شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > مقهى الإلحاد > ساحـة الاعضاء الـعامة ☄

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 06-20-2025, 03:19 PM ديانا أحمد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
ديانا أحمد
عضو برونزي
الصورة الرمزية ديانا أحمد
 

ديانا أحمد is on a distinguished road
4er333 الطبيب السوفيتى الذى اجرى جراحة لنفسه

صورة للطبيب السوفييتي (ليونيد روغوزوف) وهو يُجري عملية جراحية لنفسه داخل محطة "نوفولا زاريفسكايا" في القطب الجنوبي عام 1961. فما القصة؟ 🇦🇶

في مطلع القرن التاسع عشر، بدأت أنظار المستكشفين تتجه نحو الجنوب المتجمد، إلى أرض يلفّها الصقيع والغموض...وفي عام 1820، أصبحت بعثة روسية بقيادة فون بيلينغسهاوزن ولازاريف من أوائل من رأى القارة القطبية الجنوبية، ليُفتح بذلك فصل جديد في الجغرافيا البشرية. لم تكن تلك الأرض المجهولة صالحة للعيش، لكنها أثارت فضول العلماء والدول، فتحولت إلى ميدان للأبحاث الدولية ومسرح لتجارب بشرية في أقسى ظروف الأرض.

و بعد أكثر من قرن على اكتشافها، ومع اشتداد سباق النفوذ العلمي خلال الحرب الباردة، أنشأ الاتحاد السوفييتي محطة علمية في القارة القطبية الجنوبية تُدعى "نوفولا زاريفسكايا" عام 1961، حيث أُرسلت بعثة متكاملة شملت علماء ومهندسين وفنيين، وكان من بينهم شاب في السابعة والعشرين من عمره، يُدعى ليونيد روغوزوف، الطبيب الوحيد المرافق للبعثة.

في نهاية شهر أبريل من ذلك العام، بدأ روغوزوف يشعر بألم شديد في أسفل بطنه الأيمن، يتزايد مع الوقت ويصاحبه غثيان وارتفاع في الحرارة. و أدرك فورًا، من خلال خبرته، أن ما يشعر به ليس مجرد تعبٍ عابر، بل هو التهاب حاد في الزائدة الدودية، وهو مرض قد يكون قاتلًا إن لم يُعالج سريعًا.
لكنه لم يكن في مدينة يمكنه فيها الذهاب إلى المستشفى، بل كان في واحدة من أكثر مناطق الأرض عزلة وتجمدًا. لم تكن هناك طائرات آنذاك قادرة على التحليق بسبب العواصف الثلجية، ولم يكن في المحطة أي طبيب غيره.. ومع تدهور حالته، بات واضحًا أن عليه أن يُنقذ نفسه بيديه… أو يموت.

لذا في 1 مايو 1961، اتخذ قراره المصيري. قرر أن يُجري عملية جراحية لنفسه. جهّز غرفة صغيرة في المحطة، وجعل زملاءه يساعدونه فقط في تعقيم الأدوات ومناولتها، لكن دون أن يشاركوا في العملية نفسها، حيث وضع مرآة أمامه لرؤية الجهة اليمنى من بطنه، واستلقى نصف مائل، وحقن نفسه بمخدر موضعي.
و رغم فقدان التركيز عدة مرات وشعوره بالدوار والغثيان، نجح في شقّ البطن، ثم تحديد الزائدة المتقيحة، واستئصالها بدقة. بعد ساعة و45 دقيقة من الألم والتحدي، أنهى الجراحة وخاط الجرح بنفسه.
و بعد يومين فقط، تراجعت الحمى، واستعاد شيئًا من قوته. وبعد أسبوع، بدأ يمشي داخل المحطة، وخلال أسبوعين عاد إلى ممارسة عمله كأن شيئًا لم يكن... نجا روغوزوف، لكن قصته تجاوزت حدود الجغرافيا، وأصبحت رمزًا للعلم والشجاعة والإنسانية.

بعد ذلك عُرضت أدواته الجراحية لاحقًا في المتاحف، وأُدرجت قصته في كتب الطب كأحد أعظم أمثلة البراعة الطبية في ظروف ميدانية قاسية. لم تكن فقط قصة طبيب، بل قصة إنسان يواجه الموت بعقله وأدواته، في أقصى نقطة على وجه الأرض.




  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع