شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪ > مواضيع مُثبتةْ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 02-28-2017, 12:50 AM   رقم الموضوع : [1]
ساحر القرن الأخير
زائر
 
t34333 سلسلة بعنوان : الاله الجديد

يسرني أن أقدم للزملاء الكرام رواد هذا المنتدى سلسلة تدور رحاها حول الاله الاسلامي , وهي بعنوان "الاله الجديد"
وتجدر الاشارة الى أن هذه السلسلة كتبت قبل أزيد من سنة , أي قبل أن أقوم بالتسجيل في هذا المنتدى المحترم
ستصدر السلسلة في أجزاء متعاقبة في موضوع موحد هو هذا الموضوع
أتمنى أن تكون ذات اضافة لهذا القسم ولهذا المنتدى




  رد مع اقتباس
قديم 02-28-2017, 01:07 AM   رقم الموضوع : [2]
ساحر القرن الأخير
زائر
 
افتراضي

الجزء الأول :

صدق من قال أن الاغريق أطفال أزليون .انه لا نظير للعفوية التي يتميزون بها. لقد أوجدوا لأنفسهم ديانة وآلهة , لكن عبادتهم لها تختلف كثيرا عن عبادتنا للإله في الديانات الابراهيمية.لم يكونوا يتحرجون في ابداء سخطهم على آلهتهم و معاتبتها . ربما نكتشف يوما أن ما كنا نسميه اهانة في حق الآلهة والألوهية بصفة عامة, لم يكن سوى صراحة واحتجاج مظلوم .
أما نحن , الراشدون لا الأطفال ,فقد تعلمنا قواعد وأصول التعامل مع الله , ونزن الكلمة مائة مرة قبل أن نتحدث بها عنه . لقد استفدنا من الدروس السابقة, تجاوزنا مرحلة الطفولة تلك التي تميزت بالطيش واللعب . نحن الراشدون ,الخاضعون خضوعا لامشروطا ,الذين غلب عليهم التصنع والاختلاق والتحايل على الذات . كان الاغريق يخشعون للآلهة , يحترمونها ,يهابونها ,يقدمون لها القرابين, يلتجؤون اليها ساعات الشدة ويشكرونها على مساعدتها لهم ,تماما كما نفعل نحن . لكنهم كانوا يثورون عليها بين الحين والآخر , ويقفون شامخين وجها لوجه أمام آلهتهم ,وهذا ما لا نفعله نحن ولا نفكر فيه أصلا. يا لطيشهم!
ان المتأمل في علاقة الاغريقي باله ما سيجدها مختلفة عن أختها في الديانة الابراهيمية بامتياز.ذلك أن عنوانها هو اللااستقرار.
لقد صارت آلهة الاغريق التي تهان بذلك الشكل شيئا من الماضي ,وحل محلها الاله الذي ليس في امكان البشر أن يطالوه بإهانة .
ننظر الى تلك الآلهة الغابرة نظرة اشمئزاز , نراها تشويها وتلويثا لمفهوم الألوهية الأصلي والنقي : آلهة تأكل وتشرب وتتزاوج ؟؟ آلهة تتصارع مع البشر ويصل بها الأمر أحيانا حد الانهزام أمامهم ؟؟ هكذا نردد في سخرية . لقد اكتشفنا في الأخير أنها لم تكن أبدا فوقنا بالمعنى الحقيقي للكلمة , لذلك جمعناها في كيس بلاستيكي أسود ورميناها في مزبلة التاريخ الى الأبد .وما بقي منها سوى آثار خافتة هنا وهناك في ميدان الفنون والمآثر التاريخية , يأتي السياح ليلتقطوا صورا معها .لقد نزعنا صفة الألوهية عن هذه الآلهة بعد أن أثبتت عدم جدارتها بها , وقررنا وضعها في مكان آخر .
لم تكن آلهة اليونان وحدها التي تخلي عنها ,فحتى آلهة الشرق في آسيا وفي أفريقيا تراجعت شعبيتها بشكل كبير بعد أن هجرها جزء كبير من أتباعها, منها من انقرض نهائيا شأنه شأن آلهة الاغريق ليدرس في الفنون وعلم الأساطير وأخبار الشعوب القديمة, ومنها من بقيت له كمشة من الأتباع تواعده كل ليلة بطقوس سرية في عمق غابة استوائية أو من على قمة جبل , ومنها خلاف كل ما سبق من أثبت مقاومته وظل له أتباع كثر, وان كان قد فقد العديد منهم . كل هذه الآلهة القديمة داس عليها الاله الجديد القادم بقوة ,فسحق العديد منها وترك من بقي منها معطوبا وقد فقد الكثير من الدماء ."صوت صارخ في البرية , أعدوا طريق الرب ,اجعلوا سبله مستقيمة " .

لقد كانت قوته تتمثل أساسا في استفادته من أخطاء من سبقوه . أول ما يتميز به هذا الاله أنه يستفرد بكل السلطات ,في الوقت الذي كانت فيه آلهة الاغريق الساذجة تتقاسم الأدوار فيما بينها, وحتى لو كان بينهم اله مسيطر كزوس مثلا ,فانه يظل محتاجا للمعونة والتحالف مع آلهة أخرى و يضطر الى تقاسم السلطات معها .المثال على ذلك ما فعله مع اخوته بعد ازاحة أبيه كرونوس عن عرش العالم .أبدع الاغريق اذن ديموقراطية شعبية (على مستوى الشعب) و ربانية (على مستوى الآلهة ) . وان كان هذا التقسيم جعل النزاعات والثورات تندلع ضد الآلهة فيما بينها ,فقد كان لكل اله قدرة خاصة يمكنه بها خلق المتاعب للآلهة الأخرى ,حتى أقلهم حظوة .ويمكننا القول بأن هذه النقطة بالتحديد هي التي تسببت أساسا في انقراض آلهة الاغريق .ذلك أن هذا التقسيم للسلطات وهذه التعددية جعلتهم جميعا ضعفاء ,حتى زوس نفسه لم يكن قويا في واقع الأمر .
أما الاله الجديد فهو واحد , متفرد بالألوهية , جامع لكل السلطات بلا استثناء . وهو نفسه يؤكد على فكرة "التعدد = الصراع و الضعف" بقوله في القرآن :"لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتنا" .

يتبع



  رد مع اقتباس
قديم 02-28-2017, 01:21 AM Colombo غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [3]
Colombo
المدير العام
الصورة الرمزية Colombo
 

Colombo is on a distinguished road
افتراضي

تحياتى ساحر القرن رائع وجميل واصل
واسجل متابعتى .
وإذا أردت الرد عليك سأضعه فى شريط منفصل .حتى يظل الشريط كبحث أكاديمى يستفيد منه الأعضاء
تحياتى الغاليه .



:: توقيعي ::: (يكفى أن تجمعنا أنسانيتنا وحبنا للخير )
  رد مع اقتباس
قديم 02-28-2017, 06:00 PM   رقم الموضوع : [4]
ساحر القرن الأخير
زائر
 
افتراضي

الجزء الثاني :



هنالك سبب آخر دفع الى انقراض تلك الآلهة , لا يقل أهمية عن السبب الأول : كشفت تلك الآلهة عن نفسها أمام الناس ,على خشبة مسرح الاغريق ,على اللوحات الفنية المرسومة , على المنحوتات الرخامية و في القصائد الملحمية ... فظهرت عيوبها بوضوح أمام الجميع ولا يقف الأمر عند مستوى الكشف عن نفسها , بل يتعداه الى مستوى التعري أمام الناس .
انني أرى في تعري آلهتهم الجسدي على اللوحات الفنية و منحوتات الرخام اشارة مدهشة الى تعر أعظم هو تعري الذات بكل خصائصها و نقاط ضعفها وقوتها. لم يكن بين الاغريق وآلهتهم حجاب. من رأى منا الاله الجديد ؟ لا أحد رأى حقيقته رؤية نفسية فبالأحرى عينية . ثم انه أخبرنا هو بنفسه أنه خارج الادراك الإنساني , فما ان تجلى الرب لموسى حتى خر هذا الأخير صعقا.
حتى تلك الخصائص التي يدعي تميزه بها لم نرها يوما عليه بشكل مباشر(رؤية نفسية فبالأحرى عينية) وظلت أمامنا منفصلة عنه : العالم بكل شيء, الأبدي, الجميل ,المطلق ,اللامادي ,وغيرها من الصفات تظل هنا والاله هناك, نحاول جاهدين الربط بينها وبينه وإسقاطها عليه بكل ما أوتينا من قوة . يحرص الاله الجديد أشد الحرص على الاخبار عن نفسه بدل الكشف عن نفسه . لم يرد تكرار خطأ من سبقوه ؟
من أسباب انقراض هذه الآلهة أيضا أنها منحت الحرية أكثر من اللازم للاغريق ,فلم تثقل كاهلهم بصلوات وبأدعية يكررونها صباح مساء .كانت الفرص التي يعبد فيها الآلهة قليلة وموسمية . لقد كانوا أقل تدينا منا بكثير , ومن يقول" تدين أقل" يقول بالضرورة ارتباط أقل بالآلهة وبالتالي درجة حرية أكبر .هذا القدر من الحرية جعل الانسان الاغريقي أكثر تجرؤا على الآلهة منا على الأٌقل ,ومنحه الوقت الكافي للتحديق في هذه الآلهة عن بعد . صحيح أن أبطال الاغريق هم من كانوا يبرزون بشكل واضح في هذا الصدد, لكن عامة الاغريق لم تكن تخفي اعجابها بهؤلاء الأبطال و تضامنها مع قضياهم النبيلة ,وكانت تتغنى بجرأتهم وشجاعتهم أمام الآلهة .
أما الاله الجديد فقد فرض علينا واجبات كثيفة تجاهه ملأت وقتنا و زادتنا ارتباطا به , بل انه روج بين صفوفنا فكرة مفادها أن الذي هو أشدنا ارتباطا به واستحضارا له هو الفائز السعيد, فكان ذلك المجال مجال تنافس بيننا... طوبى لمن تقرب الى ربه بالفرائض ثم بالنوافل .
الطابع التجريدي الذي يتميز به الاله الجديد عن الآلهة القديمة لم يجعله فقط متخفيا عن الناس غير ظاهر ,بل أيضا لغزا عجيبا لا يظفر به أحد ,وهذا في حد ذاته زاد من درجة الاعجاب والافتتان به ... كل مجهول بالنسبة الينا تحيطه هالة من الجلال.
كل ما يمكن أن يقال عن تلك الآلهة أنها لم تكن في الحقيقة تسكن السماء ,وان ادعى بعضها ذلك . لقد كانت مع البشر على هذه الأرض ,تعيش معهم و تشاركهم قضاياهم , صراعاتهم , حروبهم , أفراحهم وأحزانهم .ثم ان منهم من أعلن بصراحة أنه يسكن الأرض مثل بوزيدون الذي اتخذ من أعماق البحر سكنا له .
أما الاله الجديد فقد اتخذ السماء مسكنا له بحق , و عمل على عدم التناقض مع نفسه في هذا الصدد بأن بقي بعيدا عن صراعات البشر وحماقاتهم و آلامهم .واذا حصل و قرر التدخل في حرب من الحروب لصالح هذا الطرف أو ذاك فان تدخله يكون بدون توسيخ يده , اما بإرسال من ينفذ المهمة بدلا عنه من ملائكة و طير أبابيل ,أو يحصل تأثيره بشكل سحري بكلمة منه:" كن" فيكون , دون أن يزيده واقع الأرض أو ينقصه من شيء .
هل يسمى هذا مشاركة للبشر في تجاربهم الأرضية ؟؟ عرف الاله الجديد اذن كيف يسكن السماء بحق .ولقد كانت آلهة الاغريق ساذجة بحق .لكنها سذاجة تعكس البراءة ,براءة الاغريق الذين تصوروهم.

يتبع



  رد مع اقتباس
قديم 02-28-2017, 10:23 PM   رقم الموضوع : [5]
ساحر القرن الأخير
زائر
 
افتراضي

الجزء الثالث :



لقد عبنا على الاغريق تصويرهم للآلهة على هيأتهم ,وادعينا أننا , خلافا لهم , نجرد الاله عن كل هيئة وننزهه عن التشبيه بالإنسان الناقص .اننا نكذب في ذلك , عن وعي أو عن غير وعي . ذلك أن كلمة الله نفسها تحيل بالنسبة لنا على ذات واعية عاقلة ,أي أنها تحيل على شخصية ,وليس لنا في أعماق نفسيتنا أية صورة للتشخص مخالفة لتلك التي نراها في الانسان ,أي تلك التي نرى بها ذواتنا . لنأخد خشبة المسرح مثالا في هذا الصدد : تعتليها شخصيات بأقنعة مختلفة , هذا يتقنع بوجه الفيل , وذاك بوجه الذئب , والآخر بوجه كائن فضائي , لكنني وأنا أنظر اليهم , لا أجد لا الفيل ولا الذئب ولا الكائن الفضائي... أجد الإنسان, الانسان وفقط ! ذلك أنهم مهما تقنعوا سيظلون شخصيات , و"الشخصية" و "الانسان" مترادفان بالنسبة لي أنا الانسان الذي لم يسبق له أن اطلع على هيئة تشخص مخالفة لتلك التي يوجد عليها .وحتى عندما أنظر الى القط أو الكلب أو الفيل في اواقع لا على خشبة المسرح , لا أستطيع منع نفسي من رؤية الانسان في تلك الكائنات.
كل محاولة لسلخ مفهوم الانسان عن مفهوم الشخصية هي الى الفشل ما دام الانسان في وضعه الوجودي الذي هو عليه الآن . نظرتنا الحسية التي تقع على العالم المادي أو نظرتنا الفكرية التي تقع على العالم التجريدي لا تخلو من الأنسنة .ما الذي يخطر في بالكم عندما تنظرون الى لوحة فنية تصور الطبيعة الراقصة ,الغاضبة ,أو المستكينة الهادئة ؟ كيف سيمكن لكم ادراك هذه الأعمال الفنية ان لم تستحضروا صورة الانسان الغاضب ,الراقص أو المستكين ؟ ذلك أن هذه الصفات انسانية محضة بالنسبة لنا. ان الفنان نفسه لم يكن ليوفق في رسم تلك اللوحات لو لم يكن في لا وعيه صورة مرجعية للغضب والرقص والسكون , ولا نعرف لهم صورا معاشة فعليا إلا عند الانسان.
حتى الحيوانات التي ننظر اليها في الغابة , نؤنسنها بشكل تلقائي ومباشر ,فحين نتصور الثور غاضبا نستحضر بشكل تلقائي صورة الانسان الغاضب...وحين نقف متأملين اللبؤة التي تداعب شبلها برفق وحنان ,تحظر في نفسيتنا صورة الأم تداعب طفلها.
خلاصة القول أن صورة الانسان هي المرجع الوحيد الذي نملكه . لهذا فالإغريق أو حتى الهنود ليسوا مذنبين في رؤية الآلهة على شاكلتهم .
ندعي تجريد الاله وعدم أنسنته فيؤول بنا الأمر الى شبح غير محدد الملامح فنقع في نفس الخطأ الذي عبناه عليهم. ذلك أن الشبح مهما بلغ في غموضه وتجرده ,لن يظهر لنا الا كشخصية في نهاية المطاف .انكم مدانون أيها الاغريق ,وذنبكم الوحيد هو :صدقكم مع ذواتكم الذي تمثل في هذه الأنسنة المعلنة .جاء بعدكم بشر حاربوا الأنسنة بشدة, استطاعوا القضاء عليها في عالم الظواهر , لكنها ما تزال حاضرة في نفسيتهم و لاوعيهم .
يتبع



  رد مع اقتباس
قديم 03-02-2017, 12:13 AM   رقم الموضوع : [6]
ساحر القرن الأخير
زائر
 
افتراضي

الجزء الرابع :


صورة من أحد مخيمات الاعتقال النازية (جهنم الفوهرر)

