابقاً. من يقرأ كتاب محمد لا ينفك و يلاحظ النسخ المنتقى من الديانة المسيحية و اليهودية. من أشهر تلك القصص المنسوخة قصة بني اسرائيل (ذرية يعقوب) مع موسى و المذكورة في سورة البقرة و غيرها من السور. سنقتبس جزء من سورة البقرة لرسم صورة لشخصية هذا "الله".

سورة البقرة، ثاني سورة في تنظيم المصحف المعتمد لدى المسلمين حالياً. يبدأ الله السورة بطلاسم حرفية ليس لأحد علم بها (ا ل م). ثم يستأنف الحديث ليخبر عن صفات من يؤمنون به وخير جزائهم؛ يتوعد المكذبين بشدة العذاب؛ يخبر بانه هو من ختم على قلوبهم وإبصارهم لذلك دعوة محمد لن تجدي؛ ثم يصف حال المنافقين من اليهود في عصر محمد. ينتقل بعد ذلك لسرد دلالات غير علمية بهدف زيادة إيقان اتباع محمد بألوهية الله الاسلامي. من بعض هذة الادعاءات ادعائه ان الله خلق الارض أولاً ثم خلق السماوات السبع، وهو كما نعلم ادعاء خاطئ (راجع علوم الفيزياء الفلكية الحديثة). يلي ذلك بقصة خلق آدم المليئة بعلامات الاستفهام.
بعدها، يشرح الله بعدها آلية محاسبته للـ الانسان. فيخبر بان اللذين يقوموا بتنفيذ اوامره لهم الخلود في جنته التي تشبه الارض (بعد الموت). ويتوعد المخالفين بنار ابدية يحرقهم فيها. في هذة الآيات يتضح طغيان أطباع الشخصية النرجسية في اُسلوب الله الخطابي (راجع سورة البقرة: آيه 1 الى 39).

يسترسل بعد ذلك في الحديث عن بعض من قصص اليهود من بني اسرائيل موجهاً الخطاب ليهود شبه الجزيرة العربية. يستفتح حديثه في الايه رقم 40 من سورة البقرة ويقول:
{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} [البقرة : 40]
يطلب من بني اسرائيل (ذرية يعقوب)، شاملاً بخطابه يهود العرب، ان يتذكروا كل النعم اللتي آتاهم الله بها منذ ازل العهد القديم بينهم وبين الله. كما يأمرهم ان يخافوا منه وحده.

نلاحظ نرجسية الشخصية لدى الله في طريقة الامر بضرورة الخوف منه لانه أقوى مِنْهُم. بعد ذلك، يأمرهم بتصديق ماجاء به محمد لانه ينسخ ما يتبعون في الديانة اليهودية. كما يوجه الامر لهم بان لا يكذبوه فيكفروا. وامرٌ آخر ان لا ييفكروا بِما جاء به محمد من اجل مغريات لا تساوي شيئاً امام ما يملك الله، فهو لديه مايفوق ممتلكاتهم.

أيضاً نلاحظ حب إصدار الأوامر في الشخصية الإلهية المحمدية، لاحظ:
{وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ۖ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ} [البقرة : 41]
ثم يكمل اوامره، فينهاهم عن التدليس وكتمان الحق ويأمرهم بإقامة مراسيم العبادة المأمور بها في دين محمد.
{وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة : 42]{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة : 43]
يفسر المسلمون الايه 42 ان قصد الله في "تكتموا الحق" هو صفات محمد المذكورة في التوراة (تفسير السعدي). غير ان الله لم يصرح بذلك.

بعدها يسترسل الحديث مع اليهود و يوبيخهم على أعمالهم اللتي تخالف اوامره. حيث يقول انهم يدعون الناس لعمل الخير و التمسك بالحق الذي في ديانتهم. ثم ينسون انفسهم حين لا يصدقون بمحمد كما جاء في الايه:
{۞ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [البقرة : 44]
في هذة الايه، يكرر المسلمون نفس التفسير والإحالة السابقة لمقصد الله هنا. يقول تفسير المسلمين: الله يقصد صفات نبوة محمد عندما يقول "تتلون الكتاب". (تفسير السعدي )
هذا التفسير اما يكون استخافاً بالعقول او ان الله لم يستطع تكوين جملة مفيدة تنص بذلك في هذا الموضع.

بعد الايه السابقة، يخصص الله (او محمد كونه الناطق) آيتين لمخاطبة المسلمين مشيرا الى أهمية مافرضه عليهم من مناسك تعبد كالصلاة قبل ان يعود ليكمل الحديث عن بني اسرائيل (اية 45 و 46). الآيتين تحتويان على اُسلوب الامر نفسه مع اختلاف المُخَاطَبْ. ليعود بعدها في الايه 47 لمخاطبة اليهود و يشير اليهم ببني اسرائيل.

الله يحب ان يكون مركز الاهتمام ويعظم شأن حكاياته مما قدمه لبني اسرائيل بأسلوب مسرحي تمثيلي. فهنا يكرر الله اُسلوب الامر ويأمر اليهود بتذكر نعمه عليهم (راجع آيه 40 سورة البقرة). ويقول:
{يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة : 47]
في هذة الايه نرى تصريح مباشر من الله بعنصريته و تفضيلة لمجموعة من البشر (يهود بني اسرائيل) على بقية البشر. يجدر بِنَا هنا الإشارة الى تفسير المسلمين لهذة الآية حيث قالوا: يقصد بالتفضيل انه الله اكثر من عدد الأنبياء المرسلين اليهم . (تفسير السعدي)
من وجهة نظر القارىء البسيطة: الايه لا تصرح بذلك. إذاً التفسير يحتمل الخطأ بنسبة عالية. غير ذلك، هذا التفسير لا ينفي العنصرية في شخصية الله. حيث انه أعطى بني اسرائيل حق معرفته دون غيرهم من شعوب العالم. فهو إذاً اله عنصري و غير عادل. هكذا تعرفنا على بعض أوجه شخصية الله فهو: مسرحي، نرجسي، يحب المخاطبة بأسلوب الامر، يريد البشر ان ترهبه و تخافه، يحب التذكير بِما أعطى، و لديه عنصرية. دعونا نستكمل الآيات للبحث في شخصية هذا الله.

نكمل قصة الف ليلة و ليلة. يوجه الله لبني اسرائيل خطاب ترهيب آخر و يقول:
{وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ} [البقرة : 48]
يأمرهم بالخوف من مصيرهم يوم القيامة بانه لا ناصر لهم الا أعمالهم. يوم يعرضهم للحساب على أساس أعمالهم الشخصية. و يشير انه لن يقبل اي شفاعة او أموال كجزية عن خطيئة احد منهم. يعود لأسلوب الامر و وجوب الخوف منه.
بعدها يبدأ بنسخ قصص بني اسرائيل ويقول:
{وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ} [البقرة : 49]
هنا يذكرهم بانه انجى اسلافهم (بني اسرائيل) من عذاب واستعباد الفراعنة لهم في مصر. فقد كان الفراعنة يقتلون اولاد بني اسرائيل، و يمتهنون نسائهم. لكن، كل ذلك العذاب كان مجرد اختبار من الله لهم لغاية في نفسه. إذاً الله يعذب من يحب بغرض الاختبار. ولا يهم ان كان هذا العذاب يشمل قتل الأطفال. هل الله سادي يستمتع بالتعذيب؟
أيضاً، الايه تشير الى شيء اخطر. الفراعنة! هل هذاالاختبار يعني ان الله هو من قرر كيف يتصرف الفراعنة مع بني اسرائيل؟ إذاً مآ ذنب الفراعنة في عملية التسيير هذة؟
أيضاً هذا يعيدنا للسؤال الابدي: هل الانسان مخير ام مسير؟ بالطبع هكذا سؤال يجب طرحة مع بداية خلق آدم و الاديان. الله خلق آدم على اسس مخطط إرساله كخليفة في الارض، إذن هو المتسبب في الطرد ... الحديث في هكذا موضوع يستوجب موضوع مستقل لذلك دعونا نكمل قصص شعب الله المفضل.

يكمل و يذكرهم كيف أنجاهم من فراعنة مصر بمعجزة الهيه، يقول:
{وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} [البقرة : 50]
حتى الله ينسخ ويلصق مابيعجبه من كتبه المحرفة كما يُزعم (راجع قصة النجاة من الفراعنة في التوراة والأناجيل). الله هنا يذكر كيف انجى بني اسرائيل من فراعنة مصر. أنجاهم بفقلق البحر لهم ليسهل عملية هرّبهم من فراعنة مصر. و ما ان انتهى بني اسرائل من العبور ، حتى اغرق فراعنة مصر باغلاق شق البحر عليهم ليموتوا غرقاً. من الواضح ان الفراعنة لا يجيدون السباحة. ذلك او انه اغرقهم في منتصف البحر لكي يتأكد من عدم نجاة احد منهم. غير ان هذا الامر الأخير مستبعد لانه يناقض نص في الايه. حيث تنص ان اغراق الفراعنة حصل على مرأى بني اسرائيل "وأنتم تنظرون" مما يدل على قربهم من الشاطئ. أيضاً، هذا الاله القادر على بناء سد غير مرئي في البحر و سده في دقائق، ليس لديه القدرة على ان يهدي ويلين قلوب الفراعنة. قرر ان يقتلهم جميعاً لينجي قومه المفضلين. بالطبع، فما كانت غاية وجود الفراعنة غير تحقيق إرادة الله. و حين انتهى هدف اختبار بني اسرائيل لم يعد بحاجة الفراعنة لإبقائهم على قيد الحياة. من هنا نجد ان الله لا يرى مشكلة في القتل سواء كان المقتول أطفالاً ام فراعنة مسيرين بأمره.

بعدما أنقذ شعبه المفضل، استدعى الله موسى لديه:
{وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَىٰ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ} [البقرة : 51]
غاب موسى لمدة 40 يوماً عن قومه. فاستغلوا الفرصة لعبادة عجل (صغير البقر). ووصف عملهم بانه ظلم لأنفسهم. من الواضح انهم لم يقتنعوا بمعجزة شق البحر مما جعلهم يسارعوا لعبادة العجل.

{ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة : 52]
لكن الله هذا يحب شعبه المفضل فغفر لهم الشرك بمجرد عودة موسى؛ متأملاً منهم الشكر كمقابل لهذا العفو. و أرسل لهم كتاب الديانة اليهوديه (التوراة)، و الفرقان (النصر و النجاة من الأعداء) في قوله:
{وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [البقرة : 53]
يجدر الإشارة الى معنى كلمة 'الفرقان' عند المسلمين. الفرقان تحتمل اكثر من معنى. منها: القرآن، المتفرق في النزول، النجاة، و الفارق بين شيئين.
في تفسير الايه يقول السعدي" اذكروا نعمتنا عليكم حين أعطينا موسى الكتاب الفارق بين الحق والباطل -وهو التوراة-؛ لكي تهتدوا من الضلالة." راجع تفسير السعدي.
هذا التفسير خاطئ لان الآية تقول "الكتاب و الفرقان" ولم تنص ان "الكتاب هو الفرقان". راجع قاعدة عطف النسق.

{وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنفُسَكُم بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَىٰ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة : 54]
اخبر موسى بني اسرائيل بعظمة ظلمهم لأنفسهم بسبب التعبد للعجل عوضاً عن الله. فأمرهم بالتوبه و قتل بعضهم البعض (الجهاد ضد مشركي اليهود)، حيث ان ذلك أفضل لهم عند الله من وجود من يقوم بالإشراك وعبادة العجل بينهم. فامتثل بني اسرائيل لأمره بالتوبة و قتل المشركين. وكان حصاد ذلك ان غفر لهم الله ذنب الشرك اللذي اقترفوه. شخصية الله متعطشة للدماء و تحب القتل حتى فيما بين شعبه المفضل.
ويتابع:
{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} [البقرة : 55]

هذا الاله سريع الغضب، فما لبث ان غفر لهم شركهم حتى انزل بهم عقاب اخر. في هذة الكرة، طلب بني اسرائيل روؤية الله ؛ليتبينوا وجوده و يعبدوه. هذا الطلب تسبب في غضب شديد من الله بان أرسل عليهم صاعقة من السماء لغاية قتلهم.
تنص الايه انهم شهدوا ذلك "و أنتم تنظرون". هذا يستدعي شرح وتفصيل اكثر لنوع هذة الشهادة. هل يعني ذلك ان الأموات قادرين على الرؤية و الوعي؟

ملاحظة: الصاعقة في تفاسير المسلمين تشير الى نار من السماء شهدوا رؤيتها قبل ان تسبب في مقتلتهم. (تفسير السعدي)


{ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة : 56]
بعد قتلهم بالصاعقة السماوية، أعادهم الله للحياة لأجل ان يشكروه.
اتسائل كم من الوقت ماتوا وهل تعفنت الجثث و أعاد تكوينها؟ ام كان الامر لحظي كحالات الإغماء ؟ الله يحب سرد القصص بعشوائية دون التركيز على إيصال المعنى.

{وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ۖ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۖ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [البقرة : 57]
الله بعد ان أعادهم للحياة، رحمهم بالسحاب اللذي يحجب عنهم الشمس الحارقة.
ثم رزقهم بالطعام من المن (قيل العسل) و السلوى (طائر يشبه السمان او العسل نفسه). و صرح الله بعدها ان عمل بني اسرائيل لم يضره في شيء، إنما تسبب في ظلم أنفسهم، فالعقاب راجع عليهم.

{وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ۚ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة : 58]
الله يصر على على انه يريد ان يغفر لهم فهم شعبه المفضل، حتى بعد ان قال انهم ظلموا أنفسهم بجحدهم بنعمه.فأمرهم بدخول قرية ما ليأكلوا من خيرها بشرط ان: يدخلوها ساجدين و مستغفرين. هو بدوره (الله) سيغفر لهم خطاياهم السابقة و سيكافئ من يحسن عمله. أهداهم القرية بدون مراعاة امر سكان القرية الاساسيين. هل كانت قرية خاوية؟ ام ان الانانية اعمت الله ؟
ملاحظة: المسلمون يقولون ان المقصود بتفسير القرية هي مدينة بيت المقدس.( تفسير السعدي)

رداً على التفسير، الله لم يصرح بذلك في هذا الموضع وتركها للاجتهاد كالعادة.

{فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} [البقرة : 59]
فما ان دخلوا القرية حتى تسارع البعض منهم بتحريف كلامه المرسل لهم. فاشتد غضبه. فقرر الله ان ينزل عليهم عذاب من السماء، مرة اخرى، لأنهم لم يستمعوا لأمره. لم يفصل الله ماهية هذا الرجز (العذاب) السماوي. نلاحظ ان الغضب في شخصية الله يصاحبه عقاب قاسٍ جداً يصل للقتل.

ينتقل بعدها لقصة اخرى و يقول :
{۞ وَإِذِ اسْتَسْقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ ۖ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا ۖ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ۖ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} [البقرة : 60]

حين حل الجفاف و العطش، طلب بني اسرائيل من موسى ان يدعوا ربه ليسقهم. فاستجاب الله له و أمره ان يضرب بعصاه على الحجر. وكانت النتيجة إنفجار 12 عين. لكل قبيلة من بني اسرائيل عين واحدة خاصة لهم، رزقاً لهم من الله. ثم نهاهم عن الإفساد في الارض بعد ان بين لكل قبيلة عينها.
هذا الله له القدرة على ان يجعل عصا سحريه تفجر 12 عين من حجر واحد، لكنه لايستطيع ان ينقذ ملايين الأطفال حول العالم من بطش العطش؟
الآيات تثبت ان الله عنصري بشهادته على نفسه.

يكمل قصص نعيم بني اسرائيل:
{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ ۗ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ} [البقرة : 61]

بني اسرائيل طلبوا ان ياكلو شيء غير المن و السلوى (العسل و طائر يشبه السمان او العسل نفسه). و أشاروا للزراعة (الانسان يحتاج الى تنويع طعامه وإلا يصاب بنقص تغذية ولكن يبدوا ان الله لم يكن على علم بذلك). هذا اغضب الله لان عصاه السحرية تعمل فقط لإخراج الماء من الحجر و ليس الطعام. فقرر ان يعيدهم الى مصر ليزرعوا فيها.
و لكنه غاضب و لم يسامحهم على طلبهم الجريئ. هذا الغضب اطاح بمنزلة بني اسرائيل عند الله، ولم يعودوا شعبه المفضل. ليصبحوا محقرين، و تنزّل عليهم اللعنة حيث إنهم كأنو يقتلون الأنبياء المرسلة اليهم.ما احكمه... يقتل كل ال فرعون من أجلهم ولا يستطيع ان يوفق قلوبهم او يحمي رسله منهم ...

بالاضافة الى سرعة الغضب، الله يحقد لأسباب تافهه كمثل طلب الطعام المختلف.

ملاحظة:
المسلمون فسروا معنى (مصر) في الآية ان الله لم يقصد مصر بالتحديد، بل يشير الى اي مدينة غير قرية الأقصى يمكن الزراعة فيها (تفسير السعدي). كالعادة اله الطلاسم يحتاج المفسرين ليوضحوا مقصده.

ينتقل بعدها ليخبر ان كل من آمن به من اتباع محمد ومن يهود و نصارى و صابئين لهم اجر ذلك عند الله. ذلك من قوله:
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة : 62]

مرة اخرى الله لم يستطع ان يوضح مقصد رسالته. ذلك حيث، تفسير المسلمون لهذة الايه يخبر ان الله يقبل الديانات الاخرى فقط للأشخاص اللذين ماتوا عليها قبل بعثة محمد. اما من ماتوا عليها بعد بعثته لن يقبل منهم عملهم. (تفسير السعدي). إذاً الله اناني لم يفكر في البشر الموجودين في الجزر المعزولة بعد بعثة محمد.

بعد الفاصل السابق يكمل الله/محمد قصص بني اسرائيل ويخبر:
{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة : 63]
جعل الله جبل الطور معلق فوق بني اسرائيل. ثم اخذ عقد عهد معهم بان يتبعوا و يعملوا بما انزل اليهم في التوراة. نحن بحاجة مضاد الجاذبية اللذي يستخدمه اله محمد لتعليق الجبال في السماء. نرى هنا ان الله يحب تضخيم الأمور والتهويل.

في تفسير المسلمين الله يهددهم باسقاط الجبل فوق رؤسهم في حال عصيان اوامره. في تفسير المسلمين "ورفعنا جبل الطور فوقكم، وقلنا لكم: خذوا الكتاب الذي أعطيناكم بجدٍ واجتهاد واحفظوه، وإلا أطبقنا عليكم الجبل". تفسير السعدي

لكن بني اسرائيل لم يهمهم كلام او تهديد الله كما قال:
{ثُمَّ تَوَلَّيْتُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ ۖ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ} [البقرة : 64]
بني اسرائيل لم يلتزموا بالعهد. لكن الله رحمهم و لم يطبق الجبل المعلق عليهم. الله لديه شخصيه متقلبة فاحياناً هو سريع الغضب فيرسل الصواعق عليهم، و أحياناً يرحم ولا يرمي بالجبل المعلق فوق رؤوس مخالفيه. شخصية مضطربه نوعاً ما.

نرجع لسرد الآيات، يقطع الله حكاية الجبل ليقص حكايه اخرى:
{وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [البقرة : 65]
يوجه الخطاب لليهود في عصر محمد ويذكرهم بجرم بني اسرائيل في حادثة السبت، و كيف ان الله مسخ المعتدين على قوانين الصيد الى قردة. حقد الله يمتد لقرون فهو لم يتناسى مافعله بني اسرائيل و يوبخ به يهود عصر محمد.
أيضاً، من الواضح ان الله لايفقه علم الأحياء الطبيعية واستحالة تحول نوعية الى اخرى بلمحة البصر.
ملاحظة:
قصة تحريم الصيد و يوم السبت مذكورة في سورة الاعراف. (القرآن)

ثم يعلق و يقول على حادثة السبت:
{فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ} [البقرة : 66]
يتباهى بعقاب المسخ امام باقي القرى المجاورة ليخيفهم و يرهبهم. انه يحب نشر الرعب والتباهي بقوته اللتي تضاهي الطبيعة.

بعدها تبدأ قصة البقرة، ومنها استنبط اسم كامل هذة السورة:
{وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً ۖ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ۖ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [البقرة : 67]
حان وقت الأضحية!
صفة الغيرة في شخصية الله: من السائد عن جميع الاله انها تحب الأضحية، كذلك الله فهم ليسوا أفضل منه. لذلك، طلب الله ان تضحى بقره من اجله. فتعجب بني اسرائيل من الامر. فتسائلوا (و من منا لن يستائل) مشككين باستهزاء موسى بهم. لكن موسى اخبرهم بانه صادق وانه لا يمكن ان يكذب على الله. الله يريد بقرة، وهذا امر.

{قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَٰلِكَ ۖ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ} [البقرة : 68]
سأل بني اسرائيل موسى ماهي البقرة اللتي يريدها الله فالبقر يختلف. قال لهم موسى: ان الله يريدها لا مسنة و لا صغيرة بل متوسطة العمر. هذا الله سريع الغضب و عليهم بتنفيذ أمره وإلا أرسل عليهم العذاب كعادته!

{قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ} [البقرة : 69]

البقر ألوان ماذا لو احضروا البقرة الخطاء و غضب ؟
سأل بني اسرائيل موسى ان يستفسر من ربه ما لونها فقال لهم يريدها صفراء شديدة الصفرة تفرح الناظر اليها ..
و ماأكثر البقر الأصفر..

{قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ} [البقرة : 70]
فسألوه ان يسال الله ماهى صفات هذة البقرة ليساعدهم في عملية انتقائها. كيف لهم يميزونها عن الكم الهائل من البقر الأصفر؟

{قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَّا شِيَةَ فِيهَا ۚ قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ۚ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ} [البقرة : 71]
قال يريدها بقره مدللة. لا تعمل في الحراثة و لا السقاية. و لها جلد غير مرقع، اي لون واحد بدون بقع.

هذا الشرح سهل عليهم الامر. و قاموا بذبح البقرة أضحية لله. لكن الله لم يعجبه كثرة أسئلتهم، و اتهمهم بالمماطلة وأنهم لم يرغبوا في تنفيذ الامر مباشرة.

الله يحتاج لبعض الجلسات مع معالج نفسي ليقلل من حدة البارانويا (جنون الشك والاضطهاد) لديه.

ويسرد قصة مرتبطة بتلك الأضحية و يقول:
{وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ۖ وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ} [البقرة : 72]
بعد طول الشرح و الحديث عن تلك البقرة، ظهرت معطيات جديدة للقضية. احدهم، من بني اسرائيل، قتل نفس بدون حق. ولكن كل شخص بدا باتهام الاخر و اخلاء نفسه من القضية لكن هذا الله يتوعدهم ان يكشف أسرارهم ومايخفون. و يفضح القاتل. فهو قادر على اخراج الأسرار المكتومة!

{فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ۚ كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [البقرة : 73]

فطلب منهم ان يضربوا جثة الميت ببعضها والهاء هنا ضمير عائد على البقرة الصفراء (المسلمون يفسرون ذلك البعض بانه جزء من البقرة المذبوحة. راجع تفسير السعدي). و يخبرهم الله بان هذة هى طريقته لاحياء الموتى (هل جرب الطب الحديث الضرب ببعض البقر؟)
فضرب عصفورين بحجر أعاد الميت ليخبر من قتله، و اشهد معجزة احياء الموتى لبني اسرائيل حتى يهتدوا و يقتنعوا بانه الاله.

{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة : 74]
لا نعلم ان كان ضرب البقرة بالجثة اثمر نتائج إيجابية، فهو لم يصرح بالاحداث اللتي تليها في هذة السورة.
لكن، بني اسرائيل قرروا ان يجحدوا و يقسوا قلوبهم لدرجة اقسى من الحجارة.
الأحجار نفسها اللتي تتفجر منها الأنهار بأمر عصا موسى، و بعضها ينشق ليخرج الماء منه، والآخر يسقط من أعالي الجبال من خشية الله (الله يحتاج درس في الجاذبية وكيف تعمل).
ويؤكد لهم الله انه يعلم كل شيء، فهو يتجسس على كل أعمالهم. الله يتجسس لانه لا يثق بما يخفيه اتباعه.

بعدها يأخذ فاصل من سرد القصص ويقول:
{۞ أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [البقرة : 75]
حيث يعود هنا لمخاطبة اتباع محمد و يقول لهم: اتاكدتم الان بأنه يستحيل على اليهود ان يؤمنوا بدينكم؟. فلقد كان منهم تحريف في أوامر الله بعد ان انزلت اليهم. "لاتطمعوا في إيمان اليهود" هو تصريح الله بانه عنصري ضد اليهود بعد ما كانوا شعبه المفضل. لا بد ان كل تلك الأحداث جرحت أحاسيس الله هذا الله.

ماذا نستنبط عن شخصية الله من كتابه؟
في اختصار شديد، الله يميل الى شخصية السايكوباثي السادي، القتل بالنسبة اليه هو اسهل حل لأي شيء بغض النظر عن المقتول. كذلك، تطغى على سيكلوجية الله العنصرية أطباع من الشخصية النرجسية و المسرحية، مع بارانويا الشك. الله أيضاً متقلب المزاج، وتصرفاته غير متوقعه. اضافة لذلك هو قليل التركيز، لا يستطيع الربط بين سلسلة أفكاره اللتي يرغب في إيصالها و كلامه. وهذا الأخير يستدل عليه من تفاسير القرآن لدى المسلمين.

عذراً على الاطالة، اترك لكم مجال التعليق و النقد.

المصادر:
كتاب القرآن (المصحف المعتمد في مكة)
تفسير السعدي من موقع كتاب القران في السعودية http://quran.ksu.edu.sa
انسايكلوبيديا : القرآن
كتاب: فيليب خوري (2002) تاريخ العرب
ليون فيستنجر (1957) نظرية التنافر المعرفي



:: توقيعي :::
شهرزاد الحرة
  رد مع اقتباس
قديم 10-02-2015, 11:23 PM مُنْشقّ غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
مُنْشقّ
عضو عامل
الصورة الرمزية مُنْشقّ
 

مُنْشقّ is on a distinguished road
افتراضي

سيكولوجيّة الله في سورة البقرة، كما في باقي السور القرءانيّة، تشبه نفسيّة طفل صغير أنانيّ مشاغب و سيّء التربيّة، مجرّد انفعالات بشريّة يترفّع عنها الرجل الراشد فكيف بإله يزعم خلقه للأكوان و المجرّات.

مرحبًا بالقلم المتميّز!



:: توقيعي ::: الدينُ أفيون الشعوب.

“What can be said at all can be said clearly; and whereof one cannot speak thereof one must be silent”
  رد مع اقتباس
قديم 10-02-2015, 11:52 PM Mo2men غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [3]
Mo2men
عضو جديد
 

Mo2men is on a distinguished road
افتراضي

ممكن سؤال بسيط ؟
بما ان القرآن منسوخ من التوراه والانجيل
ياريت اعرف مين كاتبهم ؟
السؤال لكاتب الموضوع فقط



  رد مع اقتباس
قديم 05-22-2017, 07:44 PM حرة ابية غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [4]
حرة ابية
عضو جديد
 

حرة ابية is on a distinguished road
افتراضي

بدءا القران الجليل لم ينكر ان الامم قبل الاسلام كانت تعرف الله عز وجل
ثمّ انك تقول ((((من بعض هذة الادعاءات ادعائه ان الله خلق الارض أولاً ثم خلق السماوات السبع، وهو كما نعلم ادعاء خاطئ (راجع علوم الفيزياء الفلكية الحديثة). ))) فلماذا لم تحدد مرجعا نعود اليه؟ ولماذا لا تعود الى مراجع العلماء المسلمين في المسالة وتسمع قولهم فيما تقول؟؟
اخيرا اقول لك ان الفكر في الاسلام ليس حكرا على فرد ولا قيدا على شخص والتفاسير الاسلام دين تدبر وتفكر
قرع قلبي سؤال وانا اقرا الموضوع مشمئزة والحمد لله ان سر اشمئزازي و انقباضي عقيدة راسخة قبل ان تكون موروث حضاري ، سعدت جدا لما اتفق عقلي وقلبي على ان يجيبا معا اني ادافع عن عقيدة قد اكون ورثتها ولكني والحمد لله حرة ابية في تبنيها بعد بحث وتدبر
شكرا لكاتب الموضوع ان سنح لهذا السؤال فرصة ان يجاجني لادون هذه الحروف فتشهدوا لي بيها يوم القيامة



  رد مع اقتباس
قديم 05-23-2017, 04:16 AM خلوووود غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [5]
خلوووود
عضو برونزي
الصورة الرمزية خلوووود
 

خلوووود is on a distinguished road
افتراضي

سورة البقره كانت محاوله من محمد بجعل اليهود يعترفون به كنبي عليهم وواضح انه كان يتغزل بهم فعندما رفضوه قلب الطاوله فوق رؤسهم هههههههههههههههه



:: توقيعي ::: إن العقل الذي لا يتناقض هو العقل الذي قد مات.
عبد الله القصيمي
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
الله, البقرةقصة, اسرائيل, بني, سيكلوجية, سورة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
محمد ينقل خرافة عجوز بني اسرائيل، ( سارح بنت أشير) التي دلت موسي علي عظام يوسف. تهارقا العقيدة الاسلامية ☪ 10 06-11-2017 02:41 PM
خطأ في سورة البقرة سامي عوض الذيب العقيدة الاسلامية ☪ 1 12-21-2015 10:04 PM
خطأ في سورة البقرة سامي عوض الذيب العقيدة الاسلامية ☪ 2 12-21-2015 09:37 PM
نقص في سورة البقرة سامي عوض الذيب العقيدة الاسلامية ☪ 1 12-21-2015 09:37 PM
خطأ في سورة البقرة سامي عوض الذيب العقيدة الاسلامية ☪ 2 12-20-2015 10:33 AM