حديث ربكم ليس بأعور بين التدليل والتعليل !

[ترنيمه]

حديث ربكم ليس بأعور بين التدليل والتعليل !

عبدالله مطلق القحطاني
الحوار المتمدن-العدد: 4569 - 2014 / 9 / 9 - 11:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني

أولا ورد حديث صحيح ينفي أن يكون الرب صما ؛ حديث مروي عن أبي موسى الأشعري وفيه : أيها الناس إربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصما ؛ رواه البخاري ومسلم وفي مسند أحمد والنسائي وابن ماجه وأبو داوود ؛ وهذا الحديث واضح وظاهر الدلالة بأن الله ليس أصما ؛ وفي حديث آخر صحيح عن المسيح الدجال : إن الله ليس بأعور ؛ ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى ؛ كأن عينيه عنبة طافية ! وانتبه صديقي القارئ الكريم فالنبي الكريم محمد أشار إلى عينه وهذه الإشارة الحسية في رواية صحيح البخاري !! طبعا الحديث مروي بأكثر من كتاب من كتب الصحاح الستة عند أهل السنة لكن يكفينا أن نذكر أن الإشارة الحسية للعين البشرية مروية في أصح كتاب عند أهل السنة بعد القرآن الكريم ؛ وهنا يتضح لنا ووفق الحديثين الصحيحين أن الله تعالى هو جسم وجسد وله أذن لأن الصمم لا يكون إلا في الإذن وله عين يمنى وأخرى يسرى وفق الحديث الثاني وإشارة النبي لعينه إشارة حسية ولا يعنينا تبريرات السلف والخلف بل يعنينا متن الحديث وفق منطوقه وتبعا لمفهوم ظاهره ؛ إذن ما يزعمه السلفيون قديما وحديث في مفهوم الإيمان المسيحي في التجسد الإلهي كمبدأ يقبله العقل البشري براحة وأريحية موجود ابتداءا في نصوصهم وبدلالة أكثر نطقا وفهما وأن قضيتهم في واقع الأمر ليس في التجسد الإلهي من عدمه ! فهذه قضية ووفق نصوص الطرفين من المسلمين والمسيحيين على حد سواء محسومة سلفا ! بل قضية الاختلاف الجوهري محصورة في واقعة الصلب للسيد المسيح فحسب ! فالمسلمون متمسكون بنفي الصلب ليس لأنه يستحيل عقلا مثلا تجسد الله وموته على الصليب كفارة وفداءا وتطهيرا لخطايا البشر وفق الإيمان المسيحي ! بل لأن واقعة الصلب نفاها القرآن الكريم فحسب ! وكل دعاوي ومزاعم السلفيين بشأن قبول العقل لتجسد الله من عدمه مزاعم ساقطة تبعا للنصوص الإسلامية نفسها ! وأن لب الخلاف ينحصر بذات واقعة الصلب من عدمها !! والسؤال الكبير : المسلمون ليس عندهم من برهان عقلي أو تأريخي يعضد قولهم بنفي الصلب إلا ما ورد من نفي في القرآن الكريم وبالمقابل أهل الإيمان أنفسهم يملكون أدلة كتابية وتأريخية وبراهين عقلية والعجيب أن الطرفين في قضية التجسد أو جسد وجسم الإله وتبعا للنصوص لا إشكال عقلي يناقضه ؛ وهاك الإشكال التالي صديقي القارئ الكريم : القرآن الكريم نفى واقعة الصلب لكنه لم يفصل ولم يأت باسم من صلب عوضا عن السيد المسيح ولم ...ولم...ولم.. إلخ والقاعدة المعروفة تقول البينة على من ادعى !! فالمسيحيون لديهم أدلتهم الكتابية والعقلية والتأريخية ولم يقم أحد منهم ابتداءا بالإدعاء على أحد بما يناقض ما عنده ابتداءا !! لكن المسلمين ابتداءا هم من ادعى والمنطق السليم يقول : البينة على من ادعى ؛ والمسلمون مسلمون وكعادتهم تسليما مطلقا بما في القرآن الكريم لكن الإشكال عند غير المسلم أنه ابتداءا لا يؤمن بالقرآن الكريم والمسلم ابتداءا يستشهد منه ! وغير المسلم يأخذ عليه أنه يستند على صحة كلامه من أمر هو ابتداءا عند غير المسلم ليس بذي صحة ويحتاج بنفسه لأدلة تأريخية وبراهين عقلية وليست نقلية بأنه صحيح !! وهذه مشكلة المسلم .