![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
عضو برونزي
![]() |
![]() ما الغاية من حياتنا وما الهدف منها بلا دين؟ كثير من المُتدينيين يُمارسون نوعًا من الشفقة والرثاء المُصطنع ضد اللادينيين والمُلحدين، على اعتبار أنَّهم يعيشون على هامش الحياة، ولم يفهموا الهدف السَّامي من وراء وجودهم أحياء على ظهر هذا الكوكب. يروننا كائنات بعيدة عن "الله" وعن مُتعة القرب منه، وعوضًا عن اختيار هذا الهدف النبيل، وهذه القيمة الإنسانية السَّامية-;- قرروا أن يعيشوا ليأكلوا ويشربوا ويموتوا تمامًا كما تعيش البهائم دون أن تُدرك القيمة الحقيقية لهذه الحياة أو أن تستبصر الخطة الإلهية المرسومة لنا من أجل أن تمنحنا حياةً أبديةً وسعيدةً قريبًا منه ومن قداسته. في هذا المقال سأحاول كشف النقاب عن هذه الغائية وهذا الهدف المزعوم، لنعرف أيُهما يجدر به أن يشعر تجاه الآخر بالرثاء والشفقة: المُتدينون أم اللادينيون. الحقيقة البديهية التي لاريب فيها أنَّ حياتنا هذه هي مُجرَّد صُدفة جميلة ولن تتكرر، كما يقول أحد أصدقائي، ومن العبث والسَّذاجة أن نفترض الغائية من وُجود شيء لم يُوجد إلا بالصدفة المحضة، ولكنها دوائر الوهم التي يُحب المُتدينون العيش داخلها لأنَّها، بطريقةٍ ما، تُشعرهم بالسعادة والأمن والامتياز. وفي سبيل توصيل فكرتي بشكلٍ أكثر دقة، سوف اضرب مثالًا تمثيليًا لتقريب الصورة إلى مستواها الحقيقي. ياسر شابٌ في مُقتبل عمره، كان يعشقُ فتاةً تسكن في ذات العمارة التي يقطن فيها. تبادلا نظرات الحب والغرام، وتقابلا سرًا بعيدًا عن أعين الوشاة. تعاهدا على الزواج، ورسما الخطوط العريضة لحياتهما، وقررا أن يُنجبا طفلين: ذكرًا وأنثى، واتفقا على تسميتهما: أحمد ومنى، وكان سعيدًا حتى ذلك اليوم الذي تفاجأ فيه بزواج حبيبته من رجل غني ورحيلها معه إلى عالمه. عانى ياسر من صدمةٍ عاطفيةٍ قويةٍ جعلته يكره كل الفتيات ويتعامل معهن بطريقةٍ لم يعتد عليها من قبل. بعد مرور عامين تعرَّف على فتاةٍ أخرى استطاعت أن تجعله ينظر إلى الحياة بتفاؤل مُجددًا. تسللت هذه الفتاة إلى قلبه بخفقةٍ مُدهشة، ولم يمض وقتٌ طويلٌ حتى تزوجا وعاشا معًا واتفقا على أن يُنجبا طفلين: ذكرًا وأنثى، واتفقا على تسميتهما: أحمد ومنى. ومرَّت حياتهما هادئةً بلا شيء يُكدِّرها على الإطلاق. إذا افترضنا أنَّ ياسرًا وزوجته كانا سليمين وبإمكانهما الإنجاب فعلًا، وإذا افترضنا، كذلك، أنَّ نتاج المُعاشرة الزوجية الناجحة سيكون مولودًا ذكرًا، وليس أنثى أو زوجًا من التوائم، فإنَّه ولاشك سيُسمَّى (أحمد)، ولكن كيف سيأتي أحمدٌ هذا؟ من المعلوم أن الرجل السليم عند القذف أو مرحلة الشبق Orgasm يُخرج ملايين الحوينات المنوية التي تنطلق من مكانهما في الخصيتين عبر القضيب لتأخذ طريقهما داخل مهبل المرأة في صراعٍ محمومٍ بين ملايين الحوينات المنوية لتخصيب بويضةٍ واحدة. وإذا افترضنا أن عدد الحوينات المنوية التي سوف تنجح في الوصول إلى البويضة لتتنافس على تلقيحها هي 1000000 حوين منوي، فإنَّ احتمالية نجاح حوين واحد في اختراق جدار البويضة وتخصيبها هو 1/1000000 وهي نسبةٌ ضئيلةٌ جدًا، ولكن ضآلة هذه النسبة لا تعني العدم أو الاستحالة فدائمًا هنالك حوين منوي ينجح في هذا الصراع المحموم باختراق جدار البويضة وتلقحيها. وإذا رقمنا الحوينات المنوية من 1 إلى 1000000 فأي هذه الحوينات يُمكن التكهن بنجاحه في تخصيب البويضة؟ لا أحد بإمكانه التكهن أبدًا، ولكننا فقط نعلم أن حوينًا واحدًا فقط هو من سينجح في ذلك، وطالما أنَّنا استبعدنا في مثالنا هذا إنتاج مولود أنثى، وحصرنا مثالنا هنا في إنتاج مولود ذكر، فإنَّنا سوف نصل إلى نتيجةٍ مُفادها أنَّ هنالك 1000000 أحمد مُرشح في هذه العملية، لأنَّ سمات كل مولود سوف تتحدد بناءً على نوع الحوين المنوي الذي سوف ينجح في تخصيب البويضة، والناتج أنَّ الحوين المنوي رقم 7441 لو نجح في اختراق البويضة سوف يُنتج لنا مولودًا مُغايرًا عن المولود الذي سوف ينشأ عن تلقيح البويضة بواسطة الحوين المنوي رقم 112 أو 902 أو 882 أو أيٍّ من الحوينات المنوية في هذه العينة المكونة من 1000000 حوين منوي. وإذا افترضنا أنَّ الحوين المنوي رقم 1023 هو من نجح أخيرًا في تلقيح البويضة، ونشأ عنه مولود ذكر، هو في آخر الأمر (أحمد) المُنتظر، فإنَّ ذلك سيكون قد حدث بالصدفة المحضة، لأنَّ هذا الأحمد بهذه السِّمات التي أصبح عليها كان من المُحتمل جدًا ألا يكون، فقط إن كان والده ياسر قد تزوَّج من الفتاة الأولى أو أيّ فتاةً أخرى غير تلك التي تزوَّجها، والأكثر من ذلك أنَّه ما كان له أن يكون لو لم ينجح الحوين المنوي رقم 1023 تحديدًا في تلقيح تلك البويضة تحديدًا، فأي صدفةٍ عظيمةٍ ونادرةٍ تلك! عندما يكبر أحمد ياسر لأبوين مُسلمين أو مسيحيين أو هندوسيين، سوف نجده يستخدم حجة الغائية والهدف السَّامي من وراء وجوده، دون أن يفطن إلى أنَّ وجوده نفسه كان صدفةً مُدهشة كان من الممكن لها جدًا ألا تكون، وأنَّ احتمالية وجوده كانت تقترب من العدم والاستحالة. ولكن هل هذا يعني أنَّ حياتنا بلا معنى وبلا هدفٍ فعلًا؟ الحقيقة، أنَّ كل واحدٍ فينا بإمكانه أن يرسم أهدافه في هذه الحياة كما يُريدها هو، وليس كما خُطط لهامُسبقًا، وسوف تكون هذه الأهداف مبنيةً على ميولنا الشخصيَّة ورغباتنا الذاتية، كُلٌ فيما يبرع فيه، ومن المُعيب فعلًا أن يكون هنالك إنسانٌ بلا هدف في هذه الحياة. ولهذا أقول-;- أحبوا أنفسكم، اشتغلوا عليها، وطوروا مهاراتكم. كونوا نافعين لعوائلكم ومُجتمعاتكم. ساعدوا الفقراء، أحبوا زوجاتكم، وربوا أطفالكم جيدًا ليكونوا، أيضًا، صالحين لمُجتمعهم، ذلك خيرٌ من أن تغرقوا في الوهم، وتعتقدوا أنَّ الهدف من حياتكم هو ليس الحياة هنا وإنَّما الحياة في مكانٍ آخر بعد الموت! فهذا لهو السخف بعينه. نحن الذين نخلق أهدافنا لأنفسنا، ومن يعتقد أنَّ المُلحدين أو اللادينيين يعيشون بلا هدف واهمون مرتين: فمرَّةً عندما ظنّوا ذلك، ومرةً عندما ظنوا أنَّ التعلق بأستار الوهم قد يكون هدفًا ساميًا ونبيلًا، وفي المرَّة القادمة، عزيزي، المُتدين، عندما تتهم مُلحدًا بأنَّه بلا هدف في هذه الحياة، تذكر أنَّك تتكلَّم عن نفسك، فالمُتدينون هم الذين لا يُخططون لأيّ حياةٍ في هذه الحياة لأنَّهم مُنهمكون في التخطيط لحياةٍ يعتقدون بوجودها بعد الموت، كم هو مُحزنٌ ذلك، ومُثيرٌ للشفقة في الوقت ذاته. ريشارد دوكنز و معنى الحياة ستيفن هوكنغ التصميم الكبير: معنى الحياة:Grand Design :The meaning of Life المراجع (1) (2) (3) (4) (5) |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [2] | |||
|
عضو جديد
![]() |
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
|
|||
|
|
|
رقم الموضوع : [3] | |
|
V.I.P
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
اقتباس:
تحياتي |
|
|
|
||
|
|
|
رقم الموضوع : [4] |
|
باحث ومشرف عام
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
الحياة هي اكل الطعام ، والدين هو الايمان بان الخبز عند الخباز واللحم عند الجزار ، ان لم تكن مسلما طبعا
والدين هو ، وانت ![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [5] | |
|
عضو ذهبي
![]() |
اقتباس:
وقيمة هدا المنتدى |
|
|
|
||
|
|
|
رقم الموضوع : [6] | |
|
باحث ومشرف عام
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
اقتباس:
![]() |
|
|
|
|
رقم الموضوع : [7] | |
|
عضو جديد
![]() |
اقتباس:
لكن هل فعلا تؤمنون بان وجودكم فى هذه الحياه مجرد صدفه |
|
|
|
|
رقم الموضوع : [8] | |
|
V.I.P
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
اقتباس:
الملحد غير مؤمن.. الأيمان هو للمؤمنين، نحن غير مؤمنين.. لكن هناك احداث وعوامل أدت الي وجودنا، أسباب.. لا أجد أسباب.... مثال، المطر ينزل نتيجة لعدة أحداث أدت الي سقوط المطر، من تبخر الماء، وتجمعة في سحاب، ووجود انوية تساعد علي التكثف، وبعد ذلك ينزل كمطر.. لا توجد أسباب المطر لا ينزل مثلا للنبات، هذا غير حقيقي، فمعظم الأمطار تحدث فوق المحيطات وليس هناك نبات يرتوي منها، وفي الصحاري، ليس هناك أمطار... ليس هناك سبب لنزول المطر، ولكن هناك أحداث.... هكذا أنا.. لا أجد هناك سبب لوجودي كأنسان، ولكن هناك عوامل وأحداث ادت الي وجودي، ومعرفة تلك الأحداث هي ما يجعل الطبيب يتدخل في الحمل، او حدوث الحمل الأصطناعي، وغير ذلك... لذلك من المهم معرفة تلك الأحداث... ولكن الأسباب هي شيئ فلسفي، لا دليل علية... المؤمن يعرف الصدفة هو ما يحدث بدون سبب... وهذا غير التصنيف العلمي للصدفة.. نعم هناك صدفة في وجودي.... تحياتي |
|
|
|
||
|
|
|
رقم الموضوع : [9] | ||
|
عضو جديد
![]() |
اقتباس:
اقتباس:
|
||
|
|
|
رقم الموضوع : [10] | |
|
V.I.P
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
اقتباس:
2. بالنسبة للحمل، في كل دورة، أحتمال حدوث الحمل هو 25% لبالغان في صحة جيدة.. بمعني ليس أكيد نجاح الحيوان المنوي في تلقيح البويضة.. هناك أحتمال أكبر لعدم حدوث ذلك... http://www.babymed.com/getting-pregn...ing-conception |
|
|
|
||
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| منها, الهدف, الغاية, بها, دين؟, حياتنا, ولا |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| لماذا يكرر المسلم أخطاءه ولا يتعلم منها ابدا؟ | Skeptic | العقيدة الاسلامية ☪ | 10 | 10-04-2018 03:16 PM |
| مشكلتنا أننا نسعى ونتمنى نهاية العدو بدلاً من بداية حياتنا ! | Nooor alhaya | ساحـة الاعضاء الـعامة ☄ | 2 | 12-05-2017 06:11 PM |
| الماسونية بلا استار ولا اسرار- استاذ كفاح سلوم | الأسطورة0 | حول الحِوارات الفلسفية ✎ | 0 | 03-12-2017 04:10 PM |
| نجوم هوليود بلا تعليم ولا شهادات | samy.samy | ساحة الفنون و الموسيقى و الأعمال التصويرية | 0 | 02-12-2015 02:35 AM |
| بلا ولا كلمة | heba | ساحة الفنون و الموسيقى و الأعمال التصويرية | 3 | 01-18-2015 03:22 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond