عقوبة السجن لمدة 10 سنوات: التهمة – الرقص في أحد شارع مملكة الظلام!

[المسعودي]

الخبر:
حكم "القضاء الإيراني!" على شابين "خطيبين" بالسجن لمدة أكثر من 10 سنوات لكل واحد منها لأنهما قاما بنشر فيدو يرقصان فيه في الشارع!
وقد صدر هذا الحكم بعد أشهر من اعتقالهما من قبل المخابرات الإيرانية.
1.
لقد بدا هذا "الخبر" بالنسبة للعالم أمراً لامعقولاً ومنافياً للمنطق البشري السليم.
وإذ يحق لمن لا يعرف مملكة الظلام أن يندهش لمثل هذا الخبر، فإن مملكة الظلام مستعدة هي الأخرى للاندهاش بسبب "اندهاش" الآخرين.
ومن المؤكد أنها سوف تتهم الاستعمار والإمبريالية والصهيونية بكونها وراء هذا "الاندهاش"!
2.
فالزوجان الفتاة Astiyazh Haghighi وخطيبها Amir Mohammad Ahmadi [كلاهما في العشرين من العمر] قد تحديا مملكة الظلام الإيرانية.
وهنا يبدو التحدي غامضاً وملغزاً:
هل لأنهما قد "رقصا"؟!
أمْ لأنهما قد رقصا في "مكان عام"؟!
إمْ لأنهما قد قاما بـ"عرض" فيديو الرقص عل "الملأ"!
3.
إنَّ مثل هذه الحيرة والغموض تتبدد عندما يعرف المرء أنَّ مكان الخبر هو إيران؛ وأنَّ القوانين المطبقة هي من وحي عقيدة نظام "ولاية الفقيه" الاستبدادي.
ولهذا فإنَّ هذا الحكم المنافي لأبسط مظاهر منطق وفلسفة القوانين السائدة في العالم سيجعل من سبب الحكم واضحاً وجلياً للعيان:
لا تكمن "الجريمة!" في الرقص ولا الرقص في الشارع ولا عرض الفيديو في الانترنت فقط.
إنَّ "الجريمة" الحقيقية تكمن في التحدي الذي عبر عنه الشابان والذي يختفي خلف جميع هذه الأفعال.
إنه تحد لسخف القوانين الإيرانية التي يمكن العثور عليها في كل فقرة من "دستور الجمهورية الإيرانية". فإيران قد "بزَّت" في صفاقتها الدستورية صفاقة جميع ممالك الظلام العربية واللاعربية التي جعلت من "الإسلام!" ديناً للدولة. فكما كان دستور الدول الاشتراكية ينص على أنَّ "للحزب" الدور القائد [وهكذا دستور حزب البعث في العراق وسوريا مثلاً] فإنَّ "الدستور" الإيراني يمنح "الفقيه" صلاحيات قانونية ودينية مطلقة وغامضة بغموض العقيدة الشيعية وبالتالي فقد تم نسف الدستور من الأساس.
4.
لقد صدرت أحكام عقوبات لامعقولة في حق الكثير من المواطنين الإيرانيين الذين لم يفعلوا شيئاً غير التعبير عن رفضهم لدولة الاستبداد وتطلعهم إلى حياة ديموقراطية طبيعية.
ولهذا فإن أهداف هذه العقوبات "القضائية!" هو محاولة كتم أفواه الرافضين والحد من اتساع المعارضة الديموقراطية بين الشباب الإيراني سعياً لتدميرها وقتلها في المهد.
ولكن كما يرى الكثير بأنَّ هذه العقوبات لم تفعل شيئاً غير أنها تسكب الزيت على النار.
فكل قرار حكم مجحف وسخيف يجلب معه موجات جديدة من أصوات الاحتجاج في المجتمع الإيراني الذي وصلت معاناته من الاستبداد الشيعي [الذي لا يختلف عن السني إلا باللون] حداً بحيث جعل الناس يفرحون للقصف الإسرائيلي الأخير لمنشآت التصنيع الحربي الإيراني!