![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
عضو برونزي
![]() |
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=pfbid02u2W9ipwyrGgajrec7x EuWn2bCkAE9zd2YS4bDkCpN15DEnQhhLuAVFWM14bw3makl&id =61570580673358&__cft__[0]=AZX1CSkM5CmixeFjCf9PR0FzU-febzGswwNeV8yiuyqMvdNWrs8opKBYwgyJi8g-I2wzMNeUGKA752DDR6DRZdBUugjVD56PqaL6Nqxq6Dd0FOncq0 AhmrsX6FPOxrYHRfZZCdVcxiononnknoubhKEdx60NB4M6taQg jLPU4hAH4VL-F_8i6pYVrefQ21LLR2o&__tn__=%2CO%2CP-y-R
في عام 1974، داخل قاعة عرض بمدينة نابولي الإيطالية، وقفت الفنانة اليوغوسلافية #مارينا_أبراموفيتش صامتة تماماً. لم تتحرك، لم تتكلم، لم تقاوم. أمامها طاولة تحمل 72 غرضاً: بعضها رمزي ولطيف كالعسل والورد والريشة، وبعضها مؤذٍ وخطير كسكين، مسمار، سوط، بل حتى مسدس حقيقي وطلقة واحدة. هكذا بدأت واحدة من أكثر التجارب الفنية والنفسية إثارة للجدل في القرن العشرين: عرض الأداء المعروف باسم #Rhythm0 . تجربة لم تكن هدفها الاستعراض... بل فضح الإنسان. العرض: جسد مُسَلَّم وجمهور بلا قيد دعت مارينا الجمهور لاستخدام أي من هذه الأدوات معها كما يشاؤون، دون أي مقاومة منها، أعطتهم الحرية الكاملة. استمرت التجربة ست ساعات، خلالها قررت الفنانة التخلي تماماً عن إرادتها، لتصبح مجرد "جسم" في أيدي الآخرين. في البداية، تعامل الحضور بحذر، بدا عليهم الارتباك، البعض لمسها برقة، آخرون قدّموا لها الزهور أو أطعموا شفتيها حبات العنب. لكن شيئًا فشيئاً، ومع مرور الوقت وغياب أي رد فعل منها، بدأت الضوابط الأخلاقية تتآكل. التصعيد: حين سقط القناع عن الإنسان تحوّل الحذر إلى فضول عدواني، ثم إلى عنف سافر ، تمزقت ملابسها بالمقص ، جُرحت عند العنق بسكين، وشُرب دمها ، علّقها البعض على الحائط، أو حملوها عاريةً وسط القاعة ، وغُرِزَ السكين بين فخذيها في الطاولة، في مشهد موحٍ ومحفوف بالخطر. لكن اللحظة الأشد رعباً جاءت حين اقترب أحد الحاضرين من المسدس، ووضع الطلقة داخله، ثم ناوله إلى مارينا نفسها، وثبّت إصبعها على الزناد، ودفع يدها نحو رأسها كما لو أنه يختبر: "هل ستقتل نفسها ؟ هل ستقاوم ؟ ". هنا، كانت المسألة أكثر من استفزاز فني. لقد أصبحت رهاناً على الحياة والموت. الصمت الذي فضحهم جميعاً عند نهاية الست ساعات، تحرّكت مارينا لأول مرة، تمشي ببطء بين الجمهور، عارية، تنزف، والدموع في عينيها. لكنها لم تصرخ، لم تعاتب. فقط... نظرت في أعينهم فهربوا ، هربوا كالذين أدركوا فجأة أنهم لم يكونوا يشاهدون عرضاً، بل كانوا أنفسهم... العرض. هل نحن طيبون بالفطرة أم بالرقابة ؟ تجربة "Rhythm 0" فتحت باباً مظلماً على سؤال فلسفي قديم: هل الخير صفة فينا، أم مجرد قناع نرتديه أمام الآخرين ؟ ومتى نختار السكين بدل الريشة ؟ الرصاصة بدل الوردة ؟ هذا العرض، كغيره من التجارب مثل سجن ستانفورد أو اختبار ميلغرام، كشف أن الشر لا يحتاج إلى شيطان… بل إلى فرصة ، وأن الناس العاديين، حين يُعفَون من العواقب، قد يصبحون جلادين. مارينا تقول: " إذا منحتَ الجمهور سلطة مطلقة، لن تكون بعيداً عن الموت." ما قدمته أبراموفيتش لم يكن فقط أداءً فنياً، بل مرآة عارية لنفوسنا. في حضور الورد والسكين، كان يمكن للجمهور أن يختار الجمال… لكنه اختار الجرح ،وربما هنا تكمن عبقرية العرض: أنه لم يُظهر جسد امرأة مكسوراً، بل مجتمعاً مكسوراً من الداخل. |
|
|
|
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond