لماذا الدفاع عن الله

[السيد مطرقة11]

الزملاء والقراء الكرام تحية طيبة

كثيرا من المناقشات والمحاورات اللتي تجري, يقوم فيها المؤمنون بالدفاع عن الله
وعن وجوده , كلامه المُنزّل ورسُلِه الذين يقومون بإيصال اوامره وتعاليمه.
ولكن من خلال المحاورات نجد بأن الدفاع ينحاز إلى مجرى آخر وينقلب إلى الدفاع عن الرسول بدلا من الله,
وهنا تنجرف المناقشات إلى ماذا قال النبي ومصداقيته وماذا فعل الرسول ولماذا,ولماذا أمر بشئ ما في ما مضى
ثم عدل عنه وبدله إلى شيئ آخر‘ وينسى المؤمنون أو يتناسوا بأن وراء كل هذا هو الله .

السؤال اللذي يطرح نفسه هو: لماذا هو هذا الدفاع المستميت عن الله أو أنبيائه
فهل هو الدفاع عنهما أم هو الدفاع عن الهوية الدينية اللتي بدونها لايستطيع
المؤمن أن يختار مسيرة حياته , هل الله غير قادر على الدفاع عن نفسه؟؟؟؟

الأنبياء قد ماتو وليس لديهم من القول سوى ما قالوه في الأزمان الغابرة ثم
تناقلت هذه الأقوال من فرد إلى آخر إلى أن كُتبت ودُونّت في كتب طاغت عليها
في ما بعد الهالة القدسية, وهذه الأقوال باتت عقيمة وغير صالحة لمجاراة عقل
الإنسان المعاصر (مما يطغي عليها الصفة البشرية)

لنلق نظرةً على تطور الإله الإبراهيمي...
الله عند المؤمنين هو مازال موجودا وحيا وقد كان في أولى مراحل تكوينه
في العقل البشري قويا , جبّارا , غاضبا متجليا بحيث يلقي الرعب في النفوس بمجرد
أن يُذكَر إسمه , وفي المراحل الوسطى بات يميل إلى الوداعة والمحبة وإستمالة الشعوب
بالإغراء وملكوت السموات , أما الآن فهو يرنو للإختباء والإختفاء وهو لايتدخل في أي شأن من شؤون رعاياه وفي نفس الوقت لاينبس ببنت شفة لكي يدحض الشكوك والشبهات عنه ويفند اللأخطاء اللتي وقع فيها هو وأنبياؤه, فهل هو موجود؟ هل من دليل على وجوده؟
هل هو من أرسل ووضع القوانين والتعاليم اللتي في الكتب الدينية؟
إن كان هذا صحيحا(وهذا ما يدّعيه المؤمنون) ,إذاً... لماذا الدفاع عنه؟

الإنسان أحيانا يقع في خطا ما أو ورطة أو مأزق(هذا يُعزى للتكوين الطبيعي للإنسان)
فيحاول الدفاع عن نفسه أو يكلف إنسانا آخر للدفاع عنه , ولكن هنا نحن نتكلم عن الله (القوي,الجبار,القادر على كل شيء,المختفي) اللذي ألتزم الصمت ووقف دون حراك ملقيا أمر الدفاع عنه على عاتق رعاياه المساكين الذين ليس لهم لا حول ولاقوة إلا به, تصوروا أيها الأعزاء في مخيلتكم : إنسان ضعيف يؤمن بإله أقوى منه وخالقه ثم يدافع عن هذا الإله ‘
" لماذا "‘ ألا يجب أن يكون العكس صحيح؟

ألم يضع الله القوانين لرعاياه للدفاع عن حقوقهم وحياتهم ومصالحهم؟
فكيف إنقلبت الآية وتحول الله العظيم المُدافِع ... إلى الله الضعيف المُدافَع عنه؟ أين هو الخطأ في هذه الصورة؟

الله أيها الأعزاء كان وما يزال أداة فعالة وشراع بين يدي الحُواة يديرونه إلى أي إتّجاه تكون الريح لصالحهم.