تولد النظام من العشوائية

[القط الملحد]

حجج وجود الله متنوعة و اكثرها فذلكات لغوية و الوحيدة التي تستحق النقاش بالفعل هي حجة النظام.
في هذا الموضوع سنشرح كيف يمكن ان تتطور العشوائية الى نظام

ان تولد نظام معقد على غرار الكون يحتاج الى شيئين :

1- نظام بسيط قادر على التطور الى نظام معقد
2- مدة زمنية كافية لتراكم التغيرات

كيف يتولد النظام البسيط دون مصمم ؟

الاجابة هي التكرار.. مثلا لو كان رمينا 60 حجر نرد و اردنا ان تصطف على شكل عشر مجموعات مرتبة من 1 الى 6، في المحاولة الاولى لن ننجح، ولا في الثانية ولا في الثالثة ولا في العاشرة.. لكن في المحاولة المليون مثلا قد ننجح.
الان بدلا من 60 حجر نرد لنتحدث عن 60 ترليون.. سنحتاج ربما الى مليون ترليون محاولة كي ننجح، و كلما زدنا عدد احجار النرد زاد عدد المحاولات المطلوبة و لكن المبدأ واحد.

فتشكل النظام من العشوائية ليس صدفة بل نتيجة طبيية للتكرار.
و نظير ذلك في الكون ان تتشكل اكوان كثيرة و تندثر بحيث نحصل في النهاية على كون يتمتع بالثوابت المناسبة التي تمكنه من التطور الى ما نراه عليه اليوم. و هذا ممكن حسب نظرية الكون الدوري التي تنص على ان المتفردة (الطاقة المركزة) تمر بانفجار عظيم يتلوه انكماش عظيم ثم انفجار ثم انكماش و هكذا و في كل مرة يتشكل كون مختلف.

بالطبع هناك نظريات اخرى تفسر الضبط الدقيق للثوابت الكونية كالأكوان المتوازية لكننا اخترنا الابسط هنا.

و الان اذا تحقق وجود هذا الكون الأولي البسيط القادر على التطور فالمطلوب فقط ان يترك مليارات السنين لتتراكم التغيرات و تتشكل المجرات و النجوم و الكواكب.
و كل نجم له نطاق معين يسمح بنشوء الحياة فمن بين ترليونات النجوم و الكواكب لا بد ان توجد بعض الكواكب التي تملك الشروط المناسبة لذلك ثم تظهر الحياة على بعضها بنفس الية التكرار و التراكم البطيء.

[القط الملحد]

اما لماذا ارجح ان نظام الكون لم يخلق قصديا بل تولد بصورة ذاتية : فهذا لانه نظام ناقص لا ترى فيه اثرا للغائية، هل طريقة اصطفاف المجرات مثلا تدل على ترتيب او قصد مسبق ؟ هل اصطدام المجرات ببعضها و نشوء الاف النجوم و موتها باستمرار يدل على خالق ؟ مبدأ الجهد الضائع في كل مكان في الكون... الحياة مثلا ليست موجودة الا على هامش صغير من هذا الكون البارد الميت و كأن اكثر محتويات الكون أشبه برميات نرد فاشلة و قليل منها نجح في انتاج كواكب صالحة للحياة. حتى على الارض ترى اكثر الانواع منقرضة و اكثر البيوض التي يضعها الكائن لا تفقس و ما فقس منها كثير منه لا يعيش و ما عاش منه لا يتزاوج بالضرورة و لكن استمرار النوع هو ما يهم. حتى البشر لم يخلقوا ليتحضروا لكن تحضروا رغما عن طبيعتهم بعد الاف السنين من التجارب الفاشلة و التصحيح. كل هذا المقدار من الجهد الضائع في الكون يدل على انه نظام ضعيف الاداء تشكل تحصيل حاصل و ليس بفعل مصمم. الا ان قيل مثلا ان وراء كل هذا قصدا لا نعرفه او ان الله تعمد خلق الكون على هذه الصورة بمزاجه و هذه تأويلات متكلفة مستبعدة جدا ولا تؤخذ بجدية.

[mystic]

تحياتي حنفا ...

النقطة التي لا يستوعبها عموم المؤمنين ( ليست حكراً على المسلمين ) هي المدة الزمنية الكافية ..
فالكون عندهم فعلياً مرتبط بخلق آدم , و بحساب الأجيال من آدم إلى نوح إلى إبراهيم إلى موسى إلى المسيح إلى محمد إلى يومنا هذا فنحن أمام مدة لا تتعدى 6-7 آلاف عام ..
فالقصة عندهم أن الله خلق الأرض ثم رفع السماء ( الكون ) ثم خلق آدم من تراب .. الخ
جاهلين أو متجاهلين أن عمر الكون قد قدره العلماء بحوالى 13,8 مليار سنة تقريباً ...
طبعاً سيقفز الإعجازيون كعادتهم و يقولون لك : بيوم مقداره خمسين ألف سنة , و كل يوم بالمعيار السماوي يعادل ألف يوم بالمعيار الأرضي و وو الخ ..
و آخرون سيكتفون بالقول أنها مؤامرة من قبل المجتمع العلمي الغربي العالمي الصهيوصليبيماسوني على الإسلام و أهله ...

[القط الملحد]

شكرا لمروركما اعزائي

مستك لدي سؤال ما هو موقفك كربوبي من هذه الافكار حول النشأة الذاتية للكون ؟

[mystic]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حَنفا

شكرا لمروركما اعزائي

مستك لدي سؤال ما هو موقفك كربوبي من هذه الافكار حول النشأة الذاتية للكون ؟

في بداياتي في المنتدى منذ سنوات كنت مقتنعاً بنظرية الفيض لأفلوطين و الفارابي من بعده , فالوجود صادر منذ الأزل عن الله و لا يمكن تخيل انفكاكهما كما لا يمكن تخيل انفكاك الشمس عن الضوء و الحرارة , يعني قدم العالم .

و لكن أراجع أفكاري و أنقحها كل فترة , و حالياً أعتقد بأن هذه الأسئلة تعجز الفلسفة عن إجابتها , و بالتالي ما يقطع علماء الكونيات به يجب أن أصدقه و أتبناه كحقيقة .
ترك الأديان يحرم المرء من الأجوبة الجاهزة , و هذا يسبب حيرة و قلقاً في البداية , و لكنه يشجعك أن تبحث في كل الاتجاهات عن أجوبة لأسئلتك ..

تحياتي صديقي

[القط الملحد]

شكرا لك عزيزي ميستيك، بالفعل انا احتاج لقعدة طويلة معك حول هذه الامور
نظرية الفيض حسب فهم المتواضع هي ان العقل الاول لما عقل ذاته فاض عنه عقل ثان و هكذا الى ان نصل الى العالم المادي.. اي ان العالم مجرد تصور عقلي ذهني ام ان فهمي خاطئ ؟

و اوافقك بشدة ان هذه الاشياء يجب ان تترك لعلم الكونيات و دور الفلسفة هنا هو صب نتائج العلم في قالب تعميمات فلسفية.

[mystic]

الفارابي مثل أي فيلسوف إسلامي , يعيش بين قوتين كل واحدة تشده عكس الأخرى , المعتقد الإسلامي يقول بالخلق من العدم بينما تقول الفلسفة بقدم العالم .. معاناة بمعنى الكلمة .. و كما رأيت بعينك يحاول الإسلاميون التعامل مع الفلسفة بانتقائية و تحيز فيأخذون ما يلائم المعتقد و يتعامون عن الباقي فيكون الناتج مسخاً فكرياً مشوهاً ...
من جهة أخرى , فلسفة الفارابي خليط من الفلسفة اليونانية و ما لدى الصابئة من فلكيات قديمة مع نزوع باطني ... و لهذا قلت لك أنني أخذت موقفاً قاطعاً فيما يتعلق بالكونيات , العلماء هم المرجع و ليس الفلاسفة , طفل في الابتدائي في زماننا يعرف عن الفلك أكثر من الفارابي .. قال عقول عشرة و أفلاك !

مع ذلك هناك جانب في هذه الفلسفة يستحق النظر , و هو القسم المتعلق بالعالم الأرضي , حيث يقول بما معناه أن آخر أفق في كل نوع متصل بأول أفق في النوع التالي له , بالتالي فهو مستعد للارتقاء ليكون مثله .. مقاربة فلسفية لنظرية التطور ..

[المنار]

و هل قرأت كتابا للفارابي اصلا ؟

[المنار]

حجج وجود الله متنوعة و اكثرها فذلكات لغوية

فذلكات لغويه
و هل ما اتحفتنا به ليس فذلكات!
بل كلامك كما هو حال كل ملحد مؤسس علي المغالطات
تقول
قصديا بل تولد بصورة ذاتية : فهذا لانه نظام ناقص لا ترى فيه اثرا للغائية، هل طريقة اصطفاف المجرات مثلا تدل على ترتيب او قصد مسبق ؟ هل

__
فجعل عدم العلم أو جهله دليل ,؟
و هل يحتج بالجهل !
و هل عرفت كل اسرار الكون فضلا أن تعرف اسرار خالقه و حكمته؟
و لأن اطلاعك و الاستاذ صوفي قاصر
فاعليه الله ليست عند الفارابي و ابن سينا و هو شيعي و عند علماءنا بالقصد
بل هذا نقص نسبه اهل السنه و الاشاعره لله
فليس الغايه غير الله لأنه لا يستكمل بغيره
بل الغايه من الابداع و الخلق أن ربوبيه الله تقتضي أن يكون هناك عبوديه من غيره
و ربوبيته اي هدايته
(ربنا الذي أعطي كل شيء خلقه ثم هدي)
هذه هي دقه القران التي تتفق مع البرهان

[المنار]

و بعد ابن سينا اشرق نور حكمه صدر المتالهين
التي أثرت الفلسفه الاسلاميه
و برهنت علي العرفان
و جمعت بين البرهان و القران