شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في الإلحاد > حول المادّة و الطبيعة ✾

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 11-30-2020, 08:57 PM Avicenna غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
Avicenna
عضو جديد
 

Avicenna is on a distinguished road
افتراضي كيف ينتج الوعي والعقل من ذرات ليس لها عقل ولا وعي؟

مرحبا,

أنا محمد من المغرب, عضو جديد هنا, استخدم معرف "ابن سينا". ارتأيت أن أكتب هذا الموضوع لأن احد الاصدقاء طرح سؤالا (بتصرف) :

اقتباس:
"كيف يمكن أن ينشأ شيء غير مادي (كالعقل) من ذرات ليس لها عقل؟"


أولا, سأقدم بعض المذاهب الفلسفية في فلسفة العقل .. ثم سأطرح السبب : لماذا أنا شخصيا أتبع المذهب المادي.


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قارئ مشاهدة المشاركة
تحية طيبة
موضوع مميز جدا، أشكرك عليه
بالنسبة لأبحاث الدماغ أرى شخصيا أن ثمة سؤال لا زال عالقا ، وهو كيف يمكن للمادة ان تنتج فكرا ، وشعورا وانفعالات وعواطف ؟

بعد التحية و السلام ..

أولا, في فلسفة العقل (وفرع فلسفة الميتافيزيقا كذلك), هناك 3 أنواع من المذاهب :


- الأحادية Monism : تقول أن هناك نوعا واحدا من الوجود, Substance
- الثنائية Dualism : تقول أن هناك نوعين
- التعددية Pluralism : تقول أن هناك عدة أنواع.


بمعنى , أن الأحادية تقول بأنك لو أتيت على أي شيء (انسان, كرسي, فنجان قهوة), وقمت بتقسيمه الى اجزاء واجزاء واجزاء صغيرة, فآخر ما ستصل اليه هو نوع واحد من الوجود, وهذا النوع الواحد من الوجود لايتشكل من أي شيء آخر ابسط منه.

الثنائية تقول : لا , ستصل الى اثنين, وهذان الاثنين لايمكن تبسيطهما اكثر : العقل والمادة.

التعددية تقول : لا, هناك عدة اشياء منفصلة, ولايمكن تبسيطها اكثر. الوجود لاينتهي الى شيء واحد او اثنين فقط, بل عدة اشياء.


جميل...

الأحادية تنقسم إلى :

- المادية Materialism (وتسمى ايضا الفيزيقية Physicalism) , وتقول أن ذلك الشيء الابسط الذي يتشكل منه كل شيء يخضع للقوانين الفيزيائية المادية التي نعرفها.

- المثالية Idealism : تقول العكس, أن ذلك الشيء الابسط في الكون, الذي تتشكل منه جميع الاشياء الاخرى هو العقل ... بالضبط كما أن كل شيء في احلامنا هو صناعة العقل. أي أن العقل متأصل في الوجود أكثر من المادة. اذا كانت المادة سيارة فالعقل هو اجزاؤها الصغيرة.

- الأحادية المحايدة Neutral Monism : تقول بأن ابسط شيء في الوجود ليس عقلا, وليس مادة ... بل هو شيء آخر مجهول تتشكل منه العقل والمادة. وهذا الشيء المجهول لديه خصائص عقلية وخصائص مادية . ولا نعرف طبيعته.


الثنائية تنقسم الى 4 اقسام :

- الثنائية الديكارتية Classical Dualism : تقول بأن المادة والعقل منفصلان, وبأن العقل هو الذي يرسل الاشارات ويتحكم في المادة. المشكلة هنا هي كيف يمكن لشيء غير محكوم بالقوانين الفيزيائية ان يؤدي الى حركة محكومة بالقوانين الفيزيائية (كحركة الاشارات العصبية في الدماغ مثلا).

- الثنائية الظاهراتية Epiphenomenalism : وهي العكس , أي أن المادة هي التي ترسل الاشارات الى العقل وتتحكم فيه. بمعنى أن جسم الانسان يخضع 100 بالمئة للقوانين الفيزيائية المادية, والعقل لايتحكم فيه. حركة أصابعي على الكيبورد في هذه اللحظة خاضعة للفيزياء بشكل كامل. أما عقلي فهو قابع في عالم غير مادي, يتوهم فقط بأنه صاحب تلك الحركة.

الظاهراتية (او الظواهرية) , هي فلسفة ناتجة من كونها لا تحتاج ان تفسر كيف يؤثر كيان غير مادي (العقل) على جسم مادي ... لكن المشكلة هنا مرة اخرى : كيف يرسل الجسم الاشارات الى عالم العقل؟ ونحن نعلم ان الجسم المادي لايمكنه التواصل الا مع شيء مادي اخر. هنا تأتي الموازاتية Parallelism

- الموازاتية أو ثنائية الموازاة Parallelism : تقول بأن العقل والجسم المادي يعملان بالتوازي. بحيث أن العقل وُلد في نفس الوقت الذي ولد فيه الجسم المادي. لكنهما لا يتواصلان بينهما.

بمعنى آخر : ان الجسم يتحرك فقط بقوانين مادية في العالم المادي بشكل حتمي. والعقل يحس بمختلف الاحساسيس والمشاعر في نفس الوقت, لكن دون ان يتواصل مع الجسد. العالم العقلي متواز مع العالم المادي, ولايوجد تواصل بينهما.

عندما اشرب فنجان قهوة, فإن شربي للفنجان هو ناتج عن قوانين فيزيائية عمياء هي التي جعلت الجسم يتحرك بهذا الشكل ويشرب القهوة. أما احساس العقل بأنه اراد شرب القهوة , او تذوقه لطعمها, فقد صادف فقط ان كان موازيا لحركة الجسم. وليس هو الذي يتحكم فيه او يتواصل معه.

طبعا, لا تحتاج الكثير من التفكير لترى بأن هذا المذهب لاحاجة له, بما اننا نعيش فقط داخل عقول تحس وتفكر , لماذا نحتاج الجسد اصلا؟ هذا المذهب قد يجعلك تفكر في المثالية مباشرة كحل افضل.


- التفاعلية Interactionism : هذا المذهب يجعل التفاعل بين العقل والجسد كبيرا جدا, العقل يتبادل المعلومات مع الجسد, بحيث يتحكم فيه ويتأثر به. التحكم في الاتجاهين. عندما اقرر شرب القهوة اتحكم في الجسد, وعندما اتذوق القهوة يرسل لي الجسد معلومات عن طعمها.

طبعا, لن ادخل في تفاصيل التعددية Pluralism لأنها غير ضرورية هنا.

شخصيا, عندما أفكر في هذه المذاهب التي تم ذكرها, اجد بأن هناك نقاطا لا أعرفها (وربما هناك نقاط لا اعتقد انه بالامكان معرفتها, لهذا انا شكوكي فيها, الشكوكية بمعنى القول باستحالة المعرفة).


1. أولا : عادة, من يفكر في وجود روح مستقلة عن الجسد , هو شخص يعتقد بأن كوننا مجرد مادة, أو مجرد شيء خاضع للقوانين الفيزيائية ينقص من قيمتنا كبشر. وهذا خاطئ.

لماذا؟

لأننا أصلا لا نعرف ماهي المادة بالضبط؟ أو ماهي القوانين الفيزيائية؟ أي أنه بالفعل لدينا مجهول لانعرفه بشكل كامل.

آخر شيء نعرفه عن المادة هو أنها عبارة عن حقول كمية. لكن ما هي الحقول الكمية؟ لا احد يعرف الاجابة, بل لا اعتقد اصلا ان الاجابة ممكنة.

لأن أي تفسير سيكون على شكل "x هو y" ... عندها سيتطلب الأمر تفسير y , وبما أن تفسيره لا يمكن ان يأتي من مجموع الاشياء التي يفسرها y , فهذا يعني أن أي تفسير سنبحث عنه خارج المجموعة. أي z ... وهكذا يجب ان نفسر z إلى مالانهاية.

وبما أنه لايمكننا تفسير عدد لانهائي من المفاهيم, فهذا يعني أن تفسير الوجود المادي مستحيل تماما. المادة للأبد ستبقى مجهولة , حتى ولو كنت إلها , من المستحيل من حيث المبدأ أن تعرف كل شيء عن المادة. اذن : الشكوكية مذهب صحيح.

أما اذا كان كل شيء له معنى, الا الشيء الابسط z , لايمكن تفسيره. فهنا ايضا : لايمكن معرفة الشيء الابسط او تفسيره , لأنه ليس له تفسير اصلا. اذن : مرة اخرى , الشكوكية مذهب صحيح.

اذا كان هذا هو الحال, فما يعنيه هو أنه لايمكننا من حيث المبدأ أن نقول بأن القوانين المادية لايمكنها أن تنتج الوعي او العقل.

أولا , لأنه من المستحيل فهم العالم المادي فهما شاملا وعاما.

ثانيا : لأننا من جهة اخرى نجهل الوعي, وربما لن نعرف كيف يتشكل الوعي أو ماهي طبيعته.

اذن, في حال وجود مجهولين , فلا يوجد سبب للقول بأنه من المستحيل ان ينتج العقل من القوانين الفيزيائية المادية.

لأن اي ادعاء بان هذا مستحيل, يقترح بأن الشخص يفهم المادة بشكل كامل, ويفهم العقل بشكل كامل, لكي يكون قادرا على نفي العلاقة.

طبعا, لايمكن اثبات العلاقة كذلك من هذا المنطلق. يعني حتى المادي لايمكنه بسهولة ان يثبت هذه العلاقة.

على أن مهمة المادي ابسط بكثير من مهمة الشخص الثنائي الذي يقول بوجود عقل قابع في عالم آخر.

لماذا؟

- لأن المادي لا يفترض عالما آخر ... هو فقط يقول بأنني لا افهم هذا العالم بشكل كامل, وهذا يعني أنه على الاغلب : العقل نتيجة لهذا العالم .

- لأن الثنائي يتطلب اولا ان يكون هناك تواصل بين شيء مادي او غير مادي (اللهم الا اذا كان موازاتيا) ...

- لأن الثنائية مذهب يخرق بعض القوانين الفيزيائية المعروفة : اذا كان العقل يتواصل مع الدماغ فهذا يعني أن الطاقة تنتج في الدماغ طول الوقت من عدم. لا اعرف كيف يمكن توفيق هذا مع فهمنا للفيزياء. الثنائية حرفيا تقترح بأن القوانين الفيزيائية تطبق على كل شيء باستثناء الدماغ.

وهذا خاطئ, لايوجد شيء في الدماغ يخرق القوانين الفيزيائية. الدماغ يعمل بنفس القوانين التي تجعل بيضة تتكسر عندما ترميها.

- لأن علم الاعصاب نفسه أثبت مرارا بأن الظواهر العقلية تتغير مباشرة اذا قمت بتغيير مادة الدماغ : المخدرات والاقراص المهلوسة مثلا تؤثر على تجربة الوعي بشكل كبير, كما أن الصدمات والحوادث تؤدي الى فقدان العقل.

ليس مفهوما لدي شخصيا كيف يمكن لشيء متأصل في الكون (كالعقل) أن يغيب لمدة. هذه هي النقطة التالية.

- عند النوم العميق Deep Sleep , يغيب الانسان عن الوعي , ولا يتذكر شيئا عن تلك المدة. اذا كان العقل متساويا مع المادة والقوانين المادية في أصالته ووجوده ... فهذا يعني بأنه لايمكن ان يغيب العقل عن الوعي لبرهة

بمعنى ادق : اذا كان الوعي مترسخا في الوجود (وليس فقط نتيجة لشيء آخر كالقوانين المادية), فهذا يعني بأنه يجب ان يكون دائما موجودا.

وهذا خاطئ : مجرد تغيير بسيط لعمل الدماغ كاف لتغييب الانسان عن الوعي. يمكنك ان تنظر اليه من الخارج وترى بان دماغه لايزال موجودا.

لكن وعيه غير موجود (من منطلقه الذاتي), وعندما يستيقظ سيقول بأنه احس بأنه قد مضى عليه وقت لم يكن موجودا فيه.

لماذا؟ أين ذهب ذلك الوعي؟ اذا كان متأصلا في الكون؟ هل قام الاله بابادة روحه او عقله او وعيه لساعة, ثم اعاد خلقها مرة اخرى؟ أم ماذا؟

الأشياء التي تكون متأصلة في الوجود عادة لا تذهب إلى أي مكان, بل تبقى ... الهاتف ليس متأصلا في الوجود لهذا فهو ينعدم اذا قمت بتجزيئه الى اجزاء صغيرة.

لماذا اذن تغير وظائف الدماغ يؤدي الى الغيبوبة وذهاب الوعي؟

مجرد التفكير في هذا الامر لوهلة يجعل من الواضح رؤية كيف أن موقف المادية (والفيزيقية) Physicalism أفضل بكثير من موقف الثنائية Dualism

- لو كان العقل لاينتج من المادة, لكان بالضرورة يجب أن يكون هناك انفصال تام بين كون الشيء معقدا, وبين كونه عاقلا او واعيا.

لماذا يجب ان يكون الدماغ المعقد بشكل كبير هو العضو الوحيد المرتبط بالعقل؟ لماذا لا نرى طاولات او كراسي او دمى جوفاء وفارغة من الداخل وعاقلة او واعية في نفس الوقت؟

لماذا فقط الكائنات المعقدة هي التي يكون لديها وعي او ذكاء؟

اذا كان العقل مستقلا عن المادة, فكان ليكون بالامكان أن يوجد هناك اجسام بسيطة وعاقلة وواعية في نفس الوقت.

لكن لايوجد شيء يدل على ان هذا الامر ممكن. اذا قلت لك بأن هناك كائنا فضائيا عاقلا وواعيا بذاته, فتفترض مسبقا بأن لديه دماغا معقدا او عضوا مكافئا للدماغ. ولن تتصور بأنه عاقل وواعي واجوف من الداخل.

- لماذا بالضرورة يجب أن تكون الكائنات الاخرى (من الاسماك الى القردة العليا) ذكية وواعية بشكل متناسب اطرادا مع تعقيد الدماغ؟

لماذا لانجد أسماكا اكثر وعيا من كائن ثدي, او نرى قردا اقل وعيا من زاحف؟ لماذا هذا التناسب الاطرادي بين تعقيد الدماغ وبين الذكاء والوعي بالذات؟

هذا لايمكن تفسيره إلا ضمن الاطار الفيزيقي (المادي) في علم الاعصاب.

_______________


يبقى السؤال الآن : كيف يمكن لشيء غير واع (كالذرات) ان تنتج شيئا واعيا (كالدماغ)؟

هناك عدة مذاهب فرعية في المادية , منها :


الانبثاقية Emergentism : تقول أن المادة لا تملك وعيا, لكن الوعي ينبثق من تجمعات مادية ذات تعقيد معين (كالدماغ).

البانساكيزمية Panpsychism : تقول أن المادة تمتلك وحدات أو درجات ضئيلة جدا من الوعي (ليست منعدمة لكنها تقريبا منعدمة). وعندما تتشكل المادة في تركيب معقد كالدماغ, يتكاثف ذلك الوعي ليصبح وعيا اكثر تنوعا (كالتجربة البشرية).

الاقصائية Eliminativism : تقول أن الوعي غير موجود, لكنه يبدو لنفسه كأنه موجود . لتفهم الفكرة : قوس قزح غير موجود لكنه يبدو كأنه موجود. بمعنى آخر : الاقصائية تقول بأن الوعي يبدو بشكل ليس هو حقيقته. عندما تفكر في نفسك فأنت تفكر في التجارب الحسية والواعية, لكن الحقيقة أن ما تراه ضمن تلك التجارب لايبدو على حقيقته. من الصعب فهم هذه الفكرة بسرعة, لابد من التفكير فيها بشكل مطول.

لكن عموما, الاقصائيون (وهم بدورهم ينقسمون الى عدة مذاهب فرعية ضمن الاقصائية), يقولون بأن الوعي ليس قائما بذاته كما يبدو عليه. بل يشبه الظواهر الغير موجودة التي تبدو وكأنها موجودة.

مثلا : ليس هناك شيء اسمه "دوران الشمس حول الارض" , لكنها تبدو لنا وكأنها ظاهرة حقيقية , الشمس تدور حول الارض.

الاقصائيون يقولون بأن تقدم العلوم, سيؤدي في النهاية الى اكتشاف بأن الوعي مجموعة من العمليات الفيزيائية التي تؤدي مجتمعة الى وهم , وهذا الوهم من خاصياته انه ينظر الى نفسه من الداخل.

أنا شخصيا لست اقصائيا, (انا انبثاقي), ...لكني ارى بعض المنطق في الرؤية الاقصائية كذلك. الكثيرون يستنكرون الفكرة (لأن الوعي يبدو لنا انه موجود, لامجال للهروب من هذا الامر). لكن مجرد تفكير ادق في الموضوع , يجعلك ترى بأنه على الاقل ليس كما يبدو عليه.

خذ مثلا تجربة الالم , عندما تحلم فإنك تحس بالالم, ولو تمعنت في تلك التجربة ستجد بأنها في الحلم تبدو وكأنها ألم, لكنها ليست موجودة, انها اقرب إلى فكرة منها الى ظاهرة حقيقية. وهذه الفكرة بحد ذاتها تبدو وكأنها ألم فعلي.

شخصيا أعتقد بأن أي وعي , هو عبارة عن خاصية تنبثق من نظام يحقق الشروط التالية :

- نظام معقد يحقق الدمج المعلوماتي Integration
- نظام يحقق فرقا بالنسبة لذاته Difference to itself

طبعا هناك شروط اخرى, لكن هذه هي الخاصيات التي استخرجها انطلاقا من التفكير في الوعي (وهذه من الخاصيات التي تضعها ايضا نظرية المعلومات المدمجة Integrated Information Theory النظرية الناشئة التي اسسها عالم الاعصاب "جيوليو طونوني").


الفكرة بسيطة جدا :

لكي يكون نظام مادي واعيا, يجب أن تكون الاجزاء فيه متواصلة فيما بينها. مثلا : الجزء من الدماغ الذي يتعرف على الوجوه, يجب ان يرسل نتائجه الى الجزء من الدماغ الذي يرى الوجوه, و الجزء من الدماغ الذي يميز الوجوه عن الاشياء الاخرى, والجزء من الدماغ الذي يميز شكل العينين او غيرها.

بمعنى آخر : كل هذه الاجزاء يجب ان ترسل اشارات عصبية الى الاجزاء الاخرى, والاجزاء الاخرى يجب ان ترسل اشارات عصبية الى اليها.

أي أن النظام كله تصبح فيه المعلومة مدمجة في النظام ذاته. وليس فقط في جزء من النظام.

في حالة الغيبوبة او النوم العميق, ما يحدث هو أن هذا الدمج يتوقف, رغم ان مختلف المناطق في الدماغ تحلل البيانات القادمة من الخارج.

- مثلا المنطقة البصرية تحلل المعلومات البصرية القادمة من العينين بالضبط كما تفعل في حال اليقظة.

- المنطقة السمعية ايضا تحلل المعلومات القادمة من الاذنين , اذا مرت سيارة او شاحنة في الشارع وانت نائم, فالدماغ يقوم بتحليل هذا الصوت بالضبط كما يفعل في حال اليقظة.

لكن الفرق هنا, هو أنه في حالة النوم العميق (بدون احلام) , اي نتيجة لهذا التحليل المعلوماتي تبقى حبيسة تلك المنطقة, ولا يتم ارسالها لمناطق اخرى في الدماغ. خلال النوم العميق او الغيبوبة : تعمل اجزاء الدماغ بشكل مستقل عن بعضها البعض.

بينما في حال الاحلام, المناطق الدماغية المختلفة تتفاعل فيما بينها بشكل اقل من اليقظة. هناك دمج معلوماتي لكنه قليل.

أما في حال اليقظة, فان الدمج المعلوماتي يعود بشكل كامل.

هذا يعني أن الوعي على الارجح ليس شيئا له مكان في الدماغ, بل هو ما يبدو عليه ان تكون انت هو ذلك الدماغ نفسه في حالة دمج معلوماتي.

بمعنى آخر, ان تكون كرسيا لايبدو من الداخل كأي شيء, بل يبدو كالعدم. لكن ان تكون نظاما اعقد من الكرسي أو الذرة البسيطة, هذا شيء قد يكون مختلفا عن العدم.

الفكرة الثانية هنا في نظرية المعلومات المدمجة, هي أن الوعي هو خاصية النظام الذي يشكل فرق فيه فرقا بالنسبة له.

اذا كان هناك مثلا تغير قد حدث في تحليل البيانات السمعية, فما سيحدث هو ان هذا التغيير سيكون تغييرا بالنسبة للنظام كله (لأن البيانات السمعية يتم ارسالها الى النظام كله), ثم النظام بشكل جماعي سيبدي ردة فعل تجاه هذا التغيير, وسيقوم بتغيير كيفية تحليل البيانات السمعية مستقبلا.

بمعنى أن الاجزاء تغير الكل ... ثم يقوم الكل كله بتغيير الجزء . أي أن الوعي ليس فقط نتيجة لتحليل بيانات محدودة بمنطقة معينة في الدماغ, بل إن النظام كله يقوم بالتأثير على الاجزاء.

هذا يسمى : الكليانية Holism , وهو عكس الاختزالية Reductionism

لكي تفهم الفكرة, تأمل معي العجلات تتحكم في السيارة , اذا استدارت الى اليمين انعطفت السيارة يمينا, واذا استدارت الى اليسار انعطفت يسارا. الجزء يتحكم في الكل.

لكن الاتجاه الذي سلكته العجلات (سلوك الجزء) , يحدد لك مجموعة الخيارات المستقبلية للسائق و عجلة القيادة والسيارة ككل. أي أن السائق بدوره سيقوم بالتحكم في العجلات بناء على ما استجد من معلومات : النظام سيتحكم ايضا في سلوك الجزء.

أي أن التحكم لايتم فقط من الاجزاء الى الدماغ ككل, بل حتى من الدماغ ككل الى الاجزاء ... الوعي اذن هو ما تبدو عليه هذه العلاقة.

وهذا يأخذنا إلى كتاب "غوديل , ايشر, باخ" للكاتب دوغلاس هوفشتاتر , الذي يدرس فيه طبيعة الانظمة المنطقية ونشوء المعنى , ويحيلنا أيضا إلى جوانب من الانظمة التي تغير نفسها من الداخل.

مثلا : هذا النظام :

سمير : كمال يكذب
كمال : سمير صادق


هذا النظام يغير نفسه بنفسه, نفترض أن كمال وسمير جزءان من النظام, ويتواصلان فيما بينهما.

سلوك النظام هو كالتالي (نفترض ان سمير صادق)

- كمال يكذب
- سمير كاذب
- كمال صادق
- سمير صادق
- كمال يكذب
- سمير يكذب

في البداية, بدأنا بتصديق سمير, هذا يعني أن كمال يكذب, وعندما كذبنا كمال, اصبحنا نكذب سمير... وهكذا الى مالانهاية.

هذا النظام يغير سلوكه من الداخل مع مرور الوقت.

بينما هذا النظام لايغير سلوكه :

سمير : كمال صادق
كمال : سمير صادق

اذا اخترنا تصديق سمير هنا, فهذا ما سيحدث :

- كمال صادق
- سمير صادق
- كمال صادق
- سمير صادق
...الخ


هذا النظام لايتغير من الداخل. هذا فقط كان مجرد مثال على الانظمة التي يمكنها تغيير نفسها من الداخل, بحيث يصبح ان تغير داخلي فيها هو تغير بالنسبة لها.


طبعا, كتاب دوغلاس هوفشتاتر هو كتاب يبحر بك في الأنظمة المنطقية, لكي يؤسس لمفاهيم مثل الوعي و الارادة وغيرها. كيف يمكن لعمليات منطقية بسيطة وغير واعية ولا معنى لها, ان ينبثق منها المعنى والوعي والارادة وغيرها.


طبعا, موضوعي هنا لم يجب عن السؤال : ماهو الوعي؟ أو ماهي طبيعته؟ لأن هذا السؤال من اصعب الاسئلة الفلسفية.

معضلة الوعي يسميها الفيلسوف ديفيد تشالمرز : السؤال الأصعب The Hard Problem of Consciousness

لكن في رأيي, السؤال ليس أصعب سؤال فلسفي, بل اصعب سؤال فلسفي واعمق سؤال فلسفي هو السؤال : لماذا هناك شيء بدلا من لاشيء Why is there something rather than nothing

أو : لماذا ليس هناك عدم مطلق؟ لماذا الوجود أصلا؟ ماهي طبيعة الوجود؟ أو بالاحرى : ماهي طبيعة العدم التي تجعله مستحيلا؟

عموما :المادية على الاقل تقربنا الى الاجابة على السؤال : ماهو الوعي؟ أو كيف يعمل الوعي ؟ أو كيف يتشكل الوعي؟

أما الثنائية (اي وضع الوعي في عالم اخر) , فهي لا تفعل شيئا غير تسميته "وعيا" أو "روحا" أو "عقلا" , ووضع هذه الكلمة على السحاب في عالم اخر لايمكن البحث فيه.

الثنائية تقوم حرفيا بايقاف اي تفكير في الموضوع. وهذا ما تفعله جميع المذاهب الفلسفية "السحرية" Magic .. التي تكتفي فقط بالكلمات, بدون ابحار او بحث في كيفية عملها.

المادية هي المذهب الوحيد الذي يمكننا من خلاله أن نبحث في طبيعة الوعي. لهذا السبب (وللأسباب السابقة) انا مادي.

لكن لم نجب على السؤال : كيف ينتج الوعي والعقل من ذرات ليس لها عقل ولا وعي؟


السؤال فيه مشكلة منطقية تسمى : مغالطة التركيب.Fallacy of composition

اذا كان س من خصائص الجزء, فهذا لايعني أنه من خصائص الكل.

- الحرارة ليست من خصائص الذرات والجسيمات , الذرات والجسيمات لا تكون حارة او باردة. لكن الحرارة من خصائص مجموعات الذرات.

- الظواهر الكمية من خصائص الذرات والجسيمات, لكن مجموعات الذرات والجسيمات تفقد هذه الخصائص

- الذرات ليس لها الوان, وليس لها اصوات... هذه الظواهر الانبثاقية هي من خصائص الاجسام الكبيرة.

اذن : عدم كون الذرات عاقلة او واعية لايعني بالضرورة بأن تراكيب الذرات والجسيمات لابد ان تكون غير عاقلة او واعية كذلك.


السؤال بحد ذاته سؤال مغالط .

من جهة أخرى , يمكن للشخص المادي ان يدعي أن الذرات ليست عمياء بشكل كامل, بل لديها درجة ضئيلة من الوعي, وهكذا فإن وجود مذهب يسمى : البانسايكيزمية , يجعل السؤال اصلا لا حاجة له.

بل إن البانسايكيزيمة ليست فقط حكرا على الملحد. حتى المؤمن يمكنه ان يكون بانسايكيزميا : بحيث يؤمن بأن المادة لديها وعي, وتسبح الاله, وتقدسه, و أن جذعا بكى على النبي محمد, وأن الله عرض الامانة على السموات والارض, وان السماء والارض تبكي أو تحب المؤمنين, وغيرها من المعتقدات الدينية الاسلامية والمسيحية التي هي في حد ذاتها بانساكيزمية, تدعي بأن المادة لديها درجة من الوعي بالذات.

هناك الكثير ليقال في الموضوع, لأنه في الواقع متشعب , لكني اكتفي بهذا القدر الآن.




  رد مع اقتباس
3 أعضاء قالوا شكراً لـ Avicenna على المشاركة المفيدة:
متصفح (12-01-2020), القط الملحد (12-13-2020), فجر (11-30-2020)
قديم 11-30-2020, 10:04 PM فجر غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
فجر
موقوف
 

فجر will become famous soon enoughفجر will become famous soon enough
افتراضي

موضوع رائع سلمت يداك



  رد مع اقتباس
قديم 12-01-2020, 08:38 PM Faisal3D غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [3]
Faisal3D
عضو برونزي
الصورة الرمزية Faisal3D
 

Faisal3D is on a distinguished road
افتراضي

عزيزي Avicenna
جزيل الشكر والتقدير على الموضوع والمعلومات القيمة

واهلا وسهلا بك معنا في منتدانا

تحياتي



:: توقيعي :::
Enjoy Your Life
أستمتع بحياتك
  رد مع اقتباس
قديم 12-02-2020, 08:44 PM غوتاما غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [4]
غوتاما
عضو جميل
الصورة الرمزية غوتاما
 

غوتاما is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
ليس مفهوما لدي شخصيا كيف يمكن لشيء متأصل في الكون (كالعقل) أن يغيب لمدة. هذه هي النقطة التالية.

- عند النوم العميق deep sleep , يغيب الانسان عن الوعي , ولا يتذكر شيئا عن تلك المدة. اذا كان العقل متساويا مع المادة والقوانين المادية في أصالته ووجوده ... فهذا يعني بأنه لايمكن ان يغيب العقل عن الوعي لبرهة

بمعنى ادق : اذا كان الوعي مترسخا في الوجود (وليس فقط نتيجة لشيء آخر كالقوانين المادية), فهذا يعني بأنه يجب ان يكون دائما موجودا.

وهذا خاطئ : مجرد تغيير بسيط لعمل الدماغ كاف لتغييب الانسان عن الوعي. يمكنك ان تنظر اليه من الخارج وترى بان دماغه لايزال موجودا.

لكن وعيه غير موجود (من منطلقه الذاتي), وعندما يستيقظ سيقول بأنه احس بأنه قد مضى عليه وقت لم يكن موجودا فيه.

لماذا؟ أين ذهب ذلك الوعي؟ اذا كان متأصلا في الكون؟ هل قام الاله بابادة روحه او عقله او وعيه لساعة, ثم اعاد خلقها مرة اخرى؟ أم ماذا؟

الأشياء التي تكون متأصلة في الوجود عادة لا تذهب إلى أي مكان, بل تبقى ... الهاتف ليس متأصلا في الوجود لهذا فهو ينعدم اذا قمت بتجزيئه الى اجزاء صغيرة.

لماذا اذن تغير وظائف الدماغ يؤدي الى الغيبوبة وذهاب الوعي؟

مجرد التفكير في هذا الامر لوهلة يجعل من الواضح رؤية كيف أن موقف المادية (والفيزيقية) physicalism أفضل بكثير من موقف الثنائية dualism

- لو كان العقل لاينتج من المادة, لكان بالضرورة يجب أن يكون هناك انفصال تام بين كون الشيء معقدا, وبين كونه عاقلا او واعيا.

لماذا يجب ان يكون الدماغ المعقد بشكل كبير هو العضو الوحيد المرتبط بالعقل؟ لماذا لا نرى طاولات او كراسي او دمى جوفاء وفارغة من الداخل وعاقلة او واعية في نفس الوقت؟

لماذا فقط الكائنات المعقدة هي التي يكون لديها وعي او ذكاء؟

اذا كان العقل مستقلا عن المادة, فكان ليكون بالامكان أن يوجد هناك اجسام بسيطة وعاقلة وواعية في نفس الوقت.
تحية طيبة لك أخي و مجهود طيب

ليس لنا معرفة لا بقياسات و لا معاير الوعي الأصيلة في الوجود لنبحث في تجذره
ما تتحدث عنه ليس سوى علامات للوعي داخل الدماغ المشتغل الذي نسميه عقل
حالة الوجود للوعي اساسا دون ظاهره المادي لا يمكن تأصيلها و لا نفيها بالظاهر المادي الذي من خلاله أفكر و أتذكر و أشعر
اعطيك مثال
أنت تسكن غرفة لم تغادرها بحياتك تنظر للحديقة من شباكها و لا يمكنك مغادرتها أبدا لإختبار طبيعة تلك الحديقة فعليا فكيف لك لتنكر وجود الحديقة إن كانت تختفي بعد إغلاق شباك غرفتك
أنت تبقى محاصر بظروف الغرفة و لا يمكنك نفي أو تأكيد وجود الحديقة
كذلك أنت محاصر بظروف ظواهر مادية لا يمكنك نفي الوعي اللامادي المتجذر في الوجود في بعد آخر يغادر حتى اسس الزمكان
ماذا أدراك ان الوعي إنقطع وجوده اثناء النوم فربما أخذ قفزة في الزمكان بينما الجسد إنتصب في الزمان و المكان ليرتاح من ثم تم إستحضاره مرة أخرى و هو لم ينقطع أبدا لكن غادر الزمكان




:: توقيعي :::


  رد مع اقتباس
قديم 12-02-2020, 09:14 PM غوتاما غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [5]
غوتاما
عضو جميل
الصورة الرمزية غوتاما
 

غوتاما is on a distinguished road
افتراضي


https://www.il7ad.org/vb/showpost.ph...8&postcount=21

ذكرت سابقا دليلا علميا موثقا في بحث أجري على عدة حالات قاربت من الموت و تنبأ العلماء بلاوجود لتجربة وعي لكن المريض يعود ليروي أن كان يختبر حالة الجود و الوعي الكامل مع تجربة رؤيا واضحة و واقعية أكثر من الواقع

بالنسبة للنظريات التي تقدمت لتفسير الوعي و الوجود العقلاني بأنه حادث مادي معلوماتي
لا يغنينا عن القول في ذلك بأنه من فرط الخيال الخصب إلا بان تضعوا بين ايدينا أنموذج يتنبا و يفسر ظاهرة الوعي
أنا من المختصين في مجال المعلوميات
أنا عندما يكون بين يدي قرص dvd لفلم
عندما اشاهد هذا الفلم في التلفاز أقول بكل ثقة في النفس أن هذا الفلم الذي أشاهده ينتهي لكونه ظاهرة فيزيائية تنقل المعلومات بسرعة فائققة
لماذا ؟
ببساطة لأنني أستطيع رسم أنموذج رياضي يتنبا بكل لون بكسيل (مربع صغير جدا في الشاشة) في لحظة معينة من الزمن
هل يمكنكم فعل نفس الشيء مع الوعي البشري ؟
لا طبعا لا فذلك شبه مستحيل










:: توقيعي :::


  رد مع اقتباس
قديم 12-02-2020, 09:38 PM غوتاما غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [6]
غوتاما
عضو جميل
الصورة الرمزية غوتاما
 

غوتاما is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
why is there something rather than nothing
حسنا فقط احتمالان لا غير

وجود لا مادي مطلق أزلي منه تتأتى المادة و كل تغيراتها محكومة بالعقل اساسا الذي هو كل شيء لينتهي لوعينا نحن الضيق بخبرتنا المادية المحدودة


وجود مادي مطلق متغير ضمن كل الإحتمالات الممكنة انتج وعي بالصدفة كخصائص متأتية من تفاعلات مادية و لا معنى لأي معنى أساسا



:: توقيعي :::


  رد مع اقتباس
قديم 12-02-2020, 09:49 PM غوتاما غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [7]
غوتاما
عضو جميل
الصورة الرمزية غوتاما
 

غوتاما is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
- لو كان العقل لاينتج من المادة, لكان بالضرورة يجب أن يكون هناك انفصال تام بين كون الشيء معقدا, وبين كونه عاقلا او واعيا.
التعقيد لا يتعلق بالوعي لا يوجد دليل على ذلك
التعقيد يزيد في مكونات تجربة الوعي من مشاعر و تفكير و ذكريات و حواس و غرائز و ما إلى ذلك
يمكن للحجر على مستوى ما أن يكون واعي أنه هذا الحجر و ليس ذلك الحجر بمجرد أنه كذلك و ترصده أنت كذلك لا أرى ما يمنع ذلك إطلاقا



:: توقيعي :::


  رد مع اقتباس
قديم 12-03-2020, 11:15 PM Avicenna غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [8]
Avicenna
عضو جديد
 

Avicenna is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فجر مشاهدة المشاركة
موضوع رائع سلمت يداك
شكرا لك عزيزي, تحياتي لك



  رد مع اقتباس
قديم 12-03-2020, 11:17 PM Avicenna غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [9]
Avicenna
عضو جديد
 

Avicenna is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة faisal3d مشاهدة المشاركة
عزيزي avicenna
جزيل الشكر والتقدير على الموضوع والمعلومات القيمة

واهلا وسهلا بك معنا في منتدانا

تحياتي
شكرا لك صديقي , آخر مرة دخلت فيها الى منتدى كانت سنة 2013 او 2012 , ولا اذكر هل كنت في هذا المنتدى أم منتدى انصار السنة ام التوحيد تحت معرف "بافوميت" ..

اتمنى الا انقطع مرة اخرى.

شكرا صديقي



  رد مع اقتباس
قديم 12-03-2020, 11:24 PM Avicenna غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [10]
Avicenna
عضو جديد
 

Avicenna is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غوتاما مشاهدة المشاركة


تحية طيبة لك أخي و مجهود طيب

ليس لنا معرفة لا بقياسات و لا معاير الوعي الأصيلة في الوجود لنبحث في تجذره
ما تتحدث عنه ليس سوى علامات للوعي داخل الدماغ المشتغل الذي نسميه عقل
حالة الوجود للوعي اساسا دون ظاهره المادي لا يمكن تأصيلها و لا نفيها بالظاهر المادي الذي من خلاله أفكر و أتذكر و أشعر
اعطيك مثال
أنت تسكن غرفة لم تغادرها بحياتك تنظر للحديقة من شباكها و لا يمكنك مغادرتها أبدا لإختبار طبيعة تلك الحديقة فعليا فكيف لك لتنكر وجود الحديقة إن كانت تختفي بعد إغلاق شباك غرفتك
أنت تبقى محاصر بظروف الغرفة و لا يمكنك نفي أو تأكيد وجود الحديقة
كذلك أنت محاصر بظروف ظواهر مادية لا يمكنك نفي الوعي اللامادي المتجذر في الوجود في بعد آخر يغادر حتى اسس الزمكان
ماذا أدراك ان الوعي إنقطع وجوده اثناء النوم فربما أخذ قفزة في الزمكان بينما الجسد إنتصب في الزمان و المكان ليرتاح من ثم تم إستحضاره مرة أخرى و هو لم ينقطع أبدا لكن غادر الزمكان



شكرا لمشاركتك القيمة أستاذي


المشكلة التي اجدها في اعتبار أن الوعي قد غادر حدود الزمان والمكان عند النوم العميق, تتجلى في أنه لكي نعتمد هذه الرؤية, ينبغي علينا تغيير مفهوم الوعي للحظة.

عندما أقول "الوعي" , فأنا أعني فقط بهذه الكلمة ما تفقده عندما تذهب للنوم, ويظهر بشكل محدود ومرتبك في حالة الاحلام, ثم تسترجعه بشكل كامل في حالة اليقظة.

إنها هذه القدرة على أن تنظر الى نفسك من الداخل (من داخل العينين) , وتقول "أنا" , أو "أنا موجود".

من الواضح أننا إذا قلنا بأن الوعي يخرج من الزمان والمكان, (خارج الزمكان), فإننا هنا نغير ما نعنيه بالوعي. من ذلك الاحساس الذي تحدثت عنه (انا انظر من الداخل, وافكر, واشعر واحس و اقول "انا") ... الى شيء آخر ليس فيه احساس , ونسميه وعيا ايضا.

يمكننا ان نسمي ذلك الوعي الذي يذهب الى عالم اخر خارج الزمكان "وعي 1" , ويمكنني ان اسمي هذا الذي اتحدث عنه (ما اراه على انه فقدان شيء عند النوم, واسترجاعه عند اليقظة) هو "وعي 2".

أنا اتحدث عن "وعي 2" .. ولا اعرف ما الذي يعنيه "وعي 1".

لأنه ايا كان ذاك الذي خرج من الزمكان, وذهب الى عالم اخر غير مادي, فهو بالتأكيد ليس "أنا" الذي يتحدث الان.

اذن "انا" اختفي عند النوم, واعود عند اليقظة.

ولكي اذهب الى خارج الزمكان, فينبغي ان اغير مفهوم "انا" ... لكي افعل ذلك. لم اعد اتحدث عن "انا", الذي يتحدث الآن ويكتب هذه السطور.

تحياتي مرة اخرى صديقي , شكرا لك



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع