بيان حزب العمل الشيوعي حول الأحداث الجارية في سوريا

[mystic]

بيان
. الخبز للشعب... والحرية أيضاً
. ***
تشق الاحتجاجات اليوم سكون الصمت المكتوم.. وظهر الشعب السوري للحائط، ولا معين له سوى نفسه.
فلقد اوصل النظام شعبنا إلى حافه الجوع بعد أن اتبع سياسات اقتصادية ليبرالية أفقرت الطبقة الوسطى ثم دخل في حرب أهليه أنهكت المجتمع وأوصلت الشعب السوري برمته (96%) الى حالة الجوع الحقيقي والمهانة الحقيقية! واكتمل كل ذلك بانقطاع الكهرباء والمحروقات والغاز وانهيار سعر الليرة السورية بينما يراكم زبانية النظام وتجار الحرب وأمراء التهريب الثروات من الإتجار بالمواد الغذائية والمخدرات والكهرباء والمحروقات والغاز والماء وفرض الاتاوات والخوات على أبناء الشعب، هذا ناهيك عن القمع والاستبداد وإخراس المواطنين بتسليط أجهزة الأمن على رقاب البشر، وكتم انفاسهم منذ خمسين عاماً، توجتها السنوات الاثني عشر الأخيرة حيث قتل نصف مليون سوري، وسجن واختفى في السجون نصف مليون آخر، ودمرت المدن والقرى بالبراميل المتفجرة، وتم تهجير ولجوء نصف سكان سوريا إلى دول الجوار وإلى المناطق الاخرى في الداخل!
وجاء أخيراً رفع الدعم عن المحروقات، ورفع أسعار الخبز ليدفع مواطنينا في السويداء ودرعا للتحرك ورفع الصوت، ولو كانت القبضة الأمنية مختلفة في بقية المدن لما رأينا مدينة او بلدة او قرية إلا وخرجت محتجة صادحة بضرورة تأمين متطلبات العيش الكريم وضرورة تغيير سياسي حقيقي ينقذ البلاد من هذا الأتون المدمر.
نقف اليوم مع حراك أهلنا في السويداء دون لبس، وحقهم في التظاهر والاحتجاج على انهيار الأوضاع المعاشية، وكذلك مطالبتهم برحيل نظام الحزب الواحد، والرأس الواحد، والانخراط الجدي في الحل السياسي، وتطبيق القرار الدولي 2254 دون إبطاء أو مساومات ممجوجة كما درج على ذلك ممثلو النظام منذ سنوات في جنيف!
نحيي وعي المحتجين وابتعادهم عن أي تخريب، فمؤسسات الدولة ملك للشعب السوري وليست ملك لأي نظام. كما نحيي وعيهم في الابتعاد عن التسلح او مطالبة الخارج بالدعم والتمويل فالثورات الوطنية لا تمولها أنظمه استبدادية هي من صنف النظام السوري نفسه، وتابعة مثله للمراكز الإمبريالية المعروفة.
وفي سياق تأييدنا لحراك مواطنينا في السويداء وقراها وتظاهرات درعا المتواصلة لا نعدم الوسيلة لتسجيل عدة نقاط نظنها في صالح امتداده الى المناطق السورية الأخرى:
• ضرورة تشكيل قيادة للحراك، وعدم ترك العفوية تسيطر عليه، وهذا يمكن أن يوجهه ويحدد أهدافه القريبة والبعيدة، ويصونه في المفاوضات، ويحميه من مشاريع التقسيم، ويبعده عن الانحراف إلى اجندات خارجية مثلما حدث في ثورة الشعب السوري عام 2011.
• نسجل للمؤسسة الدينية انضمامها إلى الحراك، رغم تعدد رؤوسها، ودرجات الاختلاف بينها، دون السماح لها بالسيطرة عليه وقيادته، وهي المعتادة على المساومات غير المبدئية، فهذا الحراك مطلبي - سياسي وليس حراكاً دينياً.
• الاعتماد على رفع اللافتات فقط خاصة وأنها للآن ركزت على القضايا المطلبية والسياسية المحقّة، والكف عن رفع الاعلام الطائفية. كذلك الابتعاد عن العلمين الأحمر والأخضر، وإن كان لابد من علم فاعتماد علم جديد جامع يتضمن في منتصفه خارطة سوريا.
بعد كل ذلك
يتطلع الشعب السوري إلى حراك واسع في كل المدن، حراك وطني، حراك ديمقراطي، يهدف للوصول إلى دولة عدالة ومواطنة، حراك جماهيري بعيداً عن السلاح والتمويل الخارجي وتجار الدين، والمذهبيات، ومشاريع التقسيم، حراك يعيد للشعب السوري كلمته وكرامته ووحدته وتنوعه ولقمة عيشه، ويرفع الى اعالي السماء كلمة: حرية
. حزب العمل الشيوعي
. 27/8/2023