عشرة أسباب تمنع الاقتناع بما يُسمّى: " علم الخلق

[فينيق]

إثر صدور قرار الحكم المسمى " محاكمة القرد "* في العام 1925, سنّ عدد من ولايات طوق الكتاب المقدّس في اميركا قوانين تمنع تعليم نظرية التطور في دروس العلوم. في الواقع, كانت اهم تبعات هذا القرار: انخفاض مستوى نوعيّة التعليم في الولايات المتحدة. لكن إثر بدء الدراسة الفضائيّة من قبل السوفييت, حيث اطلقت موسكو أوّل قمر صناعي في العالم: قد اجبر الاميركان على بذل جهود مُضاعفة على الصعيد العلمي ليتم احراز التقدّم. هذا بدوره قاد الى انقلاب نوعيّ في الموقف المُضاد لتعليم نظرية التطور في كامل الولايات المتحدة. لكنّ هذا لم يحظَ بالقبول من بعض الجماعات الدينية المتطرفة, ولهذا حاولوا ادخال نوع جديد من التعليم أسموه " علم الخلق " في دروس العلوم, ومحاولة صبغه بلون علمي. إنّ فكرة انشاء " معهد البحث الخلقي ICR " لا تكون أكثر من ترجمة خاصة لبعض اجزاء من الكتاب المقدس.

وإليكم 10 أسباب تمنع اعتبار هذا النظام التعليمي: منظومة علمية أو علم, وهي بالتوالي:

أولاً: لا يمتلك قاعدة عمل علمي

علم الخلق: لا يكون علماً, لانه لا يقوم على منهج علمي بأيّ من معطياته, لا يقبل أيّ مراجعه نقدية لحٌججه. المنهج الوحيد الذي يستخدمه: نقد النقاط المفهومة بشكل مغلوط لمختلف النظريات العلمية, موفراً بديل دون أيّ إسناد تجريبي, حيث انها غير قابلة للمساءلة وتلتقي كليّاً مع قصص الكتاب المقدس. لا تخضع خلاصاته للمساءلة ولا يوجد أي اختبارات ولا حوادث يمكن ان تنتج: وهذا أمر ضروري ولا غنى عنه في المنظومة العلمية.

ثانياً: لا يكون علماً, لأنّه شأن عقائديّ

في العلم لا وجود لعقائد ثابتة, وهذا أمر متوفر بالاتجاه الخلقيّ غالباً, كما في حالات مثل: عمر الارض, خلق منفصل للانواع, الطوفان الكوني ... الخ.

ثالثاً: نظرية علمية لا تصمد دون أدلة

لا تقدّم فرضية " علم الخلق " أيّ دليل يدعمها, فحتى لو ثبت مستقبلا وفق الادلة أن نظرية التطور خاطئة, فهذا لا يشكّل دليل على صحّة الخلق. في العمل العلمي, دحض نموذج لا يعني صدق النموذج المُعاكس.

رابعاً: يكون " علم الخلق " ثابت أو سكونيّ

لا يكون علماً لانه لا يسمح بحصول تقدّم, حيث ان كل شيء ثابت وفق ما ادلى به بعض الانبياء منذ ما يقارب 2000 عام. لا يحتمل: أي تغيرات ولا تقدّم, لا يسمح بخطوط بحث جديدة, لا يدعم طروحات جديدة ولا أي افتراض قد يناقض كتابه المقدس. بينما يساهم العلم بتقدّم معارفنا, الخلق يجمدها تماماً.

خامساً: غير متماسك على الصعيد العالمي

يتوجب على النظرية العلمية ان تكون متماسكة و تلقى قبولا عالميا. فعند رفض سلسلة من الوقائع المُثبتة, سواء في حقل البيولوجيا, كما في الكيمياء , الفيزياء وعلم الفضاء, يقوم الاتجاه الخلقيّ باجبارنا على رفض القسم الاكبر من معارفنا العلمية, مثل الهندسة الصادرة عن البحث العلمي, هندسة سمحت لنا بين اشياء كثيرة: بامتلاك طاقة رخيصة, صنع ادوية فعالة, بناء آلات واجهزة الكترونية متطورة أو الخروج من النظام الشمسي.


سادساً: " علم الخلق " لا يمتلك قدرة تنبؤيّة

يتوجب على النظرية العلمية القدرة على تحقيق تنبؤات. يفتقد الاتجاه الخلقيّ لهذه الميزة, فهذا الاتجاه ذو طابع فلسفي. يكون غير قادر على تحقيق نبوءات قابلة لاختبار وفق طروحاتها. تماما كوجود استحالة كليّة بالحصول على علاقات وقوانين عامة, انطلاقاً من الظواهر " المدروسة كما هو مُفترض ".

سابعاً: النفي المنهجيّ

معارضة أو نفي فاقد للأدلة, لكل ما يناقض طروحاتهم, فهم ينفون عمليا كل ما يتصل بتقنيات التأريخ سواء جيولوجية أو فيزيافلكيةكونها لا تتفق مع رؤيتهم. من المثير انهم يدعمون تلك التقنيات عندما تحاول اثبات عمر ضريح أحد الكهنة أو القديسين أو عمر لباس أيّ من تلك الشخصيات القداسية!!

ثامناً: أقدام في الوحل

يمتلك الاتجاه الخلقي قاعدة تاريخية – علمية, تتوخى اعادة احياء اساطير وقصص شعبية, تمّ تكييفها لتأكيد الاكاذيب, مثل: مركزية الارض, قيمة بي مساوية ل 3** , طوفانات مستحيلة الحصول .... الخ.

تاسعاً: لا يمتلك قدرة تفسيريّة

لا تُعطينا قصص سفر التكوين أيّ فكرة عن التنوع عند الكائن البشريّ ولا عن نشوئه اعتباراً من زوج واحد. كذلك لا يمكنه تفسير الارتباط الجيني لكل الانواع الحيّة.

عاشراً: بلا علم

سيكون " علم الخلق " : أول علم لا يحتوي على نشاط علمي!!!: فالخلقيين لا يقوموا بأيّ ابحاث من أيّ نوع, بأيّ جامعة أو مختبر معروف. منشوراتهم لا تتعرّض لأيّ مراجعة من قبل أيّ جهة علمية بحثية, كما انهم لا ينشرونها في مجلات علمية معروفة. لا تمرّ طروحاتهم إلا في مدارس, معاهد او جامعات دينية فقط, او في متاحف يديرونها هم فقط, كما في المعابد الدينية.



هوامش

* يمكن القراءة عن هذا القانون بالانكليزية, هنا:

http://en.wikipedia.org/wiki/Scopes_Trial

** كنت قد ترجمت شيء يخدم توضيح الفكرة اعلاه:

في الكتاب المقدس يتم التأكيد على أنّ π تساوي 3 { سفر الملوك الاول, 7,23}, ما يدفعنا لتعليمه في دروس الهندسة لتكون صحيحة, لماذا تعتقد حضرتك بأن المباني لا يمكنها تحمّل الزلازل؟ لانها غير مصنوعة مع القيمة الحقيقية ل π !!! فيما لو أنه يتم بناؤها مع قيمتها المساوية 3, فالابنية ستكتسب الصلابة بفضل النعمة الإلهية التي من شانها أن تحميهم من كل شرّ, مؤسسة في أن ال3, تكون الرقم الدال على الثالوث!! وانه بفضله المباني ستبقى محميّة ضد كل الشرور.

بالاضافة, لأنّ القيمة المُعتمدة حالياً ل π { هي 3.14 } يكون رقماً بشعاً, صعب التذكُّر وتقريبيّ!!, نعم صديقي القاريء, يكون صحيحاً, بأنهم لا يرغبون بأن يُعرف هذا, لكنه صحيح, القيمة الحقيقية التي يعتمدوها هم ل π تكون مجهولة, كيف يمكن لهؤلاء المتحدثين لنا عن العلم, القول بأن رياضياتهم تكون مضبوطة وصحيحة, دون ان يعرفوا قيمة هذا العدد؟ كيف يمكنهم بناء اشياء متماسكة وهم لا يمتلكون دقّة في القياس؟ بالمقابل الله بمعرفته المطلقة, يجعله مساوياً ل3 كي لا يكون هناك تقريبات ويمكن ان يكون صحيحاً دقيقاً كل شيء دائريّ, آمين اخوتي اللذين أكلمكم بما انكشف لي, والواقع أنّ π مساوية 3, بمثابة دليل جميل على وجود الله والثالوث, هكذا يرفضه العميان ذوي العقول المغلقة, اللذين لا يرون أبعد من أنوفهم, وهم غير قادرين على تحطيم عقائدهم. الثناء للربّ في كل آن وإلى الأبد!!

الهوامش منقولة .. يُرجى التدقيق


النص الاصل بالقسم الأجنبي


تعقيبي


يمكنني اعتبار النص أعلاه كنقد مًكثّف للخلقيين والتصميميين! أشكر أيّ تصويب أو إضافة