![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
الباحِثّين
![]() ![]() ![]() |
الله الذي أنزل كلمته الخالدة إلى نهاية وجود البشرية على الأرض يغير رأيه عشرات المرات في سنين معدودة
لم تتوقف الإشكالات عند مناقضة الإسلام للعلم، فخلال تلك الفترة عدت إلى البحث في "الناسخ والمنسوخ"، تلك الفضيحة الكبرى التي قبلها المسلمون بطريقة ما، قبلوا أن الله الذي أنزل ديناً صالحاً لكل مكان وزمان حتى بعد 1400 سنة من نزوله، قبلوا أن هذا الله كان يغير رأيه في المسائل كل بضعة أشهر بكل بساطة! إنني أعرف اليوم أن بعض المسلمين ينكرون الناسخ والمنسوخ، ولكنهم لا يزالون أقلية تستند إلى البرهان العقلي مقابل أكثرية تستند إلى عبادة إرث الأجداد. هزال الحجج القرآنية لا يليق بالخالق لم يعجب النبي إبراهيم بالحجارة أن تكون آلهة له ولقومه فذهب يبحث عن إله آخر. فلما رأى كوكباً قال هذا ربي، ثم "لما أفل قال لا أحب الآفلين". ثم تكرر الأمر نفسه مع القمر فالشمس. فكيف حل إبراهيم المشكلة؟ لقد قرر أن يدع عبادة آلهة تأفل نصف الوقت إلى عبادة آلهة آفلة منذ الأزل! لا أعرف بذكاء من أعجب أكثر، بذكاء النبي إبراهيم الذي كان أحد أولي العزم من الرسل أم بذكاء الله الذي كان معجباً بمنطق نبيه العبقري. ولكني أعذر الله ألا ينتبه إلى رداءة المحاكمة المنطقية عند نبيه بعدما أوصلته إلى عبادته وتبجيله. ربما لو أوصل المنطق المعوج بعض الناس إلى عبادتي وتبجيلي، ربما كنت تناسيت قدراتهم العقلية إحساساً بالجميل والعرفان على ما منحوني إياه من متعة العبادة والتبجيل. إن القرآن والسنة هما المصدران الوحيدان اللذان يمكن للمسلم أن يقرأ فيهما مغالطة بلهاء يصعب أن تقبل من طفل في الثامنة من عمره، ثم يشيد بعبقرية قائلها وذكائه الخارق. التصور الإسلامي للرسالة السماوية لم يحبك جيداً خلق الله آدم وحواء وعلمهما الغاية من خلقهما وهي عبادته والتزلف إليه، ثم "اكتشف" الله ذات يوم -لحسن الحظ- أن الأجيال اللاحقة بدؤوا ينسون هذه الغاية المقدسة فبدأ يبعث الرسل إلى الناس، ولكنه -ربما بسبب مفاجأته، لا أحد يعلم حقاً- لم يغط الفجوة المعرفية بصورة جيدة، فبين الرسل فجوات زمنية ومكانية واسعة (سواء في الفترات التي لم يظهر فيها نبي أو حتى خلال فترة حياة نبي ما ولكن في بقاع جغرافية نائية لم يصلها صوته) من النسيان والتحريف والجهل. (أي إن الله الخالق العظيم استخدم من أجل تبليغ رسالته طريقة فاشلة أثبتت فشلها على أرض الواقع والحقيقة) وعلى الرغم من ذلك يظل أتباع الأديان الإبراهيمية مصرين على أن الله ما كان ليترك خلقه (البشر) بلا هداية. إذن ما يحصل هو التالي: حينما يود الله تبليغ رسالته إلى البشر ليقيم عليهم الحجة، فإنه يتعامل معهم على أنهم كائن هلامي خرافي عملاق اسمه "البشر" (تصور طفولي؟) ولذلك لا اكتراث إن فاتت الرسالات السماوية أربعة أخماس أهل المعمورة طالما أن الخمس الباقي الذي وصلته الرسالة سيمثل هذا المخلوق الهلامي الذي يدعى البشر أمام الله (ألا تذكرك هذه الأجواء الطفولية بالقصص الخرافية من أمثال رواية "سيد الخواتم"؟)، ثم حينما يتحدث الخالق عن التكليف يصبح التكليف فجأة وبدون مقدمات شأناً فردياً خالصاً، فكل إنسان آتي الله يوم القيامة فرداً وسيحاسب عن أعماله وأقواله ونواياه دون أن تتأثر بأعمال غيره (علامات تعجب!!). دعنا نوضح الأمر: لقد نزل الإسلام والمسيحية واليهودية اللتان يصادق عليهما الإسلام لا تزالان تمارسان من قبل معتنقيهما (ولكن يدعي الإسلام أنهما حرفتا على أيدي رجال الدين)، ولكن الإسلام ترك الناس مع هذه العقائد المحرفة -باعترافه هو- قروناً طويلة قبل ذلك (دعنا الآن من صيادي الأمازون الذين يولدون ويموتون دون أن تبلغهم رسالة الأديان بسبب "ضعف التغطية")، فإذن: (1) إما أن الله لا يكترث فعلاً إن عبده الناس على ملة مشوهة، وعندها لماذا ينزل دين الإسلام أصلاً؟ (2) وإما أن الله يكترث بالفعل ويهمه كثيراً أن يعبده الناس على ملة صحيحة غير محرفة، فإذن أين كان الله طوال تلك القرون والناس يتقربون إليه بأديان محرفة ممسوخة؟ وأما كيف يحمل أتباع الأديان الإبراهيمية هاتين النظرتين المتخالفتين فذلك هو اللغز العويص الذي لا يعلم جوابه أحد. لا أعرف أي امتهان لأبسط أساسيات المنطق والتفكير السليم هو هذا. ولكن يبدو أن أسخف المغالطات المنطقية وأكثرها هزالاً تستحيل إلى حجج دامغة ينبغي علينا قبولها بلا مساءلة إذا زعم أصحابها أنها من عند الإله، دون أن تهتز في أجسادهم شعرة واحدة من أن ينسبوا هذه السخافات الهزيلة إلى إله يدعون أنهم يجلونه ويحترمونه. لا أدري ما فكرة هؤلاء الناس عن التبجيل والاحترام، أما أنا فلو كان لي إله لنزهته عن أن تكون قدراته العقلية بهذا الانحطاط المريع. هل الإسلام حقاً صالح لكل زمان ومكان؟ دعنا الآن من القضايا الأخلاقية الجدلية من قبيل وحشية نظام العقوبات في الإسلام وعدوانه على حريات الأفراد وحقوقهم الآدمية، هل يا ترى سنظل متشبثين بكل عناد بزعم صلاحية الإسلام المطلقة لكل زمان ومكان حين نجرب تطبيق تشريعات مثل مواقيت الصلاة والصيام على البلاد الواقعة على طرفي الكرة الأرضية؟ إن مسلمي دول إسكندنافيا لا يصومون في الشتاء غير خمس ساعات وتتجمع صلوات اليوم كله في هذه الساعات الخمس (وأما الصيام فأضحى بحجم الفاصل الزمني الطبيعي بين وجبتين من وجبات أي يوم عادي!)، ثم إذا أتى رمضان في الصيف تطاولت ساعات صيامهم إلى أكثر من إحدى وعشرين ساعة وتفرقت صلواتهم على هذه الفترة الطويلة، ولم تعد تعرف أي أكلهم هو الفطور وأيه السحور لأن ما بقي لهم من وقت الفطور لم يعد كافياً حتى لوجبتين اثنتين! (وبالمناسبة، قال لي غير واحد من أصدقائي الأطباء أن ترك الجسم هذه الفترة غير المعقولة بلا ماء يضر بصحة الإنسان بلا جدال) هل يبدو ذلك بالنسبة إليك وكأنه أتى من عند خالق يعرف تكوين المكان الذي يعيش عليه البشر وأن استعمال الشمس لتوقيت الشعائر والعبادات سيأتي بهذه النتائج الرديئة إذا طبق على بلاد الشمال والجنوب الأقصيين؟ الجزء السابق |
|
|
|
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| اللادينية, الاعتراضات, تتزايد, قصتي |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| قصتي مع اللادينية #5 (الأخير) - قطع الخيط الأخير | binbahis | ساحة التجارب الشخصـيـة ♟ | 0 | 06-30-2018 05:16 AM |
| قصتي مع اللادينية #4 - الاعتراض القاتل | binbahis | ساحة التجارب الشخصـيـة ♟ | 0 | 06-30-2018 04:58 AM |
| قصتي مع اللادينية #2 | binbahis | ساحة التجارب الشخصـيـة ♟ | 1 | 06-27-2018 05:28 PM |
| قصتي مع اللادينية #1 | binbahis | ساحة التجارب الشخصـيـة ♟ | 2 | 06-27-2018 03:33 PM |
| نقد اللادينية | Vendetta | العقيدة الاسلامية ☪ | 11 | 06-05-2017 05:56 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond