شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة اليهودية ۞ و المسيحية ✟ و العقائد الأخرى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 06-09-2022, 09:45 AM النجار غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
النجار
باحث ومشرف عام
 

النجار will become famous soon enough
افتراضي تأليه يسوع (متى ولماذا) ؟

شاهدت هذا الفيديو للباحث اللادينى المتنور أدم المصرى ، و هو ما أوحى لى بفكرة كتابة ذلك الموضوع.
الموضوع ليس نقداً للعقيدة المسيحية. ولكن هدفه اشباع فضول القارئ (بغض النظر عن عقيدته) لمعرفة سياق تلك العقيدة ، والبحث فيما ورائها بكل تجرد و موضوعية .

أدم المصرى فى ذلك الفيديو سلك نفس مسلك د.بارت إيرمان فى تناول سياق عقيدة تاليه يسوع (قيامة يسوع كانت المحرك الدافع لتأليهه). و لكنى لا أظن أن قيامة يسوع كانت المحرك الدافع لتأليه ، بل أعتقد أن تأليهه هو تأويلاً مدراشيا لنصوص التوراة.،وفى هذا الموضوع سأفصل تلك المسألة من الالف الى الياء ، كما تعودتم فى مواضيعى.
فى البداية ساترككم تشاهدون الفيديو فى تلك المشاركة. و فى المشاركات التالية سأعرض تعقيبى وشرحى المفصل لسياق تلك العقيدة .



التعديل الأخير تم بواسطة النجار ; 08-26-2022 الساعة 12:16 AM.
  رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ النجار على المشاركة المفيدة:
Colombo (07-03-2022)
قديم 06-09-2022, 04:50 PM اياد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
اياد
عضو برونزي
 

اياد is on a distinguished road
افتراضي

قبل ان يعرض الاستاذ النجار مداخلتة اريد تلخيص للتوضيح نقاط الكذب التي طرحها ادم المصري هذا المتنور الذي دفعه الحق لترك المسيحية الى اللادينيه (بلا قافيه) .. :

1 - كذبه ان اول اصحاحين من انجيل متى مضافين .. وكذبه ان رساله ثيموتاوس الاولى لم يكتب بولس .. من قال هذا ..؟! الدارسين ! ومن هم هؤلاء الدارسين يا ترى ! طبعا هم نفسهم الملحدين والليبراليين الذي لا يحترمون الف باء التحقيق العلمي ويكيلوا بمكيالين ويستخدموا المغالطات المنطقية بكافة اشكالها في محاولة فاشلة لضرب الكتاب المقدس الذي لا يؤمنون به تماما مثل المسلمين الذين يستشهدون بهم لنفس الغرض وعلى راسهم سامي العامري.

2 - كذبه ان المسيح لم يقول انه الله ولا التلاميذ ولا اليهود ولا الامميين امنوا انه هو الله وان الوهيه المسيح اخترعت في مجمع نيقيه .. رغم ان هذه الكذبه نسفها باريت ايرمان نفسه واثبت الوهيه المسيح من داخل العهد الجديد .. بالاضافة الى ان ادم المصري يفعل مثل المسلمين في استشهادة بفقرات مخلوعه من سياقها وقرائنها مثل الاية الشهيره التي يستخدمها المسلمين دايما التي تقول "فيسوع هذا اقامه الله، ونحن جميعا شهود لذلك." فيفهم هذا الجاهل من هذه الفقره ان يسوع ليس هو الله
طيب المسلم يستخدم هذه الفقره المخلوعه لان كتابه القران كتاب الهرطقات ينفي الوهيه المسيح .. وانت يا ادم المصري لماذا تستخدم هذه الفقره خارج سياقها وقرائنها ..؟! هل لانك واحد كذاب مثلا ..؟!

طبعا ان هناك من لم يؤمن بعد بالوهيه المسيح ومن ضمنهم اخوه المسيح .. صحيح ولكنهم امنوا فيما بعد وكتبوا رسائل اعلنوا فيها ايمانهم بان يسوع هو المسيح الرب مثل رساله يعقوب ويهوذا .

3 - كذبه ان صعود المسيح للسماء منقوله عن الاساطير .. ولنقول بمعنى اخر اخترع التلاميذ بالاتفاق فيما بينهم كذبه صعود المسيح للسماء ونشروها بين الناس وحينما اتى وقت الاستشهاد .. تتراجعوا يا تلاميذ والا تموتوا ! فيقرر التلاميذ الموت لاجل كذبه هم اخترعوها ! ولعل صعود المسيح هلوسه جماعيه هذه الكذبه التي لا يوجد توثيق لحادثه مثلها عصر المسيح وقبله ! الواحد لما يفلس يقعد من افلاسه يتفنن باختراع حجج سفيهه .. صعود المسيح هلوسات جماعيه للتلاميذ وقيامه المسيح هلوسات انتقلت مثل الفيروس والعدوى المزمنه من المريمات الى التلاميذ الاحدى عشر الى تلميذي عمواس الى خمسمائه يهودي ..والله في خلقة شؤون !

4 - الادعاء بان المهرطقين هم على حق والتلاميذ الذين بشروا وعملوا معجزات داخل المجتمع الاسرائيلي قبل خارجة بمؤيدية ومعارضية المعاصرين شخصيا للمسيح واقواله ومعجزاتة وصلبة وقيامته ومثل متى الرسول الشخصيه الشهيره داخل المجتمع اليهودي كونه جابي ضرائب للرومان والذي كتب انجيله داخل اسرائيل .. هو كذب وتلفيق من التلاميذ !

5 - الادعاء ان انجيل مرقس هو اول انجيل وليس انجيل متى ولو انها ليست مهمه خصوصا ان الاناجيل ليست مثل العملات مطبوع عليها تاريخ الاصدار وخصوصا ان العهد الجديد اكتمل قبل سنه 70م ما عدا رسائل يوحنا .. فالعهد الجديد كله يعود لنفس الفترة الزمنية .

هذه الخمس اكاذيب التي طرحهم ادم المصري ان لم تخونني الذاكره ! ويريد ايهام الاخرين بانها حقائق !

وبعد ان ينتهي الاستاذ النجار من مداخلتة سوف اعود لفضح اكاذيب ادم المصري طبقا لمعايير التحقيق العلمي الاثني عشر للكتاب المقدس واجماع العلماء على مصداقيتة التاريخيه بناء عليها .. وفكر الكنيسة الاولى واقتباسات الاباء وحتى شهادات المؤرخين الوثنين المبكره كيف ان المسيحين كانوا يعبدوا المسيح وشهاده اقدم مخطوطة للعهد الجديد التي تعود لسنه 165م وشهاده احد العمالقة الدارسين للاساطير لنرى هل فعلا الاناجيل كتابات اسطورية مثلها ام لا .. ونرى هل المسيح لم يقل انه الله ولم يطلق على نفسه الاسم يهوه (باليوناني والتي استخدمها اليهود في الترجمة السبعينيه واصبحت هذه الكلمة اليونانية في الفكر اليهودي اشاره دائمة لاسم الرب يهوه ) وكيف ان اليهود استخدموا الاسم يهوه باليوناني للمسيح ونادوه به .. بل كيف قال المسيح للناس اعبدوني وكيف عرف نفسه كاحد الاقانيم (الابن) للرب يهوه في الثالوث اليهودي وماذا كان رده فعل شيوخ اسرائيل عليها الذين لم يؤمنوا ان يسوع هو المسيح اقنوم يهوه الابن الذي يعرفوه جيدا من العهد القديم ويعرفون جيدا سواء رجال الدين اليهودي او العوام منهم كيف يفرقون بين مصطلح ابناء الله وبين المصطلح اللاهوتي ابن الله.



  رد مع اقتباس
قديم 06-10-2022, 07:42 AM النجار غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [3]
النجار
باحث ومشرف عام
 

النجار will become famous soon enough
افتراضي

تأليه يسوع (متى ولماذا) ؟

فى الواقع عقيدة تأليه يسوع هى إحدى عناصر مشكلة تأويلية كبيرة، توابعها أنتجت فكرة المسيح المنتظر بلونها اليهودى والمسيحى ، وأنتجت الوهية المسيح والتثليث، وعقيدة الفداء.

قبل أن يُدْعَى يسوع "الله المتجسد" ، كان يدعى "المسيح المنتظر"
لذلك يجب أن نبحث أولا فيما وراء فكرة المسيح المنتظر. هل توقع اليهود ظهور مسيح منتظر من مادة وجوهر يهوة؟ من هو المسيح المنتظر أصلا ولماذا توقعوه وما مواصفاته؟

فكرة المسيح المنتظر ما هى الا تفكير بالتمنى و وهما ظهر أثناء فترة عصيبة فى التاريخ اليهودى ، فطبقا للتوراة اختار الله داود ملكًا على إسرائيل ، و كان للشعب اليهودي ملكا من البشر يحكمهم تحت سلطة الله. وكان داود رجلاً ربانيا ،وكُافأه الله على أمانته بوعده بان يكون حُكمُ إسرائيل من خلال نسله حكما ابديا.( 2 صموئيل 7: 11-16) .. و بسبب اخفاق ابناء داود وورثتةُ ، والاحتلال الاجنبى للمملكة ، ظهرت التوقعات الميسيانية حينئذ ،بانه بعد متاعب المنفى سياتى وريثا صالحا ليحكم بالعدل مرة أخرى على عرش داود.
و أى قارئ حاذق لتلك النصوص الميسيانية
سيدرك أن واضعى تلك النبؤات والبشارات لم يتصوروا مستقبلا بعيدا عنهم لتحقيقها ،بل تصوروا ان الخلاص من المحنة الدينية والسياسية المعاصرة لهم ،والعودة للعصر الذهبى لمملكة داود قادما على الابواب ،وانهم و ساعة الخلاص كهاتين "السبابة والوسطى" .وأن تلك النبؤات الظرفية ، اخترعها الكهنوت الدينى لرفع معنويات العوام ،وتبشيرهم بقرب الخلاص ،وليس بتبشيرهم بامور ستحدث بعد مئات او الاف السنين.
،ولكن بما انها لم تتحقق بشئ عملى كما توقع كاتبوها، وبما ان القارئ اليهودى لها يعتبرها وحيا،ولن يقبل فكرة انها نبؤات لم تتحقق بالضبط كما وُصِفَت، وسيتجاهل لغتها وسياقها، وسيعتبرها بالضرورة انها تشير للمستقبل البعيد حتى لو كان الاف السنين .

بعبارة أخرى البناء الميسيانى كله (يهودى - مسيحى - إسلامى) وهماً وهٌراءاً تأويلياً.

لكن نعود مرة اخرى للتساؤل عن مواصفات ذلك المسيح من منظور اليهود؟
سنلاحظ أنه كان هناك تعظيم و رفع كبير ومذهل له.
و أنا أعتبر أن ذلك أول خيوط تأليهه اللاحق

يقول التلمود Pesahim 54a :
اقتباس:
سبعة أشياء خُلقت قبل خلق العالم وهي: التوراة ، التوبة ، جنة عدن ، جهنم ، عرش المجد ، الهيكل ، واسم المسيح.
يقول التلمود Nedarim 39b
اقتباس:
واسم المسيح كما هو مكتوب اسمه [ المسيح] سيظل إلى الأبد ، و موجود حتى قبل خلق قبل الشمس!
يقول سفر اخنوخ الأول
اقتباس:
نعم ، قبل أن تخلق الشمس والابراج ،قبل أن تصنع نجوم السماء ،سُمٍيَ اسمه (المسيح) أمام رب الأرواح.

وتلك الفكرة يبدوا انها مبنية على نص سفر ميخا، فننجد فى ترجوم يوناثان الاتى:

اقتباس:
أما أنت يا بيت لحم أفراتة، وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا، فمنك يخرج المسيا الذي يكون متسلطا على إسرائيل، والذي ذُكِر اسمه منذ القديم، منذ أيام الخلق.
نصوص ربانية أخرى :
اقتباس:
شرح الحبر. شمعون بن لاقيش: "وحلَّت روح الله على وجه الماء (تكوين 1: 2) - هذه هي روح الملك المسيح كما هو مكتوب ، وروح الرب ستحل عليه. (إشعياء 11: 2). ولكن بأي حق تأتي [روح المسيح]؟ ستاتى بحق التوبة. " (تكوين 2: 4)
اقتباس:
قال ربى. هوشعيا: "في المستقبل ستكون أورشليم مصباحاً لأمم العالم ، وسيمشون في نورها ... في نورك نرى نورًا (مز 36: 10). هذا هو نور المسيح كما هو مكتوب ، ورأى الله النور أنه حسن (تكوين 1: 4). هذا يعلمنا أن القدوس المبارك قد رأى ولادة المسيح وأعماله قبل خلق العالم. وأخفى النور للمسيح وجيله تحت عرش مجده.وقال الشيطان أمام القدوس تبارك: يا سيد العالم! النور المختبئ تحت عرش المجد ، لمن هو؟ " قال له: "لمن يردك إلى الوراء ويخزي وجهك". قال له: يا سيد العالم! أظهره لي! " قال له: تعال وانظر! عندما رأى الشيطان المسيح ، ارتعد ووقع على وجهه وقال: "بالتأكيد هذا هو المسيح الذي سيلقي بي في المستقبل مع جميع أمراء دول العالم إلى جهنم ...".
اقتباس:
مدراش بريشيت رابا :
مكتوب"... ودعت اسمه شيث ، لأن الله عينني نسلاً آخر ..." (تكوين 4: 25). قال الحبر تنشوما عن الحاخام شموئيل: "لاحظت النسل الذي أتى من مكان آخر. ومن هو؟ هذا هو الملك المسيح".
[/QUOTE]


فى التلمود Sanhedrin.38b
اقتباس:
ماذا يقال في تفسير آية: "رأيت حتى توضع العروش"؟ تجيب الجمارا: المعنى :عرشٌ لله وعرشٌ لداود "أي المسيح" ، كما يُعلَّم في الباريتا: عرشٌ له وعرشٌ لداود ؛ هذا هو تفسير الحاخام عكيفا. قال له الحاخام يوسي: عكيفا! إلى متى ستقوم بإلغاء مركزية الوجود الإلهي من خلال مساواة الله بشخص ما؟ بل إن التفسير الصحيح هو أن كلا العرشين لله ،عرش للدينونة وعرش للبر.
والأن نقتبس مقتطفات من كتاب د. بارت ايرمان عن تحول يسوع الى اله.

