المسلم المعزول ثقافياً عن كل ما يخالف مذهب أسرته منذ طفولته؛ المُجرّد من ذاته كفرد مفكر بإطعامه أفكار الجماعة؛ يٌلَقَّن منذ نعومة أظافره بطريقة المانترا أن الإسلام أيديولوجية مثالية ودين سلام في عملية تعرف في علم النفس بغسيل الدماغ.
المسلم المغسول دماغياً يرى أنه لا يوجد من يمثل الإسلام؛ فجميع البشر يرتكبون أخطاء وهم بالطبع لا يمثلون الأيدولوجية المثالية، الطفل المغسول دماغياً يكبر وقد ضاعت ملامحه كفرد مفكّر فيصطدم عقله بجماعات تقتل كل من يخالفهم على أساس نصوصه المقدسة المثالية بالتلقين، تصطدم أوهامه بالواقع فتنشط الآليات الدفاعية لعقله الباطن ليخرج باستنتاج مُريح نفسياً "هؤلاء لا يمثلون الإسلام".
المسلمون المعاصرون لا يمثلون الإسلام
على الرغم من تطابق تصرفات الجماعات الإرهابية مع نصوص القرآن؛ فإن الغالبية العظمى من المسلمين المعاصرين يرفضون بنفس الآليات الدفاعية؛ يرفضون تصرفاتهم الدموية أو ما يُعرف في الإسلام بفريضة الجهاد في سبيل الله؛ المسلمون يرفضون دينهم بشكل لا واعي ودفاعهم عن الإسلام ليس إلا دفاع عن مبادئ إنسانية لا تمت للإسلام بصلة؛ الغالبية العظمى من المسلمين يعتنقون أيديولوجية مثالية ولا يعتنقون الإسلام، يقدسّون نصوص الإسلام لكنهم يلفظون معناها؛ فالمسلم المغسول دماغياً يرفض عبارة كهذه
[يجب قتل من يخالفنا الرأي] لكنه يقدّس هذا النص
[قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر].