مَنْ دجَّنَ القطط لأوّل مرّة؟

[فينيق]

تكون القطط من أكثر الحيوانات شعبيّة في العالم, ولا يُنافسها بهذا الإطار سوى الكلاب. بالرغم من هذا, فهناك من يعتبر بأنّ القطط لا تكون مدجّنة بصورة كاملة, لكن في الواقع وفيما لو نشتري قط منزلي مع أبناء عمومته من النوع البرّي, سننتبه بالحال لقدرة القط المنزلي على الاندماج الكامل مع البشر. لكن هل سألت نفسك بلحظة ما: من هو الذي قام بتدجين القطط لأوّل مرة؟

التدجين الآسيوي للقطط

ظهرت فرضيّات عديدة تطال مسألة أصل تدجين القطط. كانت الفرضيّة الأكثر رواجاً, تلك التي شرحت تدجين هذا النوع من السنوريات وحددت حصوله لأوّل مرة في مصر القديمة ومنذ ما يقرب من 4000 عام. مع ذلك, غيّرت دراسة حديثة هذه المعطيات وحددت مكان التدجين الأوّل للقطط في الشرق الأقصى وفي الصين بالتحديد.

تم نشر تلك الدراسة في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences, وتناولت نتائج تحليل دقيق لعظام نموذجي قطط على الأقلّ معثور عليها في موقع Quanhucun الأثريّ, حيث أجريت اختبارات إشعاعية بنظائر كربونية ونتروجينية. أثبتت تلك الاختبارات بأنّ القطط تلك قد رافقت الإنسان منذ حوالي 5300 عام, أي قبل بكثير مما جرى تقديره بمصر القديمة.

كيف اقترب القط من الإنسان؟

بحسب أخصائيين علمياً بجامعة واشنطن, فإنّ القرى الزراعيّة بالصين, كما كان موقع بلدة Quanhucun, قد استرعت انتباه القطط بفضل وجود قوارض وحيوانات صغيرة أخرى قد عاشت وتكاثرت بها مستفيدة من بذور مخزّنة من قبل فلاحي المنطقة لاستهلاكها.

انتبه إنسان تلك المنطقة لتعاطي القطط مع تلك القوارض, وفهم الفائدة من وجودها معه, وشيئا فشيئاً توثقت العلاقة بينهما.

أثبت تحليل البقايا المعثور عليها بأنّ تلك القطط قد تناولت بعض الحبوب كالدخن, ما يدل على أن الفلاحين قد قاموا بتغذيتها. ومن الأدلة الأخرى على التدجين ربما, هو أنّ عمر أحد تلك القطط قد كان كبير نسبياً, ما يعني أنه قد عاش لفترة طويلة مع المزراعين بالمنطقة.

رغم حصول هذا الإكتشاف, فسيتوجب على القائمين بالدراسة: تحقيق اختبارات جينية لتحديد فيما لو كانت تلك القطط الصينية سليلة القطّ الليبي البرّي هو Felis sylvestris líbica والذي منه تحدَّرت غالبيّة قطط العالم المدجّنة, وقد عاش هذا القطّ في الشرق القريب, وفيما لو يجري إثبات تحدُّر القطط الصينيّة منه, فهذا سيعني بأنّ تلك القطط قد جرى تدجينها بمكان آخر وجرى إدخالها إلى الشرق الأقصى والصين بوقت لاحق.

النص الاصل بالقسم الأجنبي


تعقيبي


لا أحبّ القطط شخصياً .. لكن غالبيّة البشر تحبها وفهم تاريخ تدجينها يعطينا صورة عن نظرة الإنسان الباكرة للعلاقة مع هذا الكائن الحيّ .. ويبدو ان مناطقنا ربما تكون هي مكان التدجين الأوّل! شاكراً أيّ تصويب أو اضافة

[AdminMaster]

مقال جميل جداً

[الخاشع للإله]

كم احب القطط انا عندي 3 قطط اعتني بهن

[لينوفر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فينيق

تكون القطط من أكثر الحيوانات شعبيّة في العالم, ولا يُنافسها بهذا الإطار سوى الكلاب. بالرغم من هذا, فهناك من يعتبر بأنّ القطط لا تكون مدجّنة بصورة كاملة, لكن في الواقع وفيما لو نشتري قط منزلي مع أبناء عمومته من النوع البرّي, سننتبه بالحال لقدرة القط المنزلي على الاندماج الكامل مع البشر. لكن هل سألت نفسك بلحظة ما: من هو الذي قام بتدجين القطط لأوّل مرة؟

التدجين الآسيوي للقطط

ظهرت فرضيّات عديدة تطال مسألة أصل تدجين القطط. كانت الفرضيّة الأكثر رواجاً, تلك التي شرحت تدجين هذا النوع من السنوريات وحددت حصوله لأوّل مرة في مصر القديمة ومنذ ما يقرب من 4000 عام. مع ذلك, غيّرت دراسة حديثة هذه المعطيات وحددت مكان التدجين الأوّل للقطط في الشرق الأقصى وفي الصين بالتحديد.

تم نشر تلك الدراسة في مجلة proceedings of the national academy of sciences, وتناولت نتائج تحليل دقيق لعظام نموذجي قطط على الأقلّ معثور عليها في موقع quanhucun الأثريّ, حيث أجريت اختبارات إشعاعية بنظائر كربونية ونتروجينية. أثبتت تلك الاختبارات بأنّ القطط تلك قد رافقت الإنسان منذ حوالي 5300 عام, أي قبل بكثير مما جرى تقديره بمصر القديمة.

كيف اقترب القط من الإنسان؟

بحسب أخصائيين علمياً بجامعة واشنطن, فإنّ القرى الزراعيّة بالصين, كما كان موقع بلدة quanhucun, قد استرعت انتباه القطط بفضل وجود قوارض وحيوانات صغيرة أخرى قد عاشت وتكاثرت بها مستفيدة من بذور مخزّنة من قبل فلاحي المنطقة لاستهلاكها.

انتبه إنسان تلك المنطقة لتعاطي القطط مع تلك القوارض, وفهم الفائدة من وجودها معه, وشيئا فشيئاً توثقت العلاقة بينهما.

أثبت تحليل البقايا المعثور عليها بأنّ تلك القطط قد تناولت بعض الحبوب كالدخن, ما يدل على أن الفلاحين قد قاموا بتغذيتها. ومن الأدلة الأخرى على التدجين ربما, هو أنّ عمر أحد تلك القطط قد كان كبير نسبياً, ما يعني أنه قد عاش لفترة طويلة مع المزراعين بالمنطقة.

رغم حصول هذا الإكتشاف, فسيتوجب على القائمين بالدراسة: تحقيق اختبارات جينية لتحديد فيما لو كانت تلك القطط الصينية سليلة القطّ الليبي البرّي هو felis sylvestris líbica والذي منه تحدَّرت غالبيّة قطط العالم المدجّنة, وقد عاش هذا القطّ في الشرق القريب, وفيما لو يجري إثبات تحدُّر القطط الصينيّة منه, فهذا سيعني بأنّ تلك القطط قد جرى تدجينها بمكان آخر وجرى إدخالها إلى الشرق الأقصى والصين بوقت لاحق.

النص الاصل بالقسم الأجنبي


تعقيبي


لا أحبّ القطط شخصياً .. لكن غالبيّة البشر تحبها وفهم تاريخ تدجينها يعطينا صورة عن نظرة الإنسان الباكرة للعلاقة مع هذا الكائن الحيّ .. ويبدو ان مناطقنا ربما تكون هي مكان التدجين الأوّل! شاكراً أيّ تصويب أو اضافة

مقال ظريف قلب عليا المواجع وفكرني بقطتي اللي ماتت