![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
باحث ومشرف عام
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
الطريق الثالث بين التأليه والإلحاد:
لا يتطابق مفهوم التاو مع أي مفهوم نعرفه عن الألوهة المفارقة، الخالقة للعالم والمتحكمة به عن بعد، ولا مع أي قانون مفروض على العالم من خارجه، بل هو الخميرة الفاعلة في الكون من داخله، والنظام الضمني الذي يدفع صيرورة عمليات الطبيعة، من هنا فإن هذا المفهوم يتفق مع التصورات الفلسفية والدينية الصينية، التي لا تنظر إلى الكون باعتباره ناتجاً لفعالية ملك سماوي، بل ترى فيه ما يشبه الجسد الحي الذي تعتمد وظائفه على بعضها وفق تلقائية طبيعية مغروسة في صميمه. فالصينيون عبر تاريخهم لم يأخذوا مفهوم الألوهة المشخصة المفارقة للعالم بشكل جدي، ولم يكن لديهم تصور واضح عن إله يتربع على عرش الكون كما يتربع الإمبراطور على عرش سلطانه. ورغم أن الميثولوجيا الصينية حافلة بالآلهة من شتى الأشكال والأنواع والاختصاصات، إلا أن هذه الآلهة لم تكن في حقيقتها إلا أسلافاً أسطوريين رفعهم الخيال الشعبي إلى مراتب عليا وقدسهم وأقام لهم المعابد. وتظهر السير الأسطورية لهؤلاء الأسلاف كيف ابتدأ أمرهم كرجال صالحين على الأرض، وكيف تم تأليههم وعبادتهم فيما بعد. ومما يلفت النظر في أمر الآلهة الصينية على كثرتها، أنها لا تظهر كشخصيات ذات كيان محدد ووظيفة دائمة، بل ككيانات شبحية غير واضحة الملامح تكتسب قوتها من قوة المنصب الذي تشغله. ذلك أن الوظيفة الإلهية هي الثابتة، أما شاغلوها فمتحولون ومتنقلون، ففي كل إقليم من الأقاليم الصينية العديدة يجري توزيع الوظائف والاختصاصات (مثل تصريف الرياح وقدح البرق وإنزال المطر... إلخ) بين الآلهة الصينية نفسها بشكل مختلف عن الإقليم الآخر. وقم يتم في إقليم معين ترفيع إله إلى مقام أعلى من مقامه في إقليم آخر، أو تخفيض مرتبته، أو حتى صرفه من الخدمة نهائياً. أما المصدر الحقيقي لقدرة الآلهة الصينية، فهو مفهوم مجرد عن الألوهة يتمثل في قوة السماء التي يدعونها تي - يين، والتي عبدت في الصين منذ أقدم عصورها. ويرى كونفوشيوس، وهو أكثر المفكرين تأُثيراً في الثقافة الصينية القديمة، أن إرادة السماء إنما تفعل من خلال عناية متضمنة في صلب نظام الطبيعة لا من خارجها. ويقابل هذا النظام الطبيعي، عنده، نظام آخر يسود على المستوى الإنساني في المجتمع هو القانون الأخلاقي. من هنا فإن انسجام الفرد مع إرادة السماء الفاعلة في الطبيعة،لن يتحقق إلا بمراعاة النظام الأخلاقي الذي يشكل انتهاكه خطيئة بحق السماء. وكان الاسم الذي يطلق على ألوهة السماء هذه، في عهد أسرة شانغ (1500 - 1100 ق.م) هو شانغ-تي، الذي يعني الحاكم الأعلى. والتسمية هنا مجازية، لأن هذه الألوهة السماوية لم يكن لها كيان شخصي محدد، وإنما جرى تصورها كقوة تشغل الجهة العليا من قبة السماء، وهي أبعد ما تكون عن مفهوم الإله الأعلى المسير للكون، لأنها لا تتمثل في شخصية إلهية معينة، ولا تتصل بالناس عن طريق رسل يشرحون مقاصدها في عالم البشر ويوصلون إليهم شرائعها. فإذا أراد الناس التواصل مع الإرادة الإلهية عمدوا من جانبهم إلى تقنيات الاستخارة والتنجيم وما إليها (يضاف إلى ذلك ما تستطيع الخبرة الصوفية الفردية تحقيقه في هذا المجال). ومنذ حكم أسرة تشوس (بعد عام 1100 ق.م)، تم إطلاق اسم تي - يين على هذه الألوهة الكونية. والاسم في الأصل يعني: مسكن الروح الكبرى. ولكنه استخدم هنا للدلالة على القوة العظمى التي تعتلي هرم القوة الجزئية في الكون، والتي بقيت مدار المعتقد الصيني حتى القرن الثاني عشر الميلادي. فإذا جردنا مفهوم التي - يين، أو قوة السماء، حتى من القبة الزرقاء التي اعتبرت أحياناً مظهرها المرئي، فإنها تلتقي مع مفهوم التاو الذي لعب الدور الأهم في تاريخ الفكر الديني والفلسفي الصيني منذ البدايات المبكرة لتاريخ الصين. - منقول بتصرف من مقدمة فراس سواح لترجمته لكتاب التاو |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [2] | |
|
عضو برونزي
![]() |
اقتباس:
برايي هذه الفلسفة ساقطة لان الكون يتنوع بين خير و شر،فهنا الاله يصبح متناقضا |
|
|
|
|
رقم الموضوع : [3] | |
|
باحث ومشرف عام
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
اقتباس:
ولا ارى تناقضا في جمع الخير والشر هنا لأنهما سيصبحان وجهين لكيان واحد. يمكن للذات الواحدة أن تجمع عدة صفات وعدة وجوه. |
|
|
|
||
|
|
|
رقم الموضوع : [4] |
|
عضو برونزي
![]() |
كيف يمكن لكيان ان يتجسد في جسد شخصين احدهما يحب الشر و الاخر يحب الخير
|
|
|
|
رقم الموضوع : [5] |
|
عضو ذهبي
![]() |
تحية طيبة :
شكرا لصديقي الوثني الجميل على الموضوع , كنت أكتب في المنتدى سابقا بمعرف Taoist قبل أن اطلب من الادارة تغييره الى ميستك ... لو تأملنا الرمز الشهير لل ين-يانغ سنجد طريقنا لفهم جانب مهم من فلسفة لاو تسو, داخل الخير هناك شر و داخل الشر هناك خير , داخل الموجب يوجد سالب و داخل السالب يوجد موجب ... الى آخر ثنائيات هذا الكون. و سنجد أن الفاصل بين القطبين خط منحني , على خلاف ما اتخيله لواردنا رسم الرمز بفلسفة الاديان الابراهيمية , ستكون النتيجة دائرة يقسمها خط مستقيم لنصفين ابيض و اسود... حلال و حرام .. ايمان و كفر... انصح المهتمين بمراجعة الترجمة الثانية للتاو ترجمة هادي العلوي للاستزادة ... |
|
|
|
رقم الموضوع : [6] |
|
باحث ومشرف عام
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
شكرا للمداخلة ميستك، وتسرني عودتك إلى المنتدى
وذكرني هذا بموضوع لك منذ شهور حول الإرادة الحرة آليت نفسي أن أعلق عليه حين تعود على فكرة أنا أميل للربوبية والعرفان بعض الشيء مؤخرا ويبدو أنني سألحق بك قريبا لول |
|
|
|
|
| الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ القط الملحد على المشاركة المفيدة: | mystic (12-24-2022) |
|
|
رقم الموضوع : [7] | |
|
باحث ومشرف عام
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
اقتباس:
أو ربما يجب الاعتراف بإله متبعض له أجزاء فالشر من بعضه والخير من بعضه |
|
|
|
||
|
|
|
رقم الموضوع : [8] |
|
عضو برونزي
![]() |
ماذا تعني بالضبط بمظهر الاله؟ و ايا كان اليس هذا المظهر الا انعكاسا لماهية الاله نفسه؟الا لو كان هنالك فاصل بين هذا المظهر و الماهية تفسها و حينها ينفصل الكون عن الإله
|
|
|
|
رقم الموضوع : [9] |
|
باحث ومشرف عام
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
اعطيك مثال
لنفترض أن الموجود الأول هو الحيز/الفراغ (يعني نسيج الزمكان) والطاقة (وبالتالي المادة أيضا) مجرد تذبذبات في نسيج الزمكان مثل الثنية في الملاءة تخيل أن لديك ملاءة محصورة في مساحة أصغر منها، بحيث كلما أزلت ثنية ظهرت ثنية أخرى تساويها ولا يمكن إزالة كل الثنيات. بعض التصورات الفيزيائية ترى أن هذا هو سبب حفظ الطاقة فكلما حاولت إفناء ثنية من نسيج الكون ظهرت ثنية أخرى بشكل ضروري. الآن في هذا التصور لا يوجد وجودا حقيقيا إلا الفراغ، وكل الظواهر الطبيعية التي تراها هي مجرد ثنيات للفراغ ترتبت بطرق معقدة بحيث تعطيك كل هذه الأشكال والألوان والأحجام. النجم مثلا يبدو كتلة قائمة بذاتها، لكنه في الحقيقة مجرد ثنيات كونت الطاقة وهذه الطاقة تكتلت في هيئة ذرات هيدروجين ثم تجمعت في جرم سماوي عملاق وبدأت تتفاعل لإنتاج الهيليوم وإصدار الانفجارات النووية. بالمجمل كل هذه الظواهر مجرد ثنيات في نسيج الزمكان وبسببها تتكون الكتلة والجاذبية (التي هي مجرد انحناء في نسيج الزمكان يجذب الأجسام إلى بعضها) واللون (اللذي هو مجرد موجات ضوئية أي طاقة أي ثنيات ودماغك يترجمه إلى لون) والحرارة (التي هي أيضا مجرد طاقة) وهكذا. في هذا التصور، الموجود الاساسي المطلق هو الفراغ، والباقي كله مجرد مظاهر له. |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [10] |
|
عضو ذهبي
![]() |
يعني سأكسبك إلى صفي , و لكن غالباً تحول كهذا لن يكون مقبولاً من الإلحاد الأرثوذوكسي القويم , و من يبتغ غير الإلحاد صرفاً فلن يقبل منه و هو في الطبيعة من الضالين , على كل بعض التأني لا يضر قبل الدخول في عوالم ابن عربي و ملا صدرا , و أنت و للعجب مما قرأته لك دخلت العرفان من باب الفيزياء و الكونيات (( كلامك عن الوعي و المادة في موضوع الزميل هوقاس))
|
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond