أعجب العجائب في أمسية اشهار روايتي!
أعجب العجائب وأغرب الغرائب وأطرف الطرائف أن دكتورا جامعيا رأى أن الملك لقمان بطل الرواية إلهاً، بعد قراءتين للرواية استمرت احداهما لثلاثة أسابيع حسبما قال ، ليكتب مقالا نقدياً يفصفص فيه عظام الرواية ، مع أن كل ما في الرواية من ألفها إلى يائها يشير إلى أنه ملك يحمل مفهوما خاصا للخالق وأنه يبحث عنه لعله يلتقيه ليتأكد من صواب فهمه ، حتى أن الفصل الأخير في الرواية يحمل عنوان " الملك لقمان يذهب في المطلق الأزلي " وجاء فيه على لسان الملك متوسلا إلى الله " إلهي وأنت وجهتي وجاهي، ونوري وخلاصي ،أتوق إليك ، أتوق إلى حقيقتك ، أتوق إلى مطلقك اللانهائي ، فخذني إليك يا إلهي .. إلى آخر النص ) فهل يذهب الملك في المطلق وهو بذاته مطلق ، وهل يتوسل إلى الله وهو بذاته إله كما رأى الدكتور؟ وإذا كان إلها لماذا أطلق عليه صفة الملكية وليس الألوهية ؟
ترى هل قرأ الدكتور الرواية قراءة عميقة فعلا ؟ وهل اعتقد أنه سينجح في استغبائي واستغباء القراء والحضورأيضا- ومعظمهم من الكتاب وأساتذة الجامعات - بالدكتوراة غير القابلة للشك من حيث ثقافة حاملها! بحيث نقتنع بما سيقوله ؟
اكتفيت خلال دفاعي عن روايتي، بأن ذكّرته في الأمسية على مسمع الحضور بأن الملك لقمان ليس إلهاً ! مما حدا بالدكتور يوسف ربابعة الذي قدم رؤية مختلفة للرواية وكان يجلس إلى جانبي، إلى الهمس لي ( ذبحتنا )!
طلب إلي ذات يوم أن اقدم مؤلفاتي لجامعة روسية في محاولة لنيل الدكتوراة ، فاعتذرت مخافة أن أرى نفسي وقد اختتمت المعرفة التي لا تختتم إلّا عند الحمقى !
|