القول في مدة حمل النبي محمد - بحث موسّع

[الباحث الحثيث]

مقدمة وتمهيد :

تحية لكل قارئ يقرأ هذه السطور ، وأقول له :

ليس الغرض من هذا الموضوع الطعن في الانساب ، ولكن السبب الحقيقي وراء هذا البحث هو نقاش قديم دار بيني وبين صديق سلفي قديم ، وقال لي بالحرف الواحد : ((الملاحدة يدّعون بان آمنة حملت بالنبي لمدة أربع سنوات ، وهذا كلام فارغ))
فقلت له : هذا لا يقوله الملاحدة ؛ ولكن مصادر أهل السُنّة هي من نقلته.
فقال لي متراجعاً : ((ولكن هذا باطل ولا يصح))
فقلت له : بهذا القول قال أهل السير ! .
فقال لي : ((لم يثبت في هذا اسناد))
فقلت له : اعتقد بانك مخطىء ، فقد ثبت في ذلك اسانيد ولكني لم اقم بدراستها حتى أجيبك.
فانتهى النقاش على ذلك.

ومرت السنوات وضلَّ الامر عالقاً في ذهني حتى بداية عام 2020 في ظل الجائحة التي ضربت العالم ؛ وبسبب طول المكوث في المنزل ؛ فقد قمت بالبحث الموسع حول هذا الموضوع ومواضيع أخرى كثيرة ، فانتهيت الى نتيجة مفادها : ان ما قيل في مدة حمي النبي -أربع سنوات- هو المعتمد ، وأسانيده جيدة في ابواب السير والتاريخ.

ولهذا أحببت مشاركة الاخوة الى ما توصلت اليه من نتيجة حول هذا البحث الماتع ، وكما قلت سابقاً "لا وجود للخطوط الحمراء في قاموسي"

وأُعيدُ وأكرر : "ليس الغرض من هذا الموضوع الطعن في الانساب"

فأرجو عدم تحميل الآخرين سوء الطوية.



وكتب / محمد اليماني - الباحث الحثيث

[الباحث الحثيث]

ذكر الروايات الواردة في ذلك :

الرواية الاولى :

روى الإمام ابن سعد في الطبقات (1/76 الناشر دار الكتب العلمية / بيروت الطبعة الأولى 1410هـ - 1990م ، بتحقيق محمد عطا) في باب "ذكر تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم" : (حدثنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قال: حدثني عبد الله بن جعفر الزهري [كان عالمًا بالمغازي والفتوى] عن عمته أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن أبيها [صحابي] قال:
وحدثني عمر بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن يحيى بن شبل عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين [الإمام الباقر] قالا: كانت آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب في حجر عمها وهيب بن عبد مناف بن زهرة.
فمشى إليه عبد المطلب بن هاشم ابن عبد مناف بن قصي بابنه عبد الله بن عبد المطلب أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب عليه آمنة بنت وهب فزوجها عبد الله بن عبد المطلب.
وخطب إليه عبد المطلب بن هاشم في مجلسه ذلك ‌ابنته ‌هالة ‌بنت ‌وهيب على نفسه فزوجه إياها.
فكان تزوج عبد المطلب بن هاشم وتزوج عبد الله بن عبد المطلب في مجلس واحد.
فولدت هالة بنت وهيب لعبد المطلب حمزة بن عبد المطلب فكان حمزة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم في النسب وأخاه من الرضاعة)

ومن طريق الواقدي ؛ أخرجه الحاكم في مستدركه (3/212 برقم 4877 الناشر دار الكتب العلمية / بيروت الطبعة الأولى 1411 - 1990 ، بتحقيق مصطفى عطا)

قال الواقدي كما في تاريخ الطبري (2/246 الناشر دار التراث / بيروت الطبعة الثانية 1387هـ) : (والمجتمع عليه عندنا في نكاح عبد الله بن عبد المطلب ما حدثنا به عبد الله بن جعفر الزهري، عن أم بكر بنت المسور، أن عبد المطلب جاء بابنه عبد الله، فخطب على نفسه وعلى ابنه، فتزوجا في مجلس واحد، فتزوج عبد ‌المطلب ‌هالة ‌بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة، وتزوج عبد الله‌‌ ابن عبد المطلب آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة)

قلت : وهذا الإسناد لم ينفرد الواقدي بروايته كما يزعمون ! ، ولكنه تُوبع ؛ تابعه "عمر بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب" (1) به ، فزال الإشكال ..

وهذا إسناد جيد صالح في السير والتاريخ يتقوى بعضه ببعض .

ولهذا اعتمده مؤلفوا السيرة النبوية ولم يعترضوا عليه ..

كما تجده في :

- الطبقات لابن سعد
- الإستيعاب لابن عبدالبر (1/28 الناشر دار الجيل / بيروت الطبعة الأولى 1412هـ - 1992م ، بتحقيق علي البجاوي)
- جامع الأصول لابن الأثير (12/89 الناشر دار الفكر / بيروت ، بتحقيق بشير عيون)
- أُسْدُ الغابة لابن الأثير (1/20 الناشر دار الفكر / بيروت 1409هـ - 1989م ، بتحقيق محمد البنا ، ومحمد عاشور ، ومحمود فايد)
- ذخائر العقبى لمحب الدين الطبري (258 الناشر مكتبة القدسي 1356 هـ)
- نهاية الإرب لشهاب الدين النويري (16/57 الناشر دار الكتب والوثائق القومية / القاهرة الطبعة الأولى 1423هـ)
- السيرة النبوية لابن جماعة (ص20 الناشر دار البشير / عمان الطبعة الأولى 1993م ، بتحقيق سامي مكي العاني)
- والرصف للعاقولي (1/31 الناشر مؤسسة الرسالة / بيروت الطبعة الأولى 1414هـ - 1994م)
- وتاريخ الخميس للحسين الديار بكري (1/184 الناشر دار صادر / بيروت)
- وكذا فعل محمد إلياس الفالوذة في كتابه الموسوعة في صحيح السيرة النبوية (ص 96 الناشر مطابع الصفا / مكة الطبعة الأولى 1423هـ)

ولهذا قال ابن عبد البر (1/370 الناشر دار الجيل / بيروت الطبعة الأولى 1412هـ - 1992م ، بتحقيق البجاوي) : (كان [يعني حمزة] أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع سنين وهذا لا يصح عندي؛ لأن الحديث الثابت أن حمزة وعبد الله بن الأسد أرضعتهما ثويبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن تكون أرضعتهما في زمانين (3).
وذكر البكائي عن ابن إسحاق قال: كان حمزة أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين، وكان يوم قتل ابن تسع وخمسين سنة)

وقال ابن الأثير في اسد الغابة (1/528 الناشر دار الفكر / بيروت 1409هـ - 1989م ، بتحقيق محمد البنا ، ومحمد عاشور ، ومحمود فايد) : (عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة، أرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب، وأرضعت أبا سلمة بن عبد الأسد، وكان حمزة رضي الله عنه ، أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين.
وقيل : بأربع سنين، والأول أصح )

ثم قال : (وكان مقتل حمزة للنصف من شوال من سنة ثلاث، وكان عمره سبعًا وخمسين سنة، على قول من يقول : إنه كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين.
وقيل : كان عمره تسعًا وخمسين سنة، على قول من يقول: كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع سنين.
وقيل : كان عمره أربعًا وخمسين سنة، وهذا يقوله من جعل مقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة بعد الوحي عشر سنين.
وقيل : كان عمره أربعًا وخمسين سنة، وهذا يقوله من جعل مقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة بعد الوحي عشر سنين، فيكون للنبي صلى الله عليه وسلم اثنتان وخمسون سنة، ويكون لحمزة أربع وخمسون سنة؛ فإنهم لا يختلفون في أن حمزة أكبر من النبي صلى الله عليه وسلم) أهـ

وقال ابن سيد الناس في سيرته عيون الأثر (1/41 الناشر دار القلم / بيروت الطبعة الأولى 1414 - 1993 ، بتعليق إبراهيم رمضان) : (وذكر الزبير أن حمزة أسن من النبي صلى الله عليه وسلم بأربع سنين)

تنبيه :
رأيت من يحاول رد هذه القصة بحكاية حفر عبد المطلب للبئر (4) (5) ، وأن حمزة كان موجوداً قبل قصة تزويج عبدالمطلب ابنه عبدالله ! ، وهذا لا يصح ..

قال الحلبي في سيرته (11/83 الناشر دار الكتب العلمية / بيروت الطبعة الأولى 1414هـ - 1993م ، بتحقيق عادل عبد الموجود، وعلي معوض) : (الإشكال الثّاني : إنّه قد اشتهر أن عبد المطلب بن هاشم نذر إن آتاه الله عشرةً من الولد ذكورا، لينحرن أحدهم عند الكعبة، كما سبق بيان ذلك.
لكن يزيل الإشكال ما رواه البلاذريّ من طريقين عن محمد بن عمر الأسلمي قال: سألت عبد الله بن جعفر متى كان حفر عبد المطلب زمزم؟
فقال: وهو ابن أربعين سنة
قلت: فمتى أراد ذبح ولده؟
قال: بعد ذلك بثلاثين سنة
قلت: قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم؟
قال: أجل، وقبل مولد حمزة ، استشهد بأحد وهو ابن أربع وخمسين) أهـ

فتنبه !

[الباحث الحثيث]

هامش :

(1) وقد ذكره ابن سعد كما في الجزء المتمم لطبقاته (ص 388 برقم 308 الناشر مكتبة العلوم والحكم / المدينة المنورة الطبعة الثانية 1408 ، بتحقيق زياد محمد) ، فقال : (عمر ‌بن ‌محمد ابن ‌عمر ‌بن ‌علي ‌بن ‌أبي ‌طالب.
وأمه خديجة بنت علي بن حسين بن علي بن أبي طالب، وقد روى عنه [يعني عن ابيه] أيضا)
- وذكره الزبيري في نسب قريش (ص 80 الناشر دار المعارف / القاهرة الطبعة الثالثة ، بتحقيق ليفي بروفنسال) في ذرية عمر ابن علي من ولده محمد بن عمر
- وكان "عمر بن محمد" قد خرج مع محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن سنة خمس وأربعين ومائة ، كما في تاريخ الطبري (7/580) ، والكامل في التاريخ (5/544)
قلت : وهو مستور ، فقد قد روى عنه جمع ، منهم :
- ابن سعد
- زيد بن الحسين بن عيسى بن زيد ، كما في سنن الدارقطني
- محمد بن العباس ، كما في سنن الدارقطني
- علي بن إبراهيم بن المعلى

(2) وهو : يحيى بن شبل البلخي
وقد ذهل الحافظ في جعلهما إثنين ! بلخي ومدني ! ، بل هما شخص واحد .
- سكت عنه البخاري في تاريخه (10/251 ترجمة 12166 الناشر المتميز / الرياض الطبعة الأولى 1440هـ - 2019م ، بتحقيق الدباسي) ، وابو حاتم في الجرح والتعديل (9/157 برقم 653 طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية / الدكن الطبعة الأولى 1271هـ - 1952م)
- وذكره الحافظ في التقريب (ص 571 ترجمة 7567 الناشر دار الرشيد / سوريا الطبعة الأولى 1406 - 1986 ، بتحقيق عوامة) ، وقال عنه : (مقبول) !
قلت : بل هو مستور ، فقد روى عنه جمع ، منهم :
- سعيد بن أبي هلال
- أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي
- عمر بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب
- إبراهيم بن شعيب المدني
- مكي بن ابراهيم
- عبد الله بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة
- عبد العزيز بن عبد الله بن ابى سلمة
- موسى بن عبيدة الربذى
فزالت عنه الجهالة كما هو مقرر في كتب هذا الفن ، فتنبه .

