انا قذر,,!

سنكتب النص معا,, شذراته ولبناته ونجمعها تحت عنوان "جوارب غير مثماتلة",,

اما العنوان لأجرك جرا من شعرك حتى تدخل,, ان البشر كالجرذان,, انتِ يا عزيزي القارئ جرذ في مجاري الحياة,, ما ان كتبت "قذر" حتى اتيت تهرول على قوائمك الصغيرة,,

حسنا يجب ان نستهل باعتراف,, انا رجل قذر,, اعترف بذلك,, ان كل الرجال,, وخليقا ان ينسحب ذلك على الجميع,, عندما يحاولوا ان يكونوا غير ما هم عليه ويخفقوا,, يمعنوا فيما هم عليه,, العنيف عندما يفشل في ان يكون لطيفا يقتل,, والطماع يسرق,, والعاشق يجن,, والقذر يتعفن,, والاحمق ايخبط اسنانه في بعضها ويغدو احمقا صرفا,, والمكتئب يصطنع المزيد من التعاسات التافهة ويختتم هذه المأساة الهزلية بانتحار,, انا حاولت محاولات مكرورة عنيدة,, ولكن القذارة مستحكمة في,, كنت اواجه المعوقات في النهار كما في الليل,, اقصد لم يكن نومي هانئا ولم اكن احظى بكفايتي منه,, الامر ومافيه بعد يوم حافل او شاق.. في وجه العموم رتيب وممل يكون النوم هو الرد الفسيولوجي الملائم,, عندما تتعطب هذه الالية يبقى امامك النهار فقط,, بكل سخافاته,, انت لا تنام,, ولا تحظى بلحظة عميقة من اللامبالاة والتلبد,, ان النوم ليس ضرب من الموت,, بل بالاحرى ضرب من الاعتصام بـ اللامبالاة الشاملة,,

انا لم اكن اكثرت لاحداث حياتي,, ولا اولي التفاتا لايما شيء حولي,, ولم يكن لذي اي شكل من اشكال التفرد,, انها وساوس جميلة ان تحسب ان الناس تحسدك,, ولكن اولئك نفسهم لا يعرفون على وجه التحقيق عن ماذا هم "محسدون" ولا يستطيعوا الاجابة عن شكل تفردهم,, ولكنهم يعتقدوا اعتقاد ابله انهم محسدون لانهم مميزون,, انا لست مميز,, واعي ذلك تماما,, ومتماهي مع ذلك,,فالتميز يعني ان الجميع سيلاحقك ليجردك من ميزتك,, كملاحقة الطبقة الوسطى والوسطى العليا للطبقات الاعلى,, وانا افضل الانطراح جانبا,, مقصرا وجودي على وجود حيوي محض,,()

حسنا ساتم بكلمات هادئة الاعتراف السابق,, انا قذر,, ولست نظيف "داخليا" اين كان معنى ذلك,, انا كومة قذارة لا متناهية,, وسـ أعدي الجميع بحضوري

ان احزاننا تسوي نفسها بنفسها,, ويمكننا المراهنة دوما على عامل الزمن, حتى تلتئم الجروح لنسيان او تقلب في الادراك او فقط مراعاة لمقتضيات الاستمرارية,, ولكن مالا ندريه انها قد تتقرح وتلتهب حتى يتضح اخيرا ان المرض الذي بقى بلا علاج,, يتمدد,, ان الجروح كما تخلف ندبات بشعة الجسد تخلف اخرى على الروح,, وستكون كالشعر الزائد نحاول حجبها بالاكمام الطويلة الشتوية ونحن في قلب الصيف,,

اليك لأمر، علي الانسان ان يتعلق بذات عليا اعلى منه (فذاك يكون المعلم) والتشبث بذات ندا له (وتلك تكون الحبيبة) وبذات ثالثة (وهي نافلة) تكون العلكة التي يمضغها بينهما

ان الانسان قد يرتضي بالمضي الى الجحيم,, ولكنه حريص على اصطحاب الجميع,,

اعدامات معلقة,,

رحلة الحياة كـ حافلة تستشعر ثقلها,, طول المسافة التي تتمدد على طول الطريق وملل الرحلة المسرعة على غير هدى,, مشهد قوامه اناس يفتحون اعينهم في تضجر,,

"حتى الملوك يضحكون كالصعاليك"

لعلي اولد لحياة اخرى.. لعلي افنى.. ولكن حتما خمرتي في هذه الحياة قد فسدت وقضى الامر.. المكان واسع رحيب,, ولكنه بشع... المكان ليس مكاني,, نحن ندور وندور ثم نعود من حيث بدئنا,, ضجرت من املاء هذه الدائرة المثيرة للغيظ..

وبين التعايش والصراع.. القمة غير كافية.. انا رجل ما ان يصل النهاية سيسعى عما ورائها.. وكـ كبير الالهة الذي زايله انهاك الثمن المدمر لتحقيق الذات المستحيلة.. اترك مقاليد الحكم واخلد الى السكون البدئي..

(فرط السكون,, واضطرابات الحركة!)