![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
عضو عامل
![]() |
تحيّة لكم.
حينما ذكرت في إحدى مقالاتي المنشورة في جميع منتداياتنا، و في مجلة الملحدين العرب تحت عنوان ( قراءة نقدية في بلاغة القرآن ) بأنّ الضرورة الشعريّة الإنشائيّة كانت تفرض مضامين معيّنة على كاتب القرآن، فالرغبة في تنسيق القوافي و الرَوِيَّات، و توحيدها تفرض على كاتب القرآن اختيار كلمات تحمل نفس النهايات الحادّة صوتيّا، ممّا يعني بأن المعنى ينحدر إلى الدرجة الثانيّة من حيث الأهميّة مقارنة بالمبنى، و هذا ما نلاحظه كثيرا في القرآن. سأعطيكم بعض الأمثلة للتوضيح [ نَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ]، هنا رغبة واضحة في الحصول على مقاطع متشابهة صوتيّا في النهايات، لذلك قرّر الكاتب أنّ( ليلة القدر) التي تنتهي بكلمة على وزن فعْلٍ روِيُّها الراء، يجب و بالضرورة أن تتبعها جملة أخرى تنتهي بكلمة على نفس الوزن ( فعْل ) و بالرويِّ نفسه (الراء)، لذلك تجد أن ليلة القدر خير من ألف شهر، و ليس خير من ألف سنة مثلا، علما بأنّ القرآن عوّدنا استعمال السنوات و الأيّام أكثر كمقاييس للزمان. [ وما أدراك ما سقر، لا تبقي ولا تذر، لواحة للبشر، عليها تسعة عشر، وما أدراك ما سقر]، اخترت هذه الآيات لأنّها توضّح المثال بشكل أفضل، و المقصود في هذه الآيات هو الآية [ عليها تسعة عشر]، لا حاجة إلى التأكيد على أنّ اختيار تسعة عشر باعتبارها الخاتمة للآية ليس نابعا من واقعِ أن جهنّم فعلا يوجد فيها تسعة عشر ( شيئا)، فقط لأنّ هذه الخاتمة تتناسب مع ما سبق و ما ما سأيتي صوتيا، فكاتب القرآن قد وصل به حبّ القوافي و الروِيّات لدرجة إهمال قاعدة لغويّة أساسيّة في العربيّة و هي ذكر التمييز، و لمن لا يعرف ما هو التمييز فهو الجَملُ في جملة ( خمسون جملا ) و الكلب في جملة ( سبعون كلبا ) و الملائكة مقدّرة في جملة ( عليها تسعة عشر )، فالمسلمون يقولون إنّها تسعة عشر ملاكا، و لكن لماذا لم يذكرها القرآن لكي تكون واضحة ؟ فذكر التمييز بعد العدد ضرورة نحويّة، و لا يسع التقدير في هذا المجال لأنّ هامشه واسع، و يمكن أن نقدّر أنّها تسعة عشر عفريتا أو رقيبا أو غيرها من الأمور. هذه المقدّمة البسيطة لا بدّ منها، لأنّها مجرّد مدخل لظاهرة تسمُ القرآن وسمًا، فنلاحظ أنّ في الآيات التي تصف الجبال يوم القيامة، هناك لخبطة و تناقض تناحريّ حول أوصاف الآيات للجبال يوم القيامة. الهد والدك : " تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا " سورة مريم الآية 90 " وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة " سورة الحاقه الايه 14 ثم السير : " ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا " سورة الكهف الايه 47 " وتسير الجبال سيرا " سورة الطور الايه 10 " وإذا الجبال سيرت " سورة النبأ الايه 20 ثم التفتيت: " وبست الجبال بسا " سورة الواقعه الايه 5 - اي تفتت " وكانت الجبال كثيبا مهيلا " سورة المزمل الايه 14 - أي تصير ككثبان الرمل بعد ما كانت حجارة ثم جعلهم صوفا : " وتكون الجبال كالعهن " سورة المعارج الايه 9 " وتكون الجبال كالعهن المنفوش " سورة القارعه ما القارعه , الايه 5 - العهن الصوف ذو ألوان مختلفة، والمنفوش من النفش وهو نشر الصوف بندف ونحوه ثم بالنسف : " وإذا الجبال نسفت " سورة المرسلات الايه 10 ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا " سورة طه الايه 105 تلاحظون تأثّر كاتب القرآن بسجع الكهّان، لدرجة أنّه أغفل المضمون تماما، فتراه يدكّ الأرض بسّا، و يبسّها سيرا، و يُسَيِّرُها نسْفًا نسْفاَ ![]() لمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع، اقرأ مقالي ( قراءة نقديّة في بلاغة القرآن ). ![]() |
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| الرويّ, القرآن, القوافي, يهذي،, يعبد, كاتب |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| كاتب القرآن وأوهام المسلمين | النبي عقلي | العقيدة الاسلامية ☪ | 11 | 07-27-2018 12:45 PM |
| خلل في فهم واقع التوراة والانجيل من قبل كاتب القرآن | النبي عقلي | العقيدة الاسلامية ☪ | 27 | 07-21-2018 01:14 AM |
| خطئ اعجازي: كاتب القرأن كان يظن ان الارض والكون ساكنون | عدو الاسلام | العقيدة الاسلامية ☪ | 19 | 11-03-2017 05:13 PM |
| هل يستحق مثل هذا الاله ان يعبد ؟ | traveler | حول الإيمان والفكر الحُر ☮ | 22 | 05-28-2017 03:50 PM |
| الإنسان الضعيف يؤذي الإله العضيم | Yan | العقيدة الاسلامية ☪ | 9 | 02-23-2017 04:49 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond