شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في الإلحاد > علم الأساطير و الأديان ♨

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 07-25-2014, 03:38 PM الشخرستانى غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
الشخرستانى
عضو نشيط
الصورة الرمزية الشخرستانى
 

الشخرستانى is on a distinguished road
افتراضي حول ألأديان ألسماوية وغيرها ـ بقية

ألأخوة ألأعزة أرجو ألإنتباه مرة ثانية أن هذا ألموضوع مقتبس من رسالة شخصية وليس بحث علمي فأعتذر مسبقاً عن ماقد يكون فيه من أخطاء في ألشكل أو المضمون .
أختي ألحبيبة ألكون ألذي نعيش فيه وُلِد قبل حوالي 17 مليارد سنة من سنواتنا ألحالية ( أي فترة دوران ألأرض حول ألشمس ) ، وألعلماء في فيزياء ألفلك يدرسون ويعلمون كل لحظات تكون هذا الكون ويحسبون ألتغيرات ألتي جرت فيه كل واحد من عشرة ملايين جزء من الثانية منذ ألبدء . ومن ألممكن أن تتكون من كوننا هذا أكوان أخرى وبالعكس ، كوننا تكون في أكوان آخرى ، ولكن ألمسألة في أنّ ألأبعاد ألأربعة (س ،ص ، ع ، ت ) هنا لا تكفي للتواصل بين هذه ألأكوان .( للعلم في ألدراسات ألنووية يستعملون 9 إلى 17 من ألأبعاد لتعريف الكفارك مثلا وهوأللبنات ألأولى لبناء ألمادة والطاقة ) . ألمهم كوننا هذا فيه مليارات ألمجرات وفي كل مجرة حوالي عشرة مليارات من النجوم ألتي هي كشمسنا أو أكبر أو أصغر ، وهنالك أنواع عديدة من ألنجوم بتركيبها ألفيزياوى والكيمياوي ألخ . على ألإغلب حول النجوم تدور كواكب ( أي نجوم سابقة بردت وتجمدت أو تشكلت بتكاثف "الغبار ألكوني " ) .
شمسنا ألواسعة ألكبيرة ( ما أنتِ إلا كرة صغيرة أوذرة تسبح في الفضاء ) تكونت فقط قبل 5.5 مليارد سنة ( عن تكون النجوم والكواكب وكلّ ما قلتّه واقوله ، إذا لم تقرأيه في الكتب ألمدرسية في الفلك والفيزياء والجيولوجيا والتاريخ فستجدينه في ألكتب ألعلمية المبسطة للثقافة ألعامة ) ، أما أرضنا فتكونت وأصبحت كوكباً للشمس قبل 4.5 مليارد سنة وكانت وقتها حارة جدا (ألاف الدرجات على سطح ألأرض ) ثم بردت وتكونت ألقشرة ألأرضية ومن ثم تكاثف بخار الماء وظهرت المحيطات والقارات ( بألفعل كان هنالك محيط واحد وقارة واحدة تقسمت فيما بعد لإن ألأرض لم تكن كروية وقتها بل كصخرة إعتباطية ألشكل وحصولها على الشكل الكروي جاء نتيجة دوارانها السريع حول محورها ) . الغلاف ألجوي للأرض بألأساس كان يتكون من الميثان كما هو هواء ألمريخ وبعض الكواكب ألأخرى حالياً . قبل ملياردي سنة أو أكثر ( ألبعض من ألعلماء يقول ثلاث أو اربع ملياردات من ألسنين ) نشأت على ألأرض أولى بذور ألحياة ألحوامض ألأمينية التي تجمعت وتشكلت منها أولى عناصر أل RNA أي بداية ألجينات كما في الفيروسات ( غير ألحية) . وبمرور الزمن تكونت الخلايا ألهلامية (بغشاء خارجي ولكن بدون نواة ) وتكون فيها ال DNA ثم تطورت هذه إلى خلايا بنويات وفي النوية تجمع ال DNA على شكل ألكروموسوم الوراثي أي بدأت ألحياة الفعلية ألتي تتضمن إستمرار ألنوع بشكل ألأنشطار ألنووي كما في ألأميبيا أو التزاوج الذي يضمن تحسن وتطور ألأنواع كما في خلايا إبتدائية أخرى . هنالك قضية مهمة هنا ولا أري أن أناقشها ألآن بل فقط أطرح ألسؤال لأعود له لاحقاً : هل كل كائن حي له روح ؟ وما معنى كلمة ألروح و ما علاقتها بألحياة وعندما يموت ألكائن ألحي وتروح روحه فوين تروح هذه ألروح حينما نقول صعدت روحه إلى بارئها ؟ هذا ألسؤال جوابه بسيط جدا ولكني سأتركه ألآن حتى لا يحرفني عن مسار ألطرح . ألحياة قضية رهيبة بسرعة تفاقمها وتطورها ، في هذه الملياري سنة ظهرت وإندثرت مئات ألملياردات من أنواع ألحياة ، ظهرت أولى أنواع ألنبات ( أولاً تحت سطح ألبحر كما ألحيوانات البدائية أيضاً ) ثم خرجت هذه الحياة لتزحف وتسير على سطح ألأرض وتحلق في هوائنا ألذي من كثرة ألحياة النباتية (وكذا بتأثير ألعوامل ألجوية كالبرق ) أصبح يتكون من ألآوكسيجن والنيتروجين وليس من ألميثان . مذ ظهرت أنواع ألزواحف والديناصورات وحتى أللبائن وانواع ألقردة كانت الحياة في تطور مستمر . انتِ طبيبة فهل تعرفين أو لاتعرفين أو لاتثقين بنظرية تطور ألأنواع ألتي تنسب لداروين رغم أن جذورها وأهم ألأعمال ألعلمية فيها سبقته بمئات ألسنين وأخص بألذكر ألبحوث ألعلمية في العصر ألعباسي ألأول والثاني وقبلها ما وصلنا من ألعلوم الوصفية والفلسفية للمصريين والرومان وأليونان . فإن كنتِ لاتثقين بفكرة ألتطور الطبيعي وألعلوم عن تطورأنواع ألحياة فخذي الكتب ألجيدة عنها وإقرأئي ، لإنها ليست مجرد نظرية بل حقيقة لا يمكن أن لا يعترف بها أي إنسان يفكر . وإذا لم يكن يريد ان يفكر فهو ليس بإنسان . ألمسألة هنا إن ألفكر ألديني ألمثالي يتجاهل وينكر ويكفر بأن ألإنسان ينحدر أصله من ألقردة لغرض في نفس يعقوب وهو أن هذا يتضح أنَّ ألإنسان نفسه يتبدل ويتطور سواء من ألناحية ألفيزياوية ألبيولوجية أو من ألناحية ألعقلية والقدرات ألحيوية وهذا يتعارض مع مقولاته ألرئيسة عن ألشرائع والقوانين ألإجتماعية والمفاهيم الأخلاقية الثابته ألخالدة ألتي هي بألتأكيد تدعم ألنظام ألإجتماعي والحكم ألقائم حالياً والذي يخاف ألتغيير . لاحظي أيضا ان ألفكر ألديني سواء أليهودي أو المسيحي او ألإسلامي وغيرهم أيضا في محاولة تثبيت مواقعهم يشددون على أنَّ الكون كله ثابت ولا ولم يتغير منذ ألأزل (وقت خُلِق ) وإن ألأرض ( ألمسطحة ) هي مركز ألكون وألإنسان صفوة ألكائنات ( أعلى ألمخلوقات ) هذا رغم أن ألمصريين ألقدماء أثبتوا قبل ذلك بكثير كروية ألأرض ونسبية حركة ألآجسام ألسماوية ، وتلاهم في ذلك ألعلماء في ألعصر ألعباسي وغيرهم حتى مقتل كوبرنيكوس وسجن غاليلو غاليلي بتهمة عصيان الفكر الكنسي الكاثوليكي لأنهم أثبتوا بألحساب وبألعين حركة الأرض وباقي ألكواكب حول ألشمس وحركة ألشمس نفسها حول مركز مجرتنا درب التبانة . فقط بعد ذلك ومع عصر ألنهضة وألتحولات ألثورية ألإجتماعية تبدل موقف ألكنيسة قليلا ، وهم حتى أليوم ( المسلمون وألمسيحيون على حد سواء ) يقللون من أهمية هذا وحتى يشككون بكل منجزات ألعلم ألفيزياوي وألفلكي ألمعاصر أليوم . أو على ألأقل يصورون أن لا يوجد تناقض بين منطلقاتهم ألفكرية ألرجعية الجامدة ومنجزات ألعلم بينما ألتناقضات واضحة جدا. كوننا ليس ثابتا كما كان مذ خُلق في نهاية ألأزل بل له عمر محسوب وهو يتبدل فيوميا تموت آلاف ألنجوم وتولد آلاف ألنجوم وتتكون ألمجرات وألأرض ( التي يرثها عبادي ألصالحون ) ليست هي مركز ألكون بل هي ذرة هباء فيه . ومن هنا أيضا أن ألإنسان ليس بألتأكيد أرقى ألكائنات (صفوة ألخلق ألإلهي ) بل بألعكس ألحسابات ألرياضية البسيطة تبين غلبية إحتمال وجود كائنات عاقلة أخرى سبقتنا بتطورها ألفكري وألحضاري أشواطاً بعيدة ونحن على ألأقل لسنا ألوحيدين في كوننا هذا , وألمهم أنه إذا وُجِـد بألفعل من يدعي أنه خلق ألكون فلا نستطيع إلا أن نعيب مثل هذا ألإله ألكاذب بألحمق والغباء إمـا لأنه جعل ألحياة وألحياة ألمثلى صفوة خلقه فقط في ذرة هباء كأرضنا وترك مليارات ألكواكب والنجوم ألأخرى فارغة لمجرد أن نستمتع برؤياها تلمع في ألسماء أو لأنه يريد أن يخدعنا بأننـا أفضل ( ألخلق ) ويخدع سكان ألكواكب ألأخرى بنفس أللهجة ضامنا لهم وراثة أرضهم ألتي يملكها هو .
أختي ألحبيبة ألفكر ألديني ومعالجة أسبابه ولماذا هذا ألتمسك المتعجرف بألثبوت ألخالد مشكلة طويلة لا أريد ألنظر فيها ألآن وهي قد جرفتني عن سياق ألحديث
قبل أكثرمن مئتين وخمسين ألف سنة بدأت بألتطور الحلقات الوسيطة بين أنواع القردة وألإنسان ألحالي واهمها لنا نوع النياندرتال ألذين هم أجدادنـا (على ألأغلب لإن هنالكَ أنواع عديدة من ألحلقات ألوسيطة ألتي شاركت في نشوء ألنوع ألإنساني وفروعه ألمختلفة جينياً ) . هل تؤمنين أنتِ بهذا ألذي قرأتيه في ألمدرسة أم لا ؟ فإذا كنتِ تؤمنين " فهل تؤمنون بجزءٍ وتكفرون بجزء (ص) "
فاصلة موسيقية
أختي ألحبيبة هذه ألفاصلة ألموسيقية بعثتُها لكِ في رسالة لاحقة ( أو سابقة لا أدري ، فهي كانت لاحقة ولكنها سبقت رسالتي هذه ، ولذا سأستبدل موسيقى وغناء أم كلثوم بغناء الفيروزة ):
من زمان وأنا صغيرة كان فيه صبي يجي من ألأحراش ألعب أنا وياه كان إسمه شادي
أنا وشادي غنينا سوا لعبنا على ألثلج ركبنا عالهوا
كتبنا عألأحجار قصص صغار ولوحنـا ألهوى
ويوم من ألأيام وِلعِت ألدني ( ألدنيا ) ناس ضد ناس علقوا بهاألدني
وصار ألقتال يقرب عاإلتلال والدني دني
وعلقت عاأطراف الوادي شادي ركض يتفرج خِفتُ وصِرت أنده له وينك رايح ياشادي
أنده له ما بيسمعني و يبعد يبعد بالوادي
ومن يومتها ما عِِدِت شُفته ضاع شادي
وألثلج إجا وراح ألثلج عشرين مرة إجا وراح ألثلج
وأنـا صِرِت أكبر وشادي بعدُه صغيَّر عم يلعب عالثلج عالثلج
هذه كانت من أجمل أغاني فيروز عن ألحرب ألأهلية في لبنان
أختي ألحبيبة أنور ألأنوار فلنواصل ألحديث
منذ النياندرتال وما قبل ذلك الناس عاشوا بمجتمعات عشائرية كالقردة ، ألإنسان ألحجري يختلف عن أجداده ألقرود فقط أنه أصيح يفكر بصورة هدفية ويصنع أدوات عمله ( ألقرود يستخدمون ما يقع تحتَ أيديهم ولا يصنعونه إلا بحالات قليلة جداً ) . بألمناسبة ألفكر ألديني يعتبر أن ألإنسان ألذي يعتبر نفسه حفيدا للقرود يقلل من شأنه كإنسان وألواقع بألعكس تماما فهذا يمنحه ألثقة بإنسانيته وبعقله ألذي تطور ويتطور ويرتقي لذرىً جديدة ويكسبه أكثر إحترامه لنفسهِ ولأجداده وأحفاده أما أصحاب الفكر ألديني فهم ألذين يرون أن ألإنسان لا هم له إلا ألإنصياع ل ( إله خالق ) وألمحاكاة وألتقليد لآبائهم وأسيادهم ( من رجال ألدين طبعا ) وهم بذلك لا يزيدون كثيراً بعقولهم عن مرتبة ألقرود وبعض ألقردة تحترم نفسها وتفكر أكثر وأحسن منهم . في تلك ألفترة أي قبل ألتاريخ وقبل بدء ألحضارات ألإستيطانية بكثير بدأت تنشأ ألأديان . في كل قبيلة كان هنالك عدا رئيسها ( ألأب ألأكبر ) رئيس للمحاربين وهو مسؤول عن الصيد والدفاع عن الباقين وكان هنالك كاهن ألقبيلة وهو ألحكيم وألطبيب والمعلم ألأول . وهذا ألنوع من ألتقسيم ألقبلي للمهام بقي من ألعصر ألحجري إلى ألحضارات ألإستيطانية ( بنشوء ألزراعة ) ثم إستمر إلى يومنا هذا تقريباً ( حضارة ألهنود الحمر في أميريكا و بعض ألشعوب ألأفريقية وجنوب آسيا ) .
أختي الحبيبة ما دمنا في هذه ألفترة أريد أن أذكر لكِ ما يلي : هل تعرفين ما هو ألمغزى وراء إسطورة ألخلق (ألتي وردت في كل ألأديان التي ولِدت في وادي ألرافدين وفلسطين ومن ثم في مكة ألمكرمة ) بأن آدم أنزل من السماء على ألأرض ثم قتل قايين (قابيل ) أخيه آفيل (هابيل ) وتزوج بزوجة أخيه ( اعتقد راحيل إسمها ، بالمناسبة لكي نعرف الجذور أللغوية ،أصول ومعاني كلمات " آدم" و"حواء" و "قابيل" و"هابيل" يجب أن ندرس أللغة ألسومرية ألقديمة ونحن لا نعرف عنها شيئاً يذكر ، ألذي أعرفه أن كلمة قابيل ألعربية وتقابلها إسم قايين أو Cain التوراتية وألإنجيلية معناها في أللغات ألسامية ألقديمة عامل ألمعدن فـ لكِ أن تبحثي أو تتصوري معاني ألكلمات ألآخرى ) وهي أخته ؟ ألمغزى هو في أن ألإنسان بعد أن كان حراً يلهو ويتنقل كما يشاء على ألأرض ألواسعة بوديانها وبَراحها وينام في ألكهوف ولم يبنيها ويؤكل ما تعطيه له الطبيعة من ثمرات لم يُجهد نفسه بزرعها ويصطاد الحيوان ويأكل لحمه وهو لم يدجن بعد ويربي هذا ألحيوان ويُطعمه أصبح بعد بِدأ ألحضارة ألإستيطانية أي قبل حوالي 14ـ15 الف سنة يؤكل ما يزرع فقط ويدجن ألخيل والغنم والكلاب وألإبل ليستعملها ويأكل لحمها ويبني بيوته بنفسهِ ، وفي ألعصر ألفخاري وألنحاسي والحديدي أصبح يتحمل مشقات ألعمل بألنار لصنع أدواته ، اي اصبح يجهد نفسه بألعمل للحصول على أرزاقه التي كان يحصل عليها بدون جهد . وفي حضارات ألمدن ألتي نشأت في هذه ألفترة تعلم ألإنسان أن يخضع ليس فقط لإبيه رأس ألعشيرة بل للحاكم والقوانين ( ألعُرفية ) أو ألمسنونة والمكتوبة كما في مسلة حمورابي ، بينما قبلاً في جنة ألحرية ألأولى كان يستطيع إذا إختلف مع أفراد قبيلته أن يخرج منها ويعيش هائماً وحراً في ألأرض ، بينما ألآن إن لم يخضع فسيُستعبد من ألآخرين . ألجميل هنا أنه في جنة الحرية ألمشاعية ما قبل ألحضارة لم تكن هنالك عبودية إطلاقـاُ وحين كانت القبائل تتحارب مع بعضها ( مثلا على تحديد وإقتسام وديان ألصيد وألمناطق الأفضل بأثمارها ) كانت ألقبيلة ألغالبة أما تأكل لحم أفراد ألقبيلة ألمغلوبة ( وهذا ليس فقط من ألجوع بل وله تعليلات دينية في نفوس ألبشر حينذاك ) أو يستضيفونهم ويجعلوهم جزءاً من ألقبيلة بنفس ألحقوق وألواجبات كالكل . بينما مع بدء ألحضارة ألأستيطانية أصبحت ألقبيلة ( أو المدينة ) ألغالبة في ألحرب تستعمل المغلوبين ليس كطعام فقط بل كعبيد يمكن إستغلالهم في ألعمل بدون أجر وحقوق كالباقين وعليهم ألطاعة ألكاملة ، ثم نشأت أنواع من ألحروب ألتي كان هدفها ألأساس هو ألحصول على أكثر ما يمكن من هؤلاء ألعبيد . اعتقد أنكِ فهمتِ ألفرق بين ألجنة وألأرض . ألآن عن قابيل وهابيل ونحن أبناء ألقاتل .
في ألمجتمعات ألمشاعية أي قبل ألحضارات ألإستيطانية كانت هنالك بضع عناصر من ألتنظيم ألإجتماعي ( ألتي بقيت آثارها عبر ألتاريخ حتى يومنا هذا ) في ألقبيلة البشرية ( والتي هي كانت طبعاً أعلى مرتبةً بكثير مِن قبائل ألقردة التي تستطيعين أن تدرسيها أليوم ، لإن ألإنسان أصبح يتكلم بوضوح ويفكر ويقنن وليس فقط عبر حاجاته ألغريزية ) . من هذه ألعناصر ألتنظيمية ما يلي ( للعلم هذا جرى في كل مجتمعات ألأجناس ألبشرية على ألأرض من ألصين والهند إلى أوربا وأفريقيا وليس فقط في منطقتنا مهد ألحضارة ) :
1. ألقبيلة حين تكبر بعدد أفرادها في ألبداية كانت تقسم إلى قسمين ( كما ألقردة ) ومن ثَمَّ أصبحت تقسم إلى أربع أقسام متجاورة ( وكان هذا طفرة تاريخية في بدايات ألحضارات ألمتوطنة غرضها تحسين ألنسل ألذي أصبح يضعف جراء ألتوطن ، و تلاها التقسيم إلى ثمان أجزاء ) وكل هذه ألأجزاء كانوا أخوة لإنهم من أب واحد هو رئيس ألعشيرة ألإسمي . في هذا ألتقسيم كان هنالك جزئين يتكونون من ألنساء وألأطفال ألصغار وتحكم كلٌّ من هذين ألقسمين أكبر ألنساء عمراً ( بما يسمى ألماتيريارخات بألروسيه أو حكم ألأم بألعربية ولا أذكر ألمصطلح ) وهي تدير ألأعمال ألتي هي من مهام ألجزء ألنسوي . والقسمين ألآخرين يتكونون من ألأولاد ألصغار والشباب وألرجال ويحكمه بألطبع رجل (وأيضا له ريس محاربين وكاهن كما ذكرتُ ) أي نظام بطريريكي أبوي ، وهو يقوم بإدارة مهام ألرجال كالصيد والدفاع وغيرها . قسم رجالي وقسم نسائي يكونون أخوة أي لا يحق ألنكاح بينهما بل فقط خدمة ألنساء للرجال مثلاً في ألحرث وألزراعة وطبعا ألقسم الرجالي يطعمهم بنتاج ألصيد ومهمته ألدفاع عنهم من ألمعتدين . وألقسمين ألمزدوجين ألآخرين بنفس ألشكل . ألنكاح يجب أن يتم فقط بين ألأقسام من ألرجال والنساء ألذين هم ليسوا " أخوة " . ( لاحظي أني قلت ألنكاح وليس ألتزاوج )
2. في ألمجتمع ألمشاعي ألأول أي قبل 100 ألف عام أو أكثر، كما هو حال قبائل ألقرود وباقي ألحيوان كل إمرأة تحل لكل رجل يغريها أو تُغريه ( أو يأخذها عنوةً ، وهذا قلما كان يحدث ، لاحظي عالَم ألحيوان أولا وكذا تقاليد بعض حضارات ألسكان الأصليين للأميريكتين مثلاً ولا حصراً ) . بعد أن تقسمت ألعشيرة إلى أربعة أجزاء كان " ألزواج " بألشكل ألتالي : كل رجل أو ولد صغير تحل له كل إمرأة ، يغريها أو تُغريه ( أو يأخذها عنوةً ) وهي ليست "أخته" ألتي لا حق له بها من ناحية ألجنس . أي أن ألنكاح لم يكن زواجا فراديا Monogamy أو تعدد ألزوجات أو تعدد ألأزواج بل زواجاً جماعياً Multifamily . طبعاً التعلق ألجنسي وألروحي ألمستمر بين رجل وإمرأة أي ألحب الزوجي كان أيضاً شيئا طبيعياً وخصوصا بعد ولادة ألأطفال كما عند أغلب ألحيوان . ( للعلم أيضا أنه حتى أليوم في بعض ألتقاليد ألهندية تتزوج ألعوائل وليس ألأفراد فتصبح كل إمرأة من ألعائلة ألأولى زوجاً حلالاً لكل رجل ولو كان طفلاً صغيراً من العائلة ألثانية ، وبألعكس طبعاً .)
ألأطفال ألذين يولدون ( أبناء ألطبيعة ـ عن هذ ألمصطلح أرجوكِ أن تسأليني حين أرجع ) ترضعهم أمهاتهم طبعاً ولكن تربيهم أمهاتهم وغير أمهاتهم لإنهم يعيشون جمعاً كأطفال كما أطفال ألغجر ألمترحلون إلى وقتٍ قريب . ألأطفال من ألبنات يظلون يعيشون مع أمهاتهم في ألقسم ( ألداخلي للعشيرة ) . وحين يصل ألأولاد سن ألفتوة أو قبلها يُرجَّعون لا ل آبائهم بل لإخوالهم . فهمتِ لماذا ؟ أي كان هنالك أخوال ولم يكن هنالك أعمام ( في ألنظام ألثماني ألقضية أعقد ويظهر هنالكَ أعمام أيضاً ـ ولكني هنا لا أريد أن أطيل الحديث عن هذا ، إذا أردت تستطيعين معرفة هذه ألأشياء فستجديها في كتب ألتاريخ وألأنثربولوجيا ) .
ألآن لننظر ماذا أعطت ألحضارة ألمدنية ، أي بداية ألتكثف ألسكاني من قرى صغيرة بأربعة أبواح أو في أربعة قرى صغيرة جدا متقاربة إلى مدن صغيرة (آثارها تعود ل 14 ـ 15 ألف سنة من شمال ألعراق إلى جيورجيا ) ثم مدن كبيرة ( تذكري دويلات ألمدن في مابين ألنهرين ) ، بعد نزول ألإنسان من ألسماء ألجنة إلى ألأرض ( نسيتُ ألآية ... ) . أولاً زيادة ألحاجة للعمل لإطعام ألكل وألبناء واللبس ألمتحضر مما يجب أن يُزيد عدد أفراد ألأقسام ألأربعة وثانيا ألإلتصاق ألأوثق بين " ألأخ " و "أخته" في ألعمل ألمشترك ـ هو أصبح أيضاً عدا ألصيد يدجن ألخيل والبقر ويساعد في ألحراثة وهي تحلب له ألبقر وتزرع وتحصد ألخ ، كل هذا في مدينة كبيرة فيها ليس مئتين أو أربع من ألناس بل ألفين إلى خمسة آلآف ( ومن ثم إلى بضعة عشرات ألآلاف في بداية دويلات ألمدن ) ، هنا طبعاً يختلط ألحابل بألنابل ولا بد يوماً (بنظرية ألإحتمالات ) أن يتشاجر "ألأخوة " فيما بينهم ويقتل أحدهم ألآخر مثلا للحصول على قمحهِ ألناضج بينا قمحي زرع في تربة رديئة وسأموت أنا وأختي جوعـاً . وما عليَّ ان لا أقتل "" أخي"" من ""أبي"" وأنا غير مشتاق لإن أتزوج من ""أخوَاتهِ"" و معي بقربي ألكثير من ""أخواتي"" ألمليحات وما عليَّ إلا أن أختار ؟ . ماذكرتُهُ فوق لم يحدث مرة أو مرتين ، هذه ألتشققات حدثت مئات وآلاف ألمرات حتى إنطبعت في نفوس وعقول ألبشر ، وفي كل مرة كان ألأب ألأكبر "" آدم "" ( أي رأس ألعشيرة وألكاهن ) يبقى حائراً ماذا يصنع ليصلح ألأمور ويعيدها إلى مجراها ألصحيح بسن قوانين ونظم جديدة وهكذا .
أختي ألحبيبة ألعقل ألبشري لم يُخلق كما هو ألآن في لحظة ما ، بل تطور من ألإحساسات البسيطة إلى ألمعرفة ألإبتدائية عن الطبيعة وإلمجتمع المحيط وإلى العلوم ألتشبيهية ( ألتصويرية والوصفية ) وفقط قبل حوالى سبعة آلاف عام ق.م أو أكثر بقليل بدأت بذور صغيرة من ألعقل ألمنطقي ألمستند إلى وحدات ألكلام والتي عالجها بعدئذٍ ألفيلسوف ألعالم ألعظيم أرسطو ، و في خلال عصر ألخلافة ألعباسية وعهد ألنهضة ألأوربية ظهرت بدايات ألفكر ألتجريدي ( ولم أقل ألعقل ألتجريدي لإنه لم يصبح بعد شائعاً بين ألناس وهم يفكرون ألآن بعقولٍ سابقة ألعهد ، بينما أنتِ تفكرين بعقلٍ تجريدي متقدم والدليل على هذا أنني حينما أقول لكِ " أنا لا أسميه الله بل صفاروح ـ وليست العبرة بألتسميات " فإنكِ فهمتيني تماماً كما لو كنا نتحدث عن نظرية رياضية فيها x وy ) . ولهذا فإن ما يجيء لنا من أساطير دينية لا يجب ان ننظر إليها كما لو كتبها عالم في ألرياضيات ألعالية بل ننظر لها بفكر وإحساسات وتصورات ألوقت ألذي كُتبت فيه ، وأساطير ألخلق ألمختلفة سواء في الديانات في منطقتنا أو في الصين وألهند أو مصر كلها وجدت قبل نشوء ألعقل ألمنطقي ، في فترة ألعقل ألتشبيهي والملحمي . ( بالمناسبة أجمل اساطير ألخلق عند شعوب ألجزر أو سواحل البحار وكذا سكان ألغابات كما في إفريقيا وأمريكا ألجنوبية ، فألأوائل يقولون أنَّ آدمهم خرج من البحر وألآخرون يقولون أنه ولدته ألأشجار ألعاليات ) فهل فهمتِ ألآن لماذا وكيف نحن أبناء قابيل ( ألمجرم ) ولا نستطيع أن نتخلى عن تاريخنا وعن أبوتهِ لنا ؟
سأكتب لكِ أغنية وأعاود ألحديث عن ألدين من ألنقطة ألتي توقفتُ فيها وأنجرفت عن ألخط ألمستقيم إلى بحث عملية ألخلق .

رق ألحبيب وواعدني يوم وكان لو مدة غايب عني
حرمتِ عيني الليل من ألنوم لأجل ألنهار ما يطمِّني
صُعُب عليَّ أنام ، أحسب أشوف في ألمنام غير إللي يتمناه قلبي
سِهرت أستَنَّاه وأسمع كلامي مَعاه وأشوف خيالُه قاعد جنبي
من كُثر شوقي سَبقتِ عمري وشفت بُكرة والوقت بدري
وإيه إيه يفيد ألزمن مع إللي عايش في الخيال
وإللي بِقلبُه شَجَن أنعِم عليه بألوصال
طلع عليَّ النهار سهران بنور ألأمل
وغنِّت ألأطيار لحن الهوى والغزل
وإفضلت أفكّر في ميعادي واحسب لقربُه ألف حساب
وكان كلامي مع أصحابي عن المحبة وألأحباب
مِن فرحتي بدي أتكلم وأقول حبيبي يوعدني
لكن أخاف لا يكون بينهم مظلوم بحبُه يحسدني
هجرت كل خليل ليَّ وفضلت عايش مع روحي
أحسن يبان فيه لعينيّ من كثر خوفي على روحي
ولما قرِّب ميعاد حبيبي ورُحت أقابلُه
هَنيت فؤادي على نصيبي من قُرب وصلُه
ولقيتني طاير من الدنيا كل ألأهواء بَس إللي كان فاضِل ليّ أسعد بِلقاه
لما خطر ده على فكري حَيّر أمري
والقرب سَبِّب تعذيبي ولقيتني خايف على عمري
ليروح مِن غير ما أشوف حُسنِ حبيبي
تحدثنـا أنَّ في كل من العشائر ألإنسانية كان هنالكَ عدا ألأب ألأكبر أو ألرئيس ( أحياناً كان ينتخب وليس فقط بأبوته أو قوته ألجسدية ) كان هنالك كهنة حكماء . كيف كان يمكن لإب أو ريس ألقبيلة أن يصدر ألأوامر والتعاليم ( التي يجب أن تُنفذ من ألكل ) وكيف يمكن لحكيم ألقبيلة أن يعلِّم ألأطفال ويرشد ألكبار بتعاليم وقوانين لها سلطة متغلغلة في العقول وقوة دائمة بدون وجود ما نسميه ألآن " دين " . ألبشر عبدوا اولاُ ألنار والبرق والرعد والعواصف والمطر ( وغيرها من عوامل الطبيعة القاسية ) عبدوها رعباً ورهبةً و صنعوا لها ألأراميز وألأصنام يسترحمونها ويستنجون بها منها وعبدوا ألماء وألمطر وألأشجار وأسترحموا منها أن تهبهم حباً وخيراً وقدموا لهذه ألآلهة عن خوفِ أو إستجداء ألضحايا والقرابين وألوعود (الصلوات ) أن يسيروا في حياتهم بطريقٍ ( مستقيمٍ يوضحه لهم كاهنهم ) حتى ينالوا رضاها لا سخطها .
هذا دار في كل ألمجتمعات ألبشرية ألبدائية على أرضنا ألصغيرة . وحينَ جائت دويلات ألمدن وألدول ألكبيرة أصبحت ألأديان هي ألقوانين ألأساس ( الدساتير ) ، وكان ألحاكم ( او ألطبقة ألحاكمة ) والكاهن ألأكبر يغيرونها وينشرون ما يفيدهم منها بين ألناس . طبعاً بين هؤلاء ألحكام من كان فاسقاً جائراً ( كصدام حسين وألخليفة المتوكل على صنم الله ألذي أشاع ألظلم والظلمات وقتل مئات ألآلاف أي كل أخوان ألصفاء وإستباح أهاليهم وحرق كُتبهم قبل ما فعل ذلك تيمورلنك وهولاكو ببغداد بأمدٍ بعيد ، ممن وضعوا نفسهم في صفاف ألآلهة أو يداها أليمنى و جُعلوا يكتبون ويحرفون ألأديان بألشكل ألذي يُتيح لهم مسخ عقول ألناس وإستعبادهم وإستغلالهم ، بألمناسبة ألفراعنة ألمصريين أكثر شرفاً وصدقاً من 95% من ألحكام ألذين حكموا يوماً على أرضنـا ، فهم قالوها صراحةً : نحنُ هم ألآلهة وليُثبتوا هذا يُقال أنهم أخذوا يمتنعون عن ألتَغوِّط إلا مرة واحدة في ألأسبوع وبعيداً عن ألعيون حتى لا يدري أحد أبداً ، وهم كانوا أيضاً عادلين بمفاهيمِ ذلكَ ألعصر وبنوا في مصر حضارةً وعلماً رائعين تشكرهم عليه ألبشرية ) ، ومن ألحكام من كان عادلا وبانياً وجعل من الدين ما يجب له أن يكون ـ فكر و شرائع تفيد الناس وتثقف عقولهم وأفئدتهم أي أداةً لتطوير ألمجتمع وتقدمه وتطور ألذات ألأنسانية نفسها . ومن ألحكام من طَلبَ ألخلود و توجه إلى ألآلهة ليرضوا طلبه كالبطل كلكامش ألذي عرف معنى ألخلود ، ومن الحكام من عبد ملذاته وأستعجل حياته كـ نيرون في روما وجعل دينه في هذا . ومن الكهنة الحكماء من طلب ألنشوة ألكبرى والعلم ألأحق كـ بوذا وتوصل إلى معرفةِ ما أراد . ومن ألكهنة حقراء تافهون يستلمون رواتبهم من صدام حسين وأمثاله ليمجدوه ويدعون إلى ألكراهية ألعمياء وألإرهاب ألوحشي كأحمد ياسين وألرنتيسي ( ألذين قتلتهم إسرائيل مؤخراً ولا أسف ) أوعبد ألسلام ألكبيسي وغيره من هيئة عملاء ألمجرمين وبعض أئممة جوامع ألفلوجة من ألبعثيين ألذين صقلتهم أجهزة ألمخابرات لينفذوا أوامرها بتعتيم ألعقول تحت شعار "مقاومة ألإحتلال" وحرف مسيرة شعبنا نحو ألحرية .
ياربوع بلادي يا أحبَّ ألربوع في خلايا فؤادي من هواكِ ولوع
يا ترى هل نعود صوب أرض الجدود وألليالي تجود بألهنا والرجوع
في رِبا البينتان كلُّ صوتٍ حنان يا شذى ألأقحوان في الروابي يضوع
ياربوع بلادي يا أحبَّ ألربوع في خلايا فؤادي من هواكِ ولوع

أختي ألحبيبة في تلكم ألفترة من الحضارة ألبشرية ظهر عندنا مفهوم ألأديان ألسماوية وليس من ألصابئية أوغيرها مما تسمينه أنتِ ألآن بهذا ألمصطلح بل قبل ذلك بكثير. والسماوية هنا بمعنيين أولاً أنها فوق ألبشر ( ألعاديين طبعاً ، فألحكام والكهنة إن لم يكونوا هم نفسهم آلهةً أو أبناء آلهة فهم على ألأقل أصحاب وأخِلَّة للآلهة أو ملائكتهم جبريل وميخائيل أي مبعوثيهم إلى عامَّة ألناس أو ظِلالهم على ألأرض ويحكمون بإسمهم ) وثانياً لإن ألآلهة أكثرها قدرةً في ألسماء ـ الشمس والقمر والنار ( لإنها تأتي من ألبرق ) و ألمطر والريح ألعاصفة ، وبعض ألآلهة ألآخرون وُضعوا على رؤوس وقمم ألجبال ألشاهقات كما في حضارات ألهند والصين واليونان .
فلنأتي ألآن إلى ألأديان التي تسميها أنـتِ سماويـةَ ، وتلغين بهذا سماوية كل ألأديان ألأخرى في ألصين والهند وفارس وجنوب شرق آسيا وأفريقيا وأوربا وألأميريكتين وأستراليا ، وهم كلٌّ منهم يعتقد أنّ دينه سماوي وألآخرين يؤمنون بأديان أرضية واطئة أو شيطانية خبيثة معادية له ولشعبه .
أولاً اريد ان اذكر شيئاً بسيطاً عن قصة نوح والطوفان ، ألتي يعتقد ألعلماء وألمؤرخون ( ألعلماء وألمؤرخون ألمؤمنون ألمسلمون والعلماء والمؤرخون الماديون الباحثون ) أنها حدثت قبل حوالي 8500 سنة أي إثناء ألحضارات ألسومرية ألقديمة . كما تعرفين من دروس ألجيولوجيا والتاريخ الجغرافي أن كرتنا ألآرضية ينتابها كل حوالي 12000 سنة مرض يسمى ألعصور ألجليدية بسبب ألتبدل ألمستمر لمحور دورانها حول نفسها ، ( ونحن ألآن على أهبة عصر جليدي جديد قد ياتي بعد ألفي أو ثلاث آلاف سنة لا أعرف بألضبط ويمكنني ألسؤال عن هذا عند ألمختصين إذا احببت ، ولكن العصر ألجليدي القادم ليس مهم كما كان قبلا لإن البشرية تملك ألآن من الطاقات ما يمكنها من تحمله وعبوره بسلام ) . في هذه ألعصور يغطي ألجليد ليس فقط ألقطبين دائماً وشمال ألاسكا و شمال سيبيريا جزئياُ بل يغطي دائما ولقرون عديدة كل أوربا وكندا والشمال ألآسيوي ومثل هذا من ناحية ألقطب ألجنوبي . أي تتجمد كل ألبحار والمحيطات عدا ألقريبة من خط ألإستواء . طبعا هنا تهلك ألكثير من أنواع ألنبات وألحيوان وأجزاء كبيرة من ألإنسانية التي لم ترحل إلى ألأماكن ألدافئة في إفريقيا مثلاً . بألتأكيد بعد إنتهاء ألعصور ألجليدية وزيادة حرارة ألجو تبدأ لخبطة من ألأعاصير والفيضانات والطوفان ولذا ففي ألطوفان ألذي عانى منه نوح و" أولاده " ( اعتقد تفهمين ما أعني ب أولاده ) ليس هنالكَ أي شيء عجيب وهو مما صنعه بقدرتهِ إله قد يسكن في كواكب نجوم مجرة أخرى . هذا ألطوفان ألعظيم الذي غطى ألعراقين وألجزيرة ألعربية ( ألتي يقال أنها كانت يوما حديقة زهراء بأشجارها ألكثيفة قبل أن تتحول كما ألآن الى صحراء قاحلة بأغلبها ) ربما كان بالفعل قضى على 90% من ألناس في وادي ألرافدين والحضارات ألقريبة ألآخرى . لا أعرف هل كان له كان له تأثير في مصر وإيران مثلا ، أما عن ألهند وألصين فأستطيع ان اجزم لكِ أنهم في ذلك الوقت لم يسمعوا به إطلاقاً وهو بعيد عنهم بآلاف ألكيلومترات . ومن ألمؤكد أيضا أنه في تلك ألفترة كانت هنالك طوفانات أخرى متباعدة زمنيا ومكانيا تتحدث عنها ألأديان وألأساطير ألسابقة في بورما وإندونيسيا وألهند ألخ وقصصها و أبطالها تختلف تماما عن طوفان نوح . ألمهم هنا ليس هذا بل أن ألأسطورة تقول أننا كلنا البشر أبناء من أبناء سام وحام أبناء نوح ، وأنا أؤكد لكِ أنَّ شعوب ألهند والصين وباقي جنوب آسيا والهنود الحمر في أمريكا ألشمالية شعوب أميريكا ألجنوبية ألأصليين ، أي ما يشكل حوالي 80% من نفوس ألأرض ليست لهم أي قرابة وعلاقة دم بالشعوب ألتي تسمى ألسامية وألحامية ، وهذا ما يمكن إثبات بعلوم تطبيقية كالميكروبايولوجي والإختبار ألجيني ألذي بأمكانه أن يفرق هل هذا ألمصري فيه شيء من جينات حتشسبوث أو فقط من أهل ألجزيرة ألوافدين بعد ألأسلام واصحابهم من ألزنج ألمماليك ألذين أستعبدوا بألغزوات ألإسلامية على عمق ألقارة ألأفريقية . وألمهم أيضاً أنً ما جاء به نوح من ديانة كل أجزائها ممكن الوصول لها ووصلها بما كان قبله من ديانات في وادي ألرافدين وألمنطقة ألمحيطة . وأيضا لا أعتقد انه وحده بلغ به ألعقل ان يبني بفترة وجيزة هذا ألفلك ألعظيم ألذي إتسع لكل أنواع ألحيوان والنبات على ألأرض عدا عن شعبهِ الصغير . أعتقد هذا لإن ألبشر الذين عاشوا قبله عشرات آلاف ألسنين وقاسوا وتحدوا وتجاوزا كل أهوال ألطبيعة لم يكونوا كلهم هكذا من الغباء أن لايعرفوا أن ألخشب يطفو على سطح ألماء ويصنعوا منه زوارق ولو صغيرة ياخذون فيها شيئاً من متاعهم ، أما ألحيوان والنبات فالطبيعة نفسها تعيدها كلها بفترة وجيزة بسنتين أو عشرين سنة على ألأكثر .
أختي ألحبيبة أنوار ألهدى لا أريد أن أضجركِ بحديثي .
نوح وألطوفان ورد في ملحمة كلكامش . كلكامش ألذي ذهب إلى ألـ إلـه نوح ليسأله أن يعطيه ألخلود فهو ملك وأبن ملوك وآلهة وهو بطل قارع ثور ألسماء وصرعه ورأى كيف مات صديقه ورفيق دربه إنكيدو ، ولذا لا يريد هو أن يموت ، فأجابَهُ نوح إنَّك إن تفعل للناسِ طِيباً فالناسُ سيذكرونكَ دومـاً وهذا هو المعنى ألوحيد للخلود .
(((هذا ألمقطع نشر في شريط حول ألخلود وألجنة وألجحيم)))
أولا أريد ان اقول هنا : إستعباد ألمرأة كجنس ضعيف الذي نشأ في فترة دويلات ألمدن ( لإسباب موضوعية إقتصادية إجتماعية ظهرت بعد ألتقسيم الجديد للعمل بظهور طبقة واسعة من ألعبيد ألذين يقومون بأعمال ألزراعة ، بينما ألحاجة إلى ألنساء وخصوصا عند ألطبقات ألحاكمة تضاءلت إلى مستوى ألمطالب ألجنسية ) لم تنفهِ بل فقط وثَّقتُه وعللتُه بتعليلات سخيفة كل "ألأديان ألسماوية" عندنا ، وجعلوا يربون ألنساء على أنهم أقل شأنا من ألرجال ( ألمرأة تستعمل بألأكثر ألجزء ألأيمن من ألدماغ بينما ألرجل ألجزء ألأيسر ) ، ويجب عليهم الطاعة والخضوع ألتام لإزواجهم . هذا يوجد ولكن ليس بهذه ألحدة في غالبية أديان ألأرض ولكن هنالك بعض ألأديان ألتي تضع ألمسألة بألعكس تماما وكذا أديان آخرى توافق على ألتعادل .
لنأتي إلى كليم ألله ألذي ألقى بألحبل فإنقلب هذا ثعبانًا ضخماً ثم وضع يدة في جعبته ثم أخرجها تضيْ ، كل هذه (ألمعجزات ) يستطيع أن يفعلها أي فقير هندي ( كلمة فقير هنا تقابلها عندنا كلمة درويش ) أو مشعوذ و (ساحر ) من تايلند ، ولكن حين يفعلها ألآن أصحاب ألتكايا والطريقة في بغداد وسامراء أو ألقاهرة نعطيها صبغة ألدين ألإسلامي رغم أن هذه " ألعلوم " كانت موجودة منذ بدء ألتاريخ . في 1969 قرأتُ كتاب لدكتوراه مصري لا أذكره ألكتاب إسمه ألطاقات ألإنسانية ، ربما بقى في بيتنا إبحثي عنه وإقرأيه ففيه أشياء جميلة جداً أعجب بكثير من كل ما جاء به ألأنبياء عندنا . وبألفعل ألطاقات ألكامنة في ألدماغ ألبشري وكل ألجسد ألأنساني هائلة ولا نستعمل نحن إلأ جزءا صغيراً منها لإننا لا نعي بعد كيف نستغلها ، ولكن هذه ألقدرات و ألطاقات ألإرادية وألكامنة لا تتعارض مع فيزياء ألطبيعة بل هي جزء منها .
بينما هذا كليم الله يلوح لنا بإنه ضرب بعصاه على بحر السويس فإنفتح ألماء وإنشق كأنه عولج بسدَّين شاهقين فمشى هو والشعب ألعبري كله على قاع ألبحر ألذي كما يُفهم لم يجف بعد (تصوري ) ثم حين خرج هو وشعبه ألمختار إلى أرض سيناء ودخل في ألبحر جيش ألفراعنة ألذي لاحقهم إنطبق عليهم ألماء وأغرقهم . نكتة لطيفة طبعاً . كم كان عدد أفراد هذا ألشعب ألمختار ألذين خرجوا هكذا ، أولم يكن من ألأفضل أن يسيروا بمحاذاة شاطئ ألبحر ألمتوسط ويصلوا مبغاهم بسلام بدون ركوب ألبحر بهذه ألطريقة فألأمر كان قبل 2600 سنة من بناء قناة السويس . ثم يتابع هو قيادة شعبه ويدور بهم أربعين سنة في صحاري سيناء ألصغيرة قبل أن يرجعهم إلى أرضهم أرض ألميعاد . ألأسطورة تقول أنه فعل هذا حتى ينسى شعبه زمن ألعبودية في مصر ويفكر حراً ، ولكني أعتقد أنه لو أرجعهم مباشرة إلى أرض إسرائيل وخيراتها لنسوا أيام ألعبودية أسرع بكثير وألواضح أنه لف بهم في سيناء كي يستعبدهم هو بهذه القصص عن بطولاته ، لا أعرف ما هي أنواع ألمعجزات ألتي تنسب لصدام حسين الذي عبث بنفوس العراقيين 28 سنة . وأيضاً يبقى ألسؤال كم كان عدد أفراد شعبه هذا ونسبته من مجموع ألشعب ألعبري الذي عاش من ألنيل إلى الفرات ؟ لماذا أسأل ، لأن سيناء ممكن إجتيازها مشياً شمالاً جنوباً وشرقا غرباً لا أكثر من شهر والناس ألذين عاشوا يوما في مصر ليسوا هكذا أغبياء حتى لايعرفون ، لا علم النجوم بل فقط المشرق من ألمغرب . ألمهم دربهم كالكوماندوز في ألصحراء وعاد بهم ليعتلي على ألعرش في فلسطين . أنا قرأتُ ألتوراة بألروسية هل بها شيء تشريعي أحسن مما كُتبَ في مسلة حمورابي ولا أقول الحضارة أليونانية ألسابقة له ؟ لا بالطبع ، أكثر ما في ألتوراة هو تلك ألخرافات نفسها عن أجدادنا ألصالحين . وبألطبع أيضاً لاينكر مدح فضائل ألخلق وألخير وبدون تحديد كبير .
أما عيسى ألمسيح ألذي بألفعل جاء بشيء عظيم في مفاهيم ألمحبة والتسامح ألبشري وألتضحية بألنفس من أجل ألآخرين وثار على ظلم ألرومان وعملائهم من ألكهنة من أبناء جلدته ممن مزقوا تعاليم أليهودية وجعلوا من ألمعابد مكاناً للتجارة حتى بألعبيد والجواري ـ فهذا ألإنسان ألعظيم رفع علم ألنضال ألسلمي كما غاندي من بعد ولم يعرف أنَّ أصحابنا من رجال ألدين ذوي ألعمائم والفرطاسات ( أعتقد هكذا يسمى لباس ألراس عند أليهود بالعربية ، لا أذكر ) هم أخسأ بكثير من ألرومان وحاكمهم ألمدني في فلسطين بونتي بيلات . عيسى ألمسيح كان حكيماً و يعرف أربع لغات ( على ألأقل ) العبرية والأرامية وألسوريانية و أللاتينية وحسب معلوماتي من اخي ألكبير إلياس هداية ( ألذي لم اره منذ فترة طويلة ، وعندما سأرجع للوطن بألتأكيد سأذهب معكِ وشذى لزيارتهم في سورية )، أن ألحساب بألتاريخ ألميلادي غير صحيح بقرابة 8ـ13 سنة أي أن ألعام ألآن ليس 2004 بل بين 2012 و 2017 ميلادية ، ألمسيح قُتل ليس في ألثالثة وألثلاثين من عمره كما تقول ألأساطير بل بعد أن تجاوز ألأربعين . فهل لا أثق بدكتور بألتاريخ وهو مسيحي وآشوري يعرف لهجته ألسوريانية ودرس أللاتين ويعرف العربية والروسية أحسن مني وأللغة ألإنكليزية أسوأ مني ، وأيضا لايفكر بعذرية ألعذراء إلا بمعنى ألتأليه ألإسمي وألمعنوي ، وحسب بعض ألمعلومات غير ألمؤكدة ألمسيح كان لهُ أخوة أكبر منه عمراً وكانت له أخت أصغر . ولا أعرف من ألذي عمّده في نهر ألأردن ففي رواية أنه كان أخوه . بألمناسبة ألعذراء لا تعني فقط كلمة باكر أي ليست ثيب بل قد تحمل أيضا معاني ألبرائة والعذر أي ألذي يعفو ويعذر ، هذا بألعربية كما كلمة ألنبي ألأمي لا تعني فقط عدم معرفة ألكتابة وألقراءة ، ولذا أعتقد أنّ هذه ألحكايات حول ولادة عيسى في ألمغارة ومجيء ألمبشرين العبريين من ألعراق ألذين رأوا نجمه في ألسماء ألخ كل هذا كُتِب بعد وفاة ألمسيح لا أقل من مئة عام أي حين تبنت روما ألدين ألمسيحي وقررت جعل عيسى ألمسيح إبن الله بألمعنى ألحرفي للكلمة فهو قال كلُّنا أبناء الله أبانا في ألسموات فهو في كلِّ منا ( فهمتِ ألتجريد هنا ؟ ) . (وأنا طبعا لا أثق بأنه يسوع عليه ألسلام جاء بإخصاب غير طبيعي بقدرة ألقادر ألمهيمن " ونفخنا في مريم من روح ألله وغير ذلك من ألخرط اللاهوتي في ألأنجيل والقرآن وهي إمرأة طبيعية " كما لا أثق -ولو أنني ولدتُ في منطقة باب ألشيخ- بأن قبقاب عبد ألقادر ألكيلاني بألفعل وصل ألهند وكذا لا أثق بمن يقول لي إن مروحيات ألأباتشي كانت جاهزة قبل 1400 سنة لتقل ألنبي محمد بن عبد ألله صلعم من مكة إلى أورشليم في ساعات من ألمساء والليل .لا يمكنني أن أؤمن بمثل هذا وجلَّ ما أستطيع تفهمه أنَّ أبا ألقاسم عليه ألصلاة والسلام رأى حلماً في منامه ثم حكاه بطريقة شعرية على غرار ألدعاية ألإنتخابية كما يفعل كل ألقادة ألسياسيون ، تجنيد ألإعجازات وألمعجزات وإيهام ألناس بها لعملقة ألقائد وجعل ألشرر يتطاير من عينيه كان وما زال من عوامل إخضاع ألناس لسطوته . ألمهم حتى لو إفترضنا جدلاً أن قبقاب ألكيلاني وصل ألهند فعلاً ، وأن ألنبي محمد بروحهِ أو بجسده وروحه سرى إلى أورشليم ثم عرج إلى إحدى طبقات ألسماء ورجع سالماً فوفقاً للقاعدة ألعلمية "شفرة أوكاما – وتسمى أيضا مقص أوكاما " من ألأحق أن نفترض أن هنالك طاقات كامنة في ألكائن ألإنساني نفسه ولا نعرفها لحد ألآن وليس أن نرجع ألأمر إلى قوى غيبية ( إلهية ) لا تمت لتجربتنا ألحياتية بصلة ونقول أنها ممنوعة على ألفهم وألمعرفة أساساً . فمن مثل هذا أللغو مثلا أن علياً بن أبي طاب رُدّت له ألشمس لكي يصلي صلاة ألعصر ألتي فاتته وأغلب ألشيعة يؤمنون بمثل هذا ألخرط وألنكتة أنه لأنك سنية لا تؤمنين بهذا و لو أنه قيل أن ألشمس رُدّت إلى ألنبي محمد نفسه ربما لآمنتِ بنفس ألأسلوب ، بدون أن تفكري فيما يلي : ألناس آنذاك كانوا يعتقدون أن ألشمس هي ألتي تدور حول ألأرض وليس ان ألأرض تدور حول نفسها وتجدد ألمواقيت ولو أنه توقفت عن دورانها فجأة للحظة (ناهيك عن دورانها بألإتجاه ألعكسي) لثارت فيضانات غطت ألأرض كلها تماماً و يكون طوفان نوح بألنسبة لها مجرد قطرة ماء إنزلقت على المائدة . ألحقيقة أن أقبح شيْ في ألفكر ألديني وألإسلامي خاصة أنه لو أن أحدهم سمع كلماتي هذه لعذبني و لقتلني الف مرة بدون أن ينتظر حكم الله وحسابه ألموعود لأنه يعرف أن كل ألمحاكم ألإلهية وألعدالة ألسماوية ماهي إلا بهرجة إعلانية لتثبيت سلطته ألدنيوية على ألعباد ألعبيد . ( مع ألآسف لم تتح لي ألفرصة لقراءة كتاب سلمان رشدي ) . أعتذر عن ألإستطراد ألسابق بين قوسين وأستمر : ألمسيح قال نحن ألبشر كل ألبشر صالحين وطالحين مؤمنين وكافرين أبناء ألله أحباءه ومحبيه وعباده بمعنى محبيه ومريديه ولم يقل هنا عبيده بمعنى ألرقيق ، تستطيعين أن تراجعي هنا كل ألصلوات ألمسيحية وكتبها , بألفعل من ألأصح ألواضح منطقيا أن نقول نحن عباد الله بمعنى محبيه ونعبده بمعنى نحبه وليس نحن عبيده كما في ألتراجم ألإسلامية ألمحمدية ألتي تعطي معنى ألرق ألعبودية وألذل وألإذلال وألتذلل لأن هنالك تناقض في مثل هذا ألطرح ألأخير . أولاً تُعسـاً لمثل هذا ألإله ( ألخالق ) ألذي إن وجِد فعنده شعور رهيب بالنقص بحيث أن يطلب مما صنع هو يطلب منه ألذل وألعبودبة بدل ألمحبة ألمتبادلة ، و ثانياً إنكِ ( وكل إنسان ) لا تستطيعين أن تحبي شيئاً وتسعدي فعلاً بتنفيذ طلباته وأوامره إذا كنتِ ذليلة أمامه لأن ألذل يخلق ألكراهية والعبودية تخلق ألإنحطاط ألفكري وألأخلاقي عند ألعبد مهما كان مالكه حسن ألطباع . من ألواضح لي مثلا إن تحوير معنى ألعبادة إلى ألعبودية ليس لأن ألنبي محمد لم يتفهم أفكار يسوع " ألرب " بل لأن هذه ألفكرة طغت على ألإسلام ألأول بسببين أولهما أنها كانت نتيجة طبيعية للتخلف ألإجتماعي ألإقتصادي والفكري ألواضح في شبه ألجزيرة عنها في ألدول والمناطق ألتي كانت تدين بألمسيحية و ثانياُ ألنبي محمد أراد أن يُنشأ من هنا دولة جديدة وجيش "أشداء على ألكفار رحماء بينهم " وإذاً على ألكل أن يلتزموا بألقائد ويطيعوه في كل شيء أي ليس نفّذ ثم ناقش بل نفذ ولا تناقش وهب روحك بدون شروط . ألإسلام نجح بهذا نجاحاً رائعاً لفترة من ألزمن . المسيح إستشهد ولم يكتب هو كتاباً بل سجَّل عنه مريدوه ( متي ويوحنا وغيرهم ) كما سجِّلت ألسنة ألنبوية (وإذا علمتِ كم في أحاديث ألسنة من خرط وإفتراء لعجبتِ ) . كل ما صنع وضعه في عشر وصايا بسيطة لفهم ألعامة : لا تقتّل ، لا تسرق وألخ . قد لا أتفق مع بعضها طبعا ولكن المسألة ليست في هذا ، كل هذه ألمفاهيم ألواعظة لم يخلقها هو بل كانت قبله وهو جمع حزبه على ألإلتزام بها كدستور ألحياة ألفاضلة . ألأناجيل ألخمسة ألمعتمدة أكثرها من أساطير ألأولين مما جاء في التوراة وكان ألمسيح يوسعها كقصص ليضرب بها ألمثل ألتدليلي كما فعل ألقرآن أيضاً فجاءت ألحكايات كقصص ألف ليلة وليلة . والمشكلة هنا أنّ ألمسيح عليه ألسلام حين يقول مثلا " سيتهدم صرح ألدين ألقديم ( ألموسوية ) ويبنى دينُ جديد " يفهمه ألبعض أو يفسره بتحريف عمداً عن قصد هكذا : أننا سنخرج تماما من أليهودية ونهدمها فلا حاجة لنا بها ، عندنا دين جديد تماما وكامل لوحده ، وسنهدم المعابد أليهودية ألقديمة ألتي تلفت تماما ونبني ألكنائس ألجديدة ( ألمجللة بألذهب طبعا بعد أن إعتنقت روما ألمسيحية ) . هذه هي ألفتنة بألضبط والوشاية التي نقلها يهوذا إلى ألكهنة أليهود و كانت ألسبب في إستشهاد ألمسيح ، طبعاً عدا دعواته للتحرر من ألإستعمار ألروماني لفلسطين بألنضال ألسلمي .
ألدين ألمسيحي تقسم بعد إستشهاد ألمسيح مباشرةًَ تقريبا ، حيث قررت مدرسته من ألحِواريين أن تنتشر في ألأرض لتنشر ألدين ألجديد وتجد له أتباعاً جدد ليس فقط في ألعراقين ومصر وألحبشة بل حتى في مركز ألإمبراطورية في روما ، بألفعل نجحوا في هذا . وعدد ألمسيحيين أليوم في العالم يقارب ضعف عدد ألمسلمين رغم أنَّ ألإسلام نُشر بحد ألسيف . ولكن كم تبدلت صورة ألدين ألمسيحي وأفكاره ألأولى وكم ظهرت أنواع عديدة من ألإتجاهات ألفكرية ألمتعارضة في هذا ألدين ـ من أقصى أليمين ألرجعي ألأجرامي بحق ألشعوب في ألعصر ألروماني و عصر ألظلمات ألآوربية إلى إلتيارات ألمحافظة ألمعتدلة وإلى ألتيارات ألتي ساهمت في ألتبدلات ألثورية في مجتمعاتها . ألقضية ألجميلة هنـا ليس هذا فمثل ذلك ألتشيع كان في ألإسلام أيضا بل في أنَّ المسيحيين بأغلب طوائفهم لا يعتبرون أن ألإنجيل منزل من الله في ألسماء بوحيٍ من جبريل أوغيره بألشكل ألذي يجيء في ألتصوير ألإسلامي لهذا ألأمر وما يعتقده ألمسلمون ، بل هم يقولون هذا كلام ألرب ويقصدون كلام "ألرب" ألسيد عيسى ألمسيح لأن كلمة " رب " وكلمة " مَر " وكلمة " سَر " كلها لها معنى واحد في لغات ما بين ألنهرين وألهلال ألخصيب فهي تعني كلمة " ألسيد " ألعربية ، وبألأغلب ترجمت إلى أللغات ألأوربية وغيرها من ألبلدان ألتي إعتنقت ألمسيحية كمصر وألحبشة بنفس ألمعنى ألمقابل لغويا . كلمة "الله " ألعربية يعادلها في جذور لغات الهلال الخصيب ألكلمة العبرية "ألوه" و "الوهيم" ( أللهم بالعربي ) وفي ألسريانية كلمة " يهوا " , وحتى ألطائفة ألمسيحية ألتوحيدية ألتي تسمى " أتباع يهوا " او من أتباع طائفة أخرى عرفتها في روسيا وتسمي نفسها " ألأيمان ألقديم " وهاتين لا تؤلّهان عيسى بن مريم وهم يقولون أن ألإنجيل هو كلام ألرب ألسيد ألمسيح .
أنتِ تقولين لي أن الله حفظ ألقرآن حتى يبقى ألإسلام ديناً ثابتاً صحيحاً . لاحظي أولاً إن ألقرآن صُنّف ودوِّن في عهد عمر بن ألخطاب وإنّ أقدم ألتفاسير ألمعتمدة وألمعاجم ترجع إلى ألعصر ألعباسي وليس حتى ألأموي أي بعد تبدل وتطور مضطرد في أللغة ألعربية – لهجة قريش ألتي إنتشرت وسادت – وألمعاني إذاً تبدلت حتى إذا بقي ألنص سالماً فتفسير ألخطاب والقانون يجب أن يراعي الواقع المعاش آنياَ . ألمهم أن هذا ألنص ألمحفوظ تماماً لا يتفق مع أفكارنا وحياتنا أليوم وألتي تطورت بشكل كبير فألإنسان أليوم أفضل بكثير مادياّ وروحيـاً مما كان عليه قبل 1400 سنة وبعض معاني ألنص ألقرآني وألشريعة ألإسلامية ليست فقط متخلفة بل معادية للإنسان وألفكر ألإنساني ألحالي وتطور مجتمعنا ألبشري ومفاهيم ألأخلاق ألحميدة ألتي نريده لأنفسنا أفراد هذا ألمجتمع . كثير من ألمقاطع في النص ألقرآني تربي في النفوس مفاهيم ألسادية وتبرر الكراهية بين البشر والحقد ألأعمى للغير بالحجج الواهية للعنصرية المقيتة ، وكما في ألقرآن كذا في سيرة ألنبي محمد وكما في ألشرع ألإسلامي تاريخياً ألكثير من مظاهر إحتقار ألإنسان ( ألمسلم أيضاً ) وتقويض ألأخلاق بإفساد ألمفاهيم ألأخلاقية وتشويهها بحرفها عن مضامينها ألموضوعية ألفعلية بإحتسابات رجعية لزمن ومكان مضى و لمصالح ورغبات ألفئة ألحاكمة مذ محمد نفسه . بودي أن أعطي هنا أمثلة كثيرة لتوضيح هذا عندما أرجع . ومن ألغريب وألطريف أيضاً أن يتهموا ألنص ألقرآني بأنه ذروة ألبلاغة ومثلها ألأعلى ألخالد ، ربما كان ألأمرهكذا حين كُتب بلغة قريش ولكن علينا أن لا ننسى إن للبلاغة أربعة شروط إن إختفى أحدها إنتفت ألبلاغة وإن تبدل إختل ألمعنى ألبلاغي ومنها إثنين لا يتعلقان لا بألنص أللغوى ذاته ولا بكاتبه ، بل بألموضوعة ألمطروحة زمانها وشكل ترابط عناصرها ألمكونة وكذا بألسامع أو ألقارئ للنص بقابليته ألذهنية واللغوية في إستيعاب ألنص وألأمثلة ألتي تساق فيه . فهل مكونات واقعنا ألإجتماعي كله ألآن هو نفس ألواقع قبل 1400سنة في شبه ألجزيرة وهل لم نتبدل نحن ولغتنا ألتي نستعملها في تفكيرنا كل هذه ألفترة أم يراد منا ان نفكر بعقلية ومفاهيم سعد بن أبي وقاص وعمرو العاص وبلال ألحبشي وعائشة وفاطمة ألزهراء وأسماء بنت أبي بكر . ليس إنتقاصاً من هؤلاء ولا إنتقاصاً من ذاتنا كل ما في ألأمر إننا مختلفون بفاصل إجتماعي وزمني كبير والمعاني ألبلاغية ألتي يتـشـممها أحدهم قد لا نستطيع شمها وإستياغها . بألمناسبة هل تعرفين ما معنى كلمات " ألكلام ألمشفّر " أو بألعربي "ألأحاجي" وأنواع طرق ألكلام ألتي تستعمل كما عند ألملوك وكذا في ألجماعات ألقليلة كالصوقية وأصحاب ألطرائق لغرض ألحفاظ على ألسرية وما ألفرق بين هذه وبين كلمة "ألألغاز " وما ألفرق بينهما وبين " ألكلام ألبليغ " ؟ ألأحاجي هو ألكلام ألذي يحتاج لتفسير بدخول مفاتيح من خارج ألنص . أما ألألغاز فما عدا عن حاجتها للمفاتيح تحتاج إلى ألإستنباط أي إعادة تفكيك وتركيب معاني ألنص كي بتم فهمه . أما الكلام البليغ فلا يحتاج إلى أي تفسير لأن ألمعنى يصل ذهن ألسامع مباشرة بألإستناد لمعارفه وتجربته . ولا أعرف لماذا يتهمون ألقرآن ألمحمدي بألبلاغة بينما هم يكتبون له ألتفاسير وفي كل زمان أو مكان بشكل مختلف .
وأنت لا تعرفين أن ألدين ألإسلامي كما وضعه محمد تبدل بعد أيام من وفاته . هل أنتِ تؤمنين بإسلام أبو بكر أم بإسلام أبو ذر ألغفاري أم بإسلام عمر أو عثمان أوعلي وكلَّ منهم كان له معنىً وفهم مختلف في تطبيق ألشريعة ألإسلامية . وهنا لم أذكر بني أمية والعباسيين والعثمانيون ألآتراك وهم كلهم أيضا مسلمون . بأي إسلام أنتِ تعتقدين ؟ العلويين كما في ألشام أو ألشيعة ألجعفرية أو ألإثنا عشرية وإذا كنتِ تكفرين ألشيعة ( و بعضهم بألفعل يستحق هذا لانهم يضعون علي إبن أبي طالب ليس فوق ألرسول محمد فقط وهذا قد تحق مناقشته ولكن وفوق ألله نفسه ويجعلون من مرجعياتهم آلهة صغيرة معصومة عن ألخطأ ) أو تعتقدين بإعتقادات أهل واتباع ألسنة ألنبوية وشرح ألأحاديث فمن أي مذهب أنتِ ؟ حنفية ُ كابوكِ وجدكِ ( رأينا آبائنا يعبدونها فعبدناها ) أم من ألشافعية أم حنبلية وألخ . ألإسلام تقسم أكثر مما تقسمت ألمسيحية فليس هنالكَ إسلام "صحيح " واحد . أنتِ نفسكِ تقولين : قراءة ألقرآن وحده لا تكفي يجب ألبحث عن ألتفاسير ، ففي تفاسير أي ألطوائف ألإسلامية ألمتصارعة تعتقدين أنه يوجد ألإسلام ألصحيح .
أنا لا أحتاج لتفاسير ، ووإن كان ألقرآن رمزاً في ألبلاغة ألعربية فمفهوم ألكلام ألبليغ يعني ألكلام ألواضح ألذي يصل ذهن ألقارئ و لا يحتاج لتفسير يعطى لشرح ألأحاجي . أنـا أقرأ نص ألقرآن نفسه كما لو كنتُ أدرس كتاب في ألفيزياء وألكيمياء ولغة ألقرآن هي من لغتي العربية وإذا صعُبَ علي مصطلح أو جملة أراجع ألمعاجم و ألكتب أللغوية وليس ألتفاسير ( أي كما أقرأ بأللغة ألأنكليزية والروسية نصاً علميا ) وأحكِّم عقلي بكل كلمة أقرأها وأنقده وقد أنتقدها وأقول هذا صحيح ومفيد لي وهذا خطأ ومضر وهذا كانَ صحيحاً وأليوم خطأ وهذا ما يجب علي تعلمه وحفظه وهذا ما لايستحق ألنظر إليه . وليس في هذا كله خيلاء ومكابرة أو إستعلاء على ألقرآن أو على محمد بن عبد ألله صلعم بل بألعكس في هذا محبة وعبادة بألمعنى ألذي شرحته لكِ سابقاً وبتواضع طالب ألعلم ، وأعتقد أن ألنبي محمد ذاته لو عرفني أنقد كتابه لأحبني هو أيضاً .
تَقسّم ألديانة ألمسيحية وألأسلامية وتفرعها ليس نتيجة عمل إلهي بل نتيجة تغير ألظروف ألإجتماعية تاريخيا وتطورها وتطور ألفكر ألبشري ذاته لمجابهة تلك ألتغيرات بأفكار جديدة . مثلا حين يحكم ألقرآن بأن الصيام من مطلع ألفجر حتى ألغروب فهو يعني ألحال في مكة والمدينة وربما بغداد أيضا ، ولكن كيف ألحال إذا عاش ألمسلم في لينينغراد مثلا وجاء رمضان في أيار وقت الليالي ألبيضاء ، هذا يعني أنَّ هذا ألمسلم سيموت عطشا وجوعا . أبحثي لي في تفاسيركِ حل هذه ألمشكلة وأخرى أيضا : في إفريقيا واجزاء من أميريكا أللاتينية يعيش الناس عريانا إلا من ورقة توت ( إن لم يفعلوا هذا فسيموتون من الحرارة والهواء ألرطب جداً) فكيف تريدين ان تطبقي عليهم لباس ألحجاب ألإسلامي . ألمسألة ليست في ألفتاوى ألتي يطلقها أئمة ألإسلام وفقهاء ألدين لحل مثل هذه ألمشاكل ففي كل ألحلول ستجدين أن هؤلاء ألبشر يجب أن يغيروا نمط حياتهم وتقاليدهم ألتاريخية ألمتوارثة والمتفقة مع ظروفهم ألطبيعية إلى تقاليد ونمط حياة جديد "إسلامي " . مشكلة ألفكر ألديني أنه يريد أن يهيمن على كل شيء في كل نواحي ألحياة ألإنسانية بشمولية كاملة وخالدة ثابتة أبـداّ وأن لا يتغير هو ويرضخ لتعددية ألأوضاع ألإنسانية وتبدلها ألطبيعي ألمضطرد أي لا يريد أن يتغير تبعا لتغير ألنشاط ألإنساني وألإحتياجات ألإنسانية بل يغيرها ألى ما كانت عليه يوما ما في مكان ما قبلا أو خريطة ومثالٍ مُعـدٍّ سلفاً ومسبقا ، ومن هنا رجعية كل ألفكر ألديني "ألمثالي" وسبب ألأنقسامات ألدينية في ألأوقات ألتأريخية ألحرجة بين ألجهات ألتي تعي ضرورة مواكبة ألتغير بشكل ما ولو لفظيا وألآخرين ألذين يبقون على جمودهم ألعقائدي . وكل الفرق أل 73 ليس بينهم فريق يتبع ألحق ألخالص ألمطلق " لـيَرث ألأرض من بعدي " فمثل هذا ألحق لا يوجد أساساً .
أختي ألحبيبة الثورة ألمحمدية في بعض مجالات ألشريعة ألإسلامية جائت بامور تقدمية رائعة في مجال ألفكر وألإقتصاد وألبناء ألإجتماعي وخصوصا إذا قسنا هذا بإلنسبة للواقع ألمُتخلف ألذي كان يسود شبه ألجزيرة العربية آنذاك ( ألجوع وظروف الطبيعة القاسية وحروب ألقبائل ألمتتالية لإسباب ألثأر او ببساطة ألغزو لإهداف ألسلب وألسبي ، هذا عدا عن وأد ألبنات وإلأنحلال والتفسخ عند ألطبقة ألغنية ألحاكمة في مكة ألعاصمة ) . محمد إبن عبد الله تربى في طفولته أحسن تربية وتعلّم ألفصاحة صبياً ثم درس في ألمعابد اليهودية والكنائس ألمسيحية شاباً ( وبالتأكيد عرف ألعبرية وألسوريانية وربما اللاتين أيضاً ، واقول بألتاكيد لإن ألتوراة وألإنحيل كُتبا بألعبرية والسوريانية وألآرامية ثم تُرجما إلى أللاتينية ، وألكنائس ألمسيحية كانت وحتى ألآن تدرِّس بأللاتينية (و كما قلتُ لك اللغات الثلاث ألأولى قريبة من العربية وهي جذورها وربما لم تكونا تختلفان آنذاك أكثر من الفرق بين أللهجة ألعراقية والمصرية ) . أختي الحبيبة أنا ألآن أسمع سورة ألبقرة وفيها مقطع تقريبا أربع مرات بآيات متجاورة أحس كما لو أن في نفسه أي محمد (ص) بقى حقد دفين على أساتذته من شعب الله ألمختار وأصحاب ألكتاب ، لإنهم لم يرضوا بألتجديد ألذي جاء هو به ( أوكان يريد أن يجيء به والذي لم يتبلور بعد في ذهنه بصورة واضحة) وهو يراقب واقعه ألمتخلف. على ألأكثر كانت نقاشاته كأسبيرانت مع هؤلاء ألدكاترة ألمحافظون عادةً جداً . ألمهم بعدها يتزوج من خديجة ويمتهن ألتجارة ويذهب مرة أو مرتين في السنة إلى مواقع ألحضارة في فلسطين وسوريا (ولبنان كان جزءا من سوريا ) وإلى ألحيرة في ألعراق ولا أعتقد أنه تناسى ألكوفة أو ألكفل حيث مرقد إبراهيم ألخليل وإلى أليمن أيضاً . يعني ل 16 سنة بأم عينيه شاهد وراقبَ ودرس هذه ألمجتمعات بإقتصادها وثقافتها وحياتها ألإجتماعية والبناء ألعائلي فيها وتقاليدها وتاريخها .. فمن ألواضح أنه ماكان يروح لسورية حتى يتسوق ويرجع لحضن مرته بأسرع وقت بل على الأكثر تابع نقاشاته مع الكهنة وعلماء ألدين ورجالات ألفكر في المعابدِ والكنائس والمدارس . ( بألمناسبة أهل ألعراقين كانوا يسمون ألعرب عرباً من كلمة Arebie أريبيو ألسومرية ألأصل وتعني ألدواخل ، مع ملاحظة أن ألهمزة أو حرف A نقلت من من أللاتينية وجاءت هنالك لإستبدال حرف ألعين ألذي تخلو منه بينما هو موجود في ألسومرية ألقديمة وحفيداتها من أللغات ألآرامية وألآشورية وألعربية وألعبرية . واهل فلسطين آنذاك كانو يسمون ألعرب بألأميين ولا أعرف من مصطلح ألأمة بأصل عربي أو من أمّ من كلمة أمام فهو يؤم ألناس وإمامهم وربما بتصريف آخر أُميهم أو من ألأمة بمعنى ألعبودية أو ألأمية بمعنى عدم ألقراءة وألكتابة ولكن ألمضحك والمؤسف جداُ أن ألإسلاميين ألأصوليين يتشدقون وبشيء كبير من ألفخرألذي لا معنى له حين يفسرون كلمة ألنبي ألأمي بألمعنى ألأخير فقط وفي هذا إستهانة بشخصية محمد بن عبدالله وإنقاص من قدره حيث هو عاش في عائلة متوسطة ألحال ماديا وبثقافة مركز حضارة مدنية ثم أصبح على درجة معينة من ألثراء بزواجه فهل يُعقل أنه في كل سنوات ألطفولة وألشباب وألكهولة لم يتعلم ألقراءة وألكتابة وأنه كان ينافق حين قال : "أطلبوا ألعلم ولو في ألصين" وما ألعلم إلا بألقراءة وألكتابة وألحساب ، أم هو ينافق حين بدأ ألقرآن بكلمة إقرأ وتبع ألفاتحة ب " ن والقلم " وسمّاه قرآنا أي ما يقرأ ومجّد ألأديان من "اهل ألكتاب " إن كان هو نفسه لم يقرأ ولم يمسك بيده ألقلم ولا يعرف ألكتابة وقيمة ألكتاب إذا كان أميّـا بألفعل كما يدّعون . لذا فأنا أرجّح كلمة ألأمي كتنسيب للقوم ألعرب بإسمهم ألذي أشتهروا به عند أهل فلسطين من أهل ألكتاب وخصوصا وأن مجيْ ألأية وسياقها مرتبط بألمناظرة مع أليهود ) . ولذا فليس من ألغريب أنه في عمر ألأربعين سن ألحكمة ووقت ألقرار تأتي في ذهنِهِ فكرةَ أن يجمع من أصدقاءه وأقربيه حزباً سياسياً ثورياً لإصلاح مجتمعه ( وألعالم كله إذا إستطاع ، فهكذا يفكر ألقادة ألسياسيون عادةً ) . وبماذا يبدأ ؟ لكل حزب يجب ان تكون إيديولوجيا أي دين . التوراة وألإنجيل تبدآن بعبارة : " في ألبدء كانت ألكلمة " فليقل هو بدلها : " إقرأ بإسم ربِّكَ ألذي خلق " . أنـا لا يهمني يا أختي ألحبيبة إن كانت هذه كلماته جائته في غار حراء أو على فراشه بين ألحلم وأليقظة أو جالساً حول مائدة ألطعام يتناول المشمش والتين ألذين جلبهما من لبنان وفلسطين " والتين والزيتون وطور سنين وذلك ألبلد ألأمين " . وأنا لا أعتقد بوجود ألملك جبريل ولا موزا ألشعراء ( muse آلهة ألإلهام وألوحي وألإبداع للشعراء وألعلماء وألغناء وألفنون عند ألإغريق ) ، تكفيني معرفتي لقدرة ألدماغ ألبشري ألهائلة على ألحلم وألخيال وألتخيُّل وألإستلهام وألإبداع وألتفكير وإلإستنباط ووضع خطط العمل الإستراتيجية .
عدا قضايا ألنضال ألسياسي للسيطرة على ألسلطة بألإعتماد على ألطبقات ألفقيرة ألمسحوقة ألنبي محمد وأصحابه ، بألأساس طبعا ألنبي محمد ذاته وليس تلامذته أبو بكرٍ وعمر وأبو ذر ، في ثلاث وعشرين سنة شيدوا صرح ألعقيدة وألشريعة ألإسلامية . فلننظر إلى محاسنها ومساوئها من وجهة نظر ذلك ألعصر ثم بمعالجة تاريخية : ألإسلام جاء بنظام إقتصادي جديد في قضية ألزرع بألمحاصصة فيفتي فيفتي أي بألنصف لصاحب ألأرض وألنصف للزارع ، وهذه كانت خطوة ثورية هائلة عززت مسيرة ألتاريخ ألإسلامي حين كانت تطبق بألفعل . وأقول تقدمية رائعة لإن ألأرض ألزراعية في شبه ألجزيرة قليلة جداً ومالكي ألأرض كانوا يستغلون عمل ألزراع والعبيد ابشع إستغلال . وهكذا كان ألأمر أيضاً في ألبلدان ألأخرى ألتي إستفادت بشكل ما من هذه ألتجربة بعد دخول ألإسلام . ولكن هل نسبة 50% لرأس ألمال هي نسبة عادلة برأينا ألآن ؟ أنتِ ناقشتيني بموضوع رسالتي لمجلس الحكم حول ضريبة ألأرض وكإنكِ خبيرة إقتصادية فلذا أجيبكِ . رأس ألمال يجب أن يحصل على ربح يعادل متوسط فائض ألقيمة لكل ألإنتاج في ألبلد ألمعني أي بألواقع لا يزيد عن 5ـ10% وليس 50% ، أي أنه حين جاء بها ألإسلام كانت خطوة تقدمية ألآن تطبيقها يعني خطوة رجعية جداً . أما ألضرائب فتفرض على أرض ألدار ألتي تملكيها أنتِ إسمياً ( لإنك إشتريتيها من شخص آخر ) لإنَّ هذه ألأرض لا تعود لكِ فعليا ولم تخلقيها أنتِ ولذا يجب أن يعود ألنفع منها للكل على ألسواء ، بألنسبة للأرض ألزراعية والصناعية هذه ألموضوعة أهم بكثير فهنالك ليس 200 ـ600 م2 تسكن فيها ألعائلة بل تقريبا كل مساحة ألعراق ألتي يجب أن تطعم شعبه ، وقوانين ألشريعة ألإسلامية مهما جائت به من سفسطة لا يجب أن توضع محل ألأرقام ألتي تعطيها حل ألمعادلات ألرياضية في علم ألإقتصاد .
نفس ألفكرة أعيدها عن قضايا ألضرائب في ألشريعة ألإسلامية ، وقتها جباية ألضرائب في فلسطين وسورية والعراق كانت موجودة قبل ألإسلام بآلاف ألسنين . في شبه ألجزيرة لم تكن هنالكَ ضرائب لا على ألفقراء ولا ألأغنياء ، ألأموال ألتي كانت تجمع في مكة مثلاً لصيانة ألحرم ألشريف كانت بشكل تبرعات ألحجاج وبعض ألأغنياء أو على شكل قرابين . حين جاء ألإسلام ووضع ضريبة ألزكاة وضريبة ألعشر وغيرها لجمعها في (بيتِ مال ألمسلمين ) ، أي تعلَّم محمد (ص) من ألآخرين كيف تُبنى ألدول وحاجاتها مثلاً لسد حاجات ألجيش ألذي إستحدث أو لمساعدة ألفقراء وألمنكوبين ، وهنا هو حثَّ على أفكار ألكرم و ألصدقة أيضا أي كما ألمسيحية واليهودية من قبله . فكان هذا شيئا رائعاً تقدمياً لولا أنه فرض مع هذا ضرائب مجحفة على ألموالي أي كل من هو من غير ألمسلمين وبينما كان يقول لكم دينكم ولي ديني جعل هؤلاء مواطنين من الدرجة ألثانية والعاشرة وهم يعيشون على أرضهم وأرض أجدادهم وولدوا أحرارا فجعلهم عبيداً .
أختي ألحبيبة أنت تناقشيني وتقولين لي في رسالة سابقة أن ألزكاة 2.5% وليست 10% ، هنالك مسألتين هنا أولا أنا وضعت 10% على ألأموال ألمجمدة ( ألمكدسة كذهب مثلا وليس حلى ذهبية فهذه تعتبر حاجات شخصية ) ، ولم أضع أي ضريبة على ألأموال ألمدورة . ألأموال ألمجمدة يجب ان لا تبقى على ألإطلاق لإن هذا يعني سرقة جهود الشعب ، ألناس الذين خلقوا ألقيم ألمادية ألتي سكت لها هذه ألنقود وعندما تحتفظين في ألبيت بطن ذهب أو ما يعادلها ـ 1000000$ ولا تضعيها في ألمصرف أو تشتري أسهم شركات فاعلة أو عندما تشترين قطعة أرض ولا تبني عليها أو تزرعيها ، فهذا يعني أنكِ تسرقين ألآخرين حتى لو كنتِ حصلتِ على هذه ألأموال بأشرف أنواع ألعمل وكدحتٍ من أجلها طول حياتكِ . ألمجتمع يتطور والمفاهيم ألإقتصادية تتبدل ونحن لا نستطيع أن نستعمل ألزكاة ألإسلامية كما جاءت وقتها ، ألدولة أليوم عليها ليس فقط سد حاجات ألجيش بل إقامة ألمدارس والمستشفيات ومساعدة ألعاجزين ودفع ألمعونات للأطفال والعاطلين وإقامة ألطرق والجسور وتجهيز كل البنية التحتية ودعم ألبحث ألعلمي ألنظري مما يعطي فوائده لنا ربما بعد ربع قرن ، وغير ذلك مما لم يكن في زمن محمد بن عبد الله ولم يكن يحلم به .
ألإسلام حلل ألتجارة وحرم ألربا ، وفي الحقيقة ألربا كان وما زال من أهم عناصر ألتجارة وكل ألحياة ألإقتصادية في ألمجتمع ، وهذا لا يمكن لا يمكن تقريره بفلسفة واحكام إلهية وقرآنية . كان من ألأفضل أن يجد حدودا قانونية لتنظيم ألربا وليس تحريمه ألذي أنتج أشكالا وسخة لعملية ألربا ذاتها .
ألنظام ألإسلامي جاء بنظام جديد للعلاقات ألعائلية وهو نظام تقدمي بألنسبة لواقع ألعلاقات ألزوجية وإحترام ألمرأة في شبه ألجزيرة فبدلا وئد ألبنات ألذي حرمه ألإسلام وسبي ألنساء وإستغلالهن ألجنسي جهد أن يمنع ألحروب والغزو ألقبلي وعاداته وحرَّم ألمهنة ألقديمة ووضع لها عقاباَ أرضياً ، تراجع عن ألخط ألمسيحي فبينا عيسى رفع عقاب ألرجم عن ألزانية جاء ألرسول وضع ألعقاب مجددا بشكل ألضرب بألسوط . مشكلة . ثم وضع قوانين للحياة ألزوجية صالحة لذلك ألعصر عندهم : قال ألناس كاسنان ألمشط ثم وضع مقام ألمراة بكل ألحقوق بما يعادل نصف مقام ألرجل أو اقل بكثير . ألرجل من حقه ان يتزوح بأربع وألمرأة لا تستطيع حتى أن تناقشه في ذلك وإذا عصيت أمر زوجها فمن حقه أن يضربها بالسوط كالعبيد (بيت الطاعة ) ، في المسيحية لا يجوز ألزواج بأكثر من إمراة . من حق ألرجل أن يطلق زوجتهِ متى شاء وليس لها في ذلك حق . في المسيحية ألطلاق ممنوع تماماً ( عند ألكاثوليك) ويستمر ألزواج حتى يقطعه ألموت ، ومسموح فقط برضى كلا ألطرفين ( عند ألبروتستانت ) أي ألمرأة تستطيع أن لا تسمح لزوجها بألطلاق حتى لو عاشوا مفترقين لسنوات ما لم يُثبت بألأدلة ( وليس بالقرائن إسألي أبي عن ألفرق ) انها تعاشر رجلاً غيره . وهكذا في ألإسلام رغم انه اعطى ألمرأة ألعاقلة ألمطيعة بعض ألإحترام وألحقوق ألجديدة على شبه ألجزيرة فإنه جعل هذه الحقوق بيد البعل ألذي على ألأكثر لم تختره هذه ألإمرأة لإن الزواج يتم بموافقة ولي أمرها وليس موافقتها وهي قاصر مهما كبرت (موافقتها ألأسمية حين ألزواج لا تعني شيئاً لأن أباها يستطيع أن يرغمها على ما يريد وإلا فينتظرها عقاب ألعقوق وهو أشد ) . هنالك أشياء كثيرة في هذا ألموضوع يجب مناقشتها كما جاءت في ألشريعة ألإسلامية ( سورتي ألبقرة وألنساء خاصة) وما عاصرها في ألدول ألمجاورة وكذا كما نريد أليوم . فانا مثلاً أفضل ألحرية ألكاملة في ألعلاقات ألجنسية وبألنسبة للزواج أنظر له كأي عقد حقوقي فيه ألإلتزامات والمسؤوليات يحددها ألطرفين ألمتعاقدين بدون أي علاقة بأي دين .
ألإسلام جاء بنظام تقدمي جديد في قضايا ألإرث يتجاوب مع طبيعة ألعائلة ألتي إرتضاها . وهذا كان بألفعل نظاما رائعا إستخلصه من أنظمة ألإرث ألبابلية ألقديمة ومن ثم إستفادت منه حتى أوربا ألمسيحية ( طبعاً بعد أن محت فيه من تنصيف حصة ألأنثى عن الذكر ) ، لأنه وضع أسساً حسابية جميلة وبسيطة لا خلط فيها . وألإسلام هنا ألغى إمكانية التوصية بألإرث بألرغبة ألأخيرة ، على أنَّ ألإنسان لا حق له في ماله بعد وفاته إلا في حالة وقفه ألعام للمسلمين . وهذا خطأ والمسيحية هنا أصح . كتابة ألوصية بألمال وما أملك وكيف يجب أن يقسم بعد وفاتي مسألة مهمة جداً أستغلها في حياتي لشتى ألأغراض مثلاً ألتربوية منها .
ألإسلام عملَ أولا على تحرير ألعبيد والرفق بهم ولكن لم يحرم ألإستعباد وألعبودية ، فيما أصبح الغزو العسكري هو طريق نشر ألإسلام ألمقنن بألشريعة ألمحمدية أصبح نصف ألناس وأكثر عبيداً .
ألنبي محمد بن عبد الله القريشي قال " أحِب لإخيكَ ما تحب لِنفسكَ " وهذه كلمتُهُ كانت رجعية جداً فهو لم يقل حتى " أحِبَّ إخاكَ كما تحب نفسك " ، وأقول رجعية جدا لإن ألنبي محمد (صلعم) تراجَعَ ـ تبعاً لظروف ألحياة ألمتخلفة في شبه ألجزيرة بألمقارنة مع فلسطين مثلاً ـ تراجعَ بكلماتهِ هذه عن قول عيسى ألمسيح عليه السلام والذي قال : "أحِب ألبشر كلَّهُم صالحهم وطالحهم ، شرِّيرهم وخيَّرَهَم ، أحِبَّهم كلهم كما تُحِب نفسكَ لإنهم كُلُّهم إخوانَكَ ." وإن تسأليني كيَف أُحِب ألإنسان ألطالح والشرير وألمجرم ، فالجواب كما قال ألنبي محمد نفسه حينَ سُـإلَ :كيفَ أنصر أخي ظالماً ، فأجابَ بأن تَكُفُهُ عن الظلم فتكون قد نصرتَهُ
ألنبي ألثائر محمد إبن عبد الله القريشيُّ صلى الله عليه وسلَّم ، من اجل عسكرة المجتمع وتأليب النفوس لخلق دولة قوية ، حرَّم ألرسم وألنحت وألزخرفة والتمثيل ألمسرحي والموسيقى وألرقص وألغناء أي كل ألفنون ألتي تبتهج لها وتتطور بها ألنفس ألإنسانية ، وهو عربي وكاد أن يحرِّم حتى ألشعر ألعربي " والشعراء يتبعهم ألغاوون " وما هو إلا بشاعر ، وايضاً كان يستمع بشغف للشعراء في مجلسهم بمسجده.. " ألم ترهم في كلِّ وادٍ يهيمون ويقولونَ ما لا يفعلون " وما عليكَ أن يهيموا وهم أحرارٌ على هذه ألأرض ويقولون ما يأتي في ذهنهم وقد لا يستطيعوا تطبيقه ويُبدعون مما في أحاسيسهم ومخيلاتهم وإن تبعهم أحدٌ فلإنه إنسانٌ أيضاً .
قال أحد ألحكماء : تَجرَّأ أن تَخطَأ وتَحلُم .
أما أن تقولي لي أنّ محمد ألنبي ليس بشاعر فأجيبكِ أن ألقرآن كله موزون ومقفى . ألعرب في ألجاهلية كانوا لا يعرفون من ألشعر إلا ألشعر ألعمودي بقافية واحدة ولا يعتبرون ألسجع شعراً . بينما محمد إبن عبد الله عرف ألثنائيات ألعبرية والرباعيات ألفارسية والسجع العراقي والسورياني ، طبعاً لم تصله بعد ألموشحات ألأندلسية ألتي نقلها ألعرب من وزن ألغناء ألإسباني . رحم الله ألخليل بن أحمد ألذي فصَّل أوزان ألشعر ألعربي ألقديم ( كما أذكر 16 فصل ) ، كان هنالك مفاهيم وأسس البلاغة والخطاية ولكن لم يوجد مفهوم النثر الشعري . حين كتب شاعرنا بدر شاكر ألسياب قصيدته مطر إختلف ألأدباء والنقاد والشعراء هل هذا شعر أم نثر شعري أو خرط فارغ وطعن بأللغة ألعربية من ألظهر ، ثم إتفقوا على أنه شِعرٌ صحيح . ألنبي محمد ألصادق ألأمين بالطبع منذ صباه كان حافظاً للمعلقات ألسبع كلها وتعلَّم تقريباً كل لهجات ألقبائل ألعربية في شبه ألجزيرة ( للإستدلال ممكن ذكر واقعة جداله حول إحدى كلمات أللغة العربية ، حين إستدعي أحد ألعارفين وشهد بصحة قول ألرسول ، لاأذكر ألواقعة ) ، ولذا حينً يأتي هو مُجددا ، فلنقل في ألنثر الشعري والسجع ألعربي ويجعل من قرآنهِ نمطأً جديداً في ألأدب ألعربي ( وهو كتَبهُ ونَقَّحَه ليس في يومٍ أو إثنين بل على مدى 23 سنة ) فمن حقِّهِ أن يكتب : إنَّ هذا كلام الله فإن لم تصدقوا فآتوا ولو بآيةٍ مِن مثله . ومن كان مِن ألمتخلفين وألجهلة في شبه ألجزيرة كلها من درس الفصاحة واللغة وفَقِهَ العلم والحياة كما هُو ؟ هل مسيلمة ألكذاب ؟ أؤكد لكِ يا أختي ألحبيبة أنَّ ألنبي محمد لو عَلِم أن في الجزيرة شخصٌ من مِثل هوميروس صاحب ألإلياذة وألآخر صاحب ألإنياذة لما تجرَّأ أن يخرج بمثل هذا ألتحدي ( على ألأقل خفف حينئذٍ لهجته القطعية ) . ونحن حين نستمع ألغناء ألقرآني قراءة و تجويداً وترتيلاً نستطربه ونتمايل بألطبع لأنه على مر ألعصور إستحوذ على ألجزء ألأكبر من تراثنا ألموسيقي والحان ألمقامات ألعراقية والسورية والفارسية بما يجعلنا نتهاون عن التفكير ألعميق وألنقدي بمعاني ألكلمات وألجمل ألقرآنية . وأوكد لكِ أن ألروس مثلا قد يصابون بألصداع ألشديد إذا لم أقل أكثر من ألأستهجان عند سماعهم هذه ألنوع من ألموسيقى ألشرقية غير ألراقصة . من أللطيف وألغريب أن ألمسلمين يحتجون ويتهمون بألكفر من يقول أن ألنبي محمد كان شاعراً مستندين إلى ما جاء في ألقرآن " ما هو بشاعر إنما هو وحي يوحى ". وكأن كلمة شاعر كلمة رديئة ألمعنى وألفضل أن يكون ألإتسان بلا شعور ، مع ألعلم أن ألعرب كما كل ألشعوب كانت تحترم وتقدر وتفخر بشعرائها كزعماء ألفكر وألإحساس وألتوعية ألذين يوحدون ويوجهون حماس شبابها عند ألحروب وألأزمات ألخ . وكل شاعر عبقري أو عالم عبقري يشعر كما لو انه يوحى إليه فهذه هي طبيعة عملية التفكير ألعميق و ألإبداع في ألدماغ ألبشري لحظة ألخلق ألجديد ، ومن ألأبحاث ألعلمية في هذا ألموضوع ما يكفي لأن نعلم أن ألقرآن ليس منزلا من مجرة ألفا تسنتافرا وهم لا يعرفون هنالك لغة قريش . وقال ألمتنبي :
وإني وإن كنتُ ألأخير زمانه لآت بما لم تستطعه ألأوائل .
أختي ألحبيبة ألنبي محمد إبن عبد الله رغم كل أخطائه وخطاياه يبقى من أعظم ألناس ممن ولدوا على أرضنا، و إجلاله لم ولا يبدأ من إنسانٍ صغير جدأ مثلي . ملايين من ألبشر لقرون عديدة ومن أطراف ألأرض ومن أديانٍ عدة تعترف بعظمتهِ ألإنسانية والتاريخية . ولكني حين أناقش أحداً أو أنقد شيئا أفعل هذا بألعقل فقط بدون عواطف تبعدني عن المنهج العلمي ، وحين أشرح ما أقول أريد لمقالي أن يصل بألضبط كما أريد للسامع ، فاعذريني عن الكلمات ألفاحشة في خطابي .
أختي ألحبيبة أنتِ كتبت لي أنَّ ألقرآن أو ألدين هو علم ألعلوم أي أنه يشرح وفيه ملخص كل ألعلوم ، ألا ترين ألآن أنك مخطئة والدين هو مجرد نتاج لكل ألعلوم ولتطور ألعقل ألبشري وهو يتطور مع تطور هذه ،ويستعمله الناس لفلسفة حياتهم ألإجتماعية وتوجيهها آخذين بنظر ألإعتبار أيضا ألتطور ألعلمي أللاحق ألمنتظر ؟

أعتقد يا أختي ألحبيبة أنوار ألهدى أنَّكِ قد فهمتِ تماما وبشكلِ صحيح موقفي من ألقرآن وألأديان "ألسماوية" . بقي عليَّ أن أجيبكِ على ألجزءألأخير من سؤالكِ الكامل ، ما هو ديني أنـا والذي أرتضيه لنفسي وألذي سأسميه ألإسلام ألجديد ( وهذا ليس فقط لغرضٍ في نفسي ) .
أختي الحبيبة عن ألدين ألذي أرتضيه لنفسي أريد أن أقول لكِ أن أهم اسسه و أفكاره وُلدت في ذهني قبل حوالي 19 سنة في يومٍ عصيبٍ جداً . كان الوقت حوالي ألسابعة ولم أكن مريضاً بأي شيء ولكني كنتُ أفكر بعمق عظيم وكنتُ أتصور أني سأموت قبل الصباح ولذا طلبت من تمارا أن تترك طبع أطروحتي وتسجل ما أقول وأنـا راقد على ألفراش وبداتُ لها أحكي وهي لم تسجل ولم تكتب شيئا وتعتقد اني في حالة هذيان ( درجة حرارتي كانت عالية طبعا ) أما انا فاصيح عليها إكتبي ولا تهتمي وأغلقتُ عيني و أمليت عليها ما أردتُ قوله حتى ألفجر ثم نمتُ مرتاحا . وفي ألصباح علمتُ أنها لم تكتب شيئاً ولاحتى تذكر ما قلتُ لها من أفكار مهمة جدا بألنسبة لي , وأنا أيضاً كنت تعباناً جدا وأعصابي مرهقة وحمدتُ ألله وصفاروح معاً على أني لم أمُت ولو أن اليومين ألتاليين لم يكونا بهذه ألبساطة وكنتُ أخاف ألموت ولم يعرف احد ما توصلتُ إليه من معنى ألوجود ، وعدا هذا في ألغربة فقررتُ أن لا أتعب ذهني بهذه ألأشياء وألبحث عن سِرِّ ألوجود كي استطيع ان أعيش وأجد يوماً أُسمِع به ما أريدُ أن اقول وأشهد ما يجب عليَّ أن اشهد .
أختي الحبيبة في تلك ألليلة لم يصلني وحيُ ما من الله أو غيره بل أنا بعينيِّ عقلي رأيت مسيرة ألبشريةَ كلها ورأيتُ ألمنتهى . وهنا اقول ألمنتهى ليس بمعنى ألآخرة وليس بمعنى ألحتمية كما في ألأديان "ألسماوية وألأرضية" . بل المنتهى كما يجب ان نريدهُ نحن ألبشر ، ألآلهة . لكي اوضح لكِ ما أريدُ ان أقول أذكر لك ما قاله بعدئذٍ ميخائيل غورباتشوف قبل تنحيته عن ألسلطة بفترة وجيزة أي قبل 14 سنة تقريبا وكان هذا إثناء ألمفاوضات مع جيمي كارتر حول ألأسلحة النووية بين الإتحاد ألسوفييتي والولايات ألمتحدة ، قال :" لحد ألآن لم يُثبت لنا ألعلماء بألدليل ألقاطع وجود حياةٍ عاقلة آخرى في أي جزء من كوننا ، كل ما جاءوا به هو براهن نظرية رياضية إحتمالية ، فهل نستطيع نحن أن ناخذ على عاتقنا مسؤولية فناء ألبشرية وهذا يعني أننا سنقضي على كل ألحياة ألعاقلة في الكون كله ؟ " هل فهمتِ ما اقصد ؟ ألنقطة ألأساس في ديني هو أننا أنتِ وانا وكل من يحس ويفكر ويخلق نحن كلنا هم ألآلهة ولكي نكون بشراُ بألمعنى ألأجَّل لكلمة " ألإنسان " يجب أن نتعلم كيف نتحمل مسؤولياتنا كآلهة . هذا الموضوع مشروح بصورة رائعة في ألقصة " غريب في دار ألغربة " من ألخيال ألعلمي ألتي أوصيتُ شذى ألريحان بألبحث عن ترجمتها للعربية وقرائتها . أنا هو الله صفاروحي وأنتِ أيضاً صفاروحي ومعلميَّ أبي وأمي هم صفاروحي وكل من يحس ويفكر ويخلق وكل ألآلهة ألتي خلقتها ألبشرية يوما هي صفاروحي لإنها نتاج ألعقل البشري ألخلاق وهي تعينني أن أرى طريقي أللاحق وتنيره لي . هذا من ناحية ألإله ألذي آؤمن به .
من ناحية ألفكر أنـا أؤمن بألحرية ألكاملة للإنسان ، ألحرية ألتامة لكل إنسان بلا حدود تفرضها عادات وتقاليد بالية ، ولا أحد يستطيع أن يتجنى على حريتي وحريات ألآخرين . الحياة ألإجتماعية تفرض حدودها وقوانينها : أنـا لستُ حراً أن اتجنى على حقوق وحريات ألآخرين ولكن القانون لا يجب أن يمنعني ويمنعكِ أن نمشي عاريين ويدا بيد في شارع ألرشيد ببغداد . لا يمكن لإحد ولا قانون أن يمنعنا لإننا بهذا لا نؤذي ألآخرين ولا نتجنى على حرياتهم ، إذا لم نعجبهم فليغضوا ألطرف . أنـأ أيضا لا تعجبني ألعمامة فهل أذهب إلى حاملها وأضربه أو أنزع منه عمامته . أما إذا كنتِ تعتقدين أنَّ ما قُلتُ لكِ يعني أني فاسد ألأخلاق فأنتِ مخطئة ولا أعرف عن أي أخلاقٍ تتحدثين ، فأنـا أرى في هذا مكارم ألأخلاق وذُراها .
أختي ألحبيبة في رسالة سابقة كتبتِ لي ما معناه أن ترك ألحجاب يفترض أولا وجود عالم من ألناس ألملائكة . ألمسألة هنا عندكِ موضوعة بالعكس كما لو مشى ألإنسان على يديه وأستعمل قدميه . ألحجاب لايقي أبداً لا البنت ولا ألمرأة بأي عمرٍ كان ، لايقيها لا من عواطفها و حاجاتها ألجنسية ذاتها ولا من إمكانية ألتعدي عليها من ألشباب وألرجال من ألسفلة ، إذا كانت تريد ألمحافظة على نفسها في مجتمعٍ متخلف متوحش فلتتعلم ألكاراتيه أو تخفي في ثيابها مسدس صغير . بألطبع هنالك وسيلة أهم هو ألحصول بعملها ألطيب على إحترام ألآخرين فيكونوا كلهم عنها مدافعون وأخوةً لها سواء كانت محجبة أم لا . تحجب ألبنات وألنساء وفصلهم منذ الطفولة عن ألأولاد وألمجتمع ألرجالي هو ألذي يخلق ألكبت والمشاعر ألهمجية وألأخلاق ألتي هي أوطأ حتى من ما عند ألقردة ، بينما ترك الحجاب ولبس ألملابس الجميلة التي فيها ذوقٌ وفن يربي ألمشاعر وإحساس ألرقة والجمال بما يرفع الناس إلى مرتبة ألملائكة .
أختي الحبيبة أنوار الهدى نفس هذا الشيء ينطبق على ما تسمينه أنتِ العفاف إذا كنتِ ترين به معنى أن تبقى ألفتاة باكِراً حتى زواجها ( على ألطريقة ألإسلامية طبعاً ) . وتعتقدين طبعاً أنً ألمجتمع ألأوربي وألأميريكي وغيرها هي مجتمعات فاسدة لإنها تحلل العلاقة الجنسية قبل ألزواج . اولاً معنى ألعفاف والعفة بأللغة ألعربية هو أن يعف ألمرء عن ما ليس له وليس له به حق مثلاً لا يسرق ، ولا يسيء لإمرأة سافرة أو غير سافرة لم تعجبه مشيتها أو هي هيجت شهوته الحيوانية ولا يكتم نفسه ويعِف عن التعدي على حريات ألآخرين . وهنا أقول لكِ : في ألمجتمع ألبشري ألراقي ألمتحضر فعلاً جمال المرأة ألعارية لا يهيج ألشهوة ألجنسية بشكلها ألحيواني ، بل سواء عند ألرجال وألنساء يثير أكثر ألمشاعر ألإنسانبة سمواً ـ ألشعور ألجمالي ومشاعر ألألفة وألمحبة وألأحترام .
أما عن مسألة ألبكارة فأقول لكِ أن هنالك شعوباً عديدة سواء في ألهند والصين واليابان أو في ألأميريكتين ليس فقط تسمح بألعلاقة ألجنسية قبل ألزواج بل هي تربي أطفالها وتعلمهم منذ ألصغر ممارسة ألجنس كما يعلمونهم أخلاق وآداب ألجلوس حول مائدة الطعام لإن هذا يخلق في نفوسهم إحترام الذات وألجنس ألآخر ويمنع عنهم الهمجية ألحيوانية وألأمراض ألنفسية ألتي يخلقها ألكبت ألجنسي كعدم الثقة والشعور الدائم بألنقص سواء عند الفتيان او الفتيات . من ألجهة ألثانية أؤكد لكِ أن الممارسة الجنسية قبل الزواج وأقصد بألضبط مع أفراد آخرين وليس الزوج أو الزوجة ألمنتظرة يقوي ويعمق مشاعر الحب ألزوجي وألإحترام بين ألزوجين ولا يقلل ابداً عدد ألزيجات ، في ألاخير كلهم سيلتقون شركاء حياتهم وسيتزوجون وحياتهم الزوجية أسعد بكثير مما لو كانوا عرفوا فقط بعضهم البعض . والخيانة ألزوجية تقل أيضا عادةً . ألمشكلة في ألنفاق ألذي يتعمده رجال ألدين بألخلط بين ألحرية ألجنسية من جهة وألبغاء وألدعارة من ألجهة ألأخرى وإعتبارهما شيئين متماثلين بينما ألعكس هو ألصحيح فهما شيئان متناقضان ومتضادان تماماً . فبينما ألحرية ألجنسية تربي ألمشاعر ألروحية وأخلاق ألسلوك ألمتكافى بين ألبشر وشعورهم بالمسؤولية عن علائقهم فيما بينهم ونتائجها ، فإن ألبغاء وألدعارة إذلال للطرفين وإستعباد للمرأة بوجه خاص وجعل جسدها ومشاعرها سلعة تباع وتشترى ولا يهم من كان ألنخاس . وأقول لك أن أغلب ألزواج في أعراف وتقاليد مجتمعاتنا ألإسلامية ووفق شريعتها ما هو إلا نوع من ألبغاء وألدعارة وخاصة أن بعضا من ولاة أمر ألفتيات أي آبائهن بألحقيقة لا يختلفون نفسيا عن ألنخاسين في سوق ألعبيد تجرهم لذلك ألتقاليد ألبالية وأغلب رجال ألدين ألذين لا يرون ضيراً بل ربما يمجدون أن تقتل فتاة بريئة إغتصبت ، أن تقتل بإسم ما يدعونه بألشرف ألعائلي بينما يهيجون غضباً أن تذهب ألفتاة بإرادتها لشخص أحبته وإن أنجبت منه فلا يعترفون حتى بشرعية وجود هذا ألطفل ويبررون قتل ألفتاة وألطفل ألبريء . وفي أحسن ألأحوال عندنا فإن ألآباء وألأمهات هم ألذين يأخذون على عاتقهم مسؤولية إختيار شريك ألحياة لأبنائهم وبناتهم وهذا بألطبع أسهل لهم بكثير من أن يربوا في بناتهم وأولادهم روح ألحرية ويعلمونهم كيفية التعارف ومعرفة ألآخرين بفضائلهم وسيئاتهم وكيفية ألإختيار ألصحيح ومسؤولياته ، وبألنتيجة فألأزواج ألجدد من ألشباب لايشعرون بمسؤولية ذاتية عن أخطائهم هم ولا بألطبع عن ألإختيار الذي لم يقوموا به بل جاء كالقدر ألمحتوم ليحكم عقودا من حياتهم وبنفس أسلوب ألتسلط يطبقونه على أبنائهم وبناتهم . الفساد في العقول والقلوب لا يخلقها ألإنفتاح الجنسي وما يسمى ألثورة ألجنسية بألنسبة للمجتمعات ألمغلقة كألمجتمعات ألإسلامية بل بألعكس يخلقها ألكبت ألجنسي وألأوهام ألتي يغرسها رجال الدين . نسبة أللواط والسحاقيات في ألسعودية وإيران هي أكبر نسبة في العالم كله وبعدها طبعا باقي ألبلدان العربية ألتي تُشيد بإسلامها ، وهم يتحدثون على أن أوربا فاسدة لإنها ( بعض ألدول ) جعلت من حق ألأفراد توقيع عقد زواج كعيش مشترك بين رجلين أو إمرأتين يريدون هذا لإنفسهم وهذا حقهم فهم أحرار ولا يريدون ان يختبأوا في ألمرحاض .
أختي ألحبيبة أنوار ألهدى أنـا تعرضتُ هنا بصراحةٍ كاملة وعمداً لإصعب ألأشياء ألتي قد تجرح مشاعركِ في قضايا ألدين ألذي أرتضيه لنفسي حتى لا أكونَ كاذباً أمامكِ وامام نفسي . هذا ألحديث ألصريح قد لا يستسيغه أحد في مجتمع ألقهر ألفكري ألذي عشتم وتعيشون فيه وربما فقط بعد بضع سنوات يبدا ألناس بتفهم وتقبل ما قلته . فأرجو منكِ ان لا تكتبي لي رسالة تناقشينَ بها أفكاري هذه . كل هذا يمكن ان ينتظر ، بعد رجوعي سيكون لنا ألوقت ألكافي للحديث والفهم ألمتبادل .
أرجع ألآن إلى قضايا الدين ألمهمة ألآخرى من النواحي ألفلسفية .
طلب ألعلم كل العلم وليس كما فعل ألمسلمون حين غزوا مصر ( ويقال فتحوا مصر وأوصلوا لها نعمة ألإسلام ) فحرقوا ألمكتية ألإسكندرية وأضاعوا للبشرية نصف التراث ألعلمي العالمي آنذاك . أنا أؤمن بأن ألعقل ألبشري


من الحاد



  رد مع اقتباس
قديم 07-25-2014, 03:39 PM الشخرستانى غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
الشخرستانى
عضو نشيط
الصورة الرمزية الشخرستانى
 

الشخرستانى is on a distinguished road
افتراضي

توحيد ألبشر في ألأديان التي تسميها "سماوية" كانت تعني أن يقف كل البشر صفاً واحداً ورأء موسى أو عيسى أو محمد وورثائهم وأتباعهم . هذا لم يكن كذلك لا في الفكر البوذي ولا عند أخوان الصفاء ولا في مبدا ألأممية عند ماركس ولا في العولمة ألحالية . عند هولاء وعندي توحيد ألبشر يعني توحيد كل ثقافاتهم ونتاج حضاراتهم بجمعها معا بدون ألأخلال بها وتغليب أحدها على ألأخرى . أللغة ألعربية ربما تكون افضل لغة لي ولكنها لغة سقيمة عند الأنسان الصيني أو الفرنسي وهو يعلم أنَّ لغته أفضل ( له بألطبع ) . ألقرآن يفقد 90% من محتواه الجمالي ألذي يفتخر به لإنه يعتبره آيات الله و من عنده ، وأنتِ تريدين العالم كله أن يفقه العربية ويعيشها حتى يفهم جمال ألقرآن وهم لا يريدون ومن حقهم ألطبيعي أن يتشبثوا بلغاتهم وأدبهم وتراثهم ألذي هو أجمل عندهم بكثير .
أختي ألحبيبة هذا بعضٌ قليل مما في ديني ألذي أرتضيه لنفسي ، في مسائل ألتشريع والسياسة وألإقتصاد والسياسة وألإجتماع هنالكَ أشياء كثيرة يتوجب عليَّ طرحها ومناقشتها مع ألآخرين . واريد أن اقول لكِ أنني لم أختلق وأصنع هذا ألدين لوحدي ، بل أريده مجموعا لإفضل ألنتاج ألبشري مدى ألعصور ، وإنني لستُ وحيداً في هذا ألدين ألذي لم أخلقه أنا بل خلقه كل صفاروح ألبشرية ، بألإمس سمعت من ألراديو بألروسية نبياً أميريكيا إسمه باول فيلليني ( ليس ألمخرج ألسينمائي ألعظيم ألإيطالي فيلليني ) وله موقع في ألأنترنت بإسمه ( لم استطع أليوم ألحصول على عنوانه ) ، وهو يقول أيضاً أنَّ بوذا وكريشنا وعيسى ومحمد هم نفس ألأنبياء وألآلهة ونفس ألدين ويشرح الأمور تقريباً كما شرحتها لكِ .
أختي ألحبيبة أنوار ألهدى حينما كتبتُ في أولِ رسالةٍ لإمي ألقديسة ألبطلة أنني بحاجة لا لزوجة بل لسكريتيرة مؤهلة ومطيعة ، كان هذا لإنني منذ سنوات أفكر أنني يجب أن انشر أجزاءاً من ديني هذا ( بألطبع ليس أولاً بهذه ألصراحة ألتي أتحدث بها مع أختي ألحبيبة وهي صفاروحي ) في ألأنترنت في موقع أسميه NewIslam.org مثلاً . ومن خلاله أجد لي صحابةً ورفاق طريق ( وخلفاء راشدون) وأيضا معلمين وأساتذة يربونني ويُلهمون صفاروحي .
للنكتة أقول لكِ سأبدأه هكذا " بإسم ألإنسان ألذي تعلَّم الكلام إقرأوا ما كتب أبوكم صفاروح " ولن اختمه بعبارة أليوم أكملتُ لكم دينكم واتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم ألإسلامَ ألجديد دينا ، لإن ألدين لن يكتمل أبداً والنعمة ليست من عندي فقط وانا قطرة من بحر النعمة والخير ألتي هي في ألناس جميعا في كل من يفكّر ويعي ويخلق، وهي لن تتم يوما ولستُ أنـا ألذي يرضى أو لايرضى عن دين ألآخرين فلِكلٍ دينَه وصفاروحهَهُ .
هذه كانت مزحة ، بألفعل عندي أشياء كثيرة أريد أن أقولها لكي يناقشها ألآخرون في ألأنترنت وليس فيها شعر وبلاغة كما في ألإنجيل والقرآن ولكنها يجب ان تنشر في موقع يتحدث عن امور ألدين . من مثل هذه ألأشياء ألتي في ألسطور ألتالية :
(1) ألمعتقد أو ألدين هو ما يعتقده أو يدين ألإنسان به أي ألفكر وألمبادىء الفلسفية وألأخلاقية ألتي يقتنع بها ويعتنقها فيؤمن بها أي يثق بها ثقة كاملة فتكون أساسا لوجدانه ألداخلي وتركيبته ألنفسية ألتي تظهر في تفاعله مع ألبشر ألآخرين . من هذه ألزاوية فألإنسان ألملحد ليس من لا دين له كما يحاول ألبعض أن يصوروا ألأمر ، بل هو ألإنسان ألذي ألإلحاد دينه ومعتقده وإيمانه . وكما أوضحت عن رؤيتي لمعنى ألألوهية فإلـه ألإنسان ألملحد ليس فقط أكبر بمعناه من كل ألآلهة ألتي إعتمدها ألبشر في أديانهم ألسابقة ( بما يطلقون عليها نعت "ألسماوية" أو ما لا يعتبرونها "سماوية" عند البعض ألآخر ) وأكبر ليس فقط لأنه يجمع هذه ألآلهة في ذاته معتبرأ إياها أجزاءاً منه و من وعيه تطورَّه ألتاريخي بل ولأن إلــه ألملحد هو في ذاته في عقله كإنسان . ومن ألواضح أنني أليوم قد أؤمن بإله ألمسيحيين وغداً ربما يتبدل فكري فأؤمن بإله ألهندوس أو ألبوذيين أو إله ألمسلمين ، ولكنني كإنسان لا أستطيع يوماً بل ولا للحظة واحدة أن لا أؤمن بنفسي حتى لو بدا لي غير ذلك في تلك أللحظة أو ما سبقها نتيجة لضلالة في فهمي لوجودي . لو تعمقتِ في هذه ألفكرة لوجدتِ صحتها كما من الناحية ألنفسية ألذهنية كذا من ناحية ألأمثلة ألعملية ألحياتية أي ألتجربة التطبيقية في كل لحظات حياتنا . إيمان الملحد أعظم من ألإيمان في بقية ألأديان . هذا ألإلحاد ألعلمي ألإيماني ألوجودي سأسميه " ألإسلام ألجديد " وقد شرحت قبلاً لماذا كلمة ألإسلام .

(2) غالبـاً ما يطرح ألمتدينون ( في مختلف ألأديان وليس ألإسلام فحسب ) مثل هذا ألسؤال :
هل ألإنسان مُسَـيَّر أم مُخَـيَّــر ؟
هـذا ألسؤال ليس فقط سؤال مغلوط منطقياً بل هو سؤال كاذب مفتعل عن قصد لتجهيل ألناس وإحباطهم ، لأن ألإنسان أساساً ليس بِمُسَـيَّر ولا بِمُخَـيَّر .
ألإنسـان هو ألَّذي يسـير وهو ألذي يَختـار وهو ألّذي يخلق و يعمل مايريد ، وهــوَ غَير مَسؤول إلا أمامَ نفسهِ وأمام ألبشر ألآخرين . وهـوَ ألذي يُقَــدِّر أفعالََهُ وأخطائهُ وَيحكم بها أمام نفسِِـهِ كما يقَدِّرها ويحكم بها ألآخرون ـ ألبشـر . ليس هنالك إله قاعد في ألمريخ أو مكان آخر من ألسماء كي نحتكم إليه أو نتعلم منه . نحن نحتكم لأنفسنا ونحكم أنفسنا نحن ألبشر ومَسؤولون كُليّـا عمّا نفعل وبم نفكّر وعمَّ نخطط لمستقبلنا ، ومَسؤولون كُليّـا أمام أنفسنا فحسب نحن ألبشر فرداً وجمعاً . أنا ألإنسان ونحن ألبشر تعلّمنا ونتعلم من ماضي أفعالنا ومن كل تاريخنـا ، من نجاحاتـنا ومنجزاتنا ومن أخطائِنا وجهالاتـنا ، من سعاداتنا وآلامِنا. ( لسنا بحاجه لِتعاليم للحياة تأتينا من أي جهة مجهولة مشبوهة ، إن وجِدت ، لتقول لنا إني علّمتكم لذا فأنتم عبيدي لأني أملك ألكون كلَّه . قلتُ هذا غير مستبعدٍ أن يأتي يوم نلتقي بحضارة كونية أخرى لكائنات عاقلة سبقتنا في ميادين ألعلم والحضارة والقيم ألحياتية وقد نزداد منها علما وثقافةً روحية فنتعلم منها ولكن لن نكون عبيداً بل أشقّاء في العقل يحترم صغيرهم كبيرهم ومن لا يحترم نفسه لا يمكنه أن يحترم ألآخرين )
نعم ألإنسان ليس بمُسيََّر أو مخيَّر بل هو ألذي سار وشقَّ طريقه ألصعب ألأول وهو ألذي يسير في طريقه متبينا معالمه وهو الذي إختار طريقه ويختار طريقه في الحياة كلها , كل إنسان وكل ألبشر . وكل إنسان وكل ألبشر يتحملون مسؤولية خياراتهم ومسيرتهم أمام أنفسهم فحسب وهم ألذين يجزون أنفسهم و بعضهم ألبعض بماعاشوا وما فعلوا وخلقوا بدون حساب أو ثواب من شبح إله مفتعل . لو تعلموا كم في هذا حبُّ للحياة ، حبٌّ للإنسان حبٌّ للبشـر حبٌّ للعقل للعدل للحق حبٌّ للمحبة حبٌّ للإنسان وهو ألإله المبتدع الخالق العالم الفنان البديع ألجميل ألذي يحيا ويموت وهو يعيش كرَّة بعد آخرى في أبناءة واجياله ألمتعاقبة ويغير ويتغير ويطور ويتطور صعودا إلى ألذرى فلا هو يخاف ألموت ولا هو يخاف ألحياة ، بينا لا ينسى طريقه منذ ألبداية بداية ألحياة بداية ألعقل والمسيرة وألأختيار ولا يتنكر لأجداده من ألقردة وسائرأنواع ألحياة ألرائعة شريكة طريقه .

اختي الحبيبة انوار ألهدى رسالتي هذه سأبعثها هكذا وهي ناقصة وحين سأرجع سنقرأها ونناقشها معاً إذا أحببتٍ ونجري عليها ألتعديلات والإضافات أللازمة.
قيل أن أنهي رسالتي أعيد كتابة أغنية أم كلثوم ألتي بعثتُ لكِ جزءأً منها في رسالة سابقة وهي تعجبني جداً وأغنية آخرى حتى أتأكد أنكِ أصبحتِ تعبدين أم كلثوم كما أنـا .
القلب يعشق كل جميـل وياما شفت جمال يا عين
واللي صدق بالحب قليل وإمتى يدوم يوم وألا يومين
وأللي هويتهُ أليوم دايم وصاله دوم
لايعاتب اللي يتوب ولابطبعُه أللوم
واحد مافيش غيره ملى الوجود نورُه
دعاني لَبِّـيتُه لحدِّ ما ببيتُه
وإما تجلى لي بألدمع ناجيتُه
كنت أبتعد عَنهُ وكان يناديني ويقول مِسيرَك يوم تخضع لي وتجِيني
طاوعني يا عبدي طاوعني أنا وحدي ما لك حبيب غيري قبلي ولا بعدي ( ألعبادة والحب شيء واحد )
أنا أللي أعطيتك من غير ما تتكلم وأنا أللي علمتك من غير ما تتعلِّم
واللي هديتُه إليك لو تحسبُه بإيديك تشوف جَمايلي عليك من كل شيء أعظم
سَلِّم لنا سلِّم لنا تِسلم (تذكير وتهديد ووعيد شنسوي )
دعاني لَبِّـيتُه لحدِّ ما ببيتُه
وإما تجلى لي بألدمع ناجيتُه
مكة وفيها جبال النور طالَّة على ألبيت ألمعمور
دخلنا باب ألسلام غمر قلوبنا ألسلام بعفو رب غفور
فوقنا حمام ألحمى عدد نجوم السماء
طاير عليما يطوف ألوف تتابع ألوف
طاير يهني ألطيور بالعفو والمرحمة
واللي نصف خيرُه واحد مافيش غيرُه
دعاني لَبِّـيتُه لحدِّ ما ببيتُه
وإما تجلى لي بألدمع ناجيتُه
جينا على روضة هالّـة من الجنة
فيها ألإحبة تنـول كل أللي تتـمنى
فيها غرام وسرور وفيها نورعلى نور
وكاس محبة يدور واللي شرب غنى
وملايكة الرحمن كانت لنا نُـدمان
جايّـة تبشرنـا بالصفح والغفران
ياليت حبايبنا ينولوا ينولوا ما نلنا يارب
يارب توعدهم يا رب يارب وإقبلنا
دعاني لبيتـه لحد ما ببيـتة
ولما تجلى لي بالدمع ناجيـته

من الحاد



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
ألأديان, ألسماوية, بقية, حول, وغيرها


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الانسان وفنونه وعلومه وادابه اعلى واجل من الاسلام يا مسلمى مصر وغيرها ديانا أحمد ساحـة الاعضاء الـعامة ☄ 1 06-26-2018 01:04 AM
ماذا لو بقيت ايران وملحقاتها زرادشتية .. شعر حر ديانا أحمد ساحة الشعر و الأدب المكتوب 0 05-10-2018 03:48 PM
نظرتنا للآديان ! العقل البلاستيكي حول الإيمان والفكر الحُر ☮ 0 01-15-2016 10:32 AM
عن ألأديان ألسماوية وغيرها ، (إقتباسات ذاتية ) الشخرستانى علم الأساطير و الأديان ♨ 0 07-25-2014 03:34 PM
عن ألأديان ألسماوية وغيرها السيد مطرقة11 الأرشيف 0 09-01-2013 09:45 AM