![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
عضو جديد
![]() |
محنتي مع الدين وهو يقدم عبر السلفيين " قصة أدم شبهات وردود"
_عزيزي الملحد لماذا تلحد_ ؟! عندما أدرك الملائكة حكمة الله تعالى في استخلاف آدم على الأرض، وقدرة هذا المخلوق الجديد التي يستمدها من العلم الذي أوكله الله إياه، جاء الخطاب الرباني المباشر للملائكة بالسجود لآدم، قال تعالى: قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) ومما لا شك فيه أنّ سجود الملائكة لآدم لم يكن بأي حال من الأحوال سجود عبادة، فالملائكة الذين مهمتهم في المقام الأول عبادة الله لا يمكن أنْ يطلب منهم عبادة غيره، فالسجود هنا يعني إتباع الطريقة والمنهج، أي أنّ الملائكة قد طلب منهم الانصياع وراء لواء آدم (وهذا النوع من السجود قد تكرر في قصة يوسف مع إخوته، فبعد أن رفع يوسف أبويه على العرش خروا له إخوته سجداً . وهذا مشابه تاماً للطلب الإلهي من الملائكة بأن يفعلوا مع آدم: فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ الحجر (29) المهم الآن بالنسبة لنا هو الطلب الرباني من الملائكة جميعاً بالوقوع ساجدين لآدم، الأمر الذي أشعل فتيل الغيرة والحسد عند إبليس، فجاء رفضه معللاً بالقول: قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ الأعراف 12 وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً (62) الإسراء 61-62 قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ص 76 وسنتعرض لمعنى السجود الذي يتحدث عنه النص القرآني بشيء من التفصيل فيما بعد، لننتقل الآن إلى موضوع اختلاف الأمر الإلهي بخصوص سجود الملائكة وسجود إبليس لماذا سجد الملائكة كلهم أجمعون ورفض إبليس السجود؟ فكما نعلم أنّه في حين أن الأمر الإلهي صدر للجميع بالسجود لآدم رفض إبليس فقط السجود لآدم، فلماذا لم يتخلف أحد من الملائكة عن السجود لآدم بينما رفض إبليس الانصياع لذاك الأمر الإلهي؟ الرأي السائد: قد يرد البعض بالقول لأنّ إبليس تكبّر واستعلى، وظنّ أنّه أعظم من أنْ يسجد لآدم، ولكننا نرد بالقول أنّ الملائكة كذلك جادلوا في الأمر ولم يكن سجودهم برغبة منهم، أليس كذلك؟ وندعو القارئ الكريم إلى التدبر في السياقات القرآنية التالية: مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69) إِنْ يُوحَىٰ إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (70) إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (73) إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (74) قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (76) ص 69-76 فلعل المتدبر لهذه الآيات الكريمات يدرك على الفور أنّ الخصومة دبت في الملإ الأعلى لحظة أنْ أخبر الله الملائكة بخلق "بَشَرًا مِنْ طِينٍ"، فليس إبليس فقط من تلكأ عن السجود وإنما الملائكة كذلك ما تقبلوا الأمر طواعية، فالآيات القرآنية تتحدث عن حدوث خصومة في الملإ الأعلى، والخصومة – كما يعلم الجميع- لا يمكن أنْ يشترك بها طرف واحد فقط، فلابد من وجود أكثر من طرف حتى تصبح خصومة، فالملائكة أظهروا أنّ إرادتهم تتنافى مع الإرادة الإلهية لهم باستخلاف بشراً من طين ومن ثم السجود له. لذا نحن سنجد بأنّ السبب في تقبل الملائكة السجود لآدم في نهاية المطاف ليس لرغبة منهم في السجود وإنما امتثالاً لأمر ربهم لأنّ الأمر الإلهي نزل عليهم من باب القول، وقول الله لا محالة نافذ، أما إبليس فقد رفض السجود لأنّ الأمر الذي صدر له على وجه الخصوص جاء من باب المشيئة، وبالتالي كان له حرية الاختيار، فآثر أنْ لا يسجد. ولربما سأل البعض السؤال التالي: لماذا دبت الخصومة في الملإ الأعلى لحظة أن أخبرهم الله مشيئته بخلق بشراً من طين؟ جواب: لعل الجميع يدرك أنّ تلك الخصومة التي دبت في الملإ الأعلى لم تكن بسب الأمر بالسجود بحد ذاته، وإنما بسبب القرار الإلهي باستخلاف آدم في الأرض، وقد يقول البعض وما الفرق؟ فنرد بالقول أنّ فهم هذه الجزئية ربما يحل إشكالية كبيرة في الفكر الإسلامي ألا وهي: لماذا تلكأ الملائكة بتقبل الأمر؟ ولماذا رفض إبليس السجود؟ ولماذا وسوس الشيطان لآدم في الجنة؟ إنها أسئلة مترابطة تتضح بشكل أكبر إنْ هي أفضت بعضها إلى بعض. وقبل الولوج في تفصيلات الأمر ندعو القارئ الكريم إلى تدبر الترتيب في الآيات القرآنية التالية: (1) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) (2) وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) (3) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33) (4) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) لاحظ عزيزي القارئ أنّ المجادلة التي بادر بها الملائكة حصلت مباشرة بعد أنْ أخبرهم الله بقراره استخلاف بشراً من طين ، وجاء الطلب الإلهي من الملائكة بالسجود ، بعد أنْ أقروا بقصور علمهم ، فعلموا أنّ لله حكمة أكبر من تلك التي كانوا يظنون. إننا نفهم المشهد إذاً على النحو التالي: لقد سبق خلقُ الجان خلقَ الإنس: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (26) وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ فلقد كان الجآن متواجدون قبل خلق آدم، ولا شك أنّ الملائكة كانوا أيضاً متواجدين قبل خلق آدم بدليل الأمر الإلهي للملائكة بالسجود لحظة النفخ في آدم واكتسابه الحياة ، وهنا لا شك يثار سؤال اين كان الجن والملائكة متواجدون ؟ ولا شك أيضاً أنّ الأرض كانت موجودة قبل خلق الملائكة كذلك: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ " وهنا تصبح الصورة على النحو التالي: يخلق الله ما في الأرض، يتم الاستواء إلى السماء، يسويهن سبع سموات، يكون الملائكة متواجدون في الملإ الأعلى، يخلق الجآن، وأخيراً يخلق آدم، فتحدث المخاصمة في الملإ الأعلى: فما الدافع الذي أشعل فتيل المخاصمة في الملأ الأعلى إذاً؟ الجواب: إنّ جميع المخلوقات التي كانت هناك ممثلين بالملائكة والجن كانوا يختصمون لسبب واحد: ألا وهو خلافة الأرض التي كانت معدة من ذي قبل لتكون هي موطن الخليفة، فكان الملائكة - بلا شك- يظنون أنهم هم الأحق بالخلافة في أرض الله: وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ البقرة (30) وهذا واضح جداً في الشطر الثاني من الآية الكريمة " قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ"، فلو لم يكن للملائكة رغبة بتلك الخلافة لكان يكفيهم القول "أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ" وكفى، ولكن جاء تعريضهم لأنفسهم في هذا الباب من باب رغبتهم في الخلافة نفسها، فأردفوا حجتهم تلك برغبتهم هذه عندما تابعوا القول "وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ"، ويكأن الملائكة إذاً يتساءلون: ما لنا لا نكون نحن الخليفة؟ والجان كانت أيضاً تظن أنّها هي من ستخلف الله في أرضه؟ ولكن لمّا حصل هذا الخلاف تفاجأ الطرفان (الملائكة والجن) بأنّ الخلافة ليست من نصيب أي منهم، وإنما من حق مخلوق جديد، لذا أبدوا معارضتهم المبطنة بالقول غير الصريح قاصدين المجادلة للحصول على تفسير لهذا القرار الرباني، فتقبل الملائكة التفسير الرباني "قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ"، فكان ردهم: قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ " ورفضه إبليس صراحة ومن ثم رفض الانصياع لتبعاته وهو "الأمر بالسجود"، فجاء في سورة الأعراف قوله تعالى: قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ " والملفت للنظر هو القرار الإلهي الذي صدر بعد رفض إبليس ألا وهو: قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ " ويتكرر المشهد في سورة ص : قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طين،، قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ " وسؤالنا هو: لماذا كان القرار الإلهي على هذا النحو: الهبوط والخروج من المكان؟ أي لِمَ كان العقاب على شكل الهبوط والخروج؟ لِم لَم يحصل العقاب على شكل المسخ الذي حصل لبني إسرائيل مثلاً؟ ولِمَ لم يكن العقاب على شكل الإلقاء في النار؟ أليس هو المكان الذي سيؤول إليه إبليس في نهاية المطاف؟ وهكذا. الجواب: أننا نؤمن أنّ العقاب الإلهي جاء عادلاً ، فعندما يقترف شخص جريمة القتل لا يعاقب بحد السرقة، وعندما يسرق لا يجلد كالذي وقع في الزنا وهكذا، لذا جاء العقاب الرباني لإبليس من جنس الذنب الذي اقترفه: لقد أنكر إبليس أحقية آدم وجنس آدم خلافة الأرض، مقراً بها لنفسه وجنسه لأفضليتهم في الخلق (كما ظن هو وادّعى)، فكان العقاب الرباني له بالطرد منها على شكل الهبوط والخروج منها. ولكن قد يبادرنا البعض بالاستغراب قائلين: وما دخل ذلك بالأرض؟ فالخروج والهبوط كان من الجنة، أليس كذلك؟ فنرد بالقول أنّ هذا ينقلنا إلى إشكالية وجدلية كبيرة في الفكر الإسلامي ألا وهي: أين سكن آدم بعد سجود الملائكة له؟ وأين انتهى به الأمر بعد حصول المعصية؟ وأين كان إبليس قبل وقوعه في المعصية؟ وأين انتهى به الأمر بعد رفضه الأمر الإلهي بالسجود لآدم، وغيرها . آدم لم يسكن جنة الخلد قط : لقد ذهب جل الفكر الإسلامي إلى القول أنّ آدم قد سكن الجنة بعد حصول عملية السجود: وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا ..." وظن الكثيرون أنّ تلك كانت جنة الخلد الذي سيعود إليها آدم وذريته بعد الحساب يوم القيامة، فنرد على من ظن ذلك أنّه بحاجة أنْ يكمل قراءة الآية نفسها: وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ " جواب: نقول للذين يظنون أن الله قد أسكن آدم جنة الخلد بعد أن أمر الملائكة بالسجود له نقول لهم لو تدبرتم الآية الكريمة بشيء من التفصيل لوجدتم أمراً ينافي الاعتقاد أنّ آدم وزوجته قد سكنا جنة الخلد، ألا وهو الأمر الإلهي الذي جاء لآدم وزوجته بعدم الأكل من الشجرة. أولاً، نحن نعرف من مجمل الفكر الإسلامي وبالأدلة القاطعة أنّ من أهم صفات الأكل في جنات الخلد أنه غير مقيد: لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ " الواقعة وسؤالنا هو: هل هناك في جنات الخلد أي نوع من الطعام (حتى وإن كان من شجرة ما) يحضر على الإنسان حتى الاقتراب منه؟ و نحن نعلم كذلك أنّ آدم عندما اقترب وزوجته من تلك الشجرة حدث له مكروهاً (فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا) ، وهل الأكل من ثمر جنات الخلد يمكن أنْ يسبب مكروهاً؟ لقد جاء قول الله تعالى لآدم وزوجه عندما أسكنه وزوجه الجنة على النحو التالي: فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ (119) طه كيف نفهم أنّ الله أمر آدم وزوجه السكن في جنات الخلد وحذرهم من إبليس وجنوده حتى لا يخرجهم من تلك الجنة والله نفسه هو من قضى بخلافة آدم الأرض حتى من قبل حصول الأمر برمته؟ وبكلمات أخرى فإنّ ما يشغل بالنا هو: كيف يطلب الله من آدم وزوجه السكن في الجنة ، وهو نفسه من خلق آدم وزوجه ليستخلفهم في الأرض؟ ألا يناقض الله نفسه (حاشاه جلَّ وعلى) في هذا السياق؟ إنّ الفهم السابق الذي قّدمه لنا السادة العلماء يوصلنا بلا شك إلى هذا الموقف المتناقض: الله يطلب من آدم وزوجه السكن في جنات الخلد ويحذرهم أنْ يخرجهم الشيطان من تلك الجنان، وهو قد سبق وأخبر الملائكة أنّ آدم وزوجه مستخلفين في الأرض. ولكن قبل ذلك نود القول بان الشيطان سوغ لآدم وزوجه الأكل من الشجرة بالحجج التي ترد ف الايات الاتية ه: فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَىٰ (120) فقد دخل الشيطان لآدم وزوجه من بابين اثنين: (1) أنّ الشجرة هي شجرة الخلد (2) وأنّ ذلك سيكسب آدم ملك لا يبلى ، والمتدبر للسياقات القرآنية الأخرى يدرك أنّ إبليس سرد لآدم وزوجه السبب التالي الذي من أجله حرم الله عليهما الأكل من الشجرة قائلاَ: فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ الأعراف 20 وما يهمنا في هذا المقام هو تقبل آدم لحجج الشيطان، فسؤالنا هو: لماذا تقبل آدم تلك الحجج؟ فلماذا يقبل آدم حجة الشيطان بأنّ الشجرة هي شجرة الخلد ما دام أنه يعيش هو وزوجه في جنات الخلد؟ كلا وألف كلا، إنّنا نظن أنّ آدم وزوجه تقبلا حجة الشيطان بأن تلك شجرة الخلد لأنهما لم يكونا يسكنا جنة الخلد أصلاً، وإلاّ لرد آدم حجة إبليس بالقول: "نحن في جنة الخلد، فما الذي نريد أكثر من ذلك؟" فما الذي سيطمع آدم في اكتسابه إنْ كان هو في جنة الخلد أصلاً؟ وكذلك نقول: لماذا تقبل آدم وزوجه حجة إبليس بأنهما سيحصلان على ملك لا يبلى إنْ كانا يقطنا جنة الخلد أصلا؟، فهل من تحصل له جنة الخلد سيبلى ملكه؟ وبالمنطق نفسه لماذا تقبل آدم من الشيطان الحجة " أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ إذا كان آدم وزوجه أصلاً في جنة الخلد؟ كلا وألف كلا، لم يتقبل آدم تلك الحجج إلاّ لأنهم ما كانوا يقطنون جنة الخلد، وإنما هي جنة أخرى نحن بحاجة أنْ نبحث عنها لنعلم كيف هي حتى تقبل آدم منطق إبليس بأنه لازال هناك مكان أفضل من هذا المكان الذي يقطنه آدم وزوجه الآن بالرغم من التحذير الإلهي لهم من الوقوع في شرك الشيطان. ماهية الجنة (جنة آدم أم جنة الخلد) : غالباً ما وردت الصيغة " جَنَّاتٌ ... خَالِدِينَ فِيهَا" في أكثر من مكان في كتاب الله للتدليل على المكان الذي سينتهي إليه المؤمنون بعد الحساب يوم القيامة، قال تعالى: قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَٰلِكُمْ ۚ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ البقرة (15) أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ آل عمران (136) لَٰكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۗ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ آل عمران (198) تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ النساء (13) وعشرات االايات الاخرى .. ولما يخبرنا الله بأنّ المؤمنين في الجنات خالدين فيها في عشرات الآيات القرآنية؟ ألا تكفي آية أو آيتان لتصل لنا الفكرة؟ فهل نحن بحاجة لعشرات الآيات لترداد نفس الفكرة وإلى حد كبير بنفس الصيغ والتراكيب؟ كلا وألف كلا، إنه المعنى الذي لا يمكن أن يتم بدونها، فتلك العبارة ضرورة لا يمكن تجاوزها لسبب بسيط ،، ألا وهو التفريق بين نوعين من الجنان في السياق القرآني: (1) الجنات التي فيها خلود دائم فلا موت فيها، و (2) الجنات التي لا خلود فيها ونهايتها محتومة لقد صوّر إبليس لآدم أنّ الأكل من الشجرة سينقلهما من حالة إلى حالة أخرى: من حالة اللاخلود إلى حالة الخلود " أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ" ، فتلك الجنة التي يتواجد آدم وزوجه بها الآن لا خلود فيها بدليل تقبل آدم لفكرة الشيطان، ونحن نعتقد أنّ الشيطان لم يكن لينجح بالإيقاع بآدم وزوجه لولا معرفة آدم المسبقة بوجود شجرة الخلد التي عندما يأكل منها الشخص "يكون من الخالدين"، وبكلمات أخرى لقد كان يعلم آدم بوجود شجرة الخلد ويعلم أنّ الأكل منها يسبب الخلود والملك الذي لا يبلى، (فهو يعرف بوجود نعيم وجنان غير تلك التي هو فيها الآن) وعندها اقتصرت مهمة إبليس بإقناع آدم بأنّ الشجرة هذه هي شجرة الخلد التي يعلم مسبقاً وجودها. وحتى يتبين القارئ وجاهة ما نظن ندعوه إلى التفكر بالألفاظ التي وردت في الآيات التي فيها سوغ إبليس لآدم الأكل من الشجرة: فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَىٰ طه (120) فإبليس يوسوس لآدم القول " شَجَرَةِ الْخُلْدِ" بصيغة المعرفة بدلالة ألـ التعريف والإضافة ولم يقل له مثلاً "شجرة خلد" بأسلوب التنكير، ونحن نعرف أنّ استخدام الـ التعريف للمرة الأولى في سياق الخطاب لا يمكن أن يتم دون اشتراك المتكلم والمخاطب بالمعرفة السابقة للاسم المعرّف (وهو ما يرغب بعض أهل اللغة بـتسميته الـ العهدية، أي اشتراك السامع والمخاطب بالمعرفة المسبقة للاسم المعرّف)، فأنت لن تتحدث مع شخص للمرة الأولى بالقول "جاء باص المدرسة" مثلاً دون أن يكون ذلك الشخص يعرف أي باص مدرسة أنت تقصد، وإلا لجاءك رده على نحو "أي باص تقصد؟ أو أي مدرسة تعني؟" ولكن عندما تكون تلك المعرفة مشتركة بين السامع والمتكلم يستمر الحديث دون الحاجة إلى زيادة في التوضيح أو الإيضاح، وهذا بالضبط ما حدث في سياق الحديث الذي جرى بين الشيطان من جهة وآدم وزوجه من جهة أخرى، فلم يضطر الشيطان لزيادة التوضيح عن تلك الشجرة ولم يصدر عن آدم وزوجة أي استفسار عن ماهية تلك الشجرة، ونحن نظن أنّ السبب هو حصول العلم المسبق لدى آدم وزوجه بوجود مثل تلك الشجرة في مكان ما، فأدخل الشيطان في نفسيهما الشك أنّ هذه هي "شجرة الخلد التي يعلمون حقيقة وجودها، فأدخل الشك في نفسيهما، وما كان يحتاج الشيطان سوى الإلحاح والتكرار لتأكيد فكرته وزيادة الشك الذي زرعه وبدأ ينمو ويكبر في نفسيهما وكان له ذلك"وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21) ، فكانت النتيجة التغرير بهم . وهنا نثير تساؤلاً كبيرا وهو: لماذا لم تتدخل الإرادة الإلهية وقت التغرير الذي حصل ولحظة وقوع الشك في نفسي آدم وزوجة؟ فنحن نعلم أنّ الله خاطب آدم قبل الوقوع في المعصية وحذره من الشيطان وعداوته بقوله سبحانه وتعالى: فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ " وخاطبهما بعد الوقوع في المعصية بقوله تعالى: "... وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ " وسؤالنا هو: لماذا لم تتدخل إرادة الله ومخاطبة آدم وزوجه لحظة الوقوع في المعصية (أو عندما همّا بالوقوع فيها)؟ أي لماذا لم يخاطب الله آدم وزوجه عندما وسوس لهما الشيطان أنّ تلك شجرة الخلد والأكل منها يجلب لهم ملكاً لا يبلى بالقول بما فحواه "أنّ تلك ليست شجرة الخلد والشيطان يكذبكما القول" لينجو آدم وزوجه من الوقوع في المعصية؟ فالله سبحانه تدخّل قبل وقوع المعصية بالتحذير من الوقوع فيها وتدخّل بعد الوقوع فيها بالمحاسبة ولكنه لم يتدخل عند الوقوع فيها: فلماذا؟ جواب: نحن نعتقد أن سنة الله قد قضت بأنه قد دلّنا على طريق النجاة وحذرنا من الوقوع في شرك الشيطان فأرسل لنا رسله وأنزل معهم شرعة ومنهاجا، وهو يحاسبنا على أعمالنا في نهاية المطاف ولكنه لا يتدخل فيما نقوم به ونفعل، وذلك لسبب بسيط أنّ ما نقوم به هو من باب مشيئة الله (وليس من باب قوله) كما كان حال الأكل الأول من الجنة: وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنا الظَّالِمِينَ " فلو تدخل الله في وسوسة الشيطان لآدم وزوجه لأصبح الإله يناقض نفسه (حاشاه جل وعلى)، فهو قد قال لآدم وزوجه وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا، فما دام الأمر جاء من الله لآدم وزوجه بالأكل على المشيئة فيكون بذلك هو (الله) من ترك لهم حرية الاختيار في الأكل وعدمه، فكيف به يعود ليردهم عن ما شاءوا هم أن يأكلوه؟ لقد ترك الله الأكل من الجنة لمشيئة آدم وزوجه فما كان الله ليتدخل إذاً ليردهم عن مشيئتهم التي منحهم إياه في البدء. الخلافة في الأرض والسكن في الجنة: تناقض أم توافق؟ إنّ التناقض الظاهر الذي يتبادر إلى ذهن القارئ للنصوص القرآنية التي تتحدث عن السكن في الجنة هو: كيف يقضي الله بخلافة آدم الأرض في البدء ثم يأتي الأمر الإلهي لآدم وزوجه السكن في الجنة ويحذرهم من مغبة النزول عند رغبة إبليس لأنّ ذلك سيكلفهم الخروج من الجنة؟ ولنبدأ بالافتراض الساذج التالي: تصور معي – عزيزي القارئ- لو أنّ آدم لم ينزل عند رغبة الشيطان فلم يأكل هو وزوجه من الشجرة، فهل يعني ذلك أنّ آدم وزوجه وذريتهم من بعدهم سيبقون في الجنة وإلى الأبد؟ وأين سيذهب الوعد الإلهي باستخلاف آدم وزوجه وذريتهم من بعدهم الأرض؟ أي كيف ستتحقق الخلافة في الأرض عندئذ؟ لقد راوغ الفكر الإسلامي الدارج في ذلك بالقول أنّ الله عَلِم في سابق علمه أنّ آدم وزوجه سيأكلان لا محالة من الشجرة، وبالتالي سيصدر القرار الإلهي لهم –لا محالة- بالهبوط من الجنة فتتم الخلافة؟ فنرد بالقول: ألا ترى - عزيزي القارئ- أنّ تلك إذاً مسرحية جاهزة؟ لم يضطر الإله إسكان آدم وزوجه الجنة في البدء ليتم الأكل من الشجرة وتحصل عملية الهبوط إلى الأرض ما دام أنّ خلق آدم جاء أصلاً لخلافة الأرض؟ وبكلمات أخرى لم جاءت تلك الحلقة الوسطى (السكن في الجنة) بين خلق آدم وسجود الملائكة له وخلافته الأرض؟ إنّ ذلك أبعد ما يمكن عن الحقيقة. فالله أعد الأرض وما فيها حتى قبل الاستواء إلى السماء: هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ البقرة 29 فالأرض إذاً جاهزة للخلافة حتى قبل إبلاغ الملائكة قراره استخلاف بشراً في الأرض، وآدم وزوجه كانا جاهزين لعمارة الأرض بدليل أنّ الله قد علم آدم كل شيء ليعده لخلافة الأرض، قال تعالى: وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33) هل كانت المعصية سبباً في الهبوط إننا نظن أن الأغرب من كل ما سبق هو أنّ جل الفكر الإسلامي قد درج على الاعتقاد أنّ الأكل من الشجرة (أو الوقوع في العصية) هو سبب الخروج من الجنة، فهم يروجوا للفكرة "الهزلية" التالية: أنّ الله أسكن آدم الجنة ليختبره فيها، فلما فشل آدم في ذلك الاختبار قضى الله الأمر بهبوطه إلى الأرض! ألا ترى عزيزي القارئ التناقض بين هذا القول والإيمان بأنّ الله خلق آدم في الأصل لخلافة الأرض؟ فهل وقوع آدم وزوجه في المعصية أو عدم وقوعهم فيها كان سيؤثر على قرار الخلافة؟ إننا نظن أنّ المعصية لم تكن السبب في نزول ادم الأرض، وذلك لسبب غاية في البساطة وهو: أنّ الله قد قضى بخلافة آدم الأرض قبل أنْ يعلمه علم الأسماء ويأمر الملائكة بالسجود له، فما كان وقوع آدم في المعصية (أو عدم وقوعه فيها) سيغير شيئاً من أمر خلافته الأرض، ثم لنحتكم وإياكم إلى كتاب الله لنرى ما قضى الله من العقاب في مخالفة آدم لربه في أمر الأكل من الشجرة: وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ البقرة (35) نعم، تلك هي عاقبة الأكل من الشجرة كما قضاها الله: فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ، ولو كان الأكل من الشجرة سيترتب عليه الخروج أو الهبوط أو الطرد لجاء القضاء الإلهي على نحو: "فتكونا من المخرجين"، "فتكونا من الهابطين"، "فتكونا من المطرودين"، ونحوه، والأهم من ذلك لِما يقضي الله بهبوط آدم وزوجه من الجنة ما دام أنه قد تقبّل توبتهما؟ فمادام أنّ توبة آدم قد قبلت لم يعد الهبوط مبررا . فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ نتيجة : أنّ أمر الهبوط لا علاقة له بالمعصية أو بالتوبة، فخلافة آدم الأرض هو أمر محسوم بغض النظر عما حصل قبل أو بعد الوقوع في المعصية. نلخص الفكرة التي نجهد أنفسنا الوصول إليها على النحو التالي: (1) حصل انتقال آدم وزوجه إلى الأرض قبل وقوع المعصية لتحقيق الخلافة التي قضى الله أمره في البدء،(فى جنة على الارض). (2) سكن آدم وزوجه الجنة على الأرض، فلقد ذكرنا آنفاً أنّ الجنة التي كان يسكنها آدم وزوجه ليست جنة الخلد . (3) استطاع إبليس أن يخرج آدم من تلك الجنة التي كان يسكنها على الأرض، ولم يكن إبليس السبب في انتقال آدم وزوجه إلى الأرض، فانتقال آدم إلى الأرض كان بقرار رباني لتحقيق أمر الخلافة، أما خروج آدم من الجنة فقد كان بسبب الشيطان . والسؤال الذي نثيره هنا هو: كيف حصل الهبوط؟ كيف حصل الهبوط؟ لقد جاء الأمر الإلهي لإبليس على النحو التالي: فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ الأعراف 13 قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ الأعراف 18 وجاء الأمر الإلهي للجميع على النحو التالي: قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ الأعراف 24 قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى طه 123 والمدقق في ألفاظ القرآن الكريم يجد أنّ الأمر الإلهي لإبليس جاء بصيغتين وهما "فاهبط" "واخرج"، وجاء الأمر الإلهي للبقية بصيغة واحدة وهي "اهبطوا" و "اهبطا". وبكلمات أخرى، لقد أمر الله إبليس بالهبوط والخروج وأمر الجميع بالهبوط فقط، ولا أظن أنّ ذلك جاء من قبيل المصادفة وتبديل الألفاظ، لذا فإننا ندعو القارئ الكريم إلى متابعة الألفاظ لتبيان الاختلاف بحول الله وتوفيقه. أولاً: الخروج ما هو الخروج؟ أو كيف يتم الخروج؟ إنّ من أبسط معاني الخروج هو الانتقال من الداخل إلى الخارج، ويحتمل الخروج كذلك من الباطن إلى الظاهر ومصداق ذلك ما جاء عن هبوط من كان مع نوح من السفينة: قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ ۚ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ هود (48) وكذلك هبوط بني إسرائيل من الأرض المقدسة إلى مصر: وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَنْ نَصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ ۗ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ البقرة (61) نتيجة : إن مراد القول هو أنه في حالتي الخروج والهبوط هناك انتقال، ولكن ما يهمنا هو طريقة واتجاه الانتقال، فإبليس أُمر بالحركة إلى الأسفل (الهبوط) ولكنه أُمر أيضاً بالانتقال أفقياً (الخروج) بينما أمر جميع سكان الجنة (بمن فيهم آدم وزوجه بالهبوط فقط ) . نتيجة جديدة : إنّ إبليس لم يعد موجوداً على الأرض، فهو قد هبط من المكان الذي كان يتواجد فيه وهو قد خرج منه كلياً، وبهذا يتنافي تلاقي إبليس مع سكان الأرض، فلا يوجد اتصال بينه وبين البشر بعد خروجه منها. ولكن التواصل يبقى قائماً بين الذين هبطوا ولم يؤمروا بالخروج وهم الجن والأنس. الدليل لو تدبرنا جميع السياقات القرآنية التي تتحدث عن التواصل بين الجنسين يكون الحديث دائماً عن الجن بعفاريتهم وشياطينهم: وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ الأنعام (112) يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ الأعراف (27) وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14) سبأ 12-14 وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ فصلت (29) وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ الأحقاف (29) قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5) وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا (6) وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا (7) وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ۖ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا (9) وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا (10) وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَٰلِكَ ۖ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا " وعشرات الايات الاخرى .. واتحدى من يأتي لي باية تثبت اى تواصل او تقابل بين الانسان وابليس ، على الارض ، وذلك ببساطة لان ابليس خرج منها . ونصل إلى ذروة مرادنا وهو التساؤل التالي: ما معنى أنّ الله أمر إبليس (على وجه التحديد) بالهبوط والخروج بينما أمر من تبقى في الجنة بالهبوط فقط؟ جواب: إذا سلمنا أنّ الهبوط هي حركة ليست من السماء إلى الأرض وإنّما من الأرض إلى الأرض، وأن الخروج هي ليست حركة من السماء إلى خارجها وإنما من الأرض إلى خارجها، وأن الحركة من السماء باتجاه الأرض هي حركة نزول، فيكون التصور على النحو التالي: لقد أصدر الله أمره لإبليس بالانتقال على هيئة الهبوط كما طلب من كل من تبقى في الجنة بالهبوط أيضاً فانتقلوا من مكان على الأرض إلى مكان آخر على الأرض، ولكنّ الله أصدر أمر آخر لإبليس على وجه الخصوص بالخروج منها، والخروج من الأرض يتطلب ليس الدخول في باطنها (لأن ذلك إيلاج وليس خروج) ولكن الخروج من الأرض يعني الانتقال إلى أعلى كما في حالة الزرع، أو انتقالا أفقياً، وبكلتا الحالتين تكون النتيجة الخروج منها، فلو طلبت من شخص على وجه الكرة الأرضية بالخروج من الأرض، فأين يا ترى ستكون حركته؟ ولا تنسى - عزيزي القارئ- أنّ الأرض كروية الشكل تدور في فلك فأي حركة من الأرض إلى ذلك الفلك يعنى حركة إلى الأعلى باتجاه السماء، فالذي يتواجد في الهند أو في أمريكيا أو في القطب الشمالي أو الجنوبي إن أراد الخروج من الأرض نحو الفلك الخارجي سينظر إلى الأعلى فكل الاتجاهات من الأرض نحو السماء هي حركة خروج إلى الأعلى، وبذلك يكون إبليس قد خرج من الأرض نحو الأعلى . ما علاقة ذلك كله بقصة سكن آدم وهبوطه من الجنة؟ جواب: لا يتحدث النص القرآني عن الحركة من السماء إلى الأرض إلا بفعل النزول، لذا فإننا نعتقد أنه لو كان آدم وزوجة يقطنان جنة السماء وجاء لهم الأمر بالحركة إلى الأرض لجاء الأمر الإلهي لهم بالنزول وليس بالهبوط، ولجاء الأمر الإلهي لإبليس بالنزول كذلك، ولكن الأمر بالهبوط يعني الانتقال من الأرض إلى الأرض، وقد يقول قائل: وكيف يكون الهبوط من الأرض إلى الأرض؟ فنرد بالقول لنتدبر السياقات القرآنية التالية: فعندما ضجر بنو إسرائيل من طعام واحد، جاء الرد الإلهي لهم بالانتقال على صيغة " اهْبِطُوا ": وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَنْ نَصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ ۗ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ البقرة (61) وعندما انتهى طوفان نوح، وهو في الفلك التي تجري على ماء على سطح الأرض، جاء القول الإلهي على نحو: قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ ۚ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ هود (48) فالهبوط هو انتقال من مكان على سطح الأرض إلى مكان آخر على سطح الأرض، فإن تخيلت عزيزي القارئ كروية الأرض وتخيلت نفسك في أي نقطه فإن الانتقال من نقطة إلى أخرى هي عملية هبوط . ما هي الشجرة التي حذر الله آدم وزوجه من الاقتراب منها؟ لقد بينّا سابقاً أن الله سبحانه حذّر آدم وزوجه من الاقتراب من الشجرة (ليس اختباراً لهما وإنما) لما سيترتب على ذلك من المكروه الذي سيحصل لهم إن هم أكلوا منها، قال تعالى: فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ الأعراف ولكن، لماذا كانت الشجرة موجودة في الجنّة أصلاً؟ إنّ محاولة حل هذا السؤال يتطلب- في رأينا- إثارة سؤال آخر وهو: كيف علم الشيطان بخبر الشجرة؟ وكيف علم أنّ الأكل من الشجرة ستكون عاقبته على نحو ما كان؟ إننا ندعي ، أنّ هذا دليل كبير على أنّ الجنّة التي كان يسكنها آدم وزوجه لم تكن جنّة الخلد إطلاقاً، وأن تلك الجنّة كانت مأهولة بجنس آخر من خلق الله وهم الجن بدليل تواجد الشيطان مع آدم وزوجه ليوسوس لهما، وبدليل أن الله عندما أمر الجميع بالهبوط قال لهم: قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ " ، _وليس كما يروج مرويات وقصص البخارى بان الشيطان دخل لهم في انف افعى او ما شابه _. فمفردة "جَمِيعًا" تدل على أنّ المأمور بالهبوط ليس آدم وزوجه بل جنس البشر ممثلين بآدم وحواء وكذلك الجن ممثلين بالشيطان الذي وسوس لآدم وزوجه، وكذلك بدليل العداوة في قوله تعالى "بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوّ"، فليس هناك عداوة بين آدم وزوجه، بل العداوة مستحكمة بين الجن (الشياطين منهم) والإنس. فالشجرة إذاً كانت موجودة في الجنة قبل آدم وزوجه، ولهذا يعلم قاطنو المكان (الجن على وجه التحديد) ذلك التحذير الرباني من الاقتراب منها، فالله - لا شك – حذّر ساكني الجنة من الاقتراب منها قبل أن يحذر آدم وزوجه، ولهذا تحصّل للشيطان العلم بخبر الشجرة حتى قبل سكن آدم الجنة، فاستخدمها كمكيدة لوقوع آدم في المعصية. وقد يرد البعض بالتساؤل التالي: لماذا حرّم الله تلك الشجرة على الجن من سكان الجنة؟ فنرد بالقبول لربما لنفس السبب الذي حرم الله من أجله بعض الأطعمة على بني إسرائيل مثلاً: فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا النساء (160) نخلص إلى القول أن الجنّ كانوا يسكنون تلك الجنة قبل آدم ولكن بعضهم ظلموا أنفسهم، فحرّم الله عليهم بعض تلك الأطعمة (تلك الشجرة) . ويبقى التساؤل الأكبر: ما هي تلك الشجرة؟ ولماذا هي بالذات؟ وما هي ماهية تلك الشجرة؟ إن هذا السؤال غاية في الخطورة (في نظرنا)، لأننا سنقفز إلى نتيجة قد لا يحمد عقباها لنا على وجه التحديد، فنقول بعد التوكل على الله أننا نفهم أنّ تلك الشجرة هي ما جاء في قوله تعالى: وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ ۖ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ (18) فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (19) وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ (20) نعم، إننا نظن أن الشجرة التي حذر الله آدم من الاقتراب منها هي تلك الشجرة التي تخرج من طور سيناء، وهنا سيسبقنا القارئ بالآلاف الأسئلة التي تثار في ذهنه، فجل ما نحتاجه هو إعطائنا فسحة من الوقت لتبرير هذا الادعاء. أولاً، نطلب من القارئ الكريم أن يربط ما تنبت به هذه الشجرة (بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ) بما حصل لآدم وزوجه عندما ذاقا الشجرة (بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا)، إنّ ابسط ما تعنيه هذه العبارة أن سوءة آدم وزوجه لم تكن بادية لهما إلا لحظة الأكل من الشجرة، فنسأل كيف إذاً بدت لهما سوءاتهما؟ أن السوءة تعني الجسد بأكمله _وليس العورة فقط _بدليل قصة ابني آدم في قوله تعالى: فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ المائدة (31) ولا اعتقد أنّ الأخ كان يحاول دفن عورة اخيه فقط (دون جسده) كما روج معظم الفكر الإسلامي السابق لمعنى السوءة ولا أخال أن الله بعث الغراب الذي كان يبحث في الأرض ليريه كيف يواري عورة أخيه كما ظن الكثيرون ، بل (كما نظن) لتّخلص من الجثة بأكملها بالدفن في باطن الأرض. نعود إلى صلب الموضوع بالفهم أنّ سوءة أدم وزوجه(اجسادهما)َ قد بدت لهما لحظة الأكل من الشجرة، ونبادر القارئ الكريم بالسؤال التالي: لماذا بدت السوءة (الجسد بأكمله) عندما أكلا من الشجرة؟ وكيف كانت إذاً أجسادهم قبل الأكل من الشجرة؟ سابين في مقال منفصل ماهية اجسادهم ، لكن على ايه حال ، أنّ آدم وزوجه لم يكن لون بشرتهما (أي لون الجسد) باد لهما قبل الأكل من الشجرة ، وذلك لأنّ آدم وزوجه كانا قبل الأكل من الشجرة نورانيين بدليل أن الله الذي هو نور السموات والأرض ، هو من نفخ بنفسه من روحه في آدم لحظة بعث الحياة فيه: وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (28) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (29) الحجر 28-29 إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72) ص 71-72 ومن هنا نخلص إلى القول :لقد اكتسب آدم وزوجه ذلك النور من مصدر النور الحقيقي فكانت سؤاتهما غير بادية لأنها نور خالص، وخسر آدم وزوجه تلك النورانية لحظة أن أكلا من الشجرة، فكيف حصل ذلك؟ إننّا نعتقد أن ذلك لا يتم إلا إن كانت تلك الشجرة التي أكل منها آدم وزوجه تنتج صبغاً يلوّن جلود الآكلين منها، وهنا تظهر في كتاب الله قصة شجرة طور سيناء التي لم تذكر في محض الحديث عن الأكل وإنما منفصلة في آية مستقلة تتحدث عن صبغ للآكلين، فتلك الشجرة التي تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين (تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ)، فمن أكل من تلك الشجرة سيصبغ جسده، ولا شك أنّ الجسد عندما يصبغ يتغير لونه، ولا شك كذلك أنّ اللون هو أساس الرؤيا، وبكلمات بسيطة لقد اكتسب آدم النور من مصدر النور الحقيقي فكانت سؤاتهما غير بادية لأنها نور خالص، وخسر آدم وزوجه تلك النورانية لحظة أن أكلا من الشجرة لان فيها صبغ لمن يأكل منها، وعندها تلونت جلودهما وأصبحا قادرين على رؤية أجسادهما فكان لزاما تغطية تلك الأجساد: فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ الأعراف (22) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى " لعلنا بحاجة أن نجلب انتباه القارئ إلى فكرة –في ظننا- وجدناها في كتاب الله فيها من الغرابة والطرافة ما يستدعي التوقف عندها، تتلخص تلك الفكرة بأن القرآن الكريم يسرد موقفين اثنين فقط تمت فيهما المخاطبة الإلهية المباشرة لخلقه، وهما خطاب الله مع آدم لحظة أن اسكنه الجنة وحذره من الاقتراب من الشجرة: وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ البقرة (35) وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ الأعراف (19) وثانيهما، مخاطبة الله سبحانه نبيه موسى عليه السلام: فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (30) دقق النظر - عزيزي القارئ- بمفردات هذه الآيات الكريمات لتجد أن هناك الطور، وهناك حادثة المناداة، وهناك الشجرة. فهل ذلك كله من قبيل المصادفة؟ لقد نادى الله موسى من جانب الطور في البقعة المباركة من الشجرة، وقد نادى الله آدم وزوجه وهما في مكان مبارك وكانا عند الشجرة. إننا نعتقد جازمين أنّ الحدثين متصلين لأنهما تمّاما في نفس المكان، فمخاطبة الله لآدم ومخاطبة الله لموسى (الاتصال المباشر من البشر مع الله) تمت في نفس المكان، فالله سبحانه لم يخاطب بشراً قط غير آدم وموسى، وتلك المخاطبة تمت في نفس المكان بدليل توافر نفس عوامل الجغرافيا في الحالتين. &&& هذا وللحديث حول ملاحظات قصة ادم بقية ارجو التكرم بالمتابعة &&& ملاحظة هامة جدا جدا : اتمنى من اخوتى الاعضاء ممن لديهم تساؤلت او ردود على هذا المقال ، عدم بناء تساؤلاتهم ومواقفهم على احاديث ومرويات البخاري وغيره او التحجج باجماع الامة وتفاسير السابقين "اللذين هم اصلا من عشاق وعبيد البخاري" ، لأن كتاب الله هو الحجة على الجميع , وليس العكس ، كما ان هذا المقال بما تضمنه ، لم يستند الى احاديث البخاري في هذا الشان ، ومن اراد المحاججة فله ان يحاجج بالقران ، او بالفكر والعقل وغيره . كما وبسبب كثرة مواطن الاختلاف بين المسلمين والغير مسلمين ، فان التعليقات والملاحظات والرد عليها سيكون فقط حول قصة ادم بتفرعاتها ، وذلك حتى لا تشتت الجهود وتصل الفكرة في هذا الشأن . واخيرا عذرا للاطالة لكن كما تعلمون الموضوع كبير ومتشعب ويجب الالمام به من جوانبه المتعدد لايصال الفائدة المرجوة . ٰ |
|
|
|
رقم الموضوع : [2] |
|
عضو برونزي
![]() |
إن أردت نقاشا أو إيضاحات فيجب عليك أولا أن تبين هل الموضوع لك أم قمت بنقله مع ذكر مصدره.
لأنه لا فائدة من النقاش مع شخص ينقل ولا يعلم ماهية منقولاته. ثانيا إن كنت مسجلا جديدا كما أرى ولك معرف سابق فالأولى أيضا ذكره حتى لا يكون النقاش مجرد إسطوانة تعاد باختلاف المعرفات فقط. |
|
|
|
رقم الموضوع : [3] |
|
عضو جديد
![]() |
الموضوع ليس بحاجة الى ذكر مصادر اخي فانا لم اخرج عن المصدر الرئيس الذي اورد لنا القصة "القران الكريم المحكم" فذكرت الايات وقدمت شروحها مع الاستنتاجات ، ولم ااتى بمعلومات خارجية عن القران تحتاج لمصدر ، وبالطبع تبنيت افكار علماء سابقين ومعاصرين طرحوا مثل هذه الافكار .. فان كان لك ملاحظات فتفضل يسعدنى سماع ذلك. كما واننى ليس لي معرف سابق وهذه اولى مشاركاتى
|
|
|
|
رقم الموضوع : [4] |
|
عضو برونزي
![]() |
مسلم ويراعي الأمانة والصدق في هذا الزمان . حسنا.
مع تفضيلي أن تذكر مراجعك ومع قناعتي الكاملة بأن قصة آدم بقضها وقضيضها مجرد خرافة دينية قديمة قبل الإسلام . ولكن دعني أناقش معك جزئية سجود إبليس. ماذا لو كان رفض إبليس السجود لآدم نابع من من تعاليم المدعو الله الذي علمه أن السجود لغير الله جريمة كبرى. فإبليس هنا مخلص لربه. ولا يستحق كل هذا الغضب الإلهي الشديد. كان الأجدر بالله أن يقول للجميع أنظروا إخلاص إبليس لي وتعلموا منه أيها السذج. أوجز ما تعتقد فالموضوع لا يحتمل مثل هذه الإطالات. |
|
|
|
رقم الموضوع : [5] | ||||||
|
عضو نشيط
![]() |
هذه بعض ردود مصطفى القديمة
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
اقتباس:
من الشاطر الذي يستطيع كشف التشابه ؟ |
||||||
|
|
|
رقم الموضوع : [6] |
|
عضو برونزي
![]() |
مسلم ويكذب بلا أدنى حاجة .. كم هذا مثير للشفقة.
|
|
|
|
رقم الموضوع : [7] |
|
عضو بلاتيني
![]() |
للمعلومة فقط هذا موقع للملحدين و ليس للتشريع الإسلامي بخصوص لماذا نلحد ابحث عن تناقضات القران و رح تصير ملحد وعد مني و قصة آدم حواء خرافة لان التنوع البشري هذا مستحيل يأتي من شخص واحد و دليلك من القرآن يعني مثل انت مسلم و انا اقول لك نزع الحجاب حلال و انت تطلب تطلب الدليل فاقول لك الانجيل مثلا الذي انت لا تعترف به
|
|
|
|
رقم الموضوع : [8] |
|
الباحِثّين
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
الشيطان، في القران هو مخلوق شرير من فصيلة الجن ويظهر في القرآن تحت اسم "إبليس" في بعض الأحيان، اولا ابليس هو احد الكائنات الغير مرئية، اولا يجب عليك إثبات ان ادم و حواء كانا فعلا موجودين و ثانيا كيف لكائن غير مرئي ان يكلم كائنات مرئية و يمكن رؤيته.
|
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [9] |
|
الباحِثّين
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
ووفقا للعقيدة الإسلامية، كان الشيطان في الأصل "في خدمة الله" و مخلص و متفان لآلاف السنين وكان زعيم الجن، الذين هم أنفسهم كانوا يعيشون على الأرض، قبل ظهور الإنسان، لهذا وجب تقديم ادلة على وجودهم اولا، و كيف لكائن متفان و مخلص اصبح عاصي امر ربه و الا سيبقى مجرد نسج من الخيال. أتمنى ان تقنعني باجوبة منطقية لانه لحد الان لم يستطع اي مسلم إقناعي...
|
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [10] | |
|
عضو برونزي
![]() |
اولا المعصية هي سبب النزول وكان كل شيء مخطط من عند الله حسب القصة وليس كما تقول
اقتباس:
فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ طه (117) ثانيا ادام كان يعيش في نفس الجنة التي كان سوف يدخلها البشر بعد الحساب وليس كما تفضلت.... الدليل: يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ الأعراف (27) |
|
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| محنتي, السلفيين, يقدم, عبر, ولو, قصة أدم شبهات وردود |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| بالصور المحكمة الدستورية العليا في "أمريكا" "تكتب اهداء" لسيدنا "محمد" | عيسى | العقيدة الاسلامية ☪ | 67 | 03-29-2017 04:06 AM |
| "كاسبيرسكي" تحذر من شحن الهواتف عبر usb؟ | ابن دجلة الخير | الساحة التقنية ✉ | 0 | 05-27-2016 10:28 AM |
| سفينة المستكشف "فاسكو دا غاما" التي غرقت قبل 500 عام عثر عليها قرب سواحل عُمان | ابن دجلة الخير | السياحة | 0 | 03-17-2016 08:50 AM |
| لا خلاص إلاّ بالخلاص من "أدلجة الدين" وإعادة الدين الى حقله الطبيعي | مُنْشقّ | حول الإيمان والفكر الحُر ☮ | 0 | 09-09-2015 10:56 AM |
| خالد الشايع لـcnn: حكم حظر "صحيح البخاري" بتتارستان ظالم وينتهك حقوق المسلمين.. ولو ع | المنهج التجريبي العلمي | العقيدة الاسلامية ☪ | 1 | 04-01-2015 04:56 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond