شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪

 
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 03-21-2021, 02:34 AM القط الملحد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
القط الملحد
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية القط الملحد
 

القط الملحد is a jewel in the roughالقط الملحد is a jewel in the roughالقط الملحد is a jewel in the roughالقط الملحد is a jewel in the rough
افتراضي العين الحمئة: تفنيد شامل لكافة التبريرات

تحياتي
ما زلت أصر دائما على أن آية العين الحمئة هي أوضح خطأ علمي قطعي في القرآن وأن كافة التبريرات تتكسر على صخور واقع الآية. يقول القرآن في الآية 86 من سورة الكهف:

(حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَ وَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا)

ملاحظة: طبقا للتفاسير الاسلامية ومعاجم اللغة فإن كلمة حمئة تحتمل معنيين ، فإما أن تعني "حامية" أو "ذات حمأة" علما أن الحمأة هي "الطين الأسود المنتن" كما يذكر لسان العرب في مادة حمأ.


نحن الآن أمام تصريح قرأني بأن الشمس تغيب في ينبوع داخل الأرض، لكن يبرر المسلمون بأن الآية تتحدث عن وجدان ذي القرنين وليس عن حقيقة غياب الشمس بحد ذاته أي أن كونه وجدها تغرب في عين حمئة لا يعني أنها كذلك بالفعل لأن ذي القرنين عرضة للوهم وخداع البصر. سنسلم مبدئيا بهذا الكلام، ولكن اذا رأى ذو القرنين هذا المشهد فذلك لا يمكن أن يحدث إلا بطريقتين لا ثالث لهما:

1- أن تغرب الشمس في عين حمئة بالفعل وفي حقيقة الأمر.
2- أن يتوهم ذو القرنين هذا المشهد بفعل عوامل خداع البصر مثلا كما يحدث عندما نقف على شاطئ البحر فتبدو لنا الشمس كأنها تغرب في داخله.

الاحتمال الثاني هو ما يعول عليه المسلمون في تبريرهم وسنناقش هنا كافة سيناريوهاته الممكنة لاثبات عدم ملاءمتها لحالة ذي القرنين.


السيناريو الأول: ذو القرنين رأى الشمس تغيب في مسطح مائي كبير كبحر أو بحيرة :



فالمسطح المائي الكبير هو العين الحمئة والشمس تغرب فيها من منظور ذي القرنين.

هذا السيناريو مرفوض لسببين:

1- كلمة "عين" في المعاجم تعني ينبوع الماء وينبوع الماء صغير الحجم ولا يمكن أن يستخدم للدلالة على مسطح مائي كبير بما يكفي لتبدو الشمس وكأنها تغيب فيه، حيث ذكر في لسان العرب مادة عين: "العين: ينبوع الماء الذي ينبع من الأرض ويجري" ولم يذكر ضمن المادة اي معنى لكلمة عين يدل على مسطح مائي كبير علما أن لسان العرب هو أشمل المعاجم العربية التقليدية.

2- البحر أو البحيرة الكبيرة لا تنطبق عليها كلمة "حمئة" فأكبر بحيرة حارة هي بحيرة Frying Ban Lake وأقصى عرض لها هو 200 متر أي أن جانبها الآخر سيكون دائما في مرمى البصر ولا تصلح لرؤية الشمس تغرب فيها. أما إن أخذنا المعنى الآخر لكلمة حمأة أي "ذات طين أسود منتن" فتفضلوا سموا لنا بحيرة ينطبق عليها هذا الوصف مع كونها كبيرة بما يكفي وهذا أمر مستبعد البحيرة الكبيرة يصعب أن يتجمع فيها الطين بهذا الشكل وقد بحثت عن مثل هذه البحيرة فلم أجد والكرة في ملعبكم. قد يقول المعترض أن هذه البحيرة موجودة ولم نكتشفها أو كانت موجودة في زمن ذي القرنين وزالت، وهذه الاعتراضات سأرد عليها في نهاية المقال.


السيناريو الثاني: العين ليست كبيرة ولكنها بعيدة مما أوقع ذا القرنين في خداع بصري.

هذا السيناريو أيضا مرفوض لأن الآية تقول "وجد عندها قوما" أي أن ذا القرنين وصل إلى العين وبلغها ولم يرها من بعيد.


السيناريو الثالث: انعكاس الشمس على البحر يبدو وكأنه عين حمئة وتبدو الشمس كأنها تغيب فيها.




هذا السيناريو مرفوض كسابقه بسبب أن هذه العين الوهمية بعيدة ولا يمكن أن يصل لها ذو القرنين ويجد عنها قوما فهذا التفسير مرفوض بناء على النص القرآني نفسه.


السيناريو الرابع: أن الشمس حين تغرب من وراء الفتحات البركانية الموجودة في اقصى غرب اليابسة فهي تبدو وكأنها تغرب في عين حمئة.



وهذا سيناريو آخر مرفوض كسابقيه ولنفس السبب فلا بد أن تكون العين قريبة وصغيرة وليس مجرد مشهد يخيل إلى الناظر من بعيد.

السيناريو الخامس: أن الشمس تبدو وكأنها تغطس في العين الحارة بسبب البخار كما في المشهد التالي:



وهذه ظاهرة موجودة في غرب اليابسة تعرف باسم Great Fountain Geyser Sunset. قد يفرح المدافع عن القرآن بهذه الظاهرة ويظن أنه "جابها من ذيلها" فهذا مسطح مائي صغير ينطبق عليه لفظ عين والمشهد من مسافة قريبة وكل شيء تمام.. باستثناء شيء واحد: هو أن هذا المشهد لا يبدو مقنعا إلا في الصور!
لماذا؟ لأن الصور يغيب فيها حس المسافة فتبدو الشمس كأنها متلحفة بالبخار وتكاد تغطس في العين، تماما كما يبدو السياح في الصور وكأنهم يلمسون الهرم مثلا:



ولكن من يراهم على أرض الواقع أثناء التقاط الصور لا يهيأ له أنهم يلمسونه لأن حس المسافة في الواقع أوضح منه في الصور، ونفس الشيء بالنسبة لصورة غروب الشمس أعلاه فمن يرى هذا المشهد في الواقع لا يخيل إليه أن الشمس تغرب في العين ولا يمكن أن يتوهم هذا المشهد ويحسبه حقيقة بحيث نقول عنه أنه "وجدها" تغرب في العين، فهاهو آخر التبريرات ينهار.


وبالعودة إلى السيناريو الأول هناك نقطة يجب توضيحها من باب الانصاف: هناك أدلة على كون كلمة عين قد تعني النهر، ففي تفسير القرطبي لآية "إن المتقين في جنات وعيون" ذكر أن العيون هي أنهار الجنة الأربعة، وفي لسان العرب مادة نهر نجد العبارة الآتية التي توحي بالترادف بين كلمتي عين ونهر: "أَن سايَةَ وادٍ عظِيمٌ فيه أَكثر من سبعين عيناً نَهْراً تجري، إِنما النهر بدل من العين".
وهنا قد يقول المعترض أن من الأنهار ما هو عريض بما يكفي لرؤية الشمس وكأنها تغيب فيه (مثل نهر الأمازون) فما المانع من تفسير آية العين الحمئة به؟
في الواقع هناك مانعان:

أولا: اذا كان من الجائز استخدام كلمة عين بمعنى نهر فهذا خاص بالأنهار الصغيرة وليس الأنهار الكبيرة التي تسد الأفق، وهناك شواهد لغوية على هذا الأمر فمثلا في الاقتباس المذكور أعلاه عن وادي ساية ذكر أن فيه سبعين نهرا جاريا فلا يعقل أن يجتمع سبعون نهرا ضخما في الوادي ولابد إذا ان الحديث عن أنهار صغيرة. وأيضا نقرأ في لسان العرب مادة نبع: "والينْبُوعُ: الجَدْوَلُ الكثير الماء، وكذلك العين" علما أن الجدول هو النهر الصغير كما يذكر المعجم نفسه في مادة "جدل". فهذه الشواهد تثبت أن كلمة عين لا يمكن أن تدل إلا على مسطح مائي صغير بأي شكل من الأشكال.

ثانيا: لكي تنطبق عبارة "عين حمئة" على النهر يجب إما أن يكون حارا أو ملوثا بالطين الاسود المنتن بالإضافة إلى كونه عريضا، وأكبر نهر حار Thermal River يوجد في غابات الأمازون في البيرو ويسمى The boiling river ويبلغ عرضه 80 قدما وهذا بعيد جدا عن المطلوب. ولم أجد عند البحث أي نهر طيني عريض بما يكفي والفكرة مستبعدة لأنه ليس من السهل أن يتلوث نهر بهذه الضخامة بالطين الأسود والكرة الآن في ملعب المدافعين ليذكروا لنا نهرا طينيا بهذه الضخامة. أخيرا قد يقول المعترض ماذا لو كان هناك أنهار بهذه المواصفات ولكننا لم نكتشفها بعد، والجواب أن الأنهار الضخمة لا تخفى على حملات الاستكشاف والأقمار الصناعية فاختفاؤها غير معقول. وقد يقول المعترض أيضا ماذا لو وجد نهر كهذا في زمن ذي القرنين ولم يعد موجودا اليوم، ولكن أيضا من غير المعقول أن يوجد نهر بهذه الضخامة دون أن يترك لنا اليوم آثارا واضحة للاستدلال على وجوده. نفس هذه الاعتراضات ذكرناها في شأن البحيرة ووعدنا بالرد عليها في آخر المقال وهاقد تم الرد.


و بسقوط كل هذه السيناريوهات يسقط الاحتمال الثاني لتفسير الآية: وهو احتمال أن ذي القرنين توهم رؤية الشمس تغرب في عين حمأة، إلا إن كان يتعاطى المهلوسات أو ماشابه
فلا يبقى أمامنا سوى الاحتمال الأول: أنه وجدها تغرب في عين حمأة على الحقيقة.


الخلاصة هي أنه لا يوجد تبرير متماسك لمشكلة العين الحمئة ولا مفر من قبولها كخطأ قرآني صريح، إما هذا أو رفع لواء الأرض المسطحة أو تفسير القصة بطريقة رمزية وأنها لم تحدث على أرض الواقع أو حدثت في عالم آخر، إلى آخر هذه التأويلات المسرفة في الخيال والتي لا تأخذ النص بجدية.



:: توقيعي ::: ما أكتبه هنا يعبر عني فقط في لحظة كتابتي له،،

قناتي على تلغرام لكشف أوهام الإزعاج العلمي: https://t.me/NoI3jaz

اسألني ما تشاء من هنا: https://ask.fm/Aram903
  رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ القط الملحد على المشاركة المفيدة:
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع