لقد كنت أظلم من محمد و أغبى من أبي بكر

[أسطوري]

و أنا أقلب صفحات الماضي عندما كنت في أحضان الخرافة، تذكرت أشياءا و أشياء.
تذكرت كل هؤلاء الأئمة الذين كانوا يدعون الله على الكفار قبل كل صلاة بأن يقتلهم واحدا واحدا و لا يبقي منهم أحدا.
تذكرت كل تلك الأدعية و التضرعات إلى الله التي كانت و ما زالت تملأ السماء بأن ينصر الإسلام والمسلمين ويذل الشرك والمشركين ويرفع راية الحق خفاقة إلى يوم الدين، لقد كنت حينها أقول آمين و في نفس الوقت أرى المسلمين يتسلقون سلالم الذل فعزوت الأمر إلى تركنا لهذا الدين قبل أن أكتشف أن السبب هو الدين نفسه.
تذكرت ذلك الإمام الذي كاد أن يسب المصلين لأنهم لم يكونوا أسخياء في إعانة بيت الله، و تذكرت آخرين إغتنوا و بنوا المشاريع بأسمائهم و أسماء زوجاتة من جمع التبرعات لبيوت الله. في أحد المساجد التي كنت أرتادها هناك دعاء مكتوب قرب الباب ( اللهم إعط لكل منفق خلفا و إعط لكل ممسك تلفا).
كان المشرفون على هذا المسجد لا يقيمون صلاة التراويح حتى يجمعون المبلغ المنشود.إنها طريقة ناجعة لإرغام الناس على التبرع .
في أحد المساجد الأخرى و خلال الطقوس الرمضانية تذكرت كل تلك الأموال التي منحت لشراء بناية و تحويلها إلى مسجد. لقد كان إمام هذا المسجد بارعا و له أسلوب خاص في إقناع الناس. حتى النساء كن يتبرعن بالحلي. لقد رأيت هذا الإمام في مسجد آخر لنفس المهمة أي لجمع الأموال، لقد كانت بعض المساجد تستعين بمؤهلاته في الإقناع.
تذكرت ذلك الإمام في إحدى خطب الجمعة و هو ينهانا في باب الطهارة أن لا نمسح بالعظام لأنها طعام الجن و أن لا نتبول في الجحور كي لا يخرج الجن فيضربنا و كأننا في القرن السادس. و هو نفس الإمام الذي أمرنا أن لا نعمل في المؤسسات البنكية لأنها ربوية و أن لا نسهر أمام القنوات في رمضان.
كان يخبرنا بين الفينة و الأخرى أن المسجد الفلاني سيقيم عشاءا خيريا فلا يجب الذهاب لأنها بدعة. ما إن يبدأ في الحديث حتى يقول : لقد قال الشيخ عبد الوهاب، لقد كان هذا الأخير قدوته العليا. و لقد سمعنا مرة أن المسجد الذي يئمه يتلقى مساعدات من السعودية. لقد كان عبد الوهاب يرسل إليه هبات من أموال الحج و البترول.
تذكرت ذلك الإمام الذي قال لنا مرة في خطبة الجمعة أنه رأى سيارة تهتز و كأن بها الجان و لما لحق بها رأى 4 بنات تهتزن على إيقاع الموسيقى و العياد بالله.
صليت في عدة مساجد خلف عدد من تجار الأوهام، يبيعون الخرافة مقابل المال، لقد كانوا يرددون دوما أننا أصحاب الحق وكانوا يقولون بعدما يمسحون لحيهم الحمد لله على نعمة الإسلام.
إستفقت فهربت لكني تركت أناسا من مختلف الأعمار أمام هؤلاء النصابين غسالي الأدمغة.
لقد أضعت و قتي بين أحضان هاته الخرافة ، لقد كنت أظلم من محمد و أغبى من أبي بكر.