الدليل الوجداني على وجود الخالق

[السومري العراقي]

الى الاخوة الملحدين والا ادريين والربوبيين

اخواني ونظرائي في الانسانية تحية طيبة

ليس من طبيعتي التحدي والعنجهية واني مملوء اكثر منكم بأزدراء المتدينين ولكني احب اشغال العقل واحب التفكر والتجديد

ولذلك احب احاوركم بشيء مختصر مفيد

ولمن انكر وجود الاله اقول له

اني وجدت نفسي لا تخلو من احتمالين لا ثالث لهما
اما اني اوجدت نفسي او اوجدني غيري
هل يوجد احتمال ثالث؟ كلا

ناتي للاحتمال الاول وهو ينقسم الى تصوريين
اني خلقت نفسي وكنت موجودا
اني خلقت نفسي وكنت معدوما
وبما ان المعدوم لا يوجد شيئا لانه معدوم اصلا فيسقط هذا التصور وننتقل للتصور الثاني القائل اني كنت موجودا وخلقت نفسي
وانت ترى ان هذا لغو لاني موجودا ومخلوقا اصلا فكيف اخلق نفسي وهي مخلوقة وموجودة
واذن يسقط هذا التصور فيسقط الاحتمال الاول للقضية بسقوط كلا تصوريه ولا يبقى الا الاحتمال الثاني القائل ان غيري صنعني فثبت ان لي صانعا خالقا

فلو قلت ان هذا الغير هو قانون التطور او الصدفة او الطبيعة الخ فهي خاضعة لنفس الطريقة والاحتمالات ما دامت انها ممكنات حادثة ولن تنقطع الطريقة ولن تجري الا في شيء سنخيته صانع ليس مصنوع وخالق ليس مخلوق

ردودكم

[القط الملحد]

أرحب بك سيدي الكريم وعذرا أني لم ار موضوعك الا اليوم، وأتوسم فيك الجدية الفكرية والبحثية.

الجواب المختصر على ما ذكرت هو أنك لم تنشأ من غير شيء بل أنت اعادة تركيب لمكونات أبسط، وهذه المكونات هي اعادة تركيب لمكونات اخرى ابسط، وهذه بدورها اعادة تركيب لأبسط منها، وكل حدوث لشكل جديد في الوجود هو اعادة تركيب وليس انبثاقا او نشوءا من العدم. اذا تابعنا السير في هذا الخط سنصل إلى شيء ازلي ابسط ما يمكن تتكون منه جميع الموجودات ولنسمه "كلي العالم" وليكن الطاقة مثلا او غيرها بحسب ما يقرره العلم الحديث.

شكرا جزيلا لك واتمنى لك وقتا ممتعا في المنتدى

[السومري العراقي]

اهلا بك

عزيزي انك تتحدث عن كيفية حدوث البدن وحدوث الاحياء والاجناس الحية الاخرى
وفكرة الموضوع ليس عن الكيفية والطريقة بل هي حصر عقلي في البحث الصانع او عدمه

نعم جنابك تختصر الطريق وتعرض الكيفية رأسا وبما تحمله من قناعة بعدم وجود الصانع
لكنك بهذا تفرض علي قناعتك بل هو مصادرة على المطلوب لان اعادة التركيب للمادة من عناصر ابسط وباستمرار الى الوقوع في الازلية هو نفسه عدم وجود الخالق بينما الموضوع يريد مناقشة اثباته او عدمه
فيا حبذا لو ناقشنا باصل فكرة الموضوع واحتمالاته المذكورة

[القط الملحد]

اهلا بك مرة اخرى سيدي
دعني اوضح لك الفكرة، و انا الان في مقام وضع الفرضيات و ليس اثبات او ترجيح اي منها

لبكن الموجودة الاول هو مادة (او طاقة او لنقل كيان فيزيائي طبيعي) و هذا الكيان الفيزيائي له خصائص او صفات ذاتية هي اعراض وليست مستقلة عن جوهره. هذه الخصائص منها الحركة و التغير، الحركة و التغير تجعله يتخذ اشكالا جديدة، و هذه التغيرات الجديدة تتراكم مع الزمن مما يؤدي الى الاستعقاد، و هذه العملية التدريجية نسميها تطور، و مسيرة التطور اوصلت الكون الى ما هو عليه الان. هل هناك مشكلة في هذه الفرضية بمعنى هل هي ممكنة ام مرفوضة؟ فان كانت ممكنة سنناقش الترجيح بينها و بين فرضية المصمم.

[السومري العراقي]

لا مشكلة في هذا التصور
فالحركة الجوهرية في صميم الاشياء هي سبب التطور والتكامل والارتقاء بل هي الطريقة التكوينية للتوالد وحدوث الابدان البشرية والحيوانية وكل الكائنات المادية
وهذا خاص فقط بموضوعها اى المادية اما انبثاق الارواح والانفس وحلولها في اجسامها المادية فهو ليس موضوع الحركة الجوهرية بل تفسير انبثاقها له عالمه الخاص
فبالمجمل التطور هو سبب نشوء الحياة واجناس الكائنات بقوانين مادية

[القط الملحد]

مرحبا بك مرة اخرى، ولعلي تاخرت في التعليق فاعذرني

هل تقصد ان كلامي يصلح لتفسير نشوء البدن وحده دون النفس، وموضوعك منذ البداية حول النفس؟

ان كان كذلك فهنا يجب أن نفهم كنه هذه النفس اولا ثم نناقش امكانية نشوءها بدون خالق.

[السومري العراقي]

كلامي منذ البداية حول اثبات الصانع وليس كيفية الصنع
ولكن ماذا افعل وجنابك تقفز الى طريقة الصنع وتهمل البرهان في اثبات الصانع

نعم الابدان للكائنات الحية تفسيرها وكيفية حدوثها ونموها هو بقوانين الحركة الجوهرية في صميم المادة
لاننا نتحدث عن ابدان مادية اما ارواحها وانفسها فلما كانت غير مادية فصنعها غير قوانين المادة

انتظر منك شرح وافي عن طريقة وجودها وتفسيرك لحدوثها

[القط الملحد]

لا يوجد أي قفز.. لأن "طريقة الصنع" المذكورة لا تحتاج لخالق اساسا وهذا بيت القصيد.. أي أنها بالضبط الرد المطلوب على البرهان وهذا طبعا فيما يخص الجسد المادي.

اما نشوء الوعي أو النفس وهل هو منبثق من الدماغ المادي أم كيان روحاني مفارق للدماغ.. فهذا شيء لا نستطيع الجزم بشأنه على ضوء المعارف العلمية الحالية، وحتى المؤمن يقر أنه لا يعرف شيئا عنه ويقول الروح من أمر ربي.

[السومري العراقي]

الوعي غير النفس وكلاهما غير العقل وكلهم غير الروح فرجاءا كن دقيقا

ثم اذا كنت لا تستطيع الجزم بشأنه فلا وجود لتفسيرك لحدوث النفس وبالتالي خلل في طريقتكم التفسيرية لحدوث الكائنات لانكم نظرتم فقط الى الجسد المادي

ان كبراء الملحدين لو عرفوا حقا التفسير الفلسفي لنشوء الاحياء بنظرية الحركة الجوهرية لأقاموا الدنيا طربا وابتهاجا وتعنيفا للدين ولكنهم اقل من ان يفهموا تلك المطالب والبحوث المعمقة فهي بحق صعبة الفهم لروادها فكيف بمن تشبع فكره بالعلوم التجريبية


اسمح لي ان اقول ان تفسيركم المادي للنشوء هو تفسير ناقص ومختل باهماله لتكوين النفس الا اذا انكرتم وجودها

للاسف لم تاتي بشيء وانتظر نظريتك وفهمك للتكوين لكي يصح الحوار

[القط الملحد]

لا يوجد خلط في استخدامي للمصطلحات في هذا السياق، فالوعي هو الجزئية الناقصة في التفسير المادي للحياة. أما العقل، والاحساس بالنفس اي التجربة الذاتية، فيأتيان ضمن ظاهرة الوعي او مساوقين لها. ومخالفوا المادية يزعمون أن ملء هذه الثغرة يكون بادخال كيان غير مادي إلى المعادلة هو الروح. اذا هذه المفاهيم تتساوق أو ترتبط ببعضها في سياق حديثنا مما يبرر استخدامها بصورة شبه تبادلية.

والآن، التفسير المادي لا يهمل النفس أو الوعي كما تتصور بل يعدها، بموجب قرائن ترجيحية، حالة منبثقة من المادة التي بلغت تعقيدا معينا بكيفية معينة، أي الدماغ. ولا المؤمن او الملحد يستطيع أن يزعم فهم كنه هذه النفس او الوعي حتى نسأل عن تفسيرها! كل ما يملكه الفريقان هو الترجيح.