اقتباس:
الكائنات الإلهية التى أصبحت بشراً لفترة مؤقتة

كان من المفهوم على نطاق واسع أن الملائكة في اليهودية القديمة هم رسل الله الخارقون الذين توسطوا في إرادته على الأرض.من اللافت للنظر أن ملائكة مختلفة ظهرت أحياناً على الأرض في هيئة بشرية. زد على ذلك أنه يوجد في بعض النصوص اليهودية القديهة شخصية تُعرف باسم «ملاك الرب». والتي تعتبر الملاك «الرئيس». ما مدى تعظيم تلك الشخصية؟ تم تعريفه في بعض الفقرات على أنه الله نفسه. ومع ذلك يظهر أحياناً كإنسان. هذا هو النظير اليهودي لوجهة النظر الوثنية القائلة بأن الآلهة يمكن أن تتخذ شكلاً بشرياً لزيارة الأرض. ملاك الرب كإله وإنسان يمكن العثور على مثال مبكر في الكتاب المقدس في (تكوين ١١). حيث وعد الله إبراهيم بأنه سيكون له نسل كثير. وأنه سيكون. أباً لأمة إسرائيل. لكنه لايملك أي طفل حتى الآن. فتقوم زوجته سارة بإهدائه خادمتها هاجر لتحمل منه. يمتثل إبراهيم طواعية. ولكن بعد ذلك تغار سارة من هاجر وتسيء معاملتها فتهرب هاجر. ثم يجد «ملاك الرب» هاجر في البرية ويتحدث معها (تكوين 17: 1). يوعز لها بالعودة إلى سيدتها ويخبرها أنها سترزق بإبن يكون سلفاً لشعب كبير. ولكن بعد الإشارة إلى هذا الزائر السماوي بملاك الرب في النصوص, يشير النص إلى أن «الرب» هو الذي تكلم معها (8:17). علاوة على ذلك. تدرك هاجر أنها كانت تخاطب الله نفسه وتعرب عن دهشتها لأنها «رأت الله وبقيت حية بعد رؤيته» كما في الترجمة العربية المشتركة «فنادت هاجرٌ الرّبّ الذي خاطبها: «أنتّ الله الذي يراني». لأنّها قالت: «هُنا حَقاً رأيتٌ الذي يراني» التكوين (1:11). هنا يوجد غموض وارتباك: إما أن يظهر الرب كملاك في صورة إنسان، أو أن ملاك الرب هو الرب نفسه، أي الله في هيئة بشر. ويحدث غموض مشابه بعد إصحاحين. هذه المرة مع إبراهيم. قيل لنا في تكوين 18:1 أن 18 :1 و ظهر له الرب عند بلوطات ممرا و هو جالس في باب الخيمة وقت حر النهار. ولكن لما رويت الحادثة علمنا أن «ثلاثة رجال» يأتون إليه 18 :2 فرفع عينيه و نظر و إذا ثلاثة رجال واقفون لديه فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة و سجد إلى الأرض . يلعب إبراهيم دور المضيف الجيد. ويحضر لهم وجبة لذيذة للغاية يأكلونها جميعاً. عندما تحدثوا إليه بعد ذلك. فإن أحد هؤلاء «الرجال» الثلاثة يُعرّف صراحةٌ بأنه «الرب» 18 :3 و قال يا سيد ان كنت قد وجدت نعمة في عينيك فلا تتجاوز عبدك في نهاية القصة علمنا أن الاثنين الآخرين كانا «ملائكة» (19: 1) «َقَجَاءَ الْمَلآكَانٍ إل سَدُوم مَسَاءً...». إذن لدينا هنا حالة حيث اتخذ ملاكان والرب الله نفسه شكلاً بشرياً - لدرجة أنهما يظهران لإبراهيم على أنهما ثلاثة رجال وكلهم يأكلون الطعام الذي أعده. وأشهر مثال على هذا الغموض موجود في قصة موسى والشجيرة (العليقة) المشتعلة (خروج : 1 - 57). خلفية الحدث: أن موسى ابن العبرانيين نشأ في مصر على يد ابنة الفرعون، لكن كان عليه الهرب لقتله مصرياً وكونه مطلوباً للعدالة من قبل فرعون نفسه. فذهب إلى مدين حيث تزوج وأصبح راعياً لقطعان حماه. ذات يوم, بينما كان موسى يهتم بالأغنام رأى مشهداً مذهلاً. قيل لنا أنه وصل إلى جبل حوريب (هذا هو جبل سيناء. حيث أعطي الناموس فيما بعد الخروج) وهناك. "وظهر له ملاك الرب بلهيب نار من وسط عليقة. فنظر وإذا العليقة تتوقد بالنار، والعليقة لم تكن تحترق." (خر 3: 2). وموسى مندهش لأن العليقة مشتعلة لكن النار لم تلتهمها. وعلى الرغم من حقيقة أن ملاك الرب قيل إنه ظهر له. فإن «الرب» يرى أن موسى هو من أتى إلى العليقة, و «الله» هو الذي يناديه بعد ذلك من تلك الشجيرة. في الواقع. يقول ملاك الرب لموسى. «أنَا إلهُ أبيك إلهُ إيْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقٌ وَإِلهُ يَعْقُوبَ» (خروج :1). مع استمرار مجريات القصة. يستمر الرب الإله في التحدث إلى موسى وموسى يتحدث إلى الله. ولكن بأي معنى ظهر له ملاك الرب؟ كما تقول ملاحظة مفيدة في كتاب دراسة الكتاب المقدس لهاربر كولينز : «على الرغم من أنه كان ملاكاً ظهر في العدد إلا أنه لا يوجد فرق جوهري بين الإله ووسطائه.» ٠ أو كما قال عالم العهد الجديد تشارلز جيشن «ملاك الرب» هذا «إما أنه غير قابل للتمييز عن الله باعتباره التجلي المرئي لله» أو أنه شخصية متميزة, منفصلة عن الله. مُنحت سلطان الله الخاص

ملائكة آخرون كانوا الله وكانوا بشراً


هناك العديد من الأمثلة الأخرى في كل من الكتاب المقدس والنصوص اليهودية الأخرى التي وصفت فيها الملائكة بأنه الله. وبنفس أهمية وصفهم كبشر. من أكثر الأشياء إثارة للاهتمام هو المزمور 85 في هذا النداء الجميل لإحقاق العدالة للضعفاء والمحتاجين قيل لنا في العدد ١١ أن «الله قَائِمٌ في مَجْمَعِ الله. في وَسْط الآلهة يَقُْضِي» هنا يصور الله كأن له مجلساً إلهياً حوله. هؤلاء هم الكائنات الملائكية التي يتشاور معها الله. كما نرى في أماكن أخرى في الكتاب المقدس - وأشهرها في أيوب ١ . حيث يضع إبليس نفسه بين هذه الكائنات الإلهية. في فقرة أيوب يُطلق على الكائنات الإلهية المكونة لمجلس الله اسم «أبناء الله». هنا في المزمور 88 يُدعون «بنو العليّ». بل أكثر من ذلك. يُدعون «إلوهيم» - الكلمة العبرية التي تعني «الله» (إنها كلمة في صيغة الجمع؛ عندما لا تشير إلى الله. تُترجم عادةٌ على أنها «آلهة»). هؤلاء الملائكة هم «آلهة». هنا في المزمور يوبخون لأنهم لا يهتمون بالفقراء والضعفاء والمعوزين. بسبب فشل هذه «الآلهة». يجازيهم الله بالعقاب النهائي: يجعلهم فانين حتى يموتوا ويزولوا من الوجود (87: ) «لكنْ مِثْلّ النَّاسِ تمُوتُونَ وَكأَحَدٍ الرُؤْسَاءٍ تَسْقْطُونَ». وهكذا يمكن تسمية الكائنات الملائكية: بأبناء الله. بالآلهة. وفي العديد من النصوص نجد أن مثل هذه الكائنات تصبح بشراً هنا قد أنتقل إلى بعض الحالات خارج الكتاب المقدس. في نص يهودي يرجع تاريخه على الأرجح إلى القرن المسيحي الأول صلاة يوسف , نجد سلف اليهود يعقوب يتحدث بصيغة المتكلم ويشير إلى أنه في الحقيقة ملاك من الله: «أنا يعقوب الذي يتحدث إليكم أنا أيضا إسرائيل ملاك الله. . . . أنا أول مولود من كل شيء حي يمنحه الله الحياة». فخرج أوريئيل ملاك الله وقال أني أنا يعقوب نزلت الى الارض وسكنت في خيمة بين الناس ودُعيت باسم يعقوب. كما يُدعى كذلك «رئيس ملائكة سلطان الرب» ويقال إنه «رئيس الللائكة» بين أبناء الله. هنا مرة أخرى» يظهر الملاك الرئيسى كإنسان على الأرض - فى هذه الحالة.

بشر أصبحوا ملائكة

لا تتحدث النصوص اليهودية الأخرى عن الملائكة (أو حتى الله) على أنهم أصبحوا بشراً فقط بل أيضاً عن البشر الذين بشر أصبحوا ملائكة لا تتحدث النصوص اليهودية الأخرى عن الملائكة (أو حتى الله) على أنهم أصبحوا بشراً فقط، بل أيضاً عن البشر الذين أصبحوا ملائكة. يرى الكثير من الناس اليوم أنه عندما يموت الناس يصبحون ملائكة (على الأقل إذا كانوا «صالحين»). هذا اعتقاد قديم جداً بالفعل. في سفر باروخ الثاني أحد أعظم الرؤى التي نزلت إلينا من اليهودية المبكرة. نتعلم أن المؤمنين الصالحين سوف يتحولون «إلى روعة الملائكة. . . لأنهم سيعيشون في أعالي ذلك العالم ويكونون مثل الملائكة ويكونون متساوين مع النجوم. . . ٠ ويكون امتياز الصلاح عندئذ أعظم من امتياز الملائكة ( باروخ ). هنا إذن أولئك الأبرار يصبحون ملائكة أعظم من الملائكة الآخرين - أعظم حتى من النجوم. التي اعتقد كثير من القدامى أنها ملائكة عظيمة بشكل خيالي. تصور بعض النصوص اليهودية القديمة أفراداً معينين على أنهم يتحولون إلى ملائكة عند الموت. أحد الشخصيات الغامضة للغاية في التوراة هو الشخصية القديمة أخنوخ. لا نعلم الكثير عنه في التعليقات المقتضبة للمقطع الرئيسي الذي يذكره في التوراة . سفر التكوين 0. نعلم أنه كان والده , أكبر رجل عاش في الكتاب المقدس (٩٦٩ عاماً). والجد الأكبر لنوح. ولكن الأمر الأكثر لفتاً للنظر هو أنه عندما كان عمر أخنوخ 710 عاماً توفي من هذه الأرض - ولكن دون أن يموت: وَسَارَ أَخْنُوخ مَعَّ الله وَلَمْ يُوجَدْ لأنّ اللة أَخَذهُ»(تكوين 7). ولد هذا البيان المقتضب تكهنات هائلة وأدباً تأملياً عبر اليهودية القديمة. تنسب العديد من الرؤى القديمة إلى أخنوخ. من الذي يعرف عن المسار المستقبلي للتاريخ أو للعالم السماوي أفضل من الشخص الذي تم نقله إلى الجنة دون أن يموت أصلاً؟
في سفر يُدعى أخنوخ الثاني والذي ربما كتب في زمن قريب من يسوع. نشاهد أحد الآراء حول ما حدث لأخنوخ عندما تم نقله إلى العالم الإلهي . قيل لنا أنه جاء إلى حضرة الرب بنفسه وسجد له. أمره الله أن يقف ويقول لملائكته. «دع أخنوخ ينضم إلينا ويقف أمام وجهي إلى الأبد.» ثم قال الله للملاك ميخائيل: «اذهب وانزع أخنوخ من ثيابه الأرضية. وادهنه بزيت مليح وضعه في ثياب مجدي». ميخائيل يفعل ذلك. يفكر أخنوخ في تحوله بضمير المتكلم: «ونظرت إلى نفسي وأصبحت كأحد مجيديه. ولم يكن هناك فرق ملحوظ بيننا». نتيجة لهذا التحول الملائكي, إذا استطعنا تسميتها بهذا أصبح وجه أخنوخ ساطعاً لدرجة أنه لا يمكن لأحد أن ينظر إليه . ولم يعد بحاجة إلى الأكل أو النوم . بمعنى آخر أصبح متطابقاً مع أي ملاك.

يقال أن شيئاً مشابهاً قد حدث لموسى. تم وصف موت موسى بعبارات غامضة في الكتاب المقدس حيث نعلم أنه مات وحده ولم يعرف أحد مكان قبره . أكد المؤلفون اليهود اللاحقون أنه قد تم نقله إلى الجنة ليسكن. وهكذا على سبيل المثال في سفر سيراخ المنحول نتعلم أن الله جعل موسى «مساوياً للقديسين في المجد وجعله عظيماً لإرهاب أعدائه» . وبالتالي فهو مساو للملائكة. يعتقد بعض المؤلفين أنه أعظم من الملائكة, كما هو الحال في كتاب منسوب إلى شخص معروف باسم حزقيال التراجيدي , الذي يشير إلى أن موسى قد أعطي صولجاناً واستدعي للجلوس على العرش ، ووضع إكليلاً على رأسه. حتى ركعت له «النجوم». تذكرة: اعتبرت النجوم ملائكة سامية. هنا يسجدون لموسى الذي تحول إلى كائن أعظم منهم.

لتلخيص النتائج التي توصلنا إليها حتى هذه النقطة: يُصور ملاك الرب أحياناً في الكتاب المقدس على أنه الرب الإله نفسه. ويظهر أحياناً على الأرض في شكل بشري. لا تزال الملائكة الأخرى - وهم أعضاء في مجلس شورى الله الإلهي - تُدعى آلهة وتم تحويلهم لفانين. ومع ذلك فإن الملائكة الأخرى تظهر على الأرض في شكل بشري. والأهم من ذلك أن بعض التصوص اليهودية تتحدث عن أن البشر يتحولون لملائكة عند الموت - أو حتى أعلى من الملائكة ويستحقون العبادة. هنا يبدأ الربط النهائي لهذه النتائج بسؤالنا حول كيفية اعتبار يسوع إلهاً يظهر بوضوح. في إحدى الدراسات المهمة عن كريستولوجيا المسيحية المبكرة. صرح الباحث في العهد الجديد لاري هورتادو بفرضية رئيسية: «أقترح وجهة النظر القائلة بأن تفكير الملائكة الرئيسة وأنواع أخرى من الملائكة الوسطاء للألوهية . . . زود المسيحيين الأوائل بمخطط أساسي لاستيعاب مفهوم المسيح المُّقام من بين الأموات إلى جانب الله نفسه. دون الاضطرار إلى الخروج عن تقليدهم التوحيدي» بعبارة أخرى إذا كان بإمكان البشر أن يكونوا ملائكة (والملائكة بشراً). وإذا كان بإمكان الملائكة أن يكونوا آلهة. وإذا كان يمكن أن يكون الملاك الرئيس هو الرب نفسه - إذن لجعل يسوع إلهاّ يحتاج المرء ببساطة إلى التفكير فيه على أنه ملاك في شكل بشري. توجد أشكال أخرى - عدا عن الله نفسه - توصف أحياناً بأنها إلهية في المصادر اليهودية القديمة, سواء في الكتاب المقدس نفسه أو في الكتابات اللاحقة من زمن يسوع وأتباعه. الشكل الأول على غرار شخصية وجدت في مقطع غامض من الكتاب المقدس. في سفر دائيال. شخصية أصبحت تُعرف باسم «ابن الإنسان».


ابن الإنسان

إن سفر دانيال بمثابة نسخة توراتيه من سفر الرؤيا . في هذا السفر يصوّر دانيال على أنه أسير من يهوذا نُفي إلى بابل الإمبراطورية العالمية التي دمرت وطنه عام ٥٨٦ قبل الميلاد. يصف دائيال في الإصحاح السابع رؤيا برية يرى فيها أربعة وحوش صاعدة من البحر الواحد تلو الآخر. كل منها رهيب وفظيع: وينشرون الخراب على الأرض. ثم يرى «مثل ابن الإنسان» آتيا على «سحاب السماء» (دا 7: 13): كنت أرى في رؤى الليل وإذا مع سحب السماء مثل ابن إنسان أتى وجاء إلى القديم الأيام فقربوه قدامه. هنا نتصور شكلاً ليس وحشياً لكنه على شكل بشري؛ وبدلاً من أن يأتي من بحر الفوضى المضطرب يأتي من مملكة الله. تتم محاكمة الوحوش التي تسببت في مثل هذا الدمار على الأرض وإبعادها عن السلطة,ويتم تسليم مملكة الأرض إلى «مثل ابن الإنسان». دائيال غير قادر على رسم رؤية واضحة لمعنى الرؤية. ولكن لحسن الحظ - كما يحدث عادةٌ في هذه التصوص المتحدثة عن نهاية العام التي تكشف عن الحقائق السماوية السامية - يقف ملاك على أهبة الاستعداد لتفسيرها له. يمثل كل من الوحوش مملكة ستأتى بالتتابع وراء بعضها البعض لتحكم الأرض. في النهاية, بعد الوحش الرابع: سيُمنح شخص شبيه بالإنسان السيادة على الأرض. في تفسير الملاك للرؤيا قيل لنا أن هذه السيادة ستعطى «لشعب قديسي» (دانيال !: 97) "والمملكة والسلطان وعظمة المملكة تحت كل السماء تعطى لشعب قديسي العلي. ملكوته ملكوت أبدي، وجميع السلاطين إياه يعبدون ويطيعون." (دا 7: 27). . قد يعني هذا أنه مثلما يمثل كل حيوان مملكة. كذلك «مثل ابن الإنسان» يمثل مملكة. كانت الوحوش هي الممالك المتعاقبة لبابل وميدياء وبلاد فارس, واليونان، والتي سيحقق كل منها السيطرة على العالم. أما الشخص الذي يشبه ابن الإنسانء إذن سيكون مملكة إسرائيل التي ستُعاد إلى مكانها الصحيح وتمُنح سلطة على كل الأرض. يعتقد بعض المترجمين أنه بما أن الوحوش يمكن اعتبارها أيضاً كتمثيل عن الملوك (على رأس الممالك). كذلك فإن الشخص الذي يشبه ابن الإنسان - ربما يكون كائناً ملائكياً هو رأس أمة إسرائيل. على كل حال قد يُفسر سفر دانيال في سياقه الأصلي للقرن الثاني قبل الميلاد. بأنه في نهاية المطاف في بعض الأوساط اليهودية كان يُعتقد أن هذا «مثل ابن الإنسان» كان في الواقع منقذاً مستقبلياً قاضياً كونياً للأرض. الذي سيأت بالانتقام الإلهي على أعداء الله وبمكافأة سماوية لمن ظلوا مخلصين له. عُرف هذا الشكل باسم «ابن الإنسان». لم يتم وصفه في أي مكان بشكل كامل أكثر من سفر أخنوخ الأول. من ناحية أخرى فإن ابن الإنسان هو شخصية بارزة في جزء مختلف من الطبعة الأخيرة من ١ أخنوخ.. ما يهم هو السمة التمجيدية لابن الإنسان. تم ذكر العديد من الأشياء العظيمة والمجيدة حول هذا الشخص - الذي يُنظر إليه الآن على أنه كائن إلهي وليس أمة إسرائيل. قيل أنه أطلق عليه اسم «حتى قبل خلق الشمس والقمر قبل خلق النجوم» (١ أخنوخ). قيل لنا أن كل الأرض سوف تركع له وتعبده. قبل الخلق كان متستراً أمام الله نفسه؛ لكنه كان دائماً مختاراً من قبل الله. وهو الذي كشف حكمة الله للأبرار والقديسين, الذين «يخلصون باسمه». لأن «من دواعي سروره أن تكون لهم الحياة» . في نهاية الزمان» عندما يُقَامٍ جميع الأموات. يكون هو «المختار» الذي سيجلس على عرش الله . من «عرش المجد» هذا سوف «يدين كل أعمال القديسين في السماء من فوق. ويوازن أعمالهم في الميزان» . هو نفسه أبدي: «لن يموت أو يهلك أبداً على وجه الأرض.» و «يزول كل شر أمام وجهه» (19:95). سيخرج الملوك والأقوياء من عروشهم. يحل مقاليد القوي ويسحق أسنان الخطاة. يطرد الملوك من عروشهم وممالكهم. لأنهم لا يمجدونه ولا يعظمونه ولا يطيعونه, هو مصدر ملكهم . في مرحلة ما يُطلق على هذا القاضي الكوني للأرض اسم المسيح - وهو مصطلح سننظر فيه بشكل كامل في الفصل التالي. في الوقت الحالي. يكفي أن نقول إنها مشتقة من الكلمة العبرية التي تعني «ممسوحا» وقد استُخدمت في الأصل لملك إسرائيلء الممسوح من الله (أي الذي اختاره الله وفضله). إن الرئيس الممسوح من الله ليس مجرد بشري. إنه كائن إلهي موجود دائماً. ويجلس بجانب الله على عرشه. ويدين الأشرار والصالحين في نهاية الزمان. بعبارة أخرى تمت ترقيته إلى مرتبة الله الخاصة ويعمل ككائن إلهي ينفذ دينونة الله على الأرض. هو في الواقع شخصية سامية. كما يمكن أن يكون المرء دون أن يكون هو الرب الله القدير نفسه. من اللافت للنظر أن إضافة لاحقة . في الإصحاحات ٧٠-٧١ لا تحدد ابن الإنسان هذا على أنه ليس سوى أخنوخ. في هذا الرأي اللاحق إلى حد ماء فإن إنساناً. مجرد فان يُرفع إلى هذا المكانة الأسمى بجوار الله. وعلى غرار هذا المجيد. فإن الصالحين يعبدون ابن الإنسان ويمجدونه.

القوتان القابعتان في السماء

أشرت في وقت سابق إلى أن الأوامر بعدم عبادة الملاتكة المنتشرة في جميع النصوص اليهودية المبكرة تشير إلى أن الملائكة كانوا يعبدون بالفعل - وإلا فلن يكون هناك سبب لمنع هذه الممارسة. الآن رأينا أن ابن الإنسان كان يُعبد. يمكن للمرء أن يجادل بسهولة بأن أي شخص أو أي شيء جالس بجانب الله على عرش في العالم السماوي يستحق العبادة. إذا كنت على استعداد للانحناء والسجود أمام ملك أرضي فمن المؤكد أنه من المناسب أن تفعل ذلك في حضور القاضي الكوني للأرض. في دراسة مثيرة للاهتمام ومقنعة. يجادل آلان سيغال الباحث في اليهودية القديمة, بأن الحاخامات الأوائل كانوا مهتمين بشكل خاص بمفهوم كان منتشراً بشكل واضح في أقسام من اليهودية. وهو أنه إلى جانب الله في السماء كانت هناك قوة ثانية على العرش الإلهي. باتباع هذه المصادر اليهودية, يشير سيغال إلى هذين - الله والآخر - على أنهما «قوتان في السماء». إن شخصية ابن الإنسان التي فحصناها للتو ستكون واحدة من هذه الشخصيات الإلهية. لأنه يشارك الله مكانة وقوة. ولكن من الواضح أنه كان هناك آخرون مرشحين لهذ الشرف السماوي. والحاخامات الذين كانوا معنيين بشأن تقنين ما يجب أن يعتقده اليهود ويؤمنوا به. وجدوا مثل هذه الآراء مقلقة لدرجة أنهم ذهبوا إلى الهجوم عليهم. كانت هجماتهم فعالة: فالهجوم بشكل أو بآخر أسكت أولئك الذين تبنوا هذه الآراء. يُظهر تحليل سيغال الدقيق أن أولنك الذين تمسَكوا بالمفهوم «الهرطوقي» لسلطتين أكدوا أن القوة الثانية كانت إما نوعاً من الملائكة أو ظهوراً روحياً لخاصية إلهية يعتقد أنها متساوية مع الله (سنناقش أكثر فيما يلى). لقد وافقوا على هذه الفكرة بسبب تفسيراتهم لفقرات معينة في الكتاب المقدس, كالفقرات التي تصف ملاك الرب بأنه يحمل الاسم الإلهي نفسه. أو كما في سفر دانيال الإصحاح /ا وإشارته إلى «الشخص الذي مثل ابن الإنسان» - شخصية مستقلة عن الله مُنحت القوة والسلطان الأبديين. ومع ذلك. يمكن أن توصل فقرات أخرى إلى عقيدة «القوتين». مثل تكوين 1 :7 . حيث يقول المؤلف. عن خلق البشر, "وقال الله: «نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا، فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم، وعلى كل الأرض، وعلى جميع الدبابات التي تدب على الأرض»." (تك 1: 26). لماذا يتكلم الله بصيغة الجمع: «نحن/نعمل» و «لنا/صورتنا»؟ وفقاً لبدعة القوتين. كان ذلك بسبب وجود شخصية إلهية أخرى معه. قد يكون هذا أيضاً هو الشخص الذي رآه «شيوخ إسرائيل» جالساً على العرش الإلهي في سفر الخروج "وَرَأَوْا إِلهَ إِسْرَائِيلَ، وَتَحْتَ رِجْلَيْهِ شِبْهُ صَنْعَةٍ مِنَ الْعَقِيقِ الأَزْرَقِ الشَّفَّافِ، وَكَذَاتِ السَّمَاءِ فِي النَّقَاوَةِ." (خر 24: 10). . في هذا العدد يُدعى إله إسرائيل لكن الناس رأوه بالفعل. في أماكن أخرى. حتى في سفر الخروج, يذكر صراحة أنه لا يمكن لأحد أن يرى الله ويعيش . ومع ذلك فقد رأوا الله وعاشوا بالفعل. إذاً يجب أن يكونوا قد رأوا القوة الثانية, وليس الله. أدان حاخامات القرن الثاني والثالث والرابع للميلاد أي فكرة كهذه على أنها بدعة. ولكن. مرة أخرى. حقيقة أنهم أدانوا ذلك يدل على أن هذه كانت وجهة نظر يهود آخرين. وبما أن الحاخامات أدانوها بشدة. فمن المحتمل أن عدداً كبيراً من اليهود اعتنقها. يجادل سيغال بأن هذه البدعة يمكن إرجاعها إلى القرن المسيحي الأول وإلى فلسطين نفسها. ويؤكد أنه كان يوجد هدف واضح لمثل هذه الآراء وكان وراءها المسيحيين. الذين رفعوا المسيح - كما سترى - إلى مستوى الله. لكن لم يكن المسيحيون وحدهم هم من تمسكوا ببدعة القوتين. كذلك فعل اليهود غير المسيحيين. على أساس تفسيرهم لفقرات من الكتاب المقدس العبري. الأقانيم الإلهية مصطلح أقنوم يأتي من اليونانية ويشير إلى جوهر أو مادة شيء ما. في السياق الذي أستخدم فيه المصطلح هنا فإنه يشير إلى ميزة أو خصلة من سمات الله التى تتخذ وجودها المتميز منفصلة بعيداً عن الله. تخيل على سبيل المثال أن الله حكيم. هذا يعني أن لديه الحكمة. وهذا بدوره يعني أن الحكمة هي شيء «يمتلكه» الله - أي أنها شيء مستقل عن الله يصادف أنه يمتلكها. إذا كان الأمر كذلك فيمكن للمرء أن يتخيل «الحكمة» ككائن منفصل عن الله؛ ولأنها حكمة الله. فهي إذن نوع من الوجود الإلهي إلى جانب الله والذي هو أيضاً داخل الله كجزء من جوهره. وجزء من ماهيته. كما اتضح , تخيل بعض المفكرين اليهود أن الحكمة هي مجرد أقنوم الله. وعنصر من كيانه كان منفصلاً عنه بمعنى ما ولكنه عنصر خاص به من ناحية أخرى. كانت الحكمة عند الله ككائن إلهي ويمكن اعتبارها إلهاً (لأنها كانت حكمته هو تحديداً). أقانيم أخرى تمت مناقشتها في الكتابات اليهودية القديمة. ولكن هنا أقتصر على اثنين - الحكمة - وما كان يُعتقد أحياناً أنه الظهور الخارجي للحكمة. - الكلمة - (في اليونانية . لوغوس ).

الحكمة

فكرة أن الحكمة يمكن أن تكون أقنوماً إلهياً - جانب من جوانب الله يختلف عن الله ومع ذلك هو نفسه الله - متجذرة في فقرة مثيرة للدهشة من التوراة . الأمثال إصحاح 8. هنا يتم تصوير الحكمة على أنها تتحدث وتقول أنها أول ما خلقه الله: «اَلرَّبُّ قَنَانِي أَوَّلَ طَرِيقِهِ، مِنْ قَبْلِ أَعْمَالِهِ، مُنْذُ الْقِدَمِ." "مُنْذُ الأَزَلِ مُسِحْتُ، مُنْذُ الْبَدْءِ، مُنْذُ أَوَائِلِ الأَرْضِ." "مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقَرَّرَتِ الْجِبَالُ، قَبْلَ التِّلاَلِ أُبْدِئْتُ." وبعد ذلك. بمجرد خلق الحكمة, خلق الله السموات والأرض. في الواقع؛ لقد خلق كل الأشياء بالحكمة. «الذي» عمل معه: 27 لما ثبت السماوات كنت هناك أنا. لما رسم دائرة على وجه الغمر. 28 لما أثبت السحب من فوق. لما تشددت ينابيع الغمر. 29 لما وضع للبحر حده فلا تتعدى المياه تخمه، لما رسم أسس الأرض، 30 كنت عنده صانعا، وكنت كل يوم لذته، فرحة دائما قدامه. 31 فرحة في مسكونة أرضه، ولذاتي مع بني آدم. لقد صنع الله كل الأشياء بحكمته. لدرجة أن الحكمة يُنظر إلبها على أنها صانع مشارك من نوع ما. علاوة على ذلك مثلما يُقال إن الله جعل كل الأشياء حية. كذلك تأت الحياة أيضاً من خلال الحكمة: 35 لأنه من يجدني يجد الحياة، وينال رضى من الرب، 36 ومن يخطئ عني يضر نفسه. كل مبغضي يحبون الموت» يمكن قراءة هذا المقطع. دون التفكير في الحكمة كنوع من تجسيد [تشخيص] جانب من جوانب الله موجود بمعزل عنه وبجانبه. يمكن أن تكون ببساطة طريقة مجازية للقول إن العالم مكان مذهل وأن خلقه متجذر في المعرفة المسبقة الحكيمة لله. الذي جعل كل الأشياء كما ينبغي أن تكون. علاوة على ذلك إذا فهمت الحكمة من كيفية صنع الأشياء. وعشت وفقاً لهذه المعرفة. فسوف تعيش حياة سعيدة ومكتملة. لكن بعض القراء اليهود قرأوا المقطع بشكل حرفي أكثر واعتبروا الحكمة كائناً حقيقياً يتكلم كائناً بجانب الله كان تعبيراً عن الله. قاد هذا الرأي بعض المفكرين اليهود إلى تعظيم الحكمة باعتبارها أقنوم إلهي. لا يوجد مكان يظهر هذا بوضوح أكثر من سفر الأبوكريفا اليهودي المسمى حكمة سليمان . يُنسب السفر إلى الملك سليمان نفسه - الذي يُشاد به في الكتاب المقدس بأنه أحكم رجل عاش على الإطلاق - لكنه كُتب في الواقع بعد عدة قرون من دفنه. خاصة في الإصحاحات من ٧ إلى ٩. نجد أنشودة للحكمة. التى يُقال إنها «انبثاق خالص لمجد الله تعالى . . . لأنها انعكاس للنور الأبدي. مرآة نقية لعمل الله. وصورة لصلاحه»«هي بداءة لمعرفة الله وشريكة له في أعماله» (: 6). هنا أيضاً يقال لنا أن الحكمة «كانت حاضرة عندما صنعت (يا الله) العالم» (1:9) - بل أكثر من ذلك كانت في الواقع بجانب الله على عرشه . كان الحكمة هو الذي جلب الخلاص لإسرائيل عند الخروج وبعد ذلك عبر تاريخ الأمة . ومن المثير للاهتمام أن الحكمة لم تنجز فقط ما تدعى التوراة أن الله فعله (الخلق؛ الخروج), بل أيضاً ما فعله «ملاك» الله - على سبيل المثال. إنقاذ لوط ابن أخ إبراهيم من النيران التي دمرت سدوم وعمورة في تكوين 14 6). إذن» بمعنى ما يمكن أن يُنظر إلى الحكمة على أنها ملاك أو حتى ملاك سام للغاية, أو في الواقع ملاك الرب؛ ولكن كأقنوم فهي شيء مختلف إلى حد ما. «إنه» جانب من جوانب الله يُعتقد أنه موجود إلى جانب الله ويستحق الشرف والاحترام اللذان منحهما الله نفسه.؛ كونها من الله نفسه.


الكلمة

في بعض النواحيء أقنوم «الكلمة» هو أصعب أقنوم إلهي يمكن مناقشته - في اليونانية «اللوغوس ». ذلك لأن المصطلح كان له تاريخ طويل ومشهور ومعقد خارج عالم اليهودية بين الفلاسفة اليونانيين..
أجرى الفلاسفة اليونانيون القدماء المعروفون بالرواقيين مناقشات مستفيضة حول الشعارات الإلهية . يعتقد الرواقيون أن اللوغوس - العقل : - كان عنصراً إلهياً غرس ضمن كل احد من الوجود. هناك منطق لكيفية حدوث الأشياء. وإذا كنت تريد أن تفهم هذا العالم - والأهم من
ذلك إذا كنت تريد أن تفهم أفضل طريقة للعيش في هذا العالم - فسوف تسعى إلى فهم المنطق الكامن وراءه. كما اتضح.
هذا ممكن لأن اللوغوس ليس متأصلاً في الطبيعة فحسب بل موجود فينا كبشر. نحن أنفسنا لدينا جزء من اللوغوس موهوب لنا وعندما نطبق عقولنا على العالم, يمكنتا فهمه. إذا فهمنا العالم, يمكننا أن نرى كيف نعيش فيه. إذا تابعنا هذا الفهم؛ فسنعيش بالفعل حياة متناغمة وسلمية. لكن إذا لم نكتشف الطريقة التي يعمل بها العالم, وإذا لم نعش في وئام معه فسنكون بائسين ولن نكون أفضل حالاً من الحيوانات الغبية. أخذ المفكرون الذين رأوا أنفسهم يقفون في صف أفلاطون العظيم فكرة اللوغوس في اتجاه مختلف. في التفكير الأفلاطوني. هناك انقسام حاد بين الحقائق الروحية وعالم المادة. الله في هذا التفكير هو روح خالصة. ولكن كيف يمكن لشيء هو روح وفقط روح أن يكون له أي اتصال بما هو مادة خالصة؟ لكي يحدث ذلك. هناك حاجة إلى نوع من الارتباط نوع من الوسيط الذي يربط بين الروح والمادة. بالنسبة للأفلاطونيين ، فإن اللوغوس هي الوسيط بين الروح والمادة. إن الكلمة الإلهية هي التي تسمح للإلهي بالتفاعل مع اللا إلهي، الروح مع المادة. هم يعتقدون أننا نملك لوغوس داخل أجسادنا المادية. لذلك ممكننا بهذا التواصل مع الإله كذلك. على الرغم من أننا راسخون تماماً في العام المادي. بمعنى ما الطريق إلى السعادة والوفاء هو الهروب من ارتباطاتنا المادية والوصول إلى السمو الروحي. هذا يعني من بين أمور عديدة. أنه لا ينبغي لنا أن نكون مرتبطين أكثر من اللازم بالأجساد التي نعيش فيها. نتعلق بالتمتع بالملذات الجسدية والتفكير في أن المتعة هي الخير المطلق فهي ليست كذلك في الحقيقة. فالمتعة ببساطة تجعلنا نشتاق للمزيد منها وتبقينا مرتبطين بالمادة. نحتاج إلى تجاوز المادة إذا أردنا أن نجد المعنى الحقيقي وهذا يعني الوصول إلى اللوغوس الكوني بواسطة الجزء من اللوغوس الموجود بداخلنا. في بعض النواحيء كان الأمر بسيطاً جداً بالنسبة للمفكرين اليهود الذين كانوا على دراية وثيقة بنصوصهم المقدسة لتربطهم ببعض هذه الأفكار الفلسفية الرواقية والأفلاطونية. في التوراة خلق الله كل الأشياء من خلال النطق «بالكلمة»: «وَقَالَ الله «لِيَكُنْ نُورٌُ». فَكَانَ نُورٌ». لقد فهمو أنه قد حدث الخلق عن طريق نطق الله لكلمته. تأت الكلمة من الله. وبما أنها كلمة الله. فبمعنى ما هي الله. ولكن بمجرد أن ينطقها فإنها تقف بعيداً عن الله ككيان منفصل. كان يُنظر أحياناً إلى هذا الكيان على أنه شخص متميز عن الله ظهر اللوغوس في بعض الدوائر اليهودية على أنه أقنوم. في الكتاب المقدس العبري. تم تعريف «كلمة الرب» أحياناً على أنها الرب نفسه (انظر. على سبيل المثال ١ صموئيل . :(1 صم 3: 1): وكان الصبي صموئيل يخدم الرب أمام عالي وكانت كلمة الرب عزيزة في تلك الأيام لم تكن رؤيا كثيرا. في ذهن فيلو الإسكندري الذي تأثر بشكل خاص بالتقاليد الأفلاطونية. أصبح اللوغوس عاملاً أساسياً في فهم كل من الله والعالم. أكد فيلو أن اللوغوس هو أسمى المخلوقات جميعاً. وهو صورة الله التي بموجبها يتم ترتيب الكون. كانت كلمة الله على وجه الخصوص, النموذج الذي خُلق بموجبه البشر. من السهل أن نرى هنا أن اللوغوس تقوم بالوظيفة الخاصة للحكمة أيضاً والتي كان يُعتقد أنها عامل الخلق والترتيب لكل الأشياء. بمعنى ما فإن الكلمة هي في الواقع «مولودة» من الحكمة. إذا كانت الحكمة شيئاً يمتلكه الناس في أنفسهم. فإن الكلمة هي المظهر الخارجي للحكمة عندما يتحدث هذا الشخص. وهكذا في هذا الفهم للموضوع.: تلد الحكمة اللوغوس/الكلمة نفسها. وهذا في الواقع ما آمن به فيلو نفسه. علاوة على ذلك فكما أن العقل يكون للجسد. كذلك الكلمة للعالم. بما أن اللوغوس هو لوغوس الله. فهو بحد ذاته إلهي ويمكن تسميته بأسماء إلهية. وهكذا يسمي فيلو اللوغوس «صورة الله» و «اسم الله» و «الابن البكر» (على سبيل المثال. كتاب لفيلو الزراعة ).يشير في أحد الأماكن إلى أن الله «أعطى لقب» الله «لرئيس اللوغوس» . لأن الكلمة هو الله. والله هو الله يتحدث فيلو أحيانًا عن «إلهين» وفي أماكن أخرى يتحدث عن الكلمة/اللوغوس على أنها «الإله الثاني» (كتاب أسئلة حول التكوين ). ولكن هناك فرق بين «الله» و «الإله» . اللوغوس هي الثانية. بصفته كائناً إلهياً بعيداً عن الله. من الواضح أن الكلمة/اللوغوس تبدو كثيراً مثل ملاك الرب الذي نوقش في بداية هذا الفصل. وفي الواقع. أكد فيلو أحياناً أن الكلمة كانت بالفعل ملاك الرب (على سبيل المثال. كتاب تغيير الأسماء - كتاب الأحلام ). عندما ظهر الله للبشر كانت كلمته/اللوغوس هي التي ظهرت بالحقيقه هنا نرى فكر فيلو الفلسفي الأفلاطوني يعمل ويتحد مع معرفته بالكتاب المقدس. ليس لله اتصال مباشر بعالم المادة. بل اتصاله بالعالم بواسطة اللوغوس. الله لا يخاطبنا مباشرة. بل يتحدث إلينا من خلال اللوغوس. باختصار. فإن الكلمة بالنسبة لفيلو هي كائن غير مألوف يوجد خارج الله ولكنها صنعة تفكيره. في بعض الأحيان تصبح هي الشكل الحقيقي لله الذي يظهر «كإنسان» حتى يتمكن الناس من معرفة وجوده والتفاعل معه. إنه كائن إلهى آخر يختلف عن الله بمعنى ما ومع ذلك فهو الله من ناحية أخرى.



التعديل الأخير تم بواسطة النجار ; 06-14-2022 الساعة 09:45 AM.
  رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ النجار على المشاركة المفيدة:
Colombo (07-03-2022)
قديم 06-14-2022, 09:41 AM النجار غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [4]
النجار
باحث ومشرف عام
 

النجار will become famous soon enough
افتراضي

المزيد من كتاب د. بارت ايرمان :


اقتباس:
ملك إسرائيل
لا يوجد شيء مثير للجدل في الادعاء بأن مَلِك إسرائيل كان يُعتقد أنه يقف ضمن علاقة وثيقة بشكل فريد مع الله وكان بهذا المعنى يعتبر ابن الله.و نجد هذا الرأي متفرقاً في جميع أنحاء التوراة. فيوجد مقطع رئيسي في سفر صموئيل الثاني إصحاح ٧ ". يذكر أنه كان لإسرائيل ملكان بالفعل: الملك الأول . شاؤل [طالوت]. و داوود (ملك إسرائيل العظيم في فترتها الذهبية.) . وعلى الرغم من فضائل داود العديدة, إلا أنه كان لديه عدد من الأخطاء أيضاً. ولهذا السبب. عندما أعرب عن رغبته في بناء هيكل لله.
رفض الله السماح بذلك. القصة الدرامية هي أنه منذ أيام الخروج، قبل أكثر من قرنين من الزمان كانت إسرائيل تعبد الله في منشأة محمولة. خيمة كبيرة. خيمة الاجتماع. الآن وقد استقرت إسرائيل في الأرض. يريد داوود أن يبني مسكناً دائماً. بيتاً لله.
لكن الله يرفض ذلك. بدلاً من ذلك. سيبني الله نفسه «منزلاً» (مجازياً) لداوود. سيكون لداوود ابن (إشارة إلى سليمان)
سيبني هيكل الله. ومن هذا الابن سيقيم الله بيتاً - سلالة - لداود.علاوة على ذلك. فإن ابن داوود هذا سيختاره الله بنفسه ليكون ابنه: «سأقيم من بعدك نسلك الذي سيخرج من جسدك وأؤسس مملكته. يبني بيتا لاسمي. وانا اثبت كرسي مملكته الى الابد. سأكون أبا له وسيكون لي ابنا «(؟ صموئيل /0: 14-17) "متى كملت أيامك واضطجعت مع آبائك، أقيم بعدك نسلك الذي يخرج من أحشائك وأثبت مملكته.هو يبني بيتا لاسمي، وأنا أثبت كرسي مملكته إلى الأبد "أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا. إن تعوج أؤدبه بقضيب الناس وبضربات بني آدم..
تتفق الفكرة القائلة بأن الله قد تبنى الملك ليكون ابنه مع الاستخدامات الأخرى لهذا المصطلح «ابن الله» في التوراة. لقد رأينا بالفعل أن الكائنات الملائكية, أعضاء مجلس الله الإلهي دُعوا " أبناء الله" . هذه كائنات إلهية وقفت على علاقة وثيقة مع الله كمستشارين وخدام ووزراء له - حتى لو سقط بعضهم من النعمة في بعض الأحيان. كما حدث في تلك الحلقة الصغيرة في تكوين إصحاح ١. علاوة على ذلك. فإن أمة إسرائيل نفسها تُدعى أحياناً «ابن الله». كما في هوشع١ - لما كان إسرائيل غلاما أحببته ومن مصر دعوت ابني» هنا مرة أخرى. إسرائيل هي ابن الله لأنها تقف في علاقة وثيقة بشكل فريد مع الله. وبالتالي فهي موضع حبه وفضله الخاص؛ علاوة على ذلك. من خلال إسرائيل ينفذ الله إرادته على الأرض.
وكذلك الحال مع الملك. الذي يقف على رأس إسرائيل» وبالتالي بمعنى أكثر خصوصية هو « ابن الله «. في المزمور 45 الذي يشير فيه كاتب المزمور إلى أن داود مُسح من قبل الله (أي حرفياً مسحه بالزيت كعلامة على نعمة الله الخاصة) ؛ عدد ١٠
«وجدت داود عبدي بدهن قدسي مسحته»). يُقال كذلك «أنا أَيْضًا أَجْعَلهُ بَكْراً ،أعلى مِنْ مُلُوكِ الأَرض.»(عدد ٢٧). والأكثر
أهمية هو هذا المزمور ,الكلمات التي قالها الله للملك ربما في حفل تتويجه (عندما حصل على المسحة بالزيت): «قَال لي:«أنتَ ابْنى أنا الْيَوْمَ وَلَدْتك.»(عدد ٧). في هذه الحالة. لم يتم تبني الملك من قبل الله فقط بل هو في الواقع مولود من الله. لقد أخرجه الله من نفسه.

ابن الإنسان يكون إنساناً. كما أن ابن الكلب كلب وابن القطة قطة. فماذا يكون ابن الله؟ كما اتضح. و لدهشة العديد من قراء الكتاب المقدس العاديين. هناك مقاطع يُشار فيها إلى ملك إسرائيل على أنه إلهي. على أنه الله نفسه.
يشير جون كولينز . الباحث في التوراة. إلى أن هذه الفكرة مستمدة في النهاية من طرق تفكير المصريين في ملكهم. الفرعون. ككائن إلهي. حتى في مصر. حيث كان الملك إلها لم يكن هذا يعني أن الملك كان على قدم المساواة مع الآلهة العظيمة. كما كان يُعتقد أن الإمبراطور الروماني على قدم المساواة مع جوبيتر أو مارس. لكنه كان إلهاً. كما رأينا في الدوائر المصرية والرومانية. كانت هناك مستويات من الألوهية. وكذلك الأمر في الدوائر اليهودية.
وهكذا نجد مصطلحات بالغة التمجيد مستخدمة لملك إسرائيل وهي مصطلحات قد تفاجئ القراء الذين يعتقدون - على أساس نوع التفكير الذي نشأ بعد القرن المسيحي الرابع - أن هناك فجوة لا يمكن تجاوزها بين الله والبشر. ومع ذلك. هنا في الكتاب المقدس نفسه. يُدعى الملك بالرب وبالله معاً !على سبيل المثال . مزمور«اجلس عن يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك.». أي شخص يتوج على عرش الله هو مشارك له في المجد والمكانة والكرامة التي يستحقها الله نفسه. لا توجد هنا مسألة هوية أو تكافؤ مطلق - فالملك الجالس عن بمين الله - ليس الله القدير نفسه. وهذا واضح مما قيل بعد ذلك: إن الله سينتصر له أعداء الملك ويضعهم تحت قدميه. لكنه يفعل ذلك لمن رفعه إلى مرتبة عرشه. يتم تصوير الملك على أنه كائن إلهي يعيش
في حضرة الله. فوق كل المخلوقات الأخرى.
والأكثر وضوحاً هو المزمور 60: 1-/!. الذي يُخاطب فيه الملك بالعبارات السامية التالية, كإله: كرسيك يا الله إلى دهر الدهور، قضيب استقامة قضيب ملكك. أحببت البر وأبغضت الإثم.من أجل ذلك مسحك إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك
من الواضح أن المشار إليه ب «يا اللّه» (إلوهيم ) ليس هو الله تعالى بل هو الملك. من أجل ما قيل لاحقاً: الله القدير هو إله الملك وقد «مسحه» بالزيت. وهو الفعل المعياري ل حفل تتويج الملك في إسرائيل القديمة. وهكذا فإن الله قد مسح الملك ومجده فوق كل الآخرين. حتى إلى مستوى الإله نفسه. الملك هو الله بمعنى ما لا يتساوى مع الله القدير (بماأن التفريق تم توضيحه). لكنه الله مع ذلك.يوجد مثال مدهش أكثر في سفر النبي إشعياء. الإصحاح 4. الذي يحتفل بملك جديد أعطي للشعب.الفقرة في سياقها الأصلي في إشعياء تشير ليس فقط إلى ولادة الملك. ولكن إلى ولادة الملك باعتباره ابن الله نفسه- وبعبارة أخرى. يتعلق الأمر بتتويجه. في هذا التتويج. تم إعطاء «طفل» للشعب أي أن الملك أصبح«ابن الله». لكن ما يقال عن الملك جدير بالملاحظة حقاً:
"لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابنا، وتكون الرياسة على كتفه، ويدعى اسمه عجيبا، مشيرا، إلها قديرا، أبا أبديا، رئيس السلام.لنمو رياسته، وللسلام لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته، ليثبتها ويعضدها بالحق والبر، من الآن إلى الأبد. غيرة رب الجنود تصنع هذا" (إش 9: 6).

يشير هذا المقطع إلى ملك إسرائيل بوضوح في السطر الأخير. هذا ملك من سلالة داود: يعتقد معظم العلماء أنه إشارة إلى الملك حزقيال في زمن نبوة إشعياء. يُنسب إليه لقب «ابن» الله صاحب السلطة العظيمة والذي سيحقق سلماً لانهاية له. من الواضح أن هذا الشخص ليس هو الله القدير نفسه. حيث أن سلطته «تنمو باستمرار». وبالكاد يمكن للمرء
أن يتخيل أن الله لا يتمتع بسلطة مطلقة ونهائية وكاملة منذ البداية. ومع ذلك. فإن الصفات التي تم تسليمها للملك تعتبر مذهلة. فهو يُدعى «الله القدير» و «الأب الأبدي». بصفته ابن الله. فقد تم رفعه إلى مستوى الله. وكذلك مكانة الله وسلطته وقدرته - لدرجة أنه يمكن أن يُدعى بالله.



  رد مع اقتباس
قديم 06-16-2022, 08:22 AM النجار غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [5]
النجار
باحث ومشرف عام
 

النجار will become famous soon enough
افتراضي

تصور المسيحيون الاوائل لطبيعة يسوع

هل أََلًهَ رائد المسيحيون الأوائل (يسوع) نفسه؟

فكرة أن يسوع بصفته رجل دين يهودى ، كان يقول عن نفسه بأنه الله المتجسد ، أو المتحد فى الجوهر مع الله ، فكرة يستبعدها علماء المسيحيات النقاد. ولا يقبلها سوى العلماء المسيحيون ، والسبب مفهوم.
سبب الاستبعاد ، هو انه لم يكن هناك داعى لمعالج روحانى مسيانى كيسوع ، ليبالغ ويروج لفكرة انه اله. بل المعقول أنه قد عظمه اتباعه من بعده لدرجة تاليهه مستعيون بالمدراش .

من ناحية أخرى النصوص التى تدعى بأنه صرح بألوهيته لليهود ، إما أنها نصوص موضوعة كليا بعد وفاته ، ولا تعكس مشكلة لليهود مع يسوع نفسه ،بل تعكس مشكلة اليهود مع قدماء المسيحيون الذين ألهوا يسوع و أنتقدهم اليهود ، و من ثم أحال هؤلاء المسيحيون بداية تلك العقيدة وذلك الاضطهاد الى يسوع نفسه ، وجعلوا يسوع هو أول ضحايا ذلك الاضطهاد .

أو أن يسوع بالفعل كان يعتقد بانه هو نفسه ابن الانسان فى دانيال ( و أَوًلَ النص كما أوله غيره استخالوجيا !) ، ومن ثم كان يتكلم بثقة عن نفسه بأنه له سلطان غفران الخطايا على الأرض بما أنه معالجا روحيا ، لان المرض ارتبط بالذنوب بمنطق بيئته ، بالتالى من يعالجه فقد نال سلطان غفران الذنوب لمن يعالجه.
و وفقا لمرقس وغيره أثارت تلك المسألة حفيظة اليهود ، فوفقا للنص، قال يسوع للمقعد:((يا بني، غفرت لك خطاياك))، .فقالوا ((ما بال هذا الرجل يتكلم بذلك ؟ إنه ليجدف. فمن يقدر أن يغفر الخطايا إلا الله وحده ؟)) فقال لهم 9. فأيما أيسر ؟ أن يقال للمقعد: غفرت لك خطاياك، أم أن يقال: قم فاحمل فراشك وآمش ؟10. فلكي تعلموا أن ابن الإنسان له سلطان يغفر به الخطايا في الأرض))

هو هنا لا يقول بانه الله أو متحد مع الله فى الجوهر ،لكنه وبصفته ابن انسان دانيال، يعتبر نفسه صار له سلطان كاله على الارض ، وليس بانه بالفعل هو الله.
و حماس يسوع هنا للعلاج الروحانى مبنى على فكرة مدراشية ، مفادها أن العهد الجديد فى نص ارميا هو عهد مسيانى وسيكون من احدى مظاهره غفران ذنوب بيت داود. والشفاء علامة على غفران الذنوب. بالتالى الشفاء هو تحقيقا لعصر اليوتوبيا الميسيانى .
بل و سنفتح افاقنا و نقول ربما يمكننا قبول أن تلك المسألة إستغلها اليهود لتبرير مسعاهم للتخلص من يسوع والوشاية به للرومان ( على انه ثائر مسيانى) .
بعبارة أخرى ، يسوع لم يؤله نفسه بمعنى ترويجه انه متحد مع الاله فى الجوهر ، لكنه اعتبر ان أول مظاهر تحقيق اليوتوبيا المسيانية سيقوم من خلالها المسيا المنتظر ابن الانسان بافعال قد تبدوا تجديفا ، لكنها ليست فى الواقع كذلك ، لان الله نفسه هو من أعطى للمسيح ذلك السلطان . ولا عجبا اذا اراد الله ان يجعل مسيحه الانسان بان يكون "الله على الارض"

التقط بعض المسيحيون الاوائل ذلك التصور، وطوروه وجعلوا يسوع ليس فقط الله على الارض (وظيفة) بل الله على الارض (جوهر و وظيفة)
وساعدهم على ذلك نصوصا فى التوراة كالمزامير ١١٠ وغيرها


يُتبَع



التعديل الأخير تم بواسطة النجار ; 06-16-2022 الساعة 10:47 AM.
  رد مع اقتباس
قديم 06-29-2022, 02:09 AM النجار غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [6]
النجار
باحث ومشرف عام
 

النجار will become famous soon enough
افتراضي


متى بدأت عبادة يسوع ؟



مسألة المعارضة اليهودية المبكرة لعبادة يسوع قبل
حلول نهاية القرن الأول؟


إقتباس موجز من من كتاب عالم العهد الجديد
Larry Hurtado
How on Earth Did Jesus Become a God


اقتباس:
كانت عبادة المسيحيون ليسوع من بين الأمور الأساسية المتنازع عليها بين المسيحيين (اليهود والأمميون) والسلطات الدينية اليهودية ، ومن المعروف اليوم أن إنجيل يوحنا (حوالي ٩٠-١٠٠ ميلاديا) يقدم لنا دليلًا على وجود صراع حاد في أواخر القرن الأول بين المسيحيين فى يوحنا والسلطات اليهودية حول الادعاءات الكريستولوجية ،على الرغم من ظهور هذا الخلاف في سرد ​​يوحنا على أنه كان بين "اليهود" ويسوع ،بسبب ما يدعيه لنفسه من ألوهية. يرى العلماء اليوم بشكل عام أن إنجيل يوحنا فى الواقع كان يعكس جدالًا مريرًا بين المعابد اليهودية والمسيحيين ،و الذي أدى (في مرحلة ما) إلى طرد المسيحيون من تلك المعابد (بمعنى أخر طرد هؤلاء المسيحيين اليهود من مجتمعاتهم اليهودية).
ولكن متى بدأ اليهود "غير المسيحيين" في الشك لأول مرة في أن التقديس المسيحي ليسوع كان تجديفيًا ولا يتوافق مع التزام اليهود (التوحيد) بكون الله فريدًا ، وليس مجرد أنه إعتقاد غريب أو مزعج أو مثير للسخرية؟
بالتركيز على الأناجيل السينوبتيكية (متى ومرقس ولوقا) وبولس ، سنجد أن هناك أدلة تشير إلى صراعات حادة بين المسيحيين اليهود وغيرهم من اليهود المتدينين حول عبادة يسوع فى عقود ما قبل إنجيل يوحنا. وهذا بدوره يشير إلى أنه في هذه العقود الأولى ، كانت عبادة المسيح قد اتخذت بالفعل من قبل بعض اليهود على الأقل "كطفرة" مرفوضة في الممارسة التعبدية التوحيدية اليهودية.

الاتهامات بالتجديف ضد يسوع في يوحنا لم تقتصر على إنجيل يوحنا ، فنلاحظ أن السلطات اليهودية تتهم يسوع بالتجديف في الأناجيل السينوبتيكية أيضًا. و من المقبول على نطاق واسع بين العلماء أن روايات الأناجيل عن السلطات اليهودية التي تتهم يسوع بالتجديف قد تشكلت جزئيًا على الأقل إنعكاساً لردود فعل اليهود على الادعاءات المسيحية وممارساتهم التعبدية ليسوع. وهكذا ، فإن الاتهامات اليهودية بالتجديف في الأناجيل السينوبتيكية تعني أن التجارب المسيحية عند اتهامهم بالتجديف لم تقتصر على "مجتمع" يوحنا المسيحي بل أقدم من ذلك (وشملت كل البيئة المسيحية التى انتجت الانجيل).

في يوحنا ، الاتهام اليهودي بالتجديف موجه ضد يسوع في مشهد من الحوار والنقاش بين يسوع و "اليهود" ، وهو مرتبط بادعاء يسوع أنه "ابن الله" (١٠:٣٦) ،و الذي فهمه قادة اليهود على أنه إدعاء ليسوع بالألوهية ("أنت ، مع كونك إنسان ، تجعل نفسك إلهاً / إلهاً ،" 10:33). وفي 19: 7 زعم "اليهود" أن يسوع مذنب بارتكاب انتهاك كبير للتوراة بجعل نفسه "ابن الله". في الأناجيل السينوبتيكية أيضًا، تظهر تهمة التجديف في مشهدين: (1) غفران / شفاء المفلوج (مرقس 2: 7 ؛ متى 9: 3 ؛ لوقا 5:21) ، و (2) استفزاز يسوع أمام السلطات اليهودية في رواية الصلب (مرقس 14:64 ؛ متى 26:65).

في أول هذه المشاهد السينوبتيكية ، كان منطق الكتبة هو أن يسوع يأخذ لنفسه امتيازًا حصريًا من الله (صريحًا في مرقس 2: 7 ؛ لوقا 5:21). وهذا قريب جدًا من سبب تهمة التجديف في يوحنا.
وفي روايات المحاكمة فى مرقس ومتى، يتم تقديم القادة اليهود على أنهم غاضبون لأن ادعاءات يسوع تتعدى حدود الاحترام اللائق بالذات الألهية . علاوة على ذلك ، في رواياتهم عن "محاكمة" يسوع من قبل السلطات اليهودية ، تم تسليط الضوء على نفس الادعاءات الكريستولوجية الأساسية ( كونه المسيح وبنوته الإلهية) على أنها تجديفية ، كما هو الحال في يوحنا (متى 26: 63 / مرقس 61 : 14). باختصار ، تربط روايات يوحنا وباقى كل الاناجيل عن اتهامات التجديف الموجهة ضد يسوع بالادعاءات الكريستولوجية المسيئة التي تشكل مكونًا رئيسيًا للنمط التعبدي للمسيحيين والذين تنعكس تجربتهم في تلك الروايات.
ويمكننا الاستفادة من دراسة D.R A. Hare لموضوع الاضطهاد اليهودي في هذا الإنجيل. يعتقد D.R A. Hare أن إنجيل متى يعكس تجارب المعارضة من السلطات اليهودية الموجهة ضد تقديس المسيح على لسان اليهود المتمسحون: "لابد أن الألقاب الكريستولوجية التي طبقها المسيحيون على يسوع قد اعتُبرت في وقت مبكر تحديًا للتوحيد اليهودي ،ولا بد أن التعبد المسيحي لربهم القائم من بين الأموات قد أثار صرخات يهودية"تلك وثنية!"

ويتبنى D.R A. Hare وجهة النظر القائلة بأن الادعاءات الكريستولوجية والأفعال التعبدية المرتبطة بها كانت بالنسبة إلى المسيحيون فى متى "النقطة المركزية في الصراع بين الكنيسة واليهودية". وأن تهمة التجديف في متى 9: 3 أثارها المسيحيون اليهود بإعلانهم في اجتماعاتهم "علاقة يسوع الفريدة بالله من حيث سلطة مغفرة الخطايا". و يشيرD.R A. Hare إلى نصوص متى 9:34 و 12: 22-34 كدليل على ممارسة المسيحيون الأوائل طرد الأرواح الشريرة والشفاء باسم يسوع ، والذى نتج عنه الادعاء اليهودي المضاد بأن يسوع "كان مجرد ساحراً".
ويرى D.R A. Hare أن الجدل بشأن السبت في متى 12: 1-14 يعكس "العداء الشديد" الذي أثير من خلال "الإعلان المسيحي أن يسوع هو رب السبت".
ويرى أيضًا أن ظهور اتهام التجديف في رواية متى عن استجواب يسوع من قبل القادة اليهود (26: 63-66) كان "انعكاساً للرفض اليهودي للادعاءات المقدمة نيابة عن يسوع من قبل أتباعه في رسالتهم إلى اليهود ، "متى 26:64 مرددًا إعلان يسوع" ككائن إلهي عن يمين الله "، والذي كان بلا شك يعتبر" تجديفًا بالمعنى غير التقني ".
و في ضوء الفصل المتزايد بين الجماعات المسيحية والمجتمعات اليهودية بعد الثورة اليهودية في أعوام ٦٦-٧٠ ، يجادل D.R A. Hare بأن الاضطهاد اليهودي الذي ألمح إليه في متى ٢٣: ٢٩- ٣٩ يعكس بشكل معقول فترة ما قبل الثورة ، وهو رأي أيده من قبل علماء آخرين كذلك.
لم يتم تحديد أسباب هذا الاضطهاد اليهودي في متى 23: 29-39. ولكن في متى 10: 16-25 ، تم تحذير أتباع يسوع من العقوبات التي تفرضها المجامع وكذلك الحكام والملوك "بسبب يسوع " و "بسبب اسم يسوع". و تربط هذه العبارات صراحةً الاضطهادات (التي يتنبئ بها من السلطات اليهودية والأمميّة) بالتقديس المسيحي للمسيح ، والذي تجلى في ادعاءاتهم الكريستولوجية وفي ممارساتهم التعبدية المألوفة لدى قراء الاناجيل، مثل الشفاء وطرد الأرواح الشريرة التي تتم من خلال اسم يسوع. و تعكس تلك الممارسات نظرة إلى يسوع على أنه يمتلك سلطة فائقة يمكن التوسط فيها من خلال اسمه ، والتي تعمل بالتالي بطريقة مشابهة لاسم إلهي ( استحضار مساعدة إِلَه فى عملية شفائية بذكر إسمه).
في متى ، معارضو أتباع يسوع لا يدّعون فقط أنه مخطئ في آرائه حول الشريعة ؛بل إنهم يدينون يسوع تمامًا كساحر متحالف مع الشيطان (9:34 ؛ 10:25 ؛ 12:24 ، 27) ، ومخادع (27:63 ، مما يعكس تثنية 13) ، ومجدف (9: 3 ؛ 26:65). 19 إذا كانت هذه الاتهامات ، كما يعتقد العلماء عمومًا ، تعكس بشكل مباشر رد فعل السلطات اليهودية على تقديس المسيحيون الأوائل ليسوع في الفترة التي أعقبت صلبه ، فإن شدة وخطورة هذه التهم في إنجيل متى تشير إلى ادعاءات كريستولوجية وممارسات عبادية وُجهت إلى يسوع والتي كانت لا تحتمل من قبل السلطات اليهودية.
في الواقع ، ليس من الصعب رؤية أسباب غضب المعارضين اليهود في انجيل متى ، فليس فقط يسوع ادعى انه هو المتحدث الرسمي الوحيد عن الله ، الذي تهيمن تعاليمه على أي سلطة دينية أخرى.بل إنه أيضًا ابن الله الذي يجمع بين القيمة المسيانية الكاملة والوضع الخارق اللاهوتي أيضًا. وتلك الصفة السامية تم تأكيدها بشكل خاص في تأكيد متي على تلقي يسوع للعبادة ، أن التقديس ليسوع الذي يؤكده الكاتب،والذي يعرض عليه غضب اليهود يرقى إلى معاملة يسوع على أنه إله.
يظهر الفعل اليوناني proskyneö بشكل متكرر في انجيل متى ، وعشرة من استخداماته الثلاثة عشر في مشاهد كريستولوجية مهمة.، يمكن للإشارة التي يمثلها الفعل أن تدل ضمنيًا على درجات مختلفة من الاحترام الممنوح للرؤساء الأرضيين أو للآلهة ، ومن المرجح أن أي شخص يوقر يسوع أثناء خدمته كان يعني مجرد احترام رجل صالح،أو نبي الخ ..عند طلب معروفا ما منه.
ولكن يبدو أن متى كان يوجه قراءه لكى يروا الأحداث التي يرويها ويعتبرها توقعات وانعكاسات التبجيل الطائفي ليسوع في الدوائر المسيحية المبكرة. فبالإضافة إلى سجود المجوس للرضيع يسوع في رواية المهد (المعترف بها عمومًا على أنها محملة بالدلالة الكريستولوجية) ، قصة يسوع يمشي على الماء في ١٤: ٢٢-٣٣. ، حيث يتم عرض قوة يسوع (مع إشارات خفية إلى إشارات العهد القديم إلى روح الله على الماء - على سبيل المثال ، مز ٧٧. : 19 ؛ إشعياء 43:16).
و في متى ، تم توضيح معنى القصة بشكل كبير في خاتمتها ، حيث تقدم التبجيل ليسوع كاملاً "حقًا ، أنت ابن الله" ، مما يعطي مشهدًا المقصود منه وصف المشهد التعبدى الواقعى لقراء انجيل متى.
يتلقى يسوع القائم من الموت سجودًا مماثلاً من النساء عند القبر (28: 9) ، وبشكل أكثر دراماتيكية ، من التلاميذ الأحد عشر في المشهد الأخير لمتى (28: 16-20). هذا المقطع الأخير مليء بالإشارات إلى أن يسوع يجب أن يُنظر إليه الآن على أنه يحمل أهمية ومكانة إلهية ، وأن الخضوع المصور هنا يجب أن يؤخذ على أنه تكريس طائفي مقدم لشخصية إلهية. لقد مُنح يسوع تفويضًا وسلطانا عالميًا (آية ١٨) ، وهو يأمر الآن بمهمة عالمية ، ويدعو جميع الشعوب لاتباع جميع تعاليمه وأن يصبحوا تلاميذه من خلال طقوس بدء المعمودية التي يكون فيها استدعاء اسم الآب ،الابن والروح القدس.ومن ثم يبدو أن مجرد الاختلافات في الآراء الفقهية ،يُعَد سبب غير كافٍ لتفسير التكرار الواضح للمعارضة اليهودية الشديدة كما نراها فى متى ، كما خلص إلي ذلك العديد من العلماء الآخرين أيضًا. في فترة ما قبل عام 70 ميلادية على وجه الخصوص ، تشير جميع المؤشرات إلى تنوع واسع بين اليهود في تطبيقهم التشريعى للتوراة. حتى فيما يتعلق بأمور مثل المصطلحات التي يجب أن يلتزم بها الوثنيون ، يبدو أنه كان هناك تنوع كذلك ،و ليس لدينا أمثلة على خلافات تشريعية هلاخية أثارت مجموعة يهودية على أخرى لتقوم بنوع من الإجراءات التأديبية العدوانية كالتى وجهها اليهود ضد المسيحيين من خلفية يهودية.ومن ثم ، أوكد بأن ظاهرة تقديس يسوع هى اتى أساءت بشدة إلى مشاعر اليهود "غير المسيحيون" في السنوات السابقة لكتابة إنجيل متى ،وهذا من شأنه أن يفسرالكلام عن المعارضة اليهودية المشار إليها في الإنجيل.

تقديس يسوع والمعارضة اليهودية في لوقا - أعمال الرسل

في روايات أعمال الرسل عن التطورات فى البيئة اليهودية-المسيحية والمعارضة اليهودية ، هناك مؤشرات واضحة على مركزية العبادة والتقديس الموجه إلى يسوع. فتم تحذير تلاميذ أورشليم بأن يتوقفوا عن التكلم باسم يسوع (4: 17-18 ؛ 5:40) ، والذى أعتبروه كأساس وحيد للخلاص (4:12). و كرازة فيليبس في السامرة بكل من "ملكوت الله واسم يسوع المسيح "(8:12). تتم المعجزات من خلال استخدام طقسي لاسم يسوع (3: 6 ، 16 ؛ 4: 10 ، 30) ، والمعمودية" باسم يسوع "وتتضمن الاحتجاج باسمه فى الطقوس (2:38 ؛ 22:16).

و من المثير للاهتمام هو أن المسيحيون المتهودون الذين إتخذ بولس إجراءات ضدهم ،طبقا للنصوص،يشار إليهم ببساطة على أنهم "أولئك الذين يستدعون [epikaleö} اسم يسوع" (9:14 ، 21) ، وتلك العبارة ١- تُلَمِح إلى نصوص العهد القديم والتى بها إشارات إلى إستدعاء (اسم) الرب ، وهذا يعني ، بالتالي ، عملًا له أهمية ثقافية مكافئة ، وهو التضرع ليسوع.

في الخطاب أمام أغريبا ، يُصوَّر بولس على أنه وصف هدفه السابق قبل التحول للمسيحية و "القيام بأشياء كثيرة ضد اسم يسوع الناصري" (26: 9). إن التصريح الوارد في 26:11 بأنه سعى إلى إجبار المسيحيين اليهود على "التجديف" من المحتمل أن يؤخذ على أنه يعكس الفكرة القائلة بأن المسيحيين اليهود قد طُلب منهم التنصل من يسوع ، وربما حتى للانضمام إلى سبه (والذي يبدو في 13:45 ؛ 18: 6) ، هؤلاء المسيحيون اليهود الذين عوقبوا من قبل السلطات صُوروا في سفر أعمال الرسل على أنهم ينظرون إلى معاناتهم على أنها "من أجل اسم" يسوع (5:41). يبدو أن تكريس المسيح ، بما في ذلك الأعمال الطقسية المتعلقة به ، أمر محوري في الصراع مع السلطات اليهودية ، وتشير شدة المعارضة إلى أن هذا النمط التعبدي كان يُنظر إليه على أنه يتجاوز النطاق السخي للتدين اليهودي المقبول.
الخلاصة في كل من لوقا - أعمال الرسل ومتى ، يُصَورالمسيحيون اليهود في السنوات القليلة الأولى من الحركة المسيحية على أنهم يمارسون تقديساً دينيًا ليسوع يتضمن إسناد سلطات له ومكانة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالله. علاوة على ذلك ، تم تصوير السلطات الدينية اليهودية على أنها تتعامل مع المسيحيين اليهود بقوة ورد فعل مضاد لدور يسوع في رسالتهم وممارساتهم الدينية. ومن ثم نستنتج من اتفاق كل من لوقا - أعمال الرسل ومتى و يوحنا إلى أنه كانت هناك دائرة واسعة،من أكثر من مجموعة مسيحية في فترة ما بعد عام 70 كانت واعية بتلك المعارضة اليهودية القوية للتقديس المسيحي ليسوع.

تقديس يسوع والمعارضة اليهودية في مَرقُس
المعارضة اليهودية الشديدة لتقديس المسيحيين اليهود ليسوع كانت حاضرة أيضًا فى فترة ما قبل عام 70 ميلادية. ويعزز ذلك الأدلة في أقدم الأناجيل الإزائية ، مَرقُس ، والتي يرجع تاريخه عادةً إلى حوالى ٦٥-٧٢ ميلادية. ويستحق سرد مرقس عن "محاكمة" يسوع أمام السلطات اليهودية (14: 53-64) مزيدًا من الاهتمام. هناك ملاحظتان أوليتان تقدمان نفسيهما. أولاً ، على الرغم من ذكر تهمة تدمير الهيكل في البداية (١٤: ٥٧-٥٨) ، فمن الواضح أن تهمة التجديف هي ذروة الرواية والأساس المعطى لإدانة يسوع بالموت (١٤:٦٤). ثانيًا ، إن تهمة التجديف هي رد فعل مباشر على تأكيدات يسوع عن مسيحيته وبنوته الإلهية ووضعه السامى ("المسيح ابن المبارك" 14:61 ؛ "ابن الإنسان" الجالس عن يمين الله الذي سيترأس في النصر الأخروي ، ١٤:٦٢)
أي أن رواية "محاكمة" يسوع في مرقس تركز بشكل كبير على هذه القضية الدينية الرئيسية. إما أن تكون هذه الادعاءات الكريستولوجية بمثابة انتهاك كبير لعظمة الله ، أو أنها صحيحة. 35 هذا يعني، أن قراء مرقس الأوائل كانوا قد رأوا في المحاكمة تمثيلًا دراميًا واضحًا للصراعات التي عرفوها من خلال تجربتهم الخاصة (أو من خلال تقارير من الآخرين) ، والصراعات التي تنطوي على تقديس المسيح وإدانته من قبل السلطات الدينية اليهودية. في الواقع ، هناك العديد من الدلائل الجيدة على أن رواية مرقس بأكملها عن محاكمة يسوع أمام المجلس ، وإنكار بطرس في الفناء ، واستجواب يسوع أمام بيلاطس كان الغرض منه التحدث عن تجارب ومخاوف قراء مرقس الأوائل. في مَرقُس ، أتباع يسوع مدعوون لأن يكونوا مستعدين للإعدام كنتيجة تلمذتهم من يسوع ، ويتم تحذيرهم من إنكار المسيح لإنقاذ حياتهم (٨: ٣٤-٣٨).و لدينا قسم يربط رسالة الإنجيل للمسيحيين باحتمالية المعاناة من أجل إيمانهم ( 9-13). سيواجه أتباع يسوع "المجالس" (synedria) والضرب في المجامع ، وسيتم استجوابهم أمام "حكام وملوك" على وجه التحديد بسبب إيمانهم به . عند تقديمهم للمحاكمة ، لا يجب أن يحاولوا الدفاع عن أنفسهم ولكن بدلاً من ذلك عليهم استغلال الفرصة للشهادة لمتهميهم ، مدركين أن الروح القدس يتحدث على لسانهم من خلال شهادتهم . سيواجهون الخيانة من قبل أفراد العائلة ، وربما حتى الموت ، كل ذلك بسبب يسوع (الآية 13). توحي حماسة وخصوصية هذه المقاطع بأن المؤلف كان يكتب للقراء الذين يعرفون مثل هذه التجارب ، إما بشكل مباشر أو غير مباشر ، وكانوا في خطر مواجهة معاناة مماثلة في مستقبلهم القريب. هذا يعني أن روايات اعتقال يسوع ومحاكماته كان من المفترض أن يكون لها قوة عملية ووجودية وكان يمكن قراءتها وفقًا لذلك.في الواقع ، من المثير للاهتمام قراءة روايات محاكمة مرقس في ضوء 13: 9-13. تمامًا كما حذر يسوع أتباعه من المثول أمام السلطات اليهودية (المجالس والمعابد اليهودية) وسلطات الأمم (حكامًا وملوكًا) ، كذلك فإن سرد مَرقُس يتضمن محاكمة يهودية رسمية أمام المجلس وجلسة استماع رسمية أمام الحاكم بيلاطس. مثلما أمر يسوع أتباعه بعدم تحضير خطابات دفاع عن النفس ، بل أن يقولوا فقط ما "أُعطي" لهم ، في الإيمان الذي يتكلم به الروح من خلالهم ، كذلك في المحاكمة يُروي صمت يسوع أمام متهميه، وكلمات يسوع الوحيدة هي التأكيد الكريستولوجي الصريح على ١٤:٦٢ ورده غير الملزم على التهمة السياسية التي يسأل عنها بيلاطس. باختصار ، يبدو أن رواية مرقس عن سلوك يسوع تهدف إلى تقديم تجارب يسوع كنماذج أولية ملهمة للقراء. لذلك ، قد نسأل عما إذا كانت رواية مرقس عن محاكمة يسوع في سنهيدرين قد يكون لها أيضًا بعض الارتباط المباشر بخبرات القراء المقصودين. إن تهمة التجديف تصور بالتأكيد الخلاف الديني واللاهوتي بين وجهات النظر المسيحية واليهودية عن يسوع والتي كان من الممكن أن يعرفها قراء مرقس الأوائل. أي أن الحساب يعكس الصراع حول تقديس المسيح بين اليهود المسيحيين والسلطات الدينية اليهودية ، بغض النظر عن ما قد يفكر فيه المرء بشأن تاريخية الأحداث في حياة يسوع. مع ذلك ، فإن هذا ليس مجرد سرد للنزاع ، ولكن بشكل أكثر تحديدًا محاكمة أمام السلطات اليهودية ، مع القضية الكريستولوجية في المقدمة والوسط ، والنتيجة هي تهمة التجديف. ومثلى مثل أخرون من العلماء، أعتقد بأن رواية مرقس لا تعرض فقط المسألة اللاهوتية التي تقسم اليهود والمسيحيين في زمن مرقس وما قبله ، بل تعكس أيضًا التجارب الفعلية للمسيحيين اليهود الذين تمت دعوتهم للمساءلة أمام السلطات اليهودية بسبب إخلاصهم للمسيح والمتهمين بالتجديف.يجب أن يكون مؤلف مرقس قد توقع من قراءه أن يدركوا صحة التحذير السائد حول تقديمهم أمام المجالس والمعابد اليهودية (13: 9) بسبب معرفتهم مسبقا بمثل تلك التجارب. وبالتالي ، يجب تأريخ التهم الموجهة للمسيحيين اليهود أمام السلطات اليهودية قبل الوقت المحتمل لكتابة إنجيل مرقس ، حوالى عام ٦٥- ٧٢ ميلادى. في الواقع ،نظراً للتراث اليهودي المسيحي لقراء مَرقُس يبدو وكأنه يعكس ماضيهم ، ولأن القرّاء المستهدفين من المحتمل ان يكونوا امميين بشكل كبير ، فان تجارب الاستدعاء امام السلطات يجب أن تكون قد وقعت فى وقت ما قبل تاريخ كتابة مرقس، و حتى قبل رواية يوحنا عن طرد المسيحيين من المعابد ، فالقوة المفترضة لبيرخات هامينيم لغمالئيل الثاني والتى تلعن الهراطقة ، والجهود التي بذلها حاخامات جافنيون للحد من الاختلافات في المعتقدات والممارسات اليهودية ، إنعكست على المسيحيون فنجد الإدانات للتجديف في سرد مرقس لمحاكمة يسوع. ومن المؤكد أن أعمال المجمع تلك كانت محلية ومخصصة ، بينما في الفترة بعد عام 70 الميلادى ، يبدو أنه كان هناك جهود لتطبيق عقوبات أكثر اتساقًا ضد المسيحيين اليهود.
إن تقديس المسيح الواضح في قصة محاكمة يسوع فى مرقس، كافٍ لتوجيه اتهامات اليهود بالتجديف. كما جادل العالم J. Marcus ، وقال إن مرقس 14: 61-62 يجب أن يؤخذ على أنه ادعاء "بالمشاركة في سيادة الله الكونية" و "نهج للمساواة مع الله".
و مثل هذا التمجيد لشخصية بشرية ربما أثار انتقادات من اليهود المتعصبين على أنه مساومة على "وحدانية الله ".ولكى تكون رواية مرقس عن إدانة يسوع "صادقة" وذات مغزى ومعنى للقراء المقصودين في سن 65-72 ميلادية، كان لابد من التعرف على تهمة التجديف باعتبارها حالة حية ولهم بها خبرة ويتذكرونها بوضوح.ومن الأرجح أن اليهود قد اطلقوا صرخات التجديف لنوع الادعاءات الكريستولوجية التي لدينا في مرقس ١٤: ٦١- ٦٢ ، لأن هذه الادعاءات الكريستولوجية كانت مصحوبة بممارسة تعبدية تم فيها استدعاء يسوع الممجد ، واطلاق الترانيم بإسمه وتقديسه في الأوساط الدينية المجمعة خلال العقدين الأولين من الحركة المسيحية. و من المهم التأكيد على أن هذه الممارسة التعبدية تفصل الادعاءات المسيحية الكريستولوجية عن المعاملة البلاغية التشريفية لشخصيات إلهية أخرى ، مثل موسى وإنوخ وميخائيل. ليس لدينا ما يشير إلى ممارسة عبادة منظمة مكافئة موجهة إلى أي من هذه الشخصيات بين هؤلاء اليهود الذين صوروا بشكل خيالي هذه الشخصية البطولية أو تلك في أدوار سامية. في الواقع ، كان من الصعب على الآخرين مقاومة الاستنتاج القائل بأن أولئك الذين عبروا عن هذا النوع من الادعاءات الكريستولوجية التي نجدها انعكست في مرقس 14: 61-62 حقًا اعتبر يسوع السماوي مشاركًا في الامتيازات والمكانة الإلهية. كانت حياتهم الدينية ، بالإضافة إلى خطابهم ، قد أدى إلى "طفرة ثنائية" "binitarian mutation" تختلف عن الممارسات التوحيدية اليهودية التقليدية.



يُتبَع



التعديل الأخير تم بواسطة النجار ; 07-04-2022 الساعة 09:25 AM.
  رد مع اقتباس
قديم 07-03-2022, 02:16 AM Colombo غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [7]
Colombo
المدير العام
الصورة الرمزية Colombo
 

Colombo is on a distinguished road
Wink

متابع بشغف



:: توقيعي ::: (يكفى أن تجمعنا أنسانيتنا وحبنا للخير )
  رد مع اقتباس
قديم 07-03-2022, 11:12 AM النجار غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [8]
النجار
باحث ومشرف عام
 

النجار will become famous soon enough
افتراضي

تحياتى لاخى العزيز

كولومبو
و اسعد دائما بالاطمئنان على صحتك



متى بدأت عبادة يسوع (٢)؟


فى المشاركة السابقة عرضنا الطرف الأول من الاجابة على سؤال متى بدأ تأليه يسوع؟
و القينا الضوء بايجازعلى تلك النصوص الانجيلية ، التى كانت تعكس الصراع المبكر المرير بين المسيحيون الاوائل واليهود بسبب ما احاله المسيحيون الاوائل ليسوع من مواصفات تجديفية تليق فقط بالاله .

لكن قد يقول قائل، هل من الضرورى الاعتقاد بأن هؤلاء المسيحيون الأوائل كانوا يعتقدون بأن يسوع هو الله نفسه ، فقط لمجرد أنهم أعتبروه جالسا عن يمين الله ،وأن له سلطان يمكنه من أن يقوم بأخص خصائص الاله ؟

الاجابة على هذا السؤال
نقول أنه بالطبع هناك الكثيرون من الربوبيون ممن احالوا صفات وافعال لاشخاص معينة مع انها تناسب الاله ، لكن فى نفس الوقت لم يعتبرون هؤلاء الاشخاص بانهم الهة.
مثال على ذلك تصورات الكاثوليك عن ما تسمى بالعذراء مريم.

لكن مع ذلك ، نقول بانه بالفعل هناك تصريحات انجيلية تؤكد تاليههم للمسيح ، ليس مجرد احالتهم صفات وافعال ليسوع تناسب الاله ، بل أيضا اعتبروه الله المتجسد .

إنجيل يوحنا أسهب فى تلك النقطة ،أكثر من أى إنجيل أخر ... وسعى لتوضيحها منذ بداية البداية فى إنجيله. و مسألة أن يوحنا كان يؤمن بأن يسوع هو الله ،أو بمعنى أدق هو ذراع للأخطبوط الجالس على العرش يتحد معه فى الجوهر مهمته الخلق والشفاء والفداء والغفران. مسألة لا يجادل فيها إجماع علماء المسيحيات النقاد والمؤرخون. ك بارت ايرمان وكافة علماء مجموعة Jesus Seminar وغيرهم الكثيرون.

ومن ثم نستطيع القول بكل ثقة ،أن احالة المسيحيون الأوائل صفات وافعال ليسوع تناسب الاله هى ممارسة قديمة بقدم المسيحية ذاتها، وبدأت فى خلال أعوام قليلة بعد صلب يسوع ، و أيضا نستطيع القول بكل ثقة أنه فى وقت ما قبل كتابة إنجيل يوحنا لم يكن الأمر مجرد احالتهم صفات وافعال ليسوع تناسب الاله ، بل أيضا اعتبروه الله المتجسد .

لكن متى حدث ذلك (أقصد بداية اعتقادهم أنه الله المتجسد تحديداً) قبل كتابة يوحنا؟
للاجابة على ذلك السؤال يجب القاء نظرة على نصوص العهد الجديد خارج يوحنا



يُتبَع



  رد مع اقتباس
قديم 07-03-2022, 12:47 PM اياد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [9]
اياد
عضو برونزي
 

اياد is on a distinguished road
افتراضي

C. S. Lewis في كتابه "المسيحية المجردة" Mere Christianity، اعترض على نسخة هاملتون من الإلحاد المسيحي والادعاء بأن يسوع كان مجرد مرشد أخلاقي:

“I am trying here to prevent anyone saying the really foolish thing that people often say about Him: 'I'm ready to accept Jesus as a great moral teacher, but I don't accept his claim to be God.' That is the one thing we must not say. A man who was merely a man and said the sort of things Jesus said would not be a great moral teacher. He would either be a lunatic—on the level with the man who says he is a poached egg—or else he would be the Devil of Hell. You must make your choice. Either this man was, and is, the Son of God, or else a madman or something worse. You can shut him up for a fool, you can spit at him and kill him as a demon or you can fall at his feet and call him Lord and God, but let us not come with any patronising nonsense about his being a great human teacher. He has not left that open to us. He did not intend to. [...] Now it seems to me obvious that He was neither a lunatic nor a fiend: and consequently, however strange or terrifying or unlikely it may seem, I have to accept the view that He was and is God.” ( C. S. Lewis, Mere Christianity, p. 55-56)



  رد مع اقتباس
قديم 07-04-2022, 09:00 AM النجار غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [10]
النجار
باحث ومشرف عام
 

النجار will become famous soon enough
افتراضي

متى بدأت عبادة يسوع (3)؟


ألوهية يسوع فى يوحنا هل هى إبتكاراً لكاتب يوحنا أو إبتداعا لجماعته المسيحية؟


١- مسألة أسبقية وجود شخص يسوع قبل جميع الخلائق

كون أن يوحنا إعتبر أن يسوع كان مجرد قناعا بشريا حل فيه كائنا سماويا يسبق وجوده جميع الخلائق، مسألة لم يختلف عليها أحد ومقبولة حتى من هؤلاء المدعوون النصارى الموحدون (الاريوسية ومشتقاتها)
عندما بدأ يوحنا إنجيله، والذى كان هدفه منه إقناع الاخرون المستهدفون بالتبشير بأن المسيح هو ابن الله (الحرفى وليس مجرد الرمزى) وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله يوحنا 20: 31
أراد إجابة ذلك السؤال : من أين جاء المسيح؟
و عند الاجابة لم يقل مثلا فلان تزوج فلانه وانجب يسوع ، أو روح القدس تغشت عذراء وجاء منها يسوع. بل قال إن يسوع هذا مجرد وعاء بشرى حل فيه الله الكلمة. يقول

1. في البدء كان الكلمة والكلمة كان لدى الله والكلمة هو الله.
2. كان في البدء لدى الله.
3. به كان كل شيء وبدونه ما كان شيء مما كان.
4. فيه كانت الحياة والحياة نور الناس

5. والنور يشرق في الظلمات ولم تدركه الظلمات.
6. ظهر رجل مرسل من لدن الله اسمه يوحنا
7. جاء شاهدا ليشهد للنور فيؤمن عن شهادته جميع الناس.
8. لم يكن هو النور بل جاء ليشهد للنور.
9. كان النور الحق الذي ينير كل إنسان آتيا إلى العالم
10. كان في العالم وبه كان العالم والعالم لم يعرفه.
11. جاء إلى بيته. فما قبله أهل بيته.
12. أما الذين قبلوه وهم الذين يؤمنون باسمه فقد مكنهم أن يصيروا أبناء الله:
13. فهم الذين لا من دم ولا من رغبة لحم ولا من رغبة رجل بل من الله ولدوا.
14. والكلمة صار بشرا فسكن بيننا فرأينا مجده مجدا من لدن الآب لابن وحيد ملؤه النعمة والحق.


لماذا استخدم الكاتب تلك الصيغة (في البدء) فى أول كلمة فى إنجيله؟
الاجابة هى ان كاتب يوحنا كانت عينه على اول كلمة ذُكرت فى التوراة
سفر التكوين
1. في البدء خلق الله السموات والأرض 2. وكانت الأرض خاوية خالية وعلى وجه الغمر ظلام وروح الله يرف على وجه المياه. 3. وقال الله: (( ليكن نور ))، فكان نور.


فهم كاتب يوحنا من النص أن الكلمة الخالقة والتى هى انبثقت من جوهر الله لكى يخلق بها العالم بالطبع سابقة لخلق الكون كله، والتى بها كان كل شيء وبدونها ما كان شيء مما كان، والتى هى نور العالم تجسدت فى وعاء جسدى وحلت على الارض. ومع أنها في العالم و خُلق بها العالم ، لكن العالم لم يعرفها (اشارة لرفضها عندما تجسدت فى يسوع).

هل سبقوا كاتب يوحنا فى الاعتقاد بوجود المسيح حتى قبل خلق الكون ، وأنه هو نفسه من خلق الكون؟
الاجابة:
فى الواقع هناك نصوص سابقة ليوحنا أسهبت فى نفس المسألة، تجعلنا لا نندهش مما يقوله الرجل، فيوحنا لم يأت بالفكرة من الهواء فهناك خلفية أوحت بكلامه هذا



سفر أمثال يقول على لسان الحكمة ، التى تتكلم كما لو أنها شخصاً

22. اقتناني الرب منذ بدء خلقه، من قبل الشروع في أعماله القديمة.
23. منذ الأزل أنا هو، منذ البدء قبل أن توجد الأرض.
24. ولدت من قبل أن تتكون اللجج والينابيع الغزيرة المياه.
25. ولدت من قبل أن تقررت الجبال والتلال.
26. إذ لم يكن قد خلق الأرض بعد، ولا البراري ولا بداية أتربة المسكونة.
27. وعندما ثبت الرب السماء، وحين رسم دائرة الأفق حول وجه الغمر، كنت هناك.
28. عندما ثبت السحب في العلاء، ورسخ ينابيع اللجج.
29. عندما قرر للبحر تخوما لا تتجاوزها مياهه متعدية على أمر الرب، وحين رسم أسس الأرض،
30. كنت عنده صانعا مبدعا، وكنت كل يوم لذته، أفيض بهجة دائما أمامه.
31. مغتبطة بعالمه المسكون، ومسراتي مع بني آدم.
32. والآن أصغوا إلي أيها الأبناء، إذ طوبى لمن يمارسون طرقي.
33. استمعوا إلى إرشادي، وكونوا حكماء ولا تتجاهلوه.
34. طوبى للإنسان الذي يستمع إلي، الحريص على السهر عند أبوابي، حارسا قوائم مصاريعي،
35. لأن من يجدني يجد حياة، ويحوز على مرضاة الرب.
36. ومن يضل عني يؤذي نفسه، ومن يبغضني يحب الموت.

. الحكمة شيدت بيتها، ونحتت أعمدتها السبعة
• 2. ذبحت ذبائحها، ومزجت خمرها، وأعدت مأدبتها.
• 3. أرسلت جواريها لينادين من أعلى مشارف المدينة قائلات:
• 4. «كل من هو ساذج فليمل إلى هنا». وتدعو كل غبي قائلة:
• 5. «تعالوا كلوا من خبزي واشربوا من الخمر التي مزجت.


يعلق فيلو السكندري (ولد في 20 قبل الميلاد)، ع ذلك النص:
اقتباس:
في كل الأحوال سنكون منصفون إذا قلنا إن خالق الكون هو أيضًا أب خليقته. وأن الأم هى علم الخالق المتحد معه فى ذاته . وتلك المعرفة التي نالت بذرة الله ، ولدت ابنها الوحيد الحبيب ، المدرك من قبل الحواس الخارجية ، أي هذا العالم. وبناءً على ذلك ، يمثل النص الحكمة انها من كائنات الجماعة الإلهية السماوية وهي تتحدث عن نفسها بهذه الطريقة: "الرب قناني أول طريقه من قبل أعماله منذ القدم". لأنه كان من الضروري أن تكون كل الأشياء التي خُلِقت فى البدء أصغر من أم وممرضة الكون بأسره (أى الحكمة) . Ebr. 1: 30-31
و وفقا لسفر إخنوخ كما أن الكلمة خالقة الحكمة خالقة:

2 Enoch 30:8-12
وفي اليوم السادس أمرت حكمتي بأن تخلق الإنسان من المكونات السبعة:
لحمه من الارض.| الثاني | دمه من الشمس ومن الشمس.| الثالث | عينيه من قاع البحر.| الرابع | عظامه من الحجر.| الخامس | عقله من تنقل الملائكة ومن الغيوم.| السادس | عروقه وشعره من عشب الارض.| السابع | روحه من روحي ومن الريح.



وكما ان المسيح الخالق الكلمة نزل ولم يعرفوه ورفضوه وعاد لمكانه الاصلى السماوى، كذلك الحال مع الحكمة فنزلت الحكمة من السماء منادية لشعب الله بالتوبة لكنهم رفضوا الحكمة وهكذا عادت لتوّها إلى السماء لتكون مع الله
أخنوخ الأول ٤٢
لم تجد الحكمة مكانا تسكن فيه. ثم خُصِصَ لها مسكناً في السماء. 2 نزلت الحكمة لتسكن بين بني آدم ، ولم تجد مسكنًا. فرجعت الحكمة إلى مكانها ، وجلست بين الملائكة.



وكما أن مسيح يوحنا الكلمة هو نور العالم ،كذلك الحكمة

يقول الفيلسوف اليهودى ارسطوبولوس السكندرى
( c. 181–124*BC)
اقتباس:
وفقًا لقوانين الطبيعة ،يمكننا تسمية اليوم السابع باليوم الاول ايضا، باعتباره أنه هو نشأة الضوء الذي أثر على كل شئ. ونفس الشيء يمكن أن يقال مجازيًا عن الحكمة أيضًا ، لأنها أصل أى نور
Aristobolus Fr. 5, 9-10
يقول الفيلسوف اليهودى فيلو :
اقتباس:
وغرس الله فردوسا في عدن شرقا ، ووضع هناك الرجل الذي خلقه [تكوين 2: 8]: لأنه دعا تلك الحكمة الإلهية والسماوية بأسماء كثيرة. وجعلها واضحة
والحكمة لها العديد من التسميات ؛ فدعاها الرب "البدء" و "الصورة" و"مشهد الله".
Leg. 1:43
يقول سفر الحكمة:

فعلمت جميع المكنونات والظواهر، لأن الحكمة مهندسة كل شيء، هي علمتني.
22 فإن فيها الروح الفهم القدوس، المولود الوحيد ذا المزايا الكثيرة، اللطيف السريع الحركة، الفصيح الطاهر النير السليم المحب للخير، الحديد الحر المحسن،
23 المحب للبشر، الثابت الراسخ المطمئن القدير الرقيب، الذي ينفذ جميع الأرواح الفهمة الطاهرة اللطيفة.
24 لأن الحكمة أسرع حركة من كل متحرك؛ فهي لطهارتها تلج وتنفذ في كل شيء.
25 فإنها بخار قوة الله، وصدور مجد القدير الخالص؛ فلذلك لا يشوبها شيء نجس،
26 لأنها ضياء النور الأزلي، ومرآة عمل الله النقية، وصورة جودته.
27 تقدر على كل شيء، وهي واحدة، وتجدد كل شيء وهي ثابتة في ذاتها. وفي كل جيل تحل في النفوس القديسة؛ فتنشئ أحباء لله وأنبياء
...................
1 إنها تبلغ من غاية إلى غاية بالقوة، وتدبر كل شيء بالرفق.
2 لقد أحببتها والتمستها منذ صبائي، وابتغيت أن أتخذها لي عروسا، وصرت لجمالها عاشقا.
3 فإن في نسبها مجدا، لأنها تحيا عند الله، ورب الجميع قد أحبها،
4 فهي صاحبة أسرار علم الله، والمتخيرة لأعماله.
5 إذا كان الغنى ملكا نفيسا في الحياة؛ فأي شيء أغنى من الحكمة صانعة الجميع؟
6 وإن كانت الفطنة هي التي تعمل؛ فمن أحكم منها في هندسة الأكوان؟

1 يا إله الآباء، يا رب الرحمة، يا صانع الجميع بكلمتك،
2 وفاطر الإنسان بحكمتك، لكي يسود على الخلائق التي كونتها،
3 ويسوس العالم بالقداسة والبر، ويجري الحكم باستقامة النفس.
4 هب لي الحكمة الجالسة إلى عرشك، ولا ترذلني من بين بنيك،
5 فإني أنا عبدك وابن أمتك، إنسان ضعيف قليل البقاء، وناقص الفهم في القضاء والشرائع.
6 على أنه إن كان في بني البشر أحد كامل؛ فما لم تكن معه الحكمة التي منك، لا يحسب شيئا.
7 إنك قد اخترتني لشعبك ملكا، ولبنيك وبناتك قاضيا،
8 وأمرتني أن أبني هيكلا في جبل قدسك، ومذبحا في مدينة سكناك على مثال المسكن المقدس الذي هيأته منذ البدء.
9 إن معك الحكمة العليمة بأعمالك، والتي كانت حاضرة إذ صنعت العالم، وهي عارفة ما المرضي في عينيك، والمستقيم في وصاياك،
10 فأرسلها من السموات المقدسة، وابعثها من عرش مجدك، حتى إذا حضرت تجد معي، وأعلم ما المرضي لديك.


كما ان المسيح (الكلمة الخالقة) على عرش الله ، الحكمة ( الخالقة) على عرش الله !

بل ومن المثير للاهتمام ، كلام كاتب سفر الحكمة عن أن الحكمة قادت إسرائيل عبر البرية في عمود السحاب / النار

سفر الحكمة
وجزت القديسين ثواب أتعابهم، وقادتهم في طريق عجيب، وكانت لهم ظلا في النهار، وضياء نجوم في الليل.

و نعلم مسبقاً من سفر الخروج أن من فعل ذلك كان ملاك يهوة الذى يوصف باوصاف مذهلة ،جعلت البعض يعتقد بانه صورة مرئية ليهوه نفسه (راجع المشاركة الثانية )

اقتباس من كتاب

(Witherington, Jesus the Sage, Fortress, 1995)
اقتباس:
إنجيل يوحنا بأنشودة الحكمة حيث يُقدَّم يسوع على أنه كلمة الله الأزلية مذكراً بسفر التكوين ١ ، الكلمة المنطوقة والمشخَّصة كالحكمة في أمثال ٣؛ وليس ذلك فقط بل إنه يطبّق استعارات الحكمة في أقوال الأنا هو العظيمة التي تحوي أخباراً متعددة للجملة (أنا هو الطريق، الحق، الحياة، أنا هو الكرمة إلخ.) ما هي إلا صفات سبق الإخبار عنها في ما قبل على أنها الحكمة المجسمة المذكورة في أمثال ٣ و٨ وأمثال سليمان وحكمة سيراخ. وبكلمات أخرى فإن يسوع هو تتميم كل هو موعود به في مقاطع الحكمة لأنه الحكمة المجسمة والحكمة المتجسدة والحكمة التي جاءت في الجسد أي بكلام آخر إنها طريقة أخرى للقول "من رآني فقد رأى الآب"، أو "قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" أو "أنا والآب واحد." ويصور يسوع نفسه بهذه الطريقة كالإعلان الإلهي والطبيعة الإلهية والخلاص الإلهي الذي حل في الجسد على الأرض وهكذا فإنه ابن الله الوحيد الذي فيه نستطيع أن نرى مجد الله بذاته وحضوره الإلهي البهيج.

والبعض يرى أن هناك صدى لذلك التصور فى كلام رسائل بولس

فى رسالة بولس الأولى لاهل كورنثوس عند الكلام عن يسوع نفسه
فليس عندنا نحن إلا إله واحد هو الآب الذي منه كل شيء، ونحن له؛ ورب واحد هو يسوع المسيح الذي به كل شيء ونحن به

ويكرر نفس الفكرة فى العبرانيين ١ . إن الله ، في الأزمنة الماضية، كلم آباءنا بلسان الأنبياء الذين نقلوا إعلانات جزئية بطرق عديدة ومتنوعة. 2. أما الآن، في هذا الزمن الأخير، فقد كلمنا بالابن، الذي جعله وارثا لكل شيء، وبه قد خلق الكون كله! إنه ضياء مجد الله وصورة جوهره. حافظ كل ما في الكون بكلمته القديرة.

و أيضاً فى رسالته لأهل كولوسي
هو صورة الله الذي لا يرى، والبكر على كل ما قد خلق، 16. إذ به خلقت جميع الأشياء: ما في السماوات وما على الأرض، ما يرى وما لا يرى، أعروشا كانت أم سيادات أم رئاسات أم سلطات. كل ما في الكون قد خلق به ولأجله. 17. هو كائن قبل كل شيء، وبه يدوم كل شيء.


إتمام الكلام عن تصورات بولس لطبيعة يسوع فى المشاركة القادمة



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع