إذا كان الإنسان مخلوق , فلماذا يوجد للذكر حلمتين , وما هو التّفسير العلميّ ؟

[shaki]

قصّة الخلق الإلهيّ , قصّة خرافيّة , فالإله خلق آدم من طين وقام بتشكيلهِ ونفخَ في مؤخّرتهِ فأصبح بشراً , ثمّ خلق له حوّاء يقولون: من ضلعهِ . إذا كان هذا ماحدث فلماذا توجد تلك الحلمات في الذكور ؟ لا أحد يعرف , فالوصفة الطينيّة لا تقدّم لنا تفسيراً

لكن من ناحية تطوريّة , نجد أنّ الإنسان لم يتطور منفصلاً عن باقي الكائنات ، وبالمناسبة نقدّم مُحاولة الإجابة عن وجود الذّكر والأنثي , و تفسير وجود تلك الحلمات .

حسناً ؛ الأعضاء التناسليّة كما نلاحظ مشتركة ، تقريباً نفس الاعضاء بنفس الشكل والمظهر في كثير من الكائنات ،والذكر والأنثي -كبشر- لم يتطورا حيث أنهما موجودان بالضرورة قبل أن يتطورا إلي بشر ، الحديث حول تطور الاعضاء التناسليّة يجب أن يتوجه إلي البداية فتطور الاعضاء التناسليّة لا يعني انها ظهرت في يوم وليلة ، أو ان يتطلب التكاثر الجنسي مثلاً وجود الاعضاء التناسليّة بل هي مجرد وسلية لفعل هذا الامر بشكل أفضل ،هو مجرد تتغير بشكل سلسل من التكاثر اللاجنسيّ إلي التكاثر الجنسيّ ، فما حدث كبداية هو تبادل أمشاح بين كائنين ليشكلا كائناً جديداً ، الامر لا يتطلب تغييراً فورياً أو أن يتحوّل نصف هذا الكائن إلي ذكر والاخر أنثي ! بل يمكن أن يوجد كلا النوعين في نفس الكائن ، وكذلك لا يعني ان يتحوّل الكائن لنوع لا يمتلك ذكر وانثى إلى نوع لديه أعضاء تناسليّة وحيدة أو أن ينقسم بالتساوي ، كلا فمثلاً الاميبا تتكاثر جنسياً ولا جنسياً ، الجنسي يكون بالانقسام وهذا ينتج نسخاً طبق الأصل فكل فرد من الأميبيا مطابق للأصل، ولكن في ظروف خاصة فإنها تجتمع وتندمج لتكون ساقاً مع الجسم المثمر -الساق والجسم المثمر يعد بداية لتكوين الاعضاء التناسليّة فيم بعد - في الاعلى حيث تمتلئ بالامشاج ثم تفجرها في الهواء حيث تلاقي أمشاجاً من مستعمرات اخرى فيتم التلقيح وتتكون مستعمرة جديدة ، ثم بعدها يبدأ التمايز التدريجي بين الاعضاء لاختلاف الامشاج ، هذا يبيّن لنا كيف تم التطور والتدريجي السلس من التكاثر اللاجنسيّ إلي وجود كائنات معدة مسبقاً وفق الجينات لتتكاثر تكاثراً جنسيّاً . ولأنّ التكاثر الجنسيّ يُحدث تنوّع في الجينات فأبقي عليه الإنتخاب الطبيعيّ .
فعلي سبيل المثال , المصدر الجنين البشريّ يبدأ بكونه أنثي أو " جِنس مُحايد " , زوجين من الكروموسومات هي التّي تحدّد الجنس " XX" يعني أنثي , " XY " يعني ذكر , لكنّ ما يحدث في الاسابيع الخمسة إلى الستّة الأولى من مراحل التطّور الجنينيّ، هو عدم نشاط الكروموسوم " Y " , وبالتّالي الجنين ينمو علي أنّه أنثي , فالجنين ينمو إلي طفل كامل النمّو بتأثير الكروموسوم X فقط , لكنّ بعد تلك الأسابيع وفي حالة ما إذا تنشّط واحد من الجينيات على كروموسوم Y , ما يُعرف بـ " جين SRY " يقوم بوظيفته وهي إبطال عمل كروموسوم X و يفرض الصّفات الجسديّة الذكوريّة فالمبايض تهبط ويحل محلّها الخصيتان وتقوم الشفران بتكوين وعاء الخصيتين ستُلاحظ غالباً خط أو تلال من الأنسجة على وعاء الخصيتين والتي تُسمى "رفاء الصفن" الجلد الذي يُغطي وعاء الخصيتين والقضيب يُضغطان للأعلى مثل "سحاب " كلما نمت طبقات الخلايا في الجنين. و يتحوّل البظر إلي قضيب إذا كان لم يُنشّط كروموسوم Y لأي سبب كان فالمظهر الأنثوي أو المظهر الجسدي للإناث سيبقى في الذكر و هذا ما يُفسر سبب وجود الحلمات عند الرجال فالحلمات تتكون قبل تنشيط الكروموسوم Y لكن للأسف الشديد , لا ينمو لكَ ثدياً , و هناك حالة تشذ بنسبة 1 : 15000 جنين ، ، يكون فيها الكروموسوم xy ، المفترض به ان يكون ذكراً يحدث له تحوّل إلي شيء آخر تماماً فتظل الخصيتين في التجويف البطنيّ ثم يكتسب مناعة ضد التستوستيرون و يمتلك إستروجين نقياً تماماً ، فيحدث لهذا الكائن شيء يسمي "ذكوريّة خنثويّة كاذبة - male pseudohermaphroditism" " ابحث عنه في صور جوجل " .

إذاً أيّهما أقرب للواقع , الوصفة الطينيّة لخلق الذّكر و خلق الأنثي من ضلعه , أم ما تقدّم ؟