ان من يقارن بين الديانات التوحيدية , وعلى رأسها الاسلام من جهة , والأنظمة الشمولية من جهة ثانية , سيجد نقاط تشابه متعددة . " أنا من يعرف كل شيء, أنا من يملك الحكمة كلها , أنا القادر على كل شيء , كلكم ملك لي , مصيركم بين يدي وحدي , أنتم أمامي لا متناهون في الصغر وأنا أمامكم لا متناه في الكبر , عليكم أن تنفدوا أوامري بالحرف الواحد وتجتنبوا ما أنهى عنه , كل زفرة تقومون بها , كل خاطرة تخطر ببالكم , كل نية مبيتة من طرفكم أعرفها مسبق , كل ورقة أو حبة تسقط في ظلمات البر و البحر الا وسبق علمها عندي. توجهوا الي وحدي , لا لأحد غيري , أنا مآلكم ومنتهاكم " . لمن هذا الخطاب يا ترى ؟ قد يكون لموسوليني , أو لهتر , أو لستالين , كما وقد يكون للإله الجديد , اله الديانات التوحيدية . انه خطاب تسلطي بامتياز , ينفي امكانية وجود فعلي للآخر إلا بوصفه عبدا : "لا وجود إلا للعباد , و لي طبعا . فلينحني لي الجميع . فليحييني الجميع . فليخشع لي الجميع . فليخف من بطشي الجميع . ". وبعد كل هذا لا بد للقائد الروحي أن يتصالح مع قطيعه بعد أن يدين له هذا الأخير فيقول في لطف : " فليحبني الجميع " .لكنه حب بلغ أقصى درجات الجنون , اذ ينبغي على المحب فيه أن يحب محبوبه ذاك , القائد , حبا أشد من حبه لأي شيء ,أشد من حبه لنفسه ولأبويه ولأبناءه ولأي شيء آخر في هذا العالم , بحيث يصير من الممكن التضحية بهم جميعا , دفعة واحدة أو على دفعات , في سبيل القائد , الفوهرر .
" لن يؤمن أحدكم بقضيتنا العادلة , ألمانيا , إلا بعد أن أكون أحب اليه من أمه وأبيه ونفسه ". لا شك أن الفوهرر قالها يوما ما جهرا أو سرا .
أما أولئك الذين يتكبرون عن الخضوع للقائد – عن عبادة الاله الجديد- من يتكبرون عن عبادته ,فينالون العذاب الشديد ويطردون من دائرة الرحمة , ويتم التنكيل بهم حتى يرضخوا للأمر الواقع ويعترفوا بحقارتهم , ولن يكف عنهم العذاب ولن يغفر لهم ولو توسلوا و جاءوا بملء الأرض ذهبا ليفتدوا به , بكل بساطة لأن الأوان قد فات , ولأن الخطيئة المرتكبة (أي التكبر عن العبادة أو لنقل عن تقمص دور العبد ) هي أم الخطايا وأكبر الكبائر , لقد ألحقت بالفوهرر (الاله الجديد) ضررا معنويا خطيرا , وجرحت كبرياءه جرحا عميقا , لقد طعنت في رتبته الوجودية كسيد مطلق , فما كان له من سبيل للانتقام من هذا الضرر إلا بعذاب أبدي للمتسبب فيه .
شأنه شأن كل الأنظمة الشمولية , بطش النظام الشمولي للاله الجديد لا يطال فقط الذين يقولون "لا", بل حتى أولئك الذين يقولون "نعم" , أي أكثر المخلصين والأوفياء للزعيم. كم من مرة وجد هتلر أو ستالين نفسه ملزمين بالتضحية بأقرب المقربين اليهما , لا لشيء إلا لأنه تقرر أن يلعب أولئك الأقرباء دور الضحية , تقرر أن يموتوا , "قدر عليهم" ذلك بطريقة ما , امتحان أخير ليؤكدوا اخلاصهم الأبدي للفوهرر . وبالمثل فان الاله الجديد لا يترك المخلصين ينعمون في حياة سعيدة خالية من المصائب , بل يبلوهم بالشرور ليمتحن ايمانهم به كقائد, و في الأخير , كلهم مطالبون بالموت , وعليهم أن يتقبلوا هذا المصير المحتوم - تماما كما تقبله المخلصون لهتلر وستالين – كل ذلك مقدم في طابق اسمه : القضاء والقدر . وعندما يتساءل المؤمن : لماذا يحصل لي هذا كله, ولماذا قدر علي هذا كله ؟ لماذا ينبغي أن أعاني , أن أتعذب , ثم أموت ؟ عندما يسأل مثل هذه الأسئلة تكون الاجابة سريعة : ارادة الله في خلقه , ارادة ستالين في شعبه , ولا بد من الخضوع لهذه الارادة الشخصية التي تمتد على العالم , وإلا فالعقوبة وخيمة : مخيمات اعتقال جماعية تلعب دور الجحيم في عالم الاله الجديد .

يتبع



  رد مع اقتباس
قديم 03-02-2017, 01:53 AM Colombo غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [7]
Colombo
المدير العام
الصورة الرمزية Colombo
 

Colombo is on a distinguished road
افتراضي

تحياتى ساحر رائع جدا
https://www.il7ad.org/vb/showthread.php?t=10139
هذا رابط التعقيب على هذه السلسله من مقالات الإله الجديد
وقد وضعت لك مداخله
و تحياتى لك مره أخرى على هذه السلسله الرائعه



:: توقيعي ::: (يكفى أن تجمعنا أنسانيتنا وحبنا للخير )
  رد مع اقتباس
قديم 03-02-2017, 02:24 AM   رقم الموضوع : [8]
ساحر القرن الأخير
زائر
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كولمبو مشاهدة المشاركة
تحياتى ساحر رائع جدا
https://www.il7ad.org/vb/showthread.php?t=10139
هذا رابط التعقيب على هذه السلسله من مقالات الإله الجديد
وقد وضعت لك مداخله
و تحياتى لك مره أخرى على هذه السلسله الرائعه
شكرا زميلي كولومبو
تشرفني متابعتك ومتابعة الزملاء
وكلي شوق لسماع تعقيباتكم في الموضوع الذي تفضلتَ بانشاءه مشكورا
دونت الكتاب الذي اقترحته علي وسأقرؤه في أقرب فرصة
تحياتي



  رد مع اقتباس
قديم 03-02-2017, 10:51 PM   رقم الموضوع : [9]
ساحر القرن الأخير
زائر
 
افتراضي

الجزء الخامس :



"لا حاجة لأن يحتج أحد المحكوم عليهم يوم الحساب , بكل بساطة لأن الله لا يظلم أحدا مثقال ذرة , فاحتجاجه ذاك سيكون مضيعة للوقت لا غير" . أقسم أن هذا ما كان يقوله أنصار هتلر وموسوليني وستالين عن زعمائهم كلما احتج الناس عليهم . على الأقل في هذه الأنظمة الشمولية الدنيوية , و رغم القمع الشديد , كان المعارضون يستطيعون الانفلات من قبضة الصمت المحكمة بين الفينة والأخرى وقول ما يريدون الى حين . أما في النظام الشمولي الالهي , فان الصمت المطلق هو السائد , لا أحد يستطيع النطق بكلمة , لسنا ندري كيف سيتحقق ذلك ... ربما بمجرد ما يريد الانسان الكلام يجد لسانه مشلولا لا يطاوعه , أو تعقد الألسنة في الأفواه , وبحركة سحرية من الله , تتحرر ألسنة من يؤذن لهم بالكلام ... لسنا ندري كيف, ففي النهاية , لا يحتاج الاله الجديد الى طرق أو وسائل لتحقيق غاياته , يكفيه ن يقول قول :"كن" فيكون .هذا الأمر شبيه الى حد ما بقدرة الزعماء الشموليين, فكلمة من فمهم تكفي لهدم مدن بكاملها وقطع رقاب شعب بأطفاله ونسائه , كلمة واحدة فقط . لكن تلك الكلمة أمر بشري قد يواجه بالعصيان , أو بحيلة أو مكيدة تمنع تحققه , وان كان هذا مستبعدا وضعيف الاحتمال لكنه حصل مرات عديدة , الأمر الذي –نظريا- لا يمكن ان يقع بالنسبة لكلمة الاله و أمره الذي يتحقق لا محالة : انها قمة الشمولية , وأمامها يقف المرء عاجزا , لا يملك من أمره شيئا , الأمر كله لله , يقص الحق , وهو خير الحاكمين . هذه الشمولية الالهية تقول لك مرددة : " اننا نتحكم في الماضي والحاضر والمستقبل ببساطة , في البر والبحر والفضاء, في الشجر والحيوان والحجر " . انها شمولية زمانية و مكانية , شمولية بالمعنى الحرفي للكلمة , شمولية تشمل كل شيء ... أجل كل شيء . ومن هنا سنكتشف أنه لم يوجد يوما نظام شمولي- بالمعنى الحقيقي للكلمة- على سطح الأرض , وكل الأنظمة التي ادعت الشمولية لنفسها , كان هنالك شيء من ذلك "الكل شيء" ليس تحت يدها , ناهيك عن أنها لم تنل الشمولية المكانية ولا الزمانية , فامتدادها الجغرافي كان محصورا, كما هو الشأن بالنسبة لامتدادها الزماني في التاريخ .
ليس هنالك سوى نظام شمولي حقيقي واحد : نظام الاله الجديد في هذا الكون : كان و ما يزال وسيبقى . ماذا بقي لنا نحن ؟ الانسحاق أو التفجير الذاتي أمام هذه القوة المطلقة . ذلك أنه لا أمل , لا مجال لتغيير هذا القدر المقدر. انه قدر فوق الجميع , ولا يملك أحد تغييره . ينبغي التعايش معه, مع الحقيقة , أو الانصراف فورا. المشكلة أنه لا مفر من هذا الفوهرر حتى عند اختيار الموت , لأن الموت بدوره سيقذفك في أحضانه من جديد . لا مفر ! بالمعنى المطلق للكلمة . أنت اذن محاصر من كل جهة ... لا وجود حتى لثقب صغير في جدران هذه الزنزانة...تقول لخزنة الاله الجديد : "بالله عليكم أعدموني " وتقول لله : " بك عليك أعدمني " فيجيب وعلى وجهه ابتسامة ساخرة : " أمامك خيار واحد ووحيد , واحد ووحيد , أن تركع " . كيف تستغربون اذن من هؤلاء الملايير الذين قرروا الركوع ؟؟؟ أمام كل نظام شمولي , كثيرون منهم سيستعصمون , لكن ليس أمام هذا النظام الشمولي , بكل بساطة لأنه ينفي امكانية وجود أي مخرج !
هكذا قرر الجميع الركوع , في مشهد مهيب , أمام الاله الجديد , الذي انتفخ أكثر فأكثر وهو يشاهد الكل ينحنون له في ايقاع موحد , و تحققت ذاته تحققا وجوديا مذهلا , وشعر بها فعليا عبر طرحه السؤال التالي : "لمن يركع هذا الحشد الغفير ؟ لمن ؟ من الذي يستحق كل هذا التبجيل و الخضوع ؟ التفت يمينا ويسارا فلم يجد أي اله يزاحمه – لقد قضى على جميع الآلهة منذ زمن ليس بالهين– فاستنتج أنهم يركعون له وتيقن من ذلك تيقنا مطلقا . انها " الأنا " الالهية وهي تعيش أجمل لحظاتها , قمة اللذة والانتشاء بالنسبة لها , ماذا بقي ؟ أن تزأر قائلة : "لمن الملك اليوم ؟ لمن الملك اليوم ؟" فيرد الجميع في تناغم :" لك ,لك أيها الاله " .
تلك هي اللحظة التي خلق لها الجميع , لهذا المشهد خلق البشر و أعدت العدة ...لأجل هذه اللحظة ....

يتبع



  رد مع اقتباس
قديم 03-03-2017, 04:10 PM   رقم الموضوع : [10]
ساحر القرن الأخير
زائر
 
افتراضي

الجزء السادس :

عندما تندلع انتفاضة العبد على السيد ...تشعل النيران في كل مكان


لكن مهلا , ها هو أحد الراكعين يرفع رأسه , ثم تلاه آخر , وآخر , وآخر ... نظر اليهم الاله الجديد بنظرة يتطاير منها الغضب و الوعيد . انهم يفسدون المشهد المهيب , بالرغم من أنهم قلة قليلة . انهم يصرخون قائلين : " الويل لك منا , لن نركع بعد اليوم , سنحارب , سنتعارك , لن تسلم بعد اليوم من مجانيقنا ... أقبل ان كنت تقوى على العراك , أظهر نفسك". صراخهم يذوب في تسونامي التكبير والتسبيح والحمد الذي يساهم فيه الملايير ,لذلك لم يسمعه أحد , ومن سمعه منهم لم يعره اهتماما . لكنهم هناك , يخططون للطريقة التي سيلحقون بها الاله الجديد بمن سبقوه الى مقبرة الآلهة.

الاله الجديد, وان أبدى غضبا و عداوة لهم فانه لم يتفاجئ أبدا بتصرفهم ذاك , وأغلب الظن أنه كان يتوقعه بل و يريده , أليس هو نفسه يقول : " فلو شاء لهداكم أجمعين " ؟ ان الاله , ككل سيد , لا يروقه ركوع العبد الى الأبد , لأن ذلك يجعله سيدا أمام الفراغ . يريد السيد أن يبرهن هذا العبد على أنه ما يزال موجودا , وبالتالي على أنه ما يزال عبدا ,وهكذا يستمر السيد في أن يكون سيدا . على العبد أن ينتفض وتقمع انتفاضته باستمرار ليستمر السيد سيدا.
الخضوع , التسليم , العبودية , التذلل , الانسحاق , الركوع ... كلها كلمات تنتمي الى معجم أسود قبيح عندما يتعلق الأمر بالعلاقات بين البشر. تلك الكلمات, وهي تسقط على مسامع الانسان الحر منا , تثير غضبه و حفيظته , ويثور عليها قبل أن يعيشها حتى , تنطلق ارادته الحرة مدوية في الأفق تصرخ ضدها . لكن بمجرد ما يدخل الاله على الخط , تتلون تلك الكلمات بأحلى الألوان وتصير مقبولة , بل ومطلوبة في ذاتها ... تصير مجالات للتنافس بين الناس : من يستطيع أن يكون أكثر الناس عبودية , من يستطيع أن يكون أكثرهم تذللا و انسحاقا وخضوعا ... من يستطيع أن يكون العبد رقم 1 ؟ وكأن تلك الكلمات تعرضت لنوع من الترويض , تلك الوحوش الشريرة قلمت أظافرها و انتزعت أنيابها لتصير كائنات لطيفة و جميلة نمسح على رأسها ونداعبها بعد أن كنا نرتعب ونشمئز منها . ما سبب هذه الطفرة يا ترى ؟ هذا التغير في النظرة الى نفس اللفظ بمقدار 180 درجة ؟ انه الشعور بالفضل , بفضل الله عليك , الله الذي منحك الوجود , الذي منحك الكرامة التي تتبجح بها أيها الأحمق , الذي منحك انسانيتك التي تبذل كل جهدك لصونها . هذا الشعور بالفضل العظيم يدفع الانسان الى قول ما يلي : " أنى لي الحديث عن كرامة أمام من منحني اياها ؟؟" فلا يجد بدا من الركوع ثم السجود مرددا : "العبودية لك يا الهي هي مطلق التحرر, التحرر من الشهوات , من الناس , من الذات...". يا لها من محاولة للاستساغة هذه العبودية ! يا له من احتيال مفضوح ...انه بحق اعتراف ينبع من موقف ضعف و وهن , اعتراف بالفضل يخرج في ساعة احساس بالنقص والاحتياج الأزلي لهذا الاله .
لكن , بمجرد ما يطرح الانسان هذا السؤال ينهار الصنم الذي تم نصبه بسرعة البرق : " هذا الاله الذي أوجدني بملء ارادته , لماذا يطالبني بحقوق له علي ؟ هل استشارني أصلا في أن أوجد أو لا أوجد ؟ ان كان قد أوجدني فليتحمل المسؤولية كاملة , و كل نعمه تلك ليست الا واجبات لا يملك حق المن بها علي ولا أجد أنه من الواجب علي شكره عليها . ان العبودية تظل عبودية , أكانت للبشر أم للآلهة أم للأبالسة , وستعني دائما علاقة غير متكافئة تعلي من شأن طرف على حساب الطرف الآخر الذي سيجد نفسه ملزما باحتقار نفسه و انكارها جزئيا أو كليا. وحتى ان أنكرها جزئيا فقط فلن يحتفظ إلا بالجزء من ذاته أو بالأجزاء التي يرغب بها الطرف الآخر . أتسمون هذا وجودا فعليا ؟؟ أن توجد لأجل الآخر ؟ أليس مانح الحرية هو أول طرف ينبغي له تغديتها و تعزيزها عوض حدها و قضم جزء كبير منها ؟
هذا الاله يقول لكم بالحرف الواحد : " أيها البشر , كونوا أحرارا أمام بعضكم البعض , لكن ليس أمامي " . لقد أعطى للبشر عطية عظيمة بحق : أعطاهم حرية و نآى بنفسه عنها .هكذا هو شأن الأسياد دائما عبر التاريخ, فما من سيد قال لعبد له:" كن عبدا لعبد آخرغيري أنا" فذلك سيخلق سيدا آخر بجانبه يزاحمه على سيادته. على العبيد أن يبقوا أحرارا فيما بينهم كي لا يصعد سادة جدد يزاحمون السيد الأكبر والأول . السيد الضامن لحرية العبيد : يالها من فكرة مضحكة ! الاله جالس على عرشه مرتاح في سلام أبدي والعبيد أحرار : من يمكنه تصور وضعية أفضل من هذه ؟؟

يتبع ...



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
الاله, الجديد, بعنوان, سلسلة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مقتطفات من روايتي (نورما...حلم حياة) من فصل بعنوان (الموعد الضائع) حكمت ساحة الشعر و الأدب المكتوب 0 11-07-2017 03:06 AM
بمناسبة فوزي بلقب اديب....اعادة طرح قصيدتي بعنوان (مرتين) حكمت ساحة الشعر و الأدب المكتوب 6 08-14-2017 12:41 AM
سلسلة رمضانية بعنوان anti إلحاد بديع حول الإيمان والفكر الحُر ☮ 9 08-05-2017 05:49 AM
مقال رائع للدكتور هيثم طلعت بعنوان .. ملحد ينتقد داعش !!! سيد الخواتم ساحة النقد الساخر ☺ 32 04-19-2017 08:55 AM
خاطرة بعنوان تعبت moh ساحـة الاعضاء الـعامة ☄ 13 04-01-2017 06:38 PM