(3) قال الحلبي في سيرته (11/83 الناشر دار الكتب العلمية / بيروت الطبعة الأولى 1414هـ - 1993م ، بتحقيق عادل عبد الموجود، وعلي معوض) : (وجه الإشكال : أنّ حمزة إذا كان أسنّ من رسول الله صلى الله عليه وسلّم بأربع سنين، كيف يصحّ أن تكون ثويبة أرضعتهما معا، والحديث صحيح فهو مقدّم على غيره إلا ‌أن ‌تكون ‌أرضعتهما ‌في ‌زمانين.
ويؤيّد ذلك قول البلاذريّ: وكانت ثويبة مولاة أبي لهب، أرضعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم أيّاما قلائل قبل أن تأخذه حليمة من لبن ابن لها يقال له: مسروح.
وأرضعت قبله حمزة بن عبد المطلّب، وأرضعت بعده أبا سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزوميّ ، وبهذا ينحلّ الإشكال، والله تعالى أعلم)

(4) رواه عبدالرزاق في المصنف (5/313 برقم 9718 الناشر المجلس العلمي / الهند الطبعة الثانية 1403 ، بتحقيق الاعظمي) ، والأزرقي في أخبار مكة (2/42 الناشر دار الأندلس / بيروت ، بتحقيق رشدي ملحس) ، والبيهقي في دلائل النبوة (1/ 85 الناشر دار الكتب العلمية، دار الريان للتراث الطبعة الأولى 1408هـ - 1988م ، بتحقيق عبد المعطي قلعجي)

(5) قال الزرقاني في شرحه على المواهب (1/193 الناشر دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1417هـ - 1996م) : (تنبيه : ما أفاده ظاهر المصنف من أن تزوجه بآمنة عقب انصرافه من نحر الإبل هو مفاد ابن إسحاق ، وفي تهذيب ابن هشام واليعمري في العيون هنا.
لكن روى ابن سعد وابن البرقي والطبراني والحاكم عن ابن عباس عن أبيه: أن عبد المطلب لما سافر إلى اليمن في رحلة الشتاء، نزل على حبر من اليهود يقرأ الزبور، فقال: يا عبد المطلب بن هشام ائذن لي أنظر إلى بعضك
قلت: انظر ما لم تكن عورة
قال: ففتح إحدى منخريه فنظر فيه ثم نظر في الآخر
فقال: أشهد أن في إحدى يديك ملكًا وفي الأخرى نبوة، وإنا نجد ذلك في بني زهرة
قال: ألك زوجة؟
قلت: أما اليوم فلا
فقال: فإذا رجعت فتزوج منهم
فلما رجع تزوج بهالة فولدت له حمزة وصفية، وزوج عبد الله بآمنة، أي: ابنة عمها، فولدت له رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت قريش: فلج عبد الله على أبيه
وهو بفتح الفاء واللام والجيم، أي: ظفر بما طلب).


.

[الباحث الحثيث]

الرواية الثانية :

وتروى من عدة طرق يشد بعضها بعضاً ، وكذا بالذي قبلها :

1- طريق عبدالله بن جعفر عن ابن عباس عن ابيه :

أخرجها الزجاجي في أخباره (ص 125 الناشر دار الرشيد 1980 ، بتحقيق عبدالحسين المبارك) : (اخبرنا اليزيدي قال اخبرني سليم بن عبد العزيز بن أبي نائب من ولد عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن عبد الله بن جعفر يرفعه عن ابن عباس عن أبيه العباس بن عبد المطلب قال: خرج عبد المطلب إلى ‌اليمن ‌في ‌رحلة ‌الشتاء فلقيه رجل من أهل الزبور فنسبه فانتسب له
فقال: أتأمرني أن انظر إلى شيء منك؟
قال: نعم ما لم تكن عورتي
فجعل يقلب وترة أنفه ويقول: إني لأرى سحرا فيه نور النبوّة ولكنّا لا نجد الأمر يكون إلاّ في بني زهرة فهل لك من شاعة؟
قال: وما الشاعة؟
قال: الزوجة.
قال: أمّا اليوم فلا.
قال: فارجع فتزوج في بني زهرة
فرجع فتزوج هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة، وزوج عبد الله ابنه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة .
فقالت قريش: فلح عبد الله على أبيه عبد المطلب فولدت له هالة حمزة والمفدّم، وصفية بني عبد المطلب.
وولدت آمنة لعبد الله محمدا صلى الله عليه وسلم)

قلت : وهذه الطريق فيها مجاهيل.

[الباحث الحثيث]

2- طريق جعفر الزهري عن ابيه عن جده :

أخرجها ابن سعد في طبقاته (1/69 الناشر دار الكتب العلمية / بيروت الطبعة الأولى 1410هـ - 1990م ، بتحقيق محمد عطا) ، ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في تاريخه (3/421 الناشر دار الفكر 1415هـ - 1995م ، بتحقيق العمروي) : (أخبرنا هشام بن محمد بن السائب قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن الأنصاري عن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة الزهري عن أبيه عن جده قال: كان عبد المطلب إذا ورد اليمن نزل على عظيم من عظماء حمير. فنزل عليه مرة من المر فوجد عنده رجلا من أهل اليمن قد أمهل له في العمر. وقد قرأ الكتب.
فقال له: يا عبد المطلب! تأذن لي أن أفتش مكانا منك؟
قال: ليس كل مكان مني آذن لك في تفتيشه.
قال: إنما هو منخراك.
قال: فدونك.
قال: فنظر إلى يار. وهو الشعر في منخريه.
فقال: أرى نبوة وأرى ملكا. وأرى أحدهما في بني زهرة.
فرجع عبد المطلب فتزوج هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة وزوج ابنه عبد الله آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة فولدت محمدا صلى الله عليه وسلم فجعل الله في بني عبد المطلب النبوة والخلافة)

وهذا طريق تالفة ..

[الباحث الحثيث]

3- طريق المسور بن مخرمة، عن ابن عباس، عن أبيه :

أخرجها ابن الأعرابي في معجمه (2/758 برقم 1534 الناشر دار ابن الجوزي / السعودية الطبعة الأولى 1418هـ - 1997م ، بتحقيق الحسيني) ، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (3/419 برقم 768 الناشر دار الفكر 1415هـ - 1995م ، بتحقيق العمروي) : نا حفص

وابوبكر الشافعي في الغيلانيات (1/272 برقم 271 الناشر دار ابن الجوزي / الرياض الطبعة الأولى 1417هـ - 1997م ، بتحقيق حلمي كامل) ، ومن طريقه ابن الجوزي في المنتظم (2/204 الناشر دار الكتب العلمية / بيروت الطبعة الأولى 1412هـ - 1992م ، بتحقيق محمد عطا، ، ومصطفى عطا) ، وابن عساكر في تاريخه (3/421 برقم 768 الناشر دار الفكر 1415هـ - 1995م ، بتحقيق العمروي) ، وابن سيد الناس في سيرته (1/74 الناشر دار القلم / بيروت الطبعة الأولى 1414 - 1993 ، بتحقيق إبراهيم رمضان) : حدثنا محمد بن يونس

والحاكم في مستدركه (2/656 برقم 4176 الناشر دار الكتب العلمية / بيروت الطبعة الأولى 1411 - 1990 ، بتحقيق مصطفى عطا) ، ومن طريقه تلميذه البيهقي في الدلائل (1/106 الناشر دار الكتب العلمية ، ودار الريان للتراث الطبعة الأولى 1408هـ - 1988م ، بتحقيق عبد المعطي قلعجي) : أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي، ثنا هاشم بن مرثد الطبراني
‌‌
والطبراني في الكبير (3/137 برقم 2917 الناشر مكتبة ابن تيمية / القاهرة الطبعة الثانية ، بتحقيق حمدي السلفي) : حدثني العباس بن حمدان الحنفي الأصبهاني ، ثنا علي بن أحمد الجواربي الواسطي

والآجري في الشريعة (3/1420 برقم 961 الناشر دار الوطن / الرياض الطبعة الثانية 1420هـ - 1999م ، بتحقيق عبد الله الدميجي) : حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار قال: حدثنا محمد بن سنان القزاز أبو الحسن

وأبو نعيم في الدلائل (ص 129 برقم 71 الناشر دار النفائس / بيروت الطبعة الثانية 1406هـ - 1986م ، بتحقيق قلعجي، وعبد البر عباس) : حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا أحمد بن عمر الخلال المكي، قال: ثنا محمد بن منصور الجواز

والبيهقي في الدلائل (1/106 الناشر دار الكتب العلمية ، ودار الريان للتراث الطبعة الأولى 1408هـ - 1988م ، بتحقيق عبد المعطي قلعجي) ، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (3/420 برقم 768 الناشر دار الفكر 1415هـ - 1995م ، بتحقيق العمروي) : أخبرنا أبو الحسن: محمد بن الحسين بن داود العلوي، رحمه الله، قال: حدثنا أبو الأحرز: محمد بن عمر بن جميل الأزدي، قال: حدثنا محمد ابن يونس القرشي

جميعهم [حفص ، ومحمد بن يونس ، وهاشم بن مرثد الطبراني ، وعلي بن أحمد الجواربي الواسطي ، وأبو الحسن محمد بن سنان القزاز ، ومحمد بن منصور الجواز] -واللفظ لابي بكر الشافعي- عن : يعقوب بن محمد الزهري، ثنا عبد العزيز بن عمران، عن عبد الله بن جعفر، عن أبي عون، عن المسور بن مخرمة، عن ابن عباس، عن أبيه العباس بن عبد المطلب قال: (قال أبي عبد المطلب بن هاشم: خرجت إلى ‌اليمن ‌في ‌رحلة ‌الشتاء والصيف فنزلت على رجل من اليهود يقرأ الزبور فقال: يا عبد المطلب بن هاشم: ايذن لي فأنظر في بعض جسدك
قال قلت: انظر ما لم تكن عورة
قال فنظر في منخري فقال: أجد في إحدى منخريك ملكا وفي الآخر نبوة، فهل لك من شاعة
قال: قلت: وما الشاعة؟
قال الزوجة.
قال: قلت أما اليوم فلا
قال: فإذا قدمت مكة فتزوج
قال: فقدم عبد المطلب مكة فتزوج هالة بنت وهيب بن زهرة فولدت له حمزة وصفية، وتزوج عبد الله آمنة بنت وهب فولدت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت قريش تقول: فلح عبد الله على أبيه)

قال الذهبي في تلخيصه على المستدرك : (يعقوب وشيخه ضعيفان)

[الباحث الحثيث]

4- طريق عبد الرحمن بن حميد عن : حميد بن عبد الرحمن عن أبيه :

أخرجها ابن عساكر في تاريخه (3/418 برقم 768 الناشر دار الفكر 1415هـ - 1995م ، بتحقيق العمروي) : (أخبرنا أبو طالب عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عقيل أنبأنا أبو الحسن أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا القاضي أبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب بن العطار أنبأنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون أنبأنا الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء أنبأنا عبد الله بن شبيب حدثني أحمد بن محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف قال : وجدت في كتاب أبي عن أبيه عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه حميد بن عبد الرحمن بن عوف أن عبد المطلب حين خرج إلى اليمن فلقيه رجل من اليهود له علم فنظر إلى عبد المطلب فقال : أرني منك شيئين
فقال عبد المطلب : وإني أريك ما لم يكن عورة معي
فقال : لا أريد العورة ، أريد أن أنظر إلى أنفك وإلى كفيك .
فقال : انظر .
فقال له : ابسط كفيك
فبسطهما
فقال : أما في أحد كفيك ملك ، وأما أنفك فإن فيه النبوة ، ولا يتم ذلك إلا في بني زهرة ، هل لك في شاعة ؟
قال : لا .
قال : فتزوج في بني زهرة .
قال : فلما رجع عبد المطلب تزوج هالة بنت وهيب ، وتزوج عبد الله آمنة بنت وهب .
فقالت قريش : فلج عبد الله على أبيه)

قال الحافظ ابن عساكر : (هذا حديث غريب والمحفوظ حديث المسور بن مخرمة)

هكذا قال !

ولا أدري ما وجه الغرابة فيه !

وقد أشار إليها المقريزي في إمتاع الأسماع (4/37 الناشر دار الكتب العلمية / بيروت الطبعة الثانية 1427هـ) ، فقال : (ورواه الزهري ، وعبد الرحمن بن حميد عن : حميد بن عبد الرحمن عن أبيه، أن عبد المطلب ... فذكر نحوه)

وقال السيوطي في الخصائص الكبرى (1/68 الناشر دار الكتب العلمية / بيروت) : (وَأخرجه ابو نعيم من طَرِيق حميد بن عبد الرَّحْمَن عَن ابيه ان عبد الْمطلب فَذكره)

ولم اقف على رواية ابي نُعيم من هذه الطريق.

[الباحث الحثيث]

5- ما ذكره أبو عبدالله محمد بن عبد الله بن البرقي من طريق ابن عباس عن ابيه :

جاء الروض الأنف للسهيلي (2/88 الناشر دار إحياء التراث العربي / بيروت الطبعة الأولى 1421هـ - 2000م ، بتحقيق السلامي) : (فصل: وذكر تزويج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب :
وذكر البرقي في سبب تزويج عبد الله آمنة أن عبد المطلب كان يأتي اليمن، وكان ينزل فيها على عظيم من عظمائهم فنزل عنده مرة فإذا عنده رجل ممن قرأ الكتب فقال له : ائذن لي أقس منخرك
فقال : دونك فانظر .
فقال : أرى نبوة وملكا، وأراهما في المنافين عبد مناف بن قصي، وعبد مناف بن زهرة .
فلما انصرف عبد المطلب انطلق بابنه عبد الله فتزوج عبد المطلب هالة بنت وهيب وهي أم حمزة رضي الله عنه وزوج ابنه عبد الله آمنة بنت وهب فولدت له رسول الله صلى الله عليه وسلم)

وقد أشار إليه الزرقاني في شرحه على المواهب (1/193 الناشر دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1417هـ - 1996م) ، فقال : (روى ابن سعد وابن البرقي والطبراني والحاكم عن ابن عباس عن أبيه: أن عبد المطلب ......)

قلت : ولم اقف على اسناد "ابن البرقي" فهو مما ضاع للاسف الشديد ، وقد كان ابن البرقي عالماً في المغازي ، فحدَّث بكتاب المغازي عن عبد الملك بن هشام ، وكان ثقة.


وهذه الروايات يقوي بعضها بعضاً ولا يدع مجالاَ للشك في صحة ما ذكرناه

وإلى هُنا وصلت إلى نهاية هذا البحث الذي حاولت بقدر الامكان استقصاء الروايات الواردة في ذلك ، والكلام عليها وعلى بعض رجالها .





وكتب / محمد اليماني - الباحث الحثيث

قلت لكً من قبل
كيف يؤتمن اصحاب الحديث و هم تبعوا الظلمة؟
و اقول ما قيمة روايات الحزب الاموي الكاره لرسول الله
ايها الباحث!
و هل اهل اليمن امويةالهوي ؟

[Zyad]

قلت : وهذا الإسناد لم ينفرد الواقدي بروايته كما يزعمون ! ، ولكنه تُوبع ؛ تابعه "عمر بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب" (1) به ، فزال الإشكال ..

ما هو نص المتابعة وسندها
ثم لم يقل أحد قط من أهل الحديث ولا السير أن ميلاد النبي بعد وفاة أبيه بأربع سنوات ولا أن حمله دام 4 سنوات بل انحصرت أقوالهم في أنه عند وفاة أبيه كان حملا أو قد ولد بالفعل
بالفعل آية المنافق إذا خاصم فجر