![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [81] |
|
الأُدُباءْ
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
* رؤيا الملك لقمان بالحلول في الذات الإلهية المطلقة ! |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [82] |
|
الأُدُباءْ
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
أديب في الجنة (67) * رؤيا الملك لقمان بالحلول في الذات الإلهية المطلقة!! انتفض جسد الملك لقمان أكثر من مرة خلال نومه العميق على صدر الملكة نور السماء . أدركت الملكة أن الملك يحلم وإلا لما انتفض جسده . ربتت على ظهره وقبلت جبينة ، فيما كان الإمبراطور والإمبراطورة ومئات الآلاف من المحتفين يمتعون أنظارهم بالعوالم الساحرة وتحليق الكائنات في أعماق المحيط ،ومئات الآلاف يشاركونها التحليق والسباحة دون أن ينتهي نهار أو ينقضي ليل ، ولم يعد أحد يعرف إن كان في نهار أم في ليل ،كما لم يعد أحد يشعر بمرور الزمن ،وكأن قوانين الطبيعة قد اخترقت للمرة الثانية في هذه المسألة أيضا . رفع الملك جفنيه ببطء عن عينيه على أثر انتفاضة صغيرة من جسده. لم يعد إلى كامل وعيه بعد . لم يعرف أين هو . عبق أنفه بالعطر المتفوح من صدر الملكة . رفع يده قليلا وحركها في الماء ليدرك أنه ما زال في أعماق المحيط . تنبهت الملكة إلى استيقاظه . قبلت وجنته . - هل استيقظت يا حبيبي ؟ همس : - أجل . - هل كنت تحلم ؟ - أجل ! - كان جسدك ينتفض بين فترة وأخرى . - كنت أحلم بما لا يتصوره عقل على الإطلاق ! - بماذا يا حبيبي ؟ - حلمت أنني حللت في المطلق الأبدي! - الله ؟ - الله . الألوهة . الخالق . المطلق ! قبلت الملكة جبينه . وهمست : - هذه رؤيا رائعة ! - كلمة رائعة وكل مفردات اللغة لا تكفي للتعبير عنها ! - ألا يمكنك أن تخبرني شيئا عما رأيته وكنته ؟ - إنه فوق قدرة العقل على التصور! - كيف ؟ - يمكن القول أنني رأيت نفسي في كل مكان وخارج حدود أي مكان ! أتمنى أن ألقى خالقي بالشكل الذي رأيته فيه في هذه الرؤيا . - يا ألله يا حبيبي ! قص علي الرؤيا من بدايتها ! - كنت جالسا في ظل صخرة كبيرة في سهل فسيح صحراوي تنتصب فيه مئات الصخور العملاقة، التي بدت كمنحوتات هائلة فائقة الجمال،أتأمل في الوجود الإلهي . وكنتم تجلسون على شرفة المركبة على مسافة عشرات الأمتار مني ، دون أن يجرؤ أحد على الإقتراب مني أو اقتحام خلوتي وقطع تأملاتي ، حتى أنت لم يكن مسموحا لك أن تقتربي مني ! كان قد مر على عزلتي بضعة أيام لم آكل فيها ولم أشرب ،وقد قررت أن أحيا في زهد وتقشف إلى أن أصل إلى الله أو أموت دون ذلك ، بعد أن فشلت في تحقيق العالم الذي أطمح أن أعيش فيه ، وبعد أن تبين لي أنه لم يتحقق شيء مما كنت أظن أنه تحقق. كان كل شيء مجرد أحلام وأوهام وتخيلات . - حبيبي ! كنت تهرعين نحوي بين فترة وأخرى ،فأشير بيدي إليك أن لا تقتربي مني ، فتتوقفين وتشرعين في البكاء والتوسل إلي أن أكف عما وضعت نفسي فيه ، ويهرع خلفك الملك شمنهور ونسمة وعناة وأستير وربة الجمال وآخرون ويشرعون في البكاء والتوسل بدورهم ، دون جدوى مني . شرعت الملكة في ضم جسد الملك بشيء من الشدة وكأنها تريد أن تدخل جسده في جسدها،وهي تهمس " حبيبي " فيما هو يتابع : كنت أجلس إلى جوار الصخرة بصمت مطبق مرتديا ثوبا أبيض طويلا وكوفية بيضاء،أمضي نهاري مستندا إليها وأمضي ليلي مستلقيا أو نائما إلى جوارها. لم أشعر بعد ثلاثة أيام من اعتزالي بحاجتي إلى قضاء الحاجة ، كما لم أشعر بحاجتي إلى الطعام والماء ، فلم أجع ولم أعطش ولم أبرد ولم يتغير شيء في . أدركت أن هذا الخرق لقوانين الجسد لم يحدث إلا من قبل واضع القوانين نفسه ، وأنه معي ويدرك ما أطمح إليه . أنتم من تغيرت أحوالكم بسببي فلم تعودوا قادرين على حياة البذخ والترف وأنتم ترون الزهد الذي قررت أن أعيش فيه . في اليوم السابع من اعتزالي ظهرلي فجأة شخص يشبهني . كان يجلس أمامي في جلال مهيب . سألته " من أنت " قال " أنا الله يا لقمان " لم أصدق أن أرى نفسي أمام نفسي بعد مليارات السنين الضوئية التي قطعتها بحثا عن الله . فلو عرفت أن المسألة بسيطة إلى هذا الحد لكنت وفرت على نفسي كل هذا العناء . قلت للرجل شبيهي " أنت لست الله ولن تكونه " قال بعد صمت " أجل أيها الحبيب لقمان ، أنا لست الله ، فوجودي حسب فهمك موجود في كل شيئ وكل شيئ موجود في وجودي ، فكيف أكون أنا أنت وتكون أنت أنا ؟ كل ما في الأمر أنني قررت التجسد في انسان لمخاطبتك ، وفضلت أن يكون الإنسان يشبهك كي لا أدعك تذهب بعيدا في انطباعات مختلفة . لم أتمكن من ذلك بسهولة خاصة وأنك أول إنسان أتمكن من التجسد في مثيل له منذ أن وجد الإنسان " بدأت أقتنع بكلام الرجل بل وصدقت أنني أمام تجسد للذات الإلهية وإن لم يكن الذات الإلهية نفسها أو كلها . لم أعرف ماذا يتوجب علي أن أفعل هل أعانقه ؟ وهل سأشعر أنني أعانق الله ولا أعانق نفسي ؟ ودون أن أخرج من حيرتي مددت يدي وأشرعت حضني ليلقي الله نفسه عليه . احتضنته واحتضنني ، لنشرع في البكاء على كتفينا . نبكي فرحا بلقائنا وحزنا على عدم تحقيق طموحاتنا . فقد بدا الله حزينا لأنه لم بستطع بعد أربعة عشر مليار عام من عملية الخلق أن يحقق الوجود الكامل والإنسان الكامل ،وأنا بدوري فشلت في أن أهدي إنسانا إلى إيماني . جففنا دموعنا ونحن نعود إلى جلوسنا ، أحدنا في مقابل الآخر . سألت الله : - لماذا كلفت نفسك وتجسدت في صورتي لتظهر لي يا إلهي ؟ قال : - لأنني في حاجة إليك لأن تكون معي على كوكب الأرض وليس في الكون كله ! - أنت بعظمتك في حاجة إلي أنا الإنسان الضعيف ؟ - أجل يا لقمان . وأدعوك لأن تكون مع فكرك . لأن فكرك هو فكري . ألست القائل بتكامل عملية الخلق بين الخالق والمخلوق . ألست القائل بأن الغاية من خلق الإنسان هي أن يشارك في عملية الخلق وأن يبني الحضارة الإنسانية ويحقق قيم الخير والحق والعدل والجمال . هل تراني كنت قادرا على تحقيق ذلك ولم أفعل ؟! - لكني فشلت يا إلهي ولم أمنع حتى قتل عصفور ! ولم أنجح في جعل إنسان يحب إنسانا آخر . - ينبغي عليك أن تصبر كما صبرت أنا . وأنت تدرك كم طال صبري إلى أن تمكنت من خلق الإنسان والوصول إلى ما وصلت إليه . - يا إلهي لن يكون لدي هذا الصبر كإنسان . لن يكون إلا إذا كنت معك وفيك !! خاصة وأن عمري قصير جدا إذا ما قورن بعمرك. وأطرق الله للحظات يا حبيبتي قبل أن يتساءل : - هل هذا قرارك الأخير أيها الحبيب ؟ قلت: أجل يا إلهي . فطمعي في محبتك لا يضاهيه طمع . وحلمي بأن أكون معك وفيك لا يرقى إليه حلم . قال: - حسنا أيها الحبيب لقمان . سيكون لك ما أردت . وستكون دون البشرأول إنسان يتحد مع وجودي ويحل فيه وهوحي ودون أن يموت. أتمنى لك وجودا جميلا في وجودي . وسأجعل من اتحادك بي وحلولك في آية وعبرة ومعجزة للبشرية كلها .. لتسير في اليوم القريب على خطاك . ولنحقق ما لم نحققه معا من قبل ، ليرقى الخلق بالحضارة الإنسانية إلى أسمى معانيها ولتسود المحبة العالم . ومد الله يديه ووضعهما على كتفي قبل أن يعانقني مودعا . قال . - أنت بعد اليوم لن تكون أنت . وصورتي هذه لن تكون ثانية . أودعك أيها الحبيب. وعانقني الله مودعا يا حبيبتي . وعانقته وأنا أبكي فرحا وأشكره . ارتفع بضعة أمتار عن الأرض ليختفي بعد ذلك وكأنه لم يكن . لم تمر سوى لحظات على إختفاء الله في وجوده المطلق . حتى أحسست بقوة تدفعني نحو الفضاء لأرتفع كما أنا في جلستي . أدركت أن وعد الله لي سيتحقق . ضممت أصابع يدي إلى شفتي وأرسلت لك ولطاقم المركبة بضع قبلات عبر الأثير.. وما حدث بعد ذلك لا يمكن لعقل بشري أن يتصوره . فأول ما حدث هو أن جميع المنحوتات الصخرية بما فيها الصخرة التي كنت أجلس إليها طوال سبعة أيام قد نهضت خلفي في أسراب منتظمة . تقدمتها الصخرة التي كنت أجلس إليها . لا أعرف كيف سأستطيع أن أكمل لك هذه الرؤيا يا حبيبتي وأن أصفها بدقة ، فهي كما أشرت أكبر من أن توصف . ضمت الملكة الملك إليها . وعانقته . طالبة إليه أن يأخذ راحة ليكمل لها الرؤيا فيما بعد ، حسب ما يمكن للغة أن تعبر عنه . **** يتبع . |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [83] | |
|
الأُدُباءْ
![]() ![]() |
اقتباس:
![]() ![]() |
|
|
|
||
|
|
|
رقم الموضوع : [84] |
|
الأُدُباءْ
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
شكرا نوران
أن تأتي متأخرا أفضل من ألا تأتي! |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [85] |
|
الأُدُباءْ
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
أديب في الجنة (68) المعراج السماوي والحلول في الذات الإلهية حسب رؤيا الملك لقمان .* حين رأى الملك لقمان أن الإمبراطور والإمبراطورة يتحاضنان بانسجام رومانسي ويرقبان سحر العوالم المحيطة بهما في أعماق المحيط، ألقى رأسه ثانية على صدر الملكة وشرع في إكمال قصة الرؤيا لها . قال: " رأيتك يا حبيبتي تثبين وتقفزين في الفضاء لتلحقي بي، وليثب خلفك كل من على المركبة . ونظرا لأن الصخور كانت تتقدمكم في صعودها خلفي فقد توقفت في الفضاء للحظات لتتيح لكم أن تتقدموها . وبالفعل تم ذلك إكراما لكم . فأصبحت تحلقين على مسافة أمتار خلفي تتبعك نسمة وأستير، فنساء وفتيات المركبة، فالملك شمنهور وباقي الرجال من الجن والإنس . تابعت صعودي لتصعدوا خلفي تتبعكم الصخور. تغير خط صعودي العمودي لينحني في شبه قوس .أتاح لي تغيير مسار صعودي أن أنظر خلفي إلى أسافل الفضاء لأرى الهول : كون بأكمله يصعد بانتظام خلفي ،وقد تجزأت عوالمه إلى مجموعات انتظمت في أسراب محلقة خلف الصخور : جبال ، تلال ، كروم ،حدائق ، ورود ، أشجار ، أنهار ، بحار ، محيطات، ينابيع ، شلالات ،كواكب ، شموس ،أقمار ،نجوم ، شهب ، مذنبات ، مجموعات بشرية من نساء وأطفال . كل ما لا يحصى من أنواع الطيور والحيوانات، نسور،صقور ، عقبان ، حمام ، حجل ، لقلق ، رخم ، نوارس ،قبرات ، غزلان ،زرافات ، وعول ، أرانب ، نمور ، أسود ، ذئاب ،قطط ، كلاب.. حيتان ،دلافين ، أسماك ، أخطبوطات ،أفاع .. وشعرت أنه أصبح لدي قدرة فائقة على الإبصار بحيث رأيت بين الأسراب المحلقة خلفي ما لا يصدقه عقل : أسراب من حبات الزيتون الأخضر ،وأسراب من سنابل القمح ، وأسراب من قطوف العنب ، وأسراب من التفاح ،وأسراب من البرتقال ، وأسراب من الفريز ،وأسراب من البلح ! وما أثار في نفسي البهجة أكثر هو أسراب الألوان التي أضفت ألوانها على الكائنات كلها ، وأسراب الروايات والأقاصيص، وأسراب الكلام ، وأسراب الأشعار . وأسراب الألحان . وأسراب النايات والأعواد والربابات والكمنجات.. وأسراب الرائحة التي تفوحت ليعبق عطرها في موكب المعراج كله . أجل يا حبيبتي . أدركت أن الله أراد أن يجعل لي آية تكون نبراسا للبشرية مصدقة لما جئت به، من أنه الواحد في الكل ،والكل في واحديته يتحد ، فجعل آيته في هذا المعراج الكوني الذي أقامه لي . صدحت موسيقى كونية . شرعت الكائنات كلها ترقص في السماء صاعدة خلفي في طريق لولبي وقد لفتني هالة سديمية من ذرات فضية مشعة . ليس في مقدوري أن أصف لك شعوري ومدى فرحتي وأنا أدرك أن الخالق اصطفاني من بين البشر وأنني الآن أزف إليه في هذا المعراج المهيب لأحل في ذاته وأتحد بها إلى الأبد . شعرت أنني أحلق في سقف الكون ،وأنه لم يعد ثمة مجال للصعود أكثر، حين انعطف خط تحليقي راسما دائرة في الكون، لترسم الكائنات ما لا يحصى من دوائر تحليقها خلفي . انبثقت أمامي هالة سديمية من نور أشبه بغيمة ناصعة البياض تخللتها إضاءة خافتة بدت كأنها أنوار شموع . أحسست بجسدي يتوقف قبل ولوج الهالة . أدركت أنها بداية النهاية . ضممت أصابع يدي إلى شفتي وألقيت عليك وعلى الكائنات عشرات القبل . وقبل بضعة أمتار من اقترابك مني هبط موكبك ليمرعلى مسافة أمتار أسفل مكاني .. لوحت لك بيدي . فلوحت بيدك وقد أدركت أنها النهاية . لم تكوني حزينة ولم تكوني فرحة ، وبدا واضحا أنك تقبلت إرادتي وإرادة الخالق شبه مرغمة، وأنك تجاهدين قدرالإمكان كي لا تبكي . ابتعدت في رسم الدائرة تتبعك الكائنات إلى أن أصبحت في منتصف قطر دائرة في مواجهتي وأنت تلوحين بيديك وترسلين القبل لي . لوح طاقم المركبة وزغردت الكائنات . ألقيت علىيك وعلى الجميع قبلتي الأخيرة ، واسترخيت متمددا على طولي داخلا في هالة النور السديمية .. اجتاح جسدي خدر لذيذ لم أشعر بما هو ألذ منه في حياتي .. توغلت في عمق الهالة . وكلما توغلت في عمقها ازداد شعوري بالمتعة، إلى أن فقدت إحساسي بوجودي دون أن أفقد إحساسي بالمتعة . ولم أعرف أن وجودي المادي كله سيتحول إلى متعة مطلقة دون أن أعرف كيف ، فما وجدت نفسي فيه لا يمكن وصفه . إنه المتعة المطلقة . المتعة التي لا يشعر بها إلا من كان في مرتبة الألوهة . هل تعرفين ما معنى أن تكوني في كل مكان وأن تشعري بوجود كل مكان ؟ أن تكوني في الأصغر الذي لا يوجد أصغر منه على الأطلاق . ولو أنني ضربت لك مثلا عن حجم هذا الأصغر لقلت لك أننا لو كبرناه تريليون مرة لكان بحجم رأس دبوس !! فكيف سأصف لك هذه المتعة التي أشعر بها وأنا في هذا الأصغرالمعجزة وأقوم بعملي فيه ! وأن أكون في الأكبرالذي لا يوجد أكبر منه ، فهذا يعني أنني كنت في الكون كله . كنت في ترليونات المجرات وأحلق في فضاءاتها وسماواتها . فهل هناك ما هو أجمل من ذلك ؟ وكنت في كل مكان وأرى كل شيء في كل مكان ، وهذا ما لا يمكن وصفه . تخيلي نفسك وأن لك آلاف العيون منتشرة في كافة أنحاء جسدك داخله وخارجه ،فماذا سترين حينئذ ؟ هذا مثال بسيط ولا يمكن أن يعطي الصورة المتخيلة ،فللخالق تريليونات تريليونات العيون، وليس هناك عين في الكون إلا ويرى الله بها كل مكان في الكون وما هو خارج حدود المكان وفي أعماق الكواكب والبحار والمحيطات . كل عيون الكائنات مهما صغرت ومهما كبرت وأينما كانت هي عيون الله التي يرى بها . فهل في مقدورك أن تتصوري ماذا كنت أرى حين حللت في الألوهة ؟ وهل في مقدوري أن أقول لك ماذا رأيت . لم يبق شيئ في الوجود إلا رأيته من أصغرجزيء في ذرة أو في نواة إلى أكبر مجرة . وليس هذا إلى غيض من فيض مما رأيته وشعرت به وأدركته .كيف سأحدثك عن مكاني الذي أصبح الوجود كله ؟ وكيف سأحدثك عن زماني الذي أصبح الزمان كله ، لا ماضي له ولا مستقبل كزمن واحد . فالزمان والمكان يجريان في داخلي وليس خارجي . فليس هناك مكان خارجي لأنه لا شيء خارج ذاتي ،وليس هناك زمان مستقل عن ذاتي أو خارجها ، فالزمن يجري ضمن زمني الكلي الذاتي الثابت . فالمجرات تدور في ذاتي أوفي دخيلتي إن شئت . كيف سأصف لك ذلك يا حبيبتي ؟ وكيف سأصف لك شعوري بمتعة القدرة على الخلق التي صرت إليها.. كنت أمنح جذور النباتات والأشجارفي باطن الأرض ما تحتاج إليه من معادن وماء. وأمنح الأجنة في الأرحام طاقة النمو والتشكل . كنت أهب الحياة لكل كائن أينما كان ،والقدرة على النطق للإنسان ،وما إلى ذلك من كافة أشكال الخلق بما فيها السيطرة على توازن حركة الكون ، بالتحكم بالقوى الجاذبية والكهرومغناطيسية والنووية بشقيها ،وغيرها من الطاقات التي لم يكتشفها العقل البشري بعد" توقف الملك للحظات عن سرد رؤياه للملكة التي كانت منبهرة في كل ما سمعته. عانقته مقبلة وجنته ثم سألته : - هل أحسست بوجود مادي أو طاقوي لك حينئذ ؟ - لا يا حبيبتي لم أحس على الإطلاق وكأنني كنت خارج المادة والطاقة . لم أشعر إلا بمتعة ما أفعل دون أن أدرك ما أنا ، حتى أنني لم أعرف إن كنت إلها ، كل ما أعرفه أنني كنت أقوم بعملية خلق وإبداع في غاية المتعة ! المادة والطاقة مفردتان لغويتان أوجدهما البشر بعد اختراع اللغة وتقدم العلوم, ولا تكفيان لا هما ولا الطبيعة ولا حتى طاقة الطاقات أو الطاقة المطلقة أوالقدرة الخارقة للتعبير عن القدرة الخالقة . إن أفضل تعبير لغوي اخترعه البشر حتى الآن للتعبير عن هذه القدرة هو الخالق أوالألوهة ، أو الله . - وأنت أصبحت إلها وكنت الله ؟ - فكيف سأصف لك ألوهيتي وما كنته وما رأيته خلالها ؟ إن الألوهة مسألة صعبة على الوصف . وإن كانت مفردة الطاقة هي الأقرب علميا للتعبيرعنها دون أن تفيها حقها ! - هل تتوقع يا حبيبي أن تكون نهايتك كما رأيتها في هذه الرؤيا ؟ - أتمنى ذلك ! لم يعرف الملك أنه بذلك ينكأ جروحا مندملة في دخيلة الملكة، فقد شردت بخيالها إلى الماضي البعيد حين تنبأ الملك ليلة زفافهما في رحلته السماوية الأولى بأنهما سينجبان ابنا فائق الجمال يدعى سحب السماوات، ستنتحر الفتيات على مذبح عشقه، وأن الملك نفسه سيقتل غيلة وغدرا ليستلم الملك شمنهور الحكم من بعده ويشرع في تدمير الكون انتقاما لمقتله ،فتنشب حروب طاحنة بينها وبين الملك شمنهور لم يحسمها إلا وقوف بعض ملوك الجن إلى جانبها ليقتل شمنهورولتتولى هي الحكم بعد ذلك وتشرع في إعادة المحبة التي كان ينشدها الملك إلى الناس . - هل سيحدث ما تتمناه يا حبيبي قبل تحقيق تنبؤاتك ليلة زفافنا في رحلتك الأولى . - أوه يا حبيبتي.. أين سرحت بخيالك ؟ إنها مجرد أحلام ورؤى .. - وابننا سحب السماوات ألن يأتي ؟ - قد يأتي يا حبيبتي ما أدراك فقد لا تتحقق رؤياي قبل عقود ! - آمل ذلك يا حبيبي . أريد ابنا أتمتع بجماله ووجوده معي.. يكفيني أنك ستذهب في الألوهة وتتركني !! أدرك ألملك أن الملكة بدأت تغار حتى من الله ! فقرر أن يواقعها بقصد الإنجاب ويلبي لها رغبتها في ابن . بل وقرر أن يطلب إلى الله أن يساعده في حمل سريع ونمو أسرع للطفل ، لعله يرضي الملكة . **** |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [86] |
|
الأُدُباءْ
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
أديب في الجنة (69) * الملك لقمان يعد الملكة بطفل معجزة ! فكرتان أصبحتا تهيمنان على عقل الملكة نور السماء بعد رؤيا التوحد مع الألوهة التي قصها عليها الملك ، الأولى ، أن يرحل الملك ويتلاشى منطفئا وحالّا في عالم الألوهة ومتحدا به قبل أن تنجب طفلا منه ، خاصة وأن أحلامه كما يبدو ليست بعيدة عن التحقق ، والثانية أن يتعرض للقتل كما في حلمه القديم ويرحل أيضا دون أن يحقق لها الحلم . وثمة قلق آخر مبعثه التنبؤ بمقتله ، والحروب الطاحنة التي ستنشأ بينها وبين الملك شمنهور لمنعه من تدمير الكون .. هاتفته الملكة وهو يرقب الكائنات المبتهجة باختلاطها الذي لم يسبق له مثيل في أعماق المحيط ، ملقيا رأسه على صدرها كما من قبل : - حبيبي ! - حبيبتي !! - أريد طفلا في أسرع وقت ! أدرك الملك أن قلق الملكة يزداد . ابتسم : - حسنا يا حبيبتي . أعدك أنني سأفعل ذلك ما أن ننهي الحفل ونخرج من أعماق هذا المحيط ، وستكون مواقعة بقصد الحمل بطفل ذكر! " ياي " وقبلت الملك مبتهجة وهي تهتف : - آمل أن يلبي الله رغبتنا يا حبيبي ! - اطمئني يا حبيبتي ! لبّى الله لي معجزات أكبر من هذه بكثير، ألن يلبي لي هذا الطلب ؟ وكي تفرحي أكثر أبشرك منذ الآن بما لا تحلمين به ! - ماذا يا حبيبي ؟ - ستحملين من مواقعة واحدة في يوم واحد وينمو الحمل تسعة أشهروعشرة أيام في اليوم نفسه وتلدينه في آخر اكتمال اليوم !! " ي....ا....ي ... ياي " - كل هذا في يوم واحد يا حبيبي ؟ - طبعا ! هذه إرادة إلهي العظيم حين يشاء ! - يسعد إلهك ما أحلاه وما أكرمه يا حبيبي ! هذه تكاد معجزة ولادة حورس من إيزيس ! - لا يا حبيبتي . لا ولادة حورس ولا المسيح ،ولا عشتار ، ولا مردوخ، ولا جلجامش، ولا حتى زيوس ! معجزة ولادتك لابننا ( سحب السماوات ) ستكون أهم معجزة عرفتها البشرية ، فأنت لا تعرفين ماذا سيحدث بعد الولادة . - ما ذا سيحدث يا حبيبي ؟ - لا يجوز إفشاء السر الإلهي يا حبيبتي . سأتركه حتى حينه ، فقد لا تصدق تنبؤاتي ! وباتت الملكة في عجلة من أمرها لإنهاء الحفل والخروج من أعماق المحيط ! - ألن تنهي الحفل يا حبيبي ؟ - يا حبيبتي أنظري إلى البهجة التي ينعم بها ضيوفنا هل ترين أنه من اللائق إنهاء الحفل ؟ - طيب يا حبيبي أريد أن تطمئني على مسألة أخرى لتكتمل سعادتي! - ما هي ؟ - ألا تخبرني إن كنت ستقتل فيما بعد ؟ - يا حبيبتي هذه رؤيا عابرة ليس من الضروري أن تتحقق ! - ألا تعرف ذلك ؟ - لا أعرف لأنني لم أفكر فيها أصلا إلا ليلة زفافنا ! - أرجوك حاول من أجلي . - يا حبيبتي تعرفين أنني تعرضت لمحاولات إغتيال كثيرة في رحلتنا السابقة ونجوت منها كلها . فحتى لو حدث ذلك ، فإنني سأنجو بالتأكيد ، ألا تعرفين كم القوى التي تحرسني ؟ - طيب في هذه الحال أريد أمرا منك ! - ما هو ؟ - أن تأخذ عهدا من الملك شمنهور أن يمتثل لإرادتي ويكون تحت إمرتي وأن لا يرفع سلاحا أو يسخّر جنّا لمحاربتي إذا ما حدث لك أي مكروه ! - وإذا عاهدني الآن ونقض عهده حينذاك ؟ - ما يهمني الآن وحالا أن تأخذ منه عهدا . - طيب حبيبتي . خاطر الملك الملك شمنهور بلهجة آمرة ، وإذا به يحضر بملابس سباحة ويقف في مواجهة الملك : - أمر مولاي العظيم لقمان محرر أرواح الجان من قماقم سليمان ! - ماذا ستفعل أيها الملك إن قتلني أحدهم يوما ما ؟ - ماذا تقول يا مولاي ؟ هل يمكن أن يحدث هذا وأنا على قيد الحياة ؟ - لنفترض أنه حدث ! - مولاي! دونك لن أقبل بأي وجود للكون وسأحارب حتى من خلقني إن استطعت ! - مجنون ! إسمع ! - مولاي ! أنا منذ الآن أسامح قاتلي ! ولا أريد أي ثأر أو عقوبة له مهما كانت ! بل أريد مسامحته ! - مولاي ! - أصمت! - وأريدك أن تعاهدني على ذلك وأن تكون رهن إرادة الملكة نور السماء من بعدي ،وأن تعمل تحت حكمها ! أطرق شمنهور للحظات ،وما لبث أن هتف بهدوء : - مولاي أنت تخرق قوانين الطبيعة التي وجدنا عليها ؟ لذلك أعاهدك على الإخلاص للملكة فقط ! - وما هي هذه القوانين ؟ - الإخلاص لأسيادنا فما بالك بمن أنقذنا من السجون الرهيبة !؟ - وهل كان قبولكم السجن في قماقم سليمان إخلاصا له ؟ - للأسف أجل يا مولاي ! - وماذا لو خرقتم هذا القانون العجيب ، ما الذي سيحدث ؟ - لا أعرف يا مولاي الأمر متروك لله ! - إذن أخرقه ! وهيا عاهدني ! هذا أمر لن أقبل أن ترفضه ! ثم إنك خرقته حين أخرجتك من القمقم ، بل وأتحت لجميع الجن السجناء أن يعتقوا من القمائم ! ظل الملك شمنهور مطرقا للحظات دون أن يتكلم ،إلى أن هتف الملك ثانية قائلا " هيّا" - أعاهدك يا مولاي. - تابع ما قلته لك ! - أعاهدك يا مولاي أن أسامح.. أسامح .. وشرع الملك شمنهور يبكي .. فهو لا يتصور أنه سيسامح يوما أي قاتل للملك مهما كان قدره ! - تابع ولا تبك هيا ! - أن أسامح قاتلك بدمك يا مولاي ! قال الملك ذلك وكأنه تخيل الملك لقمان قتيلا وأنه يسامح قاتله بدمه ، فتلفظ بالكلام وهو ينخرط في بكاء فظيع : - وأعاهدك يا مولاي.. أن أكون رهن إرادة الملكة نور السماء.. وأن أعمل تحت إمرتها . نهض الملك لقمان وراح يقبل الملك شمنهور ويمسح دموعه بمنديل من الحرير الأخضر ويضم رأسه إلى حضنه . تلفظ الملك شمنهور وهو يلقي رأسه على صدر الملك : - سأقتل نفسي إن حدث لك شيء يا مولاي ! - لا يا مجنون ! لا أريدك أن تقتل نفسك أيضا ! ثم كيف تتخلى عن كل هؤلاء الجميلات وتنتحر ؟ - بعدك لن يكون هناك معنى للحياة يا مولاي ! - يا مجنون الحياة لم تبدأ بي ولن تنتهي بي . هيا عاهدني أيضا على أن لا تنتحر ! - أعاهدك يا مولاي ! طالما هذه إرادتك ! - وهيا الآن أريد عرضا خرافيا من عروضك على المسرح لنبهج الإمبراطور والإمبراطورة ! انصرف الملك شمنهور ليظهر على المسرح بعد لحظات في عرض جمبازي مدهش مع مائة فتاة ، فيما كان الإمبراطوريفكر بدهشة في عالم الملك لقمان الذي يدع منطق الأسطورة يسير بخط مواز مع منطق الفلسفة ،ليدمج الخطين أحيانا فيختلط منطق الواقع الفلسفي بمنطق الأسطورة الخرافي ، ليجد نفسه ضائعا في هذا العالم ، بين منطق الألوهة السارية في الكون وبين منطق المبدأ الكلي الذي يعتنقه والساري في الكون أيضا ، ولم يبق عليه إلا أن يحسم الأمر عما إذا كان المبدأ الكلي إلها ، أم أنه مجرد طاقة لم يدرك كنهها العقل البشري بعد . ويبدو أن الإمبراطور لم يدرك أنه بهذا التفكير وصل إلى المشكلة ذاتها التي تقلق الملك لقمان ، والتي يرجح أو حتى يفضل أن يكون في الأمر ألوهية ما ، لأن الملك وكما يبدو لا يريد أن يتخيل وجودا دون ألوهة ! وأية ألوهة ؟ **** يتبع ! |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [87] |
|
الأُدُباءْ
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
أديب في الجنة (70) * الرقص المسحور في تجليات الملك شمنهور !! حين ظهر الملك شمنهور بحجم عملاق جالسا على كرسي ضخم على خشبة المسرح في وضع زاوية قائمة. ضج الآلاف في أعماق المحيط بالتصفيق الحاروهم يتأملون الجسد العملاق للملك . وخلال لحظات ظهر إلى جانبي المسرح مئات الفتيات شبه العاريات يقفن بانتظام . مد الملك يديه في استقامة إلى مستوى كتفيه . شرعت الفتيات بالقفز في الهواء ومن ثم الشقلبة قبل أن يقفن على يديه وكتفيه ورأسه وفخذيه، واحدة إلى جانب الأخرى في وضع استقامة، وشرعن جميعا في الشقلبة على يديه وفخذيه وكتفيه ورأسه . ثم شرعن في الإرتفاع أكثر ليتشقلبن مرتين في الهواء قبل أن يهبطن على يديه وفخذيه ، ثم أكثر ليتشقلبن ثلاث مرات، فأربع مرات، فخمس مرات . وسط تصفيق حار من الجميع . توقفت الفتيات. مد الملك يديه في استقامة أمام جسده وباعد ما بين فخذيه . شرعت الفتيات في القفز والشقلبة في الهواء ليتبادلن الأماكن مع بعضهن . فقد قفزت الفتيات الخمسون اللواتي على اليد اليمنى ليقفز في مواجهتهن الفتيات الخمسون اللواتي يقفن على اليد اليسرى وعند تقابلهن في منتصف المسافة تنزلق اليسرويات أسفل اليمنويات ، ليتابعن الشقلبة كل في اتجاهه وليقفن مكان بعضهن . فتيات الكتفين وهن خمس فتيات على كل كتف فعلن الأمر نفسه وتبادلن أماكنهن شقلبة ،أما ثلاث فتيات كن يقفن على رأس الملك فقد قفزن في الهواء لتحط اثنتان منهن على قدمي الملك وتعود واحدة لتقف على منتصف رأسه . استمر المشهد في تبادل الاماكن ثلاث مرات لتعود الفتيات إلى الوقوف . ليرتفع الملك عن الكرسي وهو في الوضع نفسه، ويطير في الفضاء ويتوقف لينفض جسده، وإذا بالفتيات يتبعثرن متشقلبات في الفضاء . وليمد الملك جسده في استقامة ليهبطن متشقلبات عليه ومن ثم يقفن على جسده على رؤوس أصابع رجل واحدة وليتشقلبن ليقفن على رؤوس أصابع يد واحدة وليتشقلبن ويعدن واقفات . وما جرى بعد ذلك فهو أمر مدهش فقد نفض الملك جسده ليلقي بجميع الفتيات في الفضاء وهن يتشقلبن صعودا على ارتفاعات غير متساوية ليشرع بعضهن في النزول شقلبه ليهبطن على راحتي يديه فيعود إلى قذفهن في الفضاء وهكذا بدا الفضاء يعج بأكثر من مائتي فتاة يتقاذفهن الملك وكأنهن طابات ليتشقلبن في لجة الماء في مشهد أخاذ . توقف الملك عن شقلبة الفتيات ثم جعلهن يسبحن في الماء في جماعات منتظمة من عشر فتيات ويشبكن أصابع أيديهن ليرسمن بأجساد مستقيمة دوائرفي الماء وليقفن في أشكال هرمية وقد اعتلى بعضهن أكتاف الأخريات . إلى أن تمدد الملك وجعلهن يتعلقن بيديه ورجليه وشعره الطويل وشرع يسبح وهن متعلقات بجسده متشبثات به بأيديهن . وما لبث أن نفض جسده ليفرقهن في أنحاء مختلفة ،وتمدد على بطنه لتحط بعض الفتيات على جسده ويشرعن في الشقلبة عليه . وحين نفض جسده مرة أخرى نثرهن في اتجاهات مختلفة وشرع ينفخ من فمه نارا ملتهبة عليهن لتشتعل النار في جسد كل واحدة منهن على حدة . ضج الجمهور بالصراخ وخاطره الملك لقمان " ماذا تفعل يا مجنون أخفت الناس " ؟ وقبل أن يسمع الملك الإجابة شاهد الفتيات يسبحن مبتهجات بأجسادهن الملتهبة وشرعن في تشكيل أفواج وحلقات نارية ، فأدرك الجميع أنها نار باردة وليست حامية كتلك التي تشوى عليها اللحوم . مد الملك جسده فشرعت فتيات في الوقوف على جسده ليحط أخريات على أكتافهن فأخريات أيضا على أكتاف التاليات وهكذا إلى ان شكلت الفتيات هرما مشتعلا تعلوه فتاة واحدة . شرع الهرم في الإنهيار المنتظم واحدة فواحدة لتتفرق الفتيات في الماء وليشرع الملك في شقلبة سريعة جدا ليهبط على أرض الخشبة ولتهبط الفتيات شقلبة بعده ويقفن إلى جانبيه على أرض الخشبة ولينحني الجميع تحية للجمهور الهائل الذي نهض وشرع في التصفيق . هتفت الإمبراطورة : - هذا مدهش ! وهتف الإمبراطور مخاطبا الملك لقمان : - تضعنا جلالتكم دائما في ما هو خارق وأسطوري في الوقت الذي تكون فيه حوارتنا أقرب إلى المنطق الواقعي ! - ما يبدو لي جلالتكم إن الوجود بحد ذاته هو الأسطورة الأكبر وأن كل ما نفعله لا يشكل شيئا أمام أسطورة الوجود ، وأن كل ما نفعله هو موائمة الواقع مع الأسطورة ،وتفسيره على ضوئها ! - أشكر جلالتكم . سنتابع حواراتنا . ويا ليت لو تسمحون لنا بإنهاء الحفل . - اسمح لي جلالتكم الحفل على شرف الإمبراطورة وهي الوحيدة القادرة على إنهائه . - الحق معكم جلالتكم . وبدت الإمبراطورة مترددة في إنهاء الحفل غير أن الملكة نور السماء المتلهفة لترى طفلا لها بعد يوم واحد مسألة تستدعي اختصار الزمن فغمزت الإمبراطورة أن توافق ! لكن الإمبراطورة سألت الملك قبل أن توافق: - كم مضى على وجودنا في هذه الأعماق جلالتكم وهل كنا في الليل أم في النهار ؟ - مضى على وجودنا ما يعادل سبعة أيام ،ولم نكن لا في الليل ولا في النهار ، كان كل واح منهما يأخذ نصف الآخر ، لذا يمكن القول أننا كنا في الليل والنهار ! - تعجبت الإمبراطورة لهذا التأويل اللقماني . وأعلنت موافقتها على إنهاء الحفل . شرعت السفن الزجاجية في الغوص إلى أعماق المحيط ليصعد الناس إليها . كانت فتيات الكرة الأرضية من بين الصاعدات في السفن . وحين صعدت السفن وهبط الناس على الأرض سار الملك لقمان نحو آلاف الفتيات الأرضيات وسألهن عما إذا يحببن البقاء هنا . اجبن جميعهن بالإيجاب . سأل الملك الإمبراطور فوافق أن يقمن في بلده وأن يصبحن مواطنات كأي مواطن في بلده . أسكنهن في بلدة أقيمت حديثا . وأمر الملك تجهيزها بكل شيء وملء براداتها بأنواع الخضار والفواكه واللحوم ومستودعاتها بكل أنواع الحبوب . وزراعة أرضها وممراتها بالأشجار المثمرة والزهور والنباتات وإقامة حدائق في منتصفها . تفرق الجميع على أمل اللقاء . سارعت الملكة نور السماء إلى تحضير نفسها للمواقعة المنتظرة . المواقعة الأسطورية التي سينجم عنها الطفل المعجزة "سحب السماوات " الذي سيحمل به في يوم واحد وينمو في رحمها تسعة أشهر وعشرة أيام في اليوم نفسه ، ويولد في آخر اليوم ! عانقت الملك لقمان وهي تسبقه إلى غرفة النوم في المركبة لتستحم وتتعطروترتدي للسرير ما يثير شهوة الملك ! وفعل الملك الأمر نفسه ، فهو يحرص على الإغتسال والتضمخ بالعطور وارتداء الملابس الخاصة بالسرير قبل المواقعة . **** يتبع |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [88] |
|
الأُدُباءْ
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
أديب في الجنة (71) * معجزة المعجزات في ولادة ونمو" سحب السماوات "! ظل سكان الإمبراطورية الشنوتية مترددين في اتخاذ موقف حاسم تجاه اعتناق العقيدة التي جاء بها الملك لقمان ، رغم كل المعجزات التي حدثت في الإحتفالات وعلى أرض الدولة، كما أن الإمبراطور الممثل الأعلى للمبدأ الكلي على الأرض لم يتخذ موقفا أيضا يدفع أمة الإمبراطورية في اتجاه اعتناق العقيدة رغم أن معظم السكان كانوا متعاطفين معها ومعجبين بها .. غير أن الأمر تحوّل إلى شبه إجماع لصالح اعتناق العقيدة ، على أثر حدوث معجزة المعجزات بولادة " سحب السماوات " ابن الملك لقمان العظيم ! الذي حملت به الملكة في يوم واحد لينموالجنين تسعة أشهر وعشرة أيام في اليوم نفسه ولتلده الملكة آخر اليوم، لتعم الأفراح سائر أنحاء الإمبراطورية لولادة ابن الملك الضيف ! وكان الملك لقمان قد استحم وتزين وتعطرعلى أيدي ثلاث فاتنات من حوريات الجن والإنس قبل أن يدخل إلى سرير الملكة نورالسماء ليجدها قد تزينت وتعطرت لتبدو في غاية الجمال ، فقبلها ما لا يقل عن تسعمائة وتسع وتسعين قبلة على كافة أنحاء جسدها قبل أن يشرع في مواقعتها ، لتشعر بمتعة ونشوة لم تشعر بهما إنسية أو جنية من قبل . وطلب إليها الملك أن تظل مستلقية إلى أن تشعر بالجنين يتحرك في أحشائها ،وأن لا تغادر السرير، والأفضل أن تظل مستلقية لأن حركتها قد تؤثر على النمو السريع جدا للجنين نتيجة للعمليات التفاعلية السريعة والقوانين والمعادلات المعقدة وغير المعتادة التي تجري في خلاياه والتي لا تقل عن مائة تريليون عملية ومعادلة ، ليكتمل نمو الجنين على الوجه الأكمل . واستلقى الملك إلى جانبها لبعض الوقت ليتأكد من أن عملية الخلق تجري على ما يرام .. ولم يمر أكثر من بضع دقائق حين شعرت الملكة بالجنين يتحرك في رحمها ، فأمسكت يد الملك وهي تهمس " حبيبي ، لقد بدأ يتحرك في رحمي " قبلها الملك " وقال لها " لا تخافي يا حبيبتي ،إن كل شيء يجري كما أوحى الله لي " وراح الملك يشكر الله ،وما لبث أن هبط عن السرير وجلس خاشعا على ركبتيه وهو يشكر الله ويحمده . أبقى الملك طبيبتان وثلاث ممرضات من بنات الجن إلى جوار الملكة ، يقدمن لها الطعام ويعتنين بها . وحين مر إثنتا عشرة ساعة على الحمل بدا بطن الملكة وقد كبر، فلم تغادر السرير. وكان الملك يأتي ويطمئن عليها ويقبلها بين فترة وأخرى .. وجلس باقي ساعات اليوم إلى جوارها وبوجود الممرضات والطبيبتين . في الساعة الرابعة والعشرين من اليوم نفسه بدأت موجات الطلق تجتاح جسد الملكة وتزداد شيئا فشيئا وهي تقبض بيدها على يد الملك إلى أن وضعت طفلا كأنه البدر . أخذته الممرضات وغسلنه وألبسنه وأتين به إلى الملكة والملك ليقبلاه، وهو ينطق ماما حين قبلته الملكة ،وبابا حين قبله الملك . كانت فرحة الملكة به أكبر من كل فرح مهما كان ، وكلما تأملت جمال الطفل ازدادت فرحا .. وحين أزف لها الملك لقمان المعجزات الآتيات لم يعد الكون يتسع لفرحها . فقد قال لها الملك : " اعلمي يا حبيبتي أن ابننا "سحب السماوات" سيكبر ثلاثة أعوام في اليوم الأول لولادته ، ومثلها في اليوم الثاني ، ومثلها في اليوم الثالث ، وهكذا إلى أن يكمل ثمانية عشر عاما في ستة أيام . ليكون بذلك آية للبشرية تهديها إلى الصواب وطريق الخلاص من واقعها المؤلم . واعلمي يا حبيبتي أن ابننا سيجيد لغتنا وكل المعارف المبدئية في اليوم الأول ، وسيجيد لغتين ومعارف أخرى في اليوم الثاني . وسيجيد معظم العلوم في اليوم الثالث . وما أن يبلغ اليوم السادس وسن الرشد ، حتى يكون قد ألم بالمعرفة الإنسانية كلها . وبناء على ذلك فإن الطفل يحتاج إلى رعاية فائقة طوال الأيام الستة ، لأن العمليات الحسابية ومعادلات قوانين الخلق الجارية في خلايا جسده ، قد تفوق العمليات التي تجري في أجساد ملايين البشر خلال عمر كامل !" لم تعد الملكة قادرة على إحتمال كل هذا الفرح دفعة واحدة فضمت الطفل إلى حضنها وألقت رأسها على عنق الملك لقمان، وهي تحس بجسد الطفل ينمو في حضنها ، وحين اكتمل اليوم الأول كان الطفل يملأ الدنيا فرحا وهو يتحدث إلى أمه بلغة سليمة ، وحين اكتمل اليوم الثاني كان يخاطب الجنيات بلغة الجن ،وأبناء الإمبراطورية بلغتهم ،ويحل بعض المسائل المعقدة في الرياضيات ، وحين اكتمل اليوم الثالث كان قد حفظ معلومات ما لا يقل عن مائة ألف كتاب . وحين اكتمل اليوم الرابع ألغى بعض قوانين الكيمياء وجاء بما هو جديد ، وحين اكتمل اليوم الخامس بدأ يعرف أين اصطدمت قوانين الفيزياء، وفي اكتمال اليوم السادس حل معضلة الفيزياء وجاء بنظرية لم يعرفها العقل البشري بعد ، أسماها نظرية " العقل الذّرّي " غير أن أحدا لم يصدق أن للذرة عقل ، وبدت النظرية عسيرة الفهم على العقل البشري . عمت الأخباركافة أنحاء الإمبراطورية الشنوتية عن مولود الملك والملكة الذي تم الحمل به وولادته وبلوغه سن الرشد خلال أسبوع واحد فقط ، فثمة من صدق وثمة من لم يصدق ، فهذه معجزة لم تقدم عليها أية آلهة من قبل . وحين قدم الإمبراطور والإمبراطورة لتهنئة الملك والملكة وجدا نفسيهما في مواجهة شاب فائق الجمال لم تجد الملكة إلا الإنحناء أمام جماله الخارق . ولم تعد خلال جلسة اللقاء قادرة على التفوه بأي كلام وهي تتأمل جماله بانبهار شديد ، ولم تعد تصدق أن يكون قد حمل به وولد وكبر خلال أسبوع ، وراحت تعتقد أنه منحة من المبدأ الكلي أو الله أرسلاها للملك والملكة تامة الخلق والحكمة والمعرفة . وحين عادا راحت تسأل الإمبراطور عما فكرت فيه فنفى أن يكون الأمر كذلك مؤكدا أن الملك مقرب ومحبوب من خالقه بدليل المعجزات التي قام بها ، فلماذا يبخل الله عليه بمعجزة كهذه . بل وراح يزف النبأ لأبناء الإمبراطورية ويبارك للملك والملكة مولودهم المعجزة . زحف الملايين من أبناء الإمبراطورية حاملين الورود لتهنئة الملك والملكة وحين أطل سحب السماوات على الملايين من شرفة المركبة خرت جميع الفتيات والنساء وسجدن على ركبهن لانبهارهن بجماله ،ولم يجد الرجال والشباب بدا من فعل ذلك . وظهر الملك والملكة ووقفا خلفه وراحا يلوحان للملايين متقبلين التهاني . عقب هذه المعجزة شرع الملايين في دخول عقيدة الملك لقمان أفواجا ودون أخذ رأي الإمبراطور الذي لم يكن لديه أي مانع في الأمر وإن لم يعلن ذلك ، كما أن الإمبراطورة نفسها أعلنت عن نيتها في اتباع هذا المعتقد . **** |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [89] |
|
الأُدُباءْ
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
أديب في الجنة (72) * هول التكهنات وسحر المعجزات في شخصية سحب السماوات ! أثار ظهور سحب السماوات المفاجئ وغير المتوقع، والإمكانات الهائلة التي يتمتع بها ردود فعل متباينة ومختلفة بين ما هو خارق للطبيعة وما يجهد لأن يقارب العلم ، أما الخارقة فقد عزا بعضها الأمر إلى ألوهة ما تكفلت بحمل الولد وتشكله في رحم أمه خلال يوم واحد ومن ثم نشأته خلال ستة أيام ليبلغ سن الرشد، ولا يستبعد أن تكون هذه الألوهة هي إله الملك لقمان نفسه الذي يستجيب دائما لرغباته وتصوراته . غير أن آخرين رأوا أن إله لقمان قد تجسد في شخصه وهو من قام بمواقعة الملكة ، وفي هذه الحال يكون سحب السماوات ابن إله بقدر ما هو ابن الملك لقمان ، وإلا " كيف نفهم ونفسرعدم حمل الملكة من الملك من قبل؟ وكيف نفهم القدرات الخارقة والجمال الفائق الذي يتمتع به "؟! وهذا الرأي دفع آخرين إلى القول أن الله نفسه هو من واقع الملكة وليس الملك ، لكن آخرين اعترضوا على هذا الرأي لاعتقادهم الجازم بأنه ليس لله شكل إنساني ، ويمكن في هذه الحال أن يكون قد أرسل ملاكا لمواقعة الملكة.. غير أن أصحاب رأي الألوهة المواقعة ظلوا متشبثين برأيهم متعللين بالقدرات الإلهية للشاب، في حين رأى آخرون أنها قدرات جنية كون الأم جنية، وإنسية كون الأب إنسي ، وإلهية كون الحمل تم بقدرة إلهية . ورغم اختلاف الرؤى والتكهنات والتوقعات ظل الجميع متفقين على أن سحب السماوات معجزة إلهية لم تحدث في تاريخ الخلق البشري من قبل . علماء الأحياء والكيمياء والفيزياء راحوا يعللون الأمر حسب معرفتهم ، فالكيميائيون والبيولوجيون رأوا أن الصبغيات التي تكونت في خلايا الحيوانات المنوية للملك لقمان قد نجمت بالتأكيد عن مواد خارقة لم يتوفر معظمها لدى الآخرين .. أما الفيزيائيون فلم يتفقوا على رأي فقد رأى أصحاب نظرية البايوألكترونكس أن جسد سحب السماوات لا بد وأن يكون جامعا بين المادة الحية والمادة التكنولوجية الألكترونية لينتج عنهما هذا الإعجاز في الخلق ! وأما أصحاب نظرية النانو تكنولوجي فقد رأوا أن ثمة تعشيقا جرى للحمض النووي لدى سحب السماوات بزرع شرائح ألكترونية في جسده اكتسب الحمض النووي طاقتها . وقد استبعد كثيرون هذين الأمرين ورجحوا أن يكون الملك لقمان نفسه هومن كان يملك هذه القدرات عبر تقنيات أجريت على تكوين جسده من قبل ، فأصبح قادرا على إنتاج مورثات خارقة لكل ما هو مألوف ،وأنه ليس في الإمكان التثبت من ذلك إلا بقيام الملك لقمان نفسه بمواقعة نساء أخريات . ثمة آخرون رأوا أن سحب السماوات ليس إنسانا بل صورة ليزرية هلوغرامية وظفت طاقة الجاذبية بمعادلات الفيزياء الكمومية " لنرى إنسانا ثلاثي الأبعاد يتحرك أمامنا دون أن يكون إنسانا حقيقيا " ولم يأخذ بهذا الرأي أحد . ولم يترك الفيزيائيون والبيولوجيون نظرية إلا وتكهنوا بها دون جدوى . وأهم ما في الأمر أن معظم الناس قد اتفقوا على أن سحب السماوات هو الإنسان الكامل الذي يطمح الله في خلقه وأن أمه وأباه سعيدان به ،بل وأن البشرية كلها ستسعد به . ثمة مشكلة وقع فيها سكان الإمبراطورية الشنوتية بل سكان دول الكوكب كله ، وهي أن صيت جمال سحب السماوات وقدراته الخارقة ومعرفته الشمولية قد تجاوز جتى حدود الكوكب الذي هو عليه ليبلغ كواكب أخرى ! فغدت رؤيته طموحا لا يمكن الإستغناء عنه لدى كل فتاة وخاصة من الإمبراطورية أولا ومن دول الكوكب ثانيا . فكان على سحب السماوات أن يظهر على شرفة المركبة ولو مرة كل ثلاثة أيام على الأكثر ليلوح للفتيات المتجمهرات في ساحة المركبة ، اللواتي ما أن يشاهدنه حتى يجلسن على ركبهن ويشرعن في التلويح له وإرسال القبل له ،فيما هو يفعل الأمر نفسه ولا يبخل على الفتيات بإرسال القبل لهن عبر أثير الهواء . ولم يعرف سحب السماوات وأبوه الملك لقمان أن جماله سيجر إلى حروب في الأيام القادمة مع أكثر من دولة ، يكون آخرها مع كوكب يحكمه ملك جني جبار رفض سحب السماوات أن يتزوج ابنته . أول المغامرات المغرمات بسحب السماوات كانت أستير ، فحين كان سحب في اليوم الخامس لولادته وفي عمره الذي يقترب من الخامسة عشر، لا حظت أستير أن الفتى يتأجج شهوة . غمزته فغمزها .. تسللت إلى غرفة نومه بعيد انتصاف الليل بأبهى زينة وجمال . لا يعرف من كان يلتهم الآخر هي أم هو . كانت تلهب جسده بقبلات محمومة وهو يلتهم كل ما يستطيع التهامة من جسدها وقد خيّم رداؤه الداخلي عما بدا لأستير أنه خارق القوام ! حين بلغا ذروة الوله زلقت رداءه ، لتجد نفسها أمام أعجوبة في الخلق . احتوته ملء قبضتيها .. ولم تعرف كيف وجدت نفسها تغرق في نشوة لم تتخيلها يوما . وما تذكره أنه اعتلاها، وأنها كانت تغرق معه في نشوات متلاحقه . عادت إلى غرفتها وهي في شبه غيبوبة . ولم تعرف أنها ستشعر بالنشوة كلما تذكرت صورة ما شاهدته . وعبثا راحت تحاول أن لا تتذكر، فكيف لها أن لا تتذكر كل هذا الجمال. أقفلت غرفتها على نفسها لتبقى مع تذكرها ونشواتها .. لاحظت أن النشوات تخف مع الإقلال من التذكر والتصور. في اليوم الثالث استعادت توازنها ، حين شعرت أنها أشبعت إلى قدر كاف من الإنتشاء . افتقدتها نسمة التي كانت تربطها بها صداقة حميمة وليال مثلية في السرير . سألتها عن قصة إعتكافها . أجابتها " هل تعديني بأن تحفظي السر؟" قالت " سرك في بئر عميق "! قالت " المواقعة مع سحب السماوات عن العمر كله " لم تصدق نسمة ما سمعته . ما أن لاحت لها أول فرصة لمشاهدة سحب السماوات وكان قد تجاوز سن الرشد حتى غمزته . فغمزها . تركت البائس زوجها نائما وتسللت إليه . لم تصدق أستير ما جرى حين رأت نسمة تغلق الباب لثلاثة أيام .. ربة الجمال ذات الأنوثة الطاغية والجمال الخارق أحست ما يجري . والأهم أن سحب السماوات لم ينتظر أن تغمزه ، فهو كان يترصد خروجها ودخولها غير أن تخوفه من غيرة الملك شمنهور كان يحد من إقدامه على الأمر . قرر أن يكسر حاجز الخوف ، غمزها ، فغمزته . تسللت إليه حين كان الملك شمنهور يغط في سابع نوم ! لم تصدق لا أستير ولا نسمة أن ربة الجمال أغلقت الباب على نفسها أربعة أيام وليس ثلاثة ! الملكة عرفت ببصيرتها ما يجري . تخوفت أن يرهق سحب السماوات نفسه في مواقعة النساء والفتيات . جلست إليه . عانقته . قالت له دون مقدمات : - حبيبي لا ترهق نفسك في مضاجعة النساء ! أدرك أن أمه تعرف . - لا تخافي يا أمي سأخفف من الأمر قدر الإمكان . - لماذا قدر الإمكان فقط يا حبيبي ؟ - هل تريدينني أن أحيا دون عشق ؟ - لا يا حبيبي . لكن خفف حتى لا ترهق نفسك ! - ألا تعرفين يا أمي أنني ابن جنية وأن دماء الجن والإنس والألوهة تسري في جسدي . وأنني أتمتع بقدرات خارقة على ممارسة الحب ! أدركت الملكة أن المشكلة صعبة ! - طيب يا حبيبي . هل تحب أن تتزوج ؟ استغرب سحب السماوات الأمر . - أتزوج يا أمي وأترك جميلات الإنس والجن لمن ؟ ابتسمت الملكة . ضمته وقبلته . - طيب حبيبي . لكن ابتعد عن ربة الجمال . لا توقعنا في مشكلة مع ملك الملوك . وربما لو عرف أبوك لانزعج . عدني أن لا تعيد الأمر معها . - أعدك يا أمي مع أن جمالها يقتلني ! - حبيبي . أعدك بمن هن أجمل منها بكثير ، ولا تنس أنها من بنات خيال أبيك ! - كيف ذلك يا أمي ؟ - حين أراد ملك الملوك شمنهور أن يستحضر لنفسه فتاة لا يوجد أجمل منها طلب إلى قواه الخارقة أن تحضر له فتاة من أقصى ما يمكن أن يتصوره خيال مولاه !! - يا إلهي يا أمي وهل سأستغل خيال أبي لأحصل على فتاة بجمالها ؟ - لا عليك يا حبيبي . سأتدبر الأمر . - حسنا يا أمي . ولم يمر سوى بضع ساعات حين ظهرت على المركبة ملكة جمال مع وصيفتين . كانت الوصيفتان فائقتي الجمال ،أما الملكة فلم يكن ينظر إليها أحد إلا ويزوغ نظره لشدة جمالها ! ***** يتبع . |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [90] |
|
الأُدُباءْ
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
أديب في الجنة (73) * الخالق بين التنزيه والتشبيه وقوانين الخلق ! بعيدا عن الملكة نور السماء الغارقة في محبتها وفرحتها بسحب السماوات والحورية ملكة الجمال التي أحضرتها له مع وصيفتيها ، اقترح الملك لقمان على الإمبراطور أن يذهبا في نزهة جبلية ، لتشوق الملك إلى الجبال حيث عاش طفولته في ضواحي القدس سارحا مع قطيع أغنام .اصطحبه الإمبراطور إلى أعلى قمة جبليه مطلة على هضاب وجبال تكسوها الأشجار المختلفة ، فيما ذهبت الإمبراطورة إلى الملكة نور السماء لتملأ عينيها من حسن سحب السماوات وحورياته . وهما يجلسان إلى جذع شجرة بطم عملاقة كانت تشرئب بأغصانها وترسلها في كافة الإتجاهات ،سأل الإمبراطور الملك في محاولة لتوضيح واستيعاب ما سبق وأن تطرق إليه : - فهمت من جلالتك أن القائم بالخلق موجود في الخلق نفسه وأن وجوده مشروط ببقاء الخلق ، فإذا ما انتفى الخلق انتفى وجوده ، إذ في هذه الحال لن يكون هناك إلا العدم ويستحيل أن يكون ثمة وجود في العدم . - كلام سليم جلالتك . - وفي الإمكان القول أن الهيولى البدئية التي بدأ بها الخلق منذ أربعة عشر مليارعام ما تزال تخلق نفسها بنفسها لنفسها وتطور نفسها بنفسها دون أن تصل إلى كمال ما تطمح إليه . - صحيح . - ألا تظن جلالتك أن لديها تصورا لهذا الكمال ؟ - ممكن أن يكون تصورا غير مجلو أو غير متضح ، فالكمال المطلق ليس من السهل تخيله . فلا أظن أن الشكل الحالي للإنسان سيتوقف على ما هو عليه إضافة إلى النظم الإجتماعية والكيانات التي أوجدها التي ما تزال بعيدة كل البعد عن أي كمال . - أليس في الإمكان تنزيه القائم بالخلق عن الخلق نفسه ؟ - لقد نزهته بعض المعتقدات حين اعتبرته إلها ، بل واعتبرت أن في مقدوره أن يبقى وحده دون خلق لو أراد ذلك ، كأن يبقى جالسا على عرشه السماوي ! - وجلالتك ؟ - أنا لم أنزهة إلا مجازا بمفردة لغوية استعرتها من لغة بشرية هي الخالق أو الله دون أن أجزم أنه يعتبر نفسه إلها . يمكن أنه يعتبر نفسه خالقا . إذا كان الوجود مكونا من مادة وطاقة فليس في الإمكان عزل المادة عن الطاقة أو العكس ، والخالق ليس خارج المادة والطاقة ،المادة بكل تجلياتها والطاقة بكل ما هو مدرك منها وما هو غير مدرك حتى اليوم من قبل العقل البشري . - ماذا يمكن أن تكون الطاقة غير المدركة حتى اليوم من قبل البشر ؟ - في الغالب هناك أكثر من طاقة لكن الأهم هو طاقة الخلق ، فهي لم ولن تكتشف بسهولة ، لأن ما تم نسج خيوطه المعقدة خلال أربعة عشر مليارا من الأعوام قد يحتاج إلى مليارات الأعوام لاكتشافه . هناك طاقة اكتشفها العلماء تسري في الكون كله وتحيط بالأجسام كلها لكنهم لم يكتشفوا ماهيتها . اعتبرتها أنا طاقة الخلق. - هل المعتقدات التي رأت أن للخالق - إذا جاز التعبير- عرشا قد شبهته بكائن ما أو قدمت تصورا له ؟ - بعضها شبهه بالإنسان ! - وجلالتك بماذا تشبهه ؟ - بالوجود كله وما فيه ، فهو كل شيء وكل شيء هو ! ولا يجوز لشيء بعينه أو كائن بعينه أن يقول أنه القائم بالخلق أو أنه الخالق . فالجميع خالق والجميع مخلوق . من هنا يأتي تكامل عملية الخلق بين الخالق والمخلوق أو بين الطاقة والمادة . فكل كائن بحد ذاته يقوم بعملية خلق ذاتية مقررة له موظفا طاقة الخلق السارية فيه ، كالعنكبوت الذي يقوم ببناء عشه ونسج خيوط شبكته بغاية الدقة . - وماذا عن وجود العنكبوت بحد ذاته كيف نشأ ، وكيف نشأت كائنات ضارة وكائنات نافعة ، وكيف يمكن أن يكون الخالق في كائنات ضارة وكائنات نافعة ؟ أدرك الملك أن الإمبراطور بدأ يدخل في الأسئلة المعقدة التي أعجزت العقل البشري ! قال بعض لحظة تفكير : - سأبدأ بإجابة جلالتك من الآخر،وبطرح السؤال التالي ؟ - ألا يتكون العنكبوت من مادة وطاقة ؟ - بلى ! - وألم أقل أنا أن الخالق مادة وطاقة ؟ طاقة تتمظهر وتتجلى في مادة ، ومادة تتحول إلى طاقة ، أو ينتج عنها طاقة ؟ - صحيح ! - إذن لماذا لا يكون الخالق موجودا في العنكبوت كما هو في كل شيء؟ - وماذا عن النشأة ؟ - تعرف جلالتك كم مليارات الأعوام التي دامت قبل نشوء الحياة ؟ - أجل . - وتعلم جلالتك أن كل عنصر كيميائي في الطبيعة يتكون من ذرات متشابهة تختلف عن بعضها في عدد جسيمات البروتونات والالكترونات ،وأن ذرات هذه العناصرهي أبسط مكونات الكائن الحي. تشترك جميع الكائنات من البكتيريا إلى الإنسان في ستة عناصر أساسية هي : الكربون ، الهيدروجين ، النيتروجين ، الأكسجين ، الفسفور ، الكبريت . طاقة الخلق أو الخالق إن شئت وضع قوانين ومعادلات لهذه العناصر وغيرها في المادة، أي في التراب أو الأرض بشكل عام . تواجد هذه العناصر يكون بنسب متفاوته في كل مكان . لنأخذ مثلا مجاري المياه في المدن حيث تنشأ كائنات ضارة . فالمعادلة مثلا تنص على أن نسبة كذا من عنصركذا وتفاعله مع عنصركذا، ألخ.. ينشأ عنها خلق ما، ليس بالضرورة أن يكون هذا الخلق معروفا مسبقا أو أن يكون ضارا أو نافعا . القاعدة متعلقة بنسبة العناصر في المادة وتنوعاتها . فنحن نجد أن ثمة فيروسات تظهر وتسبب أمراضا للبشر وتطور نفسها بنفسها وتقاوم حتى الأدوية ،فيضطر الناس إلى البحث عن دواء جديد فعال .. إذن يمكن تلخيص المسألة في أن كل عنصر في الطبيعة قد وضع له عبر مليارات الأعوام قوانين ومعادلات محددة حسب نسبة ما يحويه من مواد وتفاعله مع عناصر أخرى حسب نسب المواد فيه وتنوعها . ولا شك أن هذه القوانين تتطور وتطور نفسها بنفسها بفعل طاقة الخلق السارية في الكون . ويمكن القول أن التحكم المطلق في نسب المواد في العناصرحتى اليوم غير متوفر، كما أن التحكم في العناصر نفسها غير ممكن نتيجة لما تفرزه الكائنات من مخلفات وبشكل خاص البشر ، حيث تختلط مخلفات قذرة ومواد كيماوية ضارة بالتربة فتلوث البيئة وتنشئ كائنات ضارة . - هل في الإمكان القول أن التوصل لخلق الكائن الذي جاء منه الإنسان قد تأخر كثيرا مقارنة بخلق الكائنات الحية الأخرى ؟ - أكيد فالإنسان احتاج إلى توفر عناصر كثيرة . الكائن البدائي الأقرب إلى البشر قد لا يتجاوز عمره ستة ملايين عام . - ماذا لو دخلنا في قوانين ومعادلات التوريث ! - بعد أن يخلق الكائن تدون مورثاته في مادته حتى لا تتم العودة إلى الصفر ، فلولا تدوين المورثات لكان تطور الكائنات أكثر تعقيدا . فكل القوانين والمعادلات الأولى التي خلق منها الكائن الأول تنتقل إلى خلفه ،وخلفه بدوره يكسبها تطورا ،وهكذا .. - وهكذا تدخلنا جلالتكم في تطور الكائنات كيف تتطور ؟ - تحدثنا لجلالتكم عن الغاية البدائية التي كانت منذ البدء في الهيولى البدئية . والغاية نتاج رغبة ، أو هي بحد ذاتها رغبة ، فكل كائن يحمل في ذاته رغبه لأن يكون أجمل وأرقى وإلا لما ارتقى الإنسان إلى ما هو عليه ولما ارتقى كائن . الكائنات تؤثر في بعضها وتتأثر وحين يرى كائن أن كائنا آخر أجمل منه مثلا يحاول أن يرقى بجماله فيحدث في من يخلفه ، ليس بالضرورة أن يكون واعيا تماما للأمر ، رغم أن المورثات لا تفوت أي رغبات يمكن أن تراود كائنا وهو يتأمل جمال كائن أجمل منه . وقد تسألني جلالتكم . هل تتأثر النباتات بالنباتات والورود بالورود والأشجار بالأشجار وحتى التفاح بفاكهة ما مثلا ؟ أقول : أجل يا عزيزي هذا ما أعتقده ، فكل الكائنات الحية تؤثر بعضها ببعض ، ولولا تلك الرغبات وذلك التأثر لما رأيت هذا التنوع في الخلق ،تأمل الورد ، كل نوع منه يكاد يتفوق على نوع آخر أو أنواع أخرى بجماله. يوجد لدى بعض النساء الحوامل في بعض المجتمعات اعتقاد أن المرأة إذا توحمت ( اشتهت ) شيئا ما قد يترك أثرا يظهر في مولودها. إنها عملية التطور التي لا تتوقف ولن تتوقف إلى ما لا نهاية ، إلى أن تبلغ عملية الخلق كمالا ما قد يحتاج إلى إعادة نظر في قوانين الطبيعة أو الخلق إن شئت . - جلالتك لا تكاد تميز بين الطبيعة والخالق والخلق ! - هذا صحيح ، فالطبيعة هي الخلق والخالق ! - أشكر جلالتكم . يكفي لهذا اليوم . **** يتبع |
|
|
|
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| أحدث, الجنة |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| أسئلة الوجود في رواية " أديب في الجنة " رائد الحواري | شاهين | ساحة الشعر و الأدب المكتوب | 0 | 01-22-2018 04:52 PM |
| " أديب في الجنة " ملحمة روائية فلسفية لمحمود شاهين ! | شاهين | ساحة الشعر و الأدب المكتوب | 1 | 07-31-2017 12:29 AM |
| أديب في الجنة .الجزء الثاني معدلا. | شاهين | ساحة الشعر و الأدب المكتوب | 0 | 09-28-2016 02:30 PM |
| أديب في الجنة .الجزء الأول معدلا. | شاهين | ساحة الشعر و الأدب المكتوب | 0 | 09-27-2016 10:40 PM |
| أديب في الجنة . ملحمة روائية فلسفية . النص الكامل على أجزاء | شاهين | ساحة الشعر و الأدب المكتوب | 11 | 09-08-2016 12:07 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond