plagiarism... مشكلة ثقافية ؟!

[تهارقا]

مازلت اضحك حين اتذكر بعض اصدقائي في الكلية حين كانت الدكتورة تسلمهم اوراقهم وعليها نسبة ما تم اقتباسه ونسبة ما قاموا بكتابته بانفسهم ههههه بعضهم كانت تتعدي نسبة الاقتباس ال٧٠% وهذا طبعا لم يكن مقبولاً وعليه تنقص درجاتك ولا انسي احد اصدقائنا الذي قدم ورقة تتعدي نسبة الاقتباس فيها ال٩٠% وكانت فضيحة مشهودة علي رؤوس الاعيان، خصوصا ان الدكتورة كانت تتعمد الافصاح عن هذا الامر (مستعينة بسيف الخجل لمواجهة هذه الظاهرة المتفشية بين العرب )
منذ فترة وجدت دراسة صغيرة من ٦٠صفحة عن ظاهرة الاقتباس عند الطلاب الاجانب في بريطانيا وقمت بقرأتها وهذه قراءة صغيرة لتلك الورقة البحثية التي قامت بها جامعة لانكستر ( وهي من اهم ١٠ جامعات في بريطانيا )
الورقة قديمة (٢٠٠٣ يعني اكثر من عشرة سنين) ولكنها جيدة جدا واردت ان اشارككم فيها

يبتدئ البحث بعرض هيكل (بنية ) البحث في ثلاثة مراحل ..
المرحلة الاولي هي مرحلة التحقيق الاولي حتي يضعوا تصور لحجم القضية عن طريق مقابلة اشخاص يعملون في الجانب الاكاديمي .

المرحلة الثانية كانت جمع المعلومات عن طريق دراسة مسحية (استقصائية ) .
والمرحلة الاخيرة هي مرحلة تحليل البيانات التي جمعت

طبعا واجهتهم مشاكل في تحديد مفهوم ال plagiarism. الغير واضح حيث ان له عدت مستويات
ومشكلة ثانية وهي ان يكون هناك نوع من التحيز ضد الطلاب ( overseas .. الاجانب ) ...ولكن الدراسة حذرة جدا وهي تذكر ان الطلاب overseas غالباً اكثر اقتباسا من الطلاب البريطانين وتعذوا هذا لسهولة كشفهم بعكس الطلاب الذين تكون الانجليزية هي لغته الام وتضع جملة (possibly incorrect conclusion) حرصا علي ان لا تضع احكام عامة
(هؤلاء الخواجات لطيفين للغاية ويتوخون الحذر في استنتاجاتهم بطريقة مبالغ فيها )

وهناك مشكلة عدم ادراك الطلاب الاجانب لما هو المقبول والغير مقبول في قضية الاقتباس والضبابية في فهم هذا الامر بالنسبة للثقافات المختلفة ...علي سبيل المثال

الصينيون ...الطلاب الصينيون الذي اتهمو بالاقتباس ردوا بانهم لم يظنوا انه من الجيد اعادة صياغة كلمات المؤلف الاصلي حيث يعتبرون هذا عدم احترام لهذا الشخص ...فالثقافة الصينية تشجع علي احترام الاساتذة المتقدمين عليك

والهنود .... الذين برروا هذا بان لغتهم الانجليزية لم تكن بالمستوي المطلوب لذلك فضلوا استخدام النص الاصلي للمؤلف دون اعادة صياغة ..

اليونانيين ...برروا الامر بأنهم اقبسوا من الانترنت لا من نص مطبوع وانهم كانوا يظنون ان اقتباس النص في الانترنت مقبول..

الاسبانيون ...برروا هذا الامر بأن هذا الامر (الاقتباس ) مقبول في الاوساط الاكاديمية الاسبانية ( وفي حالة هذا الطالب الزائر كان غير مطلع علي قوانين الاقتباس )

والافارقة (واستخدموا حالة طالب موريتاني )
فقد تفاجئ بهذه التهمة فما فعله مقبول جدا في الثقافة الاكاديمية في موريتانيا .....

(وهكذا العرب في كل مكان ياسادة )

البحث يبدأ بالحديث عن ازدياد نسبة الطلاب من خارج البلاد مع سياسة توني بلير الساعية لاستقطاب عدد اكبر من الطلاب ومع زيادة عدد الطلاب من خارج البلاد زادت مشكلة الاقتباس نظرا لاختلاف نظرة كل ثقافة يتبع لها هؤلاء الطلاب للقضية الاقتباس

طبعا يحاول الانجليز البحث في موضوع هذه الاختلافات في اساليب التعليم حيث لاحظ الباحثون ان عدد من الاساتذة ينظرون للطلاب الاسيويين والشرق اوسطيين كمشكلة يجب حلها (وهذا لختلاف طرق التعليم من بلد لأخر )

تذكر استاذة بريطانية قصتها مع طلابها الايطاليين الذين كانوا يفشلون في ذكر اسماء مصادرهم في حين انهم كانوا يقتبسون منها بكثافة وفي خلال سنتين ونصف حاولت ان توضح لهم هذه القضية فوجدت ان الطلاب الايطاليين يرون الاقتباس ليس فقط امر مقبول بل صحيح ومناسب

طبعا البحث يشير للصدمة الحضارية التي تحدث للطلاب من ثقافات اخري ما يدفعهم لتبني اساليب اخري تمكنهم من التأقلم مع ال western standers.
( الطلاب الاسيويين الصينين خصوصا الذين قد تصل نسبة الذين يقتبسون منهم جمل كاملة دون ذكر المصدر الي ٥٦% ويري ٦٠% منهم ان هذا لا يعتبر غشاً. يبرر احد الكيميائين الصينين ان الكثير من العلماء الصينين جيدين جدا ولكن اللغة الانجليزية خاصتهم ليست جيدة ما يدفعهم لإقتباس جمل افضل تؤدي المعني من مراجع افضل )
...بالمناسبة ٥٦% من الطلاب البريطانين ايضا يقتبسون مثل الصينيين و٦٣% لا يعتبرونه غش ...في الواقع يتساوي الطلاب البريطانيين مع الطلاب الاجانب في اغلب المسوحات ما عدي تقديم ورقة كتبها طلاب اخرون ف٦% فقط فعلوها بينما الطلاب الصينيون ٤٠% فعلوها .

تذكر الدراسة ايضا ضغوط الوالدين التي قد تدفع الي الغش والاقتباس مرتفعة جدا عن الاسيوين والصينين ..واليونانين بشكل اقل
حيث ان الدرجات العالية امر مهم جدا في الثقافات الاسيوية مما يشكل ضغط علي الطالب الاسيوي

(ويري مهندس حواسيب تايواني ان اللغة تقف عائق يضطر البعض الي اقتباس جملة جيدة التركيب )


تعرض الدراسة الي الكثير من البحوث التي تحاول البحث في الاختلافات الثقافية وكيفية بحث تحسين التعليم الغربي للتعامل مع مختلف الثقافات وتشرح دوافع هؤلاء الطلاب للقتباس
(البحث بالفعل مليئ بالمصادر و البحوث في هذا الجانب )

ومن هذه الاسباب
ثقافة الحفظ التي تتبناها بعض الثقافات وترفضها الثقافة الغربية (فالطالب الحافظ يميل لنقل ما حفظه )
وايضا الضغوط التي تطرأ علي الطالب الاجنبي قد تدفعه للاقتباس

واهم سبب حسب البحث هو ان الطلاب الاجانب قد لا ينظرون لقضية الاقتباس كما ينظر لها في الغرب
الغريب ان الطلاب كان لديهم حس بالعدالة الي حد نا فأحد الطلاب كان يتعمد الخطئ حتي لا يحصل علي الدرجة الكاملة من بحث اقتبسه (كنوع من العدالة )

في الواقع افضل ما في البحث يبدأ من صفحة ٢١
حيث تظهر الاحصائيات والاراقام والنسب ويبدأ التحليل عند الصفحة ٤٤ ...ولكنني سأتجاوزها وانتقل الي النتيجة والتوصية
حتي لا يطول الموضوع


طبعا بعد ان ينتهي البحث والاحصاء نصل لنتيجة البحث
التي في الواقع لم تعجبني ...لقد كانت متساهلة للغاية
فالتوصية كانت بمراعات ثقافات الاخرين حتي لا يشعروا بال (alienation) ..والذي عدته الدراسة سبب رئيسي في الاقتباس بالنسبة للطلاب الاجانب (طبعا دون التنازل عن المقايس الغربية ) ولكنهم يكونوا صارمين في هذا الامر ما دفعني لإعتبار التوصية متساهلة
التوصية الاولي كانت ...كعادة الغربية ..المزيد من الدراسة ..تعتبر الدراسة ان المزيد من البحوث مطلوبة ل فهمم و حل هذه المشكلة

التوصية الاخيرة ...كانت المزيد من العمل المؤسسي لمواجهة هذا الامر وفهمه من وجهة نظر ثقافية

النهاية