![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
عضو جميل
![]() |
الكائن يعلن عن بدأ مشروع كتابة و فنية تكون قصص قصيرة أو شعر أو قصص مطولة أحيانا مرفوق بتوضيح مرسوم يدوي كل المشروع هو مطول و متشعب .
------------------- ''من يصارع الوحوش عليه أن يحذر أن لا يصبح هو نفسه وحشا , و عندما تحدق مطولا في هاوية الهاوية تحدق فيك أيضا'' فريدريك نيتشه في ضواحي سوردوليكا (صربيا) , يونيو 1918 : الحصان كان ميتا , فاسيلي تأمل في جثة الحيوان بنظرة كئيبة , مراقبا اليرقات تزحف داخل و خارج فم و عينا الحيوان , قبل ثلاث سنوات منظر كهذا كان ليجعله يتقيأ لكن الآن هذا أصبح مألوفا تبلدت مشاعره و هو ينظر لفم الحصان و قد تدلت أسنانه البيضاء خارجا و نهشت اليرقات لحمه ... تخيل فاسيلي الحصان و هو في عرض لدمى الأطفال يهتز كأنه يجري ثم يرتفع عاليا كمنطاد , لقد كانت فكرة إنتصار الجيش صربي راسخة في ذهنه لكن مع مرور الوقت أصبح يرى الامر مروعا و باعثا لليأس أن تنتهي الحرب مخلفة الدمار , عند إنضمامه للقتال في البداية قال له قس القرية أنه في خضم حرب مقدسة و أنه في خدمة الإله كما ظن أن الجيوش مكونة من الرجال الشهم الذين يرتدون بذلات مزررة أنيقة حاملين بندقياتهم في صورة جذابة يخوضون المعارك العظيمة ... لكن ثلاث سنوات في بطن الجحيم شفته من ذلك الوهم . مشا بحذر من أن يدوس لغما إلى صخرة على تل مرتفع ليرى أين هو , قبل أسابيع كتيبته خسرت جنودا من القذائف المدفعية تقريبا كلهم ماتو و الذين نجوا ماتو من الغاز السام و الماء الذي حتى الأحصنه لا تشربه كلهم ماتو عدا فاسيلي نفسه ... سمع فاسيلي صوت تحرك في الأجمة فأخذ بندقيته بسرعة مع كل هذه السنوات أصبح يحس أن بندقيته إمتداد لذراعه , تنفس بعمق و إنتظر مراقبا ... السماء كانت رمادية نتيجة لدخان القذائف و الهواء كان يعبق برائحة تعفن الأحصنة و الموتى ممزوج برائحة الدم الثقيل يحمله الريح ... كل هذا لم يهم فاسيلي ''فماذا فعل الإله عندما أغتصبت النساء و قتل الأبرياء أما علم الإله؟'' همس لنفسه ''فليرحمهم الإله'' فالإنسان لم يرحم ثم أعقب بتنهيدة ''ربما كلاهما لم يفعل'' ... ''أنا الآن ناج , ربما أنا الشئ الوحيد الذي يتنفس هنا'' مفكرا لنفسه . تذكر بالأمس كيف كان وطنيا يصيح بهتافات الإنتصار و أن الإله يقف إلى جانبهم , لكن الآن لم يربح أحد كلهم خاسرون حتى بلاده صربيا ... لما نظر فاسيلي رأى بلغاريا يصوب بندقية نحوه , حواسه أخبرته أن ينبطح آنيا ففعل كنتيجة ضيع العدو التصويب ثم في لحظة وقف متمالكا خوفه و أطلق بندقيته ناحية البلغاري فسقط قتيلا ... فاسيلي لم يستطيع أن يذهب إلى الجنة الأبدية كان ذلك السبب الوحيد الذي يمنعه من أن يضع رصاصة في مؤخرة رأسه , فاسيلي لم يحب الجنة و كلما فكر في الإله شعر بالجبن ... لم يستطع قتل نفسه لكنه إستطاع قتل رجل آخر ... تمنى أن يرحل عن هذا العالم أن يأتي الموت و يمسك بيده إلى الضفة الأخرى , كاد يحسد الحصان الذي رآه على تعفنه , كان جد متعب ... بعد مدة من فاسيلي يتخيل نفسه أنه مات وقف ببطؤ و مشى ناحية النهر , وقف على جثة البلغاري و رأى وجهه الميت تعلوه نظرة فارغة , أراد أن يتلو صلاة على الجندي البائس لكن لم يستطع أن يتكلم كأنما أصبح أخرس ... البذلة كانت خاطئة الشارة و العلم لم يكونا حيث يفترض لم يكن متأكد مما قتل لكنه كان متأكدا أنه ليس بلغاريا قام بتفتيش جثة الجندي فوجد صورة ملطوخة بالوحل في جيب الصدر... مسحها بإصبعه فرأى إمرأة جميلة يافعة في شارح بدا مألوفا , لأن فاسيلي كان في هذا المكان . نيويورك . هنالك أمريكيون في الحرب ؟ متى حدث هذا ؟ تمنى فاسيلي أن الجندي الشاب عاش ليخبره عن أي طرف يقاتل مع الأمريكيون لكن بندقيته كانت جيدة و تصويبه أيضا ... أو ربما لو الأمريكي صوب جيدا لكانت الأمور مختلفة الآن ... فكر فاسيلي لنفسه ''أنا لست لأموت حتى و لو أرد الإله لن يسمح لي'' ثم صحح لنفسه ''الشيطان لن يسمح لي'' تفقد فاسيلي جثة الأمريكي فوجد سجائر فرنسية رخيصة و مستوعبا فضيا خاضا بالمشروب فتحه فاسيلي و إشتمه ''إنه براندي الخوخ , (تويكا)'' ''البلغاريون و الرومانيون الملاعين هم من يشربون هذا الرجس'' ''ziveli (بصحتك)'' رافعا المستوعب الفضي ناحية الأمريكي لم يعرف كيف يقول بصحتك بالإنجليزية ثم فكر أنه ربما عرف بعض الفرنسية فقال ''a votre santé'' ''نخب الشيطان فليأخذ كل هذا البلد معه'' بينما تجرع فاسيلي المشروب رأى دخانا يتصاعد من كنيسة تلك الكنيسة التي صلى فيها رفاقه قبل الفاجعة ... ذهب نحوها فوصل للمدخل , بين الحطام و النار رأى على الحائط كتابة ''الدم سيتدفق و ستوقظ هي أحدا آخر في الظلام'' مكتوبة بفوضوية ... فكر لنفسه''بالفعل لقد تدفق كالماء'' رفاقه الذين مروا وماتوا في الأوحال و الدم ... الجثث كانت ملقاة ’ بعضها أكثر من أسابيع ’ تفقد فاسيلي الجثث بحثا عن أي أشياء قيمة أي شئ يستحق أن يؤخذ لأرض الأحياء و ضع فاسيلي وشاحه على أنفه بعد لم يطق رائحة الموت بعد أن غربت الشمس زحف إلى أنقاض الكنيسة و فكر لنفسه أنه وحيد ... في البداية إطمأن ثم رأى مايشبه شخصا ظلا تحرك بسرعة و رشاقة ليست ببني الأموات في الجهة المقابلة من الدير , أخذ بندقيته و لف قماشا حول قطعة حطب ليصنع مشعلا يضيئ به ظلمة الليل ... بحث حول المكان فعرف أنه قديم ربما يعود للقرن الثاني عشر فهو مزخرف برسومات بيزنطية عرف ذلك لأنه نشأ في قرية بها دير و كنيسة مماثل ... للمرة الأولى منذ وقت طويل على موت جده فكر فيه هو ميت منذ خمس عشرة عاما الآن ... كان ينظر إلى فاسيلي بغرابة بتلك العينان الخضراوين الللتان تشبهان البرتقال في شكلهما , تملك فاسيلي شعور بالنوستالجيا عندما كان الجد يجلس مع أحفاده و يروي له قصص الملوك ''لقد كنا لنكون أعظم من الإيطاليين لولا الأتراك'' ''لكن ستيفان نيمانجا ضحى ببملكة الأرض من أجل مملكة الجنة'' تمتم فاسيلي ''اللعنة على من عاش و فعل كمثل الأحمق'' أشعل سيجارته الرخيصة و تأمل في فسيفساء الزجاج التي تبدي صور القديسين فإسترخى لبعض الوقت ''الفلاحون كانو يظنون أن هاته الرسومات تشفي العمى'' نظر للصليب المعلق و الشمس المرسومة في النعيم الأبدي و فكر فيما يريد قوله للإله لم يعرف حتى إن كان الإله يسمع في المقام الأول بعد كل هذا ... شرب مزيدا من البراندي الردئ حتى أفرع المستوعب الفضي ثم رمى المستوعب على الأرض فأحدث صدى حديديا ثم توجه في وسط الحطام للخروج لكنه أراد أن يستعيد المستوعب الفضي فرجع رأى المستوعب بجانبه كأس يستعمل في القداس ثم تملكه شعور مقدس عندما رأى أيقونات القديس يوحنا المعمدان كان يبدو من الخطيئة لمس عمل فني بتلك الإتقان و الإخلاص لكنه إستفاق من النشوة الإلهية على وقع رؤية أنا عيني القديس مفقودتان لقد كان يحدق في فراغين أسودين العينان أشبه بفتحة لباب , ضرب الزجاج بمؤخرة بندقيته فإنكسر و حطم الخشب , الحائط المموه كان يخبئ درجات ... يتبع |
|
|
|
رقم الموضوع : [2] |
|
عضو جميل
![]() |
نزل فاسيلي الدرجات و مشى في سرداب المظلم , بدأت شعلته تخبو فألقاها و تناول ولاعة معدنية من حزامه و حاول أن يشعلها بإحتكاك لثوان فإشتعلت عندها أحاط الشعلة الصغيرة بيده و واصل تقدمه في السرداب المظلم الذي توجد لوحات جدارية قديمة عليه ...
نظر فاسيلي في اللوحات بينما مشي بخطوات ثابتة ثقيلة ... مما فهم فاسيلي أن اللوحات تستعرض قصة ملكة , جميلة هي و محاطة بالوصيفات و يريدها كل النبلاء تعيش حياة رغدة لكن إنتهى ذلك عندما سقطت مملكتها في خراب , الملكة إن كان يمكن وصقها كذلك عادت ترتدي خرقا بالية بدلا من الحرير و تعيش على ماتجلبه الصدقات ... أحس فاسيلي بأن القصة ليست كأي شئ ينتمي لكنيسة , بينما واصل تقدمه رأى أن الصور أصبحت أكثر شرا , أكثر شؤما ... الألوان الزاهية تلاشت شيئا فشيئا و أصبح حضور الأحمر القان أكثر وجودا في اللوحات ... في لوحة كانت الملكة تطعن رجلا بسكين متموجة و في أخرى جثث أعدائها مترامية حول سريرها ... ''غريب '' قال فاسيلي لنفسه عند رؤية أحد لوحات كانت محاليق لولبية سوداء تتبعها مثل مجموعة وريد من سماء الليل , صوبت رغبتها إنتقام من الرجل الذي أخذ منها حياتها المثالية ... نظر فاسيلي بتمعن في هذه اللوحة فرأى ما يشبه ملاكا مظلما يبدو أنه يهمس في أذنها و ينظر في شئ لا يمكن معرفته ''يبدو كأن هذا الشئ ينظر خارج اللوحة ! خارج عالمه المرسوم !'' همهم متعجبا . إنصرف من أمام اللوحة و ماكاد يمشي خطوات حتى إشتم شيئا غريبا ''إنه كيروسين'' نظر بالأسفل فرأى ساقية مملؤء به , إمتدت الساقية حتى غرفة أسفل درجات أمتار معدودة , أشعله فسرى اللهب آنيا , للمرأة الأولى أمكنه رؤية السرداب مضاءا و واضحا . دخل فاسيلي الغرفة أسفل الدرجات فرآها مطلية بلون الأحمر القان الذي رآه من قبل ''أحمر الدم'' من الجدران إلى السقف ... توقف في مكانه و تأمل تمثالا برونزيا , كان التمثال بحجم إنسان ملبسا قطع قماش بلون رخامي أحمر , التمثال كان منحنيا على تابوت حجري مصنوع من رخام سماقي ... ''إن رأسه منحني نحو أعلى التابوت الحجري و وضعية شفاه التمثال توحي بأن يقبل مابداخل التابوت الحجري دار فاسيلي حوله ثم داس على شئ فنظر أسفله ... خرجت شتيمة منه دون تفكير لما رأى جثة لأحدهم كان الراحل مفتوح العينين مفزوعا , تسارعت ضربات قلبه و فزع لم يحس بمثل هذا الفزع من قبل لما كان في خندقه و تمطر السماء رصاصا و قذائف ذلك كان خوفا معلوما أم هذا الفزع الذي إنتابه فهو فزع من المجهول يمكن أن يحدث ما لايعلم ... ''إن هذا التابوت الحجري يفزعني هناك ظلام قديم و مفزع حوله الرخام ! أحس بذلك في عظامي المرتجفة !'' تمالك الصربي الشاب نفسه ووضع يده على غطاء التابوت الحجري الأرجواني القاتم ... فضول قاتل حثه على دفع الغطاء و النظر إللى الداخل , أخذه دفع الغطاء الثقيل قوته لقد كان متعبا منذ البداية . فتح عيناه واسعا مدهشا ''إنها الملكة المصورة في اللوحات الجدارية !'' حملق في جسدها المستلقي كان تبدو كتمثال بشرتها بيضاء إنها مرمر و شعرها الأسود المثالي بدا ناعما حتى أنه مرر أصابعه على شعرها وجده ناعما مثل حرير و رائحته كالعسل ... بدت الملكة كأنها وضعت منذ أيام جد قليلة فقط لكن ثيابها لم تكن مثل أي شئ رآه فاسيلي كانت ترتدي ثيابا حرحرية فخمة خالصة بلون أرجواني قاتم يشبه التابوت الحجري قلادة ذهبية رائعة حول رقبتها ثم نظر أسفل فرأى صليبا خشبية مغروسة في جانب صدرها الأيسر ... تذكر فاسيلي ذلك بقصة لراهب التي سمعها قبل , الصليب الذي نحته الراهب المجنون إحتوى الصليب على ستمائة وجه كل وجه لا يزيد عن حجم حبة أرز صغيرة , العمل الشاق و المتواصل أدى بالراهب إلى العمى , و أصبح ذلك الصليب الأخير الذي نحته كنزا و تحفة فبعد كل هذا من يضع قيمة لغرض كلف رجلا حياته ؟ الحرب التي خاضها فاسيلي أقنعته قبل وقت طويل أن حياة رجل لا تساوي الكثير ثم فكر أنه من يريد أن يحصل عليه فعليه بدفع ثروة طائلة ... فعلا طائلة . قطع فاسيلي حبل أفكاره , تشجع و مد يده ليخرج الصليب المغروس ببطئ من صدر الملكة بعدما أخرجه ''الصليب تم تشويه عن عمد , حول لأداة حادة كوتد أو شئ هكذا'' فكر لنفسه ''حياتنا لا تعني شيئا بعد كل هذا'' ورمى الصليب المكسور ناحية الدرجات ... ''لايوجد ضرر في أن أدخن سيجارة إضافية '' جلس في معاكس التمثال المنحني و دخن . التعب تحول لإرهاق وبدأ يأخذ منه لكن جاهد ليبقى صاحيا , صوت في داخله حذره و إستمر بالتحذير ... نظر إلى الغطاء الحجري الثقيل ''لا أستطيع إعادته حيث وجدته'' نظر ناحية الدرجات فتعجب لأنه لم يجد الصليب المكسور حيث ألقاه الصليب كان على جانب التابوت الحجري نهض و إقترب من الصليب المكسور بدلا من أن يكون على إحدى الدرجات وضع على آنية نحاسية تذكر فاسيلي أن الآنية كانت مفككة لكنها الآن مرتبة بمثالية و الصليب المكسور عليها ''لقد تمت إعادة تركيبها بطريقة ما دون أن أنتبه ! '' ''المعجزة . السحر . الإله . الشيطان '' ماحدث لم يكن يصدق أبدا أو يتخيل أنه سيحدث ... يد باردة مسحت على رقبة فاسيلي , أدار فاسيلي رأسه بسرعة راميا بندقيته على الأرض و وقع على ظهره ينظر في رعب شديد للملكة التي رسمت على شفتيها إبتسامة ناحيته , عيناها كعيني القديس فارغتان و كلاهما أسود كليا . لا مكان إليه ليهرب , البراندي الذي شربه مفعوله سار إنه مختل التوازن و خطواته لا تتلائم ... أصبح مستعدا للموت منذ اللحظة التي رأى فيها الأمريكي على التل , أصبح مستعدا للموت منذ اللحظة التي قتل فيها رجلا آخر ليحفظ حياته ... الآن عندما الموت أتى إليه لم يعد فاسيلي مستعدا له ... ''إبتعدي عني ! شيطان !'' خرجت اللعنات من فمه مشهرا سلاحه الوحيد سكين صغيرة ''لا يمكنك أن تأخذي روحي ! '' أجبته بضحكة سوداوية خفيفة ''فاسيلي , فارسي المنقذ لا تكن سخيفا '' صوتها كان له تأثير أشبه بالإيحاء جر فاسيلي نفسه ليضع ظهره على الجدار ثم تقدمت نحوه و كلمته ''كلانا يعرف أنك لا تملك روحا حتى آخذها منك'' إنحنت و بدت كأنها لتقبله , لم يجد الإرادة أو القوة للمقاومة , لم يتذكر آخر مرة شعر بلمسة إمرأة ’ لا توجد أي فتاة من فتيات القرية لتقارن بالملكة النائمة و لم تقع عيناه على إمرأة أرادها أكثر من هذه '' أقسم أنها الشيطان '' بدون التفكير في النتائج و العواقب , قام فاسيلي بتقبيلها هي إبتسمت مجددا لكن بإبستامة واسعة أكثر لاحظ أن أسنانها بيضاء بشكل غير معتاد و الأنياب غير إعتيادية طويلة و تبدو عادة و شكلها مختلف ''نعم , يافع هذا ما أريده منك تماما '' في المقابل قبلته هي بقوة أدهشته , عضت شفته السفلى حتى أدميت و تدقف دمه منها رغم ذلك فاسيلي كان محترقا برغبة , هو نزع معطفه و هي ثبتته من ياقة بذلته على الأرض ... كما أن لو قوته لم تساوي شيئا قامت بتثبيته على الأرض . إخترقت أنيابها جانب جلده على جانب عنقه و أدرك أنها تشرب من دمه كان الألم حادا للحظة ثم لم يكون هناك , بدأ دقات فلبه تتباطأ عندها أحس بمباركة . لوقت طويل جاهد لكي ينام براحة , لسنوات طاردته الكوابيس و حرمته من السكينة , الخوف من الأعداء الحقيقيين و الخياليين , لقد كان جد مرهقا . إقترابه من الموت بدأ مألوفا , إنه يشبه زيارة صديق قديم . '' لا ! فاسيلي ! إنتبه إلي ! '' قطع صوتها غرقه في حالته و أفكاره و جذبه من الظلام الذي كان يراه ... لم يستطع التحرك و عندما حاول التنفس خذلته رئتاه . تجدد فزعه , الموت ليس مثل الغرق في النوم إطلاقا! كيف كان سيستسلم بسهولة بالغة ؟ آنيا شعر برغبة قاتلة مألوفة ... لقد أراد أن يعيش ! ''إشرب هذا ! إشربه الآن ! '' آمرة إياه بينما ضغطت رسغها إلى شفتيه ... كان فاسيلي يعرف طعم الدم , إنه جزء من الحرب أحيانا الرياح العائدة تحمل الجو الدامي لكن طعمه أنذاك يختلف عن الآن , غزت الرؤئ ذهنه للحظة فهم المعنى الحقيقي للوحات الجدارية في السرداب و من ثم تلاشت , أحس نفسه بأنه إستيقظ في الظلام و ربط به ... فاسيلي كان نفسه مجددا , أو ذلك مافكر . حدق فاسيلي في الملكة بنظرة ملؤها الحيرة , وضعت إصبعها على فمه و مررت يدها على وجنته ''ششش, كل شئ في وقته لقد صنعتك , أخبرك شئ في وقته '' فاسيلي لم يستيقظ قبل أن يمر وقت , حلم و كانت الأحلام خيالية , عجيبة , عنيفة و مريعة رؤيا المدفعيات تقذف و رؤية الحصان المتعفن , الأمريكي الذي قتله يرقد على التل و لن يرى المرأة في الصورة مجددا , رؤوس القديسين الخالية من العيون ... عندما إستيقظ , جال ببصره حوله باحثا عن الملكة , لم تكن هناك وعدا التابوت الحجري المفتوح لا يوجد دليل على أنها وجدت من الأساس ... بدل أن يصدق أن إمرأة ميتة منذ ستمائة سنة عادت إلى الحياة و شربت دمه , رأى أنه البراندي الذي أسكره أثر على الذكريات التي إختبرها . أحس بالعطش الشديد و بحرقة في حلقه بحث عن حزامه الذي يحمل مستوعب الماء و الذخيرة , أخذ مستوعب الماء و شربه كله ماهي إلا لحظة حتى تقيأ الماء الذي شربه ... ''هل هو ماء ؟ يبدو أنه مزج باللودانيوم أو أي شئ يحمله مسعف قتالي . تنهد مخبرا نفسه ''كان من الغباء شرب تلك التويكا البلغارية اللعينة'' زاد إحساسه بالعطش كما أنه لاحظ أنه يكاد يموت من الجوع كأنه قارض ينخر أحشائه . إحتاج شيئا ليأكله لكنه شك في أن الطعام الرويتني سينفع , إشتم فاسيلي شيئا من أعلى قادما من الكنيسة و كان جاذبا جدا إنه ماسيرضي عطشه و جوعه ... الدم . الرائحة جذبت حواسه كانت مميزة وحادة , لاحظ أن حواسه أصبحت أحد من الطبيعي رؤيته , سمعه , شمه ... وضع يده على صدره الأيسر لبرهة دهش ! قلبه لم يكن يدق '' كيف أنا واقف على رجلي و كيف أمشي ! '' ''و رائحة الدم لما هي جاذبة هكذا ؟ '' بإقترابه من مخرج السرداب سمع أصوات تتحدث بلغة أجنبية ''إنجليزية ! أمريكيون آخرون '' تذكر أنه ترك بندقيته و عدته بغرفة السرداب ... لكن بدون جزمته كان يمكنه الحركة بسلاسة و هدوء بالغين , كان سريعا على غير العادة و لم يصدر أي صوت حيث تسلل ليرى ... واحد منهم كان جريحا , من هنا أتت رائحة الدم الرائحة التي لا يمكنه تجاهلها ... الجريح كان الدم يتدفق من ضماداته و بدا كأنه سيسقط في أي لحظة , فاسيلي أمكنه سماع صوت دقات قلب الجريح بوضوح تام . تذكر فاسيلي أجزاء مما حدث , كيف أفرغت الملكة دمه و ضغطت برسغها في فمه و دعوتها له ليشرب منها ... بدون صدمة عرف مايريد ذلك ما أراده و إحتاجه . إحتاج دما . لقد كانت نشوة خالصة , كانت كل شئ بالنسبة له . بطؤ دقات قلب الجريح جعلت فاسيلي يحس بالتعب لم يستطع أن يكف , الجوع لم يذهب لكن أبعد و إستقر , فاسيلي كان يريد المزيد , مزيد مما لم يستطع جسد الجريح توفيره ... ''توقف'' آمرة الملكة , وظعت يدها على كتفه قائلة ''لقد أخذت مايمكنك , لا تستطيع أن تأخذ إضافيا هكذا'' تراجع فاسيلي محملقا في الجثث الثلاثة للجنود الموتى , كان يمكنه القتل لكن كضرورة , لم يظن أنه سيأخذ متعة في ذلك علم أنه مامن شئ في العالم سيعيده إلى ماكان عليه ... الأسوأ أنه كان يريد المزيد من الدم . أخذت الملكة كأس القداس الذي رآه فاسيلي في وقت سابق و جثت نحو الجندي الذي قتلته هي قطعت في صدره و أخذت قلبه و عصرته في يدها إلى كأس القداس الفضي ... عرضته على فاسيلي كما لو أنه في قداس و الكأس نبيذ , و هو قبل الكأس بسعادة مع معرفته بأن مصدر الدم بشري , الدم الذي إستخرجه شيطان في هيئة إمرأة من قلب رجل ميت . بالنسبة له كل مافكر فيه كان مراع لها , عرفت ما يحتاج و أعطته له . الآن عرف ماهي و لكن لم يعرف ما إسمها سأل فاسيلي ''من أنت ؟'' أجابته بصوت عميق ''أنا سينكا صغيري , كنت لأخبرك ماذا فعلت لك الليلة الماضية لكنني كنت جائعة جدا '' فكر فاسيلي لنفسه ''سينكا لماذا يبدو هذا الإسم مألوفا ؟'' فكر في الأحداث التي مرت به الحالة التي وجدها عليها , مافعلته به وما فعله هو بالجريح , طعم الدم في فمه ... ''أنت مصاصة دماء ؟ '' متأملا فيها ردت عليه ضاحكة'' أوه لا , صغيري ذلك شديد و إنه غير مناسب '' سألها مجددا فاسيلي متعجبا '' لست مصاصة دماء ؟ '' أعلمته هي ''صغيري نحن مظلمون آخرون '' فاسيلي لم يسمع شيئا مماثلا , تذر لون عينيها الأسود الكلي إنهما كانا خضراوين قبل أن يعمهما السواد كليا كانا يشبهان عينان قديسة ... توقف برهة ثم سأل مجددا ''لقد جعلتني مثلك'' كان يريد أن يسئلها كثيرا من الأسئلة لكنه قرر أن يتركها تقول له ''نسميه عديد الأسماء , التعميد الأسود , الهدية السوداء , هدية قابيل , عناق الظلام ...'' عكس الذي وجدته ميتا بجوار تابوتي الحجري أراد أن يذهبني من اللاحياة , اللاحياة نعم أنت تسأل نفسك أنت ميت , جسدك ميت ماضيك يبقى خلفك , أنت تغيرت ولدت من جديد و ربطت بالظلام لست فان هالك ...'' و أسهبت تشرح له . ''من اللحظة التي رأيت الحائط و إخترت أن تجعله بابا و إخترت سحب الصليب المكسور عقد مصيرك إلى ماأنت عليه'' نظر فاسيلي إلى أيقونة القديس التي حطمها بمؤخرة بندقيته في وقت سابق و إبتسم بصمت ... النهاية ؟ |
|
|
|
رقم الموضوع : [3] |
|
الباحِثّين
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
اهلاً بالكائن ، لقد اشتقنا لك يا عزيزي ،
و اشتقنا لأسلوبك القصصي المتميز. |
|
|
|
رقم الموضوع : [4] | |
|
عضو جميل
![]() |
اقتباس:
آمل أن أبلي جيدا ,سيكون رسومات مرفقة و الكثير من كتابات . أنت دائما محل ترحيب ... |
|
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| مرفق, أعمال, الكائن, ببداية |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| هل الكائن البشري له ارادة حرة ؟؟؟؟؟ | ابن اوى | علم الأساطير و الأديان ♨ | 1 | 02-20-2018 01:59 PM |
| ماهذا الكائن؟ | إبسلون | ساحـة الاعضاء الـعامة ☄ | 1 | 05-05-2017 06:42 AM |
| كيف دجَّنَ القمح الكائن البشريّ؟ | فينيق | في التطور و الحياة ☼ | 0 | 07-15-2016 07:34 PM |
| الشاعرة آخين ولات: الشاعر هو الكائن الذي يموت طفلا | ابن دجلة الخير | ساحة الشعر و الأدب المكتوب | 0 | 03-02-2016 03:57 PM |
| أعمال يوم الجمعة | محمد الملحد | العقيدة الاسلامية ☪ | 0 | 09-06-2014 02:19 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond